Full text of "bgtd3"
AS
س لان و
AAA MOSMAN _ GOT
بح
اة
r, س 1
فى a ت ١
ب سي ا
ا
د. عبد الم بر مامه الشیری
a
ا ٍ 8 -
ا 3< ا “هت
اتبيه لغيه
ا ا
ا
كم 39
الات
E -
35 < r =
ا aras ar ا a
ثم
0
9 و
WWW. moswarat. COM
رو۹ حم مس وسم وم مص وسم ودم وم وع 09
ص
ھ کے
چ ی |
ا کم د ودس 1
www.moswarat.cCcoOm 1
١ ١
| ْ
| ۰
١ 1
1
1 1
1
ا 1
ا |
١ 1
١ ْ
1 ا
1
١ ا
١ 1
ْ 00
5
لاز ححصم وجو وڪم محم صحم ممصم ڪڪ وڪم وج رج 0
ی
سے
فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية أثناء النشر
الشهري» عبد الرحمن معاضة
الشاهد الشعري في تفسير القرآن الكريم..../ عبد الرحمن معاضة
الشهري .- الرياض» 555١اه
7 ص؛ ٤×1۷ اسم .- (سلسلة منشورات مكتبة دار المنهاج للنشر؛ ۷۴)
VA _ ۹41۰ _ م١#5_-٠ ١ ردمك:
| - القرآن - تفسير 7 الشعر العربى شرح ” القرآن بلاغة
1 أ.العنوان ب.السلسلة
| 6 مكتبة دار المنهاج للنشر والتوزبع› ۹ هھ
: س م ر ل ل س
ل س تت ےک
وړ 57
ل ”ت
يږ
تسمه O مون + يمه ة ...لبلا سيم لل 7
وا لس سس ل وړ ل ا
وی ب ع كفرع ر رل اا
1 الطبعة الأول
دوا ليد ١۳٤۱ھ
چو ل ی ا چو س ین | سے یں | وک سین | چوا ت کس کی | چوا د ستتوق |
سسسب mm س للل بلسي eS هه
وس ی | سن 5 jp ny وس سس 5
1 النشروالت وزع 1
!! المتلكن اة الشعودية.الريَاض
لار کزال سی ۔ طرق الت فهشد شاك جوازاستف |
3 اتش ٤1٥٥۵۳ ۔ ناكس .2.1944 صب ۵۱46۹4 ۔ الرياضتك ۱۵۵۴ E
|| انی کا رق نايدا ت : 0:40 ١
| 1 المدينة السَيوية طت سلطا ت : 4/45:0/115. )|
مک المکوۃ۔ البحميزة - الطيق الال الحرم ۔ ت ٥۷0۲۷۷
وجح وح وجح وجح وجح وبي <<
م
RG
2
سبع وسم مم پم ودم ود وم پم وع
ج 7 9 0
ASA :
يني ايش سر يا
3
+ ي يلالا ١ 4 0 ٠. H
الخدت عا ا سی ا یی وعدي ا چ ا 56 دد
2م rere gm مقييااية ل ىر س ا
110 ١
ا ١ ا اا ا ر ی جا 4 کس 1
بس سس وين سی ا اسمس عسو اس وس سنسدا ينيديا ر سانا ا اي صصص ميا سين و پیم تی
محتست ل |
سم وي / a e وو يي | يي مسي
چ لو اي
١
[ |
١ تاليف
ا
|
|
الرس تاذ ارك ممَة للك سعرر
ال7سحسيي اق ممح ا ا معد ممعي ا > 0 بواجي اا
ایو ني ي سوسس چ انمهي Prr aaa
1
۱
ل
|
|
١ gk
78 رار الاين
ا 1
a
جح وک وححم کڪ و جع جک وجح وح و ع
<Q TE
||| |
ا !|
١ ١
1 بكلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية: ||
١ ا س س م س س ا
| أ.د. محمد بن عبد الرحمن بن صالح الشايع مقرراً 1
1 الأستاذ بقسم القرآن وعلومه والمشرف الرئيس على الرسالة 11
1 أ.د. تركي بن سهو بن نزال العتيبي عضواً 1
| الأستاذ بقسم النحو والصرف وعميد البحث العلمي بالجامعة 1
إ٠ «المشرف الساعد عل الرسا
1 أ. د. زاهر بن عواض الألمعي عضواً ا
ا الأستاذ بقسم القرآن وعلومه
5 أ.د. فهد بن عبد الرحفن الرومي عضواً '
]|| الأستاذ بقسم الدراسات القرآنية بكلية المعلمين بالرياض 1
/ الأستاذ المشارك بقسم النحو والصرف بكلية اللغفة العربية 1
1 بجامعة الإمام ظ
||| |
1 |
1 جل دي 9ی
E ۶ س
اكمصطخحب ت ص س `
"ا" 21لهل E"
ص
ل"
- .ا
سسحت
|| الحمد للهء والصلاة والسلام على رسول الله» وعلى آله وأصحابه
؟ وأتباعه إلى يوم الدين» أما بعد:
ا فن القرآن الكريم بنصّهِ امدق وقراءاتو المحفوظةء يعد المصدرٌ
ا الأول لدراسة اللغة بفروعها؛ وذلك لأن اللغة إذا وردت في القرآن فهي
ا أفصح مما في غير القرآن» غير أن المُفسَّرِينَ رجعوا كثيراً إلى لغة العرب
ا من شعرٍ ونث لبيانٍ معاني القرآن الكريم؛ أنه من مم مصاد انير
ا بالرأي وأُوسَعِهاء والمفسرون يشترطون في تلك اللغة التي يفسر
|
|
|
|
ْ القرآنُ الاستفاضةً والشهرةً؛ لأنَّ كتاب لله جل ثناؤه نزلَ بأفصح لغات
العرب. وغير جائز توجيه شي منةٌ إلى الشاذ ِن لغاتها وله في .
الأفصح الأشهرٍ معنىّ مفهوم. ووجة معروفٌ. |
1 ولم تكن تلك اللغة المستفيضة المشتهرة المعروفة المحفوظة سوی إا
! اللغة التي عرفت بتتبع شِعْرٍ العَربٍء الذي لا يزالُ مَحفوظاً مرويًاً. وهو ر
ديوانُ مفاخر العرب» وسجلٌ علويها وعاداتهاء ولم يكن للعرب قبل 0
1 الإسلام عِلمٌ أُصمّ منه» وكان المفسرون من الصحابة ومن بَعدَّهم ا
| يرجعون في فهم بعض حروف القرآن إلى ذلك الشعر الثابت ليتبينوا منه
ما خفي عليهم منهاء ولم يكن حرص المفسرين على الشعر الجاهلي وما 8
0 وجح وصح رححم ودع بحم ودع ودع رححع و ر ج CG
|
|
ٍ
|
بعده من شعر الاحتجاج ليتفقّهوا فيه لذاته» وإِنّما ليَفقَّهوا به القرآن والسنة
قبل ذلك» وكان بعض العلماء مشهوراً بحفظ شواهد الشعر للاستشهاد
بها على تفسير القرآن خاصة .
وقد كان العلماء في استشهادهم بالشعر في تفسير القرآن
مدفوعين إلى ذلك بتوجيهٍ من القرآن الكريم ذاته» وذلك لما كرّرَ من
ذكر اللسانٍ العربيٌ المبين» واللسان العربي هو الشعرٌ وكُلَ ما تَطق
به أصحابٌ السَّليقَةٍ في حواضرهم وبواديهم. وحفظ القرآنِ يقتضي
حفظ اللسان الذي تَرَلَ به القرآن. والله سبحاتة لَمَّا وَصَفَ كتابه بأنه
نَرَلَ يسان عر مين 402 [الشعراء: 140]» لم يكن هذا الوصف
مَدحاً للقُرآن؛ لأت لا يُمدَحٌ بأفضل مِن أنه كلام الله وإتما هو مَدحٌ
لهذا اللسانِ العربئ» المُتمثّل في غالبه في كَل ما نطق به
أصحابٌ السليقة من شعر»ء وفي القليل منه فيما حفط مِن نَثر
العرب. ٠
ولما لاعتماد الشواهد الشعرية في كتب التفسير وكتب معاني القرآن
وغريبه من أهمية في التفسير اللغوي رغبت في دراسة هذا الموضوع
بعنوان: «الشاهد الشعري في تفسير القرآن الكريم) من حيث أهميته.
ومناهج المفسرين في الاستشهاد به. وأثرهٌ في التفسير» ليكون موضوعا
لرسالة الدكتوراه في تخصص التفسير وعلوم القرآن.
« أهمية الموضوع وأسباب اختياره:
١ - كثرة الشواهد الشعرية في كتب التفسير» ومعاني القرآن» وغريبه.
مما جعلها سكل ظاهرةً لا يُمكنٌ إغفالٌ دراستهاء بوصفها الشاهد
اللغويّ الذي يورده المفسرون كلما احتاجوا إلى ذلك في التفسير
اللغوي,. مع اختلاف مناهجهم في ذلك .
١ - أن الشاهد الشعريً قد وَظّفَ في مجالاتٍ المعرفة المختلفة من لغةٍ
مَقَدّمة
ا ل سس ببسي ا ©
سے
ع
ونحو"'' وتفسير وقراءات وصرفي وتاريخ وبلدان» غير أن توظيفة
في تفسير القرآن الكريم» وكتبه» وكتب الدراسات القرآنية عامة لم
يَحظ فيما أعلم بدراسةٍ مفصلةء تستقري مُفرداته» والجهود التي
بذلت من قبل المفسرين في جَمعه وترتيبه» ومناهجهم في ذلك»›
بقة وصفيّة تحليلية» تجمع إلى الاستقراء المتتيع» دة التحليل
والوصف المطابق لمثل تلك المناهج .
حاجة الموضوع في كتب التفسير إلى دراسةٍ تأصيلية» تكشف عن
مناهج المفسرين في الاستشهاد بالشعرء وأثر الشاهد الشعري في
التفسيرء والأسباب التي جعلت العلماء يُعْنَونَ بالشّعر» ومعرفة
ضوابط التعامل مع الشواهد الشعرية في تفسير القرآن الكريم.
e الدراسات السابقة
(1)
هناك بعض الدراسات السابقة» منها:
أكثر من عَنِي بالشواهدٍ الشعرية وشَرّحها هم النحويونء ومنذ صِنّفت سيبويه كتابه
واستشهد فيه بما يزيد عن ١٠١6 شاهداً شعرياً اشتغل من بعده بحفظ هذه الشواهد
ونسبتها لقائليها وشرحها. ومن تلك المصنفات:
۲ شرح أبيات سيبويه يه لابن السيرافي (ت٣۳۸ه).
۳ - تحصيل عين الذهب للأَغلم الشنتَمَري ( ت٦۷٤ ه) .
٤ - شرح أبيات سيبو يه والمفصل لعفيف الدين الكوفىء فرع منه عام ۹٩ هھ.
ه ومن آخرها دراسة تأصيلية بعنوان «شواهد الشعر في كتاب سيبويه» للدكتور خالد
وأبرز من عني بشرح شواهد النحو واللغة من المتأخرين هو العلامة اللغوي
عبد القادر بن عمر البغدادي (ت ۰٩۹۳ ٠ه) فقد صنف في شرح الشواهد الشعرية في
كتب النحو والصرف كتباً هي «خزانة الأدب» وهو أوسعهاء شرح فيه شواهد شرج
الرّضيّ على الكافية في النحوء وكتاب «شرح أبيات مغني اللبيب»» وكتاب «شرح
شواهد الشافية» للرضي في الصَّرفِء و«شرح شواهد التحفة الوردية» في النحوء
وغيرها وكلها. مطبوعة. انظر: الشاهد وأصول النحو فى كتاب سيبو نه لخديجة
الحديثى ۲۳ _ 560.
أولاً: رسالة ماجستير بعنوان «جهود الطبري فى دراسة الشواهد
الشعرية» في جامع البيان عن تأويل آي القرآن» تقدم بها الباحث محمد
المالكى» إلى كلية الآداب بظهر المهراز بالمغرب» طبعت فى مطبعة
المعارف الجديدة بالدار البيضاء عام 64م وهي دراسة أدبية للشواهد
الشعرية في تفسير الطبري» تعرّضت لجهود الطبري من الناحية الأدبية
واللغوية في تفسيره.
ثانياً : كتاب «شواهد ابي حيان في ته تفسيره» للدكتور صبري إبراهيم
السيد» وهو دراسةٌ نحوية لمنهج أبي حيان في تفسيره من خلال الشواهد
الشعرية» وقد طبع الكتاب بدار المعرفة الجامعية بالاسكندرية عام 5504١ه.
ثالثاً: كتاب «الشواهد الشعرية فى تفسير القرطبى» للأستاذ الدكتور
عبد العال سالم مكرم» وهو ليس دراسة تأصيليةً للموضوع. وإنما هو
جَمع للشواهد الشعرية التي وردت في تفسير القرطبي» وتخريج لهاء مع
بيان مواضع الاستشهاد في هذه الشواهد. وقد نشرته دار عالم لكب
طبعته الأولى عام ۸ ھه.
رابعاً : رسالة دكتوراه بعنوان «التفسير اللغوي للقرآن الكريم»
للدكتور مساعد بن سليمان الطيارء تفم بها لقسم القران بكلية ة أصول
7 اه. وف د أشار فيها للشاهد الشعري وأهميته في ده مواضع ء ونه
ونظراً لطبيعة هذه الدراسة» وقصر المدة المقررة» وكثرة الشواهد
الشعرية في كتب التفسير فقد قصرت دراستي هذه على عدو من كتب
التفسير وكتب غريب القرآن ومعانيه» هي العٌُمدةٌ في هذا الباب» وإِنْ كان
غَيْرّها جديراً بالدراسة» إلا نها لا تكاد شواهدها تخرح عما في هذه
الكتب. وهذه الكتب هي :
مَقَدّمة |
ااا الل ل[ ۹_|
أولا : «جامع البيان في تأويل آي القرآن» للومام محمد بن جرير
الطبري (ت١٠"ه) ّ4 حيث اشتمل على أكثر من ألفين ومائتي شاهدٍ
شعري» وكان لابن جرير سبقٌ في العناية بالشواهد الشعرية أتى البحث
على بيانه وإيضاحه. وقد اعتمدت في هذا البحث طبعتين لهذا التفسيرء
الأولى التي حققها العالمان الجليلان أحمد محمد شاكرء ومحمود محمد
شاکر» ومعظم العمل فيها لمحمود رَحِمهما الله» وأشير إليها في البحث
ب «تفسير الطبري (شاكر)»» وطبعتها دار المعارف بالقاهرة وينتهي الجزء
السادس عشر منها بتفسير الآية السابعة والعشرين من سورة إبراهيم.
والطبعة الثانية التي حققها معالي الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي
بالتعاون مع مركز البحوث والدراسات العربية والإسلامية بدار هجرء.
وأشير إليها في البحث ب «تفسير الطبري (هجر)».
ثانياً: تفسير «الكشاف» للزمخشري (ت578ه)» وهذا التفسير قد
عُنِيَ بالجانب البلاغي وكان له منهجه الخاص في الاستشهاد بالشعر في
التفسير» حيث كان مرحلةً جديدةً في فتح الباب للاستشهادٍ بشعر
المحدثين من الشعراء» وتجويز ذلك» وسيأتي بسط المسألة.
ثالثاً : «المحرر الوجيز فى تفسير الكتاب العزيز» للقاضي عبد الحق
ابن عطية الأندلسي (ت547ه)» وقد اشتمل على ما يزيد عن أل
وتسعمائة شاهد شعري» وهو من التفاسير الأصيلة المتقدمة» وكان له
عناية بالشاهد الشعري في تفسيره. وقد اعتمدت في البحث على طبعتين»
الأولى التى حققها المجلس العلمي بفاس بالمغرب» وصدرت في ستة
عشر جزءاً» وعند الإشارة إليها أكتفي بعبارة «المحرر الوجيز». والطبعة
الثانية التي حققها السيد عبد العال السيد إبراهيم وآخرين» وطبعتها وزارة
الأوقاف القطريةء وقد أشرت إليها في البحث ب «المحرر الوجيز
(قطر)) .
رابعاً: «الجامع لأحكام القرآن» للإمام القرطبي (ت١717ه)» فقد
__ ا الاه ر (الشعري في تفسيرالقرآن الكريم
قارب عدد شواهده من الشعر تحمسة الآف شاهد» شملت شواهد اللغة
والغريب» والنحو والقراءات والبلاغة والأدب والتاريخ» وهو أوسع كتب
التفسير التي درستها إيراداً للشعر لتأخره واطلاعه على شواهد المتقدمين.
وقد اعتمدت في هذا الكتاب على طبعة دار الكتب المصرية الأولى عدا
الجزء الأول والثالث من الطبعة الثالثة.
خامساً: «مجاز القرآن» لأبى عبيدة مَعْمَّر بن المُثَنّى البصري
(ت۲۱۰ه)» حيث زادت شواهده عن تسعمائة وخمسين شاهدا» وعد
تُمدةً ومصدراً أصيلاً في شواهد الشعر عند المفسرين وغيرهم» وقد عَنِي
العلماءٌ بشواهدو وشَرحُوهاء وجميع من جاء بعده عيالٌ عليه في ذلك.
سادساً : «معانى القر آن» ليحيى بن زكريا الفراء الكوفي (ت۷٠۲ه)»
وهو كسابقه من أهم الكتب التي عنيت بالشاهد الشعري في تفسير
أساليب القرآن» وفهم معانيه.
سابعاً: «تفسير غريب القرآن»» و«تأويل مشكل القرآن؛ كلاهما
لابن قتيبة (ت٣۲۷ه)» لوفرة شواهدهماء وتقدم وفاة مؤلفهماء واعتماد
من جاء بعده من المفسرين على كتبه.
كما رجعت إلى غير هذه المصادر من كتب التفسير والغريب
والمعاني واللغة والنحو وشروح الشواهد والشعر الجاهلي حسب الحاجة»
في بعض المسائل لحاجة البحث إلى ذلك» ورغبة في اكتمال الصورة.
: منهج البحث ٠
انتفعتُ في بَحثي بالمنهج الوصفيٌ والتحليليٌ معاً في البحث
العلمي» مع اللجوء للإحصاء رغبةٌ في الحصولٍ على نتائجٌ دقيقةٍ بقدر
الطاقة» خاصة في دراسة الشعراءٍ الذين اعتمدّ عليهم المفسرون في
الاستشهادء والقبائل التي ينتمي إليها شعراءٌ الاحتجاج» والنسب
الإحصائية ذات الدلالة» كما استفدت من المنهج التاريخي في بعض
شف اال
المسائل التي تطلبت ذلك» فكان المنهج التوفيقئٌ الذي يجمع بين مناهج
البحث العلميٌ المتبعة في الدراسات العلميّةِ المعاصرة هو المنهجَ الذي
سرت عليه في هذا البحث» وسلكت في كتابة البحث المنهج الآتي :
- وضعت الآيات بين قوسين للآيات القرآنية هكذا # #.
- عزوت الآيات إلى سورها من القرآن الكريم» وذلك بكتابة اسم
السورة ورقم الاية بعدها مباشرة.
حرجت الأحاديث والآثار التي وردت في البحث من مصادرها
المعتمدة من كتب السنة النبوية» فإن كان الحديث أو الأثر مخرجاً فى
الصحيحين أو أحدهما اكتفيت بذلك وإلا خرجته من الكتب والمصادر
الأخرى ونقلت حكم أهل الحديث عليه.
- جمعت الأقوال والمسائل التي تتعلق بموضوع البحث من الكتب
الأساسية فى البحث فى بطاقات» وقد زاد عدد هذه البطاقات عن عشرة
الآف بطاقة» ثم رتبت هذه البطاقات بحسب موضوعاتهاء ووضعتها في
مكانها من البحث» ثَُّ ججمعتٌ كل ما استطعت الوصول إليه من معلومات
متعلقة بالبحث في كتب التفسير الأخرى» وكتب علوم القرآن» واللغة.
والنقد الأدبي» وشروح الشعر الجاهلي» وغيرهاء وأخذ مني ذلك وقتا
طويلاً» ولم أكتب خلال ذلك شيئاً في الموضوع غير ما دونته في تلك
البطاقات» وكنت كلما أعدت قراءة هذه البطاقات بدا لى جانب من
البحث واتضح» فأضطر إلى إعادة قراءة ما كنت كتبته مرات أخرى» ولم
أبدأ في الكتابة إلا بعد أن اتضح لي الموضوع اتضاحاً كاملاًء وأرجو أن
لا يكون نَدَّ عني شيءٌ ذو بال إن شاء الله ثم شَرَعتُ في الكتابة بعد
ذلك مُسترشداً بتوجيهات المشرقين الكريمين وفقهما الله.
- اعتمدت على المصادر الأصلية في كل مسألةٍ بحسبهاء ما
استطعت. فإن لم أجد لجأت إلى المصادر المتأخرة عنها . 1
5531م _(لشاضر الشعري في تفسير القرآنالكريم
- عند الإحالة إلى المرجع أو المصدر في أول موضع أكتفي بذكر
عنوان الكتاب إن كان مشهوراً ولا أذكر اسم المؤلف إلا عند الاشتباه»
نم أتبعهُ بالجزء ء والصفحةء وأذكر تفصيلاً كاملا عن المرجع في ثبت
المراجع والمصادر في نهاية البحث.
- نسبت الشواهد الشعرية الواردة في البحث إلى قائليهاء إلا ما لم
يعرف له قائل» فأكتفي بكتابة :لم أعثر عليه» أو: لم أجده» وقد اعتمدت
الإحالة إلى ديوان الشاعر الأصليء أو المجموع» وإلا أحلت إلى
المراجع الأدبية المعتمدة التي ذكرت الشاهد» وربما لا أجد من نسب
الشاهد قبل المرجع الذي أنقل منه» فأحيل إلى مراجع متأخرة لمن أراد
مصدراً آخر» لا لتوثيقه
- ما أنقله بنصه فإني أضعه بين قوسين مزدوجين هكذا « »» وما
نقلته بمعناه أكتفي بالإشارة إليه في الحاشية بعد عبارة (انظر :).
- عرّفتٌ بالأعلام غير المشهورين في الرسالة بإيجاز» وأحلت إلى
مرجع أو مرجعين للاستزادة» وأتبعتٌ | سم العَلَّم في المَمْنِ بذكرٍ سنةٍ
وفاته إن رأيتٌ حاجة لذلك في فهم المسألة وتسلسلها التاريخي» وأما
الشعراء فَأَحَلْتٌ إلى ترجَمتهم في «طبقات الشعراء» لابن سلام» و«الشعر
والشعراء» لابن قتيبة» لكونهما مِنْ أوثق المصادر المتقدمة في ترجّمة
الشعراءء فإن لم أجد الشاعرّ فيهماء أو في أحدهما أحلتٌ إلى مصادر
أخرى .
- لا أطيل في مناقشة الأمثلة التي أوردها بتحقيق المسائل التي
اشتملت عليها مما لا علاقة له بالشاهد الشعري؛ لأن الغرض التمثيل»
ورغبة في تركيز البحث في موضوع الشاهد الشعري» دون الاستطراد إلى
مسائل أخرى بجحتت بَحثاً مُستقلاً في دراسات مطبوعة» وأكتفي بالإحالة
إلى مواضع بحث هذه المسائل .
مَقدّمة
22 سس سسسصصسسحححححببببببططغ ۱۳ |
- رَيّما طال القول في بعض مباحث الرسالة» وذلك حين تكون
القضية يما له صلة بجوهر موضوع الرسالة ولا سيما المباحث التمهيدية»
فإن الإيجاز يُذهبٌ الوضوحَ المقنع» وقد حرصت على التوسط دون
الإطالة.
- اقتضت طبيعة موضوع الرسالة» وطبيعة الخطة التي التزمتها في
البحث تكرار بعض الشواهد» والتقريرات في مواضع متفرقة من
الدراسة» ولم يكن بوسعي العدول عن ذلك» مع حرصي على التقليل
منه» وجعله في أضيق الحدودء وإن كان المثال المكرر صالحاً
للموضعين معا .
- لعل من المفيد أن أذكر أنني حين بدأت في دراسة الشاهد
الشعري في كتب التفسير لم يكن يدفعني إلا الموضوع نفسه» ولم يكن
نصب عيني غاية بذاتها أتوخاها وأرمي إلى إقامة الدليل عليهاء غير الغاية
المُجرّدة التي سينتهي إليها البحث الموضوعي وحدهء فقد لحظت هذه
الظاهرة في كتب التفسير فأردت أن أتتبعها لأرى هل لها من أثر في
التفسير أم لاء ولذا فلم يكن من المُحبط لي أَنَنِي لم أجد في بعض
المباحث أثراً كبيراً للشاهد الشعري في كتب التفسير» بل اعتبرت ذلك
نتيجة مهمة من نتائج البحث العلمي التي يرمي إليهاء فقد يقرأ الباحث
كتاباً يستغرق منه الوقت الطويل ` نم لا پخرح منه بشيء يفيده في بحثه .
ه خطة البحث :
قَسَّمتٌ خطة البحث بعد هذه المقدمة التي بينت فيها أهمية
الموضوع وأسباب اختياره» ومنهج البحث» إلى تَمهيد» وبابين وخاتمة.
أما التمهيد فهو مدخل عَرَّفْتُ فيه الشعرَ في اللغة والاصطلاح ثم
تحدثتٌ حديثاً مُختصراً عن نشأة الشعر العربي والأقوال التي قيلت في
ذلك» ثم تطرقت بعد ذلك إلى الأثر الذي أحدثه الإسلام في الشعرء له
_۱٤ |=
الشاهر الشعري فى تفسير القرآن الكريم
ختمت التمهيد ببيان الحكم الشرعي الفقهيّ في الشعرء وحكم الاستشهادٍ
به في تفسير القرآن الكريم وضوابط ذلك. وكانت بقية تفاصيل الخطة
على النحو الآتي :
الباب الأول: الشعر وموقف علماء السلف من الاستشهاد به فى تفسير
القرآن الكريم. اشتمل على فصلين :
الفصل الآول: الشاهد الشعري» فيه سبعة مباحث :
المبحث الأول:
المبحث الثاني:
المبحث الغالث:
المبحث الرابع:
المبحث الخامس:
المبحث السادس:
تعريف الشاهد الشعري.
أنواع الشواهد الشعرية.
الشاهد الشعري المحْتّح به.
عيوب الشاهد الشعري .
مصادر الشعر المحتح به .
صلة الشاهد الشعري بالتفسير اللغوي .
الرد على التشكيك في الشعر الجاهلي›
وخطره على تفسير القرآن.
فيه ثلاثة مياحث :
المبحث الأول:
المبحث الثالث:
منهج الصحابة في الاستشهاد بالشعر في
التفسير .
تحقيق مسائل نافع بن الأزرق من حيث
ثبوتها وحجيتها .
منهج التابعين وأتباعهم في الاستشهاد
بالشعر في التفسير.
الباب الثاني: مناهج المفسرين في الاستشهاد بالشعر وأثر الشاهد
مقدمة
ل] ه©١ |
الفصل الأول: مناهج المفسرين في الاستشهاد بالشعر»ء فيه خمسة
المبحث الأول:
المبحث الثاني:
المسحث الثالث:
الميحث الرابع:
المبحث الخامس :
مدى اعتمادهم على الشاهد الشعري في
التفسير .
على المعنى المراد.
منهجهم في توثيق الشاهد الشعري.
أغراض إيراد الشاهد الشعري عند
المفسرين .
الفصل الثاني : مناهج أصحاب كتب معاني القرآن وغريب القرآن
فى الاستشهاد بالشعر» فيه سبعة مباحث :
المبحث الثاني :
الميحث الثالث:
المبحث الرابع:
المبحث الخامس:
المبحث السادس :
المبحث السابع :
المقصود بأصحاب كتب المعاني
وأصحاب كتب الغريب.
الفرق بين كتب المعاني وكتب الغريب.
منهجهم في إيراد الشاهد الشعري.
مدى الاعتماد على الشاهد الشعري
الفرق بين مناهجح أصحاب هذه الكتب
والمفسرين في توظيف الشاهد الشعري .
أغراض إب اد الشاهد ال عندهم.
عراص إير سع ري عند هم
الفصل الثالث: أثر الشاهد الشعري فى تفسير القرآن» فيه أحد
٠“ لشاهر لشي في تفسير القرآن الكريم
المبحث الأول: أثره في إيضاح المعنى .
المبحث الثاني: أثره في توجيه القراءات.
المبحث الثالث: أثره في الجانب العَقَدئّ عند المفسرين .
المبحث الرابع: أثره في الجانب الفقهي .
المبحث الخامس: أثره في الترجيح بين الأقوال.
المبحث السادس: أثره في بيان الأساليب القرانية.
المبحث السابع: أثره في نسبة اللغات للقبائل. ظ
المبحث الثامن: أثره في الحكم بعربية بعض الألفاظ
وفصاحتها . ظ
المبحث التاسع: أثره في بيان الأحوال التي نزلت فيها
الايات.
المبحث العاشر: أثره في معرفة الأماكن.
المبحث الحادي عشر: صلة الشعر الجاهلي بإعجاز القرآن
الكريم .
الخاتمة» لخصت فيها أهمٌ نتائج البحث.
ثبت المصادر والمراجع .
فهرس الموضوعات .
وبعد» فهذا جهد علمي متواضع. في موضوع فيه قدر من الصعوبة
لاتصاله بعلمين من أكبّرٍ علوم الإسلام» وهُما التفسير والعربية» وقد
عانيت في بداية البحث من الغموض الشديد الذي أحاط بي 2 4 م ما ليث
اَن تَبِدَّدَ شيئاً فشيئاً» بفضل الله 4# ثم بتوجيهاتٍ المُشرفين على هذا
و ي 5
معد هك
r کک
البحث وفقهما الله؛ وذلك لكثرة المسائل التى ينبغى التطرق لهاء
ودراستها في عدد كبير من المصادر» وتفرق جزتياتها في كتب كثيرة
متباعدة .
وإ ما تضمنه هذا البحث» من الجديد في تفسير ظواهر الاستشهاد
بالشاهد الشعري في كتب التفسير وتاريخهاء والمناهج التي اتبعت في
ذلك» والأثر الذي تركته في كتب التفسير» إنما هو حصيلة ما تيسر من
معلومات في كتب محددةٍ من كتب التفسير وغريب القرآن ومعانيه» أرجو
أن تكون صحيحةً في أكثرهاء إلا انها ليست آخر ما يُمكن قوله في هذا
الموضوعء بل هي - كما أرجو لها فاتحة منهج صحيح - إن شاء الله -
في دراسة هذا الأمر في بقية كتب التفسيرء ولذا فإني مدين سلفا لكل من
يصحح رأياً في هذا البحث» أو يقوم خطأء أو يوضح غامضاًء فإن الأمر
يتعلق بكتاب الله العزيزء وإذا كان هذا مطلبا في سائر البحوثء» فإنه في
بحث يتصل بالقرآن وتفسيره أولى.
وأخيراً فإني ىه اله يل الذي أعانَ ووفَّقَ لإتمام هذا البحث
على هذا الوجهء وأسأل الله أن ينفعَ به» وأن يَجزي كَل مَنْ أسدى إلى
عَوناً لإنجازه حَيْرَ الجزاء في الدنيا والآخرة.
وأخص بالشكر والتقدير والدعاء الأستاذين الكريمين المشرفين على
هذا البحث وهما أستاذي الكريم الأستاذ الدكتور محمد بن عبد الرحلن
الشايع الأستاذ بقسم القرآن وعلومه بالكلية المشرف على هذه الرسالة»
والأستاذ الكريم الدكتور تركي بن سهو العتيبي عميد البحث العلمي
بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية» والأستاذ بقسم النحو والصرف
وفقه اللغة بكلية اللغة العربية المشرف المساعدء اللذين لم يبخلا علي
باي توجيهٍ وتعليم وتقويم طيلة إعدادي لهذا البحثء وأسأل الله أن
ب[ 016 الشاهر الش ري في تفسير القرآن الكريم
يجعل ما قَذَّماهُ في موازين حسناتهماء وأن يكتب لهما أجزل الأجر
والثواب.
كما أشكر أصحاب الفضيلة الذين تفضلوا بقبول قراءة هذا البحث
وتقويمهء سائلاً الله تعالى أن يكتب لهم الأجر والثواب على حسن
وأختم بشكر شقيقي الدكتور زاهر بن معاضة الشهري الذي كان لي
خير أخ ومعين طيلة إعداد هذه الرسالة بدعمه المتواصل» وتشجيعه
المستمرء فشكر الله له» وجزاه عني خيراً. وإني أهدي هذا الكتاب له
تقديراً لجهده ودعمه لي حفظه الله .
والله الموفق» وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين. . .
المؤلف
6م
amshehri(@ gmaıl.com
ر
CO 2 اح ا وح N جه 771 ] _ بيخي nn
]| لتمهيد
-
--2 2ك ىص9920.2.2.2 222222 222ف١دا ب لٌٌشششششَشةةششسسسسسسسسس E =
الشّعْرٌ في اللغة مأخوذ من قولهم: شَعَرْتٌ بالشيء إذا علمتٌهٌ وفطنتٌ
له فاشتقاق لفظة الشّعْرِ من العلم والإدراك والفطنة. ومنه قولهم: ليت
شعري؛ أي: علمي”. وفي القرآن الكريم: ##وما مركم انما إا جام
لا وموك [الأنعام: ۹٠٠]؛ أي: وما يُدريكم”. وقوله تعالى: #وم
عرو 1# [البقرة: 4] أي : لا يعلمون» ولا یدرون . وسمي الشاعرٌ
بذلك لفطنته لما لا يفطن له غيره من الناس لدقةٍ حسّوء ورهافة
خاط و40 .
والشعرٌ لغة يشمل كل علم»ء ولكنه غَلَبَ على منظوم القول لشرفه
بالوزن والقافية» وكونه قريضاً محدوداً بعلامات لا پجاورها .
عرف بتعريفات) من أمثلها أنه الكلام الموزون المُقَمُى المقصود
)١( انظر: تهذيب اللغة ٤٠١ /١ مقاييس اللغة ۳/ ٤1۱۹ء الصحاح ۰1۹۹/۲ لسان العرب
۷ (شعر).
(۲) تفسير الطبري (هجر) 9/ 585.
(۳) تفسير الطبري (شاكر) ١//الاا» 2594١ مقاييس اللغة “/ ۹۳ء الصحاح ”2198/7
لسان العرب ١77/17 (شعر)ء القاموس المحيط 077.
(6) انظر: تهذيب اللغة »57١ /١ لسان العرب ١77/7 (شعر).
(0) انظر: المصادر السابقة.
(1) نقد الشعر "» لاء العمدة فى محاسن الشعر ونقده »1۹۳/١ مقدمة ابن خلدون
۷ أبجد العلوم ٠.6۳١
لمج __(لشاضر الشمري في تفسيرالقرآنالكريم
الذي يُصِوٌرٌ العاطفة”'' .
ذ (الكلام) جنس يدخل فيه کل كلام من الشعر وغيره.
و(الوزن) يُخْرِحُ ما ليس موزوناً من الكلام. والمراد بالوزن ما كان
و 5 7 00 . o )۲( 2
العرب وهى خّمسة عشر بحراًء تدارك الأخفش"" على الخليل واحداً هو
البحر السادس عشر وَسَمَّاهُ المتدارك .
و(المقمّى) هو انتظام الشعر في قافية واحدة» وهي «الساكنان آخر
البيت وما بينهما من الحروف المتحركة إن وجدت - مع المتحرك الذي
قبل الساكن الأول» . مثال ذلك» قول امرئ القيس"'' :
قفا تبك من ذكرى حَبِيبٍ ومَنْزِلٍ سقط اللوى بينَ الدخول فَحَوْمَلٍ”)
فالقافية هي كلمة ١حَوْمّل». حيث يشكل حرف الواو أقرب حرف
ساكن لآخر حرف في البيت» مع ما قبله وهو حرف الحاء هنا .
.۲۹۸ انظر: أصول النقد الأدبى لأحمد الشايب )١(
(؟) هو أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد بن عبد الرحمن الفراهيدي الأزدي البصري»
٠٠١( - ١۷١ه)»ء له كتاب العين» والعروض» وغيرهاء. اخترع علم العروض»ء
والمعجم» وهو أستاذ سيبويه في النحو رحمهما الله. انظر: أخبار النحويين البصريين
٤ إلبأه الرواة ۷/1 .
(۳) هو أبو الحسن سعيد بن مسعدة أوسط ثلاثة كلهم اشتهر بالأخفش» وإذا أطلق
الأخفش دون وصف فهو المراد» روى كتاب سيبويه ونشره بين الناس» له كتاب
معانى القران وغيرة» وهو بصري المذهب فى النحو. مات قبل سنه ۵ ٣ ھ. انظر :
إنبأه الرواة 1/۲ وبغية الوعاة ٠/١ .
(8) المعجم المفصل في علم العروض ."٤١
(0) العيون في القوافي ٠۲۳۸ والعروض والقافية لأمين سالم .٠١١
030 هو أمرقٌ القيس بن حجر بن الحارث» يلقب بڏي القروح› وهو أشهر شعراء
الجاهلية. وأجودهم شعراً مات مسموما عام شم ومن أكثر من احتج المفسرون
بشعره . انظر: طبقات فحول الشعراء ١/ه الشعر والشعراء .,٠ ٠/١
)۷( انظر : ديوانه 6.
تك انندم 5
و(المقصود) يخرج الكلام الموزون الذي لم يقصد به الشعرهء
كبعض الآيات التي جاءت على بعض الأوزان العروضية كقوله تعالى :
لن تاوا ال حى فقوا مسا بون [آل عمران: ؟4]» وقوله تعالى: # ای
أنقض هرك ر وَرَمَعنا لك َك 469 [الشرح: ۳ ]٤ فإنه كلام موزون مقفى
لكنه ليس بشعر لعدم القصد إلى الشعر فيه على اصطلاح الشعراء.
ويخرج كذلك كلام النبي بي الموزون لعدم القصد إلى الشعر كذلك»
وهكذا كلام غيره.
ولذلك نص التهانوي على ذلك فعرّف الشعر بأنّه «الكلام
الموزون المقفى الذي قصد إلى وزنه وتقفيته قصداً أولياً»”". فالمعنى
عند الشاعر تابعٌ للوزن غالباً» بخلافٍ غيره» فإنَ المعنى هو الأصل.
والوزن يأتي عَرَضاً غَيْرَ مقصود.
وتقييدٌُ الشعر بأنة يُصِوَّرٌ العاطفة يُخرحٌ النّظمّ الذي لا يُصِوَّرٌ
العاطفة» وَإِنّما يكون مقصوراً على نظم مسائل العلوم.
نشأة الشعر :
لم تكن الجاهلية التي سبقت الإسلام مباشرة البداية الأولى لتاريخ
ٍِ
العرب عند كثير من الباحثين» فقد سبقتها جاهلية أو جاهليات قديمة
سَمّاها الله ۾ الْجَنهليَةَ الول [الأحزاب: ۳۳]» وليس هناك تحديد لزمن
تلك الجاهلية أو الجاهليات» وإِنْ كان المفسرون ذهبوا في تحديدٍ زمنها
ٍ وما بعدها. ۲٤۲/۲ انظر: البرهان في علوم القرآن )١(
(0) هو محمد بن علي بن محمد الفاروقي» التهانوي. من علماء الهندء كان حيا عام
4ه. لغوي» مشارك في بعض العلوم. له كتاب كشاف اصطلاحات الفنون.
انظر: الأعلام 2188/1 معجم المؤلفين ۳/ .٥۳۷
(۳) كشاف اصطلاحات الفنون .٠١۳١
(6) مثل ألفية ابن مالك في النحوء وألفية العراقي في الحديث» والشاطبية في القراءات
وغيرها .
مذاهبَ كثيرة"''. ومع الخلاف في تحديد زمنهاء فظاهر الآيات يدل على
انها ليست القرون القليلة التي سبقت الإسلام؛ لان الله وصفها بالجاهلية
الأولىء والله قد ذكر الجاهلية دون وصف في ثلاث آيات» وهي قوله
تعالى: ٭# ینوت بار عر آل ر ة4 [آل عمران: »]١154 وقوله
دعالى: (اتشگم للهية يها و س ب ار عا يتم ذا @)
[المائدة:٠٥]» وقوله تعالى: #إِذْ جَعَلَ اريت كفر في قُلوبهم أَلَيِيَةَ جيه
هلد 4 (الفتح: »]۲١ فيستدل من ذلك ومن سياق هذه الآيات
المقصود بالجاهلية الأخرى الجاهلية القريبة من الإسلام.
ووصفٌ الرّمن بالجاهلية بهذا المعنى من الألفاظ الإسلامية الحادثة
التي طرأت بعد الإسلام للدلالة على زمن الشرك قبل الإسلام. قال
الطاهر بن عاشور : «وأحسث أن لفط الجاهلية من مبتكراتٍ القرآن,
وصف به أهل الشرك تَنْفِيْراً من الجهل» وترغيباً في العلمء ولذلك يذكره
القرآن في مقاماتِ الذم. .. وقالوا: شعر الجاهلية» وأَيّام الجاهلية» ولم
مع ذلك كله إلا بعد نزول القرآن وفي كلام المسلمين»”".
والقبائل العربية التي عاشت ت في الجزيرة امتداذ تاريخي لقبائل سبقتها .
ذُكرت في القرآن الكريم كعاد وتّمود: وذكرهم المؤرخون مثل قبائل طس“
ل
هيه
ى ا
3
(1) قيل: كانت بين آدم ونوح وقُدّرت بثمانمائة سنة» وقيل: كانت بين نوح وإدريس
وقدرت بالف سنة» وقيل : كانت بين عيسى ومحمد عليهما الصلاة والسلامء وکل
ذلك من باب الظن. انظر: تفسير الطبري (هجر) .٠٠١ _ ٩4۷/۱۹
(۲) هو الشيخ محمد الطاهر بن عاشور التونسي )۱۹7 _ «(AIT مفسر تحوي فقيه»
من كبار العلماء المسلمين المتأخرين» تتسم مصنفاته بالعمق والتحرير» شيخ نم جامع
الزيتونةء ورئيس المفتين المالكية منذ عام ”1915م من أهم مصنفاته تفسيره (التحرير
والتنوير). انظر: الأعلام 2١11/54/5 معجم المفسرين .04١/7
(۳) التحرير والتنوير 15/5.
(4:) قبيلة من العرب العاربة البائدة» كانت مساكنهم اليمامة والبحرين. انظر: معجم قبائل
العرب لكحالة 7/١ 177.
لشي ااا رل[
وججديسر”*. ووصفهم بالعغرب البائدة» له يعلى الفناء الكامل للآفرادء
وإنما يعني زوال كيان القبيلة واندثار اسُمهاء مع بقاء آحادٍ أو مَجموعات
دخلت في القبائل الأخرى الباقية .
والله ك وصف عاداً ب #الْأُوك» في آيةٍ واحدةٍ فى سورة النجم
کی س سے ايم
فقال: لوان آهلك عادًا الأوك © [النجم: »]٠١ وذكرها في ثلاث
وعشرين سورة أخرى دون وصف'" '. وأشار يل إلى قبائل أخرى غيرها
م ا ر
فقال : #وعا ادا وثموداً وَأَصَصْبٌ الرس وفرونا بین للت كيرا 4 [الفرقان: ۸].
وهذه القبائل سكنت جزيرةً العرب» فقد أخبر الله تعالى عن موطن قوم
0 ج لے 3
هود ت4 فقال : ودک ت عاو ٳذ أنذر قومم بأ حاف ه [الأحقاف: »]۲١ وأشار
إلى قوم صالح #4 وهم تمودء الذين يَقطنون الججر"» فسمّاهم الله
أصحابٌ الجر في قوله : #ولقذ كدب أب الحجر الْمْرْمَِنَ ©4 [الحجر:
٠ وسمّيت سورتان ذ في القرآن الكريم الجر والأحقاف إشارة إلى
هذين الموضعين. وقال تعالى: #إنَّ أل بيت وضع لكا کدی بِبَكّة مبَارك
وهدى ملین (4)69 [آل عمران : 47[ . وذكرت كتب التاريخ أن نكا وديا
وسواهما كانت في اليمامةٍ وفي مواضعَ أخرى من الجزيرة“ .
() قبيلة من قبائل العرب العاربة البائدة» كانت مساكنهم باليمامة مجاورين لطسم. |
الاشتقاق ٠۲٤ المفصل في تاريخ العرب لجواد علي .۲۹٤/١
(۲) انظر: المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم لعبد الباقي 5777 1۲۷.
(۳) تة تقع الحجر بوادي القرى بين المدينة والشام كما في معجم البلدان ۲ وهي اليوم
واد شمال مدينة العلاء وليست هي مدائن صالح. وإنما هي من مساكن ثمود قوم
صالح #4 كتب حمد الجاسر بحثا بعنوان «ليس الحجر مدائن صالح». بمجلة العرب
١ - ۳/۹۳ وضح فيه موقع الحجرء وأنه واد لا يزال يعرف باسمه هذا إلى اليوم.
انظر: معجم الأمكنة الوارد ذكرها في القرآن الكريم لسعد بن جنيدل ۱۱١ ۔١١٠.
(6) تقع الأحقاف بين عُمَان وحضرموت من أرض اليمن» كما في معجم البلدان /١
5» وتعرف الآن بالربع الخالي» جنوب شرق جزيرة العرب. انظر: معجم الأمكنة
الوارد ذكرها في القرآن الكريم .٠١
)١( انظر: المفصل في تاريخ العرب لجواد علي ۲۹٤/١ وما بعدها.
ِنَّ عرب الجاهلية الأخيرة هم امتداد لمن سبقهم» ومرحلة حديثة
من مراحلهم» والقبائل العربية القديمة كانت لها لغتها أو لغاتها ولهجاتها
التي لا يعرف الكثير عنهاء وتلك اللغة تدرجت في مراحل حتى وصلت
إلى المرحلة الأخيرة من اللغة العربية التي نظمت بها قصائدٌ الشعر
الجاهلي» نَم نزل يها القرآن الكريم. ولذلك فالعرب قَديمو الوجود في
الجزيرة العربية» وقد سبقوا عرب الجاهلية الأخيرة بقرون لا يعرف
عددها .
فالبحث في نشأة الشعر العربي أو أوليته - كالبحث في نشأة العرب
أنفسهم» ولغتهم العربية - يعتمد على الظن والتقريب؛ والآدلة الظنيّة
ولا يوجد لمن كتب في هذا الأمر دليل قاطع يُحَددُ أولية الشعر العربي›
والسبب أن البحث في أوليات الأمور يَحتاج إلى نصوص موثقةٍ يعتمد
عليها الباحث» ويمخصهاء ويفاضل بينهاء ويستخلص منها نتائجه» وإذا
لم تتوفر هذه النصوص والأدلة - وهو الحاصل في هذه القضية - فان
البحث يصبح نوعاً من التيه. أَضِفْ إلى ذلك أن أكثرٌ من عُنِيَ بالآثارء
وقراءة النقوش هم من المستشرقينَ الغربيين» وهم محل شك كبير في
البحث في تاريخ العرب» حيث يَحرص أغلبهم على طمس فضائل
العرب» وإنكار تاريخهم وحضارتهم» لانطلاقهم في بحويهم تلك من
منطلقاتٍ عَقَديّةٍ معادية للعرب ٠
والذين حاولوا معرفة أولية الشعر الجاهلي ربطوه يخرب البَسُوسٍ""
)١( انظر: فصول فى فقه العربية لرمضان عبد التواب ٠٠٠ آلهة مصر الفرعونية لعلي فهمي
خشيم» المقدمة. 00
(۲( البَسوس بنت منقذ التميمية» أثار قتل كليب ناقة جارها الجرمي جَسَاسسَ بن مره فقتل
كليباً: فاستعرت الحربٌ لهذا أربعين سنة» وهي من أشهر حروب العربء سمت
بحرب البّسوس نسبةً لهذه المرأة» حتى صرب بشؤيها المكَّل فقيلَ: أشأم من
البسوس. انظر: ثمار القلوب للثعالبي .٠۷
كك الي كك
التي دارت رحاها بّين بكر وتغلب”'' منذ أوائل القرن الخامس
الميلادي» حيث ترجع إليها أقدمُ مجموعة من الشعر العربي التي تستند
إلى مصادر صحيحة نسبياًء لشعراء مشهورين في تاريخ العرب الأدبي.
ومن مر الشعراء المهلهل بن ربيعة )0۰م( والمرقش الأكبر
(۲٥٠م)“. والمرقش الأصغر””'» وسعد بن مالك البكري (or: ٠(
والحارث بن عُباد البكري (١٥٠م) ٠ وغيرهم“ . وأما قبل هذا التاريخ
)١( قبيلة بكر بن وائل من العدنانية» قبيلة عظيمةٌ مُحاربةٌ» فيها الشهرة والعدد. منها يشكر بن
بكر» وبنو عكابة ابن صعب بن علي بن بكر» وينو حنيفة» وبنو عجل» وقد استشهد
المفسرون بعدد كبير من شعرها كما سيآتي في البحث» وكانت ديارهم من اليمامة إلى
البحرين» إلى سيف كاظمة الكويت حالياً - فأطراف العراق» ثم تنقلت بعد ذلك حتى
بلغت حدود تركيا. انظر: نهاية الآرب ۲/ »"٠ معجم قبائل العرب ٩۳/۱ - 48.
(۲) قبيلة تغلب بن وائل العدنانية» قبيلة عظيمة» خاضت كثيراً من الحروب مع بكر
وغيرهاء سكنت الجزيرة الفراتية بديار ربيعة» وأشهر شعرائها الذين احتج المفسرون
بشعرهم الأخطل التغلبي. انظر: معجم قبائل العرب ۱۲۰/۱ .٠١١
000 مختلف في اسمه فقيل عدي بن ربيعة من بني جشم بن بكر من تغلب» > قيل هو أول
من قصد القصيد» وهو خال امرئ القيس» وجل عمرو بن كلثوم لأمه. قاد تغلب في
حرب البسوس بعد مقتل أخيه كليب» توفي سنة ١٠٠م تقريباً. انظر: معجم الشعراء
للمرزباني 1/4 الشعر والشعراء ۲۹۷/۱.
)٤( هو عمرو بن سعد بن مالك» شاعر جاهلي قديم» كان يعرف الكتابة لأن أباه دفعه
إلى نصراني من أهل الحيرة فعلمه» مات تقريباً عام 007م. انظر: معجم الشعراء
65؛» الشعر والشعراء .5٠١ /١
(0) هو ربيعة بن سفيان بن سعد» وهو ابن أخي المرقش الأكبرء ' عم طرفة بن اليل
البكري» وهو أشعر المرقشين» وأطولهما عمراً. انظر: معجم الشعراء 4
المفضليات .5١5١
(5) هو سعد بن مالك بن ضبيعة البكري» أحد سادات بكر بن وائل وفرسانهاء من المقلين»
قتل في الحروب بين بكر وتغلب حوالي سنة ٠017م. انظر: خزانة الآدب .٠٠٠/١
(0) هو الحارث بن عبّاد بن ضبيعة البكري» وهو ابن عم سعد بن مالك» وكان الحارث
من سادات ربيعة المعدودين › وله القصيدة اللامية المشهورة» مات حوالي 6مم.
انظر: الأغاني 557/60» خزانة الآدب .٠٠٠/۲
(A) كل هؤلاء وردت لهم شواهد شعرية قليلة في كتب التفسير.
KN" (لشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
فإنه من الصعوبة تحديد تاريخ دقيق للزمن الذي بدأ فيه العربُ بقول
الشعر؛ لأن الأدلة لا تساعد على الجزم برأي قاطع» ولم يعثر العلماء
على شعر مُدونِ بقلم جاهليٌ وكل ما يُعرفُ عن هذا الشعر مستمدٌ من
موارد إسلامية» اذك من أفواه الرواة» وكل المحاولاات التي بذلت في
ذلك من باب المقاربة لا القطع.
يقول الرافعي”'': «وقد تصفحنا التواريخ العربية» وأرجعنا ما نقلوه
عن أهل الرواية وهم مصدر آداب الجاهلية وأخبارها فرأينا أن ما
كتبوه من ذلك إذا صلح أن يُنقل. فهو لا يصلح أَنْ يُعقّل) ٠ وهذه من
أكبر المشكلات التي تواجه الباحث في الشعر الجاهلي؛ لان ما وصل
من شعر الجاهلية منسوياً لشعراء معروفين كأصحاب المعلقات يعد شعراً
متكامل النضج» تام البناء ولا بد أن يكون قد سر بمرحلةٍ بدأ فيه
الشعرٌ بداية ضعيفةً» دُمّ تكاملَ وقوي نسجهٌ بعد ذلك» حتى استتمّ تم على
هيئته القائمة.
ولذلك فقد اختلف الباحثون في تحديد تاريخ بداية الشعر الجاهلي
تحديداً دقيقاًء فمنهم من ذهب بعيداً في أعماق التاريخ وزعم أن الشعر
الحربيّ سبق الإسلام بألفي سنة'"» وبعضهم ذهب إلى أَنَّهُ سبقةُ بألفٍ
نة وبعضهم ذهب إلى أنه سبقه بأكثر من سبعة قرون» وحدد تلك
البداية بحادثة سيل الحرم وتَغرّقٍ أبناء سبأ ر اليمنيين في الجزيرة
)١( مصطفى بن صادق بن عبد الرزاق الرافعي ولد سنة ۲۹۸٠ه وتوفي سنة 11757١ه أديب
مصري كبير نثره فى الذروة» وشعره دون ذلك . انظر : حياة الرافعى لمحمد سعيد
العريان فكله عنه» والأعلام ۷/ 770. 1
(۲) تاريخ آداب العرب ."١5/١
(۳) انظر: تاريخ الأدب العربي لعمر فروخ ؟/ لالا.
(4) الصورة فى الشعر العربى لحسن البطل 54".
(5) قبيلة سباً تنتسب لسبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان» ذكرهم الله في القرآنء
وإرساله عليهم سيل العرم العظيم الذي تفرقوا بعده في أنحاء جزيرة العرب -
[wv التفهيد
العربية”'' . ومنهم من ذهب به إلى القرن الثالث الميلادى"
وجل من كتب في نشأةٍ الشعر العربيّ ع يدور حول ما قاله الجاحظ
(66؟7ه”" : «وأمًا الشعه فحديث الميلاد صغيرٌ السَنٌء اول من نَهَجَ
سبيله» وسهَّلَ الطريقّ إليه امرؤ القيس بن حُحبجرء ومهلهل بن ربيعة.
وكتبٌ أرسطا طالیس“» ومعلمه أفلاطون”'. ثم بطليموس"''.
وديمقراطس”""'. وفلان وفلان» قبل بدء الشعر بالدهور قبل الدهور.
والأحقاب قبل الأحقاب... فإذا استظهرنا الشَّعرّء وجدنا له إلى أن
جاء الله بالإسلام خمسين ومائة عام» وإذا استظهرنا بغاية الاستظهار
فمائتي عام . وقد شرح محقق الكتاب معنى كلام الجاحظ هذا .
وشرحه غيره محاولاً الوصول إلى الطريقة التي قدّر الجاحظ بها عُمْرَ
الشعر الجاهلي» وتوصل إلى أن مقالة الجاحظ: أن الشعرّ حديث
= وخارجها. انظر: معجم قبائل العرب .٤۹۸/۲
.١١١ الأسس المبتكرة لدراسة الأدب الجاهلي لعبد العزيز المزروع )١(
(۲) الشعراء الجاهليون الأوائل للدكتور عادل الفريجات 4.
(۳) هو أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ» سمى بذلك لجحوظ عينيه وبروزهماء أديب
من كبار الأدباء» يذهب مذهب المعتزلة فى الاعتقاد ومصنفاته في الذروة كالبيان
والتبيين» والحيوان وهي تعين مدمن النظر فيها على البيان والفصاحة. توفي سنة
0 ه. انظر: معجم الأدباء ٤۷۲/٤ ۰
(4:) هو الفيلسوف اليوناني الشهير» توفي سنة ۳۲۲ ق.م» له مؤلفات شهيرة من أهمها هنا
كتابه عن الشعرء والمقولات» والخطابة وغيرها. انظر: كتاب (أرسطو طاليس: فن
الشعر) لعبد الرحمن بدوي 80.
(6) فيلسوف يوناني» يعتبر المعلم الأول عند الفلاسفة» ومن أشهر تلاميذه أرسطو.
انظر: قصة الفلسفة لديورانت .١ ١
(5) هو فلكي جغرافي يوناني شهير» عاش ما بين 40( 158م)»2 ولد في مصرء ونشأ في
الاسكندرية. من أشهر مؤلفاته المجسطي في علم الفلك. انظر: الفهرست 25594
طبقات الأمم للأندلسي ۹.
(0) من كبار فلاسفة اليونان. انظر: قصة الفلسفة لديورانت .۲٤٥١
.5 /١ الحيوان )۸(
(9) انظر الاستدراك والتذييل رقم ١ في الحيوان 77/١ للمحقق عبد السلام هارون.
| الشاهر (الشعري في تفسير القرآن الكريم
الميلاد صغير السَنٌ) قضيةٌ باطلةٌ لا برهان عليهاء ولیس لها دلیل›
وان غاية ما يبقى من استظهار الجاحظ هذا هو أن شعر مهلهل» وابن
اخته امرئ القيس من أقدم ما بقي من شعر الجاهلية”. ويقول الجاحظ
في موضع آخر من كتابه : اوقد قبل : الشعر قبل الإسلام في مقدار اطول
هِمّا بيننا اليوم وبين أول الإسلام)”"'. والجاحظ قد توفي سنة 100ه.
والجاحظ وغيره من العلماء الذين قالوا بمذة مائة وخمسین سنه
تقريباً أو أكثر للشعر الجاهلي لم يبعدوا عن الصواب إذا فُرضٌ ن أنّهم إِنّما
أرادوا بذلك ما وصل من الأشعار القديمة الموثوق بهاء بحي لا يَرتات
الرواة الثقات في صحة هذه الأشعار ونسبتها لأولئك الشعراءء وأما عَمْرٌ
الشعر نفسه فهو أقدم من ذلك بكثير» ولا يستطيع أحد أن يزعم معرفة
ذلك التاريخ بدقة» فالأبيات المفردة» والمقطعات عمرها أطول من ذلك
بكثير » ولم يقف أحد على أولهاء ولذلك يقول السيوطي”" : ) وقال عَمَرٌَ
بن و في (طبقات الشعراء»: للشعر والشعراء اول 5 يَوَقَفْ عليه»
وقد اختلف فى ذلك العلماءً» وادَّعت القبائل كل قبيلة لشاعرها أنه
الأول ولم يدّعوا ذلك لقائل البيتين والثلاثة؛ لأنهم لا يُسمُون ذلك
شعراًء فادعت اليمانية لامرئ القيس› وينو أ سد لبيد بن الأبرص”2.
.١5 قضية الشعر الجاهلي في كتاب ابن سلام لمحمود محمد شاكر )١(
(۲) الحيوان 5//ا77.
(۳) هو جلال الدين أبو بكر عبد الرحمن السيوطي 849( ١١۹ه)ء من العلماء
المشاركين في عدد من العلوم. المكثرين من التصنيف. من كتبه الدر المنثور في
التفسير» والمزهرء والإتقان في علوم القرآن وغيرها. انظر: حسن المحاضرة /١
۸ البدر الطالع ۳۲۸/١ معجم المفسرين .114/١
(4) هو عمَرٌ بن شَبَّةَ بن عبيدة البصري» من رواة الأخبار الكبار» توفى سنة 77١1ه وقد
بلغ التسعين. له من التصانيف كتاب الشعر والشعراءء وكتاب أشعار الشراة
وغيرها. انظر: معجم الأدباء .٠٠/١١
00 هو عَبيد بن الأبرص بن حَنتّم» شاعر بني أسدء عدّه ابن لام من الطبقة الرابعة من
شعراء الجاهلية» توفي سنة ١٠٠م تقريباً وشعره المحفوظ قليل› مع تقديمه؛ مما 6
ال ال #8 ]|
وتغلبٌ لمهلهل. وبكر لعمرو بن قميئة” '" والمرقش الأكبرء وإياد لأبي
دؤاد" .
قال أي عمر بن شبّة : وزعم بعضهم أن الأفوة الأودي” ' أقدم
من هؤلاءعء أنه اول من قَصَّدَ القصيدء قال: وهؤلاء التْمَرٌ المَدّعى لهم
التقدم ذف في الشعر متقاربون. لعل أقدمهم لا يسبقٌ الهجرةً بمائة سنةٍ أو
نحوها).
وأكثر العلماء يَخْصّون المهلهل بن ربيعة بفضل ريادة الشعراء أصحاب
القصيدء إد يقول ابن سلا : «(وكان أول من صد القصائد» وذگر الوقائع
المماهل بن ربيعة»”. ويقول الأصمعي”" : «أول من تروى له كلمة تبلغ
م
ثلاثين بيتا من الشعر مهلهل › ثم ذؤيب بن كعب بن عمرو بن لمي > ثم
= على ذهاب كثير من شعر الجاهلية. انظر: الشعر والشعراء ۰۲٦۷ /١ الأغاني ۱۹/ .۸٤
)١( هو عمرو بن قميئة بن سعد بن مالك البكري» شاعر جاهلي قديم» عده ابن سلام من
الطبقة الثامنة من الجاهليين» لم تعرف سنة وفاته. انظر: الشعر والشعراء ."1/7/١
(۲) هو جارية بن الحجاج الإيادي» توفي سنة ١٤٠م أو 00٠ م» شاعر قديم» وقد
أهملت العرب رواية شعره لأن ألفاظه ليست بنجدية. انظر: الأصمعيات 186.
(۳) هو أبو ربيعة صلاءة بن عمرو بن مالك من مذحجء» شاعر جاهلي قديم» كان سيد
قومه وحكيمهم» توفي أيام عمرو بن هند سنة 0٠ قبل الهجرة. لقب بالأفوه لغلظ
شفتيه» وظهور أسنانه. انظر: الشعر والشعراء 2777/١ ديوانه (ضمن الطرائف
الأدبية) للميمني ”.
.٤۷۷/۲ المزهر )6(
(5) هو محمد بن سلام الجَمَحئٌ البصري» المتوفى سنة ١۲۳ه» من أعلم الناس وأوثقهم
بالشعراء وطبقاتهم» وله كتاب طبقات فحول الشعراء. انظر: معجم الأدباء .5١ 5/١4
(5) طبقات فحول الشعراء ."9/١
(۷) هو عبد الملك بن قريب الأصمعي الباهلي» من أوثق رواة الشعر والأخبار والغريب»
أخذ عن أبي عمرو بن العلاءء وتوفي سئة ١١۲ه. وله الأصمعيات وهي مختارات
من الشعر. انظر: مقدمة تحقيق الأصمعيات .١١
(A) ا ا قبل امرئ القيس بثلاثين سنة» وبعد المهلهل في تقصيد
. انظر: الاشتقاق ۲۰۱ ۔ .75١7
0 ] الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
ضَمْرةٌء رجل من كنانة» والأضبظ بن قريع''' وكاب بينَ هؤلاء وبين
الإسلام أربعمائة سنة» وكان امرؤ القيس بعد هؤلاء بکشیر»" .
والظاهرٌ أن المرحلة التي سبقت حربّ البّسوس كانت مرحلة
مقطوعات وأبيات متفرقة كما وصلت وحفظها الرواة» وهو ما عَبّرَ عنه
ابن سلام الجمحي بقوله: «ولم يكن لأوائل العرب من الشعر إلا
الأبياث يقولّها الرجلٌ في حاجته)”” .
وقد ذهب بعض الباحثين إلى أنَّ أول الشعراءِ هو حُزيمة بن نَهْدٍ
القضاعي””'» واستندَ هذا الباحث في هذا التقديم إلى قول أبي عُبيد
البكري”': إن شِعرَهُ أي خزيمة أَوَّلُ الشّعْر)". وقد تدل هذه
المقطعات على غَيْرِهاء غير أَنَّهُ لم يُحفظ ذلك الشعث والأمر في هذا
قريب» وكثير من القضايا التاريخية الموغلة في القدم» يصعب الوصول
فيها إلى دليل قاطع؛ لغياب الحْبّر الموثوق.
وكتبٌ التفسير تذكرٌ شواهد شعرية لشعراء قبل مهلهل» فهناك شاهد
شعري منسوث لآدم الى ع ع ع ع 0
)١( هو الأضْبَظ بن قُرَيع التميمي» شاعر جاهلي قديم» وأحد المعمّرين في الجاهلية. لم
تعرف سنة وفاته» وهو القائل: بكل واد بنو سعد. انظر: الشعر والشعراء .787/١
(؟) مجالس ثعلب .4١5- 5١١ (۳) طبقات فحول الشعراء .55/١
(5:) هو حُرَيْمة بن نَهْدِ بن زيدٍ المُضاعئٌ. شاعرٌ مُقِلَّ من قدماء الشعراء في الجاهليةء
انفرد الأصفهاني بذكره في الأغاني» وذكر أخباره» ولم تعرف سنة وفاته. انظر:
الأغاني /١1 84.
(0) هو عبد الله بن عبد العزيز البكري الأندلسي» توفي سنة 54417ه»ء من كبار اللغويين
والجغرافيين» له اللآلي في شرح أمالي القالي» وله معجم ما استعجم في المواضع
انظر: بغية الوعاة .۲۸٠١ /١ كشف الظنون .١77
030 الشعراء الجاهليون الأوائل لعادل الفريجات 4.
0( تفسير الطبري (شاكر) 0 287. وقد حمل ابن سلام على مُحمدٍ بن إسحاق صاحب
السيرة؛ أنه ذكر في كتابه أشعاراً منسوبة لآدم ومن بعده من الذين لم يصلنا
تاريخهم. انظر: طبقات فحول الشعراء ۷/۱ _ 4» المحرر الوجيز 448١ - 8١/5 -
التعهيكد لل[
ولزّهَيْرٍ بن جناب الكلبيع”''» وغيرهم من الشعراء الذين قيل : نهم اول
الشعراء» ولكتها أبياتٌ قليلة. وأكثر الأقوال والشواهد الشعرية في كتب
التفسير واللغة والنحو منسوبة للشعراء المعروفين الذين حُفظت أشعارهم
من المهلهل بن ربيعة وطبقته حتى آخر عصور الشعراء المستشهدٍ
بشعرهم. وما سوى ذلك من الشعراء المختلف فيهم وفي زمنهم فالآبيات
المنسوبة إليهم قليلة لا تكاد تذكر في باب الشواهد الشعرية العلمية التي
هي محل البحث» وسيتضح هذا في موضعه.
ولذلك فالعلماء بالشعر قد انتخبوا من الشعراء مَّن يقع الاحتجاج
بشعرهم في غريب اللغة» وتفسير القرآن» والنحوء والأخبار لكثرتهم»
ولم يتعرضوا لكل الشعراء لتعذر ذلك عليهم» ولذلك يقول ابن سلام:
«ذكرنا العربّ وأشعارهاء والمشهورين المعروفين من شعرائها وفرسانها
وأشرافها وأيامها؛ إذ كان لا يحاط بشعر قبيلةٍ واحدة من قبائل
العرب» وكذلك فرسانها وساداتها وأيامهاء فاقتصرنا من ذلك على ما
لا يجهله عالِم» ولا يستغني عن علمه ناظرٌ في أمر العرب» فبدأنا
بالشى.
ويقول ابن قتيبة: «وكان أكثر قصدي للمشهورين من الشعراءء
الذين يعرفهم جل أهل الأدب» والذين يقعٌ الاحتجاج بأشعارهم في
= وذكر الأصفهاني أن قائل هذه الأبيات المنسوبة لآدم هو خلف الأحمر. انظر: التنبيه
على حدوث التصحيف ۸
)١( تفسير الطبري (شاكر) ۳۳/٠١ الجامع لأحكام القرآن 1917/6. وزهير هذا هو بن
جناب الكلبى» شاعر جاهلى قديم من الأشراف» طال عمره حتى عد من المعمرين.
انظر: طبقات فحول الشعراء ٠/١ الشعر والشعراء ١/4/ا".
(۲) طبقات فحول الشعراء ."/١
أهل السئة» رزقه الله قبولا وحظا في التصنيف في فنول كثيرة» من أهم كتبه» تاويل
مشكل القرآن» وغريب القرآن» وغيرها. انظر: سير أعلام النبلاء *1977/17.
| مم0 الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
الغريب» وفي النحوء وفي كتاب الله كك وحديث رسول الله بل .
هذا كله عن أولية الشعر من حيث الزمن» أما من الناحية الفنية فقد
اختلف الباحثون حولهاء فبعض العلماء يرى أن الرّمل هو المرحلة الفنية
الأولى التي بدأ بها الشعر» فقد روي أن قيس , بن عاصم ال يمي قدم
على رسول الله كل فقال یوما وهو عنده: أتدري يا رسول الله اول مَن
رَجَرَ للإبل؟ قال: لاء قال: أبوك مُضَرٌء كان يسوق بأهله ليله فَضَربَ
َد عبدٍ له» فصاح: وا يداه» وا یداه» فاستوسقت الإبلء فَتَرَلَء فرَجَدَ
على ذلك . فهو أو مَن دا إن صحت هذه الرواية» وقد استعمل
الناس الحداء بالشعر بعدهء وتزيدوا فيه شيئاً بعد شيء”*".
وأما الباحثون المتأخرون فيذهبون إلى أن السجع هو البداية الفنية
التي عرفها العرب» ومن هؤلاء المستشرق كارل بروكلمن”' الذي يقول:
اينبغي أن يكون أقدم القوالب الفنية هو السّجع" ثم يقول: «والسجع هو
القالب الذي كان يصوغ العرّافون والكهنة فيه كلامَهم وأقوالهم كما جاء
فى القرآن)"") . وذهب بعض الأدباء إلى أن السجعَ ترقی بعد ذلك إلى
ا أما الرافعي فيكتفي بالقول: إن الشعر كان قبل مهلهل رَجَزاً
(1) الشعر والشعراء .64/١
(؟) هو أحد أمراء العرب وعقلائهم» كان شاعراًء قدم في وفد تميم على النبي بيه سنة
9ه. وتوفي سنة ١ه بالبصرة. انظر: الإصابة .07195(١905/5
(۳) انظر: جمهرة أشعار العرب .٠١١۷ _ ٠١١/١
(5) انظر: أنساب الأشراف للبلاذري 7٠/١ ١ا"ء العمدة في صناعة الشعر ونقده ۲/
الث
)٥( هو كارل بروكلمن ١878( - 19035م) من كبار المستشرقين الألمان» من أشهر مؤلفاته
تاريخ الأدب العربي» من المراجع المهمة فيما يتعلق بالمخطوطات العربية وأماكن
وجودها. انظر: موسوعة المستشرقين 0۷.
(7) تاريخ الأدب العربي .٥١/١
(۷) تاريخ آداب اللغة العربية لجرجي زيدان »15/١ تاريخ الأدب العربي للزيات ۲۸.
التعهيد لآ
وقطعا”''. وبعض الباحثين يقف من تلك المحاولات الأولى لفن الشعر
موقفاً يرفض فيه تلك الفروض التي رجحها المستشرقون وغيرهم من
الأدباءء ويشك في أن يكون الرَّجَرُ هو أقدم أوزان الشعرء فيقول: «وكل
ما يُمكنٌ أن يقال هو أن الرّجرّ كان أكثر أوزان الشعر شيوعاً فى
الجاهلية؛ إذ كانوا يرتجلونه في كل حركةٍ من حركاتهم» ولكنٌ شُيوعَهُ لا
يعنى تقدّمةٌ ولا سَبِقَهٌ للأوزان الأخرىء إِنّما كان يعنى أنه كان وزناً شعبياً
ل أا ولا أكثر»"'. ۰
ويقترب من هذا الرأي ما ذهب إليه الدكتور إبراهيم انيس من
بحر الرَّجَزْ مرحلةٌ متطورةٌ عن بحر الكامل؛ نظراً لما لاحظَهُ من أن اللغة
العربية تتجه من المتحرك إلى الساكن» وليس العكسر”". وهناك من لا
يعد الرّجَرٌ من الشعرء فقد نقل عن الخليل بن أخمد أن الرّجَرَّ ليس
بشعر» وإِنّما هو أنصاف أبياتٍ أو أثلاث وهذه مسألة تعرض لها نقاد
الشعر بتفصيل” .
أثر الاسلام في الشعر :
لم يَدَع الإسلامٌ جانباً من جوانب حياة العرب في الجاهلية إلا أتى
عليه فغيرة أو قوّمه وهذّبه والشعرٌ من أهمٌ جوانب الحياة العربية» وقد
تأثر الشعر العربي بالإسلام تأثراً كبيراًء وظهر هذا للدارسين بعد جمع
شعر صدر الإسلام ودراسته» وبعض الباحثين يزعم أنه لم يكن للإسلام
في الشعر”2. وهذه الدعوى تعني أن الإسلام لم يُحدِث أثراً على
(۱) انظر: تاريخ آداب العرب ۲٤۲/۳ - 75. (۲) العصر الجاهلي لشوقي ضيف 1856.
(۳) انظر: موسيقى الشعر ٠١ وما بعدها. (6) تهذيب اللغة .5١١- ٦1١/٠١
(5) انظر: المرشد إلى فهم أشعار العرب لعبد الله الطيب »۲*/١ دراسة لغوية في
أراجيز رؤبة والعجاج لخولة الهلالي .١١/١
(5) انظر: تاريخ الأدب العربي لبلاشير .٠١
ا ٣e الشاهر (لشعري في تفسير القرآن الكريم
ثقافة المجتمع» ولم يكن هناك أثر للإسلام في الثقافة والشعر إلا في فترة
متأخرة”''. وهناك من الباحثين من يرى أن فن الهجاء ظلت معايئرة
جاهليةً دون تغيير بعد مجيء ء الإسلام ' "“. وأن المديح ظل بتغنّى
بالصفات الجاهلية التي كان الجاهليون يَعدُونَها المَتَلَ الأعلى”"» ومثل
ذلك يقال في شعر الحرب والفخر والرثاءء هذا من ناحية الأغراض
والموضوعات .
أما ناحية الأساليب فيرون أن الشعراء لم يهجروا ما درجوا عليه
في الجاهلية من أساليب» فلم يتأثروا بأسلوب القرآن الكريم في التذكير
والوعد والوعيد والمحاجة ونحوها ٠ ْ من الأساليبء ويرون أنه إن صم أن
يقال : 3 هناك تغيراً ما فيقال في حقٌّ شعراء المدينة فحسب”*'.
وقد أرجع بعض الباحثين السبب الذي حمل هؤلاء الباحثين على
القول بأنه لم يكن هناك أثر يذكر للإسلام على الشعر وعلى الشعراء
الذين عاصروا صدر الإسلام إلى عدم توفرٍ نصوص كافية تمثل أدب هذا
العصر. بسبب إهمال الرواة لها في كتب الأدب والشعرء في حين حفلت
بها كتبٌ السيرةٍ وكتب التراجمء وهو مع ذلك متفرق فيها لا تكاد تجده
مُجتمعاً في كتاب منها دون کتاب
وسبب آخر يُمكن إضافته وهو أن هناك من الباحثين من يخلط بين
موقف النبي َة من الشعر. وبين نفي صفة الشاعرية عن القرآن
والنبي كله وذكروا أن الإسلام قد قَلّنَّ من ¿ شأن الشعرء ودكره في موطنٍ
الذم. والصحيحٌ عند الباحثين المطلعين على شعر هذه المرحلة أنّها قد
.505/١ انظر: تاريخ الأدب العربي لعمر فروخ )١(
(۲) انظر: الهجاء والهجاءون لمحمد محمد حسين .٠١۷
(۳) انظر: شعر المخضرمين للجبوري ."٤۸
(5) انظر: المصدر السابق 2568 594".
(5) انظر: العصر الإسلامي لشوقي ضيف ٠٠٠١ والتطور والتجديد في الشعر الأموي له ١؟.
التعهيد ل٣
حفلت بعددٍ كبير من الشعراء؛ وأنْ هناك نضوصاً كثيرة تتيح للدارس أن
يحكم عليه حكماً منصفاً.
والحديث عن أثر الإسلام في الشعر يعني التعرض لناحيتين من
أغراض الشعر :
أولاهمما: الأغراض التي تطورت من حال إلى حال.
والأخرى: تلك التي طمسها الإسلام ومحاها.
وإذا كان الذين يتحدثون عن أثر الإسلام في الشعر إِنّما يتجهون
إلى الأغراض التي تطورتء فن معرفة الأغراض التي تُركت تُعطي دلائل
لا تقل عن الدلائل التي تعطيها معرفة الأغراض التي تعَيّرت؛ إذ هي أكثر
أهمية منها وأصدق دلالة في أحايين كثيرة.
فمن الأغراض التي حَمّدت الهجاءٌ الفاحش» والمديح الكاذبٌ»
والمبالغة فيه» والحديث عن الخمر ووصفهاء وإثارة الشرور والأحقاد.
والفخر بالقبيلة والأحساب والأنساب ونحوها من الأغراض.
وأما الأغراض التي ظهرت بعد الإسلام فهي الدعوة للإسلام,
ومدح الدين الجديدء ومدح النبي بي والرد على المشركين» والحث
على الجهادء وأصبح الشعراء أكثر حذراً في جانب العبارات التي
يقولونها من ذي قبا لوازع الدين في نفوسهم»› ومخالطة هذا الدين
لقلوبهم .
حكم الشعر :
ذَكِرَ الشعرٌ في القرآن الكريم في مواضع متعددة» كلها وردت في
المرحلة المكية إلا موضعاً واحداًء تحدياً للمشركين › ورداً على رعمهم
أن القرآن الكريم ما هو إلا شعر وأوهام» وأن النبي ئي ما هو إلا شاعر
كغيره من الشعراء. وهذه الآيات هي قوله تعالى: وما عَلَمَئَنَهُ ألْمّعْرَ وما
يت له إن هو للا ور مدان مب 40 ايس: 0154 وقوله تعالى: ابل
سر الإصرة ص
الوا أَضْعَدتُ احم بل أفترينه بل هو سا عر لايا ايو ڪما ارس
ا © [الأنبياء: 0]. وقوله تعالى : ور ينا تارا ايتا لاع
ون بل جاءَ َألَي وَصَدَقَ لْمرسلِينَ 2 ©{ [الصافات: ١۳ء ۳۷]. وقوله
تال ا َر هما أنت نعمت ريك بکاهن ولا حونو 9 آم يقولونَ شاع
ريصن بو ر ج المثون € [الطور: ۲۹ ۰]. وقوله تعالى: إِنَمِ قا 2
کیم 9©) را هو بقول شاعر قلا ما ومون ) رلا قول كاهن لیا م رون
زيل من رب ممن 462 [الحاقة: 4١ "4].
هذه كلها آيات مكية وردت للرد على مزاعم المشركين» وهي له
تدل على ذم الشعرء فمبناها واضحء» وسياقها ظاهر» تتحدث عن القرآن.
وتؤكد أنه ليس بشعر» وعن النبي يه وأنه ليس بشاعر ولا كاهن» وأن
هذا القرآن من رب العالمين» وليس من وحي الخيال الذي توسوس به
الشياطين .
والحديث عن الشعر في كل ما ورد في القرآن يتحدث عن الشاعر
وليس عن الشعر. ولذلك قال ابن العربي في تفسير قوله تعالى: وما
لَه لشّعْرَ وما وما ا سی ل إن هو إل 01 وان مين 9 [آيس: 19]:
هذه الآية ليست من عيب الشعرء كما لم يكن قوله تعالى: وما کت
لوا من قله من کب ولا طم وملك [العنكبوت: 48] من عيب
الخط . فلمًا لم تكن الأميّهٌ ِن عيب الحَط كذلك لا يكون نفيُ النظم
عن النبي ية مِنْ عيب القع .
إن مسألة نفي الشعر عن القرآن الكريم مسألة أساسية لا علاقة لها
بحكم الشعر في الإسلام» وكذلك نفي صفة الشاعر عن النبي يي مسألة
أساسية ولا شأن لها بموقف الإسلام من الشعرء فهذان أمران يخصان
الدعوة الإسلامية» ومصدرها الإلهي» والثقة بالنبي ييه وليس فيهما ما
.۲۸/٤ أحكام القرآن )١(
س لللحح لق |
يغض من قيمة الشعر أو يحض على الانصراف عنه. ولِتَنْزِيهِ القرآن
الكريم عن أن يكون شعراًء وبُعدهِ عن طرائق الشعر أسبابٌ» منها ما في
أذهان العرب من قَرْنٍ الشّعر بالشيطنة والشَّرٌء وصلته بالموسيقى والغناءء
ولمَكان القرآن من التحدي» ولأن روح الشعر بعيدة عن الالتزام» وقد
كان القرآن دعوةً ملتزمة بمَنهج لا تحيد عنه» خالفث الشعرّ في الغاية
فبعدت عن مناهجه وطرائقه.
وهناك سورة في القرآن سيت باسم الشعراء لذكرهم في بعض
آباتهاء 0 الله تعالى : 0 بدي ڪل من َكَل اَن 7 تان عل کل
5 ایر © © لفون اسع ڪر هم كزبوت © راشا يهم لاون
© أل 5 E واد 6 يقوأوت ما لا يفعلورت اوقا
لله الس امنا وأ وولو لصَلِحَتِ وذكروا الله 7 وأَننصَروا يِن بعل ما
وسيعل آل ظلموا اى منقب يقلن 409 [الشعراء: ٠١١ -۲۲۷]. وهذه
الآيات تذكر الشعراء بصيغةٍ العُموم» ولكنَّ المقصود بها شعراءٌ قريش
الذين ناصبوا الإسلام العداء ومن أشهرهم عبد الله بن الرَغرى قبل
إسلامه الذي أثار الخواطر ضد المسلمين بعد وقعة بدر”"» وهُبيرة بن
أبي وَهب المخزومئ ٠ وأميّهُ بن أبي الصَّلت”*'» ويدخل معهم گل من
سلكٌ بالشعر مسلك الكذب والهجاءء وما حرم في الإسلام.
ص
ي
3
.77 انظر: الشعر الإسلامي في صدر الإسلام للدكتور عبد الله الحامد )١(
(؟) هو عبد الله بن الربَغرى القرشي» شاعر مخضرمٌ هجا المسلمين قبل إسلامه» وحرّض
عليهم» وأسلم يوم الفتح» عذه ابن سلام من شعراء القرى» من شعراء مكة. انظر :
طبقات فحول الشعراء .776/١
(۳) انظر: طبقات فحول الشعراء .1١98
(6) من شعراء قريش المعدودين» كان شديد العداوة للرسول بل فأخمله الله. ولم أجد
ذكراً لإسلامه. انظر: طبقات فحول الشعراء .۲٥۷/١
(0) هو أمية بن عبد الله أبي الصلت بن ربيعة الثقفي» شاعر جاهلي» أدرك النبي كه ولم
يسلم» قرأ التوراة والإنجيل وغيرهاء وفي شعره عبارات كثيرة منهاء وقد أكثر -
A |— الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
ولهذا فُسّرت الآية بأنه: «لا يتبعهم على باطلهم وكذبهم وفضول
قولهم وما هم عليه من الهجاءء وتمزيق الأعراض والقّدح في الأنساب».
والنسيب بالحرّم» والغزل» والابتهار» ومدح من لا يستحق المدح» ولا
يستحسن ذلك منهم ولا يطرب على قولهم إلا الغاوون والسفهاء»"''.
والصدق هو العنصر الذي يطلبه الإسلام في الشعرء والشعراء
يصعب عليهم الالتزام بهذه الصفةء طألَرَ ر أنَهُمْ في كل واد يَهِيمون ©
وان يقولورت م ل يفُعلورت 0 [الشعراء: .]۲۲١ ۲۲١ وهيامهم في كل واد
معناه اعتسافهم الطريق والغلو ومجاوزة حد الاعتدال» وتخييل الجبان
شجاعاً» والبخيل جواداً. والمقصود بالغاوين في أقوال أهل التفسير
آولئك السفهاء من الغوغاء والأعراب وغيرهم الذين يجتمعون إلى شعراء
قريش المشركين يستمعون أشعارهم وأهاجيهم في الرسول وله ورسالته”'".
وسيرة النبي يه تدل على أنه قد استنشد الشعرٌ واستحسئّهُ» ومد
قائله» وأجازٌ عليه» وعفا بسببه عمّن يستحقٌ العقابَ. وقبل وسيلة مَن
توسَّلَ به» وشَّفّع من استشفع به. والصحابةٌ كان فيهم الشعراء ومّن
يستنشد الشعرٌ ويجيز عليه.
ولذلك قال أنس بن مالك ويه: «قدم علينا رسول الله 4لا
المدينةء وما في الأنصار بيت إلا وهو يقول الشعر»”". والنبي ية كان
له منهم شعراء يهجون المشركين» ويجيبونهم ويحامون عن النبي ئي
= المفسرون من شعره. ذكره ابن سلام في طبقة شعراء الطائف. مات في السنة الثامنة
من الهجرة. انظر: الشعر والشعراء .404/١
)١( الكشاف ۳٤۳/۳ التحرير والتنوير ٥٥١/۲۲ - ل59.
(۲) انظر: محاسن التأويل للقاسمى ۳۸۸/٩ والكشاف .۳٤٤/۳
(") العقد الفريد ۳۸۸/۳. ليت أحد الباحثين يتصدئ لأحاديث الشعر ويدرسها حديثياً.
(6) هو حسان بن ثابت بن المنذر الخزرجي الأنصاري وء صحابي جليل» من فحول -
اميد ساف[ ]د
وكعب بن مالك”''» وغيرهما ون .
وأما الأحاديث التي ورد فيها ذكر الشعر فهي كثيرة» وقد صِنَّف
الحافظ عبد الغني المقدسيٌ جزءاً في الشعر”"“» وكذا الإمام ابن سيّد
الناس اليعمري”"» ولا تكادٌ جد مُسنداً أو جامعاً من كتب الحديث إلا
وفيه بابٌ أو كتاب للشعر» وسأقتصر على بعض هذه الأحاديث .
١ - عن أبى هريرة ونه أن النبى بي قال: «أصدق كلمة قالها
شاعر» كلمة لبي( ) : ١
ألا کل شيءِ مَا حلا الله باط“
وكاد أميّةٌ بن أبي الصَّلتٍ أن يُسلم». ©
١ - عن عائشة وا أن حسان بن ثابت وله استأذن رسول الله كلا
فى هجاء المشركين» فقال رسول الله كللةِ: «فكيف بنسّبي؟). فقال
حسان: لأسلئّكَ منهم كما سل الشَّعْرةٌ من العجين”" .
= شعراء الجاهلية والإسلام» وهو شاعر الرسول ية الأول. انظر: طبقات فحول
الشعراء »75١65/١ الشعر والشعراء .806/١
)١( هو كعب بن مالك الخزرجي الأنصاري يه من شعراء الرسول بي المجيدين»
شهد بيعة العقبة مع قومه» عذه ابن سلام في طبقة شعراء المدينة. مات سنة ٠مه
وهو أحد الثلاثة الذين خلفوا. انظر: سير أعلام النبلاء ۲/ 077.
(؟) طبع بتحقيق إحسان عبد المنان عام ١٠5١ه. وأصدرته المكتبة الإسلامية بالأردن.
(۳) انظر: فتح الباري .066/٠١
)٤( هو لبيد بن ربيعة بن عامر العامري. صحابي جليل و من شعراء المعلقات» ومن
كبار شعراء الجاهلية» عُمّرَ طويلاً. انظر: طبقات فحول الشعراء /١ ١٠ء لبيد بن
(5) عجزه:
00000 000600000600660 وكل نعيهملا محالة زائل
انظر: ديوانه ۱۲۷.
(7) صحيح البخاري» كتاب الأدب» باب ما يجوز من الشعر٥/٦۲۲۷» صحيح مسلم»
كتاب الشعر 6 ..
(۷) صحيح البخاري» كتاب الأدب» باب هجاء المشركين 8/6!ا؟25 صحيح مسلمء -
= الشاهر الشري في تفسير القرآن الكريم
- وأمر النبي يكل حسانً بذلك فقال: «اهجهم أو هاجهم - ٣
. وجبريل معك)20
. قال عله : ان من الشَّعْرِ حکمة) - ٤
ه عن الشريد" ويه قال: ردفتٌ رسول الله كَل يوماً فقال:
اهل معكٌ من شعر أمية بن أبي الصلت شي*؟» قلت: نعم. قال:
«(هيه». فأنشدته بيتاً» فقال: «هيه» أي: زدني -» ثم أنشدته بيتأ فقال :
3. 1 7 3
«(هية) . حتى انشدته مائة بیت 0
5 - أَقَىّ النبيُ يك صحابته على قول الشعر وسَّماعهٍ وإنشاده
واستنشاده في حضرته» فعن جابر بن سَمَرةً له قال: كان أصحابه
يتذاكرون عنده الشعر وأشياء من أمورهمء فيضحكون. ورَيّما
بشم 1 ع 5
كل هذه الأحاديث تدل على أن النبي ييل كان يرخص في قول
الشّعرء بل ويأمرٌ به للردٌ على المشركين» ويستنشدٌ بعض الصحابة. مما
يدل على جوازو» وججمهورٌ الفقهاء من المذاهب الأربعة المتبوعة
مجمعون على جوازه وإباحته» وهو المنقول عن عامة أهل العلم قديما
= كتاب فضائل الصحابةء باب فضائل حسان 197”5/54.
)01 صحيح البخاري» كتاب الأدب» باب هجاء المشركين ه2227 صحيح مسلمء
كتاب فضائل الصحابة» باب فضائل حسان 1977/5.
(؟) صحيح البخاري» كتاب الأدب» باب ما يجوز من الشعر 771777/6.
(۳) هو الشريد بن سويد الثقفي . طءء صحابي جليل شهد بيعة الرضوان» قيل: أصله
من حضرموت» توفى فى خلافة يزيد بن معاوية. انظر: طبقات ابن سعد 2155/86
أسد الغابة ؟/ "202.47 ئ
)٤( صحيح مسلم» كتاب الشعر /٤ ۷١۱۷ء جزء في أحاديث الشعر.
/0 سنن الترمذي» كتاب الأدب» باب ما جاء في إنشاد الشعر ۸٥/١ مسند أحمد )٥(
وقال: حديث حسن صحيح . صحيح ابن حبان» كتاب الحظر والإياحة» باب “۸
مسند أبي يعلى7١7794/1» مصنف ابن أبي شيبة» كتاب 445/١ الشعر والسجع
.655/4 الأدب» باب الرخصة في الشعر
شيد ل لل ببسي 49 ]سم
(7 | u (1(7
وهناك أحاديث وردت في ذم الشعر يحتج بها من يقول بكراهة
الشعر بل بعضهم يبالغ فينهى عنه» وأهمها ما رواه أبو هريرة طب
مرفوعاً: الأنْ يَمتلئَ جوف رجل قِيحاً حتى يَرِيَهُ خير من أن يَمتلئ
et 1 (ONÎ a سر . م ت :
شعرا) . من الوّري على وزن الرمي. وهو الداء. يقال : وري يري فهو
موري » إذا أصاب جوفه الداء0 2 .
وسئلت عائشة : هل كان رسول الله ية يتسامع عنذه الشعر؟
قالت: كان أبغض الحديث إليه”" .
وقد نَبَّهَ العلماء على مناسبة هذا الحديث بما يزيل الإشكال» وقيل
إن: «مناسبة هذه المبالغة في ذم الشعر أن الذين خوطبوا بذلك كانوا في
غاية الإقبال عليه» والاشتغال به فزجرهم عنه ليقبلوا على القرآن. وعلى
ذكر الله تعالى وعبادته» فمَنْ أخذ من ذلك ما أُمِرَ به لم يَضرَهُ ما بقي
عنذهة مما سوق ذللی»”.
(1) انظر: التمهيد لابن عبد البر 77/ 2١45 المجموع /١ “الاء المغني 0١54/١4 مغني
المحتاج »47٠/5 حاشية ابن عابدين 245/١ الأحكام الفقهية المتعلقة بالشعر
لهيشم بن فهد الرومي» بحث تكميلي للماجستير بالمعهد العالي للقضاء بجامعة الإمام
ص٤٤ وما بعدهاء الأحكام الفقهية المتعلقة بالشعر للدكتور زيد الغنام» بحث منشور
بمجلة جامعة الإمام» العدد الخمسون ص ١50 وما بعدها.
(۲) شرح النووي على مسلم 275١/١5 تهذيب الآثار للطبري 5141//7.
(۳) صحيح البخاري» كتاب الأدب» باب ما يكره أن يكون الغالب على الإنسان الشعر
۵“ صحيح مسلم» كتاب الشعر .١17594/5
(5) انظر: غريب الحديث /١ ١٠١٠ء عمدة القاري ۲۲/ 1۱۸۹ء فتح الباري .٥٦٤ /٠١
(5) مسند أحمد ١/٤۳٠ء السنن الكبرى للبيهقي - كتاب الشهادات باب ما يكره أن
يكون الغالب على الإنسان الشعر حتى يصده عن ذكر الله والعلم والقرآن 0515/٠١
مصنف ابن أبي شيبة - كتاب الأدب باب من كره الشعر ٥۳٤/۸ وقال الهيثمي في
مجمع الزوائد 4 :: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
() فتح الباري للعسقلاني .215/١٠١١
1131 الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
وورد في رواية للحديث أن الرسول كل قال: «والذي نفسي بيده
لأن يَمتلئَ جوف أحدكم قيحا ودمأ خير له من أن يُمتلئ شعرأ يهجو به
الناسَ ويؤذيهم»”''ء وفسرتة عائشة ويا بقولها: «يعني الهجاء منه» .
وهذه الأحاديث التي وردت في الذم محمولةٌ على مَنْ أقبلَ على
الشعر واشتغلَ به عن الذكر والصلاة وطاعة الله تعالى» وعلى من أقبل
على شعر اللهو والعَبَّثِ والباطل. ولذلك بَوَّبَ البخاري في صحيحه:
اباب ما يكره أن يكو الغالبُ على الإنسانٍ الشعرّ حتى يَصُدَهُ عن
ذكر الله والعلم والقرآن)”"ا . ولذلك قال بعض العلماء : «وحَدٌ ما دون
الامتلاء أن يعلم المرءٌ ما يَلزْمهُ» ويّروي مع ذلك من الشعر ما شا .
وأما قول عائشة وا فهو محمول على بغض الشعر الذميم الذي يفيض
بالفحش وهتك الأعراض . ويلخص الحكم ما روته عائشة وا قالت:
قال النبي بلا : : «الشعر بمنْزلةٍ الكلام» حَسّنه كَحَسَنٍ الكلام. وقبيحه
كقبيح الكلام 1
.۲ المنتخب من كتاب الشعراء لأبي نعيم الأصبهاني )١(
(۲) الفاضل للمُبَرّد 21 فتح الباري 2550/٠١ غريب الحديث 2١57/١ تهذيب الآثار
للطبري ٦٥١1/۲ الإحكام للآمدي ۷۳/۳ نضرة الإغريض للعلوي 2”5١ شرح
مسلم للنووي 25١/١6 فتح الباري .050/٠١
2 صحيح البخاري كتاب الأدب 21/0, صحيح مسلم «1/٤ سنن أبي داود /٤
4 .
() الإحكام لابن حزم ”747/7 أضواء البيان 5/ 239٠9 الاستقامة لابن تيمية .1117/١
(0) السيرة الحلبية ۲/ .15٠
(5) الأآدب المفرد للبخاري باب الشعر حسنه كحسن الكلام ومنه قبيح 859(199))
السئن الكبرى للبيهقى كتاب الشهادات باب شهادة الشعراء 2579/٠١ وقال
الهيشمي في مجمع الزوائد :١177/8 رواه الطبراني في الأوسط وقال: لا يروى عن
النبي بي إلا بهذا الإسناد. قال: وإسناده حسن.أ.ه وحسنه النووي في الأذكار
7» وضعفه ابن حجر في الفتح 2000/٠١ وصححه الألباني لمجموع طرقه في
صحیح الجامع 2200/١ .
المي لل
فالشعر فيه الحكمة. وفيه الفحش «وليس أحد من كبار الصحابة
وأهل العلم وموضع القدوة إلا وقد قال الشعرًّء وتمثا
فرضيه. وذلك ما كان حكمة أو مباحاً من القول. ولم يكن فيه فحشٌ
ولا خنى» ولا لمسلم أذىء فان كان ذلك فهو أو المنثور من الكلام
سواء» لا يحل سّماعةٌ ولا قوله»؟.
وقد أجاب الإمام الذهبي على سؤال حول حكم الشعر فقال:
«وكذلك الشعر هو كلام كالكلام» فَحَسَّئه حَسَنٌء وقبيحة قَبِيحٌ» والتوسع
منه مباحء إلا التوسع في حفظ مثل شعر أبي نواس وابن الحجاج ٠
وابنٍ الفارضِ " ' فَإِنّهُ حرام قال في مثلو نَبِيِكَ: الأن يَمتلئ جوف
أحدكم قحا حتى يريه حمر له من أن يمتلىع * شعر ا)0
وليس معنى نفي الشعر عن النبي كل أنه لا يفهم الشعر ولا
يستجيده» بل هو يفهمه ويتذوقه» ومن الأدلة على ذلك أنه حين طلب من
الشعراء أن يدفعوا أذى قريش وهجاءهاء جاءه علي بن أبي طالب
فصَرفهء وعبد الله بن رواحة فلم يعجبه هجاؤه» وكعب بن مالك
فاستتحسنه» ودعا لهم جميعاً» غير أنه لما هجاهم حسان بن ثابت ول
قال: «لقد شفى واشتفى)7*' .
$
ر ر
به» أو سمعه
.195/77 التمهيد لابن عبد البر )١(
)۲( هو حسينٌ بن أحمد بن محمد بن جعفر بن محمد بن الحجاجء النيلي البغدادى,
شاعر شيعي من عصر بني بويه الشيعة. غلب عليه الهزلء قال عنه الذهبي : (اشاعر
العصر» وسفيه الآدياءء وأمير الفحش). كان أمة وحذه فى نظم القبائح › توفي ببغداد
سنة ۳۹۱ه. انظر: معجم الأدباء 2٠١5/9 سير أعلام النبلاء 097/117.
(۳) هو عُمر بن علي بن مرشد الحموي» مصري المولد والدار والوفاة» لقب بشرف
الدين بن الفارض 515( 777ه)ء شاعر متصوف» في شعره فلسفة تتصل بما يُسمَى
(وحدة الوجود)» ظهرت في شعره» سلك طريق التصوف وجعل يأوي إلى المساجد
المهجورة وأطراف جبل المقطم. انظر: سير أعلام النبلاء 558/77.
(4:) مسائل في طلب العلم وأقسامه ٠١١ 7١9 ضمن ست رسائل للإمام الذهبي.
. صحيح مسلم )٥(
= الشاهر (لشعري في تفسير القرآن الكريم
كما إنه «يروى أن رسول الله ية سَمِعَ كعب بن مالك ينشد:
ألا مَل أتى عَمَانَ عَنَا ودُونَنًا من الأرض حَرق غَُوْلَهُ مُتَتَعْتِعُ
مُجَالَدَنا عَن جذينا كل نَحُمةٍ مُذَرَبَةٍفيها القّوانسن تل“
فقال: «لا تقل: عَنْ جذمناء وقل: عَنْ دينِنا». فكان كعب يقرأ
كذلك» ويهمتخر بذلك. ويقول: مأ أعان رسول الله که أحداً فى شعره
غيرى)0" .,
يما يدل على معرفته بنقد الشعر وفهمه له عليه الصلاة والسلام.
وجُناء في حَرَّتَيُها لِلبَصِيْرٍ بها عتق مين وفي الخدين تسهيل
استوقفه الرسول باه وسأل الصحابة: «ما خحرّتاها؟» فقال بعضهم:
عيناها» وسكت بعضهم. فقال رسول الله ية «هما أذناها»» نسبهما إلى
he 38 lG O kee "0 )۳( :
الكرم . وذكر الزهري ما كان يحفظه النبي و من الشعر فقال: «كان
رسول الله 4 لا يقول من الشعر إلا ما قد قيل قبله»؛ أي: أنه كان
حكم الاستشهاد بالشعر في التفسير:
أما حكم الاستشهاد بالشعر في تفسير القرآن» فقد نُْقِلَ عن الإمام
أحمد بن حنبل أنه «سَيْلَ عن القرآن تمثل له الرجل بشيء من الشعرء
)١( المجالدة: المدافعةء الفخمة: الكتيبة العظيمة» المذربة: المدربة على القتالء
القوانس: جمع قونس» وهي أعلى خوذة الحديد. انظر: ديوانه 05.
(۲) الفاضل للمبرد »١7 الروض الأنف للسهيلي :٠١4/5 جزء في أحاديث الشعر
للمقدسي 1¥
(۳) انظر: شرح بانت سعاد لعبد اللطيف البغدادي ١7١ ١١۳٠ء شرح قصيدة كعب بن
.۸٤ أخبار النحويين البصريين )٤(
المي لالح حسفي ايم | لا
فقال: «ما يُعْجِبنِي''. وقد انتقد بعضٌ العلماء النحويين؛ لاستشهادهم
بالشعر في تفسير القرآن وقالوا: «إذا فعلتم ذلك» جعلتم الشعرّ أصلاً
للقرآن... وكيف يَجورٌ أن يُحتجٌ بالشعر على القرآن» وقد قال الله
تعالى : #والشعراه يتَِعَهُمْ لماو 4*9 [الشعراء: 774]» وقال النبي كله :
«لأنْ يَمتلىَ جوف أحدكم قيحاً حتى يريه. خير له من أن يمتلئ
شعرا؟900؟ .
كما استغرب ابن حزم من صنيع اللغويين فقال: «ولا عَجَبَ
عجبٌ مِمَّن إن وجدّ لامرئ القيس» أو لزهير”"» أو لجرير”“» أو
الحطيئة» أو الطرماح» أو للشماخ. أو لأعرابيٌ أسديّ أو سْلَمِيْء أ
تميميٌ؛ أو من سائر أبناء العرب بوالٍ على عقبيه لفظأ في ذش شِعْرٍ أو نَثْر
جَعَلَهُ في اللغة» وقطع بوب ولم يعترض فيهء ثم إذا وجد لله . - تعالى -
خالق اللغاتٍ وأهلها كلاماًء لم يلتفت إليه» ولا جعله حجة» وجَعَل
يصرفة عن وجهه» ويُحرّفه عن مواضعه» ويتحيل فى إحالته عمًا أوقعه الله
عليه» وإذا وجد لرسول الله يل كلاماً فعل به مثل ذلك .
وتالله لقد كان محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ب بن هاشم قبل أن
يكرمه الله تعالى بالنبوة وأيام كونه فتى بمكة بلا شك عند كل ذي مُسْكةٍ
من عَقَلِ أعلم بلغة قومه وأفصح فيها وأولى بأن يكون ما نطق به من ذلك
حجةٌ من كل : خِنْدِفِيٌ وقيسيّ وربيعيٌ وإيادي وتيميٌ ع وقضاعيٌ وجميري :
السب
)١( المسودة في أصول الفقه 2787/١ البرهان في علوم القرآن ۲/1 ل
(۲) إيضاح الوقف والابتداء /١ ٠١٠٠ء والحديث تقدم تخريجه قريباً.
(۳) هو زهير بن ربيعة أبي سُلْمَى المُزني» من شعراء المعلقات» عَدَهُ ابن سام من الطبقة
الأولى من الجاهليين توفي سنة 509م. انظر: طبقات فحول الشعراء 20٠0 /١ 387
٥ الشعر والشعراء .١717//١
(:) هو جرير بن عطيّة الحَطَفى اليّربوعيٰ التميميٰ» توفي سنة 7١١ه على خلاف» وهو من
أبرز الشعراء الإسلاميين» وقد أكثر المفسرون من الاستشهاد بشعره. انظر: طبقات
فحول الشعراء ۳۷٤ /١ الشعر والشعراء .555/١
به _(لشاهمر لالشعري في تفسير القرآن الكريم
٠ 5 كً. ١ 2# ۳ ٠ 5
فكيف بعد أن اختصه الله تعالى للئذارة''' واجتباه للوساطة بينه وبين خلقه
وأجرى على لسانه كلامّة وضَمِنَ حفظه وحفظ ما يأتي به؟».
وقال الرازي: «إذا جوزنا إثبات اللغة بشعر مَجهول»منقول عن
قائل مجهولٍء فلأن يَجورٌ إثباتها بالقرآنٍ العظيم كان أولى. . . وكثيراً
أرى النحويين يتحيّرون في تقرير الألفاظ الواردة في القرآن» فإذا
استشهدوا فى تقريره ببيت مُجهولٍ فرحوا ده » وأنا شديك التعجب منهم ›
فإنهم إذا جعلوا ورود ذلك البيت المجهول على وفقه دليلا على صحته.
فلآن يَجعلوا ورود القرآن به دليلاً على صحته كان أولى»”"'. ويقول
أيضاً : «والعَجَبَ من هؤلاء النحاة نهم يستحسنون هذه اللغة بهذين
البيتين المجهولين› ولا يستحسنون إثباتها بقراءة حمزة ومجاهد. مع
هما كانا من أكابر علماء السلف في علم القرآن»“ وهذه الأقوال من
ابن حزم والرازي لا تدل على كراهية الاستشهاد بالشعر في التفسير
واللغة» وغايتها التعجب من العناية بشعر العرب وشواهده. وإغفال
شواهد القرآن والحديث.
فاا قول الإمام أحمد فظاهره المنع من ذلك» غير أَنَّ بعض
أصحابه قد ذهب به إلى الكراهة. أو اَن المقصود به من يصرف الآية عن
ظاهرها إلى معان صالحة محتملة يدل عليها القليل من کلام العرب» ولا
يو جد غالا إلا في الشعر ونحوه. ويكون المتبادر خلا فه . وكأن صنيع
أبي عُبيدة مَعمر بن المُدَنّى* في «مَجاز القرآن» كان دافعاً لقول الإمام
Z١١
)١( النذارةٌ هي الإنذارٌ» وهي لفظة نادرة حفظت عن الإمام الشافعي» ولا توجد في
معاجم اللغة إلا معزوة له. انظر: الرسالة للشافعي .٠١
(۲) الفصل في الملل والأهواء والنحل /771.
(۳) تفسير الرازي 51//9» دراسات لأسلوب القرآن الكريم لمحمد عضيمة .77/١
.١17١/9 تفسير الرازي )٤(
- هو أبو عبيدة معمر بن المثنى التيمي بالولاء البصري» علامة بشعر العرب وأخبارها )٥(
اليد لبي شيب 49# |
أ حمد هذا وسيأتي تفصيل ذلك عند الحديث عن کتاب ابی عبيلة .
وذكر الفراء الحنبلي (ت٣۲٠ه) في ذلك روایتین عن الإمام
أ خمد وقال: (أصحّهما 5 جور ؛ لن تفسيرَ القران يجب أن يؤخذ
توقيفاً. . . وفيه روايةٌ أخرى: يَجورُ؛ لأنَ القرآن عربئٌ زل بلغتهم» فجارً
u و 7
نفسيره على معاني كلا مهم) .
وقول الإمام أخمد: (ما يُعجبّنِى) محتمل لأكثرّ مِن وجو من
الكراهة وما فوقهاء عَيْرَ أن عمل السَّلفٍ من لدنِ ابن عباس وحتى عصر
الإمام أحمد وبعده موافق للرواية الثانية امام أخمدء فقد استشهدوا
بالشعر على تفسير القرآن الكريم» ولم ينقل عن أحد منهم إنكارٌ على من
فعل ذلك”"'» بل نقل عن ابن عباس قوله: (إذا خفي عليكم شيء من
القرآن فابتغوه فى الشعرء فإنه ديوان العرب"*'. وكان إذا سيل عن
الشيء من عربية القرآن يُنْشِدٌ الشعر .
= وغريب اللغة» اتهم برأى ې الخوارج› وله أكثر من مائ ثتى مصلف » أشهرها مجاز القرآن
الذي يعد من أهم مصادر الشاهد الشعري في التفسيرء وشرح النقائض» وغيرها.
توفي سنة ١١7ه. انظر: تاريخ بغداد 2707/١7 سير أعلام النبلاء 4/ 2554 وقد
كتب عنه الدكتور محمد بن خالد الفاضل رسالة الماجستير بعنوان: «أبو عبيدة
ودراساته النحوية في كتابه مجاز القرآن». بقسم النحو بكلية اللغة العربية بجامعة
الإمامء عام ١+*١ه. وكتب الدكتور نهاد الموسى عنه رسالته الدكتوراه بعنوات: «أيو
عبيدة معمر بن المثنى» نشرتها دار العلوم بالرياض عام 85٠5١ه.
المصنفات: التمام لكتاب الروايتين والوجهين وهو تكملة لكتاب أبيه» والمفردات فى
أصول الفقه. انظر: الذيل على طبقات الحنابلة ,١757/1١
(۲) انظر: التمام للفراء الحنبلي ١5 /١ 21772 المسودة .۳۸٤ /١
() انظر: التفسير اللغوي للقرآن الكريم للدكتور مساعد الطيار .٠١١
62 نكم ر حَسَنٌ عن ابن عباس › خر جه الحاكم برقم TA O وقال : ٠ صعححيع الإسناد» وقيل :
حسن الإسناد. انظر كتابه: المقدمات الأساسية في علوم القرآن 09.
(5) أخرجه ابن أبي شيبة رقم: ۲۹۹۷٤ وعبد الله بن أحمد في زوائد فضائل الصحابة رقم
5 من طريق عكرمة عن ابن عباس » وإسناده صحيح . وكذلك روى عبيد الله بن -
مهم لالشاهر (الشعري في تضسيرالقرآنالكريم
وكتبٌ التفسير حافلة بالشواهد الشعرية» مما يدل على أتهم يرونة
جائرا. وإن كان بعض العلماء ء يتورع عن مثل هذاء كما فعل أخمدٌ بن
ادس ' عندما ا اکھد يرت ل کش لد رل
دت مث ا قاش وَلَمْ يُنْقَأ 2 MM
ء]؟١ استشهد بعده بقوله تعالى: #م 0 ورم 4*9 [عبس: E
حيث قال: «ولولا أن العلماء تجوزوا في هذا لَمَا رأيئا أن يُجمعٌ بينَ
قول الله ء وبين ل الشْعْرٍ في كتاب» فكيف في ورقةٍ أو صفح ولكنًا
والله تعالى يغقرٌ للا ويعفو عا دعن . وغاية ما يدل e اقتدينا
والقرآن: مع إشارة ابن فارس 07 أن العلماء كد تواردوا على الا بهذا
في كتبهم ورواياتهم:
= عبد الله بن عتبة نحوه عن ابن عباس» كما أخرجه سعيد بن منصور في التفسير رقم
١ وأحمد في الفضائل رقم ١1875 وأبو عبيد في فضائل القرآن 747. وغريب
الحديث 0737/4 والبيهقي في شعب الإيمان رقم .١158١
)١( هو أحمد بن فارس بن زكريا الرازي العلامة اللغوي الثقة» توفي عام 40اهء. من
كتبه مقاييس اللغة» والصاحبي في فقه اللغة» وغيرها. انظر: معجم الأدباء .٥۴۳ /١
(۲) هو أبو بصير ميمون بن قيس البكري» اشتهر بالأعشى الكبير» ولقب بصنّاجة العرب».
عده ابن سلام من الطبقة : الأول من شعراء الجاهلية» أدرك الإسلام ولم يسلم» وهو
أكثر من استشهد المفسرون بشعره من شعراء الجاهلية. انظر: الشعر والشعراء /١
0%« معجم الشعراء لعفيف عبد الرحمن ۵
(۳) انظر: ديوانه )٤( .٩۳ مقاييس اللغة .٤۷/١
(5) هو أبو راشد نافع بن الأزرق بن قيس الحنفي البكري الوائلي الحروري» رأس فرقة
الأزارقة من الخوارجء وإليه ينسبونء كان أمير قومه وفقيههم. > من أهل البصرة» كان
كثيراً ما يسأل عبد الله بن عباس وا عن مسائل من القرآن الكريم والعلم» وكانت
بينهما مکاتبات› يل نافع بن الأزرق في وقعة دولاب عام 5"ه. انظر: الكامل ”/
,١ لسان الميزان 5/ .٠٤٤ وسيأتي دراسة مسائلة مفصلاً.
اش لا
عن كل سؤال» ويستشهد على جوابه ببيت من الشعر: «وهذا كثير في
الحديث عن الصحابة والتابعين آي : الاستشهاد بالشعر فى التفسير إلا
أنا نجتزئ بما ذكرنا كراهية لتطويل الكتاب» وإنما دعانا إلى ذكر هذا أن
جماعة لا علم لهم بحديث رسول الله صلى الله عليه [وسلم]ء ولا معرفة
لهم بلغة العرب» أنكروا على النحويين احتجاجهم على القرآن
بالشع»“.
وأمّا ما نُقِلَ عن بعض العلماء من إنكارهم على النحويين
استشهادهم بالشعر في التفسير فقد رد محمد بن القاسم الأنباري (ت
4ه" هذا القول فقال: «فأمًا ما اذَّعوه على النَّحويّينَ مِنْ أنهم جعلوا
الشّعْرَ أصلاً للقرآن» فليس كذلك. إِنَمَا أرادوا أن بنرا الحرف الغريبت
منّ القرآنٍ بالشَّعْرِ؛ لأن الله يقول: إا جَمَلْتَهُ فا عَرَييا4 [الزخرف: *]
وقالَ: يسان عر مين 9* [الشعراء: 145]» وقال ابن عباس : «الشعر
ديوان العرب». فإذا حَفِيَ عليهم الحَرْفُ من القرآنٍ الذي أنزله الله بلغة
العرب» رجعوا إلى ديوانها فالتمسُوا معرفةً ذلك منه. ..70".
وما دكره ابن حرم والرازي رحمهما الله من تعجبهم من صليع
اللغويين والعلماء في استشهادهم بالشعرء وتركهم للقرآن الكريم» فإن
هذا لم يكن منهجاً لأحد من العلماء فيما اطلعت عليه وإِنّما المنهج
الذي سار عليه العلماء أَنّهم قد جعلوا القرآن أصلاً أصيلاً يُقَامنُ عليه
وأن الشعر يأتى بعد ذلك من حيث الاستشهاد والثقة» غير أن القرآن
.١59/١ والإتقان 2٠٠١ 949/١ إيضاح الوقف والابتداء )١(
(۲) هو محمد بن القاسم بن بشار الأنباري اللغوي المقرئ الثقة ذو الفنون» (۲۷۲ ۔
۸ه) له من الكتب: الأضدادء وإيضاح الوقف والابتداء» وغيرهاء وهو من أحفظ
العلماء لشواهد التفسير الشعرية» روى عنه أبو على القالى كثيراً منها فى أماليه.
انظر: معجم الأدباء 2757/14 سير أعلام النبلاء 7310/4/١6 ۰
(۳) إيضاح الوقف والابتداء .٠٠١ /١
عه | الشاهر (لشعري في تفسير القرآن الكريم
الكريم مَحدودٌء وأساليب العرب في الكلام أوسع من ذلك فلجاً
العلماء إلى الشعر لذلك» فالمعيب هو إسرافهم في الاعتماد على الشعر.
والذي عليه العلماء» هو جواز الاستشهاد بالشعر في تفسير القرآن
الكريم» وعدم وجود دليل يّمنع من ذلك» بل إن البحث يذهب إلى أن
القرآن الكريم نفسه هو الذي وجه إلى الاستشهاد بالشعر على التفسيرء
وهذا يفهم من قوله تعالى: # يسان عر مين €{ [الشعراء: مك
وأمثالها من الآيات التى وصفت القرآن بأنه عربى مبين. يقول
الشاطبى””: «وأما إذا نظرنا إلى الأمر فى نفسهء فالاستشهاد بالمعنىء
فإذا كان شرعياً فمقبول» وإلا فلا" `
وقد فهم بعض الكّاب أمرّ الاستشهاد على تفسير القرآن بالشعر
على غير وجهه» كما ذكر ابن الأنباري من أنهم قالوا نهم جعلوا الشَّعْرَ
أصلاً للقرآن» ونحو ذلك» ولإيضاح الأمرء فإن في القرآن الكريم
كلمات ذات معانٍ ظاهرة يعرفها الناس كلهم»ء وهذه الكلمات لا يحتاج
مفسر الآية إلى الاستشهاد عليها بشيء من الشعر أو النثر» وهذه كثيرة
جداً في القرآن الكريم .
وفى القرآن كلمات ذات معان متعددة» ومن هذه المعانى ما هو
معروف متداول على ألسنة العرب» ومنها ما ليس كذلك. فإذا اقتضت
البلاغة فى نظر المفسر أن يحمل مثل هذه الكلمات على معنى غير
المعنى المعروف لدى الجمهور من العرب احتاج إلى الاستشهاد بشعر
العرب أو نثرهاء بحيث تكون دلالته على هذا المعنى الذي ذهب بالآية
)20030 هو أبو إسحاق إبراهيم بن موسی الشاطبى (ت ۰ ۷۹ه)› أصولى فقيه لخوي. له
مصنفات فائقة أهمها الموافقات» والاعتصام» وشرح ألفية ابن مالك. انظر: شجرة
النور الزكية 277١ الموافقات 5/ل.
.١١5/١ الموافقات )۳( .١١5/١ الموافقات )۲(
اي ااا لل سل !ف ]د
أو اللفظة المفردة إليه واضحة حتى لا يتردد في قبول التفسير من لم
يقف على أن هذه الكلمة قد تستعمل عند العرب فى غير المعنى المشهور
الذي يعرفه غالب العرب. ۰
وفي القرآن كلمات غريبة» يحتاج المفسر عند بيان معناها إلى
الاستشهاد بشيء من كلام العرب» حتى يعلم طالب العلم أن التفسير لم
يخرج عن حدود اللسان العربي» فيطمئن إلى صحة التفسير لا إلى أن
القرآن عربي» فإن هذا لا يشك فيه مؤمن عرف القرآن» ومارس العلم.
وفي القرآن الكريم آيات تحتمل أوجهاً من الإعراب» ومن الواضح
أن معنى الآية يختلف باختلاف وجه إعرابهاء فقد يختار المفسر من
الإعراب وجهاً يراه أليق بالبلاغة» أو أثبت بحكمة المعنى» ويكون هذا
الوجه من الإعراب يستند إلى حكم عربي غير معهود لبعض أهل العلم»
فيخشى إنكارهم لأن يكون هذا الوجه صحيحا عربية» فيعمد إلى دفع هذا
الإنكار بإقامة شاهد من لسان العرب على صحة ما ذهب إليه من
الإعراب.
فالاستشهاد بالشعر على صحة تفسير لفظة أو جملةٍ من القرآن
الكريم قائم على دواع معقولة» وقد يصيت المفسر الذي يستشهد بالشعر
أو يُخطئمٌء وقد يذهب في الاستشهاد مذهباً يوافق عليه» أو يعارض فيه.
غير أن هذا بابٌ آخر غير باب الجواز من عدمه.
المسائل التي يستشهذ ا
لخة العرب من حيث الظهور وعدمه تنقسم إلى قسمين :
الأول: الظاهر البَيّن الذي يعرفه الجميع› ولا يكاد يختلف فيه
العرب. وهذا القسم هو غالب اللغة التي يتخاطب بها العرب» ونزل بها
القرآن الكريم» وتحدث بها النبي كله وهذا النوع لا حاجة إلى
الاستشهاد عليه» لظهوره وعدم دخول الإشكال فيه» ويدخل في ذلك
لصم للشاهر لشي في تفسيرالقرآنالكريم
المفردات والأساليب» فإن العلماء لم يستشهدوا على كثير من مسائل
اللغة والنحو» كرفع الفاعل» ونصب المفعول ونحو ذلك» لوضوحها
وظهورهاء وعدم وجود الخلاف فيها بين العرب. ولذلك تجد في
عباراتهم مثل قول ابن الأنباري: «فأما معنى الضجر فإنه لا يحتاج إلى
شاهد لشهرته عند الناس”'2. وقوله أيضاً: «وكون «لا» بمعنى الجحد
النفي عند البصريين - لا يَحتاحٌ إلى شاهد)”" .
الثانى: الغريب الذي لا يعرفه كل أحد» وإنما يختص بمعرفته
أناس دون أناس, وهم العلماء الذين فُضّلوا بِمَرِيدٍ معرفةٍ ودراية. وهذا
النوع هو الذي يحتاج إلى الشواهد من كلام العرب لتحقيقه وتفسيره.
وقد سيل ابن قتيبة: «هل كانت العرب قبل نزول القرآن» وقبل مبعث
النبي بي تستوي في المعرفة من جهة اللغة بجميع الأسماء التي في
القرآن» وما تحتها من المعانى؟». فأجاب اله بقوله: «والعرب لا
تستوي في المعرفة بجميع ما في القرآن من الغريب» والمتشابه» بل
لبعضها الفضل في ذلك على بعض» والدليل عليه قول الله جل وعز:
وما يكم تأويكةء إلا انه وسح في لر [آل عمران: ۷]» ونحن نذهب
إلى أن الراسخين في العلم يعلمونه على ما بِيْنّاء فأعلمنا الله تبارك
وتعالى أن من القرآن ما لا يعلمه من العرب إلا من رسخ في العلم» ".
ويقول ي بعد ذلك: «وكذلك هي أي: العرب في الغريب
ليس كلها تستوي في العلم به» ولا كلامها كله واضحاً عندهاء بل منه
المبتذل» ومنه الغريب الوحشي الذي إنما يعرفه العالم منهم» وقد
يختلفون في الحروف كما نختلف» ويقول العالم في الشيء يُسأل عنه من
و 120
اللغة : لا أعرفه. ويعرفه غيره » بخ
)١( الأضداد /ا١٠١. (۲) المصدر السابق .5١١
(۳) المسائل والأجوبة 6۸. )٤( المصدر السابق 9غ .٥١
ال
شي ر(
إلى الاستشهاد عليه بشعر العرب ونثرهاء ليتضح معناه» وتطمئن النفس
إلى صحته وسلامته .
وقد ذكر الزركشي”"! قيداً آخر عند حديثه عن التفسير الذي يرجع
فيه إلى لغة العرب لفهمه» وهو أنه : «إن كان ما تتضمنه ألفاظها E
اللغة يوجب العمل دون العلمء كفى فيه خبر الواحد والاثنين»
والاستشهاد بالبيت والبيتين» وإن كان مِمّا يوجبٌ العلمَ دون العمل لم
يكف ذلك» بل لا بد أن يستفيض ذلك اللفظ. وتكثر شواهده من
الشعر)”"” .
وما ذكره الزركشي ند يُسَلْم بصحته للناظر فيه لأول َمل ولکن
عله حكم شري عملي : بدخل في حيز القم لأولء و وهو و الظاهر الذي
حكمْ عملي شيء يذكر» فكل ما يحتاجه المسلم المكلف في القرآن
الكريم وفي السنة النبوية» قد ورد بأوضح عبارة» وأجلى بيان» كي لا
يكون على المسلم حرج في فهم ما كلقه الله به.
وأما ما ورد من الألفاظ الغريبة فإنه قد ورد فى ثنايا القصص»›
ويمكن القول بأن الزركشي قد لجأ إلى هذا التقسيم احتياطاً منه» بأن لا
يكتفى في تفسير ما يتعلق به حكم بما لا يكفي في إيضاحه وبيانه من
)١( هو بدر الدين محمد بن عبد الله بن بَهاذر الزركشي ,560( ٤۷۹ه)ء عالم متفنن ثقة›
له مصنفات عديدة في علوم القرآن وأصول الفقه والفقه» ومن أهم كتبه كتاب البرهان
في علوم القرآن وهو من أوائل المصنفات في هذا العلم. انظر: الدرر الكامنة لابن
حجر ۳/ 291 طبقات المفسرين للداوودي ؟157/7.
(۲) البرهان في علوم القرآن ۰۳۰٦/۲ وانظر ۳۹۷/۱.
C= الشاهر (لشعري في تفسير القرآن الكريم
الشواهد» وذلك حتى يصان القرآن الكريم من حمله على لغات شاذة من
لغات العرب» وقد أكد المفسرون على قاعدة جليلة من قواعد التفسيرء
وهي أنه يحمل كلام الله على الغالب الظاهر من لغة العرب لا على
النادر؛ «لآن كتاب الله جل ثناؤه نزل بأفصح لغات العرب» وغير جائز
توجيه شيء منه إلى الشاذ من لغاتهاء وله في الأفصح الأشهر معنى
مفهوم » ووجه معروف)"
ولا يهم في الاستشهاد موضوع الشعرء فإنه يصح الاستدلال به
على صحة اللغة ولو كان معناه فاحشاء خلافا لمن لا يرى ذلك. قال
الجرجاني: «وقد استشهد العلماءٌ لغريب القرآن وإعرابه بالأبيات فيها
الفحش» وفيها ذكر الفعل القبيح» ثم لم يعبهم ذلك» إذ كانوا لم
يقصدوا إلى ذلك الفحش ولم يريدوه» ولم يرووا الشعر من أجله)”" .
چيه ڪه دنه
٣٣٣ ۳۲۱ 1۷٦ ۱۷١/۱١ ۳۱۲ تفسير الطبري (شاكر) ۳۱۱/۱۲ ۔ )١(
.١؟ دلائل الإعجاز )0(
جى اوري جلي
کک
CEE KO) ظ
الباب الأول
الشاهد الشعرى وموقف السلف
وفيه فصلان:
الفصل الأول: الشاهد الشعري.
الفصل الثانى : الاستشهاد بالشعر فى التفسير وموقف السلف منه.
ج ی جلي
www.rnOSwarat. COT!
رفخ
جی 3ے فی
سک دن ازو یی
.FFHOSWAFAL. 2 17ت
الفصل الأول
الشاهد الشعري
المبحث الأول:
المبحث الثاني :
المبحث الثالث :
المبحث الرابع:
المبحث الخامس :
المبحث السادس :
المبحث السابع :
تعريف الشاهد الشعري .
أنواع الشواهد الشعرية.
الشاهدٌ الشعري المُحْتَحٌ به.
عيوب الشاهد الشعري.
مصادر الشعر المحتج به .
صلة الشاهد الشعري بالتفسير اللغوي.
الرد على التشكيك في الشعر الجاهلي.
وخطره على تفسير القرآن.
ر
كص حجن TED
الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
المبحث الأو ل
تعريف الشاهد الشعري
دراسة تعريف الشاهد الشعري تقتضي دراسته لغة واصطلاحاًء وما
يبنى على هذا التعريف الاصطلاحي من أوجه الاختلاف والاتفاق مع
المثال» وكذلك المراد بالشاهد أهو موضع الاستشهاد أم البيت
المستشهد به كله؟ وهل إطلاق الشاهد عليه من إطلاق البعض وإرادة
الكل؟ وهذا المبحث متناولٌ هذه الأمور كلها .
أولاً: التعريف :
الشاهدٌُ لغة:
الشاهد: اسم فاعل من الفعل شَهِدَء و(شَهِدَ) أصل يدل على
خُضُور وعِلْم وإعلام» لا يخرج شيء من فروعه عن ذلك" . أما الشاهد
عند المفسرين فقد قال الكفوي”'' : «قال المفسرون: شه بمُعنى : بين
فى حق الله» ويمُعنى : (أَقر) في حق الملائكة» ويمعنى : ١ق واحتّحٌ)
في حق أولي العلم من التقََيْن)”" .
ويطلق الشاهد في اللغة على معانٍ متعددة» منها الحاضر الذي
يحضر الأمرّ ويشهده“ .
.771 / انظر: مقاييس اللغة )١(
(۲) هو أبو البقاء أيوب بن سليمان الحسينى القريمى الكفوي» المتوفى سنة 95١٠ه»ء له
كتاب الكليّات. انظر: معجم المعاجم لأحمد الشرقاوي إقبال 494.
(۳) الككليّات للكفوي )٤( .٥۲۷ انظر: لسان العرب 7/9 777.
ومنها اللسان» من قولهم: لفلان شاهدٌ حسنٌ؛ أي: عبارة
جميلة”'' .
ومنها المَلْكء كما في قول الأعشى :
فلا تَحسَبَنْي كافراً لك نِعمَة على شاهدي يا شَاهِدَ الله فاسهّدٍ
فشاهده اللسان» وشاهد الله جل ثناؤه هو المَلَكُ”".
ومنها الشاهد عند القاضي والحاكمء وهو الذي يبين ما يعلمه
ويشهد به أمام القاضي”“» ومن ذلك قوله تعالى: «شَهيين عل أنفسيهم
پالکز » [التوبة: 1۷]» وغير ذلك من المعاني””".
والشواهد التي يستشهد بها في التفسير واللغة والنحو وغيرها
متعددة منها القرآن الكريم» وكلام العرب نثراً وشعراًء ويدخل في النثر
الحديث النبوي» والأمثال» والخطب وغيرهاء ومن أجل ذلك قيد وصف
الشاهد بالشعري ليخرجٌ ما عداه من أنواع الشواهد الأخرى.
الشاهد الشعريٌ اصطلاحاً:
الشاهد عند أهل العربية - كما يقول التهانوي هو: «الجزئى الذي
يُستشهد به في إثبات القاعدة» لكون ذلك الجزئي من التزيل» أو من
كلام العرب الموثوق بعربيته». ۰
وعلى هذا التعريف للشاهد ملحوظتان :
إحداهما: أنه قيَّدَ وظيفة الشاهد ب«(إثبات القاعدة». ووظيفة الشاهد
عند علماء العربية تتجاوز إثبات القاعدة وتأكيدهاء إلى الحكم بصحة
هع
)١( انظر: تهذيب اللغة ۷٦/٦ لسان العرب 7١5/17 (شهد).
(۲) انظر: ديوانه .۲٤۳ (۳) انظر: مقاييس اللغة .۲۲٠/۳
)٤( انظر: الصحاح ٤4٤/۲ لسان العرب ۲۲۲/۷ (شهد).
(5) انظر: الصحاح ٤4٤/۲ لسان العرب ۲۲۲/۷ (شهد)ء التعريفات ٤٦ء القاموس
المحيط ۳۷۲ (شهد)ء خزانة الأدب .,7:1١/١
(5) كشاف اصطلاحات الفنون ٠٠١ ٠٠١7/١ (الشاهد).
= الشامر (الشعري في تفسير القرآن الكريم
اللفظة» والتركيب» وبيان ما قد يعتري القاعدة من الشذوذ وعدم
الاطرادء إلا إذا كان التهانوي يعنى أن الشواهد التى أوردها العلماء لما
خالف القاعدة لا يقصد بها إثبات قاعدة جديدة › وإنما جىء بها لبيان ما
ورد عند العرب مخالفاً لتلك القاعدةء وان من القلة بمكان فلا يلتفت
إليه» ومثل هذا يؤدي ذف فى النهاية إلى تثبيت القاعدة الأولى وترسيخها.
الثانية : قد يفم من عبارة «الجزئي» أن المقصود هو موضع الشاهد
فحسب» لا الجملة المشتملة على ذلك الشاهد» سواء أكانت شاهداً شعرياً
) آم نثرياً. في حين أن المقصود بالشاهد هو جملة الشاهد كلها. وكثير ممن
شرح الشواهد الشعرية يذكر البيت المستشهد به ثم يقول: الشاهد في
البيت كذا"''. من ذلك قول الشنْتَمَّرئ” بعد إيراده بيت الأعشى :
أقُول نما جاءني قفش سُبحانَ مِنْ عَلْقَمةً الفاخِب”"
«الشاهد فيه نصب «سَبْحَان» على المصدرء ولزومها للنصب من
أجل قلة التمكن .
وأحياناً يطلق الشاهد على البيت كله دون تعيين لموضع الشاهد
منه» كما في «(شرح أبيات الجمل» لابن السيلِ البَطليؤسي”
في شرح بيت المرار الأسدي:
)١( كالسيرافي في «شرح أبيات سيبويه»» والشنتمري في «تحصيل عين الذهب»» ومن
المتأخرين الدكتور ناصر حسين علي في «شرح أبيات معاني القرآن للفراء؛»» ومحمد
الشافعي في - واه شذور الذهب».
لأنه كان مشقوق الشفة العليا شق واسعاًء والشنتمري نسبة إلى شَنْتَمَرِية الغرب» من
كبار علماء اللغة والنحو بالأندلس» توفي سنة 5776ه من مؤلفاته تحصيل عين الذهب
وهو شرح لأبيات سيبويه. انظر: إنباه الرواة 4/ 50.
)۳( انظر : ديوانه ۰.۹۳ الكتاب ١” /١ . )0( تحصيل عين الذهب م١ .١
(0) هو أبو محمد عبد الله بن السيْد - بكسر السين من أسماء الذئب - البَطْلْيَوْسى
الأندلسي» لغوي نحوي» توفي سئة ١55ه. من مؤلفاته الاقتضاب في شرح أدب
الكتاب» وشرح أبيات الجمل» وغيرها. انظر: إنباه الرواة .٠٤١١/١
تعريف الشاهد الشعري
لقذعَلِمَّث أولى المُغِْرَةٍ ني لَحِفْتُتَلمْ نكل عن الضَربٍ هسم“
«وأنشد سيبويه هذا البيت شاهداً على إعمال المصدر وفيه الألف
واللام»". ويكون المراد موضع الشاهد بدليل بيانه لوجه الاستشهاد.
وعلى هذا يكون المقصود بالشاهد الشعري اصطلاحاً هو الشعرٌ
الذي يستشهد به في إثبات صحة قاعدة» أو استعمال كلمة» أو تر کیب ›
لكونه من شعر العرب الموثوق بعربيتهم .
وقد انصرفت عناية رواة الأخبار المتقدمين إلى حفظ الأشعار المشتملة
على الشواهدء والأمثال"؛ لأن مدار العلم على الشاهد والمثل.
ثانياً: معنى التمثيل» والفرق بين الشاهد والمثال:
التمثيل «يطلق على ما ليس من كلام العرب من النصوص
- بمصطاحٍ النحاة متجاوزا عصر التوثيق للغة. أو مصنوعاً للبيان
والإبيضاح)»”” . ولهذا فان أئمة اللغة لا يستشهدون ولا يحتجون على
اللغة والنحو والصرف إلا بالشواهد الموثوق بفصاحتهاء وإيراد النحويين
للشواهد الشعرية للمُولّدين من باب التمثيل والاستئناس وتوضيح القاعدة
ليس إلاء ولا تتخذ الشواهد الشعرية للمولّدين حجةً تقعَّدُ بناء عليها
قواعد نحوية عند جمهور النحويين .
وأما في المعاني والبيان والبديع فإنهم يستشهدون عليها بأشعار
المولدين وغيرهم ؛ وذلك لأن المعاني «يتناهبها المُولّدونَ كما يتناهبها
المتقدمون“"» وهذا ١صَحِيحٌ بَيْنْ؛ لأن المعاني إنما اتسعت لاتساع
.1794/8 انظر: الكتاب ۱۹۲/۱ ۔ ۹۳٩۱ء خزانة الأدب )١(
(0) كتاب شرح أبيات الجمل .٠٠١ (۳) انظر: البيان والتبيين 5/5 7.
() انظر: المصدر السابق 7/١ 7717.
(6) الرواية والاستشهاد للدكتور محمد عيد 1۸.
.١ 5/١ الخصائص )"(
= الشاهر (الشعري في تفسير القرآن الكريم
الناس في الدنياء وانتشار العرب بالإسلام في أقطار الأرض»'.
فالمَِالٌ - بالكسر يطلق على الجزئي الذي يُذكرٌ لإيضاح القاعدة,
وإيصالها إلى الفهمء كما يقال: الفاعل كذا ومثاله زيد في: ضرب زيدء
وهو أعَم من الشاهد”". ولذا فإن كل ما يصلح شاهداً يصلح مثالاً من
غير عكس .
تالا : معنى الاحتجاج :
برد كثيراً التعبير بالاحتجاج بدل الاستشهاد كقولهم: «واحتجوا
بكذا»ي» و«هذا لا يحتج بداء ونحو ذلك . والاحتجاج هو تقديم الحسة.
والحَجَّةٌ هى البُرهان”". وقال الليث: «الحجة: الوجه الذي يكون به
الظفر عند الخصومة. وجَمعها جح . قال الأزهري: ونما سُمْيتَ
حجة لأنّها > نس ؛ أي : صل ؟ لان القصد لها راي ومن معاني
الج العلبة ا
فَحَجِحٌ النحو إذن «براهين تقام من نصوص اللغة للدلالة على صحة
رأي» أو قاعدة, والاحتجاج في النحو معناه الاعتماد على إقامة البراهين
م نصوص اللهة شعراً ا و نفا فكل من الاستشهاد والاحتجاج
يؤديان غرضاً واحدأء وَريّما کون م متطابقا. هر إثبات صحة قاعدة»
سَليم السليقة». وهذا الدليل لتقا هنا هو الشاهد الشعري .
وهناك من يعبر بلفظة «الحجّة؛ بدل «الشاهد) عند شرحه للشاهد
. 86 / العمذة في صناعة الشعر ولقله )١(
(المثال). ۱٤٤۷/۲ انظر: كشاف اصطلاحات الفنون )(
() القاموس المحيط 784 (حج). (5) تهذيب اللغة ۳/ .٠۹۰
(e7 المعدر السابق ۳ ۰ سان العرب SAY ((حجج) .
(5) انظر: تهذيب اللغة ۳/ ٠وم, (۷) الرواية والاستشهاد باللغة 85,
(۸) أصول النحو لسعيد الأفغانى 5.
تعريف القاهد لصوي ل
الشعري» كما عند أبى جعفر النحاس” فى شرحه لشواهد سيبويه”")
حيث يكثر من عبارة: «وهذا حجة لكذا». يقول بعد إيراده لبيت من
أبيات الكتاب وهو قول هُذْبَةَ بن حشرم :
عسى الكربٌ الذي أمسيتٌ فيه يكونوراءه فرج قريب
احخمية أنَّ «أن» محذوفة» أراد: عسى الكرب أن بكرن وراءه
فرج». وقال تعقيباً على ول أبي طالب وهو يخاطب النبي کيا :
مُحمدُتفدٍ نَنَسكَ كل نفس إذا محفت من ارتيا
م 2
«والبيت حجة أن الْعَرَت 3 تأمر الغائب إلا باللام)”"
رابعاً: نشأة مصطلح الشاهد.
بدأ الشاهد يأخذ معناه الاصطلاحي قديماًء حيث يُعَذَّ المفسرون
أول من اتخذ من الشعر شواهد لفهم غريب القرآن الكريمء وذلك على
يد حبر الأمة عبد الله بن عباس» كما في مسائل نافع بن الأزرق لابن
(A
." عباس ويا
و(غ)
)١( هو أبو جعفر أحمد بن محمد بن إسماعيل المرادي المصري» نحوي لغوي» من
مصنفاته «معاني القرآن»» و«إعراب القرآن»» و«شرح أبيات سيبويه» وغيرها. توفي سنة
م"م. انظر: إنباه الرواة 15/1.
(۲) الكتاب المطبوع مختصر جداًء وفيه شواهد كثيرة ليست من شواهد سيبويه» وهو
مخالف لما وصفه العلماء من الغزارة وسعة المسائل والفوائد» مما دفع الدكتور خالد
عبد الكريم جمعة إلى التشكيك في كونه الكتاب الأصلي لابن النحاس الذي شرح به
شواهد سيبويه» وإنما هو في أحسن الأحوال مختصر فيه إخلال واختلاف بقلم أحد
النساخ. انظر: شواهد الشعر في كتاب سيبويه للدكتور خالد جمعة لالم .5١
(۳) هو هدبة بن خشرم بن كُرزء شاعر جاهلي. انظر: خزانة الأدب .٠۳٤/۹
(5) انظر: ديوانه ٥٤ الكتاب ۱١۹/۳ تحصيل عين الذهب .٤۳۷
(0) شرح أبيات سيبويه /101.
(5) انظر: ديوانه ۰۷۳ وشرح شذور الذهب لابن هشام 7 .
(۷) شرح أبيات سيبويه .۱٥۷
(۸) انظر: الكامل ”*/ ١١44 وما بعدهاء وستأتي في البحث ص9١1.
= الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
وِيذْكَرُ أن الفرزدق“ لما رَد عليه عبد الله بن أبى إسحاق
الحضرمي بيتاً من شعره» ولَحَنَهُ فيه» قال له: «والله لأهجوئّكَ ببِيتٍ
يكون شاهداً على ألسنة النحويين أبدأً»". فهجاه بقوله:
فلو كان عبد الله مَولىَ مَحِوتَهُ 2 ولك عبد اله مَولَى مَوالي'"
والفرزدق توفى سنة ١١١ه» وقد قال ذلك لابن أبى إسحاق الذي
توفي سنة ۷١١ه» وهذا القول من الفرزدق مستبعد من بدوي مثلهء
ولا يعول على مثل هذا النقل في إثبات الصفة الاصطلاحية للشاهد
الشعري .
والذي يُعوَّلُ عليه أَنَّ الشاهد الشعري أصبح يحمل المعنى
الاصطلاحي الدقيق في الاحتجاج اللغوي والنحوي في القرن الثاني
الهجري وما بعذه» وذلك في أقدم كتاب نحوي معروف» وكذلك كتب
إعراب القرآن المتقدمة كمعاني الفراء والأخفش .
وقد أصبح لكلمة الشاهد فيما بعد معنى عرفيّ ينصرف الذهن عند
سماعه إلى الشاهد الشعري دون غيره من أنواع الشواهد الأخرى». وكان
للنحويين دور كبير في إكساب هذه اللفظة هذا المعنى” .
وكثيراً ما تَرِدُ في كتب المفسرين والنحويين واللغويين قبل إيرادهم
)1( هو هَمَامُ بن غالب التميمي› > قيل توفي سنة ١١١ه» شاعر إسلامي من الْمُقدّمِينء
شعره جَزُلُء أكثْرٌ أهل اللغة والنحو والتفسير من الاستشهاد به. انظر: طبقات فحول
الشعراء ٠٠١/١ الشعر والشعراء .٤۷١/١
(۲) مراتب النحويين .۳١
(۳) البيت من شواهد النحويين على أن بعض العرب يجر نحو «جوار» بالفتحة» فيقول :
مررت بجواري»ء بالفتح كما في قول الفرزدق «مولى مواليا». انظر: الكتاب ٠٠۱۳/۳
16.
(5:) انظر: إنباه الرواة ۱۰۷/۲ البيان والتبيين ۲٥۲ »ءاال١ /١ 15/5.
(0) انظر: البحث اللغوي للدكتور أحمد مختار عمر ٠۳۹ الرواية والاستشهاد لمحمد عيد
715 .
تعريف الشاهد الشعري س(
للشاهد الشعري عبارة: «وأنشد». أو: «وينشد». والنشيد هو رفع
الصوتء. وإنشاد الشعر هو إلقاؤه» وكانت وما زالت عادة ملقي الشعر
أن يرفع صوته عند الإلقاء فَُسَمّيَ منشدا”''. وهي صيغة من صيغ رواية
الشعر المعرو و
ونظراً لأن كتب التفسير والدراسات القرآنية المبكرة قد اتخذت من
نص القرآن الكريم مادة لهاء تشرحه وتبينه بكل وسيلة» فقد شملت
مسائل العربية من نحو ولغة وصرف وبلاغة وغيرهاء كما شملت كثيراً
من قضايا التاريخ والسيرة النبوية» وغيرها من المسائل التي تتعلق بالنص
القرآني المفسّرء ولذلك فقد اشتملت هذه المدونات على أغلب أنواع
الشواهد الشعرية المعروفة» ففيها شواهد اللغة والنحو والبلاغة والتاريخ
وشواهد أدبية للتمثل وغير ذلك وقد تعامل المفسرون مع هذه الأنواع
كما تعامل معها المتخصصون في هذه العلوم في مصنفاتهم المختصة»
وفي المبحث التالي بيان لأنواع الشواهد الشعرية في كتب التفسير.
e GD GS
E E EF
(۱) انظر: لسان العرب ٠٤١ ١79/١5 (نشد).
(۲) انظر: الشاهد وأصول النحو لخديجة الحديثي .٠٤١
حجى «دتيربس. « نين ی
شكس وی ر رو یی
الشاهر (الشعري في تفسير القرآن الكريم
المبحث الثاني
أنواع الشواهد الشعرية
عَنِىَ علماءٌ السلف بحفظ شعر العرب للاستشهاد به في تفسير القرآن
الكريم» وحفظ اللغة العربية وقواعدهاء والاحتجاج لذلك» وقد ذكر
أصحاب التراجم أن أبان بن تغلب (ت ١4١ه) صنت كتاباً في غريب القرآن؛
ضمَّئّه عدداً كبيراً من الشواهد الشعرية"'', ون أبا مسحل الأعرابيَ ج“ كان
ايروي عن علي بن مبارك الأحمر أربعين ألف شاهد في النحو»” أن
حَلْف بن حَيّان الأحمر المتوفى سنة ١۸٠ه كان يحفظ أربعين ألف بيت
شاهداً في النحو» سوى ما كان يحفظ من القصائد وأبيات الغريب”“» ومن
أكثر الناس حفظاً لها أبو القاسم ابن الأنباري (ت۳۲۸ه)» حيث ذَكِرَ في
ترجمته أنه كان يحفظ ثلاثمائة آلف بيت شاهداً فى القرآن . وفى ترجمة
عبد الوهاب الفاميئ الشافعي المتوفى سنة ١٠0ه ذكر هو عن نفسه أنه صنت
تفسيراً ضَمَّئَه مائة ألف بيت شاهداً شعرياً من شواهد التفسير” . وهذه
.58/١ انظر: معجم الأدباء )١(
(؟) هو عبد الوهاب بن حريش أبو مسحل الهمذاني النحوي اللغخوي» حدث عن
الكسائي» وكان أعرابياً قدم بغداد وافداً على الحسن بن سهل . انظر: إنباه الرواة ؟/
۸ غاية النهاية .٤۷۸/١
(۳) انظر: غاية النهاية .٤۷۸/١
(5) انظر: تاريخ آداب العرب للرافعي 265/١ معجم الأدباء ۲۹۸/۳.
(5) انظر: معجم الأدباء ٤١١/١ وفي رسالة صغيرة طبعت مؤخراً بعنوان «مجلس من
أمالي ابن الأنباري» حققها إبراهيم صالحء أكثر ابن الآنباري فيها الاستشهاد بالشعر
فى تفسير القرآنء صدرت عن دار البشائر.
(5) انظر: سير أعلام النبلاء 7159/19.
أنواع الشواهد الشعرية
الروايات تدلنا على مدى عناية العلماء بحفظ شواهد الشعر لتوظيفها فى
تفسير القرآن الكريم. والاستشهاد بها على تفسيره ولغتهء وأسالييه. ٠
وقد قسَّمَ الرافعئٌ الشواهد الشعرية إلى قسمين: شواهد القرآن وهي
ما يورده العلماء للاستشهاد على ألفاظ القران عند تفسيرها وبيان
معانيهاء ويغلب عليها جانب اللغة. وشواهد النحو وهي ما أورده
النحويون في مروياتهم ومصنفاتهم من الشواهد الشعرية التي بنوا عليها
القواعد» واستشهدوا بها على مسائل النحو'''. غير أن هذا التقسيم غير
حاصر لأنواع الشواهد الشعرية عامة وفي كتب التفسير خاصة. وفي
إضافة الشواهد إلى القرآن نوع من التجوز في العبارة» حيث لا يقال:
شواهد القرآن» لعدم حاجة القرآن إلى شواهد تؤيده» وإنما يقال: شواهد
التفسير. وقد نيه إلى ذلك أبو عبيد القاسم بن سلام بعد أن ذكر أن ابنَّ
عباس كان يُسأَلُ عن القرآن فيش فيه الشعرٌ بقوله: «يعني أنه كان
يستشهد به على التفسير)” '*.
وقد كان العلماء المتقدمون في اختيارهم للشواهد الشعرية أهل
عناية بموضوع الشاهد الذي يريدونه» فإن كانت المسألة من الغريب كان
لهم نوعٌ عنايةٍ بشعرٍ بعض القبائل كهُذيل» وبعض الشعراء كرؤبة وأبيه
العجُاج» وإن كانت في المعاني كانت لهم عناية بشعر آخرين. وكنت
أظن هذا يحدث اتفاقاً منهم» حتى عثرت على نص للأصمعي فيه دلالة
على أن العلماء كانوا يختارون شواهدهم على بَينةء فقد روى العسكري
بسنده فقال: «أخبّرني أبي قال: أخبّرنا عسل بن ذكوان قال: حدثنا ابن
أخي الأصمعيٌ عن عَمّه قال: تقول الرواة والعلماء: مَنْ أرادَ الغريبَ
فعليه بشعر هذيلٍ ورَجَز رؤبة والعجاج» وهؤلاء يُجتمع في شعرهم
|
(1) انظر: تاريخ آداب العرب للرافعي .٠٤/١
(۲) فضائل القرآن لأبي عبيد .٤۳
١__ )> __ _الشاصر للشعري في تفسير القرآن الكريم
العَرِيبُ والمعاني. ومن أراد الغريبٌ من شعر المُحدَثِ ففي أشعار ذي
الرُمَةِ. ومَنْ أرادَ الغريب الشديد التْقةٍ ففي شعرٍ ابن مُقبل. وابن حمر
وحُميدٍ بن تور الهلالي» والرّاعي» ومزاحم العقيلي. . ومن أراد النسيب
والغزل من شعر العَرب الصلب فعليه بأشعارٍ عُذْرةَ والأنصار. ومن أراد
النّسِيبَ من الشعر المُحِدَثِ ففي : شعر ابن ابي ربيعة والحارث بن خالد
المخزوميّ والطبقة الذين مع هؤلاء. ومن أراد طرف الشعر وما يُحتاج
إلى مثله عند محاورة الناس وكلامهم فذلك في ث شِعْرٍ الفرسان. ويقال:
أشعرٌ الفرسان دريد بن الصّمّة» وعنترة» وخفاف بن ندبة» والرّبرقان بن
بدر» وعروة بن الوردء ونهيكة بن إساف» وقيس بن زهيرء وصخر بن
عمروء والسّليك بن سلكة» وأنس بن مدركة» ومالك ابن نويرة» ويزيد بن
الضَّعق ويعدٌ من الفرسان وفي الأشراف» ويزيد بن سنان بن أبي
حارثة)” .
وهذا النص يدل على أنَّ العلماء كانوا يراعون فى موضوعات
الشواهد من الشعر عند اختيارهم شعر شاعر بعينه دون غیره» ولذلك عَنِي
العلماء بشعر هذيلٍ وشرحوه كما فعل أبو سعيد الشكري» وأبو عمرو
الشيباني» وَعَنِي المفسرون بشعر العجّاج ورؤبة فكثر استشهادهم بشعرهما
في غريب القرآن» وقد ذكرت في موضع لاحت من البحث عدد الشواهد
التي استشهد بها المفسرون لكل منهما. وقد تتبعت الشواهد الشعرية في
كتب التفسير والدراسات القرآنية» فوجدتها لا تخرج من حيث
الموضوعات عن الأنواع التالية:
١ - الشواهد اللغوية:
وهى ما استشهد به المفسرون وأصحاب الغريب والمعاني من
الشواهد الشعرية في استعمال لفظة ماء من حيث علاقة اللفظ باللفظ وما
.٠۷١ - 1١59 المصون فى الأدب )١(
أنواء الشوا : 2
أنواع اشوا الشریة لل ]ل
يتعلق به من موازنات» أو من حيث علاقة اللفظ بالمعنى» وهو ما عنى
به أصحاب المعاجم» أو من حيث علاقة اللفظ بالاستعمال ويشمل ما
صنفه علماء اللغة من دراسات للمتن تدور حول الغريب» والدخيل»
والموضوع. ونحو ذلك .
وقد شارك المفسرون والمصنفون فى الدراسات القرانية مشاركة
فاعلة في العناية بالشواهد الشعرية اللغوية» يستشهدون بها لتوضيح لفظة
غريبة» أو لبيان أصلها الاشتقاقي» أو لبيان ما طرأ عليها من تطور
دلالى» أو نحو ذلك من مسائل تتعلق بالمفردات القرآنية. وقد حفلت
كتب التفسير بهذا النوع من الشاهد الشعري» وكتب غريب القرآن كذلك»
بل إن كتب التفسير والغريب والمعاني قد تنفرد ببعض الشواهد اللغوية
التي لا توجد في معاجم اللغة. ٠
والأمثلة على هذا النوع كثيرة» نقد عي العلماء بها في فترة
مبكرة» حيث روي أن عمر بن الخطاب م ضيه قرأ على المنبر قوله تعالى :
لاو حدر ل وق ل ريك يروت مِم 407 [النحل: ]٤١ فسألَ عن
التخوفي. فقام رجل من قبيلة هذيلٍ وقال: «التخوف عندنا التنقص)»» ثم
أنشله :
تَخَوَّفَ الرَحْل منها تايكاً قَرداً كَمَاتَخَوّفَ عُوْدَ النبّعْةٍ السَّفِنُ7"
.٥٤٤ 057/5 2١5١/١ انظر شواهد معنى كلمة ربا في تفسير الطبريٍ (شاكر) )١(
(۲) انظر: البيت في اللسان ٠ ١/۹ (خوف) منسوياً إلى ابن مقبل» وهو في ملحق ديوانه
٥ وفي الصحاح ۳0۹/٤ منسوباً لذي الرمة» وفي تاج العروس كذلك» وقال:
«أورده أبو عدنان في كتاب النبل لابن مزاحم الثمالي. وقال: لم أجده في شعر ذي
الرمة» وقال غيره: هو لعبد الله بن عجلان النهدي» جاهلي» كما وجد بخط أبي
زكريا». ورواه صاحب الأغاني 57 منسویاً لابن مزاحم الثمالي» وعزاه البيضاوي
في تفسيره لأبي كبير الهذلي ۰44/۳ وليس في ديوان الهذليين» وفي أساس البلاغة
منسوياً لزهیر› ولم أجده في ديوانه» وهو في القلب والإبدال ۴١ وأمالي القالي /
١ 6* » والمخصص لابن سيده من غير نسبة. ونسبه البكري في اللآلي 8 -
11 الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
فقال عمر: «أيها الناس» تمسكوا بديوان شعركم في جاهليتكم فإن
فيه تفسير کتابکم»'. وسيأتي لهذا الشاهد مزيد بيان في موضع آخرء
والمقصود هنا بيان أن عمر دنه من أقدم من فتح باب الاستعانه بالشعر
في تفسير القرآن الكريم» وهو باب دخل منه الشعر الجاهلي إلى الحياه
الإسلامية» وحظي فيها بمكانةٍ لم يكن ليظفر بها من غير هذا الطريق.
وأكثر المفسرين استعانة بالشاهد الشعري اللغوي في تفسير القرآن
الكريم من الصحابة و : عبد الله بن عباس وء في الأسئلة التي سأله
عنها نافع , بن الأزرق» وكلها تدخل تحت الشاهد الشعري اللغوي'.
ومنها أن نافع ١ بن الأزرق سأل ابن عباس عن تفسير قوله تعالى :
رسا سل کا شواظ ص تار وضاس ول تَنَصِرَانٍ امك [الرحمسن .: هم] مأ
5
فأجابه ابن عباس وي بقوله: هو الدخان الذي لا لهب فيه.
فقال ابن الأزرق: وهل كانت العرب تعرف ذلك؟ قال نعمء أما
سمعت بقول النابغة :
يُضِيءٌ كضوءٍ سِراج السّلي طلم يجعل الأ فيو نخاس“
يعنى دخان .
يم
وهذا الشاهد قد استشهد به علماء اللغة على أن معنى النحاس فى
= لقعنب بن أم صاحب» تفسير القرطبي »٠١١/٠١ تفسير الألوسي روح المعاني /١5
۲ ,.
.08/١ الموافقات )١(
(؟) ستأتي دراستها مفصلة في الفصل الثاني من الباب الأول ص .١50
(۳) هو الجعدي.
() انظر: ديوانه .4١ مجاز القرآن ۲/ 2.540 معاني القرآن للفراء ۳/ ١۷١١ء غريب القرآن
لابن قتيبة ٤۳۸ الجاع لأحكام القران 1١7 »© الكشاف ۰٤٤۹/٤ ونسبه الطبري
)0( انظر: مسائل افع بن الأزرق ص٦٣ شين
أنواع الشواهد الشعرية
الآية هو ما ذهب إليه ابن عباس من الدخان الذي لا لهب فيه“ . قال
الأزهري: وهو قول جمِيع المفسرين)”)
ومن أمثلة هذا النوع من الشاهد الشعري ما ورد عند ابن عطية في
تفسير قوله تعالى : يمون ألو [البقرة: *]» حيث قال: «والصلاة
مأخوذة من صَلَّى يُصَلّى إذا دعاء كما قال الشاء ©
عَليك مِثلُ الذي صَلَيْتِ ُاغتيضي 2 يَومَا فإنَّ لجَنْب المرءِ مُضْطجعا)
ومنه قول الآخرا”ا
لها حَارِسنٌ لا بَبْرحٌ الدهرَّ بَيْتَهَا 2 وإنذبحت صَلَى عليهاوَرَمْرَمَ00
وهذان الشاهدان قد استشهد بهما اللغويون على معنى الصلاة فى
اللغة» وأنها بمعنى الدعاء“ . ٠
وكذلك قول الشماخ بن ضرار الغطفاني :
دَعَرْتُ به القَطاونَمَيِتُ عنة مَكان الذَّنْبٍ كالرَّجُلٍ اللَمِښ“
حيث استشهد به المفسرون على أن «أصل اللعن الطرد والإبعاد
والإقصاء»”'''. واستشهد به اللغويون على المعنى نفسه"''. وهو الشاهد
)١( تهذيب اللغة 27١/4 الصحاح 248١/7 لسان العرب ۷٠/٠١ (نحس).
(؟) تهذيب اللغة .۲١ /٤ (۳) هو الأعشى.
)٤( انظر: ديوانه )٥( .١6١ هو الأعشى أيضاً.
(5) انظر: ديوانه 57 7,
(۷) المحرر الوجيز 2٠١١/١ وانظر: مجاز القران .57/١ ۸٦۲۹ء ۱۳۸/۲ تفسير
الطبري (شاكر) ۲٤١/١ الجامع لأحكام القرآن .١١8/١
(۸) انظر: تهذيب اللغة »”757/١7 مقاييس اللغة ۳/ .”.٠٠
(9) من قصيدته المشهورة في مدح عرابة الأوسي. ومعناه: مقام الذئب اللعين كالرجل.
انظر: ديوانه .77١
(١٠)انظر: مجاز القرآن »55/١ تفسير الطبري (شاكر) ۳۲۸/۲ و87/ 504.
(١١)انظر: تهذيب اللغة ”957/7”» مقاييس اللغة ه/75. لسان العرب 2597/١”
الصحاح .1١195/5
__ا ب لشاهر الشعريفي تفسير القرآن الكريم
الوحيد على هذا معنى هذا اللفظ فيما اطلعت عليه - فى كتب التفسير
واللغة. ونظائر هذا النوع من الشواهد كثيرة في كتب التفسير” .
: الشواهد النحوية "
يقوم النحو على أصولء منها الأدلة التي تفرعت عنها فصوله
وفروعه» ويأتي في مقدمتها النقل» الذي يحتل شعر العرب مكانة بارزة
فيه › حيث يأتي في صدارة الكلام العربي المستشهد به في بناء قواعد
النحوء. والمطالع لمصنفات النحويين يجد ذلك ظاهرة بارزة» حتى
أصبحت كلمة «الشاهد» عند إطلاقها تنصرف إلى الشاهد الشعري”'".
وليس ببعيد عن الصواب من قال: (إن الشاهد في علم النحو هو
النحو»"””“'. وشواهد النحو في كتب التفسير ما استشهد به المفسرون من
الشعر فى بيان تركيب أو بنيةع لبيان قاعدة أو تأكيدهاء أو إيراد ما
استشني أو خرج عنهاء أو توجيه ما جاء مخالفاً لها ونحو ذلك مما
درس في مصنفات النحويين بشكل واسع . )
وقد اشتملت كتب التفسير على عدد كبير من الشواهد النحويةء بل
لا أكون مخطئاً إن قلت إن كتب التفسير والمعاني قد اشتملت على جل
شواهد النحويين التى رويت ونقلت فى مصنفات النحويين» وعلى رأسها
شواهد «الكتابس» لسيبويه. 1
ومن الأمثلة ما ذكره الفراء عند تفسيره لقوله تعالى: #المر يلك
TIT NET CFA FE FY دل YF «۲۱ ١ انظر: مجازالقرآن ۲/۱1 كح )١(
تأويل مشكل القرآن ء۰۱۹٤ ۰٤۱١ ۰۷۹ ۰۲١ »۱۲ غریب القرآن لابن قتيبة ٤٥٩ ٥
/٠١ ۲٠٠١/١ تفسير الطبري 0۱۹ ء٤٦٠١ ۰٤٤٦ ء۲۰٠۹ 2١97 21١4١ لابن قتيبة
ده٤٣ ء۱١١1 ٠١١ 4۷/١ الكشاف ١ ۳ A۲ ۷۲
.0/۳ [۱ الجامع لأحكام القرآن ۱۵ ٤۹ ۸ 2٠١ المحرر الوجيز ؟/
(۲) انظر: البحث اللغوي للدكتور أحمد مختار عمر 58.
(۳) نشأة النحو لمحمد الطنطاوي .٠۹۲
أنواع الشواهد الشعرية
لاع اوهد لعي اا ااا ال 7# إل
سر ر م ف س له ل ر ار رج سے ی ٠
عت ألكتي والى أنزل إِلتِكَ من رَيْكَ الحق »4 [الرعد: :]١ «فموضع «الذي)
رفع تستأنفه على «الحق»» وترفع كل واحد بصاحبه. وإن شئت جعلت
«الذي» في موضع خفضء تريد: «تلك آيات الكتاب وآيات الذي أنزل
إليك من ربك» فيكون خفضاً: ثم ترفع «الحق»؛ أي: ذلك الحق. .
وإن شئت جعلت «الذي» خفضا فخفضت «(الحق»»› فجعلتة من صقة
«الذي». ويكون «الذي» نعتاً ل«الکتاب»» مردوداً عليه» وإن كانت فيه
الواو» كمأ قال الشاعر:
7 7ه 27 ۴ هھ )1(
إلى الملك القَرّْم وابن الهمام وليتٌ الكتيبة في المزدحم'
فعطف بالواو» وهو يريد واحداً)”''. وهو من شواهد النحوي ”ا
وکتاب ٠ معاني القرآن» للفراء غلبت عليه به شواهد 9 النحوية؛
النحوية وصياغتها والتعريف بها مما يجعل منه مرجع نبو بمعناء
الشامل» لا كتابّ إعراب وتوجيه فقط)”*'.
ومن الأمثلة كذلك ما أجازه الفراء في حديثه عن قوله تعالى :
#أعمنلهر کرماد أسْتَدَّتَ به اَل في بوم عَاصِفَ صض# [إبراهيم: 18] من الخفض
على المجاورةء يقول: «وذلك من كلام العرب أن يتبعوا الخفض الخفض
إذا أشبهه»””' ثم استشهد على رأيه بشواهد من الشعرء منها قول ذي الرمة :
كأَنْمَاضَوَبَتْ نُدَامَ أعيّنِها تطّْنَاً بمُستحصد الأوتار محلو“
)غ0 لم أعرف قائله .
(۲) معانى القرآن للفراء ۲/ ٠٥۸ - ٥۷ وانظر: تفسير الطبري (شاكر) .571/1١7
(۳) انظر: معجم شواهد النحو الشعرية للدكتور حنًا جميل حداد 50١ رقم 7841.
.707/١ النحو وكتب التفسير لإبراهيم رفيده )٤(
(4) معانى القرآن للفراء .۷٤/۲
(1) رواية الديوان (عهناً) بدل (قطناً) ومعناهما واحد» والمحلوج: القطن المندوف.
انظر : شرح ديوانه ۲/ 446.
والشاهد في البيت جر «محلوج» للمجاورة؛ أي: لمجاورة الاسم
المجرور. والأصل أن بتصب «(محلوجا) انه نلعت اسم منصوبف. وهو
قوله: «قطناً». وهو من شواهد النحويين على الحمل على الجوار”"' .
ومن الأمثلة كذلك ما أورده الطبري شاهداً على جواز تقديم
معمول أسماء الأفعال عليهاء حيث قال: «والعرب تفعل ذلك إذا أخرت
الإغراءء وقدمت المغرى به» وإن كانت قد تنصب به وهو مؤخحر» ومن
ذلك قول الشاعر:
باأيّهاالمَائِحٌ دلوي دُونَكا إِنَي رَأَبِتُ النَّاسَ يَحْمِدُوئَى("
فأغرى ب «دونك» وهى مؤخرة. وإنما معناه: دونك دلوي ©.
وهذا الشاهد من شواهد النحويين المشهورة على أن مفعول اسم الفعل
يجوز أن يتقدم عليه؛ إذ الظاهر أن «دلوي» مفعول مقدم لقوله
«دونكا)“ . وقد رد هذا الوجه بعض النحويين ٠ والغرض التمثيل .
ومن المواضع التي يستشهد فيها المفسرون بالشواهد الشعرية
النحوية كثيراً عند توجيه القراءات من حيث النحوء فيستعينون فى ذلك
)١( انظر: أسرار العربية 8””» الإنصاف للأنباري ٤۸4٤ء تذكرة النحاة »5١١ خزانة
الأدب .٩1 /٥
(۲) الشاهد لراجز جاهلي من بني أسيد بن عمرو بن تميم كما في شرح شذور الذهب
۳۸۱
(۳) انظر: تفسير الطبري (شاكر) /١ ١۲٠۱ء معاني القرآن للفراء 275٠0 /١ ۳۲۳.
(6) انظر: أسرار العربية ١1٠1ء خزانة الأدب .۲٠٠/٦
(5) رد هذا الوجه ابن الأنباري في أسرار العربية ١1ء ورده محمد محيي الدين
بل ولا هو معمول لاسم فعل اخر محذوف يفسره المذكور ويقع في التقدير قبل
المعمول لأن اسم الفعل لا يعمل وهو محذوف أيضاء ولكن هذا الاسم المنصوب
معمول لفعل محذوف من معحی اسم الفعل). شرح شذور الذهب ١م ۳.
أنواع الشواهد الشعرية
ومن أمثلة ذلك ما أورده ابن عطية في توجيه الفصل بين المضاف
والمضاف إليه في قراءة ابن عامر لقوله تعالى: #وَكَدَلِكَ 2 ڪر
ر تسح المشوين فش دهم شڪ اوھ 4 [الأنعام: ۷ برة فع «قتل).
ونصب لادم وجَر جر اشركائهم» . فجعل من ذلك قول الشاعر:
فْرَجَحْتَهبمزرجة زج القلوصَ أبي مراد
وقول الطرمّاح :
فوجه الكلام في الشاهد الأول: رح أبي مزادة القلوصّ» ففصل
بين المضاف «رَحّ) والمضاف إليه (أبي مزادة» بالمفعول به «القلوص»).
ووجه الكلام في بيت الطرماح : قرع الكنائن الفسىّ» حيث فصل
بين المضاف ((قرع» والمضاف إليه «الكنائن» بالمفعول به القسئ)».
فكذلك في قراءة ابن عامر وجه الكلام: قَثْلُ شُركائِهم أولادَهُم.
ففصل بين المضاف «قتل) والمضاف إليه الي بالمفعول
1 ولادهم)””' . وجمهور نحوييٌ البصريين على أن هذا لا يجوز إلا في
ضرورة الشعر» وة ۾ في هلم القراءة بسبب ذلك . قال الطبري: «وقد
روي عن بعض أهل الحجاز بيت من الشعر يؤيد قراءة من قرأ بما ذكرث
من قراءة أهل الشام “'ء رأيت رواة الشعرء وأهل العلم من أهل العراق
ينْكروَهُ» وذلك قول قائلهم :
قَبَجَحْئُهُمتمَكًناً رَجّ االقلوص أبي مزادة)”"
وهذا القول وإن كان قول الكوفيين إلا أن الفراء رد هذا الوجه
() انظر: المفصل للزمخشري 76؟١. (0) انظر: دیوانه 159.
(۳) المحرر الوجيز .٠١۸/١
T/۲ النشر لابن الجزري ۲۷١ انظر: كتاب السبعة لابن مجاهد )٤(
يعني قراءة ابن عامر. )5(
(5) تفسير الطبري (شاكر) ١17/١7 1۱۳۸ء معاني القرآن للفراء .٥۸/١
| 0 الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
وقال: «وهذا مِمّا كان يقوله تحويو آهل الحجازء ولم تنجد مثله في
العربية''. فلا يصح نسبة هذا القول للكوفيين دون تفصيل» حيث رده
الفراء»ء وهو من كبار أهل الكوفة في النحوء وكتابه عمدة في نقل آراء
الكوفيين. ونظائر هذه الشواهد في كتب التفسير كثيرة''.
: الشواهد الصرفية “
تَعْرِضٌ كثيراً للمفسرين مسائل من الصرف أثناء تفسيرهم للمفردات
القرآنية» يعالجونها بمناهج مختلفة» فمنهم من يتعرض لها باختصارء
ومنهم من يطيل الوقوف عندهاء والاحتجاج لما يذهب إليه من الرأي
بشواهد الشعر الصرفية. وهذا النوع أقل من النوعين السابقين في كتب
التفسير .
ومن أمثلة الشواهد الصرفية ما أورده المفسرون للاستشهاد على أن
صيغة «فعيل» تأتي بمعنى : مول من قول الشاعر عمرو بن معد يكرب:
يِن ريحانة”” الدّاعي السّميعٌ؟ 2 يُؤرقني وأصحابي هجو
يريد: الداعي المُسْمِعٌ*'. وذلك عند تفسيرهم لقوله تعالى: #وَلَهُمَ
.508/١ معانى القرآن للفراء )١(
(0) للامبتزادة: معانى القرآن للفراء ١/8ه. رف ۱۰١ c۸۷ ۱۰۷ ۱۰۸ ۲۳
٥۵ تفسير الطبري (شاكر) ٤۰٤ ۳۲۹ 794/١ حاف 3٠١/48 ۱٤۹/۲
eT ”“١/4 ۹۸ مدل التق "ولاك CEVA والتثدل cEAV
HAA T/7 الكل كوك o EE TINY TTY كات امل (Y0
۸ :؛:, والکشاف ۲/۱ ١۱ء ١۲ء ٤۲ء والمحرر الوجيز ۱٥۷/۲ 2١7١/١
و ٤ 4/۳ والجامع لأحكام القرآن 2١١7/5 ”24/9 5.
)۳( هي ريحانة بنت معد يكرب أخت عمرو» وهي أم دريد بن الصمة القشيري. انظر:
خزانة الأدب .۱۸١/۸
.٤١ انظر: ديوانه /5١غ» الأصمعيات )٤(
(0) انظر: تأويل مشكل القرآن /ا791» وغريب القرآن لابن قتيبة ۱۷ء الكشاف 218١/١
المحرر الوجيز ۳۳۹/۱ الدر المصون ۲/ 86.
أنواع الشواهد الشعربة
ا
عَذَاكُ أَلير بِمَا كوا يَكْذْبْونَ4 [البقرة : ]٠١ بمعنى مؤلم» وتفسير قوله تعالى :
بر ا رض [البقرة : ۷ أي: مبدعها. قال الطبري:
«والاليم: هو الموجع» ومعناه: ولهم عذاب مؤلم. بصرفي ملم إلى أَلِيْم
كما يقال : ضَرْبُ وَحِيعٌ بمعنى موجع) والله بديع السئوات والأرض بمعنى
مبُدِع, ومله... ' ثم أورد الشاهد الشعري السابق''2. وهذا شاهد من
شواهد الصرف”» وقد منع بعضهم وجه الاستشهاد به على هذا الوجه'” .
لاخر بر م
ومن الأمثلة كذلك استشهادهم عند تفسير قوله تعالى: ##وقولواً
أنظَرْئًا» [البقرة: »]٠٠٤ وتفسير قوله تعالى: #ولو أيهم الوا عتا وأطعنا
وأسمع انظ کان را شَ افو [النساء: ]٤١ على أن «نظرتك»
و«انتظرتك» بمعنى واحد بقول الحطيئة”؟" :
0 2 1 26 سا بي وام كت لاه o. دهى (o) qr
وفد نظرتكم إعشاء صادرة للخمس طال بها حوزي وتنساسي
والشاهد من شواهد الصرفيين على ذلك" . ومن الأمثلة ما يورده
المفسرون شاهداً على أن: «أجاب» و«استجاب» بمعنى واحد» وهو قول
كعب العَتوى :
وداع دعا يا مَنْ بُجيبُ إلى الندى نلم يَسْتَجِبهُ عند ذاك مجيبُ محيث”""
.۳۸۳ /١ تفسير الطبري (شاكر) )١(
(۲) انظر: خزانة الأدب 2178/8 لسان العرب 50/5" (سمع)» أمالي ابن الشجري /١
۷ - 48.
(۳) قال ابن منظور عن وجه الشاهد: «وهو شاذ». لسان العرب 2750/5 وبحث
البغدادي ذلك بتفصيل فى خزانة الأدب ١78/8 وما بعدها.
(8) انظر: دیوانه 0000.45
: وروايته عند ابن قتيبة ۰٤۳۸ - ٤۳۷/۸ 2558/7” تفسير الطبري (شاكر) )٥(
وقد تَظَرْتُكُمْ إيناء عاشية للخّمس طال بها حَوْرِي وتنسّاسي
انظر: تأويل مشكل القرآن 5/ا".
(5) انظر: تهذيب اللغة ۰۳۷۱/۱٤ لسان العرب .197”/١5
(۷) انظر: الأصمعيات "4.
27 الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
أي: لم يُجِبْه''. وهذا الشاهد من أكثر الشواهد دوراناً في كتب
التفسير واللغة شاهداً على هذا الوجه» وهو أن صيغة «افعل» بمعنى
«استفعل)”''. قال ابن قتيبة: «شكرتك وشّكرتٌ لك وتصحتّكٌ ونصحتٌ
لك وكلتّكَ وكلتٌ لك واستجبتكٌ واستجبت لك قال الشاعر...).
ثم ساق بيت الغنوي”".
5 الشواهد الصوتية :
تعرّض المفسرون في كتب التفسير لقضايا صوتيةٍ كتسهيل الهّمز
وتحقيقه» والإدغام“» والإمالةٍ وغير ذلك من الظواهر الصوتية.
ويوردود الشواهد الشعرية التى تشهد لما ذهبوا إليهء وهصى المقصودة
. . 8 س کے کے کی بے ر
١ - ما جاء في تفسير قوله تعالى: ون كلا لما فيم ريك
أَعْمْلَهُرٌ * [هود: ]١١١ من قول الفراء: «وأمًا مَنْ شَدَّدَ «[001* فإنّهِ والله
أعلم أرادَ:(لَمَنْ ما لَيُوفِينّهم)» فلما اجتمعت ثلاث ميماتٍ حذفت
(1) المحرر الوجيز 7//ا8.
(۲) مجاز القرآن ۲/۱ ۱۷۰ ۰۱۰۷/٦۷ تأويل مشكل القرآن 27٠ 25945 تفسير
الطبري (شاكر) ۲/۱ /٤۸۳ ۷/۳ ,44 "05٠١ ۱۰ء ٤۳٥/٤۸۸ الكشاف 25/١
٩ ”570/78 » المحرر الوجيز ١7١/١ الدر المصون ١/۹٥٠ء الجامع
لأحكام القرآن »١58/١ أمالي ابن الشجري ,45/١ خزانة الأدب .5717//٠١
(۳) أدب الكاتب .٥۲۳
(6) بدأ الخليل دراسة الأصوات رغبة في ترتيب معجمه اللغوي وبيان سبب ذلك الترتيب»
وأما سيبويه فقد درس الأصوات في كتابه لتعلقها بالإدغام وما يَحسّن فيه وما لا
يحسن. انظر: العين ٥۷/١ الكتاب 575/5» الدراسات الصوتية عند علماء
التجويد لغانم الحمد .٤۸ - ٤١
(5) قرأ بالتشديد عاصم وحمزة وابن عامر وأبو جعفر. انظر: التيسير 2157 النشر ۲/
۰۹ الكشف .2785/١
أنواء الشواهد الشعربة
انوع اوهد شريه لجسلبسكب ۷۹ |
واحدةٌ» قبقيت اثنتان» فأذْغْمَّت في صاحبتها. ثي أنشد الفراء على ذلك
ثلاثة شواهد شعرية. الأول منها قول الشاع ”'*:
وإني لَمِمّا أصدر الأمرّوججهّهُ إذاهو أعيا بالسّبيل مَصادرٌ:”"
والشاهد في قوله: «لَّمِمَّااء أصلها «لَّمِنْ ما قلبت النون ميماًء
واجتمعت ثلاث ميمات» فحذفت الوسطى» فصارث «لممّا». و«ما» على
هذا القول بمَعنى «من». وما ذهب إليه الفراء فى توجيه هذه القراءة رده
بعضُ النحوييّن, كابن الحاجب فقال: «وهذا بعيد لا ينبغي أن يحمل
عليه كتاث الله ن حذف مثل هذه الميم استثقالاً لم ي يثبت في كلام ولا
شعر» فكيف حمل عليه كتابُ الله تعالی» . واختار 5 الحاجب أنه
لما الجازمةٌ حَذِفَ فعلّها للدلالة عليه» والتقديرٌ: لما يهملوا أو لما
بتر کوا؛ لدلالة ما تقدم من قوله: #فمنهم سق وسعِيةٌ؟ [هود: ١١٠]ء 4
ذكر الأشقياءَ والسعداء ا ومُجازَاتَهم ؛ ثم س ذلك بقوله: # لوم ربك
عَملهُرَ 4 [هود: »)]١١١ 2 ختم بقوله: «وما اعرف وجهاً أشبه من هذاء
وإن كانت النفوس تستبعده من جهة أن مثله لم يقع في القرآن» والتحقيق
أبَى استبعادةٌ لذلك“» وقالَ بمثله أبو حيان”” .
)" الشاهد الثانى الذي أورده الفراء قول الشاع ١
(¥) ت 0 7 5 سر © ساك © 25 2 صم الى
كأن من اخرها إلقادم محرم نحل قارع المخارم
)۱( نسب البيت مع آخر لثلاثة شعراء هم مُضرٌ بن ربعي وطفيل بن عوف» وكعب بن
زهير. انظر: شرح أبيات معاني القرآن للدكتور ناصر حسين علي .١5١
(؟) انظر: معاني الفراء 279/7 تفسير الطبري (شاكر) »445/١5 روح المعاني ؟/ .١19١
(۳) الأمالى النحوية 1۷/١ وانظر: مغنى اللبيب ”/ 597» حاشية الشهاب .٠٤١/١
(:) الأمالى النحوية .58/١ ْ
(5) البحر المحيط 7507/5» وانظر: مشكل إعراب القرآن لمكي 037" الجنى الداني
8 .
50 لم أعرفه . /
(۷) القادم: قادمة ظهر الراحلة» المَّحْرِمٌ: منقطع أنف الجبل» وقيل: الطرق في الجبال»
يقول الفراء مُعَلّقاً على مَوطن الشاهد: (أرادَ : إلى القادم ؛ فحذفٌ
اللام عند ت الام ا ولى للتخفيف .
٣ - ومن الأمثلة ما جاء في تفسير قوله تعالى: ايها الوت
اموا ما لک لا قبل لكر أَنْقِرُوا في سيل أل اقام إلى الأزض) [العوبة:
۸. يقول الفراء: «معناه - والله أعلم ١تَتَاقَلتم» فإذا وصلتها العرت
بكلام أدغموا التاءَ في الثاء؛ لأنّها مناسبة لّهاء ويُحيئون الفا لم يكن
ليبنوا الحرفٌ على الإدغام في الابتداءِ والوصل» وأنشدني الكسائيٌ
شاهداً فيه :
والشاهد فيه قوله: «اتَابَمَ» معناف ابع
التاء فاحتيجٌ إلى ألفِ الوصل» ومثلة انَاقَلَء وادّار
المتقاربان واجتَلبّت الألفٌ لتيسير النطق”" .
وقال الطبري في قوله تعالى : وَل مَتَلثْرَ تدا رتم فا [البقرة:
7 اوإِنّما أصل فَاذَارَاَتُم : َدارانّم» ولكق التاء قريبة من مخرج الدال»
وذلك أن مرج التاء من طرف اللسانٍ وأصول الشفتين» وتَخرجَ الدال الدالٍ
من طرف اللسان وأطرافي التَِتَيْنَ”؟'» فأدغمت التاءٌ في الدال» فبجعلت
دالا مشددة كما قال الشاعر . . .« ثم أورد الشاهد السابق» ثم ن محل
= والفجاج. انظر: معاني القرآن للفراء ۲۹/۲ لسان العرب 1۷/١١ (قدم). ۷١/٤
(خرم)» تفسير الطبري (هجر) ۱۲/ .٥٩۹٤
.0۹٤/۱۲ معاني القرآن ۲۹/۲ ١٤٤٠ء تفسير الطبري (هجر) )١(
(0) له تتمة» وهو غيرٌ منسوب في معاني القرآن ٤۳۸ - 471/١ تفسير الطبري (شاكر)
۲ والمحرر الوجيز ۱۸۳/۲.
(۳) انظر: الكتاب لسيبويه 5/ 51/8.
(6) فيه غرابةٌ في وصفب مَخرح التاءِ والدال. فالتاء تخر من فوق الثنايا العلياء مصعداً
إلى جهة الحنّكِ يسيراً يا يقابل طرف اللسان» وهي مهموسةء والدال من المخرج
نفسه إلا أَنّها مَجهورَة. انظر: الكتاب ٤۳۳/٤ التمهيد لابن الجزري .١١9
أنواع الشواهد الشعرية
الشاهد بقوله: يريد : إذا ما تابح القَبَلء فأدغمّ إحدى التاءين في
الأخرىء. فلمًا أدغمت التاءٌ فى الدال فجعلت دالاً مثلهاء سكت
تَجلبوا الفا لِيَصِلوا إلى الكلام بهاء وذلكَ إذ كان قبِلَهُ شيء؛ لأنَّ الإدغامَ
لا يكون إلا وقبلهُ شى .
وذكر السَّمِينُ الحلبيُ أنَّ: «هذا مُطّردٌ في كل فِعْل على تَفاعَلَ أو
تَمَعَلَء فَاوْهُ دال نحو: تَدَايَنَ وَاذَايَنَء وتَدَيِّنَ وادَيّنَُ أو ظاء أو طاءء أو
ضاد أو صاد» نحو: : تَطَايَرَ واطايّرء وتَظيِّرَ واطيّرَ وتَظاهَرَ واظاهَرء
وتَظهّرَ واطهّرَ. والمصدر على التَمَاعَلٍ أو التَمَعْلٍ نحو : : تدارۇ وتطهر َظراً
إلى الأصل» وهذا أصل نافع في جميع الأبواب فليتأمل)”" .
فالفراء والطبري قل تواردا على الاستشهاد بالشاهد الشعري السابق
على مسألة صوتية وهي الإدغام في لفظتين من آيتين مُختلفتين من القرآن
الكريم. غير أن وجه الاستشهاد واحذدء ولم يستشهد السمين الحلبى
بالشاهد الشعري مع عنايته بمسائل الصرف فى كتايه .
5ه الشواهد البلاغية :
وهي كل ما استشهد به المفسرون من الشعر لتوضيح وبيان مسألة
بلاغية. وشواهد البلاغة لا تعد شواهد بالمعنى الاصطلاحى الدقيق”",
فكثير منها قد ورد من باب التمثيل للقواعد التي وضعها البلاغيون. وقد
بدأ أبو عبيدة فى «مجاز القرآن» بوضع اللبنات الأولى لعلم البلاغة
بمباحثه المعروفة» وشاركه بعد ذلك الفراء فى «معانى القرآن)» وقد
)١( تفسير الطبري (شاكر) 5/7؟7. 2507/١4 ومجاز القرآن ١ . وانظر: معاني
القرآن للفراء ۲/ ۲٠٤ المحرر الوجيز .50/١١
(0) الدر المصون ٤۴١ - ٤١٤/١ 244/5 معجم مفردات الإبدال والإعلال في القرآن
الكريم للخراط 57 ",
(۳) انظر: مقدمة شواهد العربية لعبد السلام هارون ؟١.
استعان كل منهما بالشواهد الشعرية يستشهد بها على ما يذهب إليه»
ويدعم بها رأيه وتفسيره. ثم جاء بعدهما الإمام ابن قتيبة ولا سيما في
كتابه «تأويل مشكل القرآن». فخطا بعلم البلاغة خطوة بعيدة» وقد
استطاع أن يعيد تنظيم ما كتبه أبو عبيدة والفراء في كتابيهماء والاستشهاد
على ذلك بشواهد من الشعر سبق أن استشهدا بها غير أنه أضاف إليها
شواهد جديدة لم يسبق إليهاء وقد تداولتها كتب البلاغة بعد ذلك»
وأصبحت هي الشواهد السائرة لتلك المباحث البلاغية.
وقد عُنِيَ المفسرون بالشواهد البلاغية» وأوردوا كثيراً منها في
مواضع متفرقة من تفاسيرهم» وبعضهم كان أكثر عناية بها من غيره
كالزمخشري في «الكشاف»., الذي أشار في مقدمة تفسيره إلى أهمية علم
البلاغة للمفسرء والحاجة الماسة إلى تعلمه لفهم كتاب الله» وقد شنح
على من يتصدى للتفسير وهو غيرٌ بصير بهذا العلم”''.
وفي زمن أبي عبيدة (9١7ه) والفراء (!1١٠ه) لم تكن مصطلحات
البلاغة قد اتضحت تماماً واستقر عليها الأمر؛ ولذلك جاءت المباحث
البلاغية في كتابيهما متفرقةًء غَيْر ملتزمة بمصطلحات البلاغة التي عُرفت
فيما بَعدُء حيث يعد كتابُ الأول منهما أولَ خطوةٍ وصلت في علم
البلاغة» فقد تعرض لمباحث التقديم والتأخيرء والتشبيه» والكناية.
والتمثيل» والاستعارة» والالتفات" .
ثم جاء بعدهما ابن قتيبة (a فاستطاع في كتبه وخاصة كتابة
«تأويل مشكل القرآن» أن يجلي كثيرا من مسائل علوم البلاغة» مستشهدا
على ذلك بعدد من الشواهد الشعرية البلاغية» مع بيان وجه الشاهد
وتوضيحهء وقد دفعه إلى ذلك الرد على الملاحدة وأشباههم الذين كانوا
.۴/١ الكشاف )١(
.44- 57 (؟) انظر: المباحث البلاغية فى ضوء قضية الإعجاز لأحمد جمال العمري
أثواء الشواهد الشعردة
نوا الشواهد ادي ال ۸۲ ]|
يطعئون في القرآن الكريم» ويتهمونه بالتناقض والفساد في النظم
والإعراب» والناظر في كتابه يدرك بيسر وسهولة أنه قد استوعب ما ورد
في «مجاز القرآن» ب عبيدة» اوامعاني القرآن» للفراء وأخرجهما في
ثوب جدید» أكثر ترتيباً وتنظیما» وتأثر به تلاميذه ومن جاء بعده من
المفسرين” '". '. ولم 9 تفسير من التفاسير المطوّلةٍ والمتوسطة بعد ذلك
من مباحث البلاغة» والاستشهاد عليها بشواهد الشعر البلاغية» كتفسير
الطبري (١٠”7ه)» والزمخشري (078ه)» وابن عطية (557ه)» والقرطبي
(١/اكاه) وغيرهم .
فمن أمثلة الشواهد البلاغية في كتب الدراسات القرآنية ما ذكره أبو
عبيدة في تفسير قوله تعالى: لبر م أل ورَسُولِك إلى أن هد4
[التوبة: »]١ حيث قال: ١ ##إبراءة من الله ورسولوء إلى أأز
خاطب شاهداً فقال: #فَسِيحُوأ» [التوبة: ؟]» مَجاره ا وأقبلوا
وأدبرواء والعربُ تفعل هذاء قال عنترة:
شَطَّتْ مزارٌ العاشقين فأصبحث عَيراً علي لايك ابنةمخره ۳
وهو يشير هنا إلى ما سَّمّاه البلاغيونَ «الالتفات» وهو «انصراف
المتكلم عن المخاطبة إلى الإخبارء وعن الإخبار إلى المخاطبة وما يشبه
ذلك)20 . ومن أول من أشار إليه وإن لم يسمه باسمه أبو عُبيدة بقوله :
«والعربٌ قد تخاطبٌ فتخير عن الغائب والمعنى للشاهدٍ». فترجعٌ إلى
عر
الشاهدٍ فتخاطبه)'''»كما أشار الفراء إليه وإن لم يسمه باسمه . ولعل
.١١١ انظر: أثر النحاة فى البحث البلاغى للدكتور عبد القادر حسين )١(
(؟) انظر: نقد الشعر عند ابن قتيبة للدكتور عبد الكريم محمد حسين ۳۹١ وما بعدها.
(۳) انظر: ديوانه ۰۱٠١ شرح القصائد السبع الطوال .۲۹۹٩
(4) مجاز القرآن 2565/١ ۱۳۹/۲.
(0) معجم المصطلحات البلاغية لأحمد مطلوب ١٤1۷ء الصناعتين للعسكري ۳۹۲.
(5) مجاز القرآن ۱۳۹/۲.
.45٠ .1١96 25٠+ /١ انظر: معاني القرآن للفراء )۷(
-[1م ا الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
أولَ من سَمّاه التفاتاً الأصمعي"" »: ثم شرحه ابن قتيبة وأدخله في باب:
«مخالفة ظاهر اللفظ معناه»» وقال: «ومنه أن تخاطب الشاهد بشيء ثم
تجعلّ الخطابّ له على لفظ الغائب» كقوله ويك: حي إا كر ف
للك وَحَرَينَ 2 ريج طب وَفَرِحُوأ يبا [يونس: ۲۲]» قال الشاعر"" :
يادارميّةَ بالعلياء قَالسَتَدٍ أقوث وطالٌ عليها سالف الأبد"“
وكذلك أيضاً تجعلٌ خطاب الغائب للشاهد» كقول الهذلي*“ :
باوب نفسي كان جِدَةٌ َال وبياضٌ وجهك للتراب الأعفر »°
وانتفع المفسرون بعد ذلك بما سبق إليه هؤلاء فهذا الزمخشري
يقول: «وقد التفت امرؤ القيس ثلاث التفاتات في ثلاثة أبيات. . . وتلك
على عادة افتنانهم في الكلام وتصرفهم فيهء ولأن الكلام إذا نقل من
أسلوب إلى أسلوب كان ذلك أحسن تطرية لنشاط السامع وإيقاظا
للإصغاء إليه من إجرائه على أسلوب واحد» وقد تختص مواقعه
بفوائد»" . والشواهد كما قال الطبري - من الشعر وكلام العرب في
الالتفات أكثر من أن تحص ”“ .
ومن الأمثلة ما أورده الطبري عند تفسير قوله تعالى: #وَأَشْريوا في
قَلوبهم ليجل پڪ [البقرة: 97] وهو قول زهير:
فصحوث عنها بعد حب داخل والحُبٌُ تشر ريه فؤادك دا
حيث استشهد به على أن معنى الآية: أشربوا حب العجل» وأنه
ترك ذكر الحب اكتفاءً بفهم السامع لمعنى الكلام: «إذ كان معلوماً أن
)١( انظر: الصناعتين ۹۲". (۲) هو النابغة الذبياني .
(۳) انظر: ديوانه .١5 (5) هو أبو كبير الهذلي.
(5) انظر: ديوان الهذليين .٠١٠/۲
(5) تأويل مشكل القرآن ۲۸۹ ۔ »59١ تفسير الطبري (شاكر) .1554/١
(۷) الكشاف .١15/١
(۸) انظر: تفسير الطبري (شاكر) .۱٥٤/۱ (9) انظر: دیوانه 04ا".
أنواء الشواهد الشعردة
الفاغ الشقاهد الشعرية اال هم |
العِجْلَ لا يشرب القلب» وأنَّ الذي يشرب القلب منه حه كما قال جل
تناوه: وَسَمَلَهُمْ عَنٍ لْقَرَيَةِ ألى ڪامت اة لخر ر# [الأعراف:
۳ #وستل القَرية الق ڪا فا والْعير 1 ذا فبا [يوسف: ۸۲]»
وكما قال الشاع ”2 :
ألا إنّني سُقَيتْ أسودَ حَالكاً ألا بَجَلِى مِنَ الشّرابٍ ألا بج“
يعني بذلك: سما أسوداً. فاكتفى بذكر «أسود». عن ذكر السّمْ؛
لمعرفة السامع معنى ما أراد بقوله: سُقَيتٌ أسود)"" . ظ
وما ذكره الطبري هنا هو ما سماه لبلا غيود بعد ذلك : «المَجاز»»
قال ابن عطية: «والمعتى : جعلت قُلوبهم د تشربه» وهذا تشبية ومجارٌء
عبارةٌ عن تمن أمر العجل في فُلوبهم 0
والشواهد البلاغية التي أوردها الإمام الطبري» وين قبله أبو
عبيدة» والفراء» وابن قتيبة» ومن بعده الزمخشري» وابن عطي
والقرطبي تُعَدٌ من الشواهد عند البلاغيين لهذا الأسلوب العربي“
ونظائر هذه الشواهد البلاغية كثيرة في كتب التفسير”"' . ١
5 - الشواهد الأدبية :
وهي الأبيات من الشعر التي يتمثل بها المفسرٌ في تفسيره على
معنى من المعاني التي تعرض لها في تفسيره› فهي للتمثل لا للاستشهاد
)١( هو طرفة بن العبد البكري.
(۲) بَجَلِى: بمعنى حَسّبى من الشراب. انظر: ديوانه ٠۷١ أشعار الشعراء الستة للشنتمري
AREY 0
(۳) تفسير الطبري (شاكر) 509/7. )٤( المحرر الوجيز .195/١
(5) مجاز القرآن ۰٤۷/١ معانى القرآن للفراء ٦۱/۱ - ”57» تأويل مشكل القرآن ١١١غ
الكشاف ۷٤١ - ۷۳۷ ,495/7 2157/١ الجامع لأحكام القرآن ؟/77.
/١ المحرر الوجيز ٥٤۸/۳ .١1/5/5 ء18١ 21١8 .١١“/١ للاستزادة: الكشاف )5(
.40 255/١ الاء الجامع لأحكام القرآن /١١ 1/٩ ۰۸/۲ ۸
لمم _الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
فلا تندرج تحت الشواهد اللغوية ولا النحوية» وإنما أوردها المفسر
لإيضاح المعنى الذي يرمي إليه ويقصده. وميدان التمثل بالأشعار باب
واسع» لاستحسان الناس لهاء وحفظهم لهاء وربما تكون المناسبة التي
ورد فيها الشاهد قريبة من المعنى الذي تعرضت له الآية المفسّرة. وهذه
الشواهد تكثر في تفاسير المتأخرين كالزمخشري والقرطبي» وتقل عند
المتقدمين كأبي عبيدة والفراء والطبري. وأكثر ما يوردها المفسرون في
مواضع الوعظ والوعد والوعيد» والتذكير بالآخرة والحث على مكارم
الأخلاق وحسن الأدب» ونحو ذلك. فهي لا تعد من الشواهد بمعناها
الاصطلاحي الذي اصطلح عليه اللغويون والنحويون» وإن كانت تدخل
تحت ما ذكره الجاحظ من أن غاية رواة الأخبار أنهم يروون كل شعر فيه
الشاهد والمثل”''» وأن مدار العلم على الشاهد والمثل”"' .
ومن أمثلة هذه الشواهد الأدبية عند المفسرين ما أورده القرطبي
وهو يقرر أن الواجب على من تصدى لتعليم الناس أن يقف حيث وقف
به العلمء ولا يتعدى ذلك إلى القول ! ٠ بغير علم ٠" وذلك عند تفسيره
لقوله تعالى: لتَلوَا سُبْحَتَكَ لا عِلَمَ كن إلا ما امتا إن أَنتَ لعل
كيم 4069 البقرة: ؟#]ء من قول الشاعر”* :
إذاما تحدثث في مجلس تنامّى حَديثي إلى ماعَلِمْتَ
ولم أغدٌعِلْيِي إلى عَيْره وكانَ إذا ما تناهى سكت
ومن الأمثلة على هذا النوع من الشواهد الأدبية في كتب التفسير ما
س سج سے سے
استشهد به القرطبي عند تفسيره لقوله تعالى : #وما كسم ترون أن سهد
.؟7١7/١ البيان والتبيين 75/5. (۲) المصدر السابق )١(
(۳) الجامع لأحكام القرآن ۱۹۷/۱ - 1۱۹۸ء وانظر أبيات الاستشهاد لابن فارس ضمن
نوادر المخطوطات لعبد السلام هارون ١14/١ حيث ذكر ابن فارس أنه يتمثل به
عندما يلاجك أحد أو يطاولك .
.١170 هو يزيد بن الوليد بن عبد الملك . (0) انظر: عيون الأخبار ؟/ )٤(
أنواع الشواهد الشعرية
ملو 409 [فصلت: ۲۲]. ا أن الجوارح تشهد على الإنسانٍ بما
عمل» وهي قول الشاعر"'':
العم ينقصٌ والذنوث تزيأ وِتُمَالعَبراتٌ المَتَى فَيَعُودُ
هل يُستطيعٌ جحوة ذنبٍ واحاد رَجُلٌ جَوارِحُهُ عليِهِشِهُودُ
والمرء يُسألُ عَن سَّنِيهِ فيشتَهي تَقلِيلّها وعن المّماتٍ يجيد"
ويوجد عند بعض المفسرين إيراد لشواهد شعرية يتمثل بها آهل
التصوف وتكثر في كتبهم» وهي تدخل تحت الشواهد الأدبية» ومن
الأمثلة على ذلك ما دض القرطبي عند قوله تعالى : | آل اموا
لا دوا اماک وَلِعْوْدَكُم اويا إن اسحا الْحكفرٌ عل اين ومن
سو لر یک 0 شم ري 9© [التوبة: ۲۳]» حيث قال:
(وخص الله سبحائه الآباء والإخوة إذ لا قرابة أقرب منهاء فنفى الموالاة
بينهم كما نفاها بين الناس بقوله تعالى: #ياما الَدنَ امَنوا لا كَتَّجِدُوا اا
والتصدرى وي 4 [المائدة: ]5١ ليبين أن القربت قرت الأديان. لا قرت
الأبدان. وفي مثله تنشد الصوفية
يقولونَ لي دارٌ الأحبةٍ قدّنث وأنتَ كنيب إن ذا لعجيب
فقلتُ: وما تغني ديارٌ قريبةٌ إذالم يكن بين القلوب قريب
فكم من بعيد الدار نال مراده وآخر جار الجنب مات كئيب)"
ويكثر هذا النوع في تفسير القشيري*“ المسمى بالطائف
الإشارات»» حيث ملأه بأمثال هذه الأبيات الشعرية التي يقصد بها معاني
.77١/١5 هو عبد الله بن عبد الأعلى الشامي. (۲) الجامع لأحكام القرآن )١(
(۳) الجامع لأحكام القرآن 8/ ٦١ - ٠١ والأبيات غير معروفة القائل.
716( هو عبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك الفَشَيْرِي النيسابوري الصوفي )٤(
. هھ)» کان زاهداً وَرعاًء اشتغل بالتفسير وصنف فيه کتبا منها لطائف الإشارات ٥۵
.۲۲۷ /۱۸ انظر: تاريخ بغداد ۰۸۳/۱۱ سير اعلام النبلاء
ح( مم0 الشاهر (الشعري في تفسير القرآن الكريم
بعيدة كما هي حال الصوفية في التفسير الإشاري. والصوفية يكثرون من
الاستناد إلى الأشعار في تحقيق المعاني العلمية والعملية» ويجري ذلك
في كتبهم ۰ وفي بيان مقامأتهم. «فينتزعون معاني الأشعار» ويّضعوتها
للتخلّقٍ بمُقتضاهاء وهو في الحقيقة من المُلّح؛ لما في الأشعار الرقيقةٍ
من إمالة الطباع؛ وّحريكِ النفوس إلى الغرض المطلوب» ولذلك اتخذه
الوعاظ ديدتاًء وأدخلوه في أثناء وعظهه)”"' .
ومن الأمثلة في تفسير القشيري عند تفسيره لقوله تعالى : ميسوك
عن اهار هل هى مَوقِيتٌ لاس وَالْحح ) [البقرة: 189] قال: «الأَهِلَةٌ جمع
هلال» مواقيت للناس؛ لأشغالهم ومحاسباتهم. وهي مواقيتٌ لأهلٍ
القِصَّةَ أي : الصوفية في تفاوت آحوالهم» فللزاهدين مواقيت أورادهم,
وأمّا أقوامٌ مخصوصون فهي لهم مواقيتٌ لجالاتهم» قال قائلهه”":
أعد تمد الليالي ليلهً بعدليلةٍ وقد كنت قدماً لا أعدٌ الليالى“
وقال آخر:
تمان قد مضين بلاتلاق ومافي الصبر فضل عن تمان“
وقال آنی :
7 ر بَنة د 4 وما ع U بأنصاف لهنَّ ولا سرار”/ "ا
فهو هنا أورد ثلاثة أبيات من الشعرء يقصد بها معنى إشارياً يفهمه
الصوفية» غير المعنى الذي تدل عليه بظاهرها.
.١١١/١ الموافقات )١(
0 هو قيس بن الملوح» المشهور يمجنون ليلى .
(۳) انظر: ديوانه 5". )٤( لم أعثر على قائله.
(5) هو الشاعر الأموي الصمة بن عبد الله القشيري المتوفى سنة 40ه.
(0) السّرار: الليلة التي يَسْتَسِرٌ فيها القمرٌ أي يختفي. انظر: الأغاني 7/ 5» لسان العرب
5 (سرر). ۰
(۷) لطائف الإشارات للقشيري 0
أنواء الشواهد الشعربة ظ
لاع اوهد شريه للل 8 أ
وقد أحصيت الشواهد الشعرية فى تفسير القشيري هذا فبلغت ٦۸۳
شاهداً شعرياً ساقها كلها مساقاً إشارياً» غير المعنى الظاهر. وكثير من
هذه الأبيات الشعرية التي أوردها قد اعتراها اختلال في الوزن» وربما
يكون الخلل من الناسخ. وقد أورد كثيراً من الشواهد الشعرية التي
يوردها غيره من المفسرين › مع اختلاف وجه الاستشهاد.
مثال ذلك قوله عند تفسيره لقوله تعالى: نوا إل بَارِيكُم كأفثرا
أنشسك [البقرة: 04]: «وقد توهم بعض الناس أن توبة بني إسرائيل كانت
شق» ولا كما توهموا؛ فإن ذلك كان مقاساة القتل مرة واحدة» وأما
آهل الخصوص من هذه الأمة ففي كل لحظة قتل» ولهذا:
ليس مَنْ مات فاستراح بمَّيْتِ إِنَمَاالمَيْتُمَيَّتُ الأحياءا""
وقتل النفس في الحقيقة التَّبَرّي عن حولِها وقوتِها أو شهود شيء
منهاء ورد دعواها إليها. . . فأمًا بقاءٌ الرسوم والهياكل فلا حطر لَه ولا
2 7 )۲(
عبرة بها .
€
في حين أن المفسرين يوردون هذا الشاهد الشعري للاستشهاد به
على التفريق بين صيغة «ميت» بالتخفيف» واميت» بالتشديد. فذهب
ججماعةٌ من اللغويين إلى أَنَّ: «التشديد والتخفيف في مَيّت ومَيْتَ
لغتان»”"» ولا فرق بينهما في المعنى» وقد اختاره الطبري” .
وذهب آخرون إلى أنّه بالتشديد يدل على ما لم يمت بعد
() البيت للشاعر الجاهلي عَديْ بن رعلاء الغساني› والرعلاء أمه. والبيت مع ترجمة
الشاعر في معجم الشعراء للمرزباني 286 ونسبه ياقوت الحموي لصالح بن
عبد القدوس كما في معجم الآدباء / .57١
(۲) لطائف الإشارات للقسطلاني .۷٥ /١
(۳) تفسير الطبري (شاكر) ۳۱۸/۳ المحرر الوجيز ٤۷/۲ - ۸٤ء الجامع لأحكام القرآن
15١ .
.۳۱۹ /۳ تفسير الطبري (شاكر) )٤(
وبالتخفيف يدلٌ على مَنْ قد مات ومَنْ لَّم يمت بعدٌ. قال ابن عطية:
«هكذا هو استعمال العرب» ويشهد بذلك قول الشاعر.. ثم ذكره
وشرحه فقال: «استراح: من الراحة» وقيل: من الرائحةء ولم يقرأ أحدٌ
بالتخفيف فيما لم يمُت إلا ما رَوى البزيُ عن ابن كثير: وما هو
بيب [إبراهيم : 11۷ والمشهور عنه التثقيل)”' .
ويظهر الفرق جلياً بين إيراد القشيريٌ للشاهد الشعري اللغوي»
وصرفه إلى معناه الإشاري البعيدٍ لتأييدِ تفسيره الإشاري الصوفى للآيات»
وبين إيراد غيره من المفسرين لهذا الشاهد الشعري» واستشهادهم اللغوي
.
۷ - الشواهد التاريخية :
كان تاريخ مغازي الرسول ييه وسيرته مادة من مواد المفسر يلجأ
إليها حين يعرض لأسباب نزول الآية» أو للأخبار والحوادث المتصلة
بهاء وكل ذلك ينقل فيه أبياتاً من الشعر حجة لإثبات الخبر أو نفيه» أو
لضبط زمانه» أو مكانه.
وقد كانت السيرة والتاريخ مجالاً واسعاً للاستشهاد بالشعرء بل لقد
كان الشعر ضرورةً لازمة لها يزينها ويكسبها ثقة وقوة في نفوس
المستمعين والقارتين» كأنما كان الشعر دليلاً على صدق ما يروى من
خبر» حتى لقد رووا أن معاويةً بن أبي سفيانَ ذه طلب من عَبيد بن
5-5
(Yaz 3 : 5-5 ك1 ب ٣
سرية _ حينما كان يقص عليه ا خياره المتضمنة في كتاب «(أخبار عبيد بن
.٤۸/۲ المحرر الوجيز )١(
(۲) الكشاف ۰۲۰۱/۱ ۳۰۳ .57١ ۱۸/۲ المحرر الوجيز ٥۹/۳ الجامع لأحكام
القرآن .094/1١7
() هو عَبِيْدٌ بن شَريّة الجُرهُمي» من المعمّرين والقصاص المشهورين» عاش في الجاهلية
وأدرك الإسلام وأسلم» وجالس معاوية َه بعد أن استقدمه من صنعاء إلى دمشق›
وإن صح خبره فهو أول من دون الكتب من العرب» فقد أملى كتابين هما كتاب -
أنواع الشواهد الشعرية
شرية» أَنْ يُورد في أخباره وقصصه كل ما يتصل بها يِن شعرء وقال
له: وسألتك ألا تمر بشعر تحفظةٌ فيما قالهُ أَحدٌّ إلا ذكرته. 0
ومع أن عبيداً كان لا يقصر في الاستشهاد بالشعرء فقد عاد معاوية
يُلحِفٌ عليه بقوله: وسألتك إلا شددت حديثك ببعض ما قالوا من الشعر
ولو ثلاثة أبيات. وحينما ذكرّ عَبِيدُ أَنَّ يَعْرْبَ كان يقولٌ الشعرّ قال له
معاوية: اذكر الشعرٌ الذي قال يَعْرْبُ. وكان معاوية كلما سَمِعَ الشعر
الذي قيل فى إحدى الحوادث اطمأنٌ إلى صحة الحَبَّره وقال لعبيد: لقد
جنتٌ بالثرهانٍ في حديثك يا عبيد» أو لله درك فقد جئت بالثرهان©.
وهذا الشعبئ" يسأل ابن عباس وي عن أول الناس إسلاماًء
فيجيبه ابن عباس : أو ما سَمعتَ قول حسان بن ثابت:
إذا تذكرت شَجُواً مِنْ أَحِي يِفَو فاذكز أخاك أبَابَكر بِمَافَمَلا
خَيْرَ البَرِيّةٍ أتقاها وأعدَلّهًَا بعد النّبِيٌ وأَونَامَا بمَاحَمَلا
الثاني التالي المحمودمشهده وأول الناس منهم صدق الرسلا“
هذا هو المقصود بالشاهد الشعري التاريخي ٠ وقد وردت في كتب
التفسير كثيرُ من الشواهد التي تشهد لوقائع تاريخية» وقد أوردها بعض
المفسرين عند حديثهم عن الحوادث التاريخية في كتب التفسير .
ومن هذه الشواهد التاريخية الغريبة في كتب التفسير ما أورده
= الملوك وأخبار الماضين» وكتاب التيجان وملوك حميرء وقد طبعا باسم أخبار عبيد بن
شرية في أخبار اليمن واشعارها وأنسابهاء والثاني كتاب الأمثال. وقد عاش إلى زمن
عبد الملك بن مروان. انظر: المعمرون لأبي حاتم السجستاني 27١ معجم الأدباء
VA 1!
.٠٠١ 049 انظر: مصادر الشعر الجاهلي )١(
(؟) هو التابعي الجليل عامر بن شراحيل الشعبي. انظر: سير أعلام النبلاء .۲۹٤ /٤
(۳) الجامع لأحكام القرآن 2775/4 تاريخ الطبري »75١4/7 محاضرات الأدباء للراغب
الأصفهاني ٤۷٤/٤ والأبيات في ديوان حسان بن ثابت ۱۷۷.
| 0 (لشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
الطبري في تفسيره وفي تاريخه كذلك عن آدم له حيث نقل الطبري عن
علي بن أبي طالب رضوان الله عليه: لَمَّا قتلّ ابن آدم أخاه بَكى ادم
فقال : )
َير البلادُومَنْ ليها فلو الأرض مُفْبَرٌ قَبِيحٌ
تَغبّرَك لذي لونوطعم وَل بشاشة الوجة المليحٌ
فأجيب آدم 4 : ْ
أبا هابيلَ ديلا جَميعاً | وصَارَ الحَنُ كالميت الذّبِيح
وجاء بشِرٌَةٍ قد كان منها على خَوفٍ فجاء بها بصي
قال ابن عطية: «وكذا هو الشعر بنصب بشاشةء وكف التنوين)7"'.
وهذا الشعر مما انتَقِدَ على ابن إسحاق إيراده لهء إذ كيف يكون حفظ
عن آدم شع؟!”"ا
ومن الأمثلة على هذا النوع من الشواهد عند المفسرين ما نقله
القرطبي عن ابن إسحاق في قصة غزوة أحد: «قال ابن إسحاق: فبقرت
هند عن كبد حمزة فلاكتها ولم تستطع أن تسيغهاء فلفظتها ثم علت على
صخرة مشرفة فصرخت بأعلى صوتها فقالت:
نحن جزيناكم بيوم بدرٍ 2 والحرب بعد الحرب ذات سعر
ما كان عن عتبة لي من صبرٍ 2 ولاأخيوتَئووبكري
شفيث نفسي وقضيت نذري شفيت وحشئ غليل صدري
فشكرٌ وحشيٍّ عليّ عمري حتى نَرِمَ أعظمي في قبري؛
ثم ذكر بعد ذلك أشعاراً تاريخية كثيرة حول هذه الغزوة”*'.
(0) تفسير الطبري C۹1 وتاريخ الطبري 47/١ .
(۲) المحرر الوجيز .۸١ - 8١/6 (۳) طبقات فحول الشعراء ۷/١ ۸.
(4) الجامع لأحكام القرآن ۱۲۱/٤ ۔ ۱۲۲» .٠١۳/١۱۲
أتواء الشواهد الشعربة
وع اتو ای ل
6 الشواهد المشتركة:
وهي شواهد شعرية تتضمن عدداً من مواطن الاستشهاد في مفرداتها
اللغوية» أو تركيبهاء وترد في كتب التفسير وغيرهاء فيستشهدون بها على
أكثر من وجه» فهي شواهد صرفية» ولغوية معجمية» وتاريخية» أوردها
المفسرون في مواضع متفرقة بحسب الحاجة» مع تعدد وجه الاستشهاد»
د يكون فيها أكثر من استشهاد على جانب واحد كالجانب اللغوي
. ولكونها متعددة الجوانب حسّنَ إفرادُها بالذكر للتنبيه عليهاء
والحث عار نظ والعناية بها .
١ من الأمثلة على هذا النوع قول الفرزدق» ونسِبٌ لغيره:
بَُونَابَنْو أَبْتَائِنَاءوبَنَانَنَا بَنْوهُنَ أبناء الرّجَالٍ الأبَاعِدِ'""
فهو شاهدٌ عند النحويين «على أن المبتداً والكَبّر إذا تساويا تعريفاً
وتخصيصاً يجوز تأخيرٌ المبتدأ إذا كان هناك قرينة معنويةٌ على تعيين
المبتدأء فإنه َم الخبر هنا على المبتداً لوجود القرينة من حيث المعنىء
فإنك عرفت أن الخَبّر هو مَّحَط الفائدة» فما يكون فيه التشبيه الذي تذكر
الجملة لأجله فهو الخبر» وهو قوله: بنوناء إذ المعنى: أن بَنِي أبنائنا
مثل بنينا » لا أن ينينا مئل بني أبنائنا»”" .
وشاهدٌ عند البلاغيين على أَنَّهُ جاء على عكس التشبيه. قال ابن
هشام: «قد يُقال: إن هذا البيتَ لا تقديم فيه ولا تأخير» وإِنَّهُ جاء على
عكس التشبيه)”)
)١( انظر: ديوانه ٠۲٠۷ خزانة الأدب »4455/١ دلائل الإعجاز 54/ا".
(۲) خزانة الأدب .٠٤٥/١ وانظر: شرح ابن عقيل للألفية ۲٠۲/١ الإنصاف في مسائل
الخلاف 257 شرح الأشموني ۰۲۱۰/۱ شرح المفصل لابن يعيش ۰۹٩4/۱ 2117/9
تخليص الشواهد 1۹۸ شرح التصريح 1۳/1 الدرر اللوامع للشنقيطي ۷/۱
همع الهوامع .٠١7/١
(۳) انظر: خزانة الأدب »455/١ دلائل الإعجاز 5/ا".
] 84| الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
وشاهد عند الفقهاء”''. والفرضيين”'' في بابي الوصية والانتساب
للآباء دون الأمهات. قال الجاحظ: «خبّرني التوشِروانيّ قال: قلت
للحسن القاضي: أوصي جدي بثلث ماله لأولاده» وأنا من أولادف
قال: ليس لك شيءء قلت: ولم؟ قال: أو ما سمعت قول
الشاعر. . .00" ,
يقول العيني في شرح الشاهد: «هذا البيت استشهد به النحويون
الميراث» وأن الانتسابٌ للآباءء والفقهاءً كذلك فى الوصيّة. وأهل
المعاني والبيان في التشبيهء ولم أر أحداً منهم عزاةٌ إلى قائلي» .
۲ - ومن أمثلة هذه الشواهد فى كتب التفسير قول الشاعر:
ولست لانسى ولكن لملأك تَتَزَّلَ من جو السماءِ يصوث
استشهد به أبو عبيدة» والطبري. والقرطبي عند تفسير قوله تعالى :
اوذ قال ریت مگ إن جَاعِلٌ فى الْأَرْضٍ َلِيمَة4 [البقرة: 5*٠ استشهاداً
لغوياً على همز كلمة «الملائكة» فى قوله: لِمَلأَكُء وذلك عند بيان صل
اشتقاق كلمة الملائكة"”'' .
.2»158 /١5 الشرح الكبير »5١ 5/8 انظر: المغني لابن قدامة )١(
(۲) 'انظر: المغنى 2١١/9 إعلام الموقعين ۳۷۱/۳ جلال الأفهام 27285 505.
."٤٦/١ الحيوان )۳(
(6) خزانة الآدب ٤٤٥/١ شرح الحماسة للمرزوقي ٥١/۲ الحاشية.
(5) اختلف في نسبته» فنسب لعلقمة بن عبدة كما في ملحق ديوانه ص8١١»2 وإلى متمم بن
نويرة كما في ديوانه ۸۷ ونسب لغيرهما كما في ارتشاف الضرب لأبي حيان 5/
۲۳ حاشية رقم ٤ وقد استوفى المحقق تخريجه ولعل نسبته لرجل من بني
عبد القيس أولى لأن أبا عبيدة أنشده له» وأنشد قبله مباشرة بيت علقمة على وزنه
وقافيته» مما يعني معرفته ببيت علقمة وأن هذا الشاهد ليس له. وانظر: مجاز القرآن
۳/۱
(5) مجاز القرآن ٠١ /١ تفسير الطبري (هجر) ٤۷۳/١ الجامع لأحكام القرآن .۲٦۳/١
أنتواء الشواهد الشعردة
أنواع الشواهد الشعرية لل
واستشهد به أبو عبيدة؛ والطبري» وأ بن عطية عند تفسير قوله
تعالى: فو صن السا [البقرة: 14] استشهاداً صرفياً على أن
١صيّب) بمَعنى مط مأخودٌ من صاب يصوت» قال ابن عطية : «وأصل
صَيث : صيوب› احتمعت الواو والياءء وسقت إحداهما بالسكونء
فقَلبّت الواو يائ وأدغمت كما فعل في سيد وم مدت .
والأمثلة على هذا النوع کی ف کی ال۵
)١( المحرر الوجيز (قطر) ٠۱۹۰ 1١89/١ مجاز القرآن ۷)۱ تفسير ير الطبري (هجر)
0/۱ .
(؟) مجاز القرآن ۲۰/۱ ۰۱۸۳ ۳۰۷ ۰۳٤١ ۰۳۷۸ معانی القرآن للفراء ۰۹٩/۱ ۲/
۲ تأويل مشكل القرآن ۰۱۹٩ تفسير الطبري (شاكر) ۳۰٦/۳ 03١6/١ ۳۱۲
TYTN TTY cto _ EEA NY |o ott /‘ 9الراكم والرثلاكء
207٠648 تفسير الطبري (هجر) ۰۲۲٢/٦ ۲۲/ ۰١٠٠ء معان القرآن للنحاس ”/
٥ الكشاف »٤)١/٤ .»558/١ 24818 المحرر الوجيز 45/١ - ۷٤ء ۲/٥٤ء
المحرر الوجيز (قطر) »١١١/١ الجامع لأحكام القرآن .٠١١/١
(لشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
المبحث الثالث
الشاهد الشعري المُحتحٌ به في التفسير
كان لأهل العربيةٍ سَبّْقُ وعناية بوضع المعاييْر الدقيقة التي يُقبل
الشاهد الشعري أو يُرفض بناءً عليهاء وذلك للحدٌ من التوسع في قَبولٍ
ما لا يُطمأن إليه منهاء ولم يَخْرّْجٍ المفسرون في كتبهم عن تلك المَعاييْر
التي وضعها علماء اللغة؛ للعلاقة الوثيقة بين اللغة والتفسير» وأهمٌ هذه
المعايير هى :
أولاً: المعيار الزمني :
وضع حد زمنىٌ لما يصح الاحتجاج به من أقوال العرب شعراً أو
نثراً» فاتَقِنَ على جَعْل منتصف القرن الثاني للهجرة نِهايةَ لعصر الاحتجاج
بشعراء الحاضرة» وذكروا أن آخرهم إبراهيم بن هَرْمَة ( ت۱۷۹ ه)»
وجَعْلِ منتصف القرن الرابع الهجري حداً لشعراء البادية"" .
وقد حاول العلماء بالشعر واللغة» تصنيف الشعراء الذين يُحتج بهم
إلى طبقاتِ» كما صَنَعَ علماءً الحديث”"» وقد صنف في ذلك الأصمعي
كتابه «فحولة الشعراء»» فَقَسّمَ الشعراء طَبّقتيّن: الفحول» وغير الفحول.
)١( هو إبراهيم بن علي بن سَّلمة بن عامر بن هَرْمَة ينتهي نسبه إلى الحارث بن فهرء
وفهرٌ أصل قريش» شاعر مشهورٌ من مُخضرمي الدولتين الأموية والعباسية» ولد سنة
١هء ولشعره قيمة عند اللغويين والنحويين» إذ وقفوا بالاستشهاد بالشعر على مسائل
اللغة والنحو عنده» توفى سنة ١7١ وقيل ١۷١ه. انظر: الشعر والشعراء ”/ 57لا
طبقات الشعراء لابن المعتز 27١ الأغاني ۳۷/٤ الخزانة .504/١
(۲) انظر: المزهر 585/7.
(۳) انظر: طبقات الشعراء في النقد الأدبي للدكتور جهاد المجالي ه".
الشاهد الشعري المّحتجٌ به في التفسير
فجاء بعده محمد بن سام (ت ۲۳۱ھ( واستفاد من تقسيم الأصمعي›
وحذا حذوه في تخير طبقة الفحول من الشعراء» وقال: «فاقتصرنا من
الفحول المشهورين على أربعين شاعراً" . وقد قسم ابن سلام الشعراء
إلى طبقتين :
الأولى: طبقات فحول الجاهلية.
والثانية : طبقات فحول الإسلام.
وفرّقٌ الشعراءَ المخضرمين على هاتين الطبقتين” '*. غير أن تقسيمه
هذا لم يحظ بالقبول لكونه تقسيماً رأسياً مغلقاً©©. والذي استقرٌ عليه أمر
تقسيم الشعراءء حسبٌ عصورهم الزمنية» هو تقسيمهم إلى أربع طبقات :
- الطبقة الأولى: طبقة الشعراء الجاهليين» وهم من عاش قبل
الإسلام كامرئ القيس بن حجر» وَزُمَيْر بن أبي سُلْمى» وغيرهما.
- الطبقة الثانية: طبقة المخضرمين» وهم الذين أدركوا الجاهلية
والإسلام كلبَيدٍ بن ربيعة» وحَسَّانٍ بن ثابت وؤ .
- الطبقة الثالثة: طبقة الإسلاميين» وهم الذين عاشوا في صدر
الإسلام ولم يدركوا الجاهلية» كجرير» والفرزدق.
- الطبقة الرابعة : طبقة المُولّدِينَ» ويقال لهم : المُحدَئون كبشار بن برد
)١( هو أبو عبد الله مُحمَّدُ بن سلام بن عُبيد الله بن سالم البَصري الجْمَحِنُ علامة
بالشعر واللغة» من تلاميذه ثعلب وغيره» من أشهر كتبه المطبوعة كتاب طبقات فحول
الشعراء» توفي سنة ۲۳۱ھ ببغداد. انظر: تاريخ بغداد /١ ۳۲۷» إنباه الرواة .٠٤١/۳
(۲) طبقات فحول الشعراء .١ 5/١
(۳) انظر: طبقات فحول الشعراء .۲٤/١
(5) انظر: طبقات الشعراء في النقد الأدبي للدكتور جهاد المّجالي 1۷.
(5) هو أبو معاذ» مولى بني عُقَيل» أحد الشعراء المطبوعين العُميان» ورأس الشعراء
المحدثين» نشأ في البصرة وانتقل إلى بغدادء توفي سنة 1548ه انظر: الشعر والشعراء
۲ تاريخ بغداد /9/ .1١7
272 الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
وأبي نواس » وغيرهما”" .
- فأمًا طبقة الشعراء الجاهليين» والمُخضرّمين» فقد أَجْمعَ أهل
العربية على الاستشهاد بشع رهم › ونقل الإجماع على ذلك .
- وأما طبقة الإسلاميين» فقد انقسم أهل العربية في صحة
الاستشهاد بشعرهم إلى فريقين :
الأول: الذين يردُونَ الاستشهاد بشعر هذه الطبقة. ور
الفريق أبو عمرو بن العلاء”“» وعبد الله بن أبي إسحاق الحضرمئ›
والأصمعييُ””'. حيث كانوا يُلْحُنونِ الفرزدق» والككميتَء وذا الوم
وأضرابّهم» وهم من شعراء الإسلام. ويذكر الأصمعيٌ أنه جلس إلى
أبي عمرو بن العلاء ثماني ججج فما سّمعه يحت ببيتِ إسلامي”".
و 2 5 5
ويعلق ابن رشيق على ذلك فيقول: «هذا مذهب أبي عمرو وأصحابه»
ل
و ٠
هذا
)١( هو الحسن بن هانئ» مولى الحكم بن سعد العشيرة» من اليمن» نشأ في البصرةء
وطلب فنون العلمء أكثر من وصف الخمر وسبق إلى معان لم يسبقه إليها أحد في
وصفها. انظر: الشعر والشعراء .۷۹٦/۲
(۲) انظر: العمدة فى صناعة الشعر ونقده 2١11/4/١ خرانة الأدب 5/١ -5.
(۳) انظر: نحزانة الأدب ٤/١
(:) هو أبو عمرو بن العلاء بن عمّار بن العريان التميمى» اختلف فى اسمه على واحد
وعشرين قولاًء منها: أبو العلاء» وزبان» والعريانء ويحيى. كان أعلم الناس
بالقراءات» والعربية» والشعرء وأيام العرب» وهو أوئق رواة الشعرء وبلغت كتبه التي
كتبها إلى سقف بيته» ثم تنسك فأحرقها. توفي عام ١١٠ه. ومن تلاميذه أبو عبيدة
والأصمعي» وغيرهما. انظر: طبقات اللغويين والنحويين 25 معجم الأدباء /١١
57» سير أعلام النبلاء 407//57» وقد كتب عنه الدكتور حسن بن محمد الحفظي
رسالة الماجستير بعنوان «آراء أبى عمرو بن العلاء النحوية واللغوية» بكلية اللغة
العربية بجامعة الإمام عام ١١٤٠ه.
(5) انظر: العمدة فى صناعة الشعر ونقده ۹٠ /١ وإنباه الرواة .٠١۳١/٤
(5) انظر: سؤالات أبي حاتم 2.54 الموشح 785 38 ۲٤۹ ۲۵۰ ۲۹۸ ۲۸۲
وطبقات اللغويين والنحويين ١5515 25508 ومجالس العلماء .١16١
(۷) انظر: العمدة في صناعة الشعر ونقده ۹١ /١ وإنباه الرواة 177/4.
الشاهد الشعري المُّحتجٌ به في التفسير
عصره هذا المذهب: ويقدم من قبلهم ولي ذلك ت إا لماج في
الشعر إلى الشاهد» وقَلة تقتهم د بما يأتي به المُولَّدونء ثم م صارت
لجاجةً”''. وقصة عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي مع الفرزدق
(YD.
. مسهورهة
الثاني : الذين يرون صحة ا الطبقة» وهم
. (TD
جمهور آهل اللغة كالخليل بن »> ویوس بن حبيناء وسيبوية
ورم فقد 6 يونس يُفُضل الفرردق. ويقول: «لولا الفرزدق لذهب
شعرٌ العر ت . وابن سام 0ه ) يفضل جريراً والفرزدق› على ذي
الرمة» ويقول عنه: «هو ذونهما ويساويهما في بعض شعره») 0 ويقول
البغداديٌ: «وقد أَجمعَ علماء الشَّعْرِ على اَن جريراً والفرزدق والأخطلء
مُقدَّمونَ على سائر شعراء الإسلام)""" .
والذي استقرّ عليه الأمرّء وسار عليه المفسرون واللغويون» جوازرٌ
الاستشهاد د بشعر هذه الطبقةء وهو ما سار عليه أهل العربية» وكثير من
شواهد التفسير منسوبة لشعراء هذه الطبقة» فهم في كتب التفسير يكادون
.41١/١ العمدة فى صناعة الشعر ونقده )١(
(0) انظر: الشعر والشعراء ۸۹۰٤۸٠ /١ معاني القرآن للفراء ؟/ 2١147 وخزانة الأدب
ه/ ١55 60
(۳( احتتجٌ الأصبهانيُ على أن كتاب العين لم يكن كُلّه من تصنيف الخليل بقوله: «ومما يدل
على هذا استشهادهم بأشعار المولدين» مما لم يكن الخليل يلتفت إليه» ولا يستشهد
بمثله . وقد علمت في العين والحاء والراء وغيرها على أكثر من أربعين بيتاً للمحدثين»
مثل سليمان بن يزيد العدوي, وصالح بن عبد القدوس» وسابق وبشار ومن في
طبقتهم » بل وجدت فيه شيئاً من شعر أبي دلامة» والحسن بن هانئ. وهذا أدل دليل
على أن الكتاب مفسد مزيد فيه». انظر: شرح ما يقع فيه التصحيف 8ه -64.
.57١/١ خزانة الآدب )٤(
(0) طبقات فحول الشعراء .٥٥١ _ ٥0١/۲
(5) خزانة الأدب .۷٦/١ (۷) انظر: خزانة الأدب .0/١
١١٠ pm الشامر (الشعري في تفسير القرآن الكريم
يتساوون من حيث عذد الشواهد مع طبقة الجاهليين» ویزیدول على
طبقة إا ا می ٩
ففي «مجاز القرآن» لأبي عبيدة احتج بثلاثة وحَمسينَ شاعراً من
طبقة الإسلاميين» في حين احتج يخمسةٍ وستين ¿ شاعراً من طبقةٍ
الجاهليين» وواحدٍ وأربعين شاعراً من المُخضرمين. واحتجٌّ الفراء في
«معاني القرآن» باثني عشر شاعا إسلامياً: مقابل الاحتجاج بتسعة شعراء
من العصر الجاهلي وثما ثمانية من المخضرمين. والطبري في تفسيره احتج
بثلاثة وستينّ شاعراً إسلاميا . ولذلك يقول البغدادي عن طبقة
الإسلاميين: والصحيحٌ صحة الاستشهاد بكلامها)”' .
والمظنون بالعلماء الذين لم يستشهدوا بشعر هؤلاء الشعراء أَنّهِم إِنَّما
كانوا يُظهرونَ التعصبّ للمتقدمين ترغيباً للناس في حفظ أشعارهم.
وروايتها؛ لأنها حجةٌ في لغة الحَرب» فإن الشعرٌ القديمَ - حتى الرديء منهُ -
صالح للاحتجاج به في تثبيتٍ اللغةٍ وقواعدهاء. وتفسير القرآن والسئة.
بخلافٍ شعر المتأخر فإِنّهُ وإن كان جيّداً لا يصلح للحجة» > فكان العلماء
يرون أن حفظ أشعار المتقدمين والترغيب في حفظها وروايتها وإن كان فيها
ما هو رديءٌ من الفروض المتعينة لحفظ لغة القرآن» بخلاف أشعار
المتأخرين» يدلكَ على هذا أن العلماء كانوا يعيبون كثيراً من أشعار
المتقدمين من شعراء الجاهلية ومَّنْ بعدهم كما تراه في كتاب «الموشح)
للمرزباني» وفي صدر كتاب «الوساطة» للجرجاني”". ويدلك على ذلك أن
رجلاً أنشدّ ابنَ الأعرابئ شعراً لأبي واس» فسكت ابن الأعرابي» فقال له
الرجلّ: أما هذا مِنْ أحسن الشعر؟ قال: بَلىء ولكنّ القَدِيمَ أحبٌ إلى" .
.7 ١7ص انظر: «مدى اعتماد المفسرين على الشاهد الشعري» من هذا البحث )١(
.0 4 الوساطة »١ انظر: الموشح )۳( .5/١ خزانة الأدب )۲(
."84 انظر: الموشح )٤(
الشاهد الشعري المُحتجٌ به فى التفسير
ججح ا رس ٠ =
وأما الطبقة الرابعة وهي طبقة المولَّدِينَ فلم يستشهدوا
بشعرهم”''» وقد نقل السيوطيٌ الإجماع على ذلك" 0 والمولدون هم
الذين . يتمحضروا للعرب من الشعراء. فارجل مود إذا كان عربياً غير
مَحض»" 0 وإِنّما سمي المُولَّدُ من الكلام مُولّداً إذا استحدثوة» ولم
يكن من كلامهم فيما مَضى». «والمُولد المُحدَثْ من كل شيء».
وهذا يدل على أن المولَّدَ يقصد به الشخص المُحَدَتُ أيضاً: سواءً اكان
عربيّ السب صراحة أم لا فقد كان أبو عمرو بن العلاء (51١ه) عد
الأخطل وجريرٌ والفرزدق من المحدّثئين» ولم يَرْضَ الاستشهادٌ بشعرهم.
(196ه) أفسدَ شِعرَهُ بهذه الأقذار لاحتجَجنا به؛ لاه مُحكمُ القولٍ لا
يخطىئع)”' ., وأبو عبيدة مَعْمِرَ بن المََنى (١؟ه) يقول: «افتتح الشعر
بامرئ القيس» وخم بابن هرمة 0١ والأصمعي (15؟ه)
يقول: «ساقة الشعراء ابن ميّادةَ وابنُ هَرْمَة» ورؤبة» وحَكم الحُضَريُ
(١٥٠ه)“» ومَكينٌ العذري (150١ه).» وقد رأيتهم أجمعين». في حين
أنه يَمنعٌ الاستشهاد بشعر شعراء قبل هؤلاء مثل الكميت والطرمّاح .
ومن خلال أقوال أهل العربية في التحديد الزمني لنهاية عصر
الاحتجاج بالشعر» وجواز الاستشهاد به فى اللغة والتفسير» يظهر
اختلافهم في وضع تاريخ دقيق» يكون فاصلاً بين مَنْ يصح الأخذ عنهم.
.04 انظر: الاقتراح )۲( .4/١ انظر: خزانة الأدب )١(
لسان العرب 554/7 (ولد). )٤( .004/” الصحاح )۳(
."٤۸/١ (ولد). (3) خزانة الأدب ٤1۷/۳ لسان العرب )0(
.٤۸٤/۲ المزهر )۷(
(A) هو الحَكم بن معمر بن قنبر من قيس عيلان» شاعر إسلامي هجاء» كان يهاجي ابن
ميادة توفي سئة ١١٠ه. انظر: الأصمعيات ٠۲ الأغاني ۹٤/۲ معجم الأدباء /٠١
E
(9) الشعر والشعراء ۷٠١۳/١ وخزانة الأدبس 28/١ 450.
d= الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
ومن لا يصحَ» ولذلك يُمكنٌ القول: إِنَّ المعتدلين مِنْ أهل العربية قد
ارتضوا تاريخا وَسَطا على وجه التقريب بين ذي الرمة المتوفى سنة
۷ه من جهة» وإبراهيم بن هرمة المتوفى سنة ١۷١ه من جهة أخرىء
فجعلوا سنة ١١٠ه وهي منتصف القرن الثاني الهجري فيصلاً في
خلافهم» يأخذون بشعر مَنْ عاش قبل هذا التاريخ» ويُعرضون عن شعر
من عاش بعدهء وعلى هذا يكون الشاعرٌ ابن ميادة المتوفى سنة ۹٤٠ھ
آخرّ شعراءٍ العربية الذين يجب أن يُتوقف عندهُ في الاحتجاج
والاستشهادٍ. وإن كان الأصمعي يرى التوقف عند ابن هَرْمّة.
غير أن هذا الإجماعَ الذي ذكره السيوطي على عدم الاستشهاد
بشعر المولدين قد خرّجَ عليه بعض العلماء فقد نقل عَن عددٍ من أهل
العربية الاستشهاد ببعض الشواهد لشعراء من هذه الطبقة» غير أنه لم يكن
اعتماداً كلياً على هذه الشواهد, وإِنّما هو أشبهُ ما يكون بالاستئناس»
حيث يرد الشاهد مقترناً بغيره» أو بقراءة شاذة» فضلا عن أنه شواهد
قليلة لا تن نسبةٌ ذات دلالة في هذا الشأن. فقد استشهد أبو عبيدة عند
تفسيره لقوله تعالی : #لا فبًا عو ولا هُمْ عا رفوت )€ [الصافات: ]٤١
أن معناها : ليس فيها غَول» والقَّولُ أن تغتال عقولهم. واستشهد بقول
مطيع بن إياس0©:
ومَازالث الكأسُ تغتالنا وتذهث بالأول الأول“
)١( اختلف في سنة وفاة ابن ميادة (الرماح بن أبرد الرياحي)ء فقيل سنة 5١١هء وقيل
سنة 594١هء وقيل غير هذا. وقد ناقش هذه الأقوال الدكتور حنا جميل حداد (محقق
شعر ابن ميادة) وأثبت صحة قول من قال إنه توفي سنة 59١ه. انظر: ابن ميادة
وشعره ۹ _ 0
2 هو مطيع بن إياس الكنائي› من بني ليث بن بكرء مدح المنصور وابنه جعفرء وهو
من مخضرمي الدولتين الأموية والعباسية» توفي سنة 57١ه انظر: معجم الشعراء
للمرزبانى 505» خزانة الأدب 459/4.
(۳) مجاز القرآن 159/7.
الشاهد الشعرى اله لمحتجٌ به فى التفسيم 7 0
* اط يماش سس SS ٠
ومطيع بن ن اياس من المولّدِين وقد تابع أبا بيده في الاستشهاد
بهذا الشاهد الطبريئ” » والقرطية”" عند تفسيرهما للآية.
وأمّا الفراء فلم يرد في معانيه الاستشهادٌ بشعر المولّدين إلا بشاهدٍ
للشاعر إبراهيم بن هرمة» وشاهدٍ للقاسم بن معن وبقية الشواهد
وأما الطبري في تفسيره فقد التزم بالاستشهاد بأشعار الطبقات
الثلاث الأولى بصرامة» وآخر الشعراء الذين استشهد بشعرهم هم:
إبراهيم بن هرمة22 وابن ميادة الذبياني"''. وأبو تخيلة السعدي
الراجز" . وهؤلاء من الذين ذكر العلماء أنه قد حَُيِمّ بهم الشعرّء وشاهدٍ
واحد لمطيع بن إياس لم ينسبه الطبري" .
وأما أبن قتيبة فلم يستشهل في كتابيه «تأويل مشكل القرآن» واغريبف
القرآن» باي شاهدٍ لشاعر مولّد مع أنه قد أورد عدداً كبير ا من أشعارهم
فى کته الأخرى مثل (اعيول الأخبار) و«الشعر والشعراء).
عير
وما ما الزمخشري فقد احتج ببيت لأبي تمام على تعدية الفعل
«أظلم» عند تفسيره لقوله تعالى: 9إوَإدآ أظَلمَ علي اموأ [البقرة: »]۲١
حيث قال : «وأظلم : يحتمل أن.يكون غير متعدٍ وهو الظاهرء وأن يكون
متعدياً منقولاً من ظلم الليلء وتشهد له قراءة يزيد بن قطيب: (أَظي)
على ما لم يسم فاعله .
.٥۳۲ /۱۹ انظر: تفسير الطبري (هجر) )١(
(۲) انظر: الجامع لأحكام القرآن .٠٤/٠١
(۳) انظر: معاني القرآن .٥۷/١ (5) انظر: معاني القرآن .١1757/١
(۵) انظر: تفسير الطبري (شاكر) ۰۳۸٦/۷ تفسير الطبري (هجر) .3"١ /١17/ ۳۲٤/۱٦
(0) انظر: تفسير الطبري (شاكر) .01١١/١١
(۷) تفسير الطبري (شاكر) .57١/١
(۸) انظر: تفسير الطبري (هجر) ۱۹/ .٥۳۲
(9) نقلها أبو حيان عن الزمخشري في البحر المحيط 240/١ وفي النهر الماد كذلك له -
سا الشاهر (الشعري في تفسير القرآن الكريم
3 م 8 (0).
| وجء في شعر حبيب بن اوس
هما أظلما حالي ن نمت أجليًا ظلاميهما عن وجه أمرد أشيب
وهو وإن كان مُحَْدَئاً لا يُستشهد بشعره في اللغة فهو من علماء
العربية» فاجعل ما يُقولهُ بِمَنْزِلةٍ ما يرويه. ألا ترى إلى قول العلماء:
الدليل عليه بيت الحماسة» فيقتنعون بذلك لوثوقهم بروايته وإتقانه»"
فهو هنا أورد البيت بعد القراءة الشاذة» فهو لم يورده بمفرده مع أنه
احتج لما ذهب إليه باعتماد العلماء لروايته» فقاس على ذلك لغته»
والغريبٌُ أن الزمخشري مع قوله هذا في أبي تام قد َا أ واس في
بعض شعرو مع فصاحته وتقدٌّمه!*) . ومهما يكن من أمر فإن عدد الشواهد
التى أوردها العلماء من أشعار المولدين لا تَمثْلٌ شيئاً» بالنسبة للأبيات
التي وردت لمن قبلهم .
ويَحسنٌ التنبيه إلى أن عدم الاستشهاد بشعر المولدين لا يعني عدّمَ
فصاحتهم» فقد نُقِلَتْ نقولٌ كثيرة عن أئمة علماء اللغة تُرَكّى شعرٌ هؤلاء
أا “. “ا 3 0 )0(
وعندما نشد مروان بن أبى حفصةً (ت187١ه) بعض شعرهو لخَلف
ف
8/١ = 58» وفي المحرر الوجيز ٠۳۹/١ نسبها للضحاك. ولم يتعرض لها ابن جني في
كتابه «المحتسب)».
(1) هو حبيب بن أوس الطائي المعروف بأبي تمام» شاعر عباسي توفي سنة ١17اه.
انظر: وفيات الآعيان .١١/7
(؟) ديوان أبي تمام ١ وفي شرح التبريزي لديوان أبي تمام :١6١/١ «جعل أظلم
ها هنا متعلياًء وذلك قليل في الاستعمال» وهو في القياس جائز» وهو على قياس
من قال ظلم الليل» في معنى أظلم. فإن ادعي أن أظلم ها هنا غير متعد» وأن حالي
منصوب كانتصاب الظرف» فإن قوله أجليا ظلاميهما يدفع ذلك لأنه عدى أجليا إلى
الظلامين» .
(۳) الكشاف ۸٦/۱ ۔ ۸۷.
(6) انظر: خزانة الأدب ۳٠١/۸ ١٠١۳ء وشرح أبيات المغني .۷٤/٦
(5) انظر: الأغاني .٠٤١/۳
الشاهد الشعري المّحتحٌ به فى التفسير ue
کل ا د ل % س
الأخمرء ويونس بن حبيب» أثنيا عليه ثناءً عاطراًء بل فضّلاه على بعض
شعر الأعشى» حتى أن مروان نفسه قد أنكر ذلك التفضيا.
ويقول أبو عبيدة: «ذهبت اليمن بجيد الشعر في قدیمه وحليثهء
امرؤ القيس في الأوائل» وأبو نواس في المُحدّئين)"”'". ويقول: «أبو
نواس في المحدثين مثل امرئ القيس في المتقدمين» فح لهم هذه
الفِطنّ» > ودَلَّهِمْ على المعاني»› وأَرشْدَهُم إلى الطريق» والتصري في
فُنُونِها”"“ويقول الجاحظ: «ما رأيتٌ أحداً كان أعلمَ باللغة من أبي نواس»
ولا فص لهجة > مع حلاوة ومجانبة للاستکراه» . وقال ابن قتيبة عن
أبى نوا س: «وقد كان بحُن في أشياء من خر لا أراه فيها إلا على
حجة من الشعر المتقدم» وعلى علة بينةٍ من علل النحو»*©.
بل إن ابن السَّيدٍ التظليوسي قد ذهب إلى أنه يكون للاستشهاد بشعر
بعض المولّدين وجةٌ مقبولٌ» وإن كان يتَّفْق مع جُمهور العلماء في أن
الأصل عدم م الاحتجاج بشعرهم. فقال بعد أن استشهد بعد من الشواهد
الجاهلية التي تؤيد صحة القول بصواب إضافة لفظة «الآل» إلى الضمير
في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وآَلِِ. قال: «وقد قال أبو
الطيب المتنبي» وإن لم يكن حجة في اللغة:
وال سيد كل يوم جَدَهُ ويَزِبِدُمِنْ أعدايئوفي آل
' وأبو الطيّب وإن كان مِمّن لا يُحتجُ به في الغ فان في بيته هذا
خحجة من جهة أخرى. وذلك اَن الئاس عنوا بانتقاد شعروء وكان ني
عصرو جماعة من اللخوييْنَ والنحوييْن؛ کابن خالويه» وابن جني
وعَيْرهماء وما رأيتٌ منهم أحداً أنكرّ عليه إضافة «آل» إلى المُضمرء
.۳۸/۲٣ الأغانى )۲( .٠١۳١_ ٠٠۲/۱۰ انظر: الأغاني )١(
.17/706 الأغانى )٤( .۳۹/۲۰ الأغانى )۳(
.57١/1١ الشعر الشعراء ۸۱۸/۲. (5) انظر: ديوانه )0(
ا الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
وكذلك جَجمِيعٌ مَنْ تكلم في شِعرو مِنْ الكُتَّابٍ والشعراء؛ كالواحديٌ»
وابن عَبَّادِء والحاتمئ» وابنٍ وكيع ' > للا أعلمُ لأحدٍ منهم اعتراضاً في هذا
البيت» فدلٌ هذا على أن هذا لم يكن له أصلّ عندّهم. فلذلك لم
يتكلموا فيه“ وكلام البطليوسي هذا وجيهء غير أنه لا يصلح أن يكون
قاعدة مع كل شاعرٍ مُحدَثْء فعنايةٌ العلماء بشعر المُتنبي ليست كعنايتهم
بشعر غَيّْره وقد نظر البطليوسي في القرائن المحتفة بشعر المتنبي فدعاه
إلى قوله هذاء وهذه النظرة النقدية د للشاهدٍ الشعري تحتاج إلى توسع
وبسط ليس هذا مَحَلَّةُ؛ فان شواهدٌ المتقدمين يَعتري بعضها من
الاختلالء والفسادٍ أحياناً ما يدعو العلماء إلى التوقف في قبولهاء بل
وردّها في كثير من الأحيانٍء وسيآتي مَزِيدٌ بِيانٍ لهذا في المبحث التالي.
ثانياً : المعيار المكاني :
وهو ما يُمْكِنٌ أن يسمى مقياسَ «البداوة والتحضر)» فبعد أن استقر
رأي العلماء على صحة الاستشهاد بشعر الطبقات الثلاث الأولى» قام
اللغويون بمراجعة أشعارهم للوقوف على بداوة هذا الشاعر وحضارة
ذاك؛ لأن البداوة كانت شرطاً من شروط الفصاحة. فنتج عن هذه
المراجعة أن حكموا على قسم من الشعراء بالضعف وعدم الفصاحة ولين
اللسان» مِمَّا يُبعد شعرّهم عن الاستشهاد والاحتجاج» وذلك بسبب
بعدهم عن البداوة» ومخالطتهم للحضر في المدن.
وقد كان لهذا العامل دور بارز فى الاستشهاد»ء فقد مَجّد العلماءً
البادية» واتجهوا شطرهاء ووتقوا أعلهاء فهي مَكمَنَ الفصاحة والبيان؛
ولذلك كانت العربٌ في الحاضرة ترسل أبناءها للبادية للتربي على
الفصاحة» ورُوي: أَنَّ أبا عمرو بن العلاء ما كان يأخذ لغيه إلا من
.۳۹ 78/١ الاقتضاب )١(
الشاهد الشعري المَحتحٌ به في التفسير ۷
أشياخ العرب» وأهل البّداوة''» وقد سأل الكسائي الخليلَ بن أحمد:
من أين أخذت علمك هذا؟ قال: مِن بوادي الحجازء وتجل» وتهامة”"' .
وجعل الجاحظ من تَمَام آلة الشعر أن يكون الشاعرٌ أعرابيًا ". وذكر
الفاراية”؟؟ علةً ذلك بقوله: «ولّمًا كان سكان البَربّةَ في بيوت الشَّعَرِء أو
الصوف والخيام والاً حسية””' من كل أمةٍء أجفى وأبعدٌ من أن يتركوا ما
قد تَمكنَ بالعادة فيهمء وأحرى أن يحصّنوا نفوسهم عن تَخيل حروف
سائر الأممء وألفاظهم» وألسنتهم عن النطق بهاء وأحرى ألا يُخالطهم
غيرهم من الأممء للتوحش والجفاء الذي فيهمء وكان سان المدن
والقّرى وبيوت المَدَرٍ منهم أطبع: وكانت نفوسهم أشدّ انقياداً لثطقهم بما
لم يتعودوه» كان الأفضل أن تؤخذ لغاث الام ة عن سكان البراري منهم›
متى كانت الأمم فيها هاتان الطائفتان)”'', بخلافي الحاضرة التي كانت
مِظئّدت الخلط واللّحنٍ'"". وقد أشار إلى ذلك أبو عمرو بن العلاء حينما
قال: «لم أَرَ بدوياً اقام بالحضر إلا قَسَدَ لِسائُهُ عَيْر رؤب والفرزدق» .
فعلى قدر توغّل القبيلة في البداوة في وسط الجزيرة العربية
كبوادي نجد والحجاز وتهامة - تكون فصاحتهاء ولذلك عَمَدَ ابنُ جني
فصلاً بعنوان: «باتٌ في ترك الأخذٍ عن أهل المدر كما أَخِدَ عن أهل
الوَيَرِه"2. كما افتخر بعض البصريين بمّروياتهم على الكوفيين» ويقولون:
(1) انظر: رسالة الغفران /الا١. (۳) انظر: إنباه الرواة 7560/8/7.
(۳) انظر: البيان والتبيين 7/ .١57
)€( هو أبو نصر محمد بن محمد بن طرخان الفيلسوف. ولد سنة هھ وتوفي بدمشق
سنة 4لالاه. يعد من كبار الفلاسفة» ولقب بالمعلّم الثاني لشرحه > كتب أرسطو المعلم
الأول عند الفلاسفة. انظر: وفيات الأعيان ه/ .٠١١
(©) هى الرمال» وهو يشير إلى الصحراء. انظر: لسان العرب ١87/7” (حسا).
(3) الحروف والألفاظ .٠١١ (۷) انظر: البيان والتببين .٠١۳/١
(۸) شرح شواهد المغني ٠١/١ نخزانة الأدب .77١/١
(9) الخصائص"/ 0.
(إنّما أخذنا اللغدَ عن حَرَسْةٍ الصّبابء وأَكَلَّةِ اليّرابيع» وهؤلاء أخذوا
اللغة عن أهلٍ السَّوادٍ أصحاب الكواميخ وَأكَلَةَ الشواریں'
ولم يكن الرفعٌ من قيمة البادية» والحطّ من قيمة الحاضرة مقصوراً
على هؤلاءِ فقطء فهناك ما يشير إلى التفريق بينهما في العصر الجاهلي›
وهو عصر الفصاحة والسليقة» فهذا عدئ بن ريد العبادي المتوفى قبل
الهجرة بخمس وثلاثين سنة”'' لا يرى العلماء الاستشهاد بشعره”" .
ومثله م بن أبي الصلت المتوفى في السنة الثامنة من الهجرة*'.
حيث لا يرى العلماء أن د 9 شعرة °
وقد حرص العلماءً وخاصة أهل البصرة على تَحقّق صفة البداوة
فيمن يأخذون عنهء وكان ذلك مصدر فخر واعتزاز لهم. فهذا أبو عبيدة
معمر بن المثنى عندما أتاه أبو عمر الجرمي بقطعة من كتابه «مجاز
القرآن»» وقال له: «من أين أخذت هذا يا أبا عبيدة؟ فإن هذا خلاف
تفسير الفقهاء . فقال لي: هذا تفسير الأعراب البَوَّالِينَ على أعقابهم.
2 وير ¥
فإن شئت فخذه» وإن شئت فذره»
يقول الفارابي: «وبالجملة فإنه لم يَوْحَذْ عن خضري قط» ولا عن
)0010 حرشة شة: جمع حارش» وهو صائد الصباب جمع ضَبّء واليَرابِيع ججمع يَربِوعٍ من
حيوانات الصحراء وهو يُشير بهذا إلى بَداوتهم. والكواميحٌ : : جَمعٌ گامخ» نوع من
الودامء وهو معرب والشواريز: هو اللْبَنُ بالفارسيّة. انظر: أخبار النحويين البصريين
۹ لسان العرب ١00/١5 (كمخ)ء ۲/۳ (حرش).
(۲) هو عدي بن زيد بن حَمّاد العباديٰ التميمئٌ» كان يسكن الحيْرَة» ويدخل الأرياف»
فتقل لسانه» واحتمل عنه شىء كثير جداًء والعلماء لا يرون شعره حجة. انظر: الشعر
والشعراء ۲۲۵/۱ الأغانى .٠۷/۲
(۳) انظر: طبقات فحول الشعراء /١ ١١٤٠ء الشعر والشعراء 2778/١ ۲۳۰ الأغانى ؟/
5 شرح أبيات المغني ۳/ .٥۷ ْ
.٤0۹/١ انظر: الشعر والشعراء )٤(
(0) انظر: الشعر والشعراء »55١/١ الأغاني ۸۹/۲.
)00 يعني تفسير المفسرين . 42 طبقات النحويين واللغويين .٠۷١
الشاهد الشعرىا لمحتخحٌ به فى التة فسير ۹ Kî
222 ووس کا ۳ ٠
سكان البّراري» مِمَّنْ كان يسكنٌ أطراف بلادهم التي تُجاورٌ سائرٌ الأمم
الذين حولهم فإنه لم يؤخذ لا من لہ ولا من جُذام؛ فإتهم كانوا
ستل
مُجاورين لأهل مصرّ والقِبْط» ولا من قضاعة'" وعَسّان“» ولا من
إياد ؛ فإتهم كانوا مُجاورينَ لأهل الشام» وأكثرهم نصارى» يقرأون في
صلاتهم بغير العربية» ولا من تَعْلبَ ولا التّمر"؛ فإنهم كانوا مُجاورين
لنب والمُرسء ولا من عبدٍ القيس”"؛ لأنّهم كانوا سكا البحرين»
(1) لخم بن عدي» بطن عظيم» ينتسب إلى لخم» وهو مالك بن عدي بن الحارث بن
مرة بن أدد بن زيدء من القحطانية» كانت مساكنهم متفرقة بين الرملة بفلسطين»
ومصرء والجولان» ومنهم آل المنذر ملوك العراق. انظر: صفة جزيرة العرب
للهمداني ٠"١ - ١79 نهاية الأرب للنويري ؟07/7".
(۲( جذام بن عدي» بطن من كهلان من القحطانية» وهم بنو جذام بن عدي بن الحارث»
كانت تنزل بين مدين وتبوك» وحول الأردن» وهم أول من سكن مصر من العرب.
انظر: صبح الأعشى ۳۳۰/۱ الاشتقاق 175.
(۳) قضاعة بطن عظيم من القحطانية على قول أكثر أهل النسب» وقد سكنوا أطراف
الجزيرة من جهة الشام» وحاربهم النبي بي في ذات السلاسل» وكانت النصرانية
منتشرة بينهم. انظر: صبح الأعشى١/2717 نهاية الأرب .۲۹٤/۲
(:) غسان شعب عظيم» من قبائل اليمن» وهو مازن بن الأزد بن الغوث» وقيل: هو ماء
بسد مأرب باليمن» وقيل: ماء في بلاد الشام نزله قوم من الأزد فنسبوا إليه. ومنهم
بنو جفنة رهط الملوك. كانت ديارهم ببلاد الشام» جهة دمشق وما حولها. انظر:
معجم قبائل العرب ۳/ .۸۸٤
(4) إياد بطن عظيم من العدنانية» وهم بنو إياد بن نزار بن معد بن عدنان» نزلوا أرض
العراق» والموصل وما حولهاء ودخل أكثرهم في الإسلام في عهد عمر بن الخطاب»
ومنهم خطباء مشهورون كقس بن ساعدة» وعنهم وصلت أكثر أخبار الأمم السابقة
كطسم وجديس . انظر: نهاية الأرب 2778/7 معجم قبائل العرب١/07.
(0) هم النمر بن قاسطء بطن من أسد بن ربيعة» من العدنانية. من أورديتهم العلاة
باليمامة. انظر: الاشتقاق لابن دريد ۰۲۰۲ الأغاني 287/9 2747 747,
(۷) عبد القيس بن أفصى» قبيلة عظيمة» تنتسب إلى عبد القيس بن أفصى بن دعمي بن
جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار» من العدنانية» كانت مواطنهم بتهامة ثم خرجوا إلى
البحرين واستقروا بها. انظر: نهاية الآرب۲/ ۳۲۹.
مُخالطين للهندٍ والفُرس» ولا من أَزْدِ عُمان”''؛ لِمُخالطتهم للهندٍ
والفرس» ولا من أهل اليمن أصلاً ؛ لمخالطتهم للهند والحبشة» ولولادة
الحبشة فيهم» ولا من بني حنيفة”") وسكانِ اليمامة» ولا من تقيف“
وسكانِ الطائف؛ لمخالطتهم تجار الأمم المقيمين عندهم» ولا من
حاضرة الحجاز“؛ لان الذين نقلوا الغ صادفوهم حين ابتدأوا ينقلون
لغةَ العرب قد خالطوا غيرّهم من الأممء وَفْسَدَتٌ السنتهم» .
ويقول أيضاً : «فتعلموا لغختهم والفصيح منهاء من سكان البراري
منهم دون آهل الحضرهء ثم من سكان البراري من كان في أوسط
بلادهم. ومن أشدهم توحشاً وجماءً. وأبعدهم إذعانا وانقيادا. وهم
قيس › وتميم» وأَسَدُء وطيء) ٿم هُذيل)”" .
كل هذه النقول تدل على أن العلماء كانوا يحرصون على اللأخذ
عن الشعراء الذين ينتمون إلى البادية. ويضعفون ما عداهم» ولا يلجأون
إلى الأخذ عن غيرهم إلا في أضيق الحدود. وهذا المعيارٌ قد جعل
العلماءة يذهبون إلى أنه يحتج بشعر الفصحاء من شعراء الحضر الجاهليين
)١( الأزد من أكبر قبائل العرب» وأزد عمان أحد بطون الأزد» وهي قبيلة قحطانية تنتسب
للأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن كهلان» واستقر أزد عمان بعمان بعد تفرقهم
وانهيار سد مأرب فتسبوا لهء انظر: معجم قبائل العرب 1١5/١
(؟) بنو حنيفة ينتسبون لحنيفة بن لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل من العدنانية»
وتتفرع لبطون كثيرة» وهي قبيلة محاربة» مساكنها في أوائل الإسلام أدنى بلاد الشام
إلى الشيح والقيصوم. واثال من أرض اليمامة» وقد حاربهم أبو بكر في حروب
الردة. انظر: صفة جزيرة العرب ۰۱٦۱ صبح الأعشى ۳۹/۱".
() قبيلة تنتسب لثقيف بن منبه» وهم بطن متسع من هوازن العدنانية» وهم بطون كثيرة»
مواطنهم بالطائف» وحاربهم النبي َي يوم حنين في السنة. انظر: معجم قبائل
العرب.
. هی قريش )٤(
(0) الحروف للفارابي ١٤ء وانظر: الاقتراح 44 45» والمزهر 711/1 117.
(5) الحروف للفارابي ۰۱٤١ مقدمة ابن خلدون .٥٠۹
الشاهد الشعري المحتحٌ به فى التفسير
والمخضرمين والإسلاميين والأمويين والعباسيين حتى نهاية القرن الثاني
الهجري» وأما في البادية المنقطعة فيحتج بشعر شعرائها حتى نهاية القرن
الرابع الهجري» تقديراً لِبّداوتِهم وبُعڍهم عن تأثير الل فترى أهل
العربية يُحتجون بشعر ابن ميّادة وأبى نخبلة الراجزى وأبي حيّة الثُميرئٌ
وابن هَرْمَة وکلهم دوي فصيح. > ولا يحتجول بمن عاصرهم من شعراء
المدن ؛ مثل بشارٍ بن بردء والوليدٍ بن يزيد وأبي نواس» و بي تَمّام
والبحتري ؛ لأنهم من أبناء المدينة والحضار”")
ثالثاً: المعيارٌ المَبَلنٌ :
لهذا المعيار علاقة وثيقة بالمعيار المكاني؛ لارتباط القبيلة غالباً
بمكان وبيئة واحدة» وقد اشترط أهل العربية فيمن تؤخذ عنه اللغةء
ويجوز الاحتجاج بأشعارهم ألا يكونوا من القبائل التي تسكن أطراف
الجزيرة العربية» مجاورين بذلك الأعاجم أو الأحباش أو غيرهم من
الأمم» وحجتهم في ذلك الحرص الشديد على سلامة اللغة» وخوفهم
من تسرب اللحن إليها .
روي عن ابن عباس و و أن القرآن نزل على سبع لغات» منها
خمس بلغة العجز من هوازن» وهم الذين يقال لهم عليا هوازن» وهم
خمس قبائل أو أربع» منها سعد بن بكرء وجشم بن بكرء ونصر بن
معاوية» وثقيف"". ويقول أبو عمرو بن العلاء: «أفصح الشعراء ألسناًء
وأعربهم أهل السروات» وهنّ ثلاث: وهي الجبال المطلة على تهامة مما
بلي اليمن» فأولها هذيل: هي تلي السهل من تهامةء ثم بجيلة السراة
الوسطىء > وقد شركتهم ثقيف في ناحية منهاء 4 سَراةٌ الأَرْدِء أَزدٍ
.10 انظر: أبحاث في اللغة للدكتور محمد علي سلطاني )١(
. ١488 انظر : اللغة بين المعيارية والوصفية للدكتور تمام حسانث 20
.5١١/١ انظر: المزهر )۳(
ا الشامر الشعري في تفسير القرآن الكريم
شنوءة» . ويقول أبو عمرو بن العلاء أيضاً: «أفصحٌ الناس ليا ميم
وسُفلى قيس)”''2. وروي عن الخليل بن أحمد أنه قال : اأفصحٌ الناس
ارد السراةا. ويذكر الفراء أن لغةَ عليا تميم» وسُفلى فيس لغة
جيدة. وهناك نص ينقلهُ گل من كتب في هذه المسألة لأبي نصر
الفارابي» يقول: «كانت قريشٌ أجودّ العرب انتقاءً للأفصح من الألفاظ»
وأسهلها على اللسان عند النطق» وأحسنها مسموعاًء وإبانة عمًا في
النفس. والذين عنهم نقلت اللغة العربية» دم اقَتّدِي وعنهم أخد
اللسان العربي من بين قبائل العرب» هم قيسٌ» وتميمء وأَسَدُء فان
هؤلاء هم الذين عنهم أكثر ما أخِذً ومعظمه» وعليهم انكل في الغريب»
وفي الإعراب والتصريي» ثُمّ هُذيل» وبعض كنانة» وبعض الطائيين»
ولم يُوْتحَذ عن غيرهم من سائرٍ قبائلهم. . . فإنه لم يؤخذ لا من لخمء
ولا من جذام؛ فإنهم كانوا مُجاورين لأهل مصر والقبُطء ولا من قضاعة
وغسان» ولا من إياد؛ فإنهم كانوا مجاورين لأهل الشام» وأكثرهم
نصارى» يقرأون في صلاتهم بغير العربية» ولا من تغلب ولا النمر؛
فإنهم كانوا مجاورين للنبط والفرس» ولا من عبد القيس؛ لأنهم كانوا
سكان البحرين» مخالطين للهند والفرس» ولا من أزد عمان؛ لمخالطتهم
للهند والفرس» ولا من أهل اليمن أصلاً؛ لمخالطتهم للهند والحبشة»
ولولادة الحبشة فيهم» ولا من بني حنيفة وسكان اليمامة» ولا من ثقيف
وسكان الطائف؛ لمخالطتهم تجار الآمم المقيمين عندهم» ولا من
حاضرة الحجاز؛ لآن الذين نقلوا اللغة.صادفوهم حين ابتدأوا ينقلون لغة
العرب قد خالطوا غيرهم من الأمم» وفسدت ألسنتهم»””'.
.٠١۳ /١ العمدة فى صناعة الشعر ونقده )١(
(0) المصدر السابق .٠١۳/١ (۳) الفاضل للميرد .٠١١
)٤( انظر: معانى القرآن .١55/7
(6) الاقتراح ٤ 56» والمزهر ۲۱۱/۱ - ۲۱۲.
الشاهد الشعري المّحتجٌ به في التفسير 2
وما ذهب إليه الفارابى يُمثل مذهبّ البصريين الذين تشددوا فى
فصاحة العربي الذي تۇخذ عنه اللغة والشعر""'*» وأما الكوفيون فقد
توسعوا في الأخذ عن القبائل العربية ذاهبين إلى أنَّ الإجماعً قائمٌ على
أنَّ جَميعَ قبائل العرب تتكلمُ العربية» وأَنَّهُ لم يثبت فسادٌ ألسنتها
بالمخالطة فعلاً» وَإِنّما هو الافتراضٌ المَحض» وعليه فيجب الأخذ عنهم
جميعاً دون الاقتصار على بعضها” وما ذهب إليه الكوفيون هو ما سار
عليه المفسرون جميعاً في كتبهم» وأصحاب معاني القرآن والغريب» فقد
استشهدوا بشعر جميع الشعراء الذين ينتمون إلى عصر الاحتجاج دون
تفريق بين قبيلة وقبيلة .
والظاهر أن سبب هذا التحديد للقبائل» والحرص على النص عليها
يعود إلى خشية اللغويين الأوائل من تعرض اللغة العربية إلى الانحراف
والابتعاد عن خصائصها إِبّان نزول القرآن الكريم» مِمَّا قد يؤدي إلى
ظهور لغة ثانية مُختلفة الخصائص”".
وما ذكرهٌ الفارابي نظرة فلسفية لم يعضدها واقع الاحتجاج؛ فإن
العلماء الذين حفظت آقوالهم ومؤلفاتهم منذ الخليل بن أحمد وسيبويه
وحتى اليوم يستشهدون بأشعار كل القبائل العربية التي ذهب الفارابي إلى
أنه لم يوخذ عنهاء وقد أحصى الدكتور خالد عبد الكريم جُمعة القبائل
التى استشهدَ سيبويه بشعر شعراءها فوجدها ستاً وعشرين قبيلة» ومنها
القبائل التي نص الفارابي على عدم الاحتجاج بشعرها”*'.
ولم تَخرج كتبُ التفسير في ذلك عن كتب اللغة والنحوء فلم يلتزم
المفسرون بالأخذ عن قبائلَ بعينهاء وإِنّما أخذوا عن كل القبائل التي
.١54 انظر: الشواهد والاستشهاد لعبد الجبار النايلة )١(
وما بعدها. ۳۷١ انظر: مدرسة الكوفة لمهدي المخزومى )0(
.۲۷۲ انظر: شواهد الشعر فى كتاب سيبويه لخالد جمعة )۳(
7017 انظر: شواهد الشعر في كتاب سيبوية ۲۷۳ د )٤(
٠ ( _(لشاصر لشي في تفسير القرآن الكريم
حفِظت أشعارهاء ومنها القبائلٌ التي ذكر الفارابئ أَنَّهُ لم يُوْحَذْ عنهاء
وما ذكره من عدم استشهاد العلماء بشعر قريش› يتناقض مع ما
نقله ابن فارس من إجماع العلماء على أن لغة قريش هي أفصح
اللغات”''. بل إن سيبويه في كتابه قد اعتبّر لغة قريش أفصح اللغات»
وأقواهاء وأعلاهاء وهى اللغة الأولى القدمى””'. وربما يعترض بقلة
استشهاد النحويين بشعر قريش» فيجاب بأنّ العِلةَ هى قلة شعر قريش لا
عدم صحة الاحتجاج به» والقبائل تتفاوت في كثرة الشعر وقلته"" .
ويُمكنٌ توجيه عبارة الفارابي» إلى أله يريد بذلك أن الغالب على اللغويين
الأخذ عن القبائل التى نص عليهاء وقلة أخذهم عن القبائل التي ذكر أنه
لم يؤخذ عنها. أو أن المقصود أن العلماء أخذوا من القبائل التي ذكرها
كل ما ورد عنهم من الشعر والنثر على حد سواءء وأما التي لم يأخذوا
عنها فيقتصر عدم الأخذ عنهم على النثر وحده دون الشعر؛ لأنه قد ثبت
أن العلماء من النحويين واللغويين والمفسرين قد استشهدوا بشعر تلك
القبائل التي نص على أنه لم يؤخذ عنها. وإما أن يكون الفارابي قد
ذهب بهذا التحديد مذهباً اجتماعياً فلسفياًء وأنه كان ينبغى أن يكون
عمل أهل العربية على ذلك لا أنه هو الذي وقع فعلاًء وذلك أن
وكتابه «الألفاظ والحروف» شرح لكتاب «ما بعد الطبيعة» لأرسطو' .
وقد ذكر العلماء في تضاعيف كلامهم المفرق في بطون كتب اللغة
.7 انظر: الصاحبى ۳۳ لغة قريش لمختار الغوث )١(
(0) انظر: الشاهد وأصول النحو لخديجة الحديثى 48.
(۳) انظر: طبقات فحول الشعراء »759/١ العمدة فى صناعة الشعر ونقده 285/١
المزهر .٤۷1/۲ ۰
.٠۴١۷ مقدمة تحقيق كتاب الحروف ۲۷ دراسات في اللغة والنحو للدكتور عدنان سلمان )٤(
الشاهد الشعري المّحتحٌ به في التفسير
والتراجم ما يُمْكنُ أن يُسمّى بضوابط وقواعد في عملية الاستشهاد بالشعر
على مسائل اللغة والنحو”'"» وأما مسائل المعانى والبلاغة فقد أطلقوها
من القيود الزمانية والمكانيّة» فأباحوا الاستشهاء عليها بشعر القدامى
والمُحَدَئِيْن على حَدٌ سواء» بل إِنَّ كتب البلاغة قد أكثرت من الاستشهاد
بشعر المحدّثين وأقلت من الاستشهاد بشعر القدماء الذين ينتمون إلى
الطبقات الثلاث الأولى؛ وقد اقتصر بعضهم على شعر أبي تَمَّام
والبحتري » والمتنبي” ''.
وقال ابن جني بعد استشهاده ببيت للمتنبي: «ولا تستنكر ذكر هذا
الرجل - وإن كان مُونّداً - في أثناء ما نحن عليه من هذا الموضع
وغموضه» ولطف متسربه؛ فإن المعاني يتناهبها المولدون كما يتناهبها
المتقدمون» وقد كان أبو العباس”” وهو الكثير التعقب لجِلَّةٍ الناس -
احتجّ بشيءِ من شعر حبيب بن أوس الطائي في كتابه الاشتقاق» لما كان
3
غعرضه فيه معناه دول لفظه»” 0
وهذا المعيار القَبَلنُ لم يكن ل له كد و فى عملية الاستشهاد بالشواهد
الشعرية في كتب التفسير» بل استشهد المفسرون بشعر كافة الشعراء من
جميع القبائل العربية التي حُفِظَتْ أشعارهاء وترجمٌ كثرة الأخذ عن بعض
القبائل» وقلة الأخذ عن أخرى إلى القدر الذي حفْظ من أشعارهاء
ورواه الرواة الثقات» وليس لعدم صحة الأخذ عن هذه القبيلة أو تلك .
وإن كان هناك قبائل كثر الأخذ عنها لوفرة شعرهاء وقبائل قل الأخذ
عنها لقلة شعرهاء وسيأتي تفصيل ذلك .
.50 انظر: أبحاث فى اللغة للدكتور محمد على سلطانى )١(
(9) انظر: المثل السائر ١/؟. ١ ْ
(۳) يريد المبرد محمد بن يزيد» الإمام في النحو واللغة والأخبارء توفي سنة ١۲۸ه.
(5) الخصائص .55/١
(6) انظر: مدى اعتماد المفسرين على الشاهد الشعري في التفسير ص97 5.
23
ا ED 1
المبحث الرابع
عيوب الشاهد الشعري عند المفسرين
العْيوبُ جَمعُ عَيْبِء والعَيْبُ في اللغة الوَصْمَةا"'
واصطلاحاً: القادحٌ المؤثّر الذي يُسقط الشاهد الشعريً بالكليّة أو
يضعفٌ الاستشهاد به.
وأول مَنْ نْقَدَ الشواهد الشعرية النحويون» وكان للمفسرين مشا
فى ذلك» فقد تعقبوا عدداً من الشواهد الشعرية» ووقفوا عندها وقفات
نقد واعتراض» فطعن بعضهم في هذه الشواهد الشعرية بما يسقط
الاستشهاد بها» ويخرجها عن دائرة الاحتجاجء ونقدها بعضهم بما
يضعف الاستشهاد بهاء ويجعل الشكٌّ يدورٌ حول صحة الاستشهادٍ بها .
وقد استند المفسرون في نقدهم للشواهد الشعرية إلى أمور عدة»
منها اعترافُ الرواة بوضع هذه الشواهدء واختلاقهم لها لسبب ماء أو
إلى نص أحد الأئمة على وضع الشاهد» أو جَهالة قائله» أو تعد الرواية
في موضع الشاهد» أو ظهور علامات الوضع على الشاهد الشعري إِمَّا
لركاكة لفظدء وإمًّا غير ذلك من علامات الصّنعةٍ فيه. وهذه العيوب
ليست على درجة واحدة» فمنها ما يُخرج الشاهد عن الحجيّة. ويسقطه
بالكليّةء ومنها ما يُضعفةء ولا يَجعلٌ الحكمَّ الذي بى عليه قائماً بمُجرَّدٍ
هذا الشاهد الشعري. وبناء على هذا يُمكنٌ تقسيمٌ عيوب الشاهد الشعري
في كتب التفسير والدراسات القرآنية إلى قسمين :
)١( انظر: تهذيب اللغة ”/ .۲٠٠ مقاييس اللغة ٤/۱۸۹ء المحكم 2147/7 لسان العرب
2:4١ 4 (عيب).
عيوب الشاهد الشعري عند المغسرين 2
الأول: العيوب المسقطة للشاهد. وهي التي لا يصلح الشاهد
الشعري معها إذا ثبتت للاستشهاد» ويسقط بالكلية وهي قليلة في
كتب التفسيرء وفي كتب النحو.
الثاني: العيوب المضعفة للشاهد. وهي التي تقلل من قوة الشاهد
الشعري وحجيته» ولكنها لا تسقطه بالكلية» وأغلب العيوب التي وجهت
إلى الشاهد الشعري من هذا القسم. وقد أوردت في هذا المبحث مأ يعد
عيبا في الشاهد الشعري» وما يظن عيبا وليس كذلك.
لا القسم الآول: العيوب المسقطة للشاهد الشعري.
فأما القسم الأول فيدخل تحته:
1 الطعن فى الشاهد الشعرى بالوضع أو الصنعة :
يأتي الوضع في اللغة لعدة معانٍ منها الاختلاق» يقال: وضع
الشيءَ وضعاً؛ أي : اختلت' ومنها الإلصاق» يقال: وضع فلان على
فَلانٍ كذا؛ أي : ألصقه ر
والشاهد الشعري هو جزء من الشعر الذي وقع فيه الوضع
والاختلاق» والشعر الموضوع هو أن يقول بعض رواة الشعرء أو بعض
المولدين › شعراً ثم ينسبه إلى المتقدمين من الشعراء” " . ومن العلماء من
يسميه المصنوع. وابن قتيبة يسميه المنحول» استعمالاً للفظ النحل على
أصل وضعه في اللغة بمعنى أن تنسب قولاً إلى لم يقلا وأا يد
سلام وخلف فإنهما يعنيان بالشعر المنحول ما يكون عند أحد من الرواة
من شعر معروف لشاعر متقدم دعحينه » فينسبه الراوية إلى شاعر متقدم
.۲۱۲/۲ انظر: المحكم )١(
(۲) انظر: فتح المغيث للسخاوي .١171/١
(۳) انظر: تمط صعب لمحمود شاكر 4لا ۸۰
() انظر: لسان العرب 5١/5/ا ۷١ (نحل).
١ [_ اهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
آخر'''. وهذا خطأ في نسبة الشعر فحسب» ولا يقدح في الاستشهاد به
إذا كان جاهلياً أو إسلامياًء وإنما يقدح في صحة نسبته إلى قائل بعينه"" .
وقد عبر المفسرون وأهل العربية عن الشاهد الموضوع بعبارات
متعددة» كقولهم: «وهو موضوع). أو قولهم: «وهو مصنوع»»ء أو قولهم:
«هو منحول». أو: «محمول». وهذه التعبيرات النقدية وغيرها مما يتعقب
به العلماء بعض الأشعار يهم البحث منها الموضوع والمصنوع الذي قيل
بعد عصور الاستشهاد مما يعني سقوط الاستشهاد به.
والوضع لم يكن مختصاً بالشاهد الشعري فحسب» بل هي قضية
معروفة في الشعر عموماًء بل وتطرق الوضع إلى حديث الرسول كَل
ولذلك توعد من يتعمد الكذب الوضع بالنار» فقال: «من كذب علي
متعمداً فليتبوأ مقعده من النار)”" .
والوضع للشاهد الشعري قد يكون كلياًء يشمل البيت كله» وقد
يكون جزئياً حيث يعمد الراوي أو النحوي إلى كلمة أو كلمات فيحذفها
ويضع مكانها ما يناسب الوزن» ويساير المعنى الذي يريده.
ومثل ذلك الشواهد المصنوعة». وهي تلك الشواهد التي يضعها
صاحبها وينشدها على أنها مما قالته العرب الفصحاءء وهي في حقيقتها
أبيات يتيمة ليس لها سوابق أو لواحقء كما لا يعرف قائلها أو واضعها
على الأغلب» وتتردد في كتب النحو والتفسير» بحيث لا يكاد يخلو منها
كتاب من تلك الكتب» مما يكون الغرض منه غالباً تأييد مذهب فى
النحو أو اللغة(؟) وتنقسم الشواهد الموضوعة بحسب معرفة الواضع لها
إلى ثلاثة أقسام :
(0) انظر: طبقات فحول الشعراء .4/١
(0) انظر: تمط صعب لمحمود شاكر ۷۹ - ۸۰.
(۳) متفق عليهء البخاري ۲٤۷/۳ برقم ۲٤۳۳ مسلم ٤٩۱/۳ برقم 7477.
(6) انظر: الشواهد والاستشهاد في النحو لعبد الجبار النايلة 51.
أولاً: ما اعترف واضعه بوضعه:
حفظ عن عدد من العلماء تصريحهم بالاعتراف بوضع بعض
الأشعار» ونسبتها للمتقدمين. ومن أمثلة هذه الشواهد الموضوعة ما
أورده المفسرون في مواضع متفرقة من تفاسيرهم» وهو قول الشاعر:
تَأنْكرئني وما كانَ الذي َكَرَت من الحوادث إلا الشَّبَ والصَّلعًا
على أنه للأعشى» فقد استشهد به أبو عبيدة على معنى قوله تعالى :
#فاما را اب ای لا تول لله تَحسكرهم واو و جس منم َ4 تم ود: ]٠١
فقال: انکر وأنكرهم سواءء قال الأعشى. .)ثم ذكر الشاهل”''.
واستشهد به الطبري على المسألة نفسها فقال: «يقال منه: تكرت الشيءَ
اک وأذكرثة اكه بمعنىّ واحد» ومن تكرت أنكَرْتُ قول الأعشى :
وأنكرتنى وما كان الذي تكرت مِن الحوادثِ !| لا اليب والصَّلعًا
فجمع اللغتين جميعاً في البيت)7 . واستشهد به الطبري كذلك
على أن: «العربَ قد تجمعٌ بين اللغتين» كما قال: مهل الْكَفْرنَ أنه
ويا 403 [الطارق: 17] فجَمّعَ بين التشديد والتخفيف» وكما قال
الأعشى. .2 ثم ذكر الشاهد”".
وهذا الشاهد قد نقل أبو عبيدة عن يونس بن حبيب البصري أن أبا
عمرو بن العلاء قد اعترف له فقال: «أنا الذي زدت هذا البيث في شعر
الأعشى إلى آخره فذهب» فأتوب إلى الله منه»“ . والبيت في ديوان
الأعشى المطبوع» وقد ذكر المحقق ما قيل في وضع القصيدة برمتها على
الأعشى» وأقوال المحققين ترد كثيراً من أبيات القصيدة ومنها هذا الشاهدء
وقد نسب وضعة إلى حَمّاد الراوية» والمشهور أنه لأبي عمرو بن العلاء
)١( مجاز القرآن ۲۹۳/۱. (؟) تفسير الطبري (هجر) .٤۷۲/۱۲
(۳) تفسير الطبري (هجر) ۲۳/ 040. )٤( مجاز القرآن ۲۹۳/۱.
(4) انظر: مراتب النحويين ٤ء ديوان الأعشى .١5١
1301 الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
ورَيّما يفسر هذا ما فعله الطبري عندما استشهد به على أن العرب
قد تجمع بين اللغتين معاًء حيث لم يفرده بالاستشهاد» بل ضم إليه
أبي ذؤيب الهذلي :
فَتَكِرْنَهُ فُنَفَرْنَ وامَتَرَسّت بو هَوجاءُ هادية» وهاو جرش
وهذا من فطنة الطبري» وعدم ثقته بهذا الشاهد» وحسن بصره ودقته
في التعامل مع الشاهد الشعري. وأما الزمخشري فقد استشهد به دون تنبيه
على وضعه على غير عادته. وقد يكون الفعل متعدياً في اللغة ثلاثياً
وغير ثلا ني (نكِرٌ وأنْكرٌ)» وهما موجودان في شعر هذيل» ويبدو من دراسة
شعرهم» استعمال الفعل (تَكرَ) إذا شاب معنى الإنكار خوف وتوجس»
مثل قول أبي ذؤيب السابق. وهذا المعنى هو الذي تؤديه الآية الكريمة:
فما رآ ِْم لا تل که تڪرهم واوجس منم ب حبق [هرد: ۷۰].
أَمَا (أنكر) فهو أقرب إلى معنى الإنكار الخالص» الذي قد يغلب
فيه العجب والدهش» على التوجس والخوف» وذلك مثل قول أبي
رَقُونِيء وقالوا: يا خويلد لا تَرَعْ فقلت وأنكرث الو- هم ها"
وقول أبي كبير الهذلي :
وصحوثٌ عن ذكر الغواني وانتهى عُمري» وأنكرتٌُ الغداة لى
وربّما اتهم النحويونَ بوضع بعض الشواهد الشعرية تأييداً لما
يذهبون إليه» كما في الشاهد الذي أورده سيبويه» للاستشهاد على أن
وزن َيل يعمل عَمَلَّ فعله. يقول ابن عطية: ١وَاخملِت في عَمَلٍ
«فعل»» فقال سيبويه: إنه عامل» وأنشد: ا
.477/١7 انظر: تفسير الطبري (هجر) »8/١ ديوان الهذليين »١05 انظر: ديوانه )١(
(۲) انظر: الكشاف 7/ .5٠١ (۳) انظر: ديوان الهذليين .١55/”
)٤( انظر: ديوان الهذليين .۸٩/۲ ) ظ
عيوب الشاهد الشعري عند المفسرين CE
و
حَزِرَاً أمورا لا تَضِيِمْ وآمنّ ماليس مُنجيه من الأفدار
وادّعى اللاحقك”'' تدليسّ هذا البيت على سيبويه)”''. وهو يشير
إلى ما ذكره بعضٌ النحويين من أَنَّ أبانَ اللاحقيّ هو الذي صنع هذا
البيت لسيبويه لغرض الاستشهاد به» دون أن يفطن سيبويه لذلك» وقد
شاع هذا لدى كثير من المفسرين وأهل العربية. وعلة طعن العلماء في
هذا الشاهد أن كثيراً منهم لا يرون أن صيغة «قَعِلَ» تعمل فيما بعدهاء
فحاولوا الطعن في الشاهد الشعري الذي ذكره سيبويه» في حين أن
سيبويه أورد شاهداً آخر على إعمال فعل» وهو:
أو مِسْحَلٌ شَنِجٌ عِضَادَةَ سَمْحَح 2 بِسَراتِهَانَدَبلَهُوكُلُوم"
فقد أعمل «شيِج» في «عِضَادةً). وأقدم من رد هذا الشاهد هو
المُبَردُء فقد قال عنه: اوهذا بيت موضوعٌ مُخْدَت غير أن السيرافيٌ
دافع عن هذا الشاهد فقال: «(وقد زعم قوم أن ابا يَحيى اللاحقيّ حكى
أن سيبويه سأله عن شاهدٍ فى إعمال فَعِلَء فعمل له البيت. وإذا حكى
أبو يحيى مثلّ هذا عن نفسه» ورضي بان يُخْبِرَ أنه قليلٌ الأمانةء وأ
اوْتِمِنَ على الرواية الصحيحة فخان» لم يكن مثله يُقبل قوله» ويُعترَضٌ به
على ما قد أثبته سيبويه. وهذا الرجلّ حب أنْ يتجمّل بان سيبويه سأله
عن شيءء فخبّرَ عن نفسه بأنّه فعلَ ما يُبطل الجَمَالَ» ويُثبتٌُ عليه عار
الأَبَدِ. ومن كانت هذه صورته بَعَدَ في النفوس أن يسأله سيبويه عن
)١( هو أبو يحيى أبان بن عبد الحميد بن لاحق بن عفير الرقاشي» شاعر بصري مطبوع.
توفي سنة 917١ه. انظر: الفهرست ٠١١ خزانة الأدب 8/"ا/ا١.
(؟) المحرر الوجيز .57/١17
)۳( البيت للبيد بن ربيعة كما في ديوانه ١٠ء وليس لابن أحمر كما في الكتاب ١١١/١
ومعناه: يصف فحلاً من الحم بأنه ملازم لانيو ولشدته وصلابته قد لازمهاء وقبض
الناحية التي بینها وبينه. ولم يحجزه عن ذلك رَمُحها وعَضّها. ٠ وشَيْح ج مبالغة شاج ؛
أي: ملازم. انظر: شرح الطوسي للديوان .١76
.١١١/١ المقتضب )4(
- الشاهر (لشعري في تفسير القرآن الكريم
شيء)"" وقد وجه كلام اللاحقي لم يعني برع هذا البيت روايته لا
اختلاقه وقوله. وأكثر العلماء يميلون إلى توثيق هذا الشاهد ثقة فى نقل
(۲(
سيبوية 2 .
ثانياً: ما نص أحد العلماء على وضعه:
نص المفسرون على وضع بعض الشواهد الشعرية أو الشك في
صحتهاء ومن هؤلاء الزمخشري» فقد وقف مواق نقدية مع عدد من
الشواهد الشعرية التي يقال بوضعها. فمن ذلك قوله: «والله أعلم بصحة
ما يقال: إن «طه» في لغة عك في معنى: يا رجل. ولعل عكا تصرفوا
في (يا هذا»» كأنهم في لغتهم قالبون الياء طاءٌء فقالوا في «يا» «طا»»
واختصروا هذا فاقتصروا على «ها»» وأثر الصنعة ظاهر لا يخفى في
البيت المستشهل به:
إل السَّمَاهةَ َه في خَلائِقِكُمْ لاقَدَسَاللهُأخلاقٌ الملاعين 9/7
وقوله في موضع آخر: «ومن بدع التفاسير: تفسير «الجزء)
بالإناث» وادعاء أن الجزء في لغة العرب: اسم للإناث» وما هو إلا
كذب على العرب» ووضع مستحدث منحول» ولم يقنعهم ذلك حتى
اشتقوا منه: أجزأت المرأة» ثم صنعوا بيتا وبيتا :
.4٠١ 109/١ شرح أبيات سيبويه )١(
(۲) انظر: شواهد الشعر في كتاب سيبويه ”2777 شرح أبيات سيبويه 5١09/١ الحاشية رقم .١
(۳) البيت ليزيد بن المهلهل كما في الجامع لأحكام القرآن .١١١/١١
.68١ /” الكشاف )٤(
(0) صدر بيت مجهولء وهو بلا نسبة في الجامع لأحكام القرآن »55/١7 والبحر
المحيط 8/ »٠١ لسان العرب ۲۹۹/۲ (جزأ).
عيوب الشاهد الشعري عند المفسرين اا
ُوٌجْنهَامِنْ بات الأوس مُحرئة"». 0
ومثله ابن عطية في إيراد الشاهد الأول مع إِثُمامهٍ فقال: «يقال:
أجزأت المرأة إذا ولدت أنثى . ومنه قول الشاعر:
إن أَجْرَأثْ حر وما فلاعَجَبٌ قَذْتَجْزِيٌ المرأة المِذَكَارٌ أحيانًا
وقد قيل في هذا البيت: إنه بيت موضوع»” ".
غير أن ابن قتيبة قد نقل عن أبي إسحاق الزجاج أن معنى الجزء
هنا البنات. يقال له: جزء من عيال؛ أي : بنات. قال: وأنشدني بعض
أهل اللغة بيتاً يدل على أن معنى «جزء» معنى إناث». قال: ولا أدري
البيت قديم أم مصنوع :
إن أَجْرْأثْ حََْ يوماً فلاعجَبٌ 2 قدتجزئ الحُرَّةٌ المذكارٌ أَحبَّانًا
فمعنى: «أجزأت»2. أي آنشت» أي أتت بأنثى. وقال المفضل بن
سلمة: حكى لي بعض آهل اللغة: أجزأ الرجل» إذا كان يولد له بنات.
وأجزأت المرأة: إذا ولدت البنات. وأنشد المفضل :
زوجتها من بَنَاتٍ الأوس مُجرئةً للعوسج الّدنِ في أبياتها رَجَلُ9».
وربما اكتفى الزمخشري بإظهار شكه وارتيابه في صحة الشاهد»
ګر 2 ساس خا
كما في قوله عند تفسير قوله تعالى: #خلق الان مِنْ عَجَلٍ * [الأنہاء: ۳۷]:
«وقيل: «العجل». الطين بلغة حِميّر» وقال شاعرهم :
وَالنَّخْل ينبت بينَ الماءِ والعَجا <“
)١( صلر بيت» وعجزه:
0 العلل 0 لِلعَوْسَج اللّدْنِ في أبياتها رَجَلْ
وهو بلا نسبة في لسان العرب 7659/7 (جزأ).
(0) الكشاف .15١/4 (۳) المحرر الوجيز .745/١5
)٤( غریب القران 945".
(6) عجز بيت مجهول» وصدره:
7 الشاهر (لشعري في تفسير القرآن الكريم
والله أعلم بصحته»”''.
ومن الأمثلة كذلك ما ذكره الفراء من أن أبا البلاد النحوي”"' كان
ينشده بيتاً :
م واس اس 1 1 5 . 5-3 م و("”)
يريد: إذ دَنَاء ثم يلقي همزة إذ» ويدغم الذال في الدالء وكانوا
يرون أن هذا البيت مصنوع”. ويعني بهم أهل رواية الشعر. وهذا
الشاهد استشهد به الفراء هنا على أن عسعس فى قوله تعالى: ولل ذا
عسعس 9 4 [التكوير: ] في رأي بعض المفسرين بمعنى دنا من أوله
وأظلم . وتابعه فى ذلك الطبري»› والقرطبى”'. وأعرض عنه أبو عبيذة »
(1) ٠
.' والزمخشري»› وابن عطية
ولابن عطية فى تفسيره وقفات نقدية لبعض الشواهد المصنوعة من
مثل قوله عند تفسير معنى الإثم في قوله تعالى: #قل إِنَمَا حرم ري
الوكش ما ظهِرَ ينا وما بِطنَ وَالاثم ولب عير لْحَنّ . . .€ [الأعراف: :]١٣
«والإثم أيضاً لفظ عام لجميع الأفعال والأقوال التي يتعلق بمرتكبها إثم»
بقول الشاعر:
شَرِبْتٌ الام حتى طارٌ عقلي”"
= التَخْل في الصخرة الصمًاءِ مَنبتهُ ees
انظر: لسان العرب 50/4 (عجل).
)١( الكشاف .1١١7//7
(؟) من علماء الكوفة ورواتهاء كان أعمى معاصراً لجرير والفرزدق. انظر: المزهر 501//7.
(۳) نسبه القرطبي لامرئ القيس: الجامع لأحكام القرآن »157/١19 ولم أجده في ديوانه.
)٤( انظر: معانى القرآن 557/7.
(5) انظر: تفسير الطبري (هجر) 177/75» الجامع لأحكام القرآن .٠١١/۱۹
(5) انظر: مجاز القرآن ”/788» الكشاف 5/١1الاء المحرر الوجيز .717/١7
(۷) صدر بيت مجهول» وعجزه:
عيوب الشاهد الشعري عند المفسرين
قال القاضي أبو محمد #: وهذا قولٌ مردودٌ؛ لأن هذه السورة
- أي : الأعراف مكيةء ولم تَعْنَ الشريعة بتحريم الخمر إلا بالمدينة بعد أ
د ؛ لآن جماعة من الصحابة اصطحبوها يوم اد ب وماتوا شهداء» وهي
في أجوافهم. وأيضاً فبيت الشعر يقال: له مصنوع مُخْبَلَقٌ وإن صح
فهو على حذفي مُضاف» '. فابن عطية يشكك في صحة هذا الشاهد»
ويرى أنه على افتراض صحته ينبغي تأويله . ْ
ثالثاً: ما احتمل الوضع لسيب ما:
ومن الشواهد التي يحتمل دخول الوضع فيها أو في موطن
الاستشهاد منهاء وخاصة أن معظم كتب التفسير قد ذكرته» قول
الشاعر : ظ
رى السفية به عن كل مُحكمة زيعٌ»وفيه إلى التشبيوإصغاء
وهذا الشاهد الشعري غير منسوب في كتب التفسير”"» ولعل
صواب رواية البيت كما في «شرح مقامات الحريري»: وقد تَيب فيها
لسابق البربري» مع ثلاثة أبيات في الحلم والتسفيه» وهي التي تدور
حولها الأبيات» وهي:
لا نُظْهِرَنَ لذي ُهل مُعاتبة فَرْبَمَاهُيَجَتْ بالشّيءٍ أشبا
فالماء يُخْمِدُ حَرَّ النار يُطْفِئُها وليسَ للجهل غَيْرٌ الجلم إطفاء
ترى السَّفية له عن كل مَحْلَمَةٍ رَبِعٌ» وفيهِ إلى التسفيه إصغاء“
فأما المفسرون فقد استشهدوا به على معنى الإصغاء في اللغة»
= ل مم مل... کا الاثم تذهبٌ بالعقول
وهو بلا نسبة في تهذيب اللغة 2١5١/١0 ولسان العرب .۷١/١
.584 - 588/0 المحرر الوجيز (قطر) )١(
(۲) انظر: تفسير الطبري (هجر) 4005/4 الجامع لأحكام القرآن 57/17 » البحر المحيط
٠۷ /٤ الدر المصونه/ .١١٠١
(۳) انظر: شرح مقامات الحريري للشريشي 7747/0.
CT الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
کے ور سے
وذلك عند تفسيرهم لقوله تعالى : ##وَلاِصَعّع إِليَهِ فده ِن لا يمت
الجر ولرضوه وليفتروا ما هم مُفروت 407 [الأنعام: »]١١١ فيبقى
الشاهد صالحاً لذلك بروايتيه.
م
أمّا المؤلفون في علوم القرآن». والأصوليون» والمؤلفون لكتب
الاعتقادء فقد أوردوه للاستشهاد به على معنى المحكم والمتشابه» وهو
بهذا لا يصلح الاستشهاد به» لوقوع التحريف فيه في موضع الشاهد منه.
ويحتمل أن التصحيف قد دخل في هذا الشاهد في كلمتين» فتصحفت
كلمة «مَحلَمّةَ) إلى «محكمَة)» وكلمة «التسفيه» إلى «التشبيه» .
والتصحيف من عيوب الشاعر التي وقع كثير من العلماء فيهاء» وقد
صحف أبو عبيدة بيتاً لامرئ القيس» وفسر بموضع التصحيف آية من كتاب الله
على معنى خالفه فيه المفسرون. فقد روى أبو عبيدة قول امرئ القيس :
تَجاوّزتٌ أحراساً إليها وَمَعشَراً عَلَىَ جراساً لو يُسِرّونَ مَقتَلى”)
فكان أبو عبيدة يرويه:
رجال حِرَاصٌ لو يُسِرُون مُقتلي
بالسين غير المعجمة» وفْسَرَ به قوله تعالى: #8وَأسَيُواْ التدامة لما راو
مدان 4 [يونس: ]٠٤ أي : أظهروها. ورواية الأصمعي للبيت:
جاوزث أحراساً إِليها وَمَعشّراً عَلَيَ جراساً لو يُشِرونَ مَفَتَلي
أي : يظهرون» يقال: أشررت الثوب إذا نشرته» وشررته أيضاً”" .
وقد قبل بعض العلماء الاستشهاد بالشعر المنحول رغم صنعته.
واشترطوا لقبوله شرطين :
)١( انظر: تفسير الطبري (هجر) 4505/4 الجامع لأحكام القرآن ٤1/۷ البحر المحيط
1 .
(۲) انظر: ديوانه ۱۹.
(۳) انظر: شرح ما يقع فيه التصحيف للأصبهاني ۸۷.
عيوب الشاهد الشعري عند المفسرين
سے
| - أن يكونٌ مُحاكياً للأصلء ويمَثل جانباً من واقعه”
١ - أن يكون قائله من أهل المعرفة بشعر العرب» ومذاهب الشعراء”''.
1 القسم الثاني: العيوب المضعفة للشاهد الشعري.
وأما القسم الثاني من عيوب الشاهد الشعري وهي العيوب المضعفة
للشاهد الشعري» فهى تلك العيوب التى تضعف من قوة الشاهد الشعري
ولكنها لا تسقط الاستشهاد به بالكلية للخلاف بين أهل العربية في ذلك .
ومن هذه العيوب:
١ - رد الشاهد لكونه موضع ضرورة شعرية:
اختلف العلماء في حقيقة الضرورة في الشعر على عدة آراء:
الأول: مَنْ يرى أن الضرورة ما وقع في الشعرء سواء أكان للشاعر
عنه مندوحة آم لا . ونسبه الألوسي إلى الجمهور” .
الثاني: من يرى أن الضرورة ما وقع في الشعر مما ليس للشاعر
عنه مندوحة» وهو ما أشار إليه ابن مالك . ونسبة لَه جماعةٌ من
النحوي“.
وبناء على ذلك فقد ذهب بعض العلماء إلى أن الشعر لا ينبغي أن
يكون هو المستند الوحيد لبناء القواعد فى لغة العرب» ولا أن ينفرد
بالتأسيس لها؛ وذلك أنه موضع للضرورات التي لا يمكن أن يقاس عليها
)١( انظر: المفصل في تاريخ العرب لجواد علي 607/4 ه
(۲) انظر: الزينة للرازي .٠١۲ - ۱۱۸/١
(۳) انظر: الخصائص ٥۹/۳ ضرائر الشعر لابن عصفور ١١ء الاقتراح ۲ خزانة
الدب ٣۳ ۳۱/١ 85.
(6) انظر: الضرائر ۷.
(5) انظر: شرح التسهيل ۲۰۱/۱ - ٠۲٠۲ شرح الكافية الشافية ۲۹۹/۱ _ .٠٠٠
(0) انظر: ارتشاف الضرب 7/ 2٠١١4 ومغني اللبيب ٠٤۹/١ والأشباه والنظائر 1
والمساعد على تسهيل الفوائد 2١6٠/١ وخزانة الأدب .78/١
7A الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
كلام الناس المنثور الخالي من هذه الضرورات. يقول الشاطبي
(١۷۹ه): «أما الاعتمادٌ على الشعر مجرداً من نثر شهير يضاف إليه» أو
يوافق لغة مستعملةً يُحمل ما فى الشعر عليهاء فليس بمعتمد عند أهل
التحقيق؛ لأن الشعر محل الضرورات)2 . ومثله أبو حيان الغرناطى»
فقد رد الشواهد التي استشهد بها من أجاز تقديم الحال على صاحبه
المجرور على الرغم من كثرتها بقوله: «وهذا الذي استدلوا به من السماع
- على تقدير أن لا يتصور تأويله - لا حجة فيه» لأنه شِعْرٌء والشعر يجوز
فيه ما لا يجوز في الكلام""ا
ويقول ابن جني: «والشعر موضع اضطرار» وموقف اعتذار» وكثيراً
ما يحرف ف فيه الكَلِمُ عن أبنيت: وتحال فيه المُثل عن أوضاع صِيّغِها
أجلي" .
وبما أَنَّ للشعر لغته الخاصة به فإن الشاعر مقيّد بمراعاة أحكام
الوزن» والخضوع لشروط القافية وإقامة الروي» وملزم بعدد من التفاعيل
العروضية ليستقيم عروض البيت» فالشاعر «مضطر أن يسلك من السبل
كل شاق بسبب إقامة الوزن» ولذلك خلت النصوص الفصيحة البليغة من
أمثال هذه العثرات لأن ذلك يعرض للشاعر. وعلى ذلك فإن الشعر لا
يمكن أن يكون شواهد لغوية قوية» وربما كان بسبب ذلك أننا نجد جميع
العيوب التي تقدح في الفصاحة في الشواهد الشعرية»“ .
كذلك فإن الشعر يخضع للضرورة الشعرية التي تبيح للشاعر أن
يخالف قواعد اللغة في حدود معروفة لأجل إقامة الوزن» فقد «أبيح
للشاعر ما لم يبح للمتكلم من قصر الممدود» ومد المقصورء وتحريك
)١( الشواهد والاستشهاد للنايلة .٠١١ (؟) المصدر السابق .٠١١
(9) الخصائص”/188.
الساكن» وتسكين المتحرك» وصرف ما لا ينصرف» وحذف الكلمة ما لم
تلتبس بأخرى"''. كما إنه يحتمل في الشعر «وضع الشيء في غير
موضعه دون إحراز ف فائلة» ولا تحصيل معنى)”''. وهذه الضرورة التي
تعرض للشعر تهبط بفصاحته» وتبعده عن واقع اللغة المألوف للناس”" .
وقد نبة سيبويه إلى ذلك بإشارته إلى عدم جواز بعض الأساليب إلا في
+ - 0 )£( 2 0 ۳ م -
صرورهة الشعر / وقال عند قول كثير عزة:
لِمَيةمُوحشاطلل*
«وهذا كلام أكثر ما يكون في الشعرء وأقل ما يكون في
الكلام»"؟. فالاضطرار يجعل الشاعر ينطق بما لم يَرِدْ به سَمَاعَ عن
00 1
العرب” ".
وبعض العلماء لا يعد هذا عيباًء وإنما يعدّه من باب الرخصة في
الشعر. كما عَقَدَ ابن رشيق لذلك بايا سماه «الر رخص في الشعراء وجاء
فيه قوله: «وأذكر هنا ما يجوز للشاعر استعماله إذا اضطر إليه)90 . ويذكر
الألوسي أن الحكم النحوي ينقسم إلى رخصة وغيرهاء والرخصة ما جاز
استعماله لضرورة الشعر*'» وجاء نحوه عند السيوطي”''' .
وهناك من رأى عدم التفريق بين الشعر وغيره من اللغة» وأن ما
جاز في الشعر جاز في اللغة من باب أولى؛ لأن الشعر أصل كلام
العرب؛ OS هذا | الراي فقال: رعذ عض أهل النظر
.۲۹/۱ تحصيل عين الذهب )۲( .١٠١ - ١١/45 العقد الفريد )١(
.0١/١ انظر: الكتاب )٤( .۱۸۸/١ انظر: المزهر )۳(
.175 - ۱۲۳/۲ لم أجده في ديوانه. (5) الكتاب )٥(
(۷) انظر: الخصائص١/89435.
(۸) العمدة في صناعة الشعر ونقده 519/7.
(9) انظر: الضرائر )٠١( .١5 انظر: الاقتراح .٠١
| ۳۰ الشاهر (لشعري في تفسير القرآن الكريم
كلام العرب» فكيف نتحكم في كلامهاء ونجعل الشعر خارجاً عنه».
وهناك من رأى أن ما ورد في الشعر مخالفاً لقواعد النحويين
أخطاء لا مسوغ لها" وعلى هذا الرأي فهي عيوب يعاب بها الشاهد
الشعري. وإن لم تسقط الاستشهاد بهء يقول ابن فارس: «وما جعل الله
الشعراء معصومين» يوقون الخطأ والغلط»”". ويذكر أبو هلال العسكري
أن الشعراء المتقدمين قد وقعوا في مثل هذه الضرورات التي هي من
الأخطاء لعدم علمهم بقبحهاء ولو نقدت أشعارهم كما نُقِدَتْ أشعار
المتأخرين» وعرفوا ذلك العيب فيها لتجنبوه”*“. ويقول الأفغاني بعد
إيراده لبعض الشواهد التي تحمل على الضرورات عند جمهور النحويين
قال: «إلى شواهد كثيرة ألجأت فيها الضرورةٌ الشاعرٌ إلى حل في نظم
تراكيبه» فهذا كله خطأ ارتكب ضرورة» حين كان الشعر يرتجل» فلا
يجوز بناء حم عليه البتة””وتسمية هذا بخصوصية الشَّعْرٍ بِتَمَط من
الكلام أولى بسبب الاختلاف في مفهوم «الضرورة»؛ للتباين بين معناها
اللغوي المعجمي» وبين ما اصطلح عليه جمهور النحويين''.
ومن أمثلة ذلك ما ذكره الطبري عند تفسيره لقوله تعالى: #وقاوا
وسا [البقرة: ۸۸] قال: «ولا يجوز تثقيلٌ أي تحريك عين «فُعْل) منه.
إلا في ضرورة شِعرء كما قال طرفة بن العبد:
أبها الفتيانُ في مَجَلِسِنَا| جَرّدوا منهاورَادَاً وشُقر"
يريد: شُفراًء إلا أن الشّعرَ اضطرّه إلى تحريكِ ثانيه فحرّكة)” .
.91//6 إعراب القرآن )١(
(۲) انظر: ذم الخطأ في الشعر لابن فارس .١7
(۳) انظر: الصاحبي 2558 وذم الخطأ في الشعر 5.
(5) انظر: الصناعتين .٠١١ (5) فى أصول النحو *۷.
() انظر: أصول التفكير النحوي لعلي أبو المكارم +77 - ۲۷۷.
(۷) ديوانه .٥۷ () تفسير الطبري (شاكر) 5/7 77.
عيوب الشاهد الشعري عند المفسرين | 2
فهنا يشير إلى اضطرار الشاعر الى تحريك الساكن في المفردة أحياناً.
وهذا لا يعرض للنثر» ويشير بقوله: «لا يجوز تثقيل عين «فعل)» منه) .
إلى القراءة التي وردت في قوله تعالى في الآية: علش [البقرة: ۸۸]
حيث قرأها بعضهم مضمومة اللام (غنف)2 . والشاهد في البيت هو
تحريك الساكن وهو القاف لإقامة الوزن.
ومن الأمثلة ما ذكره ابن عطية عند تفسيره لقوله تعالى: #8 إِنَّمُْ من
يق وصيرٌ فت أله لا يضِيمٌ أَجْرَ لْمْحْسِنينَ# [بوسف: :]۹٠ «قراأ
الجمهور: لمن ين وبصَير#» وقرأ ابن كثير وحده: #8مَنْ يَتَقَيْ ويصبر»
بإثبات الياء. ١ واختلف ف وجه ذلك. فقيل: قدر الياء متحركة» وجعل
الجزم في حذف الحركة. وهذا كما قال الشاعر :
َلَمْ يأنيك والأنباء نيمي بمَّالاقثْلَبِونُبَنِي زياد
قال أبو علي : وهذا مِمّا لا نَحْملهُ عليه؛ لاه يَجِيءٌ في الشَّعرٍ لا
في اكلام" . فانظر كيف استبعده أبو علي الفارسي من الاستشهاد على
توجيه القراءة؛ لأن ما جاء في الشاهد الشعري من باب الضرورة التي لا
تكون إلا في الشعر» وأما القرآن فلا يقال فيه ذلك.
وقد ذكر الدكتور خالد عبد الكريم جمعة مجموعة من الشواهد التي
حملها جمهور النحويين على الضرورة» وورد فيها روايات مختلفة في
موضع الشاهد تخرجها من باب الضرورة إلى باب الجائز في الكلام
المنثور. ورجح أن بعضها أصلح إصلاحاً متعمداً من أجل تغيير موضع
الاستشهاد» وتصحيح موضع الضرورة في الشاهد. ليوافق المطرد في
اللسان العربي' " .
.٠٤١۹/۱ انظر: تفسير الطبري (شاكر) 7/ 5 077 معجم القراءات لعبد اللطيف الخطيب )١(
. /٤ المحرر الوجيز 8 واتار مثالا آخرة في المحرر الوجيز 030
۳۲ (لشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
ومن أمثلة تلك الشواهد. قول الشمّاخ بن ضرار
لَهُرَجَلٌ كَأنَهُصوتُحَاهٍ إذاطَّلَبَالوّسِيقة أو ريي
وقد استشهد به سيبويه على هذه الرواية على حذف حركات
الإشباع في الكلام» فالشاعر هنا حذف حركة الإشباع وهي الواو في
اكأنّهُ».» حيث أصلها «كأنهو» وتابعه على نقل هذه الرواية كثير من
علماء اللغة””'» والتفسيد 7 .
أما رواية الشاهد في ديوان الشماخ :
لَهُرَجَلٌ تقولٌ: أَصَوْتُ حَادٍ إذاطّلبَ الوّسِيقة أو ريد“
وهي على رواية الديوان لا شاهد فيهاء وأما على رواية سيبويه
فيصح الاستشهاد بها. والذي ينبغي قوله هنا أن الرواية التي رواها
سيبويه حجة» ورواية الديوان كذلك. فقد ثبت أن سيبويه شافه الأعراب»
وسمع منهمء فالروايات التي يرويها يُحتج بهاء ولا تُرَدٌ بِمَا خالفها في
الديوان» مع الثقة بما في ديوان الشماخ لكونه من الدواوين التي حظيت
بالتوثيق من قِبَلِ العلماء”"
وقد أجاب السيرافي على مثل هذه المؤاخذات على سيبويه وغيره.
)١( هو معقل بن ضرار الغطفاني» شاعر مخضرم › وله صحبة» بعد عام ٠"ه. عله ابن
سلام من الطبقة الثالثة من شعراء الإسلام. انظر: خزانة الأدب ۱۹٩/۳ - ۱۹۷.
(۲) انظر: ديوانه .١66
(۳) انظر: الكتاب ١/٠"اء شرح أبيات سيبويه للسيرافي ١//ا"5.
(5) انظر: المقتضب ۲٦۷/١ الإنصاف فى مسائل الخلاف »4٠5 الخصائ ص ١717/١
و۱۷/۲» 48هء رصف المباني ٠١4 خزانة الأدب ۳۸۸/۲ ديوان الشماخ بن
ضرار ١66 حاشية رقم ¥۷
(0) انظر: الجامع لأحكام القرآن 4 البحر المحيط 57/5 7» الدر المصون ۲۹۷/۱.
() يصف حمار وحش هائجاء يقول: إذا طلب وسيقته وهي أنثاه صَوَّت بها في تطريب
وترجيع › كحادي الإبل» أو كصوت المزمار. انظر: ديوائه .١608
(۷) انظر: ديوان الشماخ 7١ 58.
عيوب الشاهد الشعري عند المفسرين
فقال: «فلا ينبغي أن يذهب إنسان له علم وتحصيل إلى أن سيبويه غلط
في الإنشاد» وإن وقع شيء مما استشهد به في الدواوين على خلاف ما
ذكرء فإنما ذلك سمع إنشاده ممن يستشهد بقوله على وجه» فأنشد ما
؛ لأنّ الذي رواه قولهٌ حجة» فصار بِمَنْزْلةِ شعر يُروى على
وجهين»”'“ويقف السيرافي عند استشهاد سيبويه”” بقول العجاج :
فقذرأى الرّاؤونَ عَيْرَ البُطّل أك يا مُعَاوِ يَا ابنَ الأفضّل”"
فيقول: «هكذا وقع الإنشاد في الكتاب» وفي شعره:
فقذ رأى الرّاؤونَ عَيْرَ البُطَّل 2 أُنَكَيا يرِيدُيَاابِنَ الأنحَل
إِذْ زُلْزِلَ الأقدامُ لم تزلرلي9©)
... فهذا الذي رأيته فى ديوانه» وليس هذا بمفسد لحجة سيبويه؛
لأنه لم ينقل الشواهد من الدواوين» إنما سمعهاء والعرب بعضهم ينشد
شعر بعض» فإذا غير هذا عرب يحتج بقوله صار كأنه هو القائل» وليس
يجوز أن يفعل مثل هذا رجل عالم؛ لأن سيبويه قد لقي مَنْ قوله حجة.
ولم يأخذ من الصحف› فإذا سمع من يجوز أن يكون عنده حجة في
كلامه نقل عنهء وإن لم يره أهلاً لذلك تركه. . .».
وقد جاء البغدادي فشرح شواهد الرضي على الكافية في كتابه
«خزانة الآدب» وكتابه «شرح أبيات المغني لابن هشام»» فتتبع رواية
الشاهد عند النحويين» وما يترتب على تعدد روايته من مناقشات
ومشاحنات» ورمي بالتغليط والصنعة والوضع. وكان يقف على الكثير من
تلك الروايات مبيئا الرواية التي يستقيم للعلماء من النحويين والمفسرين
.16١/7؟ انظر: الكتاب )۲( .۳۰٤/۱ شرح أبيات سيبويه )١(
. ۱٥۸ ديوانه )۳(
() رواية الديوان: «يا ابن الأفحل» و«الأقوام». انظر: ديوانه .٠۸١
(5) شرح أبيات سيبويه ۰٤٥۹٩ - ٤٥۷/۱ وانظر: .٩٦/۲
ا( __الشاصر شري في تفسيرالشرآنالكريم
وعيرهم الاستشهاد بهاء من تلك التي للا شاهد فيها2©7.
وقد عَمَدَ بعض المعاصرين إلى جمع تلك الإشارات التي ذكرها
السيرافى والبغدادي وغيرهما من العلماء عن ذلك» وأقاموا عليها كتباً
تتهم أئمة العلماء بالتحريف والتغيير للشواهد الشعرية» ولا يُسَلَمّ لهم
يذلك0"©,
۲ - كثرة الشذوذ في الشعر:
الشذوذ في اللغة هو الانفراد عن الجمهور والنذرةٌ. والمقصود
به الشاهد الشعري الذي جاء مخالفاً للمشهور مما جمع الرواة من كلام
العرب. ولما كان ما وصف بالشذوذ والندرة والقلة يعود غالبا إلى
مخالفة القياس» وقواعد النحويين» وإن نطق به العربي الفصيح» فقد قال
عنه العلماء: يحفظ ولا يقاس عليه. كما قال سيبويه في مثل ذلك :
«... فإِنَّما هذا الأقل نوادر تحفظ عن العرب» ولا يقاس عليهاء ولكن
الأكثر يقاس عليه»“. ويبدو أن هذا هو موقف الحق والإنصاف» الذي
يحفظ لقواعد العربية صحتهاء وسلامتهاء واطرادهاء ويحفظ لذلك
الشاعر مكانته» ويناسب كذلك طبيعة جمع العلماء الأوائل للغة» إذ لم
يستطع ولم يدع أحدهم الإحاطة بجميع ما نطقت به العرب. والشذوذ لا
يعني عدم الفصاحة» ولكنه يعني المخالفة للمشهور من كلام العرب. وقد
(1) انظر: خزانة الأدب ۱| ۹۰ ۲| °۸ دك 10۲ مره“ اتن تاماك
PVT 01۰° VE /Y للها" CFA ”دق ١/:ه وشرح شواهد المغني 1۸/۱
۹1۹ دول 1A0 CIAL "الكل CTY تقل TIA/E CTAV CTA‘ /F TAT
(؟) انظر: شواهد سيبويه من المعلقات في ميزان النقد للدكتور عبد العال سالم مكرمء
تغيير النحويين للشواهد للدكتور على محمد فاخر. وقد رد الدكتور حسن موسى
الشاعر على كتاب الدكتور عبد العال سالم مكرم بكتابه اختلاف الرواية في شواهد
سيبويه .
(۳) انظر: لسان العرب 5١/9 (شذذ). (4) الكتاب .۸/٤
عيوب الشاهد الشعري عند المفسرين
أشار إلى ذلك ابن جني تحت باب «القول على الاطراد والشذوذ»» حيث
ذكر أن: «الاطراد هو التتابع والاستمرار» والشذوذ التفرق والتفرد.
فجعل أهل العلم علم العرب ما استمر من الكلام في الإعراب وغيره من
مواضع الصناعة مطرداًء وجعلوا ما فارق عليه بقية بابه وانفرد عن ذلك
إلى غيره شاذاً)”'.
وهناك شواهد حكم عليها العلماء بالشذوذء وقد شارك
المفسرون في تعقب بعض الشواهد الشعرية التي حكم عليها
بالشذوذ» مما يدل على عنايتهم وفطنتهم عند استخدام الشواهد
الشعرية» ووعيهم للمؤاخذات التي وردت على بعض الشواهد. ومن
الأمثلة على ذلك قول ابن عطية: «وفي مصحف ابن مسعود لأأكَانَ
للثاس عَجَبٌّ». وجعل الخبر قوله: #أأَنَ أَوْحينَا4 [يونس: ؟]. والأول
أصوب - أي: جََعْلْ «حعَجَبَأً؛ خبراً لكان ؛ لأن الاسم معرفة
والخبر نكرة» وهذا القلب لا يصحء ولا يجيء إلا شاذاًء ومنه قول
حسان :
يكو ر مِرَاجَها عَسَلْ و ,
وهذا المثال يحتمل أن يكون مقصود ابن عطية بمجيئه شاذاً أي :
في الشعر وغيره» غير أنه قد ذكر مثالا له من الشعرء مما دفعني إلى
الاستئناس بالتمثيل به.
وربما لم ترد بعض الألفاظ إلا في شاهد شعري وحيدٍء كما ذكر
الطبري أنه لا يزاد من بناء «فْعَال» على الأربع» فلا يقال حَُمَاسَ
وسَدَاسَء إلا في عَشَارَ لِمَجيئها في بيت من شعر الكميت بن زيد» وهو
قوله :
)١( الخصائص١//9. (۲) انظر: ديوانه ۱۲.
(*) المحرر الوجيز 8/ 6.
۳٦ الشاهر (الشعري في تفسير القرآن الكريم
ئلم يَسَْريتُوك حتى رَميتَ فوق الرجالٍ خِصالاً عَشَارَ("
يعني : طعنت عشرة '". وهذا الشاهد يقيس عليه الكوفيون إلى
التسعة نحو حماس ومَحْمس» وسداس ومُسدّس» ولم رذ بها سَماع عن
العرب”" . وقد رويت لخلف الأحمر أبياتٌ ذكر النحويون انها من وضع
حلفي الأحمرء ولا يصح الاستشهاد بها“ .
وعدوه شاذاً غير مستعمل في لغة العرب على وجه مستقيم» » كمأ قال
وم ر عر غير
3 عطية عند تفسير قوله تعالى : # وها کب رلته مبارك مصدق ای ب
ييو [الأنعام: 97]: «ويقدر حذف التنوين للالتقاءء وإنما جاء ذلك شاذاً
, )٥(
: في الشعر في قول
فألفيتٴْعَيْرَمُستعتب ولاذاكرالهةإلاتليلا"ا
. ولا يقاس عله"
ل 55 مم ١ ٠.
وهذا الشاهد قد استشهد به: سيبويه*'» والمبرد“ والفراء“
)١( يستريثوك: يستبطئوك» ومعنى البيت: لما نشأتَ أسرعت في بلوغ الغاية التي لم
يبلغها طلاب المعالي» ولم يقنعك ذلك حتى زدت عليهم بعشر خصال فقت بها
السابقين» وأيأست الذين راموا لحاقك. انظر: شعر الكميت بن زيد 2١77/١ شرح
درة الغواص للخفاجي .٥٣۳
(۲) انظر: تفسير الطبري (شاكر) 7/ 2040 الكشف والبيان */ ١٠٤٠ء الجامع لأحكام
القرآن ۳/ .١7
(۳) انظر: شرح الرضي على الكافية ."57/١
(5) انظر: درة الغواص بشرح الخفاجي ””57, المزهر ۱٠۸/١ البصائر والذخائر
للتوحيدي 5/0 .١
(0) هو أبو الأسود الدؤلى. (5) انظر: ديوانه .٥٤
(۷) المحرر الوجيز 01/5 .
(۸) استشهد به على حذف التنوين من ذاكر لالتقاء الساكنين ونصب ما بعده. انظر:
الكتاب .١٠١۹/۱
(9) انظر: المقتضب )٠١( ."٠١/۲ 2١9/١ انظر: معاني القرآن .۲٠۲/۲
عيوب الشاهد الشعري عند المفسرين
وغيرهم''؟. وله روايتان:
الأولى : جر «ذاكرٍ). فيكون معطوفاً على امستعتب» .
الثانية: نصب «ذاكرَاء فيكون معطوفاً على «غيرَا و( لتأكيد
النفى المستفاد من الغير)”".
ومن الأمثلة كذلك قول الزمخشري: «وأما قراءة ابن عامر:
لوَكَدَلِكَ يت لكثير تت انون تل أوْلَددِمِم تانق
لِيَرَدُوَهُمْ وَلِلِيسُوأ َه ديتهم 4 [الأنعام: 17] برفع القتل» و
الأولاد وجر الشركاء على إضافة القتل إلى الشركاءء والفصل بني
بغير الظرف» فشيء لو كان في مكان الضرورات وهو الشعر لكان سما
مردوداً كما سمج ورد:
زح القلوص أبي مزادة
فكيف به في الكلام المنثور» فكيف به في القرآن المعجز بحسن
نظمه وجزالته»". ومع ما ذكره الزمخشري وقفتان:
الأولى: قراءة ابن عامر لهذه الآية فيها إشكال معروف ومشهور بين
النحويين» بسبب خروجها عن المشهور في اللغة خروجاً جعل كثيراً من
النحويين والمفسرين والمصنفين في التوجيه يطعنون في ثبوتها أو
يكادون9©)
ومحل الإشكال في القراءة هو الفصل بين المتضايفين بالمفعول به
رہ e
في قوله: َل أوْلَددِهم شُكَارْفُمَ4: ووجهه أن المقرر في قواعد
.۱۸۲ /۷ انظر:مجالس ثعلب 1۱۲۳ء الخصائص۳۱۱/۱» شرح أبيات المغني )١(
(۲) انظر: كتاب الشعر للفارسي ١١5/١ حاشية المحقق الطناحي رقم ۲.
(۳) الكشاف ۷۰/۲.
(8:) انظر: تفسير ابن جرير (شاكر) ٤٤/۸ والكشف لمكى بن أبى طالب ٤٥١/١
ومشكل إعراب القراءات له 717» وشرح جمل الزجاجي 27487 وأكثر نحاة البصرة
على تضعيف هذه القراءة واستبعادها. وينظر: البحر المحيط 777/5.
۳۸ الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
العربية منع الفصل بين المتضايفين بالظرف والجار والمجرور في الاختيار
فضلاً عن المفعول به. فكيف يجوز وقوعه في أفصح الكلام» وهو
القرآن الكريم .
ورد الزمخشري هنا لقراءة ابن عامر» قد تصدى المحررون من
علماء القراءة والعربية للرد عليه وغيره ممن طعن في هذه القراءة
الصحيحة وأمثالها. وخلاصة الرد أن هذه القراءة قد نقلت نقلا صحيحاً :
وأن القراءةَ حجة على النحاة لا العكس. وقد أطال ابن الجزري في الرد
على الزمخشري بما لا مزيد عليه"
وممن أشبع هذه المسألة بحثأ واستشهاداً محمد بن مالك في
أكثر من كتاب من كتبهء قال في «شرح التسهيل»: «وتجويز ما قرأ به
3 أي : ابن عامر في قياس النحو قوي. وذلك أنها قراءة اشتملت
على فصل بفضلة بين عاملها المضاف إلى ما هو فاعلء فحسن ذلك
أحدها: كون الفاصل فضلة؛ فإنه بذلك صالح لعدم الاعتداد به.
الثاني: كونه غير أجنبي لتعلقه بالمضاف .
الثالث: كونه مقدر التأخير من أجل المضاف إليهء فقدر التقدم
بمقتضى الفاعلية المعنوية» فلو لم تستعمل العرب الفصل المشار إليه
لاقتضى القياس استعماله؛ لأنهم قد فصلوا في الشعر بالأجنبي كثيراً.
فاستحق الفصل بغير أجنبي أن يكون له مزية فحکہ بجوازه»" . وأشار
إلى حجته في هذه المسألة في نظمه «الكافية الشافية» بقوله:
ومدني قِراءة ابن اير هكَمْلْهَامِنْعَاضِدِوَنَاصِر"
.١6ال ١557/7 انظر: النشر ۲۹۳/۲ ۔ 556ء إبراز المعانى )١(
.١187 شرح التسهيل ؟/ )۲(
(۳) انظر: شرح الكافية الشافية ٩۷۸/۲ - 914.
عيوب الشاهد الشعري عند المفسرين ۳۹
ويقول النيسابوري فی الرد على من قال بخطأ هذه القراءة : «(والحق
عندي في هذا المقام أن القرآن حجة على غيره» وليس غيره حجة عليه.
والقراءات السبع كلها متواترة. فكيف يمكن تخطئة بعضها؟ فإذا ورد فى
إلى أنه هل ورد له نظير في أشعار العرب وتراكيبهم أم لا؟ وإن ورد
فكثير أم لا؟»'.
الوقفة الثانية: أن هذا الشاهد الشعري الذي استنكره الزمخشري
ورده» ورد القراءة معه » لیس الوحيد الذي حفظ على هذه القاعدة» وإنما
هناك شواهد شعرية كثيرة» أورد أكثرها ابن ماللى .
ومن الأمثلة قول ابن عطية: «وقال الكوفيون: إنه قد يدخل حرف
النداء على اللهمء وأنشدوا على ذلك :
وماعليك أن تقولي كُلّمَا سبحت أو هللت باللهم ما
ارذ علينا شيحَنامُسَلّما
قالوا: فلو كانت الميم عوضاً من حرف النداء لما اجتمعا. قال
الزجاج: وهذا شاذ لا يعرف قائله» ولا يترك له ما في كتاب الله وفي
جميع ديوانٍ العَرّب» ". والشاهد في قول الزجاج من حكمه على الشعر
بالشذوذ» ورده لجهالة قائله.
.۳۷ /۸ غرائب الفرقان )١(
(۲( من الشواهد قول الطرمّاح (ديوانه | 4: 1 1
يَطْعْنَ يجوزيّ اما ا او ن يع سي لازن
انظ : : شرح م الكافية لا 47A 474 فقد ذكر عدداً من , الشواهد الشعرية
المؤيدة لهذا الأسلوب.
(۳) المحرر الوجيز .٤۹/۳
1342| الشاهر (لشعري في تفسير القرآن الكريم
۳ - تعدد رواية الشاهد الشعري
وردت للشواهد الشعرية في كتب التفسير روايات متعددة»
وكذلك في كتب النحوء ورُبَّما مسن الاختلافُ موضعٌَ الشاهدٍء
فيسقط الاحتجاح به على المراد»ء وإن كان هذا لا يعني سقوط
الاحتجاج بالشاهد على وجه آخر إذا كان من غيره يحتج بقوله كما
تقدم. أما إذا لم يمس الاختلاف موضع الشاهد فلا إشكال في
الاستشهاد به.
ومن أمثلة ذلك ما استشهد به ابن جرير في تفسيره لقوله تعالى :
#إِنَّ السّمع وار وَالْفُوَادَ عل وليك کان عن مسرلا [الإسراء: 5*] حيث
قال: «وقال: لأرلجكَ » ولم يقل : «تلك» كما قال الشاء ”“:
دم المنازلٌ بعد مَنْزْلَةٍ الى والعيشّ بعد أولئك الا“ 7"
والشاهد في البيت عند الطبري هو استعمال «أولاء) للاشارة إلى
الجمع سواء كانوا عقلاء أو غير ذلك.
وكذلك عند الزمخشري”*' وقد ورد هذا البيت في ديوان جرير
«الأقوام)'” بدل «الأيام», وكذلك عند أبي عبيدة7 كن وزعم ابن عطية أن
هذه الرواية هي الصحيحة» وأن الطبري قد غلط في روايته «الأيام» بدل
«الأقوام»» وأن الزجاج قد تبع الطبري في هذا الخطأ” . غير أن المد
- وهو معاصر للطبّريٌ - يرويه كما عند الطبري“ وإذا صح ما ذهب إليه
.1٥۷ هو جرير بن الخطفى. (۲) انظر: ديوانه )١(
.045/١5 تفسير الطبري (هجر) )۳(
(4) انظر: الكشاف 557/5» تنزيل الآيات لمحب الدين أفندي 454.
۷ انظر: شرح ديوان جرير )٥(
(0) انظر: شرح نقائض جرير والفرزدق .41١7/١
(۷) انظر: معاني القرآن وإعرابه للزجاج ۳/ ۰۲٤٠ المحرر الوجيز١٠/195.
(۸) انظر: المقتضب ۰۳۲۱/۱ الكامل .٤۳۹/۱
عيوب الشاهد الشعري عند المفسرين ۱٤4١
ابن عطية» لم يكن في الشاهد حجة لما ذهب إليه الطبري
والزمخشري""' .
ومن الأمثلة قول الطبري: «وأولى القولين في ذلك بالصواب قول
مجاهد؛ لأن العرب تسمي كل صانع خالقاً» ومنه قول زهير:
وَلأنتَ قفري ماخَلَقْتَ وبعضي القوم يَحْلّقُ ثُمّ لا يَفْري
ولأنتتخلقمافريت وبعضُ ن القوم يَخلقٌ ثم م لا فري»
ومن الأمئلة كذلك قول ابن عطية عند تفسيره لقوله تعالى:
للك من هلك عن بیت وی من ى عن بين [الأنفال: :]٤١
«وعلى نحو 2 جاء قول الشاعر”" :
عَبَوا بكم هِوْككَمَا عَيِّثْبِبَيْضَيِهَاالحَمَامَ9
ومنه. . . قول المتلمس:
فهذا أواڻ العِرْضٍ حي ذُبَابُهُ ابره والأزْرَقُ المُتَلَمَسنُ”
ويُروى: جُنّ ذُبَابُه"2 وعلى الرواية الثانية لا شاهد في البيتء
وقد نبه ابن عطية هنا على الرواية الثانية؛ ولا يضر ذلك لأن الشاهد لم
يكن وحيداً للاستشهاد فى هذه المسألة وإنما جاء مع غيره من الشواهد
الصحيحة» غير أنه يسقط الاستشهاد بهذا الشاهد.
وريّمًا يرجع الخطاً في الشاهد إلى الناسخ» من مثل ما ورد في
(مجاز القرآن» المطبوع عند تفسير قوله تعالی : رک رکه هنا سان هرم
.۱۹/۱۹ (؟) تفسير الطبري (شاكر) 47٠/6 انظر: خزانة الأدب )١(
.٤۳ هو عبيد بن الأبرص. (8) انظر: ديوانه )۳(
(0) العِرّضٌ واد باليمامة. والبيت لجرير بن عبد المسيح المعروف بالمتلمس الضبعي»
وهو فى دیوانه ۱۲۲.
(5) المحرر الوجيز ۷۷/۸ . ۷۸.
TK الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
أن صَدُوكمٌ عن ألمسجد لرام أن تَمْنَدُوأ 4 [المائدة: ؟]: «مجازة: ولا
يَحملتكم ولا يُعَدِيتكُم: وقال :
ولقد طَعَنْتَ أبَا عُيَينةًَ طَعنةً جمَعَتُفزارة بعدها أن يفضيو ا" "°
والبيت بهذه الرواية محرّفء ولا شاهد فيه» على هذه الرواية.
ولم ينبه المحققٌ على هذاء فيغلب على الظن أن الخطأ طباعي .
وقد ورد هذا الشاهد عند الطبري بروايته الصحيحة وهي :
ولقذ طعنت أباعيينةطَّعنة جَرَمَتْ فُزارة بعدها أَنْ يَعْضبوا("
فالشاهد في قوله: 'اجَرَمَتْ»» بمعنى حملت .
وكذلك هو عند ابن قتيبة“» والزمخشري” ٠» وابن عطية""'.
والقرطبي”"'.
وقد عَنِيَ العلماء ببيان الروايات الأخرى للشاهد الشعري.
وبعضهم عنِيَ عناية خاصة ببيان الروايات الأخرى التي يبطل معها وجه
الاستشهاد كما فعل ابن السيرافي في شرحه لشواهد سيبويه" . وقد كان
الشعراء أنفسهم ينشدون شعرهم مع تغيير بعض العبارات التي تؤدي معنى
متقارباً» ومن . أمثلة ذلك أن ذا الرمة أنشد شعره يوماً فقال:
وظاهر لّها مِنْ يابس الشّحْتٍِ واسبَعِن عليها الصّبا واجعَل يديك لها سرا“
)١( البيت لأبي أسماء بن الضريبة» وقيل لعطية بن عفيف. انظر: الكتاب ١78/7 حاشية
المحقق هارون.
(۲) مجاز القرآن .١5//١
(۳) انظر: تفسير الطبري (شاكر) 9/ .٤۸۳
(6) انظر: تأويل مشكل القرآن .60٠
(5) انظر: الكشاف 15١/5 ذكر الشطر الثاني فقط» وهو موضع الشاهد.
(1) انظر: المحرر الوجيز (طبعة قطر) .۳۲۹/٤
(۷) انظر: الجامع لأحكام القرآن "١/5 7".
(۸) انظر: شواهد الشعر في كتاب سيبويه لخالد عبد الكريم جمعة ۸۲.
(9) انظر: ديوانه 7/7 1547.
فقيل له: أنشدتنا بائس» فقال: يابس وبائس واحد. قال ابن جنى
تعقيباً على هذا : : «وهذا شعر ليست عليه مضايقة الشرع»). بمعنى بمعنى أنه ليس
كالتغيير في القرآن من حيث المؤاخذة.
ويحدث مثل هذه التغيير في الأبيات من | لرواة والعلماء» مثل ما
حدث لابن الأعرابي, حيث أنشد يوماً فول الشا 30 :
وموضِع رَبْنٍ لا أريهٌ بَراجَه كأني بو يِن شِدَةٍ الرّوع آنسٌ و
فقال له أحد الملازمين لحلقته: ليس هكذا أنشدتنا يا أبا عبيد الله .
قال: كيف أنشدتك؟ فقال له: وموضع ضيق. فقال: سبحان الله!
تصحبنا منذ كذا وكذا سنة ولا تعلم أن الزبن والضيق شيء واحد؟ قال
ابن جني : «فهذا لعمري شائع لأنه شعرء وتحريفه جائز؛ لأنه ليس دينا
ولا عملاً مسنوناً)”” .
> - جهالة قائل الشاهد الشعري :
جعل أبو البركات الأنباري الجهل بالقائل سبباً من أسباب رد
الاستشهاد بكثير من شواهد الكوفيين في مواطن متعددة» وذلك في مثل
قوله: «هذا الشعر لا يعرف قائله. فلا يكون فيه حجة)”*' . ويقول: «وأما
الجواب عن كلمات الكوفيين: أما ما أنشدوه فهو مع قلته لا يعرف
قائله؛ فلا يجوز الاحتجاج به . وربما عضد جهالة القائل باحتمالات
أخرى"» في حين تراه يحكم بصحة شواهد البصريين وخاصة شواهد
سيبويه على الرغم من جهالة قائليهاء ثقة في رواية سيبويه وكبار
البصريين”''. وقد رد شاهداً شعرياً بحجة جهالة قائله» مع أنه رواه
)١( هو المرقش الأكبر.
(۲) انظر: المفضليات ١٤۲۲ء الخصائص؟5717//7.
(۳) المحتسب ۲۹۸/۱. (4) الإنصاف فى مسائل الخلاف .۲۹٤
)٥( المصدر السابق ."٦١ ٥۰ (5) انظر: الإنصاف 1 .
(۷) انظر: الإنصاف 555» وأسرار العربية ۰۲۲۸» ۲۲۹.
A= الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
جاء فى الأول: «آنشدنی العكلى أبو ثروان. .»'. وفى الثانی : «أنشدنى
أبو ثروان. . .)۳ وهذا الشاهد هو قول الشاعر :
6م
حيث قال ابن الأنباري عنه: «فلا يعرف قائله» ولا يؤخذ به)”".
فكيف يستقيم لأبي البركات الأنباري ردهء والفراء عالم 270 وأبو
ثروان العكلي أعرابي فصيح"'.
ويلاحظ أن كلام ابن الأنباري وغيره في التطبيق يخالفه في
التنظير» فكتب التفسير كلها على خلاف ذلك وكذلك كتب النحوء فإذا
أمكن التسليم أن الشاهد إذا جهل قائله» وجهل راويه رد الاستشهاد به
- إذ يترتب على ذلك جهالة حال القائل» ويحتمل أن يكون ممن يستشهد
بکلامه» كما يحتمل أن لا يكون فلا يوافق فى أن الشاهد إذا جهل
قائله رد اللاستشهاد بهء وإن رواه علماء ثقات؛ ذلك أن العالم الئقة لم
يكن ليرويه إلا لثقته فى طرق ذلك الشاهد بعد التمحيص والتدقيق» أو
لسماعه له ممن يستشهد بكلامه. ورد الشاهد للجهل بقائله منهج سار
عليه الأنباري في «الإنصاف» مما جعل كثيراً من الباحثين يتهمه بالتحامل
على الكوفيين في ترجيحه وحكمه. ومن الشطط والتمحل مطالبة العلماء
من النحويين والمفسرين وغيرهم بتعيين عين القائل فيما استشهدوا به.
خاصة أن التزام العلماء بذكر السند في رواية الشعر قليل» إذ لم يكن
يتصل بأمور دينهم» كما يتصل الحديث والتفسير» ولا يترتب عليه أمر
من أمور التشريع» فهذا الأصمعي يورد قصيدة النابغة الذبياني :
.۲٤۲ /۲ معانى القرآن للفراء )۲( .۳٤/۲ معاني القرآن للفراء )١(
.۲۳ - ۷/٤ الإنصاف 7207. (0) انظر: إنباه الرواة )(
(5) انظر: الفهرست ۷۳. (۷) انظر: لمع الأدلة 9٠ 45.
عيوب الشاهد الشعري عند المفسرين م6١
5
ا
بِنَ آل مَبِّة رَائحٌ أو مُغتد عجلانَ ذا زاو وغير مزووا
ثم يقول: اليس عندي فيها إسنادء وهي له حقاً»”". ويذكر
الدكتور ناصر الدين الأسد أن الروايات المسندة التي يرتفع إسنادها إلى
ما قبل علماء القرن الثاني قليلة نادرة» إذ كان جل اعتمادهم على
الرواية الشفوية» فالغالب أن يقف إسناد الرواية الأدبية عند زمن أبي
عمرو بن العلاء وحماد الراوية ومن عاصرهماء بل قد يوجد من
العلماء المتأخرين من يهمل الإسنادء ومن هؤلاء الميَرّدء فقد كان
مشهوراً بحذف الإسناد في أحاديثه وأماليه”"» ولذلك فإن الأمر يتعلق
بالراوية الذي نقل الشاهد الشعري» فإما أن يوق فيقبل منهء وإما أن
يضعف فيهمل ما يرويه.
يقول ناصر الدين الأسد: «ولعلنا لا نعدو الصواب حينما نخلص
من كل ذلك إلى أن الإسناد لم يكن حتى في القرنين الثالث والرابع
حين شاع وغلب - أصلاً ثابتاً من أصول الرواية الأدبية» ولم يكن أساسا
من الأسس التي يحتكم إليها في الاستشهاد على صحة الرواية الأدبية
كما كان شأنه في رواية الحديث النبوي» فنحن نرى أن العلماء والرواة
في اللغة والشعر والأخبارء كانوا يقدمون بين يدي ما يروونه بإسناد
تمل إلى الطبقة الأولى ' من العلماء الرواة حيناًء وبإسناد منقطع حيناً
خرء يكتفون فيه بذكر شيخهم الذي أخذوا عنه هذا العلم» أو يتجاوزون
شيخهم وربما شيخ شيخهمء ويقنعون بذكر أول من روي عنه هذا الشعر
أو ذاك الخبرء مختصرين الإسناد اختصاراً إلى نهايته» ونراهم حينا ثالثا
يحذفون الإسناد ويهملونه إهمالاً» ويلقون بالشعر أو الخبر قائتماً مجرداً.
0010)
2000 انظر : دیوانه 8
(۲) ديوان التابغة الذبياني بشرح الأعلم /ا؟» مصادر الشعر الجاهلي .۲۷١
(۳) انظر: نزهة الألباء ٤۱۹٠ء مصادر الشعر الجاهلى ۲۷۷.
١ (لشاهر (الشعري في تفسير القرآن الكريم
وكان العلماء الرواة من معاصريهم وتلاميذهم يقبلون منهم كل ذلك
ويو ثقونه»' .
وأبو البركات الأنباري فى رده البيت المجهول مسبوق فى ذلك
بأبي العباس المبرد (۲۸۵ه) حيث يعلق على قول الشاعر : ۰
محمد تفدنفسَك كل تفس إاماخفت يِن شيءٍ نبالا"
بقوله: «وأما هذا البيت الأخير فليس بمعروف» على أنه فی كتاب
سيبويه على ما ذكرت لك» . ۰
ونقل ابن السراج رأي المبَرّدٍ في كتابه «الأصول» » وكذا ابن
الشجري في (أمالبه)0 . وذهب كثير من النحويين إلى رد الاستشهاد
بالشاهد المجهول القائل'''. ورجح سعيد الأفغاني إسقاط الاحتجاج
بالشاهد مجهول القائل”" .
ومن أمثلة ذلك ما ذهب إليه الفراء من جواز كسر ياء المتكلم»
واستشهاده بقول الشاعر:
قالّلها: هَل لك ْبياتَافِيئَ؟ فالثْله: مَاأنت بالمرضخ'"
وقد أنكر عليه الزجاج استشهاده» ورد ما استدل به» وقال: «وهذا
الشعر مما لا يلتفت إليه» وعمل مثل هذا سهل» وليس يعرف قائل هذا
.58٠١ ؟ا/4 مصادر الشعر الجاهلي )١(
(۲) الشاهد لأبي طالب كما في شرح شذور الذهب ۲١١ ونسبه البغدادي له أ د لای
في خزانة الأدب 4 » وللأعشى أو لحسان أو لمجهول كما في الدرر اللوامع
۱ وغير منسوب كما في الكتاب ۰۸/۳ والمقتضب ۲/ ۰٠۳۲ والإنصاف 20
(۳) المقتضب 1777/7. )٤( انظر: الأصول ۲/ .١75
(4) انظر: أمالي ابن الشجري .٠١٠/۲
(5) انظر: التبيين للعكبري ٠٤٥١ شرح جمل الزجاجي لابن عصفور 2٠6١/١ مغني
اللبيب .197/١ الاقتراح ٥۷ - ٠١ المزهر 2١4١/١ خزانة الأدب 81/5".
(۷) انظر: في أصول النحو 57. (۸) انظر: معاني القرآن ۳/ .١17٠
عيوب الشاهد الشعري عند المفسرين
الشعر من العرب» ولا هو مما يحتج به في كتاب الله كل .
واعتراض الزجاج من جهتين: أن قول مثل هذا الشعر سهل»
ومِنْ ثَمّ فإن إمكان الصنعة فيه واردء والأمر الثاني أنه لا بُعرف له
قائل. وهذا لا يسلم للزجاج؛ لأن الفراء قد صرح بسماعه من العرب
بقوله: «وقد سَمعتٌ بعض العرب يُنشِدٌ. ). يقول الفراء عندما وقف
عند قوله تعالى: 6# أنَأ بسن وما أنثم بصخ 4 [إبراهيم: ۲۲]
بنصب الياء: «أي: الياء منصوبة؛ لأن الياء من المتكلم تسكن إذا
تحرك ما قبلهاء وتنصب إرادة الهاء. . . فإذا سكن ما قبلها ردت إلى
الفتح الذي كان لهاء والياء من ##بِمَسَوَيٌ» ساكنة» والياء بعدها من
المتكلم ساكنة» فحركت إلى حركة قد كانت لهاء فهذا مطرد في
الكلام»7)
وحينما قرأ الأعمش ويحيى بن وثاب الآية السابقة بخفض الياء
أنكر قراءتهم» يقول: «ولعلها من وهم القراء طبقة يحيى؛ فإنه قل من
٠ ۶ ٠ 707 0 ع ٠ 2
يسلم منهم من الوّمَمء ولعله ظن أن الباء في ##بِمُصَضتَ» خافضة
للحرف كلهء والياء من المتكلم خارجة من ذلك. . .»“ ولذا خالفت
رواية الشاهد الشعري عند القراء ما يرجحه» وكان الطعن فيها وردها مما
يسند ما يذهب إليه» غير أنه قد وقف عند حدود سماعه» وهو ثقة»
واستشهد برواية العربي لذلك البيت» سواء أكان العربي قائل الشاهد أم
راويه. فإذا كان قول الشاعر العربى ححة ) فإن قول الراوية العربى حجة
أيضاًء وإن وقع منه شيء من التغيير والتبديل. أضف إلى ذلك أن الرضي
لغة بنی يربوع». وذلك لتشبيه الياء بالهاء بعل الياء» كما فى افره)
.۷٦ /۲ معانى القرآن )۲( .15١ ١59/7 معاني القرآن وإعرابه )١(
.۷۵ /۲ معانی القرآن ):4( .۷٥ معاني القرآن ؟/ )۳(
(EA الشاهر الشري في تفسير القرآن الكريم
و«لديه»» وأورد الآية الكريمة» والشاهد الشعري› ونقل عن غير"
كما ذكر البغدادي أن الشاهد غير مجهول القائل» وأنه رآه في ديوان
الأغلب العجلي الراجز"
وقد كرر الزمخشري ذلك عند تفسير قوله تعالى : 8 آ نا يمين
وما انتم بص [إبراهيم: ؟1]» وقال: «الإصراخ: الإغاثة» وقرئ:
اابمصرخيٌ). بكسر الياء» وهي ضعيفة» واستشهدوا لها ببيت مجهول :
قال لها: هَل لك ِياتَافِئَ؟ قالث له: مَاأنتَ بالمرضت”)
ومن الأمثلة كذلك قول ابن عطية: «قال أبو علي وغيره: هذا أن
كل موضع تلزم الحركة فيه ياء مستقبلة . فالإدغام في ماضيه جائزء ألا
ترى أن قوله تعالى: عاج أن ی اموق )4 [القيامة: ]:٠ لا يجوز
الإدغام فيه؛ لأن حركة النصب غير لازمة. ألا ترى أنها تزول في
الرفع وتذهب في الجزم. ولا يلتفت إلى ما أنشده بعضهم لأنه بيت
مجهول :
وكأنّها بينَ النساءِ سبيكة مشي بِسّدَةٍ بيتها فيي .
والحق أن الشاهد الذي لم يعرف قائلة إذا صدر مِمَّن يحت بقوله»
أو رواه عالم ثة لقةٌ ص م الاستشهاد به» وقد استشهد الأصمعىٌ رجز
مشكوكٍِ في نسبته للأغلب العجليي ثم قال: (إن لم يكن له فهو ليره ممن
۴ 50 ۳
هو ثىت أو
والمفسرون الثقات الذين أوردوا هذه الشواهد الممجهولةء على
(0) انظر: شرح كافية ابن الحاجب ”/ 1910.
(۲) انظر: خزانة الأدب 575/4.
(۳) انظر: خزانة الأدب 475/4» التصريح لخالد الأزهري ٦٠/۲ وديوان الأغلب
العجلى .١594
(8) الكشاف 205١/9 خزانة الأدب 887/5.
.۲۷۳ المحرر الوجيز ۷۸/۸. (0) انظر: الموشح )٥(
عيوب الشاهد الشعري عند المفسرين
دراية ومعرفةٍ بما قاله العلماء فيها من أهل الدراية الكاملة» والثقة التامة
ولو لم تكن مقبولة عندهم لما رووها وأثبتوها في كتبهم» «والشاهد الذي
بهل قائك إن أنشده ثقة كسيبويه د ا والمترد. . , ونحوهم هر
شعر مَنْ يصح الاستدلال بکلامه لم أزغده)(١
وجهالة عين قائل الشاهدٍ لا تضرٌ في الاستشهاد إذا صحتٌ نسبته
لزمن الاحتجاج» وإِنَّما تؤثرُ جهالةٌ الحال» فلو جاء شعرٌ لجاهلي ولم
يُعرف اسمةٌ وصح النقلٌ فإنّهُ يُحتجّ به» ولو جاء شعٌ مولب معروف القائل
رد ولم يُحتجّ به؛ إذ العلة في رد الشاهدٍ المَجهول في اللغة هو الخوف
من أن يكون لِمَنْ لا يُونَقُ بفصاحته. كما صرّح بذلك: السيوطي”'"'.
والبغدادي”" وعلى هذا فإن نسبة الشعر إلى قائله» أو معرفة الشاعرء
ليست قضية : نستحق كل هذا الاهتمام» فالمهمٌ هو صحة نسبة الشعر إلى
من يُحتجٌ بشعره زماناً ومكاناً» وثبوت روايته عن الثقات الأثبات. أمّا
تعيينٌُ القائل» أو الاتفاق عليه» أو التوسع في إيراد أقوال السابقين في
نسبته» والفخر بالوصول إلى نسبة بيتٍ أو أبيات فهو في غير مكانه» وهو
عَمَّل على هامش تَقَعيدٍ العربية» إذ يكفي في النحو صحةٌ الاحتجاج
بالبيت. وخاصة إذا كان أولئك العلماء من آهل البَصَرِ والمعرفة التامّة
بالشعرء كما قال ابن سلام: ولیس يُشكل على أهلٍ العلم زيادة الرواة.
ولا ما وضعواء ولا ما وَضَعَ المولّدون ن. إِنَّما عَضَّلَ بهم أن يقول الرجل
من أهل البادية ين ولد الشعراء أو الرجل ليس من وليجم» فشكا
ذلك بعض الإشكال)”**.
."۱۷/۹ خزانة الأدب )١(
.4١٠/١ طبقات فحول الشعراء )٤( .٠١/١ انظر: خزانة الأدب )۳(
- انفراد الشاهد الشعري أو بعضه عن القصيدة:
قد يستشهد المفسر بشاهد شعري مفرد لا يعرف له سابق ولا
لاحقء أو بجزء من الشاهد الشعري دون سائره. مما يجعل احتمال
الخطأ في ضبط الشاهد الشعري وارداً. ولذلك حرص شراح الشواهد
الشعرية على تتبع الأبيات السابقة واللاحقة للشواهد الشعرية؛ لتوثيق
الشاهد» والاطمئنان إلى صحة ضبطه.ء وبالتالي صحة ما بني عليه. يقول
البَطَلَيُو سينٌ”'' مبيناً سبب شرحه لشواهد أدب الكاتب: «وعرضي أن رن
بكل بيت تِ منها ما يتصل به من الشعر مِن قبلهِ أو من بعدى إلا أبياتاً
يسيرة لا أعلم قائلّهاء ولم أحفظ الأشعارَ التي وقعت فيهاء وفي معرفة
ما يتصل بالشاهد» وما يَجلو معناة» ويُعربٌ عن فحواهء فإِنًا رأينا كثيراً
من المُفسّرين للأبياتٍ المستشهدٍ بها قد عَلِطوا في معانيهاء حينَ لم
يَعلموا الأشعارَ التى وقعت فيها؛ لأن البيتَ إذا انفرد احتمل تأويلاتِ
ثيرةً)”'"2. ويقول في مقدمة شرح أبيات الجمل: «وغرضي أن أَصِلَّ بكل
بيتِ منها ما يتصل به لیکون أبن لغرض قائله ومذهيه)”".
ومما يدل على أن المفسرين قد يسشتهدون بالبيت أو جزئه من غير
معرفة بالبيت كاملاً أو القصيدة التي هو منها ما ذكره الفراء في تفسير سورة
(ص) حينما قال: «ومن العرب من يضيف «لات» فيخفض» أنشدوني :
1
ولا أحفظ صدره)”*'. وقد عَلّق البغدادي على قول الفراء فقال:
«والبيت الذي لم يعرف صدره أنشده ابن السكيت في كتاب الأضداد»
)١( هو أبو محمد عبد الله بن محمد بن السيد البطليوسى (555 - ١05ه). نحوي لغوي
من علماء الأندلس» من مصتماته : الاقتضاب فى شرح أدب الكتاب» الحلل فى شرح
أبيات الجمل وغيرها. انظر: وفيات الأعيان 55/7» إنباه الرواة .١5١/7
(0) الاقتضاب ”/505. (۳) الحلل في شرح أبيات الجمل .٠١
.۳۹۷ /۲ معانى القرآن )٤(
عيوب الشاهد الشعري عند المفسرين
قال فيه: قال ابن الأعرابى: أخلاق مشمولة أي: مشئومة» وأخلاق
سو ۶ م ٠» وأنشد:
مُرِمَنَ خَلائِقَاً مشه مَشْمُوَّلةٌ وَلتَنْدَمَنَ ولات ساعة ندم"
في حين أن الجزء الذي أورده الفراء وقع في أشعار أخرى غير ما
(۲(
ذكره ابن السكيت
وهذا العيب الذي يوجد كثيراً فى شواهد الشعر فى كتب التفسير
وغيرهاء حرص المفسرون على الخروج منه بشرح الشاهد حين وروده
لإزالة ما قد يقع فيه من سوء فهم أو تأويل» غير أنهم لم يلتزموا شرح
كل الشواهد الشعرية التي ترد في التفسيرء وقد ذكرت أمثلة لذلك في
مبسحث «( منهج المفسرين في شرح الشاهد الشعري) وغيره من مباحث
5 - اضطراب الوزن وعدم وضوح المقصود:
قد يختل وزن الشاهد الشعري في كتب التفسير» فيغمض المعنى
على القارئ» ولا يتبين المعنى الذي أراده المفسر من إيراد الشاهد. ولا
وجه الاستشهاد» وهذا العيب أمثلته قليلة جداً فى كتب التفسير» ولكنه
يقع في باب الشعرء لاعتماده على الوزن واستقامته» فإذا اختلت دخله
الوهم» وكثرة التأويلات.
ومن أمثلة ذلك أن أبا عبيدة قال فى كتابه المجاز: «َيَزْكَ َايَتْ
لكب که [يونس: ]١ مجازها: هذه آیات الكتاب الحكيم؛ أي
سے جھ ا
القرآن. قال الشاعر :
.۲۹/۰ شرح أبيات المغني )١(
(؟) انظر: رصف المباني للمالقي ٠٤ شرح ابن عقيل »1١51/١ خزانة الأدب ١58/5
.١ 0/6
ما فهم من الكتاب أم آي القرآن»”''.
وهو بهذه الصورة مضطرب الوزن» ولذلك علق المحقق فقال: «لم
أجده فيما رجعت إليه من المظان» وفي وزنه خلل» وفي معناه
غموض»"". وهذا الذي اضطرب على المحقق هو شطر من الرجز
للعجاج الراجزء وهو من أبيات هي :
وَمالَهُمِ ين حَسَب بل
ومعناه كما شرحه أبو عبيدة بقوله: أي: القرآن» وهو يقصد أن
الكتاب في الشاهد الشعري بمعنى القرآن» بمعنى أنه ليس للأزد في
القرآن أم وليس بظاهر لي هذا المعنى» في حين فسر هذا البيت
الأصمعي فقال: «وقوله: ما فيهم من الكتاب أم. أراه يذهب إلى أن
ليس لهم أصلء كلهم طغاة»”*“. وعلى هذا المعنى فلا وجه لاستشهاد
أبى عبيدة بهذا الشاهد.
.۲۷۲ /۱ مجاز القرآن )١(
(۲) مجاز القرآن .77/7/١ حاشية الشاهد رقم .٠٠
(۳) انظر: ديوانه ۳۷۷ - ۰۳۷۸
.۳۷۸ شرح الأصمعي لديوان العجاج )٤(
I3
جى اي 3اچ ی
سگ دون ارو ئی
ITI BSWATAL CONT
مصادر الشعر المحتج به [er —
مصادر الشعر المحتج به
المَضْدَرٌ لغة اسم مَكَانٍ من صَدَرَ إذا رَجَعء ومنه قوله تعالى:
قاتا لا قى حى صدر زا [القصص: *] بفتح اليا وضع الدال؛
أي: يرجعوا من سَفْيِهِمُ لماشيته“
فكما يرذ الشاربٌ للماء ويصدرٌ عنة» فيكون الماء مصدراً لهء فكذلك
المفسرون قد وردوا موارد علمية كثيرة أخذوا منها العلمّء وصدروا عنها
وهم يحملون علماً جماً غزيراً ظهر بعد في كتب التفسير واللغة التي حُفِطَتء
ورواها العلماء. والذي يسعى هذا المبحث لدراسته هو تتبع تلك المصادر
العلمية التي صدر عنها المفسرون» وأخذوا عنها شواهدهم الشعرية.
وقد تنوعت هذه المصادر بتنوع واختلاف العوامل المكانية»
والزمانية, والعلمية للمفسرين. فقد كانت رواية الشعر شغلا شاغلا
للطبقة الأولى من العلماء الرواة كأبي عمرو بن العلاء والأصمعيّ. حتى
قال المازنئٌ للأصمعيّ متعجباً من سَعَةَ حفظه: إِنْكَ لتحفظ من الرَّجَرٍ ما
لا يحفظه أحدًّ! فقال الأصمعي: إنه كان هَمَّنَا وسم > وَالسَّدَمْ هُوَ
مه (DS
الجرص .
)١( هي قراءة عاصم في رواية عنه» وقراءة ابن عامرء وأبي جعفرء وشيبة» وقتادة» وأبي
عمرو. انظر: السبعة 2597 حجة القراءات ٥٤۳ النشر ۰۳٤١/۲ إتحاف فضلاء
البشر 657.
(؟) انظر: مقايبس اللغة ۳/ ۳۳۷ لسان العرب 01/9 - 07"
(۳) انظر: مراتب النحويين ۹١ المنصف لابن جني ۳/ 770
(5) انظر: المنصف لابن جني 7/ 770.
اي٠ لشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
وقد قَسّمٌَ الدارسون الرواية من حيتٌ مراحلها التاريخيةٌ إلى
مرحلتين :
المرحلة الأولى: مرحلة رواية الشعر خاصة:
وذلك بحفظه ونقله وإنشاده. ولا تتجاوز ذلك إلى ضبطه وتحقيقه
والنظر فيه وتمحيصه. وقد استمر مدلول هذه المرحلة حتى آخر القرن
الأول» وبداية القرن الثاني .
قال محمد بن المنكدر التيمي المدني”'' المتوفى سنة ١١ه: «ما
كنا ندعوا الرواية إلا رواية الع وما كنا نقول هذا يروي أحاديتٌ
الحكمة إلا عالِہ». 1
وكان الغرض من هذه الرواية هو المتعة» وحفظ أمجاد القبيلة.
مما كانت تحرص عليه العرب» وقد أثبتت الدراسات الحديثة: «أن
الجاهلية العربية عرفت الكتابة معرفة قديمة واسعةًء واستخدمتها في جل
شؤونهاء وكتبت بعض شَعرهًا وأخبارها وأنسابها ودونتها في صحف
وكتب ودواوين» فالقول إذن بأمية الجاهلية فرض واهم يجب أن نسقط
جميع ما ترتب عليه من نتائج باطلة»” '' غير أن الرواية الشفوية للشعر
كانت منتشرة» فقد كان لكل شاعر جاهلي كبير على وجه التقريب راوية
يصحبه» ويروي عنه آشعاره» وينشرها بين الناس .
المرحلة الثانية: مرحلة الرواية العلمية:
وهي المرحلة التي بدأ فيها رواة الحديث يتصدرون للتحديث»
فصار للمحدثين رواة» كما كان للشعر رواة» وأصبحت الرواية الشعرية
في هذه المرحلة تقوم على الحفظ والنقل والإسنادء مع العناية بالضبط
£۲
هه جامع بيان العلم وفضله ۲/ .٤)۷ ظ (۳) مصادر الشعر الجاهلى .١7١
مصادر الشعر المحتج به
والإتقان» والتحقيق والتمحيص للمرويات» والحرص على الشرح
والتفسب ”". وقد بدأت هذه الرواية متأخرةً عن الأولى» حيث بدأت مع
بداية القرن الثاني الهجري» حيث كان يبحث الراوي عن الأعرابي
اللغة» وتصون اللسان عن الخطأ والزلل. وقد بذل الرواة وسعهم في
البحث عن العرب الفصحاء» تلقفوهم في الحواضر الإسلامية» ويحثوا
عنهم داخل أخبيتهم في الصحراءء وخلف ماشيتهم في العراء» وكانوا
يطيرون فرحا بكلمة يسمعونها من نبعها الصافي» لا يشوبها كدر. وقد
كان يدفعهم إلى ذلك حرصهم على لغة كتابهم الكريم» وعصبيتهم للغة
العرب» ولا سيما أن الدولة الأموية التى بدأت فى عهدها الرواية كانت
شديدة التعصب للعرب» وللغة القرآن”'©2. وقد كان الخلفاء الأمويون
يستقدمولن المؤدبين لأولادهم. فيروونهم شعر العرب» لتستقيم آلسنتهم›
وتسلم من داء اللحن والعجمة» وربما أرسلوا أبناءهم إلى البادية ليسمعوا
اللغة من مصدرهاء مما دفع الرواة إلى الحرص على حفظ الشعر واللغة
لنيل الحظوة عند أولئك الخلفاء.
ومِمّا ينبغى ذكره هنا أن رواية اللغة رواية علمية نشأت أول ما
نشأت على أيدي القراء والمفسرين» فكان القارئ أو المفسّر إذا أشكل
عليه لفظ أو معنى» استعان على إيضاح ذلك ببيت من الشعرء فهذا ابن
عباس (58ه) كان يسأل عن أشياء من القرآن» فيجيب ويستشهد بالشعر
على ذلك“ . وكانت رسل بني أمية تأتي قتادة كل يوم من الشام إلى
البصرة يسألونة عن معنى بيتٍ من الشَّعرء فَيُفَسُرَهُ لهم . وهذا أبو
)١( انظر: مصادر الشعر الجاهلي 189.
(۲) انظر: العصبية القبلية وأثرها فى الشعر الأموي 767 5594.
(۳) انظر: الجامع لأحكام القرآن .14/١ (:) انظر: إنباه الرواة / /ا".
٦ الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
عمرو بن العلاء (١١٠ه) كان قارئاً من القراء السبعة» ثم اتجه إلى
تحصيل اللغة» حتى أصبح مَعْلَّماً بارزاً من معالمهاء فالمتأمل لتاريخ
اللغة والرواية يلحظ أن أبا عمرو بن العلاء كان نقطة تحول في تاريخ
الرواية العلمية”"» يقول شعبة بن الحجاج”'': «كنت أختلف إلى ابن أبي
عَقَرَب فأسأله عن الفقه» ويسأله أبو عمرو بن العلاء عن العربية» فنقوم
وأنا لا أحفظ حرفا مما سأله» ولا يحفظ حرفاً مما سألته»””". وهذا
الأصمعي يلزم أبا عمرو بن العلاء ليأخذ قراءته» ثم يتأثر بأستاذه ليصبح
عَلَمَاْ من أعلام رواية اللغة وشعر العرب”“ . ويمكن القول: إنه قد مضى
القرن الأول وجزء من الثاني ورواية اللغة يقوم بها القراء والمفسرون.
ولم تنتقل إلى اللغويين إلا بعد ذلك .
ويمكن تقسيم مصادر الشواهد الشعرية التي اعتمد عليها المفسرون
في تفسير القرآن الكريم» واللغويون في تقعيد القواعد اللغوية» وتأسيس
علوم العربية» إلى قسمين :
الأول: مصادر مباشرة» وهي الأخذ عن الشعراء الذين يُحتح
بشعرهم مباشرة .
الثاني : مصادر غير مباشرة» وهي كل ما عدا الشاعر من المصادر»
ويندرج تحت ذلك» الرواة عن الشعراء» من العلماءء والأعراب»
والمصنفات الأولى التى حفظت الشواهد الشعرية للأجيال التالية» من
كتب التفسير واللغة وغيرها .
(1) انظر: أثر القراءات في الأصوات والنحو العربي لعبد الصبور شاهين 7١ 49.
(؟) هو أبو بسطام شعبة بن الحجاج العتكي» من أئمة رواة الحديث» لقب بأمير المؤمنين
في الحديث» توفي سنة ١6١ه. انظر: الكاشف للذهبي .486/١
(۳) طبقات النحويين واللغويين ."١
(4) انظر: المصدر السابق 21١1 وأخبار النحويين البصريين للسيرافي 27/4 وإنباه الرواة
.,.
مصادر الشعر المحتج به س [ov
أولاً : المصادر المباشرة :
فأما القسم الأول من مصادر الشاهد الشعري» وهو الشعراءء فقد
روى المفسرون واللغويون عن كثير من الشعراء مباشرةًء ومن أقدم
الأمثلة لذلك عبد الله بن عباس وَيّاء فقد كان يستشهد بأشعار: حسان بن
ثابت” 2 ولبيد بن ربيعة”"2 وعبد الله بن رواحة” "2 وغيرهم من
الصحابة الذين عاصرهم» وسمع منهم أو من بعضهم مباشرةًء وقد
استشهد بأشعار عمر بن أبي ربيعة المخزومي (١۹ه) على تفسير القرآن
الكريم“. وقد كان هذا الصنيع من ابن عباس أول عمل منظم لعملية
الاستشهاد بالشعر في تفسير القرآن الكريم» وسيأتي مزيد بيان لذلك في
مبحث تال .
وقد أدرك عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي (۱۱۸ه)» وأبو
عمرو بن العلاء (١١٠ه)ء شعراءَ الاحتجاجء كالفرزدق» والكميت»
وذي الرمة» والعجاجء ورؤبة وأضرابهم» وهم من طبقة شعراء
الإسلام””'.
يقول الخليل بن أحمد(١7١ه): «دفنا الشعر واللغة والفصاحة
اليومَ» فقيل له: وكيف ذاك؟ فقال: هذا حين انصرفنا من دفن رؤبة بن
العجاج)”"'. وسئل يونس بن حبيب عن فصاحة رؤبة فقال: ما رأيت قط
عربياً أفصح منه”". ويقول الأصمعي: «ساقة الشعراء ابن ميّادة
.٠١١ ء٦۲ مسائل نافع بن الأزرق 2.16 /١ انظر: إيضاح الوقف والابتداء )١(
(۲) انظر: إيضاح الوقف والابتداء 289/١ مسائل نافع بن الأزرق .٠١١
(۳) انظر: مسائل نافع بن الأزرق .٠٤١ 2١5٠
.٠۲ 9١ انظر: مسائل نافع بن الأزرق )٤(
(0) انظر: معاني القرآن للفراء؟/ 2187 الشعر والشعراء ۸4/۱ ۰٤۸١ الموشح ٠۲۳۸
87 » خزانة الآأدب١/ 5)» .١154/0
.4١/١ وخزانة الأدب 2/٠ /5١ الأغانى )5(
(۷) انظر: الأغاني ."50/7١
10۸ (لشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
(55١ه)» وابنُ هَرْمَة (46١ه)» ورؤْيّة (55١ها)ء وحَكم الخُضَريٌ
ومَكِيْنُ العغذري (10ه)., وقد أَيتهُم أجمعين ) 00
وقد أدرك أبو عبيدة رؤية بن العجاج. وسأله عن قوله:
فيها خُطوط مِنْ بَيَاضٍ وَبَلَنْ كأْنّهُ في الجلد توليمٌ البَهَّنْا""
حيث قال: «قلت لرؤبة: إن كانت خطوط فقل: كأنّهاء وإن كان
سوادٌ وبَلَىٌ فقل: كأنَّهُما. فقال: كان ذاكَ ويلك - تَولِيءْ
البَهَنْ)”". وكذلك الأصمعئٌ روى الشواهدٌ والأشعارَ عن رَوَبةً
وغیر ۳ .
ومن أئمة الكوفيين يحيى بن زياد الفراء الذي أدرك كثيراً من
الشعراء» وروى عنهم. ومن ذلك قوله: «وأنشدني بعض بني أسد يصف
فر سه :
عَلفْبُهَاتِبْبَأاًوَمَاءَباردًا حتى شت هَمّالة عيناها) .
وهذا الشاهد من الشواهد السائرة في كتب النحو والتفسير›
والشاهد فيه «وماءً» حيث نصت الماء بفعلٍ مقدر هو (أَسْقَيْتُهاا ولم
يذكره؛ لكون الماء لا يعلف وإِنّما يشرب" .
وأكثر من تهيأت لهم الرواية المباشرة عن الشعراء هم العلماء
الرواة الذين أدركوا عصور الاحتجاج» وأولهم وأوثقهم أبو عمرو بن
العلاء (١١٠ه)» ومن طبقته حَمّاد بن مَيْسّرة المعروفٌ بِحَمّاد الراوية
.450 248/١ الشعر والشعراء ”/"هلاء وخزانة الأدب )١(
(۲) انظر: ديوانه .٠١85
.١15/5 ٤۷١ ۱٤۹/۱ والكشاف »45 5” /١ مجاز القرآن )۳(
.١15/5 ٤)۷١ 2١59/١ انظر: الكشاف ):(
.١4/١ معاني القرآن )٥(
(5) انظر: الخصائص5/١47» شرح شذور الذهب 2.55٠ شرح الأشموني ›٠٤١/۲
الإنصاف 4488» معجم شواهد النحو الشعرية ۷۷۳ رقم .۳۷١١
مصادر الشعر المحتج به و6١
(05 ه10 وعن هذين أخذ سائر شيوخ العلم والرواية كخلف الأحمر
(1ه)»ء والمفضل الضبي (۷۸٠ه)ء والأصمعي (0١١ه)ء وأبي عبيدة
(١٠١ه)ء وأبي عمرو الشيباني (5١٠ه)ء والفراء (۲۰۷ه) وغيرهم» ثم
أخذ عن هؤلاء من تلاهم كابن الأعرابي(١17ه)» ومحمد بن حبيب
(54١ه)» وأبي حاتم السجستاني (60١ه)» ثم أخذ عن هؤلاء أبو سعيد
السكري (١۲۸ه)» وثعلب (1875ه) وأضرابهما”"'.
وأما من أتى بعدهم فقد اعتمدوا على الرواية عنهم وعن
تلاميذهم» وعلى المصنفات التي دونها هؤلاء. يقول أبو الطيب اللغوي :
«وکان في هذا العصر ثلاثة نه هم انمه الاس في اللغة. والشعرٍ. وعلوم
العرب» لم د ْرَ مثلم بهم ولا عدم عنهم أَِدَّ جُل مَا في أيدي
الناس من هذا العلم بل کله وهم أبو زيدٍ»ء وأبو عبيدة» والأصمعيٌ
وکلهم أخذوا عن أبي عَمرو اللغة» والنحوّء والشعرّء ورّووا عنه القراءةً
ثم أخذوا بعد أبي عمرو عن عيسى بن عُمنٌ وأبي الخطاب الأخفش»
ويونسٌ بن حبيب عن جماعة من ثقاتٍ الأعراب وعلمائهم»"
وهذا المصدر المباشر لم أجد له أثراً ظاهراً إلا في كتابي «مجاز
القرآن» لأبي عبيدةء و«معاني القرآن» للفراء» حيث تقدم أخذهم مباشرة
من الشعراء ونقلهم لعدد من الشواهد الشعرية» وستأتي الأمثلة على
ذلك في هذا المبحث» وأثر هذا المصدر المباشر في تفسيرهم للقرآن
الكريم» أما بقية كتب التفسير موضوع الدراسة فلم يدرك أحد منهم
شاعرا حح بشعره .
)١( هو حَمّاد بن ميسرة بن المبارك الديلمي الكوفي المعروف بالراوية» من أعلم الناس
بشعر العرب وأخبارهم» قدمه خلفاء بني أمية» ولد سئة ۵ ۹ه وتوفي سنه 0 ھ.
انظر: معجم الأدباء 553/7 - .۲٠١
(0) انظر: مصادر الشعر الجاهلي ؟15. (۳) مراتب النحويين 94" .5٠
| 1 الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
ثانياً: المصادر غير المباشرة:
وأما القسم الثاني من مصادر الشاهد الشعري» فهو المصادر غير
المباشرة» وهي الأخذ عن غير الشعراء بأي طريقة» وهذه الطرق هي :
أولاً: الأخذ عن الرواة والعلماء:
وهي أوسع طرق رواية الشعر والشواهدء فقد كان الرواة هم
الطريق الذي منه انتشرت رواية الشعر» ونقلت للأجيال التالية» وعنهم
نقل كل الشعر الذي دون بعد ذلك. وقد قسم الباحثون رواة الشعر إلى
ست طيقات: الرواة العلماء» والشعراء الرواة» ورواة القبيلة» ورواة
الشاعر» ورواة مصلحين للشعر» ورواة وضاعين”'''2. وأوثق هذه الطبقات
هي الطبقة الأولى» ومن أبرزهم أبو عمرو بن العلاء (65١ه). وحماد
الراوية (65١ه)» وسبب الثقة بهذه الطبقة أنها «اتخذت من الشعر
موضوعاً علمياً» تدرسه دراسة» بعد أن تأخذه عن شيخ» أو أستاذ في
مدرسةٍ من مدارس علم الشعر وروايته آنذاك. .. وتكون طريقة الدرس
هي الرواية الأدبية بدعامتيها: الكتاب والسماع» ثم تقوم بتمحيص ما
تجمعه وتفحصه وتنقده» وتميز صحيحه من فاسده» والثابت النسبة من
المشكوك فيه» وتنتهي من ذلك إلى تسجيل ما ترجح لديها صحته في
نسخة خاصة تصبح هي رواية ذلك الشيخ الراوية العالم» ينقلها عنه
تلاميذه وينسبونها إليه)"'' .
وعلى هؤلاء العلماء الرواة تدور رواية معظم الشواهد الشعرية»
وإليهم ينتهي علمهاء وعلامة ذلك تكرر الشواهد الشعرية منذ عصرهم
حتى اليوم» فلا يكاد المفسرون يستشهدون بغير تلك الشواهد الشعرية
التي رواها أبو عمرو بن العلاء» وعنه أبو عبيدة والأصمعي» وطبقتهم›
.1۲۸ انظر: مصادر الشعر الجاهلى )١(
انظر: المصدر السابق 1۲۸ - 5519 بتصرف. )۲(
مصاد 2 لمحتج
مصدراش راعش لاا
إلا فى القليل النادر» مما يدل على وحدة المصادر التى استقى منها
العلماء الشواهد الشعرية في مختلف العلوم الإسلامية كالتفسير والنحو
واللغة» وهم أولئك الرواة من العلماء وغيرهم الذين احترفوا رواية الشعر
وصاروا يعرفون بالرواة. مثل حَمّاد بن مَيْسَرَة الذي يعد أول من أطلق
عليه لقب الراوية» وقد سأله الخليفة الأموي الوليد بن يزيد: «بم
فقال: بأنى أروي لكل شاعر تعرفه يا أمير المؤمنين أو سمعت به»
شعراً لقديم ولا ميحدث إلا ميزت القديم منه من المخدذث.
فقال: إِنَّ هذا لَعِلمٌ وأبيك كَبيْرٌ فكم مقدارٌ ما تَحفظٌ من
الشعر؟
قال : كثيراً: ولكني أنشدك على كل حرف من حروف المعجم مائة
قصبدة كبيرة» سو ی المقطعات من شعر الجاهلية دون شعر الإسلام)7" .
وف 0 الأزهري فی مقدلمة (اتهذيب اللغة» طبقات الرواة والعلماء
۳
وقد ظهر الاعتماد على هذا المصدر - وهم العلماء الرواة
بوضوح من خلال دراسة «مجاز القرآن» لأبي عبيدة» و«معاني القرآن»
للفراء» وقد اعتمدا اعتماداً كبيراً على هذا المصدر فى كتابيهماء فى حين
اعتمد عليه ابن قتيبة والطبري قليلء ولم يعتمد عليه الزمخشري ولا ابن
عطية ولا القرطبي لتأخر زمانهم عن زمن الاحتجاج» وانقطاع زمن
الرواية.
مصادر أني عبيدة في «مجاز القران»:
يمكن تقسيم مصادر أبي عبيدة إلى المصادر التالية:
(۱) معجم الأدباء 557/9 _ .۲٤۷ (۲) انظر: تهذيب اللغة 8/١ - ۲۸.
ل للشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
.)ه١55ت( يروي أبو عبيدة مباشرة عن أبي عمرو بن العلاء - ١
فهو أكبر شيوخهء وأوثقهم» وقد لازمه ملازمة طويلة وانتفع بعلمه كثيراًء
وأثنى عليه كما في فوله: «كان أبو عمرو أعلم الناس بالغريب والعربية»
وبالقرآن والشعرهء وبأيام العرب وأيام الناس... وكانت كتبه التي كتب
عن العرب الفصحاء قد ملأت بيتا له إلى قريب من السقف... وكانت
.'». . عامة أخباره عن أعراب أدركوا الجاهلية.
ومن ذلك قول أبي عبيدة: قل هلزو سيل [يوسف: 6٠١8 قال
أبو عمرو: تذكر وتؤنث» وأنشدنا:
و سم
or & 3 1 4 روه و ۶ 7
فلا تبِعَد فكل فتى أناس سَيُصْبحٌ سَالِكا تلك السّبیلا" .
وكما في قوله: «عن أبي عمرو بن العلاء» قال كعب بن زهير:
Te r NN 5 سا (DF sgl ls fr
نسعى الوشاة جنابَيها وقيلهم : إنك يَابِنَ أبي سَلمَى لمَقتول
قال ° : سمعت أبا عمرو بن العلاء يقول : معناها : ويقولون. وكذا
كل شيء من هذا المنصوب كان في موضع «فَعْل) أو «يمعل» كقولك :
صبراً ومهلا وحلا ؛ أي : اصبرء وامهلء وتحلل)”*.
ويروي أبو عبيدة عن أبي عمرو بن العلاء مرسلا كما في قوله:
«كقول كعب:
تسعى الوشاة جَنَابِيِهًا وقيلهم: إِنَك يَابِنَ أبي سُلمَى لَمَفْتُولَ(؛)
ويقولون»”". وقد تأثر أبو عبيدة بشيخه أبي عمرو فى منهجه وسعة
.١176 وأبو عبيدة لنهاد الموسى "۲١/١ البيان والتبيين )١(
(۲) لم أعثر عليه. (۳) مجاز القرآن ."١947/١
)٤( انظر: ديوانه 484. )٥( القائل أبو عبيدة.
(5) مجاز القرآن ۱۲۲/۱ - ۱۲۳. (۷) المصدر السابق .۲۷۳/١
مصادر الشعر المحنج به ]مب ١
المازنى عن أبى عبيدة أنه قال: سمعت أبا عمرو بن العلاء يقرأ: لو
شِنْتَ لَتَّمَدْتَ َه اجا [الكهف: 0507 وأَنّهُ سأل أبا عمرو عن وجه هذه
القراءة فقال: هي لغة فصيحة. . . واستشهد لها بقولٍ الممَرّف العيد ئ :
مد نخدت رِجْلِي إلى جنب غَرْزْمًا نبا كَأفُحُوصِ القَطَاةٍ المُطَرَقٍ!")
ومن أدلة تأثره بشيخه ما يرويه عند تفسيره لقوله تعالى: قم
سروك [الحجر: 54] حيث قال: قوم يكسرون النونَ» وكان أبو عمرو
يَفتحها. ثم أورد احتجاج أبي عمرو لقراءته بشواهد من الشعرء
وتخريجها تخريج النحويين”". وقد أخذ عنه القرآن والشعر حتى أنفد ما
عنده أو كاد وهو شيخ أبي عبيلة الأول.
١ - كما يروي أبو عبيدة عن بعض قبائل العرب بصيغة مبهمة» كما
في قو اسَمعتٌ مَنْ ينشد بيت ربق بدت هِفان» من بني سعد بن
ضُبَيعةَ رهط الأعشى :
سر © ا
لا يَبَعَدنْ قومي الذين هم سم الداوآفة الجُزر
التَازْليِنَ بكلَّمُعتركِ والطيبيِّنَ معاقدالأٌ9)
فيخرجون البيت الثاني من الرفع إلى النصب» ومنهم من يرفعه على
موالاة أوله في موضع الرفع)'*'
۳ - يقول أبو عبيدة: «وأنشدني أبو عمرو الهذلي”'' لساعدة بن
)١( هو شأس بن نهار بن الأسود العبدي» شاعر جاهلي قديم» عده ابن سلام من طبقة
شعراء البحرين. انظر : طبقات فحول الشعراء /١ 2707/5 الشعر والشعراء .7١80/١
(۲) انظر: مجالس العلماء للزجاجى .۳٣۳
(۳) انظر: مجاز القرآن ٠٠۲/١ 0۲/۱ ۷“ أخبار النحويين البصريين 77.
(5) انظر: ديوانها ۲۹. )٥( مجاز القرآن /١ 56.
(0) هو أبو عمرو الهذلي» أحد الأعراب الذين سمع منهم أبو عبيدة» وقد سمعه يقول في
كلامه: «أكلوني البراغيث». وهي مسألة مشهورة عند النحويين. انظر: مجاز القرآن
T/۲ 1/١
£“ الشامر (الشعري في تفسير القرآن الكريم
جَوَية الهذل "»'.
وقد اتسعت رواية أبي عبيدة للشعر حتى استوعب الشعر العربي
المروي أو کاد» وأصبح مصدراً من مصادر الشعر عند العلماء» فروى
طرائف الشعر وغرائبه' ''» وروى شعر المغمورين واللصوص”“» إلى
جانب مألوف الشعر ومعروفه وشوارده*2)
وبلغ من استقصائه لرواية الشعرء أنه أصبح يطلق أحكاماً واثقة
على الشعر تدل على تبحره في معرفته وحفظهء > كقوله في تفسير التَّمَتْ :
ولم يجى فيه شعرٌ يُحتَج به»". وهذا الحرص على الاستيعاب لرواية
الشعر عنده تفسر لنا روايته لقصائد لم يعرفها الأصمعي”"'. ولم يروها
شيخه أبو عمرو بن م العلا“ وروايته لدواوين شعراء توزعتهم أهواء
الأمصار المختلفة» وقد كان يحرص على الإحاطة بالشعر النادر
الطريف» والمصون الغريب؛ إذ يرى أن الشائع المبذول قريب متيسر لا
يجدي إتعاب النفس في حفظه وروايته”*'. وقد أثرت هذه الرواية الواسعة
في تفسيره للقرآن الكريم» فقد سلك في كتابه المجاز مسلكاً لغوياً في
التفسير» وهو يعد أول كتاب في التفسير اللغوي» وقد أكثر فيه من
الاستشهاد بالشواهد الشعرية على التفسير حيث بلغت شواهده (407)
شاهداًء ولعل سبقه لهذا المنهج يفسرٌ ما قام حول تأليفه كتابه «مجاز
القرآن» من ضجة في زمنه» حيث يقول تلميذه أبو عمر الجرمي: «أتيت
أبا عبيدة بشيء منه - أي : كتاب المجاز فقلت له: عمن أخذت هذا يا
هذيل. انظر: ديوان الهذليين ”/ 2٠١5 شرح أشعار الهذليين ۳٣۳ ۔ 547 .١7379
(؟) مجاز القرآن ۲۹/۱. (۳) انظر: الموشح .١9
(5) انظر: البيان والتبيين 54/ 57. (0) انظر: الحيوان ۳/ .٤۷۷
(5) مجاز القران ۲/ ۷۳. (۷) انظر: ديوان زهير 6٠لا ۳۰۸.
(۸) انظر: ديوان زهير 5"54. (9) انظر: جمهرة أشعار العرب ۳۷.
مصادر الشعر المحتج به =0
أبا عبيدة؛ فإن هذا خلاف تفسير الفقهاء؟ يعني المفسرين فقال لي :
هذا تفسير الأعراب البوالين على أعقابهم. فإن شئت فخذه» وإن شئت
فذره)”''. ويقول الفراء لمن سأله عن كتاب أبي عبيدة : الو حول إلّ أبو
عبيدة لضربته عشرين في كتاب المجاز“. وقد تتبع الدكتور نهاد
الموسى مصادر الرواية الشعرية عند أبي عبيدة» وذكر أنه قد التمس العلم
في دوائره جميعاًء لدى الشيوخ» والأعراب» والمصادر الخاصة من
الرواة والكتب» وأنه كان يعرف ما تمتاز به كل دائرة» فيطلب عندها من
العلم ما هي عليه أقوم» وما هي به أبصر' ".
مصادر الفراء في «معاني القرآن»:
وأما يحيى بن زياد الفراء فيمكن تفصيل مصادره كالتالي :
١ - يروي كثيراً عن شيخه الكسائي» وهو من كبار علماء الكوفة
وثقاتهم كما تجد كثيراً قوله: «أنشدني الكسائي»”*'» «وأنشدني
الكسائي في بعض البيوت»””'.
١ - كما يروي الفراء عن المفضل الضبي» وهو من أوثق رواة الكوفة
للشعر» كما في قوله: «وأنشدني المفضل»”.
٣ - ويروي عن يونس بن حبيب كما في قوله: «وأنشدني يونس - يعني
النحوي البصري عن العرب قول الأعشى""'. كما يروي عن
القاسم بن معن: «وأنشدني القاسم بن معن عن العرب)”.
٤ - كما تجد في كتبه كثيراً من أسماء الأعراب الرواة الذين أخذ
(1) طبقات النحويين واللغويين 177.
(۲) انظر: نزهة الألباء ۸۷.
(۳) انظر: أبو عبيدة معمر بن المثنى لنهاد الموسى 177.
.55؟/١ معانى القرآن ۱۲۸/۱ - ۱۲۹. (5) المصدر السابق )٤(
.١؟1//١ المصدر السابق )۷( .1۲ - 517/١ معانى القرآن 00
,.19- 58/1١ المصدر السابق (A)
عنهمء من أمثال أبي الجراح العقيلي”'» وأبي القمقام
الفقعسي”» وأبي ثروان”".
ه ويكتفي في ذكر المصدر أحياناً كثيرة بالإشارة إلى القبيلة كقوله:
«وأنشدنی بعض بنى أسد يصف فرسه)”*؟'» «وأنشدنى بعض بنى
فقفعس ) .
وأحياناً تتسع دائرة الإبهام فيقول: «وأنشدني بعض العرب»” أو :
(أنشدنى بعضهم»" . دون تحدید من من العرب أنشله.
مصادر ابن قتيبة:
وأما ابن قتيبة (5/ا١ه) فقد أكثر من الرواية عن شيخه أبى
حاتم السجستاني (00؟5ه”. كقوله: «وحدثني أبو حاتم السجستاني
عن الأصمعي أنه قال: سألت عيسى بن عمر عن قول أمية بن
أبى الصلت.. )لكي وقوله: «وأنشدنى السجستانى عن أبى
عبيدة)'' .,
مصادر الطبري في دفسدوه:
وأما الإمام الطبري فقد روى الشعر عن كثير من العلماء الرواة
كثعلب إمام الكوفيين في النحو"'''» غير أنه لم يصرح باسمه في تفسيره»
وهذا أمر مستغرب» وأخذ كذلك عن غيره كما فى قوله: «أنشدنى بعض
الرواة عن أبي عبيدة»”"''2.
)١( انظر: المصدر السابق .٤۲۷/١ (۲) انظر: معاني القرآن .470/١
(0) المصدر السابق .١ 71١7/١ (5) المصدر السابق ."۲/١
(۷) المصدر السابق .5١5/١
(۸) انظر: أبو حاتم السجستاني الراوية لسعيد الزبيدي 47 .٤0
(9) تأويل مشكل القرآن ”5 )9١( .٩٤ تأويل مشكل القرآن *1*7.
(١١)انظر: معجم الأدباء 5/ 165. )١١( تفسير الطبري (هجر) ۷۹/۲۳).
مصادر الشعر ا :
مصادرالشعرالسحتو ند(
مصادر الزأمخشري في تفسدره:
في حين لم يعتمد الزمخشري على الرواة» ولم يكن لذلك أثر في
تفسيره» إلا فى قوله: «وأنشدتنى بعض البدويات لبدوي :
م 1 م س 22 م م ص اس اس 0 2 7
عريض القفا ميزانه فى شماله قد انحَصّ من حَسُب القراربط شاريه)”'"'.
مصادر ابن عطية و القرطبي:
وأما ابن عطية والقرطبي فلم يكن لهذا المصدر وجود ولا أثر في
تفسيريهما؛ لتأخرهما إلى القرن السادس والسابع الهجريين.
ثانياً: العلماء المتقدمون:
وهم الذين صنفوا الكتب التي حفظت الكثير من أشعار العرب»
سواء أكانت هذه الكتب لغوية أم نحوية أم غيرهاء مثل الخليل بن
أحمد» وسيبويه» وأبي عبيدة معمر بن المثنى» والفراء» وأبي زيد
الأنصاري. وغيرهم .
وقد أولى العلماء عناية كبيرة لمصادر الشعر المحتج به في اللغة
والتفسير وغيرهاء ومن أهم مصادر الشعر المحتج به من هذه المصنفات›
والتي تشتمل على عدد كبير من الشواهد الشعرية في التفسير واللغة
وغيرها ما يأتي : ۰
- دواوين الشعراء :
وهي التي رويت عن الثقات» كديوان امرئ القيس» والأعشى›
والنابغة الذبيانى» فقد كانت مصدراً مهماً للمفسرين» استقوا منها
شواهدهم الشعرية.
- المفضليّات :
وهي مجموعة من قصائد الجاهلية وصدر الإسلام» اختارها
(1) البيت مجهول القائل› وانظر: الكشاف ۲۳۱/۱ ۔ .۲٣۲
-[158] الشاهر (لشري في تفسير القرآن الكريم
المفضل بن محمد الضبيٌ الكوفى (0ت58١ه)» وتشتمل على 7١5
قصيدة» وشعراؤها ٠٠١ شاعراًء ومن شعرهم أكثر شواهد العربية
والتفسير» في الغريب والبلاغة والنحو والتصريف”"' .
- الأصمعيات :
وهي مجموعة مختارة من شعر الجاهلية وصدر الإسلام. اختارها
عبد الملك بن قريب الأصمعي (ت7١7ه)ء وقد اشتملت الأصمعيات
وهی قصائد جیاد» وشواهدها کثیرة" .
- حماسةٌ أبي تمّام :
وهي مجموعة من شعر الجاهلية والإسلام وبعض المحدثين»
انتقاها واختارها أبو تمّام» ويستشهد المفسرون بكثير من شواهدها
وخاصة الزمخشري وابن عطية» والقرطبي. يقول البغداديُ واصفاً لديوان
الحماسة: «وهو مَجموعة من أشعار الجاهلية والإسلام انتقاها واختارها
أبو تَمّام حَبيبٌ بن أوس الطائي الشاعر المشهورء وقد وقعَ الإجماع من
النقاد على أنه لم يق في اختيار المُقطعاتٍ أَنْقَى مِمّا جَمّعه أبو تمام في
كتاب «الحماسة». . . وقد جرت عادة المصنفين إذا استشهدوا بشيء مِمَا
فيه أن يقولوا: قال الخماسئ› ونحوه» والمراد الشاعرٌ المذكور فى
كتاب «الحماسة»). تنويهاً برفعة ما فيه من الأشعارء فن جميع ما فيه مما
يصح به الاستشهادٌ)” ".
- دواوين القبائل كأشعار الهذليين :
وقل شرحها أبو سعيل السّكري» وهي الديوان الذي بقي مما جمعه
.۸ انظر: المفضليات 5. (؟) انظر: الأصمعيات )١(
مصادر الشعر المحتح به e
المتقدمون من شعر القبائل» ومعظم شواهد الهذليينَ في كتب التفسير في
: .)1(
وهذا المصدر من أهم المصادر التي اعتمد عليها ابن قتيبة في
«تأويل مشكل القرآن» و«غريب القرآن»» والطبري في تفسيره «جامع البيان
في تأويل آي القرآن»». كما في قول ابن قتيبة: «وأنشد الفراء»”"'» وقوله:
«وأنشد أبو عبيدة»7" .
وأما الإمام الطبري فيروي تلك المصنفات عن الرواة» في مثل
قوله: «أنشدني بعض الرواة عن أبي عبيدة»”*". ويقول: «وحُدّئتٌ عن
أبي عبيدة معمر بن المثنى أنه قال: سَمعتَ أبا عمرو يقول في بيت
زهير»””2. وقال في موضع آخر: «وقد ذُكِرَ أن أبا عمرو بن العلاء كان
ينشد بيت زھیں) ظ
وينقل عن الفراء» في مثل قوله: «وذكر الفراء أن بعض العرب
أنشده» وقوله: «وذكر الفراء أن العرب تقول... وأنشد في ذلك»” .
وكثيراً ما يستشهد الطبري بشعر الشاعر مباشرة دون أن يسنده لأحد
من الذين أخذ عنهم شعر هذا الشاعرء مثل قوله عند تفسيره لقوله تعالى :
#قَنَادوا لات جين منَاصٍ» [ص: ]: «وقوله: ##متاصٍ»: مَفْعَلَ مِن النُوْصِ»
والنَّوْصُ في كلام العرب: التأَخرُء والمَنَاصٌ: المَمَرّء ومنه قول امرئ
القيس :
.1/4 شرح شواهد الشافية 25١5 5/8١ انظر: مصادر الشعر الجاهلي )١(
(۲) تأويل مشكل القرآن ۲۱۳. (۳) غریب القرآن #الا. 57.
(:) تفسير الطبري (هجر) ۰٤۷۹/۲۳ تفسير الطبري (هجر) ٥۳۰/۲۱ ۔ .٥۳٦
.۱۷۲ - ۱۷۱/۲۰ تفسير الطبري (هجر) )٥(
(50) تفسير الطبري (شاكر) ٥٤٥0/١١ -055.
(۷) تفسير الطبري (هجر) .97/1١9
(۸) تفسير الطبري (هجر) 2500/77 وكلام الفراء في معاني القرآن ۳/ 2١ تفسير
الطبري (هجر) ۳۰۰/۱۸.
_( ۷ شار للشعري في تفسيرالقرآنالكريم
(MV, KROL. 5 رع 22 Ae. ° ١5
أَمِنْ ذكر سلمى إذ نأَنَّكَ توص فتقصر عنها خطوة أو تبوص
يقول: أو تَقَدَّمُ» يُقال من ذلك: نَاصَنِي فلان إذا ذَّمَبَ عَنكٌ»
اک
وبَاصَنِي إذا سَبَقَكَ». يما يدلنا على أنه كان يرجع إلى ديوان امرئ
القيس مكتوباً لديه» فقد كان ديوانه مدوناً في زمن الطبري"" .
ويروي عن أبي عمرو بن العلاء إرسالاً”*'. وعن المفضل
ذلك . وقد يبهم المصدر أحياناً كما في قوله: «وذكر بعضهم سماعاً
من العرب»» وهذا الذي أبهمه بقوله: بعضهم هو الفراء» وكلامه هذا
في معاني القرآن”" .
ثالثاً: المفسرون الأوائل الذين أخذوا عن العلماءء وعن الكتب:
وهؤلاء من أمثال ابن قتيبة والطبريٌ» في بعض المواضع من
كتبهم» وإن كانوا قد اعتمدوا على المصنفات المتقدمة في هذا الباب.
وهذا المصدر من المصادر المهمة التى اعتمد عليها متأخرو المفسرين
وخاصة مفسرو القرن الخامس ومن بعدهم» فقد اعتمدوا على ما دونه
الطبري وأبو عبيدة والفراء اعتماداً كلياً» حتى إنك لا تكاد تجد جديداً
وإن وجدت لم تجد قاعدة جديدة بنيت عليه» وإنما هي شواهد داعمة
للشواهد المعروفة.
وهذا المصدر يتجلى في تفسير «الكشاف» للزمخشري (578ه)ء
و«المحرر الوجيز» لابن عطية (551ه). و«الجامع لأحكام القرآن)
للقرطبي (الاكه).
في هذه الكتب اعتمد المصنفون تماماً على المصنفات» ولا سيما
(۱) انظر: ديوانه ۱۷۷. (۲) تفسير الطبري (هجر) ۱۲/۲۰.
(۳) انظر: مصادر الشعر الجاهلى 586 -6075.
() انظر: تفسير الطبري (شاكر) .57١/17 (0) انظر: المصدرالسابق ۲۲۲/۱۲.
(5) تفسير الطبري (هجر) .٤١/۱۸ 0 ۹/۲
مصادر الشعرا لمحتج
«مجاز القرآن» لأبى عبيدة (أاأكمهم/ل و(امعانى القرآن» للفراء (لاه (a
وتفسير الطبري (١٠١"ه)ء و«الكتاب») لسيبويه (١۸١ه).
الزمخشري في «الكشاف»:
ينقل الزمخشري كثيراً عن أبي عبيدة من كتاب المجازء مثل: «قال
أبو عبيدة: قلت لرؤبة في قوله:
فيها خُطوطٌ مِنْ بَيَاضِ وَبَلّنْ 2 كأْنَّهُ في الجلدتوليعٌ البَهَنْ0'
إن أردت الخطوط فقل: كأنهاء وإن أردت السواد والبلق فقل :
كأنهما. فقال: أردت كأن ذاك ويلك» "وهذا النص في كتاب أبي
8
عبيدة! .
وكثيراً ما ينقل مِنْ ديوان الحَمَاسة الذي صنعه أبو تَمَامء وهو
مختارات من الشعر العربي» قسمها أبو تمام بحسب موضوعاتهاء وصدرها
يو >
[الشعراء: .]٠٠١ . . قيل: أخوهم لأنه كان منهم» من قول العرب: يا أخا بني
نمیم › يريدولت: با واحداً منهم . ومنه بيت الحماسة :
لا يَسْأَلُونَ أَحَاهُمْ جِيْنَ يَنْدْبُهُمْ في النَاْبَاتِ عَلى ما قال برمًاا“.
00
كما ينقل من كتاب سيبويه» كما فى قوله: «آنشد سيبويه») '.
الظفر والغلبة» نداولها: نصرفها بين الناس» نديل تارة لهؤلاءء وتارة
.١15/5 ٤۷١ .١595/١ (؟) الكشاف .١٠١5 انظر: ديوانه )١(
(۳) انظر: مجاز القرآن .54/١ ۱۲۳/۲.
(5) البيت لقرَيط بن أنيف العنبريٌ» وهو شاعر إسلامي قليل الأخبار كما في خزانة الأدب ۷/
١ والبيت من أبيات قصيدة أوردها أبو تمام في أول الحماسة كما في شرح ديوان
حماسة أبي تمام المنسوب للمعري »57/١ شرح ديوان الحماسة للمرزوقي ۲۹/۱.
.۳۱٦/۳ 20١9 2.1١/١ الكشاف ۰۳۲۳/۳ وانظر: الكشاف )٥(
(5) الكشاف 28/7 وانظر: الكشاف .150/١
لهؤلاء» كقوله: وهو من أبيات الكتاب)'
ورجع للكامل للمبرد في قوله: «وقد عثرت على بيتٍ أنشده المبرد
في كتاب «الكامل» لبعض الأعراب:
رابت رُؤياثمَعَبَوْنُهَا وكنث للأحلام عبّارا7)0".
وهذا النض منقول من «الكامل» ضمن قصة يقول فيها: «وحدثني
بعض أصحابنا أن رجلاً من الأعارب تقدم إلى سّوَّارٍ - وهو القاضي
سَوَّارٌ بن عبد الله - في أمرٍ فلم يصادف عنده ما يُحبّء فاجتهد فلم يظفر
بحاجته » قال : فقال ٠ الأعرابي وفي بذه عصاً :
الي أغبطفي ليك ٠ كَلبَا كا الكلَيُ سَوَارا
00 ل (DY
ثم انحنى على سَّوَارٍ بالعصا حتى مع
كما ينقل الزمخشري كذلك عن الفراء كثيراًء كما فى قوله:
اڪ بے لكت وا [الفرقان: ۷[ ٠ وأجاز الفراء أن ؛ كود
كقرله: ٠
° الشرت يْرَ أَنْ تَطَقَتْ!4)
((
وهو من جهه الإعراب د بأس به) . وهذا الشاهد منقول عن
كتاب الفراء“ .
."45 /١ وقد احتج بالشاهد هنا على غير الوجه الذي أورده له سيبويه ٤۱۹/۱ الكشاف )١(
.٥٦۳ - ٥٦۲/۲ الكامل للمبَرْد )۳( .٤۷٤/۲ الكشاف )۲(
صدر بيت لأبى قيس بن الأسلت الأنصاري» وعجزه: )٤(
حمامةٌ في سحوق ذات أوقال 00000000 e.
.۲۹۸ وشرح أبيات معاني القرآن للدكتور ناصر حسين علي ۰۸٩ انظر: ديوانه
.۳۸۳ /١ الكشاف ۲۹۳/۳. (5) انظر: معاني القرآن )0(
مصادر الشعرا
ماود شمر لمحا ف ل٣
اين عطدة في «المحرّر الوجدز»:
ذكر ابن عطية في فهرسة شيوخهء الذي ذكر فيه من تلقى عنهم من
الشيوخ رواية أو إجازة» والمصنفات التي أخذها عنهم» فذكر أنه أخذ
كتاب سيبويه» وديوان الحماسة لأبي تمام» ومختصر تفسير الطبري.
ولذلك فان شواهد ابن عطية لا تكاد تحرج عن شواهد هذه
المصنفات'.
وهو يسند الشاهد أحياناً للعلماء الرواة كابن الأعرابي» كما في
قوله: «وأنشد ابن الأعرابي
نيکل تاب ومول یلا حتى يفول مَل راه إِذْرَاة
يَا وَيْحَهُ مِنْ جَمَل مَا ما اشقا: ^ .
وربما يكون نقل هذه الأبيات عن كتب أبي الفتح ابن جني فقد
رواها بسنده عن ابن الأعرابى” “. حيث إن من مصادره كتب ابن جني
كما سيأتى .
ويرجع كثيراً لأبي عبيذلة » كمأ في فوله: «و لوگ 4 [الأنعام: 4
معئاه : أعطيناكم» وکان أبو عمرو بن العلاء ينشد بيت زهير:
1 1 وهم 9س > واه هو و 20 ري ا( (
هنالك إن يستخولوا المال بخولوا إن : لوا يعطواوإن ببسروايغلوا 4
وهذه الآبيات منقولة من (مجاز القرآن»» قفد رواها أبو عبيدلة عن
أبي عمرو بن العلة 070
وعلل تفسير قوله تعالى : ولا السا اسان [الفاتحة: ۷]» وهو يتحدث
.١15١ 01۸ 1١١5 31١80 ۱۱۴ ۱۰١١ انظر: فهرس ابن عطية )١(
(۲) هذا الرجز نسبه ابن جني لدم بو زُغَيب ) كما في لسان العرب 7940/5 (دلم)» وهو
في الخصائص 0١ من غير نسبة عن ابن الأعرابى
101/۳ ۲٦۷/۱ الخصائص (0١ .١۷۷/١ المحرر الوجيز )۳(
.۲۷۳ ديوان زهير ۲١ء وانظر: شرح ما يقع فيه التصحيف والتحريف )٥(
(0) المحرر الوجيز .١١7/5 (۷) مجاز القرآن ۱۸۸/۲.
_( ي الشاضر (الشعري في تفسير القرآن الكريم
عن قراءة من قرأ (الضألين)' نقل ابن عطية عن ابن جنى فقال: «قال
أبو الفتح: وعلى هذه اللغة قول كُثيّر :
إذا ما العوالي بالعَبيط احْمَأرَتٍ”"
وقول الآخ :
وللأرض أمّا سُودُها فَمَجِلَلَتْ © بَيَاضَاً وما بيْضْهَا فادها ).
وهذا النقل من كتاب الخصائص لابن جني مع تصرف قليل”''.
وينقل دون سند عن كبار العلماء الرواة كأبى زيد الأنصاري فى
مثل قوله: «وأنشد أبو زيد»”". كما ينقل عن المقتضب للمبرد كما فى
قوله: «وذهب المبرد في باب التعجب من «المقتضب» إلى أن هذه الي
تقرير واستفهام لا تعجب» وأن لفظة «١ أُصْبرً) بمعنى اضطر وحبس» كما
تقول: أَصْبَرْتٌ رَيدَاً على القتل. . . قال: ومثله قول الشاى “:
فُلسَّلَهَاأَصْبِرْمَادَائِباً: مال ِسْطَام بن قيس قلي 90090
257/١ هذه قراءة أيوب السختياني كما في إعراب القراءات السبع لابن خالويه )١(
.512/١ والمحتسب لابن جني
(۲) البيت منسوب لكثير كما في الخصائص ۱٤۸/۳ ولم أجده في ديوانه» ولم ترد هذه
اللفظة إلا في بيت آخر من قصيدة أخرى» يمدح فيه بشر بن مروان» هو:
وأنت ابنّ لَيْلَى خَيرٌ قَومك مَشْهّداً إِذامَااحْمَارتْ بالعَبيط العَوَّامِلُ
انظر: ديوانه ٠٠١٤١ وانظر: حاشية محقق الخصائص ١١67/7” رقم .)١7(
(۳) هو كثير عزة. )٤( انظر: ديوانه 08.
(5) المحرر الوجيز 88/١ - ۹٩۰۸ء 18/6.
(5) انظر: الخصائص لابن جني .۱٤۸/۳ (۷) المحرر الوجيز 1۲/۸.
(۸) هو الحطيئة.
(9) رواية الديوان:
قلتُ لَهَاأَصْبِورْها صَاوقاً | وَيْحَك أَمْقَالُ طَريف قَليِلٌ
ومعنى أَصْبِرُهَا: أي: أحلف لها يَمِينَ صَبْر؛ أي: يَمِينَ حَبْسء يُحبس على اليمين
حتى يحلف . انظر: ديوانه ۲۹۷.
(١٠)المحرر الوجيز ”/ 05.
مصادر الشعر المحتج به |۷۰ —
وهذا النص في كتاب «المقتضب)"'» غير أنه لا يكتفى بالنقل
هناء بل يتعقب المبرد في روايته للشاهد فيقول : «الضبط عند المبرد بضم
الهمزة وكسر الباء - أَصْبِرُهًا . ورد عليه في ذلك؛ فإنه لا يعرف في
اللغة (أُضصْيرًا بمعنى «صَبْرَاء وإنما البيت أَصْيُهًا بفتح الهمزة وضم الباء.
ماضيه «صَبَرَاء ومنه المصبورة. وإنما يرد قول أبى العباس - أي: المبرد -
على معنى: أجعلها ذات صبر»'. ۰
وينقل ابن عطية عن أبي علي الفارسي كما في قوله: «ويظهر من
كلام أبي علي الفارسي في بعض تعاليقه أن الجن يدخلون في لفظة
الاس وأنشد على ذلك :
فقلتٌ: إلى الطعام. فَقال منهم : نامث يحسد الانسَ الطعام0)!* .
وينقل عن الطبري كما في قوله: «وأنشد الطبري : )
فَإِنْ كنت سِيدنَاسدتتا ون كدت لِلخَالٍ قاذمب قحل“ .
وينقل عن ابن الأنباري كما في قوله: «حكاه عنه ابن الأنباري
وأنشد» .
وابن عطية يعتمد في أحيان كثيرة على شرح الفراء والطبري وأبي
عبيدة للشاهد الشعري ويوافقهم غالبا ويخالفهم أحيان”" . ظ
«وقال أحمد بن يحيى ثعلب: عابد كشارف وشَّرّف» ومنه قول القينة:
.66 655/7” المقتضب 1854/5. (۲) المحرر الوجيز )١(
(۳) البيتٌ لشّمِر بن الحارث الضبي كما في شرح شواهد الإيضاح لابن بري ۲۷۸.
YVAN AY YN العف oYY* ١ /: : المحرر الوجيز ع/ 10۲« وانظر (€)
(5) الشاهد للعبدي أنس بن مساحق كما في مجاز القرآن ١ء“ وفي حماسة أبي تمام
0١ منسوب لرجل من نبهان هو حريث بن عناب بن مطر.
(5) المحرر الوجيز ۰۱۱۳/٤ وانظر: المحرر الوجير 2.95/0 ١8/5 ۷۹ ۱۸/۷
1/۷ 115/8.
(۷) المصدر السابق .٠١١/١۴۳ (۸) المحرر الوجيز ۲۳٣/۳ ۷/ ۸۰.
۱۷٦ الشاهر (الشعري في تفسير القرآن الكريم
و اج اس 2
ألايَاحَمْرَ لِلشَرف النرَاءِ وهُيَمَعَفَلاتٌ بالفىًاء“
وقال أبو الحسن الأخفش : هو جمع اعَبِيْدِ)) وأنشد:
أنسب العسبد إلى آبائه أسود الحلدة ومن فوم عبد 3
وينقل كثيراً عن سيبويه”" 5 وعن الفراء والكسائي كما في قوله:
«وقال الفراء والكسائي : هو مجزوم على الدعاء . ومنه قول الشاعر:
وا ه ۳ 9 عو )4(
فلا يّنبسط مِنْ بين عينيك ماانزوى ولاتلقني إلا وأنْقُك رَاغم) .
وربما نبة ابن عطية إلى أن الذي نقل منه قد نقل عن غيره كما في
قوله تعقيباً على نقلٍ للزجاج عند تفسير قوله تعالى: إن الذي ءامنا
وار كان راون تاشلا الجر وَل اترڪ رك لله يتفي[
هم يوم الْقِيمَةٍ إن ا له عن كل م شیو شید 400 [الحج: 17]: (وخبر
5 قوله 0 لل د فصا ل ت4 شم دخلت «أن» على الجزء
مؤكدة». وحسن ذلك لطول الكلام» فهي وما بعدها حبر «إِنَ» الأولى.
وقرن الزجاج هذه الآية بقول الشاعر””':
إو الخليفة |إنَ اللَةسَرْبَلَهُ سربال مُلِكِ به ترجى الخَواتيم ٠
ثم تعقبه بقوله عن الزجاج: «نقله من الطبري»". وهذا الشاهد
ذكره الطبري عند هذه الآية فى تفسيره”” .
وينقل عن تفسير الثعلبي كما في قوله: «وأنشد الثعلبي :
)١( البيت لقينة غير مَسماة ضمن أبيات أخرى في «تاج الحروس ه/ 40 ا(شرف)ء
والشارف من النوق المُسِنَةٌ الْهَرِمَةٌ والجمع شُوَارِفٌ شرف گکتّب» وشَرّف مثل
رگع. وقيل : شرف مل ازل وَبْوْلِ. انظر: تاج العروس ١55/5 (شرف).
(۲) المحرر الوجيز .٠٤١/١
(۳) المحرر الوجيز 285/5 248/٠١ 1۷/۲.
)٤( المصدر السابق /٩ 86. (0) هو جرير بن عطية.
(5) ديوانه ”7/7 1۷۲. (0) المحرر الوجيز .۱۸١/١١
(۸) تفسير الطبري (هجر) .4585/١7
مصادر الشعر المحتج به ] VV
fe 0 1 7 7م ٠ 20041
أ ب اكلام فلم تطخ فأخطا الجوابَ لدى المفصل
؛ أَصَابٌ مُعَذَّى صاب د - يو يَصوبُ»'.
كما ينقل عن الزجاج» كما في قوله: «وأنشد الزجاح :
أبيضٌ لا برهت الهزال ولا بقطع رخماً ولا يحون إلا“ .
وربّما جَمعَ المصادر فأحال على أكثر من مصدر كما في قوله:
«قال أبو عبيذة وتابعه القت ”° وعيره: اير جول) . فى هذه الآية بمعنی
إذا 7 از ١ لم يرج لی وخالفها في بي بَيتِ نوب عَواسل””') 202
القرطبي في «الجامع لأحكام القرآن»:
وأما القرطبي فإنه ينقل كثيراً عن أبي عبيدة والفراء والطبري
وسيبويه وغيرهم. فمن ذلك قوله : (وأنشد ابن الأعرابى :
حم لايُحَلٌ الدهرّ إلا بإذنتا ولانسأل الأقوام عه المياثق *.
وقوله: «(وقفيل تسبيحهم رفع الصوت بالذكره قاله المفضل ›
واستشهد بقول جرير:
)١( لم أهتد إلى قائله.
(۲) المحرر الوجيز /٠١ ١٠ء الكشف والبيان للثعلبى /١ ۱۸۷.
(۳) البيت للأعشى كما في ديوانه ۲۷۸. ۰
(5) المحرر الوجيز ا/ 47. (0) هو ابن قتيبة.
(0) انظر: ديوانه ۰۲۰۱ مجاز القران /١ »> والشاهد من شواهد المفسرين ¿ المشهورة»
وهو في وصفب رجل حاذق يتدلى إلى عسل محفوظ في مُكمنه في حال غياب التّحل
العاملات عنه» ولا يخشى لسع النحل» لنفاسة العسل» ولذته. انظر: ديوان الهذليين
١ ,+ والرواية الأخرى «عوامل» بدل «عواسل».
(۷) المحرر الوجيز .٠١/۹
(۸) البيت لعياض بن درة الطائی كما فى نوادر أبى زيد 10.
٠ 2.31١ /١ الجامع لأحكام القرآن )9(
۷۸ الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
قبح الإلهُ وجو تغلب كُلَّمَا شبح الحَجِبْحُ وكبّرُوا لال"
وقوله ينقل كلاماً لأبي عمرو الشيباني من كتابه «الجيم» دون إشارة
للمصدر: الورجل مَيمُم يظفر بكل ما يطلب» عن الشيباني» وأنشد:
ِنَا وَجَوَِا أعصرّ بن سَعْدِ ممم البيتٍ رفي المَجْدا"“
كما ينقل عن سيبويه كما فى قوله: «وحكى الكساتى والفراء:
«أنلْزِمْحمُوَهًا» بإسكان الميم الأولى تخفيفاً وقد أجاز مثل هذا سيبويه »
وأنشد :
فاليومَ أشرث قَيْرَ مُستحقب ْمَأ من الله ولاواغل“.
وهذا من شواهد سيبويه”" .
كما ينقل القرطبي عن الأصمعي كما في قوله: «قال الأصمعيٌ :
وسَمعتَ ابن أبي طرفة - وكا مِنْ أفصح مَنْ رأيتُ - يقولٌ: سمعت
شِيحَائَنَا يقولون: لقيتٌ مِنْ فلانٍ عرق القِرْبَةه يعنون الشدةً وأنشدني
لابن الأخمر:
ليست بمشتمة تُعَدُ وعفوُها2 عرق السّقَاءِ على العو اللَّاغِب0)
قال أبو عبيد: أراد أنه يسمع الكلمة تغيظه وليست بشتم فيؤاخذ
صاحبها بهاء وقد أبلغت إليه كعرق القربة» فقال: كعرق السقا لما لم
يمكنه الشعر. ثم قال: على القعود اللاغب» وكان معناه أن تعلق القربة
على القعود في أسقاره: وهذا المعنى شبيه بما كان الفراء يحكيه» زعم
أنهم في المفاوز في أسفارهم يتزودون الماء فيعلقونه على الإبل
.٠۹۰ /١ الجامع لأحكام القرآن )۲( .07/١ ديوانه )١(
.7717/* البيت غير منسوب كما في الجيم لأبي عمرو الشيباني )۳(
.16١/ الجامع لأحكام القرآن )٤(
(5) البيت لامرئ القيس كما في ديوانه .١77
(5) المصدر السابق 19/0. (۷) الكتاب .5١5/5
(۸) البيت في لسان العرب 9/ 170. ظ
مصادر الشعر المحتج به _ ويا
يتناوبونه» فكان في ذلك تعب ومشقة على الظهرء وكان الفراء يجعل هذا
التفسير في علق القربة باللام»” '.
كما ينقل القرطبي عن أبي عُبَيدٍ القاسم بن سلام كما في قوله:
«قال أبو عبد" : وأنشدّني أعرابينٌ مِن بني أسد:
وقلنَ لَه جد بتبلى فَأسْحدا0"
يعني البعيرٌ إِذَا طَأَطَاً رَأَسَهُ”؟». وهذا منقول من كتاب «الغريب
المصنف» لأبي عبید .
وينقل القرطبي عن الفراء» من «معاني القرآن»» وغيره من كتب
الفراء» مثل كتاب «المصادر»” .
فمن ذلك قوله: «قال الفراء: سَّمعت بعض العرب يقول: كان مره
وهو ينفع النامنَ أحسَابهم» وأنشدني بعض العرب:
فالغ أبا يحيى إذامًا لقيتَهُ على العِيّْس في أَبَاطِهًا عرق يَبْسُ
أن السّلامي الذي بضَريَةٍ اير الى فد باع َو بي عَبْس
بثشوب ودينار وشاة ودرهم هل هو مَرْفُوعٌ بَا ها هُنَارَ راس د
وهذه الأبيات في «معاني القرآن»^
كما ينقل القرطبي من تفسير الطبري كقوله: «وأنشد الطبري في
.55 7/7 الجامع لأحكام القرآن )١(
(6) في الجامع لأحكام القرآن: «أبي عبيدة». وهو خطأ صوابه ما ذكرت.
(۳) البيت في الغريب المصنف لأبي عبيد .0178/١
(4) الجامع لأحكام القرآن 27٠١/١ وانظر .1١8/5
.OVA/1 (0) (5) الجامع لأحكام القرآن 757/5.
(۷) الجامع لأحكام القرآن .01١/١
(۸) انظر: معاني القرآن ۰٠۲/۱ ۱۲۱/۲ ولم أعثر على قائل هذه الأبيات.
3م _(الشاهمر الشعري في تفسير القرآن الكريم
ذلك“ . كما ينقل عن ثعلب كما في قوله: «وأنشد ثعلب)”" .
وينقل أحياناً على ندرة عن بعض كتب النحويين كما نقل عن كتاب
لابن الدهان قوله: «قال ابن الدّهانٍ أبو محمد سعيد بن مبارك : والكوفئٌ
جير عطفت الظاهر على المَجرور ولا يمنع منه» ومنه قوله :
بك هبي أومْصدرٍ مِنْحْمْرٍ الجلّةِجَأَبِ حَشْوَرِ)".
كما ينقل عن يعقوب بن السكيت كما فى قوله: «واللیوس كَل مَا
يُلَبْسُء وأنشد ابن السكيت: ظ
م cr Seo ويم (7r نت رو (Orr
البَسن لكل حَالةلبُوسَّهَا إماتييمَهاوإمًابُوسها .
كما ينقل القرطبي عن المفسرين المتأخرين كالزمخشري» فقد نقل
ب
ص
وغيرهماء وتعطمًَاً وشّفقة» وأنشد سيبويه :
فقالث: حَتَان مَا اتی بک ماهتا أَدُونسَبء آم أنتَ بالحيّ عار“ .
وهذا الشاهد في الكشاف عند تفسير قوله تعالى: واا من د
[مريم: "١۳ » والزمخشري نقله عن سيبويه مع اختلاف موضع الشاهد
سنھما“ .
ويقول القرطبي : «قال الجوهري: نشد أبو عبید :
من اللُوَاتِي والَيِي واللاتِ رَعَمْنَ َنْ قَدْ كبرت لداری“ )7 .
.5١97/5 المصدر السابق )۲( .١١١/5 الجامع لأحكام القرآن )١(
() المصدر السابق 6/ 6.
(:) الجامع لأحكام القرآن 7/5 5١5ء وانظر .٠١۷/١
(0) البيت لمنذر بن درهم الكلبي كما في خزانة الأدب .١١7/7
(5) الجامع لأحكام القرآن 5/ .5١ (۷) انظر: الكشاف 8/7.
(۸) انظر: الكتاب ۳۲۰/۱ .۳٤۹
(9) هذا الرجز من غير نسبة فى الشعر والشعراء 288/١ وخزانة الأدب .٠١٤١ 248١/5
)٠١( الجامع لأحكام القرآن 8/ 50.
مصادد !لت ۱ لمحتج
وهذا النص منقول عن «الصحاح» للجوهري”"'' .
وينقل عن أبي بكر بن الأنباري في قوله: «قلت أي: القرطبي :
قد ذكر أبو بكر الأنباريّ في كتاب «الزاهر» له لما تكلم عل معني ال
قول الشاعر ۳
َْمَبْنَ في نَجْدٍ وغوراً غائرا فواسقاً عن قصدها جوا را" .
وهذا النص في كتاب أبي بكر بن الأنباري المشار إليه” .
وينقل قول الخليل بن أحمد في قوله: «وأنشد الخليل :
يَمَمْتْهُ الرمح شَرْرَاً نُمَ قلت لة: مذي البَسَالة لا لْعْبُ الرّحَالِيقٍ
قال الخليل: من قال فى هذا البيت: أَمَمْتُهَ فقد أخطأ؛ لأنه قال:
شزراً. ولا يكون السّرْرُ إلا من ناحية» ولم يقصد أمامه» .
ويعتمد في مواضع على شرح الطبري للشاهد الشعري» كما في
قوله: «وأما قول الشاعر:
00000000 إلى على الحساب مُقيث"
فقال فيه الطبري: (إِنَهُ من غير هذا المعنى المُتقدّم» وإنه بمعنى
المَوقوف)” . وهذا الشاهد في تفسير الطبري» وكلام الطبري بتمامه:
«وأما المُقيتُ في بيت اليهوديّ - هو السموأل - الذي يقول فيه :
لَيْتَ شِغري وأَشْعْرَ شرن دما فَرَمْومَامَطَويَة ودُيعيتٌ
أب القضل آم علي إِذَا حُوْ سِبْتُ إِنَيْ على الحِسَاب مُقِيْتُ
فإن معئاه: فإنى على الحساب موقوف› وهو من عير هذا
)١( انظر: 7417/84/5. (۲) هو رؤية بن العجاج.
(؟) انظر: ديوانه »15٠ الزاهر لابن الأنباري .١7١/١
.۷٤/١ وانظر: ء٠۱۷١ /١ الجامع لأحكام القرآن )٤(
(4) انظر: الزاهر .١١١ /١ (5) الجامع لأحكام القرآن ۳/ .١6١
(۷) للسموأل بن عادياء كما في ديوانه ۸۱. (48) المصدر السابق ۱۹۱/۳.
[ ۸۳ الش فر الشعري في تفسير القرآن الكريم
المعنى»"''. وأظن الطبري قد نقل هذه الأبيات عن أبي عبيدة".
ويقول القرطبي: «قال ابن الشجري هبة الله بن علي : ومن
الحرب مَن يأتي بالجامع بلفظ الواحدٍء كما قال : 1
وَإِنَّ الذي حَانَتْ بِقَلجٍ دِمَاؤّهُمُ 2 هم الل الوم محال ال
وهذا النص منقول من «أمالي ابن الشجري»”"
وينقل القرطبي عن الجوهري كما في قوله: «قال رؤبة :
لواو جوج ومَأْججوجَ معا ععَادَعَادٍواستَجَاشُواتُيّئ00
ذكره الجوهري» . وهو في الصحاح للجوهري كما ذكر””'".
وربما نقل الكلام متفرقاًء ثم أحال على عدة مصادر كما في قوله:
(أن العرب استعملت «لعل» مجردة من الشك بمعنى لام كي» فالمعنى :
لتعقلوا ولتذكروا ولتتقواء وعلى ذلك يدل قول الشاعر:
س و 3 0 م
وقُلْثُمْ لَنَا كُفوا الحُرُوتٍ لَعَلَنَا ١: نكف وَوَنْفْمُم ناكل مو يق
لا كمَفْنَا الحَوْبَ كَانَتْ عُهُودْكُمْ كلمع سراب في القلا متأو"
المعنى : كفوا الحروب لتك ولو كانت «لعل» هنا شكاً لم يوثقوا
(۱) تفسير الطبري ۲۷۳/۷. (۲) انظر: مجاز القرآن ۱/ .٠۳١
(9) هو هبة الله بن علي بن محمد بن حمزة الحسني العلوي» ولد ببغداد سنة ١٥٤ه
وتوفي سنة 047هء لغوي نحوي» يعرف بابن الشجري» واختلف في نسبته هذه» من
مؤلفاته الأمالي في اللغة والنحو. انظر: نزهة الألباء ٠٤٠٤ إنباه الرواة .٠٠٦/۳
)٤( هو الأشهب بن رميلة.
.77١ انظر: ديوانه ضمن كتاب (شعراء أمويون) )٥(
(7) الجامع لأحكام القرآن .٠٤۸/١ (۷) انظر: أمالي ابن الشجري .٥۷/۳
(۸) انظر: ديوانه ؟4. (9) الجامع لأحكام القرآن /١ ۳۸.
0)انظر: الصحاح ه/ 6 .١
(0 0 البيتان غير منسوبين» وهما في أمالي ابن الشجري /١ ۷۷» والحماسة البصرية /١ ۸۷
وقد استوفى المحقق تخريجهما.
مصادر الشعرا لمحتج
ماد ر حع ع ۸۳ | ل
لهم كل موثق. وهذا القول عن قطرب والطبري»" . وهذا الذي نقله في
تفسير الطبري”” .
كما ينقل القرطبي عن ابن قتيبة كما في قوله: «وأنشد القتبث”" :
يَسدُونَ أبو بَ القِبَابٍ بِضَمّرِ إلى عبن مُستوثقات الأَواصر 2002 .
وهذه المصادر التى تقدمت للشاهد الشعري عند المفسرين» تشترك
مع مصادر الشاهد الشعري عند النحويين واللغويين» وذلك أن الدراسات
اللغوية في بدايتها كانت من أجل القرآن الكريم وتفسيره» وهذه المصادر
هي التي صرح المفسرون بذكرها في تفاسيرهم» وربما أغفلت ذكر بعض
المصادر التي لم يشر إليهاء وإن كان المفسر قد أخذ عنها. ولا شك أن
حصر مصادر العلماء فى تلك الموسوعات التفسيرية بدقة فيه عسرء
لاختلاف مناهجهم› وإغفالهم لكثير من المصادر التي أخذوا عنها بطريقة
أو بأخرى .
وأختم بالإشارة إلى أهمية الرجوع لمصادر الشعر الجاهلي
والإسلامي في العصر الراهن» وانتزاع الشواهد الشعرية اللغوية والنحوية
منهاء والاستدلال بها على قواعد ومسائل لم يسبق للمتقدمين الاستشهاد
بهاء أو دعم المسائل القديمة بشواهد إضافية دون الاقتصار على شواهد
المتقدمين التي أصبحت مُمِلَة عند بعض الطلاب .
وقد كان عبد الحميد الفراهي'' يفعل هذا في مصنفاته في التفسير
.۳۸۷ /۱ انظر: تفسير الطبري )۲( .٠١۸/١ الجامع لأحكام القرآن )١(
لم أجده عند ابن قتيبة في المطبوع من كتبه. )۳(
.٠/۳ البيت لِسَلمَةَ بن الخُرشب الأنماري. (0) الجامع لأحكام القرآن )5(
(5) هو عبد الحميد بن عبد الكريم بن قربان الفراهي الهندي ولد سنة ١٠18١ه وتوفي سنة
8ه له تفسير نظام الفرقان» وله كتاس المفردات فى غريب القرآن» وغيره.
انظر: ترجمة الفراهي بقلم السيد سليمان الندوي في مقدمة كتاب إمعان في أقسام
القران للفراهى 16
96 الشاهر (لشعري في تفسير القرآن الكريم
واللغة» ويستدرك على المفسرين المتقدمين أشياء استناداً إلى الشواهد
الشعرية التى أخذها من هذه المصادر.
وسأمثل لذلك بما قاله في تفسير معنى «الآلاء» وكيف جَمعَ
الشواهد الشعرية لتأييد رأيه الذي ذهب إليهء وخالف فيه المتقدمين”''.
قال: «الآلام» أجمعوا على أنَّ معناه: التُّعَمُء ولكنّ القرآن» وأشعار
العرب يأباةُ. والظاهرٌ أَنَّ معناه: الفِعالٌ العَجِيبةً. . . ولَّمّا كان غالتُ
فعاله تعالى الرَّحْمةَء ظتوا أن الآلأأ هي النعم. والرواية عن ابن
عباس و حملتهم على هذا. ولكنّ السَّلف إذا سئلوا أجابوا حسب
السؤال. والمراد المخصوص في ي موي مسؤول عنه. . . أما القرآن فقوله
تعالى: ياي الم يك سای © هذا يد من للذ الأوك 469 [النجم:
.٥ 55]ء» بعد ذكر إهلاك الأقوام. وهكذا فى سورة الرحمن.
وأمّا كلام العَربء فقال طَرَقهُ:
كايل يحمل آلآء القَقَى تَبَوِسَيّدٍساداتٍ ج"
وقالت ميه بنثُ ضرار ترثي أخاها :
م 8 م . و ب م00 مړ سي f إفوة
كربمئنارلاز وكافي العَشِيرَةماغالها
وقال المهلهل أخو كُليب يرثي اًخاه گلياً:
سر © قي سر © 62
الحَرْمٌ والعَرْمُ كانا مِنْ طبائِيه ما گل آلآْه يا قوم أخصيها
وقال ربيعة بن مَقروم»› أحد بني غَيظ بن السيد:
ولولا فُوارِسناماتَعَتْ بذاتٍ السلَيْمِ تميمٌ تميما
وما إن لأوفِْمَ ها أن ] أعد مار ويي ولا أن ٠ ألوما
(۱) سأنقل تخريجات المحقق الدكتور محمد أجمل الإصلاحي للشواهد باختصارء وأدع
الشرح طلبا للاختصار.
)۲( انظر : ديوانه ۱۱١ . )۳( انظر : شاعرات العرب ۹
.4٠ انظر: ديوانه )٤(
مصا الشعرالمحتج
ولك كر الآةنا حَدِياً وما كان ًا قدب“
وقال الأجدع الهمداني:
ورضيتُ آلآ الكميت كْمَنْ يَبِعْ رسا فليس جَوادُنا بمُباء”"
قال الجوهري في هذا الشعر: «الآَوهُ: خصالة الجميلةً). ولك لم
| شت على هذا المعنى الذي هو صله فقال فى مادة ألا : «والآلام:
النّعَمُه واحدّها: ألا بالفتح, وقد يُكسٌَ ويُكتثُ بالياء» مثالة: معى
وأمعاء» . فَاتبِعَ ما قَهِمَ المفسرون عن ابن عباس «و#ها. وقال قَضالة بن
زيل العدواني » وهو من المعمرين:
وفي الفقر 1 للرّقاب». وقَلما رَأَبِتْ فَقيراَغَيْرَ نكس ملم
بُلامُ وإِنْ كان الصَّوابُ بكفه ويُِحْمَدُ آلآ البَخيل مدر
أي : يحمدون صفاتٍ البخيلٍ وفعاله. وهذا البيت أوضح دلالة مما
ذكرنا قبِلّهَ على معنى الآلاء. وقال الحماسيٌ (في المراثي» ولم يسمه أبو
تَمّام) :
إذاما امروؤٌ أنتى بآلآءِمَيَتِ فلايُِبْهِدٍاللّهُ الوليد بن أَدْمَما
فما كان مفراحاً إذا الخَيْد مَنَّهُ ولاكانمَئَاناً إذا هو َنم("
َمَسَّر ما أرادٌ من الآلاءِ بذكر أنه لم يكن مفراحاً إذا مَسّه الخيرٌء
ولا مَنَاناً إذا أنعمَ. وقالت الخنساء:
22 أخاكَ لآيآئنه إا المح ضَيّعَهُ السًائسون“^.
فهذه ثمانية شواهد شعرية ينتمي غالبها للعصر الجاهلي» توضح
.54 انظر: الأصمعيات )۲( .١185 انظر: المفضليات )١(
.۱۱۸۹/۳ هكذاء ولعلها: يَثيّت. (5) الصحاح )۳(
(0) انظر: الحماسة البصرية ۲/ ١۷ء وذكر المحقق مصادر أخرى.
)١( انظر: شرح الحماسة للمرزوقي .٠٠ (۷) انظر: أنيس الجلساء 57 ؟.
(۸) مفردات القرآن ۱۲١ _ ۱۳۳.
59 (لشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
المعنى الدقيق للآلاء بدون شرح» وقد أضاف المحقق ستة شواهد شعرية
جاهلية أخرى تؤيد هذا المعنى ٠ وهذه الشواهد مأخوذة من مصادر الشعر
الجاهلي الموثوقة» كحماسة أبي تمام والمفضليات والأصمعيات ودواوين
الشعراء.
يقول م مَحققٌ كتابه ه المفردات : ي ِن عدداً كبيراً من شواهد المؤلف
شواهد جديدة لم ترد في مظانها من كتب التفسير والغريب والمعاجم»
مع أنّهها وردت في الدواوين المشهورة التي رواها علماءٌ اللغة» وكانت
خليقة بالتقييد لكونه تهدي إلى معن جديد لبعض الكلمات؛ أو وجه
ب من وجوههء أو تفسير دق من تفسيره المعروف»"". وفد ذكر
لمر له أنه كان يدرس الشعر الجاهلي دراسة عميقة من أجل هذه
الخاية» وهي فهم القرآن الكريم فهماً دقيقاً» والتوصل لذلك عن طريق
الاستشهاد د والا تجا بالشواهد الشعرية من الشعر الجاهلي. وقد بلغ
في علم العربية مبلخاً يلحظه من تأمل مؤلفاته في ذلك. وهذا الباب يفتحٌ
مجال الاجتهاد والتدرب على ممارسة كلام المتقدمين وشعرهمء
والغوص على أسراره.
.50 مفردات القرآن )1١(
صلة الشاهد الشعري بالتفسير اللغوي
الميحث السادس
صلة الشاهد الشعري بالتفسير اللغوي
التفسير اللغوي للقرآن الكريم أحد أنواع التفسيرء فقد ذكر
المتقدمون أنواعاً للتفسيرء حيث يقول الإمام عبدٌ الرزاق الصنعانيٌ :
«حدثنا الثوري عن ابن عباس وه أَنَهُ قَسَّمْ التفسير إلى أربعة أقسام: قسم
تعرفه العرب في كلامهاء وقسم لا يُعَذّرٌ أحد بيجهالته» يقول من الحلال
والحرام» وقسمٌ يعلمه العلماءُ خاصةء وقسم لا يعلمه إلا الله ومن
ادذّعى عِلْمَهُ فهو كاذتٌ)227.
وقد شرح الطبري القسم الأخير منها فقال: «وهذا الوجه الرابع
الذي ذكره ابن عباس من أن أحداً لا يُعذرٌ بجهالته» معني غير الإبانة عن
وجوه مطالب تأويله» وإِنَّما هو حبر على أَنَّ من تأويله ما لا يجوز لأحدٍ
الجهل به)”" . وزاد الماوردي في الإبانة عن عبارة ابن عباس بأكثر من
هذا فى تفسيره”" .
والتفسير الذي تعرفه العرب من كلامها هو ما همه العربيٌ
بسليقته»› ويرجع فيه إلى لسانه بعل انقضاء رمن الاحتجاج. قال
الزركشي : «فأما الذي تعرفه العربٌء فهو الذي يرجَعٌ فيه إلى لِسَانِهِم
وذلك شأن اللغة والإعراب» فقد جعل الزركشى كاه التفسيرَ اللغويّ
لد
)١( تفسير عبد الرزاق »55/١ وانظر: تفسير الطبري (شاكر) »,76/١ إيضاح الوقف
والابتداء ٠١١/١ دقائق التفسير 548/5.
(۲) تفسير الطبري (شاكر) ۷۵/١ - 15. (۳) انظر: النکت والعيون ۳۹٣/۱ - ۳۷.
(:) البرهان في علوم القرآن ."٠٠٦/۲
41م _الشاهر (لشعري شي تفسير القرآن الكريم
مما يعول فيه على معرفة العربي» والأمر الآخر هو التركيب النحوي
الذي يدركه العربي الفصيح بداهةٌ .
والتفسير اللغوي للقرآن الكريم هو بَيَانْ معاني القرآن بمّا ورد في
لغةٍ العّرب» ويشمل ذلك ألفاظها وأساليبها التي نزل بها القرآن
الكريم“. يقول الشاطبي: «فإن قلنا: إن القرآن نزل بلسان العرب» وإنه
عربي» وإنه لا جما فيو فيعني أنه أنزل على لسان معهود العرب في
ألفاظها الخاصة وأساليب معانيهاء وأنها فيما فطرت عليه من لسانها
تخاطب بالعام يراد به ظاهره. وبالعام يراد به العام في وجه والخاص في
وجه» وبالعام يراد به الخاص» وظاهر يراد به غير الظاهر» وكل ذلك
يعرف من أول الكلام أو وسطه أو آخره. . .72 “.
وقد نشأت الحاجة إلى تفسير ألفاظ القرآن الكريم لما اتسعت رقعة
الفتح الإسلامي» وانتشر الإسلام خارج الجزيرة العربية التي يعرف أهلها
القرآن بفطرتهم» وقد بدأ ذلك مبكراً في عهد الصحابة» ثم لم تزل
الحاجة في ازدياد حتى صنفت العلماءٌ في ذلك المصنفات الخاصة بشرح
ألفاظ القرآن الكريم شرحاً لغوياًء وكانت في أولها تتناول غريب ألفاظ
القرآن» حتى وصلت بعد إلى استقصاء معاني مفردات القرآن الكريه”” .
فأما الغريبٌُ في اللغة فهو الغامضٌ من الكلام”*“. وفي اصطلاح
المفسرين الألفاظ الخامضة في القران لقلة استعمالها عند قوم معينين في
حقبة محددة من الرمن
."9 ۰۳۸ انظر: التفسير اللغوي للقرآن الكريم للدكتور مساعد الطيار )١(
(۲) الموافقات 46/08.
(۳) انظر: مفردات ألفاظ القرآن للراغب الأصبهانى» عمدة الحفاظ للسمين الحلبى .
(6) انظر: العين ٠٤١١/١ تهذيب اللغة ٠ .١١١/۸ ۰
(5) انظر: تفسير غريب القرآن لزيد بن علي» مقدمة المحقق ١٠ء وسيأتي مزيد بيان
لمصطلح الغرابة ص67 6.
وألفاظ القرآن الكريم ليست على درجة واحدة من حيث وضوح
0 قال ٠ أبو حيان : «لغات الغران العزيز على قسمين: قسم يكاد
والأرض ا وفوق ونئحت . وقسم خت بمعوفته من له اطلام وتبحر في
اللغة العربية» وهو الذي صنّف أكثرٌ الناس فيه» وَسَمَّوهُ غريب القرآن».
ولهذا بدأ التأليف في الغريب في وقت مبكر لكون الحاجة إليه
جاءت مبكرة أيضاًء فقد نسب كتابٌ في غريب القرآن إلى عبد الله بن
عباس وي" وقام السيوطي بجمع أقوال ابن عباس واا في تفسير
مفردات القرآن مما روي من طريق علي بن أبي طلحة (ت١؟1ه) في
فصل مفرد”". ولا شك أن مرويات ابن عباس وڳ في التفسير هي التي
مهدت للتدوين في علم غريب القرآن في وقت ا وهيأت المادة
الأولى لكل من آلف فيه فيما بعدء ثم توالى التصنيف فيه بعد ذلك»
فكتب فيه أبان بن تغلب البكري (ت١5١ه) كتابه «غريب القرآن»» وكتب
فيه محمد بن السائب الكلبي (ت55١ه).» وكتب فيه أبو روق عطية بن
الحارث الهمداني. وكل هؤلاء الثلاثة من طبقةٍ واحدةٍ» حيث يقول
ياقوت في ترجّمة أبانٍ: «صئْف كتابَ «الغريب في القرآن»» وذكر
شواهدة من الشعرء فجاء فيما بعد عبد الرحمن بن محمد الأزدي
الكوفي» فجمع من كتاب أبان ومحمد بن السائب وأبي روق عطية بن
الحارث» فجعله كتاباً فيما اختلفوا فيه وما اتفقوا عليه فتارة جي
كتابٌ أبان مفرداًء وتارة يَجِيءٌ مشتركاً على ما عَمِلَهُ عبد الرحمن» .
.۲۷ تحفة الأريب )١(
(۲) ذكر فؤاد سزكين أن كتاباً لابن عباس بتهذيب عطاء بن أبي رباح يوجد مخطوطاً في
مكتبة عاطف أفندي بعنوان غريب القرآن. انظر: تاريخ التراث العربي .1۷/١
(۳) انظر: الإتقان في علوم القرآن 357/7 05.
(5) معجم الأدباء ."8/١
ويُعدٌ الشاهد الشعري جزءاً من التفسير اللغوي للقرآن الكريم» وقد
وضح ابن عباس وا العلاقة بين المعنى اللغوي لألفاظ القرآن الكريم
والشعر العربي» فقال: «إذا أعيتكم العربية في القرآن فالتمسوها في الشعر
فإنه ديوان العرب"''. وقوله كذلك: «إذا سألتمونى عن غريب القرآن
فالتمسوه في الشعر فإن الشعر ديوان العرب”©2. وقد سبقه إلى ذلك أمير
المؤمنين عمر بن الخطاب وء عندما سأل عن معنى التخوف في قول
تعالى: #أز يِلْمُرَهْر عل كرض ن رك روف مِم 469 [النحل: 47] فقام
رجل من هذيل» فقال: هذه لغتّناء التَخَوْفُ: التَنَقَضْء فقال عمر: هل
تعرف العرب ذلك في أشعارها؟ قال: نعم» قال شاعرنا يصف ناقته :
توف الوَحْلُ منها ناكا قردا كما تَخَوفَ عُود النْبِعَةٍ الس
فقال عمر: «علیكم بديوايكم لا تَضِلُوا. قالوا: وما دیواننا؟ قال :
شعرٌ الجاهلية؛ فن فيه ۾ تفسيرٌ كتابكمء ومعاني کلایکہ»“ . غير أن ابن
عباس قد أكثر من الاستشهاد بالشعر في التفسير» مما جعل هذا المنهج
ينسب إليه كأُوَّلٍ مَن فتح هذا الباب» ونهجه للمفسرين من بعده » فقد
تابعه على هذا المنهج من أخذ عنه من التابعين» ثم من بعدهم حتى
حفط هذا المنهجٌ وتطبيقة في أوائل كتب التفسير» ولغة القرآن مثل «مجاز
.1١١/١ إيضاح الوقف والابتداء )١(
(۲) المصدر السابق »57/١ ومجالس ثعلب ."١7
(۳) سبق تخريجه ص088. وانظر: شرح التبريزي للمفضليات 17077/7.
(4:) قال المناوي في الفتح السماوي ؟/150: لم أقف عليه» وقال ابن حجر في فتح
الباري 758//4: وروي بإسناد فيه مجهول عن عمر» أنه سال عن ذلك» فلم يجبء
فقال عمر: ما أرى إلا أنه على ما ينتقصون من معاصي الله. قال: فخرج فلقي
أعرابياً. فقال: ما فعل فلان؟ قال: تخوفته أي: تنقصته. فرجع» فأخبر عمرء
فأعجبه». ثم قال: «وفي شعر أبي كبير الهذلي ما يشهد له». وهو يعني الشاهد
الشعري المتقدم. وورد نحوه عن ابن عباس في المستدرك عند الحاكم ۰44/۲
وعند البيهقى فى الأسماء والصفات ."٤٠١
(0) سيأتي تفصيل ذلك في الفصل التالي ص٤۲٠.
صلة الشاهد الشعري بالتفسير اللغوي ]|
القرآن» لأبى عبيدة» و«معانى القرآن» للفراء» وتفسير الطبري وغيرها.
وقد أحصيت الشواهد الشعرية فى كتب التفسير والمعانى والغريب
محل الدراسة» فكانت على النحو التالى :
الكتاب المؤلف
ويمكن تسجيل بعض السمات لتعامل هؤلاء المفسرين مع الشواهد
لشعرية :
أولاً: أول هذه الكتب من حيث التأليف هو كتاب «مجاز القرآن»
ظهر فيه الاعتماد على الشاهد الشعري بشكل ملحوظ؛ مما جعل بعض
العلماء حينذاك يعارضونه معارضةً شديدة وقد ذكر العسكري أن أبا
عبيدة تأثر في منهجه هذا بما حُفِظ عن ابن عباس من مسائل نافع بن
الأزرق فقال عن أبي عبيدةً: «صنّفت كتابَ المّجازْء وأتحذ ذلك من ابن
عباس حينَ سأله نافعٌ بن الأزرق عن أشياءَ من غريب القرآنِ» ففسّرها له
واستشهد عليها بأبياتٍ من شعر العرب» وهو اول ما روي في ذلك»
س CPO;
وهو حبر معروف .
امم
0010 انظر : طبقات النحويين واللغويين ¥۷
(۲) انظر: الأوائل للعسكري .55١
CIE (لشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
ثانياً: الصفة المميزة لكتاب أبي عبيدة اعتمادهٌ الدليلَ اللغوي أصلاً
ثابتاً ورئيساً في التفسيرء ولعله تأثر في ذلك بشيخه أبي عمرو بن العلاءء
الذي اقتبس منه هذه الطريقة في تفسير القرآن الكريم» والاستشهاد على
ذلك بشعر العرب” 'أحيث كان الشعر بعد القرآن من أهم ما تلقى أبو
عبيدة عن أبي عمرو”"ا
الثاً: أغفل أبو عبيدة أصولاً تفسيرية أخرى كان الإجماع منعقداً
عليها عند المفسرين من قبل» كالعناية بتفسير السلف؛ مما جعل تفسيره
تفسيراً لغوياً محضاًء وقد اعتبر هذا المسلك خروجاً على ما كان عليه
علماء اللغة والتفسير الذين كانوا يتحرجون أشد الحرج ويلتزمون بآثار
السلف. وقد تعقبه الطبري في كثير من المواضع التي فسر فيها القرآن
الكريم» ووصفه بأنه «ممن ضعفت معرفته بتأويل أهل التأويل» وقلت
روايته لأقوال السلف من أهل التفسير“ . مشيراً بذلك إلى اكتفاء أبي
عبيدة باللغة في التفسير» دون غيرها من المصادر.
وقد تحرج كثيرٌ من السلف من تفسير القرآن ا خوفاً من
الدخول في الوعيد الذي ثبت في ذلك في قول النبي 25 علد : امن تكلم
فى القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ”*'. غير أن كثيراً من العلماء نبه إلى
أن التفسير بما ثبت في لغة العرب إذا لم يرد في الآية تفسير عن
النبي ي أو الصحابة ليس من التفسير بالرأي المذموم» وإنما هو تفسير
بِعِلَْم؛ فإن القرآن نزل #يسانِ عر مين 469 [الشعراء: 21145 ولذلك
قال الماوردي نافياً أن يكون التفسير باللغة م. من التفسير بالرأي المذموم
وذلك تعليقاً على الحديث السابق: «قد حمل بعض المتورعة هذا
.3017 ۲۸۷ 2167/١ مجاز القرآن ۳۳٣ انظر: مجالس العلماء )١(
(0) انظر: أخبار النحويين البصريين 77. (۳) تفسير الطبري (شاكر) ٤٤/١ 45
(5) أخرجه أبو داود في السنن» كتاب العلم ٦۳/٤ والترمذي في السنن» كتاب تفسير
القرآن .۲٦۸/٤
صلة الشاهد الشعري بالتفسير اللغوي ل #[ |
الحديث على ظاهره» وامتنع من أن يستنبط معاني القرآن باجتهاده» ولو
صحبتها الشواهد» ولم يعارض شواهدها نص صريح. وهذا عدول عمًا
تعبدنا بمعرفته من النظر في القرآن واستنباط الأحكام منه» كما قال
تعالى: #لعلمه ادن سيوك م منم [النساء: 0۸۳ . بل إن في عمل
المفسرين من الصحابة والتابعين وأتباعهم ما يدل على أن الأخذ بلغة
العرب في التفسير يشبه أن يكون إجماعاً عندهم. وقد حَُكِيَ هذا
الإجماع عنهم
وإذا عُلِمَ أن ما تكلمت به العرب من جيد المنثور أكثر مما
تكلمت به من جيد الموزون» فلم يُحفظ من المنثور عُسْرّةٌ ولا ضاع من
الموزون عُشدة)7" فن أكثر ما حفظ من كلام العرب قبل الإسلام هو
الشعر لا النثرء وذلك «أن العرب الذين هم أصل الفصاحة كان جل
كلامهم شعراًء ولا نجد الكلام المنثور في كلامهم إلا يسيراًء ولو كثر
فإنه لم ينقل عنهم» بل المنقول عنهم هو الشعر... والكلام المنثور
بالنسبة إليه قطرة من بحر)” “ وتحقيق ما أُمِرَ به المسلمٌ من تدبر القرآن
الكريم. يحوج إلى دراسة اللغة العربية» بناءً على أن مَا لا يت الواجب
إلا به فهو واجبٌء وحيث إن الشعرّ يأتي في الذروة مما حفظ من ٠ لغة
العرب فلزم العناية به» وخاصة ما نقله العلماء من الشواهد الشعرية»
التي تعد صفوة ما يمكن أن ينتقى للاستشهاد والاحتجاج. ويمكن إبراز
صلة الشاهد الشعري بالتفسير اللغوي للقرآن الكريم من خلال الأوجه
التالية :
.٠١١/۲ البرهان في علوم القرآن )١(
(۲) انظر: المباني في نظم المعاني بتحقيق آرثر جفري .٠١
(۳) من كلام لعبد الصمد بن الفضل الرقاشي» أورده الجاحظ في البيان والتبيين ٠۲۸۷/١
العمدة في صناعة الشعر ونقده .٠١ /١
.۲۲۱/۳ المثل السائر )٤(
۱۹٤ الشاهر (الشعري في تفسير القرآن الكريم
أولة : الاستدلال بالشاهد الشعري على المعنى اللغوي :
وظّف المفسرون شواهد الشعر في شرحهم ألفاظ القرآن» وتبين
دلالتهاء ومعرفة المعاني اللغوية التي تدل عليها هذه الألفاظ عند العرب
قبل نزول القرآن الكريم» وذلك لتتضح دلالة هذه الألفاظ لمن لا يعرف
لغة العرب من جهة» وللرد على من طعن في عربية بعض ألفاظ القرآن
الكريم من جهة ثانية ١ a
وقد كان لإيراد الشاهد الشعري والاستعانة به في شرح معاني
ألفاظ القرآن صور متعددة في كتب التفسير» من أهمها :
* أن يجىء الشاهد الشعري وحده مفسراً الدلالة اللغوية» دون
الحاجة إلى شرح للفظة القرآنية» ومن أمثلة ذلك أن أعرابياً جاء إلى ابن
عباس» يشكو أخاه فقال :
وتي مالي أع لي شام مَلاتَحذلنِي ايوم يا عير من يي"
فقال ابن عباس: تَخْرَّفَكَ؛ أي: تَنتَقّصَكَ؟ قال: نعم. قال: |
أكبر از بار کی ت4 [انسل: ۷ أي: تفص ين ارہ فقد
جمع ابن عباس بين معنى اللفظة في الشعر الذي سمعه» وفي الآية
القرانية» فكان في ذلك ته تفسيراً لهذه اللفظة. ويكثر التأكيد من المفسرين
على أن معنى اللفظة فى هذه الآية أو تلك هو نظير معناها فى الشاهد
الشعري الذي أورده. 1 ١
* أن تذكر الدلالة اللغوية. ثم يؤتى بالشاهد الشعري شاهداً لها.
وذلك مثل قول الطبري في معنى ١زَنْيُم) في قوله تعالى : عل بعد ذلك
زنير © [القلم: ]١ حيث قال: «الزَّنِيمُ في كلام العرب: الأ
بالقوم ولیس منهم» ومنه قول حسان بن ثابت:
)١( انظر: مجاز القرآن .١7/١ (۲) لم أجدهء ولعله للأعرابي.
(۳) انظر: أمالي القالي ۲/ ١١ء المزهر 7/75 ."١١
صلة الشاهد الشعري بالتفسير اللغوي | 40
وَأَنْتَ رَنِيمٌ نِيْطَ في آل هاشم تَمَانِبْطَ خَلْمٌ الرّاكب القَدَح الفرو
وقال آخر: ٠
رَنْيِّمٌ ليس يُعْرَفُ مَنْ أَبوَهُ بَغِنٌ الأ ڈو حَسَب ل 00
ومن الملحوظ أن السلف من الصحابة والتابعينَ ومن ا بقليل
كانوا يكتفون بإيراد الشاهد من الشعر دون الحاجة لشرحه للسائل» وهذا
يعود إلى أن هح الشغر كان أمراً شائعاً في تلك الطبقاتء حتى قال
عمر طهه : «كانَ الشعرٌ علمّ قوم لم يكن لهم علمٌ أصحٌ من . فلم
يكن العربي الذي يستمع إلى الشر يق بحاية إل من يفشر له المراة
باللفظ في بيت الشعر. ومن الأمثلة على ذلك قول ابن عباس لمن سأله
عن معنى قوله تعالى: ال 2 وس 4 [الانشقاق: 1۷] فقال: ما
جَمَحَء ألم تسمع قول الشاعر
مُسْنَوسِفَاتٍ لم يَجِدْنَ سَايِقَا''
حيث اكتفى بتذكير السائلٍ بالشاهد من الشعرء دون أن يزيد على
ذلك» اكتفاءاً بسليقة السائل» وثقة في فهمه للشعر.
ومن الأمثلة قول ابن عطية: «وأما قوله: فى جََّتِ عَلَنٍ# [التوبة:
5 . فمعناه في جنات إقامة وثبوت» يقال: عَدَنَ الشيءٌ في المكان إذا
أقام به وثبت» ومنه المعدن أي: موضع ثبوت الشيء. ومئه قول الأعشى :
.16 /١ وانظر: إيضاح الوقف والابتداء »١١4 ديوانه )١(
(0) لم أقف على قائلهء وهو في الجامع لأحكام القرآن .7154/١8
(۳) تفسير الطبري (هجر) 7/77 .١515
(5:) كنز العمال “/ 24857 طبقات فحول الشعراء »75/١ 075» العمدة فى صناعة الشعر
ونقده .77/١ ْ
)0( لم أعرفه.
(5) انظر: مجاز القرآن ۲۹۲/۲ وانظر: تفسير الطبري (هجر) 5؟5/ 271417 إيضاح الوقف
والابتداء 58/١ -14.
[بو,]____الشاضر الشعري في تفسير القرآن الكريم
وم ١ go . اه ® 7 (V9.
وإِنْ َسْتَضِيفوا إلى حِلمِهٍ 2 يضافواإلى راجح قدعدن"'
هذا الكلام اللغوي)”". وهناك رواية أخرى للبيت «وَرَّن) بدل
اعَدَن)ء وقد نبّه عليها الطبري". فقول ابن عطية هنا: «هذا الكلام
اللخوي»ء معناه: التفسير اللغوي» كما في الشاهد الشعري دون أن يشرح
ابن عطية اللفظة في الشاهد الشعري؛ اتكالاً على فهم القارئ للشّعرء
فإن لم يتمكن القارئ من فهم العلاقة بين الشواهد والآية» فليرجع إلى
شروح تلك الأشعار في مظانها .
وفي هذه الصورة رَبّما أطال المفسّر في توضيح المفردة القرانية
بالشواهد الشعرية بعد تفسيرها كما في تفسير ابن عطية لقوله تعالى :
وحتانا مّن دا وکو وکا مي هك [مريم: ۱۳]» حيث فسر معنى
الحئان فقال: «والحنان: الرَّحْمَّةٌء والشَمَمَةًء والمّحيَةٌء قاله جمهور
المفسرين» وهو تفسير اللغة. .. ومن الشواهد في الحَنَانٍ قول امرئ
القيس :
وتمنخحها بنو شمَجَى بن جَرْم مَعِيْرَهُمُ حَنَانَك ذا الحَنَانِ!*)
وقال النابغة: ْ
(
ا
ابا منذر أفيتَ فاستب بعضَتًا حتّانيك بعشل اشر اهومن عضر »
وقال الآخر:
فقالت حنانٌ ما أتى بك مَا هّنا أو نسب آم أنتَ بالحيّ عار" .
)١( رواية الديوان:
وَإِنْ يُسْتَضَاقُوا إلى كيو يُضَافُوا إلى مَاينٍ قد رَرَنْ
انظر: ديوانه ٦٩ .
(۲) المحرر الوجيز ۸/ ۲۳۰ وانظر: مجاز القرآن .۲٠٤/١
(۳) انظر: تفسير الطبري (هجر) .0094/١١ (5) انظر: ديوانه .١57
(9) انظر: ديوانه .۱٥۲ (0) سبق تخريجه ص15088١.
(۷) المحرر الوجيز .١7/١١
صلة الشاهد الشعري بالتفسير اللخوي ۹۷
فهو هنا قد أورد ثلاثة شواهد شعرية لتوضيح معنى الحنان في
اللغة» بعد أن بَيِّنَ دلالته اللغوية» وهذا الغالب في إيراد الشواهد الشعرية
عند المفسرين» حيث يورده المفسرون بعد إيضاح الدلالة اللغوية للفظة»
فيكون شاهداً للمعنى يفسره.
* أن تتعدد الدلالة اللغويةء ولبعضها شواهد دون بعض. وذلك
مثل تفسير «السّکر» فى قوله تعالى: # يدون مله سحكرا ورز ا سا €
[النحل: 151 حيث قال أبو عبيدة فى تفسيرها: «أي : ظَعْمَاًء ويقال:
جعلوا لك هذا سَكّراً؛ أي: طعماً وهذا سَكْرْ؛ أي: طَعْمٌء وقال
ندل :
جَعَلْتَ عَيْبَ الأكرَّمينَ سکر ا .
وقد اعترضه الزجاج في دلالة اللفظء فقال: «وقالوا في تفسير
قوله: لسر ورا عستا : إنه الخمرٌ قبل أن ثُحَرّم» والرزق الحسن
يؤكل من الأعناب والتمور. وقيل: إن معنى السكر: الطعم» وأنشدوا :
جَعَلْتَ عَيْبَ الأكُرّمِينَ سَكرا
أي: جعلت دمهم ”ا ظَعْمَاً لك» وهذا بالتفسير الأول أشبهء
والمعنى: جعلت تَتَخَمَّرُ بأعراض الكرام» وهو أَبْيَنُ فيما يقال: الذي
يَتَبَرك”* في أعراض الناس»". وفي لغة العرب: «وقيل: السَّكرٌ
2290 هو جندل بن المثنى الطهوي. شاعر إسلامي راجز. انظر: سمط اللآلي للبكري /
.
(۲( لم أجده عند أحد قبل أبى عبيلة ) وهو فى تفسير الطبري #/ 86 والزجاج في معانره
۹/۳
(۳) مجاز القرآن ۱/ .۳۹٣۳
)٤( هكذاء ورَبَّمَا تكون: دَمّهم؛ لمناسبتها للسياق.
(5) هكذا في المعاني» ولعل صوابها: يرك كما نقلها الأزهري عن الزجاج في تهذيب
اللغةت ١٠١/48ه0.
() معاني القرآن وإعرابه ۲۰۹/۳.
۹۸ الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
بالتحريك الطعامٌ» وأنكر أهلّ اللغة هذاء والعرب لا تعرفه» . في
حين عد الطبري هذا المعنى أحد معاني السكر عند العرب"".
ومن الأمثلة كذلك ته تفسير الطبري للتلاوة في قوله تعالى : #واتبعوا
ما لوا لَنَّيطينُ ل ملك 20 [البقرة: 1*۲[ حيث فال: و
القائل : هو يتلو كذاء في کلام العرب معنيان :
أحدهما: الاتباع» كما يقال : تلوت فلاناً إذا مشيت خلفه»
گار سر ےار لھ س رم چ رت
وتبعت أثره. كما قال جل ث: ئناؤه: 0 ا لوا کل تفس ما سَلفَت +
[يونس : ٠ يعني بذلك : تتبع .
والآخر: القراءة والدراسة» كما تقول: فلان يتلو القرآنَ» بمعنى:
أنه يقرأه ويلرسه». كما قال حسان بن ثابت :
ی يَرَى ما لا يرَى النَامنْ حَوْلَهُ وِيَثلو عاب لطوفي کل مه۵
فالطبري أورد دلا لتين لغويتين للتلاوة. فاستشهد على لاور بقراءة
من القراءات المتواترة» واستشهد على الدلالة الثانية بشاهد شعري .
* أن تتعدد الدلالة اللغوية. ولحميعها شواهد. ومن ذلك تفسير
لمَخْمَصَةٍ في قوله تعالى: اط في عة عي مجان لر بإ لله
عو يحيم 4 [المائدة: ”] حيث يقول الطبري : (في مخمصة .2 يعني : في
مجاعه4»› وهي مفعلة. . . من حَمَص البطن»› وهر اضطماره» وأظنه هور
فى هذا الموضع › معننٌ به اضطماره من الجوع وشدة السعّب» ولكنْ مِنْ
خِلَقَةِه كما قال نابغة بني ذبيان في صفة امرأة بخُمَّص س البطن :
)١( لسان العرب ١565/5 (سكر).
(۲) انظر: تفسير الطبري (هجر) .185/١5
(۳) هذه قراءة حمزة والكسائي وخلف ويعقوب. تتلو بتاءين. انظر: السبعة 27705 التيسير
١ .
(4) انظر: ديوانه ۸۸. () تفسير الطبري (شاكر) ؟/١41.
صلة الشاهد الشعري بالتفسير اللغوي ۱۹۹
والبَطْنُ ذو عُكن خَمِيِصٌ لَيَنْ والنْخرٌ تَنْفْجُهُ بكذي مقر
فمعلومٌ أنه لم يرد صفتها بقوله: «خحميص» بالهُزال والضر من
الجوع» ولكنه أراد وصفها بلطافة طي ما على الأوراك والأفخاذ من
جسدها؛ لأن ذلك مما يحمد من النساء. ولكن الذي في معنى الوصف
بالاضطمار والهزال من الضر من ذلك قول أعشى بني ثعلبة
نون في اتی يلا بطو وَجَارَانَكُمْ غَرْنَى يَبئْنَ حَمَابِ“
يعني بذلك : يتن مضطمراتٍ البطون من الجوع والسَعَبٍ والضرٌء
فمن هذا المعنى قوله : في مَخمَصة270 ,
وهذا الاستقصاء الدقيق لمعاني المخمصة في الشعر العربي.
والمعنى المناسب منها لدلالة اللفظة في الآية الكريمة عليه حَسْنُ بى
من الطبري كل بالتفسير والشعر معاء بل إن شرحه لبيت النابغة اب أو
من شرح شارح الديوان“ .
بواعث الاستشهاد:
_ قد يكون الباعث على الاستشهاد هو غموض دلالة اللفظة.ء كما
فعل أبو عبيدة في تفسير الطلح في قوله تعالى: #وطلى مَصُور 409
[الواقعة: ۲۹]» حيث قال: «زعم المفسرون أنه الموزء وأمًا العربٌ فالطلح
عندهم شَجَرْ عظيم, كثيرٌ الشوكء وقال الحادي”” :
بَشَرَمَاءَليلهاوئالاا عَدأَتَرَبْنَ الطلحَ والجبالا 029" ,
فأبو عبيدة ذكر قول المفسرين ولا في المراد بالطلح وأنه الموز»
ولكنه ذكر معنى آخر للطلح عند العرب وهو نوع من الشجرء وقد استند
(۱) انظر: دیوانه 55. (0) انظر: ديوانه .1١9
(۳) تفسير الطبري (شاكر) .٠۴۳ _ ٥۴۲/۹ (58) انظر: ديوان النابغة الذبياني ؟4.
(5) هو النابغة الجعدي كما فى تفسير القرطبى 178/117. ١
(1) ليس في ديوانه. (۷) مجاز القرآن .٠٠۰/۲
J= الشاهر (الشعري في تفسير القرآن الكريم
في ذلك التفسير إلى شاهد شعري» وهذا المعنى غامض» مما دفع
الطبري للتعقيب على كلام أبي عبيدة بقوله: «وأما الطلح فإن معمر بن
المثنى كان يقول: هو عند العرب شَجَرٌ عِظَامٌ كثير الشوك. وأنشد
لبعض الحداة... وأما أهل التأويل من الصحابة والتابعين فإنهم يقولون:
إنه الموة0" ,
فتفسير أبي عبيدة اللغوي اعتمد على شاهد شعري» مع ذكره تفسير
ابن عباس وغيره من الصحابة والتابعين» ولكن الطبري عاب أبا عبيدة
بذلك في مواضع كثيرة من تفسيره» وقد كثرت تعقبات الطبري لأبي
عبيدة في فهمه للشواهد الشعرية”''.
- وقد يكون الاستشهاد للاشتراك في معنى اللفظة» ومن أمثلة ذلك
أن أبا عبيدة عند تفسير قوله تعالى : 9 فيه ِعَاثُ ألْنَاسٌ وَفِيه يعصرون#
[يوسف: 44] قال: «أي: به يَنْجونَء وهو من العَصَرِء وهي العْضْرَةٌ أيضاء
وهي المَنْجَاةٌ قا .
02000000000000 وَلَقَدْكَانَ عَصّرَةَ المَنجوو
أي : المقهور المغلوت. وقال لبيد:
بات وأَسْرَّى القوم آخرَ لَبلِهِمْ وما كان ناقا بعَيْر مُعَصّ.
فتعقبه الطبري بقوله: «وكان بعض من لا علم له بأقوال السلف من
آهل التأويل» ممن يفسر القرآن برأيه على مذهب كلام العرب» يوجه
(۱) تفسير الطبري (هجر) ۲۲/ .۳۱١
(۲) ينظر لتعقبات الطبري لأبي عبيدة: تفسير الطبري (شاكر) ."۲١ »۲۲۷ 2574/١
(۳) هو أبو زبيد الطائي .
)٤( عجز بيت» وصدره:
صَاوباً يستغيث غَيْرَمََاثِ 0
وهذه القصيدة من المجمهرات. انظر: جمهرة أشعار العرب 087.
(0) انظر: ديوانه 56. (5) مجاز القرآن ."١5 - ”١/١
صلة الشاهد الشعري بالتفسير اللغوى
.بمب يبي ت ٠ لد
معنى قوله: رفي يترود [يوسف: 44] إلى : وفيه يَنْجُونَ من الجََدْبٍ
والقخط بالعَيْثِء ويزعم أنه من العَصَرٍ والعَْصّرَةٍ التي بمعنى المنجاة» من
قول أبي زبيد الطائي :
صَادِيَاًستغيثُ عَيْرَمْفَاثٍِ وَِلَقَذْكانَعْصِرَةالمَنْجُودِ
أي : المقهور» ومن قول لبيد:
نَبَاتَ وأَسْرَّى القّومُ آخرَلَيْلِهِمْ مِمَاكانَوَقَاقَاً بِمَيْرِمُمَصَّرٍ
وذلك تأويل يكفي من الشهادة على خطئه» خلافه قول جميع آهل
العلم من الصحابة والتابعين»”'. فالطبري هنا يرد تفسير اللغة الذي ذهب
إليه أبو عبيدة لمخالفته لتفسير الصحابة والتابعين» الذين فسروه بأن معناه
تعصرون الزيت والسمسم› أو تحلبون الحليب”''. وهذا يعني أن التفسير
اللغوي الذي ينفرد به أحد علماء اللغة كأبي عبيدة إذا خالف ما أجمع
عليه السلف ممن قبله من الصحابة والتابعين وأتباعهم فإنه يرد» فالسلف
هم آهل اللغة» وهم الذين شاهدوا التنزيل» وصحبوا الرسول يا
فكانوا أولى بإصابة الحق» وأولى بالاتباع» ولذلك قال الطبري في تعقبه
لتفسير أبى عبيدة: «وذلك تأويل يكفى من الشهادة على خطئهء خلافه
قول جميع أهل العلم من الصحابة والتابعين»".
ثانياً: الاستدلال بالشاهد الشعري لبيان أساليب القرآن:
عَنِىَ المفسرون بدراسة الأساليب القرآنية» ووازنوا بينها وبين
الأساليب العربية في الشواهد الشعرية» وكثيراً ما تقرأ قولهم: «وهذا
نظير قول الشاعر»ء أو: «ومثله قول الشاعر». وذلك لأن القرآن الكريم
فيه: «ما في الكلام العربي من الغريب والمعاني» ومن المحتمل مِن
.١71/1١5 تفسير الطبري (شاكر) )١(
.178 778/١15 انظر: المصدر السابق )۲(
(۳) تفسير الطبري (شاكر) .١71/١5
YY | الشامر الشعري في تفسير القرآن الكريم
مَجَازٍ ما اختّْصِرَء ومجَازٍ ما حَذِفَء ومَجَازٍ ما كُفٌ عَن تبره ومجَازٍِ ما
جاء لفظة لفظ الواح وَوَقَعَ على الجمع» ومّجاز ما جاء على الجمع
ووقع معناه على الاثنين)”" .
ومن الأمثلة على ذلك قول أبي عبيدة في تفسير قوله تعالى: #لَوَلُوا
وهر عَسَتْهُمْ فيص هِنّ اّمع [التوبة: ۹۲]: «والعرب إذا بدأت بالأسماء قبل
الفعل جعلت أفعالها على العدد» فهذا المستعمل. وقد يجوز أن يكون
الفعل على لفظ الواحد كأنَهُ مقدمٌ ومؤخرٌء كقولك: وتفيض أعينُهُم .
كما قال الأعشى:
نإ تغهدييِي وَلِى لِمّة فن الحَوادث أودى بها"
ووجه الكلام أن يقول: أُودِينَ بهاء فلما توسّعَ للقافية جار على
التحس”". كأنه قال: فإنه أودى الحوادث بها“ . وهو هنا يشير إلى
حال الفعل مع الفاعل في حال المثنى والجمع» وهذا من الأساليب
النحوية.
وربما اختلت المفسرون في حمل الآية على معنى بعض الشواهد
من شعر العرب» ومن ذلك أن أبا عبيدة قد ذهب في تفسير قوله تعالى :
ووذ فنا إِلَْكيكة أَسَجُدُوا لِآدَم* [البقرة: 5*] وأمثالهاء إلى أن معناه:
«وقلنا للملائكة» و«إذ» من حروف الزوائد» وقال الأسود بن يعفر :
َإِذَاردَلكَلامَهَاهَلِذِكْرِ والدهِرٌيمْقِب صَالحاً يمساو
ومعناها: وذلك لا مَهَاءَ لِذِكْرو. لا طعم ولا فضلء وقال
عبد مناف بن ربع اذل وهو آخر قصيدة :
١ 7٠١ 1۷ء وانظر: تأويل مشكل القرآن - ۸/١ وانظر: ۱۸/١ مجاز القرآن )١(
TO CAY كط
(۲) انظر: ديوانه ۲۲۱. (۴) لعل معناها: عكس الكلام.
(5) مجاز القرآن ۲٦۷/۱ -158.
(5) لا مَهّاه: أي: لا بقاءء وهی بالهاء لا بالتاء. انظر: ديوانه ۱۷ء والمفضليات ۲۲۰.
صلة الشاهد الشعري بالتفسير اللغوي
حتى إذًا أَسْلَكُوهُمْ في قُتَائِدَةٍ شلا كمَاتَطردُ الجَمَّالةٌ لشرد
معناه: حتى أسلكوهه""'. وهذان الشاهدان اللذان ذكرهما أبو
عبيدة يصحان في (إِذا) وليس في (إذ)» فالكلام هنا مختلف. وقد تعقبه
الطبري فقال: «زعم بعض المنسوبين إلى r بلغات العرب من أهل
البصرة» أن تأويل قوله: لواد قال ريلك [البقرة: :]۳١ وقال ربك. وان
+4 من الحروف الزوائد» وأن معناها الحذفٌ. واعتل لقوله الذي وصغنا
عنه في ذلك ببيت الأسود بن يعفر...) . ثم ساق الشاهدين. ثم عقب
على ذلك بقوله: «قال بو جعفر: والأمر في ذلك بخلاف ما قال» وذلك
أن 4 حرفٌ يأتى ؛ بمعنى الجزاء» ويدل على مجهول من الوقت» وغير
جائز إبطال حرف كان دلیلا على معنى في الكلام. إذ سواء قيل قائل :
هو بمعنى التطول» وهو في الكلام دليل على معنئ مفهوم - وقيل آخر في
جميع الكلام الذي نطق به دليلاً على ما أريد به: هو , بمعنى التطوّل .
وليس لما ادعى الذي وصفنا قوله في بيت الأسود بن يعفر أن
(إذا) بمعنى التطول وجه مفهوم» بل ذلك لو حذف من الكلام لبطل
المعنى الذي أراده الأسود بن يعفر من قوله:
0 ذا وذ لك لامَهَاَلِذِكره
وذلك أنه أراد بقوله: «فإذا»: فإذا الذي نحن فيه» وما مضى من
عيشنا. وأشار بقوله: «ذلك» إلى ما تقدم وصفه من عيشه الذي كان فيه
دلا مهاه لذكره» يعني: لا طعم له ولا فضل؛ لإعقاب الدهر صالح ذلك
بفساد. وكذلك معنى قول عبد مناف بن ربع :
حتى إا أُسْلَّكُوهُمْ في قُتَائِدةٍ شلا eens
7/7 .
(۲) مجاز القرآن ۱ ۔ 5”_ ۳۷.
el الشاهر (لشعري في تفسير القرآن الكريم
لو أسقط منه إذا بطل معنى الكلام؛ لأن معناه: حتى إذا أسلكوهم
فى قتائدة سلكوا شلاً. فدل قوله: الأسلكوهم شلاً» على معنى
المحذوف» فاستغنى عن ذكره بدلالة (إذا) عليه فحذف» كما قد ذكرنا
فيما مضى من كتابنا على ما تفعل العرب في نظائر ذلك» وكما قال
النمر بن تولب:
فإِنّ المنبّة مَنْيَخْيَِهَا | فسوفتصادفة ابت"
وهو يريد: أينما ذهب.. . إلخ»'.
وفي المثال السابق ما يدل على ما قد يقع من الخطأ في الاستشهاد
بالشاهد الشعري» فأبو عبيدة قد استشهد بشواهد على «إذا»» في موضع
كان ينبغى له أن يورد فيه شواهد على (إِذْاء ولذلك تعقبه الطبري.
ومن أمثلة ذلك ما ذكره القرطبي حيث يقول: «قوله تعالى: ##وإدًا
جَآءَهمَ مر من لمن [النساء: ۸۳] فى (إذا» معنى الشرطء ولا يجازى بها
وإن زيدت عليها «ما» وهي قليلة الاستعمال. قال سيبويه: والجيّد ما قال
كعب بن زهير :
وإذامَا تشاءةتبعثُمنها مغرب الشمس تاشِطاً مَذعُورا“
يعني أن الجيد لا يجزم بإذا «ما» كما لم يجزم في هذا البيت»“ .
فهو هنا قد اتخذ من الشاهد الشعري دليلا على ما ذهب إليه من
استحسان عدم الجزم ب«إذا» كأسلوب من أساليب العربية» وأن الجيد هو
رفع ما بعد إذا على ما يجب فيهاء وهو أجود من الجزم بها . وهذا
استدلال بالشاهد الشعري على الأسلوب اللغوي الجيد.
.٠١١/١١ وخزانة الأدب 21١47 البيت فى الصناعتين )١(
.٤٤١ _ ٤۳۹/۱ تفسير الطبري (شاكر) )5(
(۳( انظر : ديوانه رف
() الجامع لأحكام القرآن ۱۸۸/۳» .١5١/١
(0) انظر: الكتاب لسيبويه ۳/ 57.
صلة الشاهد الشعرى بالتفسير اللخوى
آذآ صصص ا کا ¥ سد
الثاً: الاستدلال بالشاهد الشعر ي للحكم بعر بية الألفاظ والأساليب :
يعقب المفسرون على بعض المفردات أو الأساليب بوصفها
بالفصاحة» أو الجودة» أو ناسبين تلك اللغة إلى قبيلة من قبائل العرب».
معتمدين في ذلك الحكم على شاهد من شواهد الشعرء ويكثر ذلك عند
الموازنة بين القراءات القرآنية» ولا سيما الإمام الطبري.
ومن ذلك قوله ينه : يمول لاسن ومين أن اليه عد 9 [القيامة: ]٠١
وبفتح الفاءء قرأ ذلك قرأةً الأمصار؛ لأن العين في ١يَمْعِل) مكسورة»
وإذا كانت العين من «يفعل» مكسورة. فإن العرب تفتحها فى المصدر
منه» إذا نطقت به على «يفول)ء فتقول: كب قر مَفَْاً. بمعنى: فراراًء كما
قال الشاع"'؟:
بالبّكر أنِروالي كليباً بالبّكرأينَ أن الفراة9)
فإذا أريد بهذا هذا المعنى من مَفْعلٍ قالوا: أين المَمَرّ؟ بفتح الفاء.
وكذلك المدّبٌ من دب يَدِبّء كما قال بعضهم:
كأنّ بقايا الألْرٍ فوق متونه مَدَبُ الدَبَى فوق الما وهو سارح"
وقد يُنشَّدُ بكسر الدال» والفتح فيها أكثرء وقد تنطق العرب بذلك»
وهو مصدر بكسر العين» وزعم الفراء أنهما لغتان» وأنه س جاءَ على
مَدَبٌ السيل» ومَّدِبٌ السيل» وما في قميصِه مَصَح ومَصِعٌ)*'. فهو قد
جعل الشاهد الشعري مستنداً في تصحيح اللغتين في الكلمة» وذلك بناء
على رواية الفراء وهو ثقة لذلك عن العرب*'.
ومن الأمثلة كذلك قوله: «والصواب من القول في ذلك:
ا
3
.55 هو مهلهل بن ربيعة. (۲) انظر: ديوانه )١(
إفرة لم أجده.
(5) تفسير الطبري (هجر) 1۸۲/۲۳ - 187.
(5) انظر: معاني القرآن للفراء ”/ .5١١
7 الشاهر (لشعري في تفسير القرآن الكريم
الشَّهابَ إذا أريد به أنه غير القَبس» فالقراءة فيه بالإضافة؛ لأنَّ معنى
الكلام حينئل ؛ ما ينا من أنه شعلَة قبس كما قال الشاع :
في كفوص EEE ف استان كث لةالق )۲(
وإذا أريد بالشهاب أنه هو القَّبِّسَء أو أنه نعت له» فالصواب فى
50 التنوين؛ لن الصحيح ي كلام العرب تر 0 0 إلى
غير نفسه وغير نعته) 0 وهذه مسألة نحوية .
ويقول الطبري : ((ومعنى قولهم : #لم يتسَلّه يَكَسَنّهُ [البقرة ۰ لم تأت
عليه السنون فيتغير» على لغة من قال: أَسْنَهْتَ عندگم» اسه إذا قام
سب كما قال الشاى ©2:
0 م © س اس 5 8 ارسق »> 1 5 (o)
وليست بسّنهاء ولارجبية ولكن عرايا في السنين الجوائح
فجعل الهاء في السنة أصلاًء وهي اللغة الفصحى»”.
ومن الأمثلة كذلك قول القرطبي عند تفسير قوله تعالى : وشخ
أَلصُورٍ ذا هم س ادات ِل رهم دسو 4 زديس: .]٥١ 0
القبور.
وقرئ بالفاء: (من الأَجدَافِ)” "'. ذكره الزمخشري”* '. يقال: جد
ر ہے
.٠١6 هو أبو زبيد الطائي . (۲) انظر: ديوانه )١(
(۳) تفسير الطبري (هجر) ٩/۱۸ .
(6) هو سويد بن الصامت الأنصاري» ويقال: أحيحة بن الجلاح.
(5) الأمالي 25١/١ سمط اللآلي .”5١
(5) تفسير الطبري (شاكر) .51١/6
(۷) أنكرٌ بعضهم جمع أجداف» وذكروا أنه لم ينقل.عن العرب» وذهب آخرون إلى أن
الفاء والثاء تتعاقبان على الموضع الواحد» وذهب السهيلي إلى أنه بالفاء أصل .
انظر: البحر المحيط 7/ 275768 معجم القراءات للخطيب 7/17 419.
(۸) انظر: الكشاف .7١/5
صلة الشاهد الشعرى بالتفسير اللغوى ۷۷
٠ 2 5
ماخر 8ه
وجَدَف. واللغة الفصيحة الجدث بالثاء» والجمع أَجْدَثٌ وأَجَدَاتٌ» قال
المتنخل الهُذَلِيٌ :
عَرَفْتُ بأَجَدْثِ فَيِعَافعِرْقِ عَلامَاتٍ كَتَحْبِيْرٍ النمَاط".
رابعاً : الاعتماد على الشاهد الشعري في توجيه القراءات :
يعتني المفسرون في كتب التفسير بتوجيه القراءات القرآنية من حيث
الإعراب» ويستعينون على ذلك بشواهد الشعر التي تؤيد مذاهبهم
الإعرابية. وهذه المواضع من أكثر المواضع التي يلجأ فيها المفسرون إلى
دعم ما يذهبون إليه من الاراء بالشواهد الشعرية» ولا سيما النحوية
منها. ومن الأمثلة على ذلك:
عند تفسير ابن عطية لقوله تعالى: ##مُحَدِعُونَ الله وَألَذينَ عَامَبُوَاْ وَمَا
دعوت إلا اسهم وما يعت ©4 [البقرة: 4] قال: «واختلف القراءً
في #يحيعُونَ4 الثاني» فقرأابن كثير ونافع وأبو عمرو:
#يحيِعُونَ#... فوجة قراءة ابن كثير ومَنْ ذُكِرَ إحراز تناسب اللفظ
وأن يُسَمََى الفعل الثاني باسم الفعل الأول المسبب له» ويجيء ذلك
كما قال الشاع 7" :
ألالا يَجْهَلَنْ أحعلينًا فنجهل فوق جهل الجاهلينًا*
فجعلّ انتصارَةٌ جُهلا . حيث وة قراءة ابن كثير ومن وافقه أنه
من باب تناسب اللفظء وأن قوله ية ههنا بمعنى : يدوت ؛
«فإنٌ فاعلّ قد جاءَ والفعل فيه من واحدء كعاقبتٌ اللصّء وطارقت
النَعلَء وإِنَّمَا جاء ههنا فَاعَلَ بمعنى فَعَلَ لِيُشَاكلَ لفظهُ لف الأَوَّلِء وإن
: أَجدُث ونِعَافٍ عِرْقِ أسماء مواضع. والتْمَاط جمع تَمَطِء وتحبير أي: تنقيش . انظر )١(
.٠١١١/۳ شرح أشعار الهذليين
(۲) الجامع لأحكام القرآن ۲۸/۸. (۳) هو عمرو بن كلثوم.
.١١١/١ المحرر الوجيز )5( .١189 انظر: ديوانه )٤(
۰A j الشامر الشعري في تفسير القرآن الكريم
كان المعنى غير الأول طلباً لمزاوجة اللفظ)"'“. واستشهد على صحة
ذلك» وأن العرب تفعله» بقول الشاعر”"'.
وقال ابن عطية عند تفسيره لقوله تعالى: لوان من َة عَمَتْ عن آَم
يا وَِسلِو4 [الطلاق: ۸]: «وقرأ ابن كثير وعبيد عن أبي عمرو: «وَكَائْنْ)
ممدود د مهمو" كما قال الشاعر:
وكائن بالأباطح من ع صدیف )7 . eens
فقراءة أبي عمرو هنا صحيحة» وابن عطية يلتمس ما يشهد لهذه
القراءة من اللغة» فاستشهد بالشاهد الشعري على صحة هذا الوجه لغة.
وقال ابن عطية: «وقراءة أبي بن كعب فيما حكى الكسائي: «أو
يُسَلِمَوا؛ بنصب الفعل على تقدير: أو يكون أن يسلمواء ومثله من الشعر
قول امرئ القيس :
فنقلتٌله: لاتبك عَيناكَ إِنّمَا تُحاول ملكاً أو موت فَنُعذرا"
يروى: نموت بالنصب» وتموتُ بالرفع. فالنصبٌ على تقدير: أو
يكونّ أنْ نموت» والرفع على القطع : أو تحن تَموث)20".
فهو هنا يشير إلى القراءة في قوله تعالى : #قل لَلْمْحَلّفِينَ من الأعراب
سندعون إل فوم ولي باس سيد لوجم أو دما 5 [الفتح: ]١١ فقد ا
الجمهور بإثبات النون رفعاً. وهو عطف على #قيلوتم»» أو على
الاستئناف» على تقدير : أو هم يسلمون.
.150 755/١ الموضح في وجوه القراءات وعللها لابن أبي مریم )١(
(۲) انظر: السبعة»١5١» النشر .۲١۷/۲ (۳) انظر: السبعة 579.
(4) صدر بيت لجرير» وعجزه:
| يّراني لو أَصِبْتُ هو المُصَابًا
انظر: ديوانه .1٤۹/۱
(0) المحرر الوجيز .٤١/١١ (6) انظر: ديوانه 756.
(0) المحرر الوجيز ٠١7/١65
صلة الشاهد الشعرى بالتفسير اللغوى
ي ي 1
وقرأ بُ بن كعب» وزید بن علي» وعبد الله بن مسعود: 5
يسْلِمُوا» بحذف النون» وهو منصوب بتقدير (أن) في قول الجمهور من
البصريين على تقدير: إلا أن يُسُلِموا. وعند الكسائي والجرمي على
تقدير: (حتى يسلموا)”'. 1 1
ويقول القرطبي : «وقرأ طلحة بن سليمان: اليدرككم برفع الكاف
على إضمار الفاء. وهو قليل لم يات إلا في الشعر نحو قوله:
مَنْ يَفْعَل الحَسَّنَاتٍ الله يَشكرها""
أراد: فالله يشكرها)”". وهو هنا يشير إلى قوله تعالى: #أأيّنَما
روا درك لْمَوَثُ* [النساء: 78] وقد رَد ابن مُجاهد هذه القراءة في
العربية» وحكم عليها أبو حيان بالضعف”. غير أن ابن جني لم يرتض
ذلك وقال: «وهو لعمري ضعيف في العربية» وبابه الشعر والضرورة» إلا
أنه لیس بمردود؛ لآأنه قد جاء عنهمء ولو قال [أي ابن مجاهد]: مردود
في القرآن لكان أصح معنى» وذلك أنه على حذف الفاءء كأنه قال:
فيدرككم الموت.
وقد ظهر اهتمام المفسرين بالشعر في فهم الدلالة اللغوية للألفاظ
القرآنية مبكراً منذ بدء التفسير» فقد كان المفسرون من علماء اللغة الذين
يحرصون على حفظ الشعرهء وقراءة الدواوين ودراستهاء حتى ذكر
الواحدي أنه درس اللغة ودواوين الشعراء على شيخه العروضي ثم قال:
«وقرأت عليه الكثير من الدواوين» وكتب اللغة» حتى عاتبني شيخي
- ن - يوماً من الأيام» وقال: إنك لم تبق ديواناً من الشعر إلا قضيت
)١( انظر: معاني القرآن للفراء ”/١لاء معاني القرآن للزجاج 255/5 إعراب القرآن
للنحاس 41/7 الكشاف ۱۳۸/۴ . البيان للأنباري ۲/ ۴۷۷ مغني اللبيب 5؟17.
(9) الجامع لأحكام القرآن ؟/ 187 . )٤( البحر المحيط ۲۹۹/۳.
.197/١ المحتسب )0(
7 (لشامر (لشعري في تفسير القرآن الكريم
حقه» أما آن لك أن تتفرغ لتفسير كتاب الله العزيزء تقرأه على هذا
الرجل الذي يأتيه البعداءً من أقاصى البلاد» وتتركه أنت على قرب ما
بيننا من الجوارء يعني الأستاذ الإمام أحمد بن محمد بن إبراهيم
التعلبي يدانه .
وهذا الطبري يقول فى التأكيد على أن الشواهد الشعرية الصحيحة
عمدة المفسر في معرفة الدلالة اللغوية للألفاظ القرانية فيقول في ذلك :
«وأصحهم برهاناً فيما ترجمٌ وبَيِّنَ من ذلك مما كان مدركاً من جهة
اللسان» إما بالشواهد من أشعارهم السائرة» وإما من منطقهم ولغاة
المستفيضة المعروفة. .)”'*.
بل لم يكن هذا محل عناية المفسرين فحسب» بل إن ابن هشام في
السيرة النبوية» يعرض لتفسير بعض الآيات مستعيئاً على ذلك بالشعرء
فمن ذلك: «قال ابن هشام: (أَيَانَ مرسّاها) : متى مرساها. يعني بذلك :
# يستلوتك عن السَاعة ايان سيا ل إا مها عند رى [الأعراف: ]١407 قال
قيس بن الحدادية الخزاعث”" :
َجِنْتُ وَمَحْفَى لسر بني وبنت لأسألَهًا أبَانَ مَنْ سار رَاجع
)١( مقدمة تفسير البسيط للواحدي ۲۲۸/۱ - ۲۲۹ رسالة دكتوراه بتحقيق الدكتور محمد بن
صالح الفوزان.
(۲) تفسير الطبري (شاكر) .47/١
(۳) هو قيس بن منقذ بن عمرو بن عبيد بن ضاطر الخزاعى» والحدادية أمه من شعراء
الجاهلية» كان فاتكاً شجاعاً خليعاً» خلعته خزاعة بعكاظ» فلا تحتمل جرائره. انظر :
الأغانى .١55/١5
(5) انظر: الأغاني .٠١٤/٠١
صلة الشاهد الشعري بالتفسير اللغوي ۱
... ومرساها: منتهاهاء وجمعة: مَرَاسِء قال الكميت بن زيد
الأسدي :
والمصيبين باب ما أخطّأ النّا س رمرسّىی قواعد لاشلا
8 اس 5 5 وو امات
ومُرْسَى السفينة: حيث تنتهى)7'.
وكذلك أشار شراخ الشعر» وجامعو المَجموعات الشعرية إلى
أهمية الشعر فى تفسير القرآن» قال القرشى فى مقدمة مختاراته من شعر
العرب: «هذا كتا جَمْهَرَةِ أشعار العرب في الجاهلية والإسلام الذين
نزل القرآن بألسنتهم» واشتقت العربية من ألفاظهم» واتّخدت الشواهدٌ في
معاني الحديث من أشعارهم» "وقال أبو هلال العسكري وهو يعدد
فضائل الشعر: «ومن ذلك أيضاً أن الشواهد تنزع من الشعرء ولولاه لم
يكن على ما يلتبس من ألفاظ القرآن» وأخبار الرسول شاهد)”'.
موه موه ص
.75١87/7 انظر: ديوانه ۱۷۸/۲. (؟) السيرة النبوية )١(
.١178 الصناعتين )٤( .١١ جمهرة أشعار العرب )۳(
جه دج ددرو یب
الشاهر (الشعري في تفسير القرآن الكريم
المبحث السابع
الرد على التشكيك ف الشعر الجاهلي
وخطره على تفسير القرآن
العربٌُ أهلّ فصاحة وبَيَانِء وأهل شِعْر وحَطابة» وقد «كان الشعر
في الجاهلية عند العرب ديوان علمهم. ومنتهى حكمهم. به يأخذون»
وإليه يصيرون”''» وقد أنزل الله القرآن الكريم بلسان عربي مبين» وكان
نزوله حادثة فريدة في تاريخ البشر» وفي تاريخ الأنبياء صلوات الله
عليهم» ولذلك «... كان الذين آمنوا بهذا الكتاب كتاب الله هم
العربٌ الجاهليين أصحاب «الشعر الجاهلي»» فصورة هذا العصرء وضور
ِجَالهِ أَسَاسنٌ لا غِنَى عنه في قضية صحة الشعرٍ الجاهلي» وفي قضية
صحة روايته)"'' .
وقد تَحدَّى الله العرب أن يأتوا بمثل هذا القرآن» وكان إعجاز
القرآن الذي تحدى الله به العربَ إعجازا بيانيا مرتبطا بلغتهم العربية»
التي يُمثْلٌّ الشعرٌ أعلى مُستوياتهاء ولا سيما شعر الجاهلية «الذي هو
أقوى الشعر وأفحله»"» وهو الأصل الذي انبثق منه الشعر العربي في
سائر العصورء فكان الطعن في هذا الشعر طعناً في لغة القرآن» وطعناً
في شواهدها التي عَوَّلَ عليها المفسرون» وذلك لأنَّ مطالبة العرب بأن
يؤمنوا بأن محمداً يله رسولٌ من الله أرسله إليهم. يبلغهم عن ربهم»
.١7 9 الصناعتين )۳(
الرد على التشكيك في الشعر الجاهلي وخطره على تفسير القداف __| 7187 ] __
حقيقة تاريخية واقعة لا شك فيها؛ لأنه «مُحالٌ أن يفجأ الله عباده من
عرب الجاهلية بهذا التبيّن الذي طالبهم به» وهم جلو من القدرة عليه
فكان لزاماً أن تكون لهم قدرة يعلمها سبحانه فيهم» وإن جهلوها هم من
أنفسهم من قبل أن يطالبوا بهذا التبين» وإلا يكن ذلك كذلك» كانت
المطالبة تعجيزاً محضاً لعباده» يسقط منهم التكليف الذي تقتضيه هذه
المطالة»“.
وقد تعرض هذا الشعر في العصور المتأخرة إلى الطعن في صحته
من قبل عدد من الباحثين من المستشرقين والعرب» ونظراً لما لهذا
الطعن من خطر على ما يرتبط بهذا الشعر من الاستشهاد به في تفسير
القرآن الكريم» كان من الضروري التعرض لهذه المسألة بشيء من
الاقتضاب الذي يعطي صورة واضحة للمسألة» وذلك في النقاط التالية :
أقسام الشعر الجاهلي من حيث الصحة :
الشعر الجاهلي كغيره من جوانب تاريخ الجاهلية كان يعتمد الرواة
في نقله على الحافظة» والرواية الشفوية في معظمه» وقد اعتراه ما اعترى
غيره من المسموعات من اختلافي في الرواية: أو تزيّل فيها أو في
بعضهاء وربّمًا تعض للوضع والاختلاق» ولذلك يمكن تقسيم الشعر
الجاهلي من حيث الصحة ثلاثة أقسام :
الأول: شعر صحيح لا سبيل إلى الشك فيه:
وهو الذي أجمع العلماء الثقات على صحته» وفقاً لخبرتهم بهذا
الشعرء وكانوا كثيراً ما يعتمدون على حسهم الشعري النقدي» الذي
اكتسبوه بعد معاناة شاقة في جمع تلك المادة ودراستهاء التي أثمرت
معرفة واسعة في تمييز صحيح الشعر من منحوله» ومن ذلك أن حماداً
.٠١١ قضية الشعر الجاهلي في كتاب ابن سلام )١(
الراوية أنشد بلال بن أبى بردة شعراً مدحه بهء فقال بلال لذي الرمة:
كيف ترى هذا الشعر؟ قال ذو الرمة: جيدء وليس له! قال بلال: فمن
يقوله؟ قال: لا أدريء إلا أنه لم يقله» فلما قضى بلال حوائج حماد.
قال له: أنت قلت هذا الشعر؟ قال: لاء قال: فمن يقوله؟ قال: بعض
شعراء الجاهلية» وهو شعر قديم» وما يرويه غيري. قال: فمن أين علم
ذو الرمة أن ليس من قولك؟ قال: عرف كلام أهل الجاهلية من كلام
أهل الإسلام'''» ولذلك ذهب ابن سلام إلى أن ما اتفق عليه العلماء
فليس لأحد أن یخرج منه”" .
وما ذاك إلا لقوة تلك الملكة النقدية التي تميز بها العلماء والرواة
فى زمن الرواية الأول» والتى جعلت خلفاً الأحمر يقول حينما قال له
قائل : إذا سمعث أنا بالشعر أستحسنه» فما أبالى ما قلت فيه أنت'
وأصحابك» فقال خلف راداً عليه: إذا أخذت أنت درهماً فاستحسنته»
فقال لك الصرّافٌ: إنه رديء» فهل ينفعك استحسانك له؟”" .
وهذا القسم يُمثل جل المحفوظ مِن شعر الجاهلية» وهو الذي
اعتمد عليه المفسرون واللغويون والنحويون في الاستشهاد والاحتجاج»
وقد حفظ عبر الرواية الصحيحة» واستقر في الدواوين الموثوقة حتى
اليوم.
الثاني: شعر متحول مصنوع:
وهو شعر ساقط» لا يعتد به» تعددت أسبابس وضعه فمنه ما وضعه
القُصَّاص؛ لتحسين قصصهم بالشعرء إذ كانوا على معرفة تامة بمحبة
العربي للشعرء وكان الشعر بمثابة الدليل على تأكيد صحة ما يقولون»
ولذا وضعوا شعراً على لسان آدم والأنبياء والعرب البائدة”*'.
.5/١ انظر: الأغاني 88/5. (؟) انظر: طبقات فحول الشعراء )١(
.6/١ انظر : طبقات فحول الشعراء 20 ./١ طبقات فحول الشعراء (۳)
الرد على التشكيك في الشعر الجاهلي وخطره على تفسير القران 10
وهناك أشعار وضعت على ألسنة الحيوانات ٠" وأشعار سبب
نحلها العصبية القبلية» ورغبة أفراد القبيلة في رفع شأن عشيرتهم.
فيذكرون من الأمجاد والوقائع ما ليس له .
والذي يعني البحث أن هذا الضرب من الشعر ساقط لا يُحْتَجّ ولا
يُستشهد به على ألفاظ القرآن ولا تفسير آياته» ولذلك يقول ابن سلام:
(وفي الشعر مصنوع مفتعل موضوع كثير لا خير فيه» ولا حجة في
عربيته... وقد تداوله قوم من كتاب إلى كتاب» لم يأخذوه عن آهل
البادية» ولم يعرضوه على العلماء» وليس لأحد - إذا أجمع أهل العلم
والرواية الصحيحة على إبطال شيء منه أن يقبل من صَحِيمَةَء ولا يروي
(WD. r“
عن صحمي٠
وهذا القسم قد مَخخصه العلماءء وأسقطوه من المصنفات منذ
العصور المتقدمة» ومن ذلك أن ابن هشام (ت۲۱۸ه) قد أخذ على عاتقه
مهمة تنقيه سيرة ابن إسحاق مما شابهاء فتعقب أبن إسحاق ونقد الشعر
الذي آورده» ون الفاسد الموضوع وأسقطه. وأوضح نقد العلماء له
وذكر الروايات الصحيحة .
شك عة قاد حا عل بها قضية الاستشهاد بالشعر: وذلك لتدرته في كيب
التفسير» ومن أمثلته النادرة ما أورده المفسرون في مواضع متفرقة من
نَأنْكّرتني وما كانَ الذي نَكِرَّثْ 2 من الحوادث إِلَا الشّيبَ والصَّلعًا
فقد استشهد به المفسرون» في حين قد اعترف أبو عمرو بن
.۷۳١/۲ انظر: الكامل )١(
(؟) انظر: طبقات فحول الشعراء .55/١ (۳) المصدر السابق .٤/١
(6) انظر: السيرة النبوية .٤/١
(0) مجاز القرآن 2597/١ تفسير الطبري (هجر) /١7 7/ا5, 040/7.
(إلشا شعر ئ فى تفسير القرآن
UJ= هر الشعري في تفسير القرآن الكريم
العلاء كاه بوضعهء وإضافته لقصيدة الأعشى '.
الثالث: شعدْ مُخْتََفْ فيه بين العلماء والرواة:
منذ الصدر الأول للرواية. حتى قال ابن سلام : (اوقد اختلف
العلماء بعد فى بعض الشعرء كما اختلفت فى سائر الأشياء فأما ما
اتفقوا عليه فليس لأحد أن يخرج منه». وهذا الضرب قد يبدو كثيراًء
غير أن الدراسات المتأنية قد أثبتت أنه ضئيل جداً إذا ما قورن بما وثقه
العلماء الأثبات» والرواة العدول» وقد كان للاختلااف بين العلماء أثر
كبير في تضخيم هذا الضرب» وكثرة الدراسات حوله» ويمكن فهم مثل
هذا الاختلاف إذا عُلِمَ أن الرواة لم ينهلوا من مصدر معيّن وحيد» بل
لكل راوية مصادر متعددة» فضلاً عن اختللاف المناهج التى تجعل
المقبول عند راوية مرفوضاً بعينه عند راوية آخرء ناهيك عن النزاعات
المذهبية التي وسعت دائرة هذا الضرب حتى أصبح كل فريق يرمي الآخر
بالصنعة والوضع» انتصاراً للرأي» ورمياً للطرف الآخر بالانتحال. وقد
الشعر فلم يظفر إلا بعد قليل من الأبيات» ولم يَسْلَم له أكثرها” ".
التشكيك في الشعر الجاهلي بين القدماء والمعاصرين :
شكك بعض العلماء المتقدمين في بعض الأبيات والمقطعات
الشعرية» ورموها بالوضع والصنعة» وانتقدوا عدداً من الرواة الذين عرفوا
بالكذب في رواية الشعرء وكانوا يرمون من وراء ذلك إلى تنقية الشعر
الجاهلي مما شابه من الكذب» والحرص على سلامته» والحرص قبل
ذلك على لغة العرب التي هي لغة القرآن الكريم» وكان ذلك دليلاً على
.١15١ وانظر: انظر: ديوان الأعشى ۲۹۳/١ مجاز القرآن )١(
.٤/١ طبقات فحول الشعراء )۲(
انظر: الشعر المنحول للدكتور فضل العماري» ط. مكتبة التوبة. )۳(
الرد على التشكيك في الشعر الجاهلي وخطره على تفسير القباف __[ 711 | __
الأمانة العلمية التي تحلى بها أولئك النفر من العلماء الناقدين.
والجهابذة العارفين بكلام العرب وأشعارها.
ولما جاء العصر الحديث» أحيا بعض الباحثين قضية الوَضْع في
الشعر الجاهلي» واقتطعوا من كلام المتقدمين ما يوافق أهوائهم من
الطعن في صحة الشعر الجاهلي» وكان الباعث عند هؤلاء المعاصرين
من المستشرقين وأتباعهم هو الطعن في الشعر الجاهلي» واتخذوا ذلك
مطية للطعن في القرآن الكريم ولغته» والمتأمل لدراسات المستشرقين
يلحظ رَغبة نمر من المستشرقين في التعرض إلى مفتريات كاذبة تتجه
وجهة الهدم في الإسلام» والطعن في النبوة والقرآن» دون أن يكون لهذه
المفتريات صلة بالبحث الأدبى الخالص» بل تؤكد الحقائق الواضحة
أنهم ما تكلموا في الآأدب والشعر الجاهلي لوجه الأدب» بل من أجل
الطعن في الإسلام والقرآن؛ ولذلك تصدَّى العلماء لرد هذه الأباطيل»
وبالغوا في ذلك حياطة للقرآن» وحماية للغة العربية.
وفيما يلي عرض لقضية الانتحال في الشعر الجاهلي» وتاريخ هذه
المسألة منذ كتب فيها العلماء المتقدمون ما يسعى في توثيق الشعر
وحفظه» حتى المعاصرين الذين كتبوا ما يوهي من شأن هذا الشعرء
ويشكك فيه» مع عرض أدلة الفريقين» وأقوالهم.
أولا: القدماء:
كان للمفضل الضبى الكوفى (ت۸١١ه)'» والأصمعى
(ت٣٣۲ه)" سبق في نقد الرواة الكذابين وبيان ما كذبوا فيه» غير أن
أول من بحث هذه القضية بحثاً منظماً مستفيضاً هو محمد بن سلام
الجمحي (ت١”17ه)» وعزا أسباب الوضع إلى عاملين أساسيين: العصبية
القبلية» والرواة الوضاعين» فقد رأى أن بعض القبائل كانت تتزيد في
.٤۸ - 55 انظر: الأغاني 84/5. (۲) انظر: مراتب النحويين )١(
1۸ الشامر (الشعري في تفسير القرآن الكريم
أشعارهاء وتنحل شعراءها شعراً لم يقولوه» فأوضح ذلك في قوله: «لما
راجعت العرب رواية الشعر وذكر أيامها ومآثرهاء استقل بعض العشائر
شعر شعرائهم» وما ذهب من ذكر وقائيهم» وكان قومٌ قد فلت وقائعهُم
وأشعارهم» وأرادوا أن يلحقوا بمّن له الوقاتعٌ والأشعارء فقالوا على
ألسن شعرائهم» ثُمَّ كانت الرواة بعد فزادوا في الأشعار»“. وقد بَيّنَ ما
أضافه القرشيون في شعر شعرائهم» فطولوا قصيدة لأبي طالب في مدح
رسول الله يل وَذَكَرَ ما حُمِلَ على حسان بن ثابت وء وقد لَحَط أن
بعض أبناء الشعراء الأعراب كانوا يفدون إلى المدن ويستنشدهم الرواة
شعرٌ آبائهم فينشدونهم» فإذا نفد ما لديهم زادوا في الأشعارء كما فعل
داود بن متمم بن نويرة. قال ابن سلام: «أخبرني أبو عبيدة» أن ابن
داود بن متمم بن نويرة» قدم البصرة في بعض ما يقدم له البدوي من
الجلب والميرة. . . فسألناه عن شعر أبيه متمم» وقمنا له بحاجته وكفيناه
ضيعته» فلما نفد شعر أبيه» جعل يزيد في الأشعار ويصنعها لناء وإذا
كلام دون كلام متمم» وإذا هو يحتذي على كلامه فيذكر المواضع التي
ذكرها متمم؛ والوقائع التي شهدهاء فلما توالى ذلك علمنا أنه
يفتعله»» ولم يَخْفَ هذا الشعرٌ المصنوع على الرواة الناقدين» فكانوا
يرفضونه .
- طرائق المتقدمين في التمحيص والتثبت:
١ - التضه على الرواة الكذاددين:
بدأ نقد الرواة الكذابين بما قاله المفضل الضبى الكوفى (0ت58١ه)
الذي نقد حَحمّادَ الراوية وبيِنَ أكاذيبة”" ع وكذلك فعل الأصمعي
(ت١1ه) حين نقد خلفاً الأخمر^ . ثم تصدى للأمر ابن سلام فب
)١( طبقات فحول الشعراء .0/١ (۲) طبقات فحول الشعراء ٤۷/١ -
(۳) انظر: الأغاني 864/5. (6) انظر: مراتب النحويين 55 .٤۸-
الرد على التشكيك في الشعر الجاهلي وخطره على تفسير القرآن E
على الرواة الكذابين كحمّاد الراوية» ورفض مروياته› وس 7 فساد روایته ›
وحذّرَ منه» فقال: «وكان أول من جمع أشعار العرب» وساق أحاديثهاء
حماد الراوية» وكان غير موثوق به» وكان ينحل شعر الرجل غيره»
وينحله غير شعره» ويزيد في الأشعار»"''. وقال يونس بن حبيب:
«العجب ممن يأخذ عن حماد» وكان يكذب ويلحن ويكس.
- التذبيه على من يحمل الشعر المؤيف من غير الرواة:
وذكر ابن سلام صنفاً آخر من الرواة يحملون الشعر الزائف هم
رواة الأخبار والسيرء وأشار إلى ابن إسحاق راوي السيرة النبوية» فقال:
«وكان ممن أفسد الشعر وهجنه» وحَمّل كل غثاء منه محمد بن إسحاق بن
يسار... وكان من علماء الناس بالسير... فقبل الناس عنه الأشعارء
وكان يعتذر منها ويقول: لا علم لي بالشعر»ء أتينا به فأحمله» ولم يكن
ذلك له عذرأًء فكتب في السير أشعار الرجال الذين لم يقولوا شعراً قطء
وأشعار النساء فضلاً عن الرجال» ثم جاوز ذلك إلى عاد وثمود» فكتب
لهم أشعارا كثيرة» وليست بشعرء إنما هو كلام مؤلف معقود بقوافي»
أفلا يرجع إلى نفسه. فيقول: مَنْ حَمَّلَ هذا الشعر؟ ومن أداه منذ آلاف
السنين» والله تبارك وتعالى يقول: «ففطم دَابرٌ ألقَوم اَي وا [الأنعام :
٥ أي: لا بقية لهمء وقال أيضاً: ##وأَنك أَمَلَكَ اا الأول © ورا فا
اص 4D [النجم : دع «(f [o ,
وقال كذلك: «ولسنا تعد ما يروي ابن إسحاق له أي: لأبي
سفيان بن الحارث - ولا لغيره شعراًء ولأن لا يكون لهم شعرٌ أحسن من
أن يكون ذلك لھ»“
ولم يكن ابن سلام وحده الذي نبّهَ إلى فساد الشعر الذي يحمله
.54/١ المصدر السابق )۲( .٤۸/١ طبقات فحول الشعراء )١(
.۸/١ المصدر السابق )٤( .۸ - ۷/١ طبقات فحول الشعراء )۳(
vv. الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
ابن إسحاق ونقده» بل أخذ آخرون على عاتقهم مهمة تنقية الشعر مما
شابه من الزائف المصنوع» مثل ابن هشام صاحب السيرة النبوية
مت18١5؟ه) الذي عمل على تهذيب سيرة ابن إسحاق» وتعقب ابن
إسحاق فنقد الشعرء وبين الفاسد المصنوع» وأسقط الشعر الفاسد»
وأوضح نقد العلماء له» وذكر الروايات الصحيحة» وهكذ|"''.
وقد اعتذر ابن إسحاق بأنه لا علم له بالشعرء وأنه يؤتى به
فيحمله» ولم يرض ابن سلام بذلك العذر»ء فقال: «ولم يكن له ذلك
عذراًء فكتب في السيرة أشعار الرجال الذين لم يقولوا شعراً قطء
وأشعار النساء فضلاً عن الرجال. ثم جاوز ذلك إلى عاد وثمود» فكتب
لهم أشعاراً كثيرة» وليس بشعر.... فلو كان الشعرٌ مثلّ ما وضع لابن
إسحاق» ومثل ما رواه الصحفيون ما كانت إليه حاجة» ولا فيه دليل على
علم»".
ونقد ابن النديم ابن إسحاق كذلك» فقال: «ويقال كان يُعْمَل له
الأشعار ويؤتى بهّاء ويُسْأَلَ أن يُدخلها في كتابه السيرة فيفعل» فضَمّنَّ
كتابّه من الأشعار ما صار به فضيحة عند رواة الشعر)”".
هؤلاء العلماء الأثبات حين جرحوا الرواة وكذبوا الوضاعين وبينوا
الشعر الفاسد المصنوع» وثقوا من ناحية ثانية الشعر الصحيح» وعدلوا
الرواة الثقات» وشهدوا لهم بالدقة والأمانة والعلم. ففي الشعر الجاهلي
والإسلامي. شعر منتحل موضوع› ولم يكن النقاد القدامى غافلين عنه.
فقد نقدوه ومحصوه» وبينوا صحيحه من فاسده» ولكن ذلك الشعر
المصنوع لم يكن من الكثرة بحيث يضطرب الدارسون في معرفته» أو
يتخذون ذلك القليل الفاسد وسيلة لاتهام الشعر الجاهلي عامة» فإن من
."150 _ ٣٠١ انظر: السيرة النبوية ١/٤ء مصادر الشعر الجاهلى )١(
."5 الفهرست )” .۸/١ طبقات فحول الشعراء )۲(
التجاوز على الحق والخروج على أصول البحث العلمي» الغلو في تقدير
المنحول والمبالغة فيه اعتماداً على فرضيات لم تثبت» ولم تصح
تاريخياًء ومن الخطأ الفاحش أيضاً أن تؤخذ فكرة الانتحال مركباً ذلولا
لدفع كل ما يغمض على الدرس .
وإذا كان ابن سلام قد فتح للنقاد طريقاً يؤدي إلى تصحيح
المخطوء ورد المنحول ومعرفة الحق من الباطل» فإنه كذلك حذر
الباحثين ونبههم إلى أن ما اتفق عليه العلماء بالشعر» فليس لأحد أن
يخرج منه”"2. وذكر ابن سلام أن خلَادَ بن يزيد الباهلي قال لخلف بن
حيان أبى محرز وكان خلاد حسن العلم بالشعر يرويه ويقوله -: باي
شيء ترد هذه الأشعار التي تُروى؟ قال له: هل فيها ما تعلم أنت أنه
مصنوع لا خير فيه؟ قال: نعم» قال: أفتعلم في الناس من هو أعلم
بالشعر منك؟ قال: نعم» قال: فلا تنكر أن يعلموا من ذلك أكثر يما
تعلم أنت”"'. فهذا دليل على عدم اعتبار ما أسقطه العلماء بالشعرء
وأهل البصر بروايته.
ثانياً: عند المعاصرين:
بقيت هذه القضية قضية علمية في حدودها المقبولة» تبحث في
كتب الأدب وغيرهاء حتى كان العصر الحديث فأثيرت قضية الانتحال
مرة أخرى بصورة مغايرة» وتناولها المستشرقون والعرس» ومن هؤلاء
المعتدل المنصف» ومنهم المشتط المسرف المتحامل» وقامت مناقشات»
وكتبت ردود» وكان السبق في إثارة هذه القضية للمستشرقين ثم تبعهم
العرب في تناول هذه القضية.
- فأما المستشرقون فقد عرض المستشرق الفرنسي بلاشير قضية
.۷/١ انظر: المصدر السابق )5( .۸- ۷/١ انظر: طبقات فحول الشعراء )١(
_ا ل _(لشاهر (الشعري في تفسير القرآن الكريم
الشعر الموضوع عند المستشرقين بشيء من الإيجاز في كتابه «تاريخ
الأدب العربي»''. فذكر أن أول من تناول الموضوع هو المستشرق
الألماني تيودور نُولدكه''عام ©0614851١ »2 ثم تلاه ألفرت”*؟ عا
22205 وتابع هذين المستشرقين في آرائهما مستشرقون آخرون طوال
ثلاثين سنة هم: مويرء وباسيه» وبروكلمان» وليال"'» وهوار الذي كتب
مقالة بعنوان «مصدر جديد للقرآن» سنة ٤۱۹۰م على أن هؤلاء جميعا
لم يبلغوا في نظرية الانتحال من الشك والإسراف ما بلغه مرجليوث”"'.
فقد كتب عدداً من المقالات حول التشكيك في الشعر الجاهلي» كانت
مقالته الأخيرة التي نشرها بعنوان «نشأة الشعر العربي» سنة ١۱۹۲م - وإن
كانت متأخرة بالنسبة لغيرها من أعمق دراسات المستشرقين في اتهام
.,5١8- 1١9ا/ل (۱)
(۲) هو تيودور نولدكه 1١875( 1970م) يعد شيخ المستشرقين الألمان لكثرة بحوثه
ودقتهاء من أشهر كتبه «تاريخ القرآن» الذي حصل به على الدكتوراه. انظر: موسوعة
المستشرقين لبدوي .57١ _ ٤۱۷
(۳) انظر: دراسات المستشرقين حول صحة الشعر الجاهلي لعبد الرحمن ¿ بدوي .١١
00 هو المستشرق الألماني فلهلم لفرت ويكتب هو اسمه بالعربية على ما نشره من
دواوين وليم ألورد (۱۸۲۸ - ٠4 5م) من أكثر المستشرقين عناية بالشعر الجاهلي. 7
كتاب «العقد الثئمين في دواوين الشعراء الجاهليين» وله كتاب «ملاحظات على صحة
القصائد العربية الجاهلية». انظر: موسوعة المستشرقين لبدوي ۲۹ _ *".
(5) انظر: دراسات المستشرقين حول صحة الشعر الجاهلي لعبد الرحمن بدوي .٠١- ١١
(0) تشارلز ليال» مستشرق إنجليزي ولد سنة A0 م وتوفي سنه م“ عني بتحقيق
ونشر بعض قصائد الشعر الجاهلى وترجمتهاء ومنها كتاب المفضليات للمفضل
الضبى» تتلمذ على تيودور نولدكه وأهدى له تحقيقاته لبعض الدواوين الشعرية. انظر :
موسوعة المستشرقين لبدوي 0".
(۷) هو ديفيد صمويل مرجليوث (1868 - ١٤۱۹م)» مستشرق إنجليزي» عني بدراسة
الشعر الجاهليء كان أستاذاً في جامعة أكسفوردء له دراسات تسري فيها روح غير
علمية ومتعصبة ضد الإسلام» حقق معجم الأدباء وغيره. انظر: موسوعة المستشرقين
لبدوي ۳۷۹.
الرد على التشكيك في الشعر الجاهلي وخطره على تفسير القران _____ YY
الشعر الجاهلي» ولذلك ذهب بعض الباحثين إلى أن هذه المقالة أول
بحث منظم هاجم الشعر الجاهلي» وأنكر وجوده"". ورجح مرجليوث
فيها أن الشعر الذي نقرأه على أنه شعر جاهلي إنما م في العصود
الإسلامية» ثم نله هؤلاء الواضعون المزيفون لشعراء .جاهليين»
أدلة لإثبات مزاعمه» وتحقيق غايته» وهذا تلخيص لأدلته”'' :
أدلة مرجليوث على عدم صحة الشعر الجاهلي :
١ أن الشعر إما أن يحفظ بالكتابة» وإمًّا بالرواية» ورأي العلماء
المسلمين أنه حفظ بالرواية في عهود الإسلام الأولى» ويستبعد أن يكون
الشعر قد حفظ بالرواية لأسباب هي :
- عدم وجود جماعة متخصصة من رواة الشعر.
_ أن الإسلام والقرآن ذم الشعراء» وهذا سبب قوي لنسيان الشعر
إذا كان قل وجد.
- معظم الأشعار تتغنى بما يثير الشحناءء والإسلام جاء لتوحيد
العرب» فحث على نسيان هذا الشعر.
الفرض الثاني أن يكون الشعر قد نقل عن طريق الكتابة» ومع
إقراره بوجود الكتابة قبل الإسلام فهو ينفي أن يكون الشعر قد حفظ
بالكتابة لسببين :
- أن القرآن نفى أن يكون للجاهليين كتاب» ولو أن الشعر الجاهلي
كان مکتوباً لوصلت كثير من الكتب
.٤۸ ١4 25 انظر: المستشرقون والشعر الجاهلي )١(
(۲) ترجم المقالة الدكتور عبد الرحمن بدوي بعنوان: «نشأة الشعر العربي» ونشرها في
كتابه دراسات المستشرقين حول صحة الشعر الجاهلى ۸۷ - 2١57 ونشرها الدكتور
عبد الله المهنا ضمن كتابه «قضايا الأدب والشعر» »٠0 - ۲۲١ ونشرها الدكتور
بحيى الجبوري مستقلة بعنوان: «أصول الشعر العربي»).
KE (لشاهر (الشعري في تفسير القرآن الكريم
- أن الأدب يتطور من الشذوذ إلى الانتظام» وأن الشعر الذي قيل :
إنه جاهلي هو مرحلة تالية للقرآن؛ لأن في القرآن سجعا وبعض الآيات
فيها وزن» فينبغي أن يكون الشعر تطوراً للقرآن لا سابقاً له.
- أن الإسلام حدث عظيم» وانفصال عن الماضي» ولم يكن
الإسلام متسامحاً مع الوثنية بأي حال» في حين نجد الشعر لسان الوثنيةء
فكيف يحفظون أشعاراً تمجد نظاماً أبطله الإسلام.
ثم ساق أدلة على عدم صحة الشعر الجاهلي هي الأدلة الداخلية.
وهي :
-١ في الشعر إشارات إلى فصص ديني ورد في القرآن وفيه كلمات
إسلاميةء وأن الشعراء لا يمثلون الدين الجاهلى وليس فيه جو الألهة
المتعددة بل فيه توحيد» وأن هؤلاء الشعراء يُقسمون كالمسلمين بالله
الواحد» وبالصفات التي ذكرها القرآن» وهؤلاء الشعراء موحدون
ومطلعون على أمور لا يعرفها إلا القرآن.
١ - الدليل الثانى هو اللغة» فاللهجات بين القبائل متعلدةء
والاختلاف بين لغة القبائل الشمالية» واللغة الحميرية الجنوبية كبير» في
حين جاء الشعر كله بلغة القرآن» وليس هناك لغة أدبية موحدة قبل
القرآن.
۳ - موضوعات القصائد تتفق فى طرق موضوعات واحدة متكررة»
مما يدل على أنها نظمت بعد القرآن لا قبله؛ لأنهم يبدأون قصائدهم
بالغزل» والقرآن وصفهم أنهم في كل واد يهيمون ويتبعهم الغاوون.
5 - أن القرآن لم يشر إلى الموسيقى» وإذا كانت الموسيقى من
مستحدثات العصر الأموي» فهل يعقل أن الوزن وجد عند العرب قبل
الإسلام» وأن التسلسل يقتضي أن يكون الرقص ثم الموسيقى ثم الشعرء
والممالك العربية ذات النقوش كانت ذات حضارة» ولكن ليس لها شعر»ء
فهل يكون للأعراب البدو شعر متطورء وليس للمتحضرين شعر؟ ويخلص
إلى أن الشعر والنثر المسجوع مشتقان من القرآن وأن الأعمال التي
سبقت القرآن يجب أن تكون أقل فنا لا أكثر.
- وأما العرب فقد كان أول من بحث هذا الموضوع من المعاصرين
هو مصطفى صادق الرافعي في كتابه «تاريخ آداب العرب». سنة ١191م
وقد روى ما قاله القدماء وتابع ابن سلام في آرائه» ووقف بالمسألة عند
حدها التاريخي الأدبي ولم يزد على ذلك .
ثم جاء بعد ذلك طه حسين» فألف كتابه «في الشعر الجاهلي» سنة
7م فأثار ضجة كبيرة لما فيه من آراء جريئة تعرض بعضها للدين
والتشكيك في صدق القرآن» فقام بحذف ما أثار عليه العلماء» وزاد فيه
شيئاً يسيراً وأصدره سنة ۱۹۲۷م بعنوان «في الأدب الجاهلي»» وقد أخذ
طه حسين أكثر مادته من روايات ابن سلام» واستنتاجات واراء مرجليوث
وغيره من المستشرقين» وتوسع فيها وعمم الأحكام الفردية» واتخذ
الأمور الخاصة فصيرها قواعد عامة» حتى خرج بحكم مبالغ متعسف هو
صياغة جديدة لآراء مرجليوث» حيث توصل إلى: «أن الكثرة مما نسميه
أدباً جاهلياً ليست من الجاهلية في شيء» وإنما هي منحولة بعد ظهور
الإسلامء فهي إسلامية تمثل حياة المسلمين وميولهم وأهواءهمء أكثر مما
تمثل حياة الجاهليين)0" .
وقد قسم بحثه إلى ثلاثة أقسام: دوافع الشك في الشعر الجاهلي»
وأسباب الوضع والنحل» ثم درس فريقاً من الشعراء وشك في نسبة
الشعر إليهم .
تحدث في دوافع شكه فقال: إن الشعر الجاهلي لا يمثل الحياة
الدينيةء والعقلية» والسياسيةء والاقتصادية للعرب الجاهليين» وإن هذا
.١9 فى الشعر الجاهلى )۲( .١1490/١ انظر: تاريخ آداب العرب )١(
الشعر بعيد كل البعد عن أن يمثل اللغة العربية في العصر الجاهلي؛ لأن
هناك خلافا قويا بين لغة حمير ولغة عدنان» وإن القبائل الشمالية والقبائل
الجنوبية تختلف من حيث اللهجة» مع إن الشعر الذي وصلنا جاء بلهجة
واحدة. وذكر أن فريقا من العلماء اتخذوا الشعر الجاهلي مادة
للاستشهاد على ألفاظ القرآن والحديث مع إن الشعر لم يصل مدوناً بل
عن طريق الرواية الشفوية.
ويتحدث طه حسين عن أسباب الانتحال فيرجعها إلى :
- السئاسة:
ويعني بها العصبية القبلية» كما كان بين قريش والأنصار من عداءء
وما كان بين القبائل من أحقادء غير أنه لم يستشهد ببيت شعر جاهلي.
بل استشهد بشعر إسلامي 7 .
- الدمن: ظ
وذكر أن الشعر الذي قيل قبل البعثة تبشيراً بالنبي وَل موضوع بعد
الإسلام. وما جاء عند المفسرين من ذكر الأمم السابقة كذلك. وأن
الديانة اليهودية والديانة المسيحية لم يظهر لهما أثر في الشعر الجاهلي
مع مخالطة أصحابها في الجزيرة العربية.
- القصص:
وتحدث عن القصاص» وما كانوا يضعون من شعر لتزيين القصص
والأخبار» ويقسم ذلك القصص إلى أقسام”".
- الشعويية:
وتحدث عن الخصومة بين العرب والموالي» وأن هؤلاء الشعوبية
.١77 (؟) انظر: المصدر السابق .1١١5 انظر: في الأدب الجاهلي )١(
.١15/8 انظر: المصدر السابق )۳(
قد نحلوا أخباراً وأشعاراً وأضافوها إلى الجاهليين والإسلاميين» وكذلك
فعل خصومهم» يقول: «وكانت الشعوبية تنحل من الشعر ما فيه عيب
للعرب وغض منهم» وكان خصوم الشعوبية ينحلون من الشعر ما فيه ذود
عن العرب ورفع لأقدارهم)”''. ولكن لم يقدم شاهداً واحداً على ذلك
الشعر الذي صنعته الشعوبية» ونحلته العرب.
- الرواة:
وتحدث عن فساد مروءة بعض الرواة مثل حماد وخلف وأبي عمرو
الشيباني. وأنهم كانوا ينحلون الأشعار ويعبثولن بالشعر» وطائفة أخرى
اتخذت الرواية مكسباً من أولئك الأعراب الذين كان يذهب إليهم رواة
الأمصار يسألونهم عن الشعر والغريب”"' .
الرد على المشككين في صحة الشعر الجاهلي :
كانت مقالة مرجليوث حافرزاً لكتابات كثيرة» لما حوته من آراء
جريئة» ومزاعم وتصورات تخطئ الواقع التاريخي وحقيقة الحياة
الجاهلية» فكان المستشرقون أنفسهم هم الذين ردوا عليه وناقشوا نظرياته
ودحضوا مزاعمه» ولعله لم يتح للعرب أن يطلعوا على أفكاره تلك إلا
في وقت متأخرء أو لم يكن لمن اطلع عليها ما يدفعه إلى الرد عليه» أو
لغير ذلك من الأسباب. وكان أول المستشرقين الذين ردوا على
افتراضات مرجليوث هو تشارلس ليال في المقدمة التي كتبها للجزء الثاني
من المفضليات سنة 19148م» فقد ناقش مرجليوث حول حماد الراوية
وخلف الأحمرء فعرض سيرتهما وناقش الروايات التي قيلت حولهماء
ثم عاد فتحدث عن الأمر مرة أخرى في مقدمة تحقيقه لديوان عبيد بن
الأبرص» فقال: «أما صحة الأبيات فينظر إليها الأشخاص المختلفون من
.١178 انظر: في الأدب الجاهلي )۲( .١5١ المصدر السابق )١(
=[ الشاهر (الشمي في تفسير القرآن الكريم
زوايا مختلفة بالطبع» ومن المؤكد أن قصائد البدو الوثنيين لم تنتقل إلينا
مكتوبة» وإنما بالرواية» وكانت القصائد التي تسجل انتصارات القبيلة من
أعز مآثرهاء فترويها جيلاً عن جيل . وبالإضافة إلى هذا النوع من المعرفة
بين القبيلة وجد الراوي» ومهمته أن يحتفظ بالأشعار كما تعيها ذاكرته» وفى
العصور التي لا تستخدم فيها الكتابة إلا في المدن ولأغراض خاصة. يُعْنَى
بالذاكرة عناية كبيرة» وتكون أقدر كثيراً منها في العصور الحديثة» وليس من
المدهش أن تتداول القصائد بهذه الطريقة قرنين أو ثلاثة من الزمان».
ثم يشير إلى أن اختلاف الرواية أمر محتمل للاعتماد على الرواية
الشفوية» غير أن هذا لا يكفي في إبطال هذا الكم من الشعر الجاهلي»
فيقول: «ومن الطبيعي أن يظن المرء أن هذه القصائد اعتراها بعض
التغيير في أثناء هذا الانتقال» فعدم تثبت الذاكرة يؤدي إلى إسقاط
أبيات» أو اضطراب ترتيبهاء أو إبدال عبارات منسية بعبارات من
الراوي» ومثل هذه الظواهر مألوفة في كل مكان» ولكننا حين نختبر
القصائد ذاتهاء نجد قدراً من الشخصية الذاتية يكفينا للقول بأنها في
معظمها من عمل المؤلفين المنسوبة إليهم» فالمعلقات السبع مثلاء كلها
قصائد ذوات ذاتية ومزايا عالية» وتقدم لنا شخصيات شديدة التميز»
ونفس الأمر نجده في القصائد الثلاث الباقية (للأعشى والنابغة وعبيد)
التي عدها كثير من النقاد من المعلقات» فقد تركت شخصية امرئ القيس
وزهير ولبيد والنابغة والأعشى طابعها على شعرهاء ومن إفراط الخيال
أن نظن أن معظم القصائد المنسوبة لهم منحولة في عصر متأخرء ومن
تأليف أدباء عاشوا تحت ظروف مغايرة تمام المغايرة» وفي عالم شديد
الاختلاف عن أيام الحياة البدوية في الصحراء العربية .
(0) المصدر السابق .5١
ثم يذكر سبباً ثانياً لصحة الشعر الجاهلي هو إيمان شعراء القرن
الأول الهجري بهذا الشعرء واستمرارهم على تقاليد الشعراء في العصر
الجاهل .
والسبب الثالث في إيمانه بصحة الشعر الجاهلي هو «أن القصائد
القديمة كانت ملأى بألفاظ غريبة على العلماء الذين كانوا أول من عرض
هذه القصائد لِمَحكٌ النقدء فقد كانت تنتمى لمرحلة قديمة من اللغة كانت
غير مستعملة فى الزمن الذي كتبت فيه القصائد» وجمعت في
دواوین»'. |
وتناول مستشرقون آخرون الرد على مرجليوث» ودحض نظرياته.
من أمثال جورجي ليفي دلافيداء وجب» وبروكلمان» وبلاشير» وغيرهم›
ذكروا ذلك في ثنايا كتبهم ولم يخصصوا لها فصولاً خاصة" .
وأما طه حسين فقد أثار كتابه ثائرة العلماء والأدباء على حد
سواءء فأما العلماء فلتعرضه للدين وتشكيكه في القرآن» وأما الأدباء فقد
كشفوا زيف ما كتبه» وألفوا الكثير من الكتب فى ردها ونقضهاء وبيان
بطلان منهجهاء من أهمها كتاب «نقد كتاب فى الشعر الجاهلى» لمحمد
فريد وجدي» وكتاب «الشهاب الراصد» لمحمد لطفي جمعة وكتاب
«نقض كتاب في الشعر الجاهلي» لمحمد الخضر حسين» و«محاضرات
فى بيان الأخطاء العلمية والتاريخية التى اشتمل عليها كتاب فى الشعر
الجاهلي) لمحمد الخضري» وكتاب «النقد التحليلى لكتاب فى الأدب
الجاهلي» لمحمد أحمد الغمراوي» مع مقدمة وافية للأمير شكيب
أرسلان» وفصول من كتاب «تحت راية القرآن» لمصطفى صادق الرافعى .
وفصول من كتاب «مصادر الشعر الجاهلي» لناصر الدين الأسد. وتتفاوت
(9) انظر: أصول الشعر العربي لمرجليوث» ترجمة الجبوري 19.
vv» | (لشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
هذه الكتب في أسلوبها ومنهجها العلمي» فمنها العلمي الدقيق المتزن
مثل كتاب النقد التحليلى للغمراوي» وهو أوفاها وأشملهاء. ويأتى بعده
ما كتبه محمد الخضر حسين»ء ثم بقية الردود.
ويمكن تلخيص ردود العلماء على كتاب طه حسين› وماخذهم عليه
فى النقاط التالية :
أولا: عدم فهمه منهج ديكارت فهماً صحيحاً:
حيث قال في مقدمته: «أريد أن أصطنع في الأدب هذا المنهج
الفلسفى الذي استحدثه (ديكارت) للبحث عن حقائق الأشياء فى أول
هذا العصر الحديث»'. فنعى عليه محمد لطفي جمعة بأن منهج ديكارت
لم يكن منهج شك للشك ذاته» وإنما يتخذ الشك وسيلة لليقين» فهو
منهج إيجابي لا سلبي» يقول: «وقد آلى ديكارت على نفسه أن لا يقبل
المعلومات مهما كانت صفتها وقوة الثقة الملازمة لهاء ما عدا الحقائق
الخاصة بالعقيدة» فإنه لم يطبق عليها هذه الطريقة). في حين يذهب
طه حسين إلى الشك للشك ذاته» وطبق ذلك على العقيدة نفسهاء وهذا
ما أثار عليه العلماء.
نانياً: مُخالفته لمنهج ديكارت:
حيث لم يمحص الروايات التي يحتج بهاء يقول محمد الخضر
حسين: (.. . على الرغم من قبضه على منهج ديكارت» ونعية الاطمئنان
إلى ما يقوله القدماء» قد اطمأن فى كثير من هذا النحو الجديد من
السبحث إلى ما يرويه صاحب الأغاني وغيره. . .)20 ويفسر محمد فريد
وجدي طريقة طه حسين في التنكر لمنهج ديكارت بقوله: «ولكنه بغلوه
.77 الشهاب الراصد )۲( .١١ في الشعر الجاهلي )١(
.١ ١ تقض کتاب فى الشعر الجاهلي )۳(
الرد على التشكيك في الشعر الجاهلي وخطره على تفسيرالقرآن 0 - 000
في تحري أسباب الاختلاق على الجاهليين التقط من كتب المحاضرات
جميع ما فيها مما يتعلق بالاختلاق» وبالعوامل التي حملت عليه»
وبالمطامع التي دفعت إليه» ولم يسر في ذلك على ما يقضي به عليه
مذهب ديكارت من النقد والتمحيص» بل وثق به ثقة مطلقة مما حملته
على إصدار الأحكام جزافاً)”'' .
ثالتاً: ضعف الأدلة:
حيث إنه يفترض فرضاًء ثم يبني عليه فرضاً آخرء ويقرنه بفروض
أخرى» ثم ينتهي بالقطع والجزم والثبوت» وقدموا لذلك أمثلة كثيرة
منها: أنه يورد ثلاث جْمَل ) يبرهن على الأولى منها بقوله: «فليس
يبعد». » وعلى الثانية بقوله: «فليس ما يمنع». ٠ وعلى الثالثة بقوله: «فما
الذي يمنع». ويبني على هذه الكلمات الثلاث قوله: «أمر هذه القصة إذن
واضح». ويقول الخضري معقبا على ذلك: «نعم قد اتضح بنفي البعد في
الأولى» وعدم المانع في الأخريين» وما علمنا بمنطق في العالم يكتفي
في إقامة البرهان على عدم صحة خبر من الأخبار بأنه لا يبعد ضده أو
أنه لا مانع من ضده»”'' .
رابعاً: التعسف والشك في كل شعر أو خبر فيه شبه بالقرآن:
يقول الخضر حسين: «من شاء أن ينظر إلى قاعدة تمتد إلى غير
نهاية» ولا تتصل بما يمسكها أن تزول إلا إرادة المؤلف» فلينظر إلى هذه
الفقرة التي تمثل قلماً يشتهي أن يكتب فينتكس ويرمي بالحديث في غير
قياس» كل شعر أو خبر أو حديث يضاف للجاهليين ويكون بينه وبين آية
من القرآن شبه قوي أو ضعيف فهو مصنوع» أليس من الجائز أن ينطق
)١( نقض كتاب في الشعر الجاهلي ۲.
(۲) محاضرات في بيان الأخطاء العلمية التاريخية التي اشتمل عليها كتاب في الشعر
الجاهلى ۸.
۳Y الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
العرب بحكمة فيأتي القرآن بهذه الحكمة على وجه أبلغ وأرقى» أمن
الحق أن ننكر أن العرب قالوا مثلاً: «القتل أنفى للقتل». لمُجرد شبه
بقول القرآن: ل في الْقِصَاصٍ حيو يكأولى الأب [البقرة: ۱۷۹]. أو
من الحق أن ننكر أن زهيراً قال :
َمَنْ مَاتِ أَسْبَابِ المَنَايَا يَتلْنَهُ ولو رام أَسْبَاتٍ السّمآء بش
لأن له شبهاً قوياً أو ضعيفاً بقول القرآن: یتما مَكوْوا يدرك
لْمَوتُ ولو كنم في يوج سيدو [النساء: 70808"
ومما يتصل بمجافاة منهج ديكارت أنه عقد فصلا عن (الشعوبية
ونحل الشعر) ولكنه لم يأت برواية تدل على أن بعض الشعوبية نحل
شعرا جاهلياء وقال الخضر حسين: «وقال المؤلف عن الشعوبية ما شاء
أن يقول من كتاب الأغاني قصصاً عن أبي العباس الأعشى»›
وإسماعيل بن يسارء وقصارى ما تدل عليه هذه القصص» أن الأول كان
يهجو آل الزبير» وأن الثاني كان يبغض آل مروان» وله شعر يفخر فيه
بالأعاجم» وزعم أنه وصل بهذا إلى ما كان يريده من تأثير الشعوبية في
انتحال الشعرء ولكنه لم يستطع أن يضرب لك مثلاً يريك كيف انتحلت
الشعوبية شعراً جاهلياًء فضاق بمنهج ديكارت»”"
وكذلك أخذوا عليه في فصل السياسة ونحل الشعر أنه لم يأت
بمثل واحد يمثل الانتحال يثبت فيه أن واحداً من القرشيين أو الأنصار
اختلق شعراً ونسبه إلى شعرائه في الجاهلية.
خامساً: التناقض:
فمرة يرى أن العرب: «لم يكونوا في عزلة سياسية واقتصادية
بالقياس إلى الأمم الأخرى... بل كانوا أصحاب علم ودين وأصحاب
)1( انظر: ديوانه ٤
(6) نقض كتاب في الشعر الجاهلي .۲٠١ (۳) المصدر السابق .۲٤۷١
الرد على التشكيك في الشعر الجاهلي وخطره على تفسير القران _____ اب | د
ثروة وقوة بأس وأصحاب سياسة متصلة بالسياسة العامة متأثرة بها مؤثرة
فيها)"''. ومرة أخرى يرى أن العرب كانوا في عزلة حين يرى العزلة
تخدم غرضه في نفي الشعر وتوحيد اللهجات» حيث يقول: «ولا سيما
إذا صحت النظرية التي أشرنا إليها آنفأ وهي نظرية العزلة العربية» وثبت
أن العرب كانوا متقاطعين متنابذين» وأنه لم يكن بينهم من أسباب
المواصلات المادية والمعنوية ما يمكن من توحيد اللهجات»”'.
ويأخذ عليه الخضر حسين هذا التناقض فيقول: «أتدري ما هي
نظرية العزلة التى أشار إليها آنفاً؟ هى تلك النظرية التى رماها على أكتاف
الذين تعودوا أن يعتمدوا على هذا الشعر الجاهلى فى درس الحياة العربية
قبل الإسلام» وشن عليها الغارة بنكير لا هوادة فيه... أنكر المؤلف
نظرية العزلة العربية حين رآها تعترض ما أراده من أن للجاهليين اتصالا
بالعالم الخارجي» وود في هذا الفصل أن تستقيم له لأنها تؤيد نظرية
عدم التقارب بين لغات القبائل العربية»” '".
وأخذوا عليه إنكاره هجرة فريق من عرب اليمن إلى الشمال» وأن
صحة يمانية من انتسب إلى اليمن من قبائل الشمال غير ثابتة» وهذا
يسقط اعتراضهء فإنه إذا صح أن التاريخ القديم والتاريخ الحديث أجمعا
على خطأء فلم تكن هجرة ولم يكن في الشمال يمانيون» لم يكن هناك
أدنى شبهة لغوية يمكن أن يعترض بها على صحة كلام امرئ القيس» إذ
يصير امرؤ القيس ومن معه بذلك مَضَرِيِيْنَ» ويصير من السخف أن يقال
بعد ذلك أن كلامهم وشعرهم منحول؛ لأن لغته ليست لغة نقوش حميرية
اكتشفت في الجنوب» حتى ولو كانت لغة النقوش تمثل لغة اليمن في
عصر امرئ القيس .
)١( في الشعر الجاهلي 16. (۲) انظر: المصدر السابق 40.
(۳) نقض كتاب فى الشعر الجاهلى 99 2٠٠١ وانظر: النقد التحليلى للغمراوي .١195
(5) انظر: النقد التحليلى .١1848
r= (لشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
سادساً: التعسف في تفسير النصوص:
وتوجيهها إلى غير وجهتهاء وإيرادها مقطوعة عن سياقهاء
والاستدلال بها على ما تدل عليه.
سابعاً: إغارته على كتب عربية وغربية:
والتقاطه منها آراء وأقوالاً نظمها فى خيط من الشك» ونسبها إلى
نفسه. ولا سيما مرجليوث» وقد لاحظوا أن أهم ما أخذه طه حسين منه
هو مسألة الدين واللهجات.
ثامناً: زعمه أن الشعر الجاهلي لا يمثل دين الجاهلية:
وأن القرآن هو مرآة الحياة الدينية فى الجاهليةء وقد رفض
الغمراوي هذا وقال إن هذا: ١لا ينطبق إلا على أهل مكة والمدينة ومن
حولهماء ولا ينطبق على من حولهما مثل ما ينطبق عليهما. ومكة
والمدينة وما حولهما ليست هي كل بلاد العرب» وأهل مكة والمدينة
ومن جاورهم لم يكونوا جملة العرب ولا جمهرتهم» فمن الخطأ الواضح
إذن أن يجعل الدكتور ما ينطبق عليهم ينطبق على جميع العرب» وأن
يستند في ذلك إلى القرآن». ويرى محمد الخضر حسين أولاً: «أن هذه
الشبهة مما استلبه المؤلف من مرجليوث» وثانياً: أن معظم شعر العرب
كان في الفخر والحماسة» وأن المسلمين صرفوا عنايتهم عن رواية الشعر
الذي يمثل ديناً غير الإسلام» ولا سيما دين اللات والعزى» وعلى الرغم
من هذا وصلت إلينا بقية من الشعر الذي يحمل شيئاً من الروح الديني
نجده في كتاب الأصنام لابن الكلبي وغيره»"' .
تاسعا:
أما فيما يخص الدين ونحل الشعر فيتعرض طه حسين إلى أمية بن
() النقد التحليلى .٠٤١
أبي الصلت» وأن النبي نهى عن رواية شعره» ويرى أن هذا وحده كاف
لأن يضيع هذا الشعرء فيرد عليه محمد الخضر حسين بأن في الحديث
الصحيح أن النبي ية استنشد رجلاً شعر أمية فظل ينشده حتى أنشد مائة
بيت" ولو صح أن النبي نهى عن شعره لكان هذا النهي مقصوراً على
قصيدة أمية في رثاء قتلى قريش في بدر. ومع ذلك فإن هذه القصيدة التي
يقولون أن النبي بي نهى عن روايتهاء واردة في بعض كتب السيرة
والمغازي وقد رواها ابن هشام في نحو ثلاثين بيت .
أما محمد لطفي جمعة فيرد عليه من وجه آخرء وهو ما ورد في
الشعر الجاهلي من نثر وشعر عن الجن ووجودها وأخبارهاء ويقول: إن
مؤلف كتاب الشعر الجاهلي يريد أن يوهم القارئ أن كل ما ورد عن
الجن في الشعر والنثر إنما وضع بعد الإسلام وضعاً لتبرير سورة الجن
التي جاءت في القرآن الكريم» وإن كل ما نسب إلى العرب في أدبهم من
هذه الناحية إنما اصطنع اصطناعاً مجاراة للعقيدة التي اقتضتها هذه
السورة» والحقيقة أن عرب الجاهلية كانوا يعتقدون بالجن» ونظموا شعرا
جاهلياً عن علاقة الجن بالشعر والشعراء» ولم تكن أمة سامية أو آرية
تخلو من الاعتقاد بالجن أو الأرواح الخيرة والشريرة” ".
عاشرا: خطؤه وغلوه:
فى قوله: «فحرصوا أن يستشهدوا على كل كلمة من كلمات القرآن
بشيء من شعر العرب يثبت أن الكلمة عربية لا شك في عربيتها».
فرأى الشيخ الخضري أن في هذه الجملة غلواً وخطأ:
أما الغلو فإن الاستشهاد على كل كلمة لا يؤيده الواقع استناداً إلى
)١( انظر: صحيح مسلم - كتاب الشعر 5//ا5لا١ (606؟57).
(؟) انظر: نقض كتاب في الشعر الجاهلي .57١
(۳) انظر: الشهاب الراصد .۲٠۲ (6) في الشعر الجاهلي .4١٠
كتب التفسير التي اعتنت بالشواهد كتفسير الطبري وتفسير الزمخشري›
فعدد شواهد الكشاف مثلاً ۷۲۷ شاهد7 2 وليس هذا عدد كلمات
القران.
وأما الخطأ ففي ظنه أن هذه الشواهد كلها جاهلية جيء بها لإثبات
عربية القرآن» مع أن أكثر الشواهد لشعراء إسلاميين وقليل منها ما هو
لشعراء جاهليين أو مجهولين» وما كان الاسستشهاد لإثبات عربية القران
كما يزعمء وإنما هو لبيان مفهوم الكلمات التي يعدها الناس أحياناً
غريبة» وأن القرآن ليس بدعا في اللغة» بل جاء بلغة العرب لم تشذ فيه
كلمة عن مناهجهم' '' .
ويمكن أن يقال إضافة لما ذكروا في الرد عليه: إنه قد مثّلَّ الشعرٌ
الجاهلي المنسوب الذي استشهد به المفسرون في كتب التفسير وكتب
معاني القرآن وغريبه نسبةٌ كبيرة من شعر الشواهدء فقد مثَّلَّ عند أبي
عبيدة في مجاز القرآن ما يزيد على ثلث عدد الشواهد الشعرية" ٠ في
حين مثّل عند الفراء في معاني القرآن أكثر من النصف تقريباً“ وأما
عند الطبري في تفسيره فقد بلغ عدد الشعراء الذين استشهد بشعرهم من
شعراء الجاهلية خمسة وتسعين شاعراً من بين عدد الشعراء الذين احتج
بشعرهم وهم يصلون إلى ستين ومائتي شاعر» وسيأتي بيان ذلك.
ومما يدل على صحة الشعر الجاهلي أن جلة الصحابة استعانوا به
في تفسير ألفاظ القرآن الكريم» وبيان معانيه» فقبل عصر الرواة
المحترفين» وقبل قيام مدرستي الكوفة والبصرة» كان عمر بن
. شاهداً ۸۳١ فى الإحصاء الذي قمت به )١(
(۲) انظر: محاضرات فى بيان الأخطاء العلمية التاريخية التى اشتمل عليها كتاب فى
الشعر الجاهلى 40.
() ۱۹۸ شاهداً من مجموع الشواهد المنسوبة الذي هو ٠٠١ شاهداً شعرياً.
۳١ )8( شاهداً من مجموع الشواهد المنسوبة الذي هو ۷۲ شاهداً شعرياً.
الخطاب وليه يحض على معرفة الشعر؛ لأنه ديوان العرب» وفيه تفسير
كتاب الله فقد نقل عنه أنه قال: «أيها الناس تمسكوا بديوان شعركم في
جاهليتكم» فإن فيه تفسير كتابكم)”''. وكان ابن عباس وهو من هو علما
بالشعر وأيام العرب والقرآن الكريم وتفسيره» وهو حبر الأمة» قد فسر
القرآن الكريم واستدل على فهم معاني ألفاظه بالشعر الجاهلي» فقد
حدَّتَ عكرمة» قال: «ما سمعت ابن عباس فسر آية من كتاب الله ك إلا
نزع فيها بيت من الشعرء وكان يقول: إذا أعياكم تفسير آية من كتاب الله
فاطلبوه في الشعرء فإنه ديوان العرب»" .
ولذلك فإن ما استدل به الصحابة والتابعون من الشواهد فى تفسير
القرآن الكريم» يعد من الأدلة الدامغة التي تدحض ما ذهب إليه منكرو
الشعر الجاهلي» وقد ذكر ابن الأنباري أنه قد جاء عن الصحابة والتابعين
كثيراً الاحتجاج على غريب القرآن ومشكله بالشعر"" .
هذه قصة قضية الانتحال كما جاءت عند القدماء والمعاصرين من
المستشرقين والعرب» وقد كان في إثارة هذه القضية خير كبير» فقد
استقر الأمر على ضوء الدراسات الحديثة على تأصيل الشعر الجاهلي›
ونفي المبالغة في وصمه بالانتحال والوضع» فقد ظهرت طيلة هذه الفترة
التي امتدت منذ مقالة مرجليوث حتى اليوم دراسات كثيرة» فكتبت
مباحث حول الشعر الجاهلي وموضوعاته وشعرائه» وحققت وطبعت
دواوين أكثر الجاهليين» وقامت دراسات أكاديمية علمية حول تاريخ
الجاهلية واللغة العربية واللهجات وأديان العرب» وكل الموضوعات التي
أثيرت حولها الشبهات» كما ألفت كتب علمية حول أعلام الشعراء
الجاهليين» والرواة الكبار» وبذلك لم يعد هناك مجال لرجم الشعر
() الموافقات ۸۸/۲. (؟) شرح ديوان الحماسة للتبريزي ."/١
6 انظر: إيضاح الوقف والابتداء .٠٠١ /١
(لشاهر (الشعري فى تفسير القرآن الكريم
الكتب التي كتبت في الرد على طه حسين» وقد أفرد الدكتور ناصر الدين
الأسد كتاباً لتوثيق الشعر الجاهلى أتى فيه على كل الشبهات وردهاء
وهو كتابه «مصادر الشعر الجاهلي وقيمتها التاريخية».
چچ یچ کی
F&F @ €
33
جی 9ے فى
سکن دی زو ئی
ANN IMIOSWAFAT. CONT
الفصل الثاني
الاستشهاد بالشعر ذ في التفسير
وموفف السلف مته
8 المبيحث الأول: منهج الصحابة فى الاستشهاد بالشعر
في التفسير.
س المبحث الثاني : تيحصو تحقيق مسائل نافع ب بن الأزرق من حيث
ثبوتها وحجيتها.
_- الميبيحث الثالث : منهج التابعين وأتباعهم فى الاستشهاد
ہی انتيري. 9ای
TEDDIES
الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
المبحث الأو ل
منهج الصحابة ف الاستشهاد بالشعر ق التفسير
مر الاستشهاد بالشعر في تفسير القرآن الكريم بثلاث مراحل :
المرحلة الأولى : مرحلة الصحابة والتابعين :
كان القرآن الكريم في هذه المرحلة هو الحافز الأساسي لإحياء
الشعر العربي القديمء وإعطائه مكانة هامة في الاحتجاج والاستشهاد.
وهذه الظاهرة لم تنضج بشكل واضح إلا مع ابن عباس وي في جواباته
على أسئلة نافع بن الأزرق» حيث كان يستشهد على كل لفظة في آية
سيل عنها بشاهد من الشعر. وأما المحاولات الأآولى للاستشهاد بالشعرء
فقد كانت في تفسير القرآن الكريم. مما يسجل سبقاً للمفسرين
رحمهم الله تعالى.
المرحلة الثانية: مرحلة أتباع التابعين :
وكان يمثلها اللغويون» ولم تسلم هذه المرحلة من التأثر يما سار
عليه ابن عباس فى المرحلة الأولى» وكان يمثلها فى القرن الثانى وبداية
الثالث الهجري أبو عبيدة معمر بن المثنى» والأخفش› والفراء. حيث
أسهم هؤلاء في قيام حركة تفسيرية جادة ومنظمة» ومليئة بكثير من
شواهد الشعر.
المرحلة الثالئة: مرحلة تدوين اللغة والتفسير:
تبدأ منتصف القرن الثالث الهجري فما بعده» حيث لم تبق عملية
الاستشهاد مقتصرة على جانب تفسير القرآن» بل أخذت تتسع وتتطور»
منهج الصحابة في الاستشهاد بالشعر في التفسير SEH
لتشمل جَميع القضايا العلمية الأخرى كالنحوء والبلاغة» وغيرها.
فأما المرحلة الأولى فلما كان النبي بيه بين أصحابهء فقد كان
مرجعهم في تبيين الكتاب» ولم يكونوا يصدرون عن سواه فيه فقد
كفاهم» ولأنه «مِمّا ينبغي أن يُعْلَمَ أن القرآن والحديث إذا عرف تفسيره
من جهة النبي بي . . . لم يُحْتَحْ في ذلك إلى الاستدلال بأقوال أهل
اللغة ولا غيرهم)"''. ومن تمام تعليم رسول الله ية القرآن للناس بيان
معانيه ومعرفة أحكامهء قال تعالى: #وَأَْلا لك لكر لين لتاس ما
رل إِلَهِمَ وَلعَلَّهُمْ بقكروت) [النحل: ٤٤ ومن ثَمَّ «فإن سنة رسول الله كله .
بين القرآن» وتدل عليه» وتعبر عنه)”''وقد كان الصحابة ون فى عهد
النبي بي إذا جاء الوحي انتظروا بيان رسول الله ية وتفسيره فيما يحتاجُ
إلى شرح وبيان وهو قليل» وربما عمدوا إلى سؤاله عما يشكل عليهم من
الوحي. كما أن النبي بي قد أباح لهم أن يفهموا القرآن؛ لأن الآلة
كانت متحصلة لهم» وصوّب لهم خطأهم فيما يخطئون فيه» دون أن يلوم
أحداً منهم أو يؤاخذه على فهمه» كما في قصة نزول قوله تعالى: #الْدِبنَ
اموا ول يِلِْسُوَأ إِيتهُم بظلَرٍ# [الأنعام: 487]» جين شق ظاهرّها على
الناس حتى كشف لهم النبي ييه عن معناها كما في حديث عبد الله بن
مسعود طب قال: لما نزلت الذي ءامنا ور يلسرا إِيماتهُم بِظُثْر» شق
ذلك على أصحاب رسول الله كله وقالوا: أينا لا يظلم نفسه؟ فقال
رسول الله بيه : «ليس هو كما تظنون» إنما هو كما قال لقمان لابنه:
يبي لا شرك له إت لرل لظام عظيم4 [لقمان: 0038" . وكما في
قصة عدي بن حاتم ذه عند نزول: #حقّ يبن لك الْحَيْط الأيض م
ليل السود من الجر * [البقرة: 1۸۷]» حيث قال عدي: لما نزلت (وذكر
.۲۹/۱۳ فتاوى ابن تيمية ۲۷/۱۳. (۲) فتاوى ابن تيمية )١(
.٠۲١ متفق عليهء أخرجه البخاري برقم 77 ومواضع أخرى » ومسلم برقم )۳(
الآية) عمدت إلى عقال أسود» وإلى عقال أبيض»› فجعلتهما تحت
وسادتي» فجعلت أنظر في الليل فلا يستبين لى» فغدوت على
رسول الله ييه فذكرت له ذلك». فقال: «إنما ذلك سواد الليل وبياض
النهار»“.
وكان تعليم النبي ئة القرآن لأصحابه يقتضي تفهم معانيه» كما
كانت قراءة الصحابة القرآن تقتضى الوقوف على معانيه» يدل على ذلك
قول أبي عبد الرحمن السلمي (تلاه): «حدثني الذين كانوا يقركئوننا :
عثمان بن عفان» وعبد الله بن مسعودء وأبي بن كعبء أن رسول الله کيا
كان يقرئهم العشرء فلا يجاوزونها إلى عشر أخرى حتى يتعلموا ما فيها
من العملء فتعلمنا القرآن والعمل جميعاً»”'".
وقد اختلف العلماء في مقدار التفسير الذي بينه النبي كل
للصحابة» فمنهم من قال: إنه فسر عدداً من الآيات”", ومنهم من قال :
إنه بين للصحابة معاني القرآن كما بين لهم ألفاظه . والخلاف في هذه
المسألة قد يكون لفظياً؛ لأن القرآن الكريم أنزل بلغة العرب» وكان لسان
المخاطبين به من الصحابة عربياء فلم يحتاجوا إلى السؤال عن معاني
كثير من آيات القرآن» قال أبو عبيدة: «إنما أنزل القرآن بلسان عربي
مبين... فلم يحتج السلف ولا الذين أدركوا وحيه إلى النبي ييه أن
يسألوا عن معانيه؛ لأنهم كانوا عرب الألسن» فاستغنوا بعلمهم به عن
المسألة عن معانيه)”*' .
وما قاله أبو عبيدة لا يعني أن الصحابة وين لم يسألوا رسول الله 4يا
.٠١9٠ ومسلم برقم 2455٠ 25779 ۰۱۸۱۷ متفق علیه» آخرجه البخاري برقم )١(
.1۹ السبعة 2١17/7/5 طبقات ابن سعد )۲(
(۳) انظر: تفسير الطبري (شاكر) ۳۷/١ الجامع لأحكام القرآن .5١/١
(5) انظر: مقدمة في أصول التفسير لابن تيمية .٠١
() مجاز القرآن .8/١
منهج الصحابة في الاستشهاد بالشعر في التفسير
عن معنى شيء من القرآن» أو أنه لم يبين لهم من معاني القرآن شيئاًء
فقد ثبت أن رسول الله يه بين معاني كثير من آيات القرآن» لكنه لم يبين
معاني جميع آياته؛ لأن من القرآن ما استأثر الله بعلمه» ومنه ما تعلمه
العرب من لغاتهاء ولا شك في أنه لم يفسر لهم ما يرجع فهمه إلى
معرفة كلام العرب؛ لأن القرآن نزل بلغتهم» ولم يفسر لهم ما استأثر الله
بعلمه» مما يجري مجرى الغيب التي لم يطلع الله عليها نبيه» وإنما فسر
لهم رسول الله ية ما خفي عليهم معناه. أو التبس المراد به» مما
خصه الله بمعرفته» وأطلعه عليه .
ولم يدون شيء من التفسير في حياة رسول الله كَلِ؛ِ لأن التدوين
كان موجهاً إلى حفظ ألفاظ الوحي» وكان قد نهى أولاً عن كتابة شيء
من كلامه غير القرآن» خشية اختلاطه بالقرآن» فقال: لا تكتبوا عني
شيئاً سوى القرآن» ومن كتب غير القرآن يمح .
وقد نقل علماء الصحابة ما سمعوه من التفسير النبوي للقرآن
الكريم» وقد حفظت تلك الروايات في كتب التفسير والحديث» وقد
جمع السيوطي الروايات المنقولة عن رسول الله بي في التفسير» من
كتب الحديث والتفسير»ء ورتبها على ترتيب سور المصحف» وقد بلغ
مجموعها أكثر من مائتين وخمسين رواية بقليل”"'. وقد كان التفسير
اللغوي الذي حَفِظ عن النبي بل قليلاً”*'» لما تقدم من فصاحة القوم»
ولأن التطبيق العملي لأحكام القرآن الذي كانوا يشاهدونه ويشاركون فيه
قد أغناهم عن السؤال عن معاني الآيات» ويمكن أن يضاف أمر آخر
أسهم في تقليل مسائل الصحابة عن معاني القرآن هو قوة إيمانهم.
)231 انظر : التفسير والمقسرون ١/"اه.
(۲) صحيح مسلم بشرح النووي 2٠59/١4 المصاحف لابن أبي داود .٤
(*) انظر: الإتقان .۲٥۹۷ - 7١5/5
() انظر: التفسير اللغوي للقرآن الكريم للطيار ٠٤ -55.
ee] الشاهر (الشعري في ته تفسير القرآن الكريم
وصماء عقيدتهم» وعمق يقينهم› فكرهوا لذلك السؤال عما تشابه من آي
القرآن مما استأثر الله بعلمه» فلم يرو عنهم أنهم سألوا عنه رسول الله
واتجهوا إلى الجانب العملي من القرآن والسنة فسألوا عما خفي منه.
واشتغلوا بتعلمه وروايته لمن جاء بعدهم وي .
ومن أمثلة ذلك تفسير النبي إل تفسيره لمعنى الوَسَط في قوله
تعالى: 98وَكَدَِكَ جعلتك أَمَّهٌ وسا [البقرة: 148] بقوله: «الوسط:
العدل)30؟ ,
أما بعد وفاته بيه فقد اتسعت البلاد» ودخل الناس في الإسلام
أفواجاً. ودخلت العُجْمَةُ على الألسنة» فاحتاج المسلمون لشرح ما لم
يكن الصحابة في عهد النبي بي بحاجة إلى شرحه من القرآن والسنة.
ففزعوا إلى خلفاء النبي ئي في العلم من بعده من أصحابه» والذين
صاروا أئمة الناس في شرائع الدين» وعنهم يصدرون» وبرز فيه منهم
خلق كثيرء رؤوسهم الخلفاء الأربعة» وعبد الله بن مسعودء وعبد الله بن
عباس» وأَبَىُ بن كعب» وزيد بن ثابت» وعائشة» وأبو موسى الأشعري.
ومعاذ بن جبل» وأبو الدرداء» وعبد الله بن عمرء وعبد الله بن الزبيرء
ونس بن مالك» وأم سلمة» وعبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله
عنهم أجمعين” .
أمّا الخلفاء فأكثر من روي عنه منهم علي بن أبي طالب» والرواية
عن الثلاثة قزرا جداًء وكأن السبب في ذلك تقدمٌ وفاتهم» فلا يُحفظ عن
أبي بكر َيه في التفسير إلا آثارٌ قليلة جداً لا تكاد تجاوز العشرة"”" .
وأمّا علي فروي عنه الكثير وقد روى معمر عن وهب بن عبد الله
.1١/8 وانظر: فتح الباري »)51١1( برقم ١77” /5 أخرجه البخاري )١(
(۲) انظر: الإتقان في علوم القرآن ۲/ ۱۲۲۷ -1178.
(۳) انظر: المصدر السابق .١7777/7
منهج الصحابة في الاستشهاد بالشعر في التفسير TT
عن ابي الطفيل قال: شهدت علياً يخطب وهو يقول: اسلوني عن
كتاب الله › فإنه ليس من آية إلا وقد عرفت بليل نزلت آم بنهارٍ. في سَهْلٍ
أم في جيل .
أمّا ابن مسعود فروي عنه أكثر مما روي عن علي وقد صح عنه أنه
قال: «والله الذي لا إله غيره ما أنزلت سورة من كتاب الله إلا أنا أعلم
أعلم أحداً أعلم مني بكتاب الله تبلغه الإبل لركبت إليه»'.
وأما أب بي بن كعب فعنه نسخة كبيرة رديه أبو جعفر الرازي عن
000
وقد ورد عن جماعة من الصحابة غير هؤلاء اليسيرٌ من التفسير
كأنس بن مالك وأبى هريرة». وابن عمر» وجابر بن عبد الله وأبى
موسى الأشعري» وورد عن عبد الله بن عمرو بن العاص أشياء تتعلق
بالقصص وأخبار الفتن والآخرة وما أشبهها بأن يكون م مما سال عن أهلّ
2
. © بساتكلا
فأما ما روي من التفسير النبوي فلم يكن فيه استشهاد بالشعر» وأمَا
مَا نْقِلَ من تفاسير الصحابة و فلا يوجد بينها إلا قليل من الروايات
التى ورد فيها الاستشهاد بالشعر فى تفسير القرآن الكريم» وذلك لقلة
الحاجة للتفسير ولا سيما اللغخوي» فقد كانوا آهل الفصاحةء وأصل
ا
(؟) متفق عليه» أخرجه البخاري برقم ۰٤۷١١ ومسلم برقم 5577.
(۳) انظر: الإتقان ۱۲۲۸/۲. (5) انظر: الإتقان ”/97؟7١.
العرب. ولا يمكن الاطمئنان إلى هذا العدد القليل من الروايات لتحديد
ما يمكن أن يُمَثْل منهجاً للصحابة في الاستشهاد بالشعر في تفسير القرآن
الكريم باستثناء ابن عباس وسيأتي الحديث عنه لقلة ما روي عنهم من
ذلك» وليس هناك إلا روايات مفردة لا يمكن أن تشكل منهجاً واضح
القَسَمّات.
وقد روي عن ابن عباس أنه سأل تلاميذه عن معنى الحَرّج في قوله
تعالى: #ومَا جَعَلَ عك في دين من حرج [الحج: ۷۸] وقال: إذا تعانيتم
في شيء من القرآن فانظروا في الشعرء فإن الشعر عربي. ثم دعا ابن
عباس أعرابياً» فقال: ما الحرج؟ قال: الضيق. قال: صدقت”"''. وقد
ذكر ابن الأنباري بعد إيراده عدداً من المسائل عن عبد الله بن عباس»
فكان ابن عباس يجيب عن كل سؤال» ويستشهد على جوابه ببيت من
الشعرء كثرة ما روي من ذلك عن الصحابة فقال: «وهذا كثير في
الحديث عن الصحابة والتابعين أي: الاستشهاد بالشعر في التفسير إلا
نّا نَجْتَزئ بما ذكرنا كراهيةً لتطويل الكتاب» وإنما دعانا إلى ذكر هذا أن
جماعة لا علم لهم بحديث رسول الله كَل ولا معرفة لهم بلغة الحعرب»
أنكروا على النحويين احتجاجهم على القرآن بالشعر»"'". وابن الأنباري
قد ذكِرَ في ترجمته أنه كان يحفظ ثلاثمائة ألف بيت من الشواهد الشعرية
في تفسير القرآن الكريم . ورُبّما يكون ما ذكره ابن الأنباري صحيحاًء
غير أنه لم يُحفظ من هذه الروايات عن الصحابة إلا النَزْرٌ القليل.
أمثلة من تفسير الصحابة واستشهادهم بالشعر:
من تلك الروايات التي رويت عن الصحابة ما روي عن عمر بن
.557/١5 انظر: تفسير الطبري (هجر) )١(
.٠٤۹/١ والإتقان 2.٠٠١ 949/١ إيضاح الوقف والابتداء )۲(
(۳) انظر: معجم الأدباء .5١١/0
منهج الصحابة في الاستشهاد بالشعر في التفسير
سر سر
الخطاب نه أنه قرأ على المنبر قوله تعالى : 1 َلْمْزَهر عل وي ن
اک روف 0 6 [النحل: 47] فسألَ عن معنى التَّحْوَفٍ . فقام رجل
من قبيلة هذيلٍ وقال: «التخوف عندنا التنقص»» فلم يُسلّم له عمر بن
الخطاب بجوابه» وإنما طلب حُجةً وشاهداً على صحة قوله كما هي
عادته في التحقق والاستيثاق» فأنشدة الهذلئُ قول شاعرهم يصف ناقته: -
تَخَوَّتَ الرَحْلٌ ينها تايكاً ردا كما تَخَوّفَ عو التبّعْةٍ اله
فقال عمر طبه : «أيها الناس» تمسكوا بديوان شعركم في
جاهليتكم فإن فيه تفسيرٌ كتابكم». وهذا التفسيرٌ للتخوَّفٍ هو المروي
عن ابن عباس وَ#يّاء ومجاهد وغيرهما" '' من المفسرين وأهل اللغة كابن
الأعرابي واللحيانئ حيث قال : 0 لشي تنقصتهء قال الله کل :
لاو دهز ل رف4 أي : على تَنقُص
eu 7
٠.
وفرّق ابن عاشور بين : حرف اللازم والمتعدّي من حيث
المعنى» فقال: «التخوّفٌ فى اللغة يأتى مصدر ١تَحْوّفت» القاصر بمعنى :
خافتء ومصدر ١«تَخَوَّفَ) المتعدي بمعنى: تنقّصء وهذا الثانى لغة
هذيل» وهي من اللغات الفصيحة التي جاء بها القرآن». وقد
اختلف العلماء كما تقدم في نسبة الشاهد الشعري الذي يستدل به بعض
المفسرين في قصة عمر بن الخطاب نه وقد تقدم تخريجه» وفي
.۷۸ تقدم تخريجه ص۸٥٠ وانظر: شرح ما يقع فيه التصحيف للعسكري )١(
(؟) سبق تخريجه» ويضاف: الموافقات »58/١ تفسير الطبري (هجر) 2571/١5 إيضاح
الوقف والابتداء ۰۹۸/١ معاني القرآن للزجاج ۲٠١٠/۳ الجامع لأحكام القرآن /٠١
4 المحرر الوجيز (قطر) ٤۲۷/۸ - 5794.
(۳) انظر: تفسير الطبري (هجر) 575/١5 - 27558 الجامع لأحكام القرآن »٠١١/٠١
التفسير الصحيح لحكمت بشير ۳/ 186.
0( أمالي القالي ١/7١5ء الجامع لأحكام القرآن .١١١/٠١
(6) التحرير والتنوير .١71//١5
(5) انظر: لغة هذيل للدكتور عبد الجواد الطيب .١78
القصة ما يرجح نسبته لشاعر من شعراء هذيل» قد يكون أبو كبير الهذلي
وقد يكون غيره» ولذلك قال ابن عاشور: «نسب في الكشاف هذا البيت
لزهير» وكذلك في الأساس» وليس زهير بهذلي» ونسبه صاحب اللسان
إلى ابن مقبل وليس ابن مقبل بهذلي. وكيف وقد قال الشيخ الهذلي
لعمر: قال شاعرناء فهو هذلي» ووقع في تفسير البيضاوي أن الشيخ
الهذلي أجاب عمر بقوله: نعم» قال شاعرنا أبو كبير. وقال الخفاجي :
البيت من قصيدة له مذكورة في شعر هذيل» فنسبة البيت إلى أبي كبير
آثرت»“.
والظاهر أن هذه القصة قد وقعت في خلافة عمر ضيه ولم أجد
أقدم من هذا التفسير لهذه المفردة قبل هذه القصة» مما جعل بعض
العلماء يقرر أن الصحابة لم يكونوا يعتون بالسؤال عن المعاني الدقيقة
للمفردات القرآئية إذا كان السياق العام للآية بِيّنا وظاهراًء وأن ذلك هو
معهود العرب في كلامها وخطابهاء وأن العرب «لا ترى الألفاظ تعبدا
عند محافظتها على المعاني» وإن كانت تراعيها أيضاًء فليس أحد
الأمرين عندها بمّلتزم» بل قد تبني على أحدهما مرة» وعلى الآخر
أخرى» ولا يكون ذلك قادحاً في صحة كلامها واستقامته»”“. وهذا جار
في المعاني والألفاظ والأساليب.
وهذه القصة التي تقغدمت عن حمفاء معنى «التخوّف») على عمر وليه ۰
ومثلها لفظة «الأَثٌ)» على أبى بكر ول ضعفها بعضص العلماء“)
بحجة أن الثقة بها غير متحققة؛ فإنه من المستبعد أن تبقى غير واضحة
لجمهور الصحابة ولا سيما القرشيون» وأبو بكر وعمر هما رأس
)١( التحرير والتنوير .١151//١5 (؟) الموافقات .۱١١/۲
(۳) انظر: الإتقان ؟/ 4» فتح الباري .1١١/5
() انظر: فتح الباري »7١١/7 المفردات لعبد الحميد الفراهي ص45.
منهج الصحابة في الاستشهاد بالشعر في التفسير ۹
الصحابة» ويخفى عليهما هذاء في حياة النبي ييه ولم يسئل عن معانيها .
وذلك أن القرآن الكريم ما نزل إلا للبيان» وقد قال الله تعالى: #ولو
جعلتله قاتا أا لقالوا لوكا قصلت يتشد ار ور 4 [فصلت: ]٤٤ ومعنى
فضت ينه # وضحت» فإن هذا كان اعتراضهم؛ وأما كونها تفصيلاً
لإِجَمَالٍ فهذا لا قدح فيه. قال تعالى: #كِتَبٌ كت ام ثم مت من
َدْنَ حكر حير [هود: .]١ وكذلك قوله تعالى: ¥ ان ومر أي :
بعيد عن العقل أن يأتي الرسول بل بكلام لا يفهمه قرمه. فأ فائدة
لهذا ا ا قال تما #وما أَيَسَلْمَا من رَسُولٍ إلا يسان مرم
لشت طم € [إبراهيم:
غير أنه يمكن القول: إن خفاء بعض الألفاظ على هؤلاء الصحابة
واردء ولا سيما إذا لم تكن من لغة قومهمء ولا يتعلق بمعرفتها حكم
شرعي» وكان معناها العام مفهوما من سياق الايات. وفي قصة عمر بن
الخطاب عندما قرأ قوله تعالى: ##وَفَكهةٌ وأباً ©6 [عبس: ]*١ وقوله:
«كل هذا قد علمناه» فما الأبّ؟ ثم ضرب عمر بيده» ثم قال: لعمرك إن
هذا لهو التكلف» واتبعوا ما يتبين لكم في هذا الكتاب... وما يتبين
فعليكم به» وما لا فدعوه)"'". وقد عقب الزمخشري على هذه القصة
بقوله: «ولكن القوم كانت أكبر همتهم عاكفة على العمل» وكان التشاغل
بشيء من العلم لا يعمل به تكلفاً عندهم.... ثم وصى الناس بأن
يجروا على هذا السنن فيما أشبه ذلك من مشكلات القرآن)”'' .
وقد روى الحاكم أن عمر َيه سأل ابن عباس ويا عن هذه الآية
فقال: «هو نبت الأرض مما تأكله الدواب والأنعام» ولا يأكله
الناس»"". وقال ابن حجر في خبر أبي بكر: إنه منقطع» وفي خبر عمر:
.۷٠١ - ۷٠٤/٤ تفسير الطبري (هجر)ء فضائل القرآن لأبي عبيد ”/١١7ء الكشاف )١
.٥۳۹/۳ المستدرك )۳( .۷٠١/٤ الكشاف )۲(
(لشاهر (الشعري في تفسير القرآن الكريم
على تنقّص)0"» ثم استشهد بشاهدين من الشعرء الأول قول العباس ب بن
ألامعَلى الهِجَاء وکل يوم بُلافِيْنِي ين الجِيْرانِعُولٌ
تَخَوَدَعْدرُمُم مالي وأهدي سلاسلَ في الخُلوقٍ لها لير“
' أي: تنقص قدرهم مالي. سلاسل: يريد القوافي تُنشَّدٌ فهو
صليلهاء وهو قلائد في أعناقهم. والثاني قول طرفة :
وبجاملِخَوَّدَيِنْئيبه رَجِرٌ المُعَلّى أصْلاً والسّفيع©'
ره سر و0)
حَوَّفَ من نيبه؛ أي : لا يدعه يزيد
فأبو تيده قل وافق الهذلي في أن معنى التخوف التنقص » ولكنه لم
الهذلى» وشاهد أبى عبيدة معا .
وهناك مثال آخر على هذا المنهج في التفسير»ء فقد اختلف
عبد الله بن عباس مع معاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص وقيل
."59/١ مجاز القرآن )۲( .1١١/5 انظر: فتح الباري )١(
(۳) انظر: الأغاني ."١5/١5
(4) رواية الديوان اخوع؟. وهي كذلك في لسان العرب» قال في اللسان مادة «خوع»:
«والتّحوع : التنقُص. وحَوّعَ مالّه: نَقَصء وحَوعَه هو وححرّعَ ورف منه؛ قال طرفة بن
العبد:
وجايل خَوعَ مسن ييه وَجْْ المُعَلَّى صلا والسَّفِيح
يعني ما يَنْحرٌ في المَيْسِر منها... ويُروى: خََوّفء والمعنى واحد. وگل ما نقص»
فقد خوّع). . انظر: ديوانه ١1ء ملحق ديوان طرفة في ديوان الشعراء الستة 21١487
لسان العرب ۲٤۷/٤ ۔ .۲٤۸
."٠٠ /١ انظر: مجاز القرآن )٥(
(0) انظر: تفسير الطبري (هجر) .770/١5
منهج الصحابة في الاستشهاد بالشعر في التفسير 01
عبد الله بن عمرو في قراءة قوله تعالى: قرب فى عي ٍَ4 [الكهف:
7 فكان معاوية وعمرو يقرآن: #حَامية#» وكان ابن عباس يقراً:
ٍَ4 . فطلبا من عبد الله بن عباس شاهداً من الشعر على صحة ما
الأزرق» وكان نافع يحفظ شعر نّم فأنشله قوله :
فرأى مغيبَ الشمس عند غرويها في عَيِنٍ ذي خلب وثأطٍ حرم
والحْلْب هو الطين» والثاط هو الحمأة والحرمد هو السود"
فأيد هذا الشاهد الشعريٌ.قراءةً ابن عباس"
وهذان المثالان اللذان تذكرهما كتب التفسير من استشهاد الصحابة
بالشعر على تفسير مفردات قرآنية فحسب» يمكن اعتبارها بداية لطريقة
أصبحت فيما بعد من الطرق التي اتبعها المفسرون في تفسيرهم للقرآن
الكريم بلغة العرب .
ويمكن من خلال الأمثلة القليلة المتوفرة وصف طريقة الصحابة في
الاستشهاد بالشعر على تفسير القرآن الكريم» في التالي :
الذي تقل عن عمر بن الخطاب» فقد سأل الهذلي عن الشاهد على صحة
قوله: 95 التخوّفٌ عندهم هو هو التنقص» فذكر له الشاهد الشعري» فَسَلَم
له» ولم يطالبه بشرح بيت الشعرء مع أن الذين ذكروا البيت بعد ذلك
شرحو معناه» لخفاء بعض عباراته شل «التَامِك) و«القردا ا
(00)
/٦ والبحر المحيط »59/١١ ينسب هذا البيت لتبّع اليماني كما في تفسير القرطبي )١(
ويِنْسَبٍ لأمية بن أبي الصلت كما في ديوانه ه*الا. 49
(۲) انظر: غريب القرآن لابن قتيبة .۲۷١ (۳) انظر: الكشاف .۷٤٤/۲
(5) التامك: السنام المرتفع» والقَّرِدُ: المرتفعء أو كثيرٌ القردان» والسَّمَن: المِبْرَدُ الذي
ينحت به الخشب . انظر: الموافقات للشاطبي 09/١ حاشية المحقق.
YoY الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
قول الشاعر كذاء أو: كما قال الشاعر كذاء من غير شرح وتفصيل .
وهذا المنهج في الاستشهاد سببه أن المفسر من الصحابة كان إذا أحال
السائل على الشاهد الشعري يحيله على شيء معلوم لديه تمام العلم؛ لان
الشعر كان هو العلم الذي أتقنته ته العرب» ولم يكن لهم علم سواه"
فكان الشعر سهل الفهم» واضح العبارات» فعندما يحال السائل إليه
يكتفي ويستغني عن السؤال. ولذلك حث عمر َه على تعلم الشعرء
والحرص عليه» لما فيه من توضيح كثير من ألفاظ القرآن الكريم.
۲ - الاستشهاد بأشعار الجاهليين» والمخضرمين. فأبو كبير الهذلى
الذي نسب إليه الشاهد في قصة عمر يه كان جاهلياً”©» والبيت الآخر
كان لأمية بن أبي الصلت وهو شاعر معاصر لهو" .
- الاكتفاء بالشاهد الشعري الواحد في الجواب» فلا يطالب
السائل بالمزيد من الشواهد الشعرية. ومن الأمثلة غير ما تقدم أن ابن
عباس سئل عن معنى الآية: وول وما وسَقّ 29 [الانشقاق: ]١7 فقال :
ما جَمَعَ .
ألم تسمع قول الشاعد”*
٤ - نسبة الشعر إلى قائله. او قبيلته. من مثل قول ابن عباس لما
سیل عن معنى قوله تعالى: وياک ر هر €6 [المدثر: ]٤ قال: لا تَلبَسهًا
على عَذْرَةِ ولا قَجْرَة. ثم قال: ألا عو قو نيلان بن ل4
000 انظر: طبقات فحول الشعراء ۲/١ )۲( انظر : الشعر والشعراء ۲/ .
(۳) انظر: المصدر السابق .559/١ (5) غير منسوب.
(4) انظر: مجاز القرآن 2597/7 وانظر: تفسير الطبري (هجر) 2751/75 إيضاح الوقف
والابتداء 8/١
() هو غيلان بن سلمة بن معتب الثقفي» من شعراء الطائف» مخضرم أدرك الإسلام
منهج الصحابة في الاستشهاد بالشعر في التفسير Yo
الي ينداف لا لوب | لش ولامن درو نفع IEE
كل الشواهد من الشعر. ولذلك يقول المبرد: ومِمًا سأله - أي : نافع بن
الأزرق عنه: لالد 69 ذلك الكتبُ» [البقرة: ١ء ؟] فقال ابن عباس :
تأويله: هذا القرآن. ثم قال المُبَردُ: هكذا جاءء ولا أحفظ عليه شاهداً
عن ابن عباس» وأنا أحسبه لم يقبله إلا بشاهد""
فهو يعني أن نافعاً لم يكن ليقبل تفسير ابن عباس إلا بشاهد من
شعر العرب» غير أنه لم يحفظ المبرد ذلك الشاهد.
ومن سمات الشواهد الشعرية في تفسير الصحابة أنها جميعها
شواهد لغوية» ولم يرد عنهم شاهد على مسألة نحوية لعدم الحاجة إليهاء
ومن الأدلة على ذلك غير ما تقدم» المسائل التي سّكْلَ عنها ابن عباس
من نافع بن الأزرق» فكلها شواهد لغوية” '". وستأتي
وأما عبد الله ابن عباس فهو ترججمان القران» وهو سيد المفسرين
لمن بعده» ولم ينقل عن أحد من أصحاب النبي بيه في التفسير أكثر مما
نقل عنه» وما آتاه الله من العلم بالقرآن إنما حصل له ببركة دعاء
رسول الله بيه له» حيث دعا له بقوله: «اللهم فقهه في الدين وعلمه
التأويل»”'. وقد كان مقدماً على أقرانه عند أمير المؤمنين عمر بن
عدم القناعة بغير شواهد الشعرء كما في قصة نافع فقد كانت
.١71//5 تهذيب اللغة 257/١ انظر: إيضاح الوقف والابتداء )١(
.٠٠١١ ۱۱٤۹/۳ انظر: الكامل )۲(
(۳) انظر: تاريخ التراث العربي لسزكين ٠٤١/١ مسائل نافع بن الأزرق لابن عباس ۸.
/۲ مسند الإمام أحمد برقم ۰۲۳۹۷ ۰۲۸۷۹ ۰۳۰۳۲ ۳۱۰۲ طبقات ابن سعد )٤(
وأصل هذا الحديث ٦۲۸٠ المستدرك برقم ٠۷٠٠١ صحيح ابن حبان برقم ۵
vo الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
الخطاب وء حتى كان يجعله في العلم في مصاف البدريين مع صغر
سنه" . وكان فقيه الصحابة عبد الله بن مسعود يثني عليه بقوله: «نعم
ترجمان القرآن ابنُ عباس»”. وقد اشتهر عن ابن عباس أنه إذا سيل عن
الشيء من عربية القرآن ينشد الشعرء ويقول إذا خفي عليكم شيء من
القرآن فابتغوه فی الشعر› فإنه ديوان العرب. ومعنی هذا أنه يستشهد
بالشعر على تفسير القرآن لا على القرآن نفسه”؟)
ويْعَّد ابن عباس أول من فتح باب الاستشهاد بالشعر في تفسير
القرآن الكريم» بمنهجية واضحة يصح أن يقال عنها منهج ء وأشهر ما
روي عنه من ذلك ما يعرف بمسائل نافع بن الأزرقء, التي نقلت إليناء
ولأهميتهاء وكونها الوثيقة ة الأولى في هذا المنهج أفرد لها المبحث
الثانى .
ينا
."٠75 انظر: صحيح مسلمء الأثر رقم )١(
(۲) طبقات ابن سعد ۳٦٦/۲ المصنف 5١/١١١ء فضائل الصحابة برقم ١١١٠ء
۳ »ء تفسير الطبري 4/١ .
(۳) المصنف برقم 59914 زوائد فضائل الصحابة برقم .٠۹۱٩
(4) فضائل القرآن لأبي عبيد الهروي ۴۳ وينظر: مجالس ثعلب 25١17 وتفسير القرطبي
5/١ .
زح
ہیں سے 9ای
کے وون ازو ’ےی
المبحث الثاني
0
مسائل نافع بن الأزرق لابن عباس وي
هذه المسائل م مِنْ اول ما عُرِفَ في الاستشهاد د بالشعر في تفسير
القرآن الكريم» قال العسكري وهو يتحدث عن أولية التأليف في غريب
القرآن: «أول من صنف في غريب القرآن أبو عبيدة معمر بن المثنى»
صنف كتاب المّجازء وأخذ ذلك من ابن عباس حين سأله نافع بن
الأزرق عن أشياء من غريب القرآن» ففسرها له» واستشهد عليها بأبيات
من شعر العرب» وهو أول ما روي في ذلك وهو خبر معروف”“. وقد
وجدت إشارات مقتضبة إلى هذه المسائل في كتب السنة» والتفسيرء
والأدب» غير أنه لم يقم أحد منهم بالحكم عليهاء ونقد أسانيدها
ومتونهاء ولذلك قام بعض الباحثين المعاصرين بإفراد هذه المسائل
بالتأليف» والنظر إليها من زاوية التفسير البياني للقرآن الكريم”"» أو من
اوية اللغة“ بطريقة توهم القارئ أن كل هذه المسائل صحيحة لا شك
فيهاء في حين قام بعض من الباحثين بالتشكيك في هذه المسائل»
والطعن في ثبوتها“» دون أن يكون هذا الطعن مبنياً على دراسة نقدية
منصفة» تبحث في صحيح هذه الآثار من ضعيفها .
)١( كان حق هذا المبحث التقديم على سابقه» غير أن الخطة المعتمدة على هذه الصورة.
.750١ الأوائل )0(
(۳) انظر: الإعجاز البياني للقرآن ومسائل نافع بن الأزرق لبنت الشاطي .77١
.٠١/١ انظر: شواهد القرآن لأبى تراب الظاهري )٤(
)٥( انظر: في الشعر الجاهلي لطه حسين »5١ المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام
لجواد علي 554/48 156.
* مادة المسائل :
هذه المسائل هي ألفاظ من غريب القرآن أشكلت على نافع بن
الأزرق الخارجي (ت50ه)ء فجاء يسأل عنها عبد الله بن عباس وي
(«ت8ه) وهو فى مكةء واشترط على ابن عباس أن يأتيه على كل
جواب بشواهد من الشعر العربى» تصدی ما فسر به اين عباس تلك
الكلمات» وكان من أمره أنه «خرج نافع بن الأزرق» ونجدة بن عويمر”")
في نفر من رؤوس الخوارج ينَقَرُونَ عن العلم ويطلبونه» حتى قدموا مكة»
فإذا هم بعبد الله بن عباس قاعداً إلى جنب زمزم عليه رِدَاءٌ لَه أُخمَرٌء
وقميصٌ أبيض» وإذا الناس قيام يسألونه عن التفسير» ويقولون: يا ابن
فقال له نافع بن الأزرق:... إني أتيتك لأسألك. قال: هات يا
ابن الأزرق)”" . وكان نافع طلب من ابن عباس أن لا يجيبه بجواب.
إلا مستشهداً له بشاهد من شعر العرب7".
# وقت هذه المسائل :
لم أجد تحديداً لتاريخ هذه المسائل في الكتب التي نقلتها أو
أشارت إليهاء ويمكن تمدير وفت هذه الأسئلة ما بين عامى خمسة
وأربعينَ وخمسة وخمسين من الهجرة ٤٥( _ 00ھ)¢ وذلك للقرائن
التالية :
١ قدومٌ نافع بن الأزرق» مع تججدة بن عُويُمر في تقر من
الخوارج إلى ابن عباس يسألونه عن العلمء وهذا يدل على ظهور أمر
)١( هو نجدة بن عويمر العجلاني الحنفي البكري الوائلي» رأس فرقة النجدية من
الحرورية» وإليه ينسبون بعد اختلافه مع نافع بن الأزرق» توفي سنة 19ه. انظر:
الكامل 7/9 .1١١
(؟) مسائل نافع بن الأزرق 77. (۳) انظر: المصدر السابق 6”.
مسائل ناشع بن الازدق لابن عباس ۴5 للب[ 6م
الخوارج» وقد كان خروجهم على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب طب
ابتداء من سنة ۳۷ هجرية بعد وقعة صفيد"''.
١ أن هؤلاء الخوارج كانوا لا يزالون صفاً واحداً قبل أن يفترق
الأزارقة عن النجدية عام ٤ هجرية
" - إنشاد عمر بن أبي ربيعة قصيدته الرائية بين يدي ابن عباس
بحضرة نافع بن الأزرق» وهي قصيدة بديعة» يندر أن يكتبها الشاعر قبل
العشرين من عمره» وهذه الحقبة توافق تحديد عمر الشاعر عمر بن أبي
ربيعة فيما بين ۲۲ سنة و7 سنة» وهي فترة شبابه؛ حيث ولد سنة 77
هجرية» وأغلب من ذكر قصة هذه المسائل يصف ابن أبي ربيعة بأنه
شات
٤ - أن هذه المسائل فيما يبدو كانت قبل أن يُكَفٌ بَصَرٌ ابن
عباس وا“ والذي يمكن تحديده بعام ٠١ هجريةء» وإن كانت العلاقة لم
تنقطع بعد عمى ابن عباس وي“ ٠ وعلى هذا فقد كانت هذه المسائل
زمن خلافة معاوية بن أبي سفيان ووْيّاء حيث بويع له بالخلافة عام 6٠
للهجرة. وبقى حتى مات سنة 5١ للهجرة .
* مصادر مسائل نافع بن الأزرق ورواياتها" :
- المسائل في كتب التفسير وما تعلق به:
١ - ذكرها الإمام عبد الرزاق الصنعانى (رت١١5؟ه) فى تفسيره
."۹۸/۳ انظر: تاريخ الطبري ۷۹/۳. (۲) انظر: المصدر السابق )١(
(9) انظر: الأغاني 248١/١ أمالي المرزوقي 145".
.407/8 انظر: تفسير الطبري (هجر) )٤(
.55١ .155/” انظر: تاريخ الطبري )٠(
(0) لهذه المسائل عدد من المخطوطات منها: مخطوطة المكتبة الظاهرية بدمشق رقم
۹ وعدد أوراقها ١ ورقة .)١١4 -7١1( ومخطوطة المكتبة الظاهرية رقم -
7y الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
فقال: «أنا ابن عيينة عن عمرو بن دينار قال: أخبرني مَنْ سَمعَ ابن
عباس يخاصم نافع بن الأزرق. . .». ولم تتضمن المسائل فيما
أ خر جه شواهد من الشعْر.
؟ - أشار الإمام الطبري (ت١٠"ه) إلى هذه المسائل عند تفسير
قول تعالى : طيَوْمَيِذٍ بود الین کفروا وعَصوا اسول و شوى بم لأر وآ
يمون أله حَيِينًا 469 [النساء: ]٤١ حيث أخرج عن سعيد بن جبير
بإسنادين مختلفين» قال: «جاء رجل إلى ابن عباس فقال: أشياء تختلف
على في القرآن. . .». ثم ذكر رواية ثالثة عن الضحاك من غير طريق
جويبر -: «أن نافع بن الأزرق أتى ابن عباس» فقال: يا ابن عباس»
قول الله تبارك وتعالى: #یومیذ يَوَدُ أَلْذِيِنَ کقروا وَعَصَوَا اسول لو شوى
م رض ولا يكن أله حَدِينًا (©) وقوله: ##واسَهِ را ما كا مَشْرِكينَ 4
ا YY فقال له ابن عباس: إني أحسبك قمت من عند أصحابك»
: ألقي على ابن عباس متشابه القرآن» فإذا رجعت إليهم فأخبرهم
أن الله جامع الناس يوم القيامة فى بقيع واحد.». فيقول المشركون: إن الله
لا يقبل من أحد شیا“ إلا ممن وحده» فيقولون: تعالوا نجحد» فيسألهم
فيقولون: والله ربنا ما كنا مشركين» قال: فيختم على أفواههم ويستنطق
= ۳ وتقع في خمس عشرة ورقةء وهي ملخصة من الإتقان للسيوطي» وقد نام
بتحقيقها معتمداً على هاتين المخطوطتين الدكتور محمد الدالي. انظر: مسائل نافع بن
الأزرق .١5 - ١ ومخطوطة مكتبة طلعت في المجموع رقم 565 الأوراق ١ - "",.
ومخطوطة دار الكتب المصرية بالقاهرة ؤ في المجموع رقم 55امء الأوراق ١7”
۳.,. وقد حقق هذه الممخطوطة الدكتور إبراهيم السامرائي» وطبعت بمطبعة المعارف
ببغداد عام 1974م»2 ولها تحقيق آخر قام به محمد عبد الرحيم وأحمد نصر الله
بعنوان «غريب القرآن في شعر العرب». ومخطوطة مكتبة برلين في المجموع 2787
الأوراق 97 - 2٠١١ وهي نسخة مختصرة من المسائل التي نقلها السيوطي في
الإتقان. انظر: تاريخ الأدب العربي ۸/٤ - 4.
.٠١ /7 2١١ /* تفسير عبد الرزاق الصنعانى )١(
(۲) تفسير الطبري (شاكر) ۷6/۸
مسائل نافع بن الأزرق لابن عباس و 0۹
جوارحهم» فتشهد عليهم جوارحهم أنهم كانوا مشركين» فعند ذلك تمنو
ولم تتضمن روايات الطبري لهذه المسائل التي ذكر فيها نافع بن
الأزرق شواهد من الشعر؛ ٠ ولك کال لي موا ضع أخرى لم يشر فيها إلى
۳ ثم جاء أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري (ت78"اه),
فأخرج بسنده مسائل ابن الأزرق بشواهدها الشعرية”' .
؛ ثم بعد القرن الرابع الهجري كثر رجوع المفسرين إلى هذه
المسائل› والاستشهاد بها لغريب ألفاظ القرآن» ومِمَنْ رجع إليها من
المفسرين ابن العربي المالكي (ت١٤٠ه) في كتابه «أحكام القرآن»,
: ۾ م )۳( u ( 1 1 اه
والبغوي في تفسيره” ' ¢ والرازي في تفسیر ولأ ¢ وابو المظفر السمعاني في
تفسبره» وأبو عبل الله القرطبي رت١لاكهم) في «الجامع لأحكام
القرآن»» وابن كثير الدمشقي (ت٤۷۷ه) في «تفسير القرآن لس
فعند تفسيره ه لقوله تعالى : لرَجمَلَ لم تن رڪم بين وحم حَنَدَة #
[النحل : ۷۲] قال ابن العربي : «. ... ويُروی أن نافع , ی الأزرق سال ابن
عباس عن قوله: ##وَحََّدَة» قال: هم الأعوان» من أعانك فقد حفدك,
قال: فهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم وتقوله» أما سمعت قول
خا (۷) ,
الشاعر :
.7 70 /۸ انظر: تفسير الطبري (شاكر) )١(
(۲) انظر: إيضاح الوقف والابتداء 5/ا - ۰۹۸ الأضداد ۳۳ء 54.
(۳) انظر: معالم التَنْزيل ۰۲۰٤/۳ 25475 8784.
.۔۲٤٥/۳۰ 245/55 ۲۲/۲۱ لا216 ,.52/١8 انظر: تفسير الرازي )٤(
(0) تفسير القرآن لأبي المظفر السمعاني /٤ ۳٠٦/۳ ۸۷.
(5) انظر: تفسير القرآن العظيم لابن كثير .۲۷١ .917/4 ,59/# ۰٥۰۰ 2949/١
(۷) هو أمية بن أبي الصلت كما في مسائل نافع بن الأزرق ۳۹ وليس في ديوانه» وقيل
للفرزدق كما في الجمهرة 2١77/7 وقيل للأخطل كما في غريب الحديث لأبي عبيد -
ve الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
حَفْدَ الولائد حَولهَنٌ وألقيتُ كمهي از َة الأَججْمَال”') ۳
۵ _ وذكرها النحاس فى معانى القرآن" 5 دون ذكر شواهد شعرية.
5 وذكرها ابن ناصر الدين الدمشقي عند تفسيره لقوله تعالى:
ع مرو
له أب عر موك [العين: ]١ حيث قال: «وفي مسائل نافع بن الأزرق
الحنفي الحروري فقيه الخوارج لعبد الله بن عباس وا“ وسأله عن
قول الله وِبْك: لَه أجر عر مون فقال ابن عباس: غير مقطوع. قال
هل تعرف العرب ذلك؟ فقال: قد عرفه أخو بني يشكر حيث قال :
9 مو
وَترى خَلفَهِنّ مِنْ . ۾ سَرْعَة ة اليج سع م ثم ميبناكائة آم
يعني : الغبار تقطعه قطعاً وراءهاء وَالمَيئِنُ : الغبار الضعيف)0*'.
۷- وأما كتب علوم القرآن» فقد احتفلت بمسائل نافع بن الأزرق
عند الحديث عن غريب القرآن» فقد أشار إليها الز كشي ر (ت44/ام)اء
وتوسع في عرضها السيوطي (ت۹۱۱ه) في كتابه «الإتقان»" ل كما رجع
إليها في كتايه الآخر «الْمُهزَّب فيما وقع في القرآن من المُعس»)”8 5 وذكر
السيوطي في كتابه «الوسائل في مسامرة الأوائل» أن «أول من صنف في
۳۷٤/۳ = وليس في ديوانيهماء وقيل لجميل كما في مجاز القرآن ۰۳٦٤/١ وقيل
لحميد كما في تفسير الطبري (هجر) 2598/١4 وبلا نسبة كما في معاني القرآن
لللأخفش 75
(1) مجاز القرآن ٠٦٤ /١ تفسير الطبري (هجر) »598/١5 وانظر المصادر السابقة.
(۲) أحكام القرآن ۱۱۹۲/۳ ۔ .۱۱١۳
(۳) معاني القرآن للنحاس اد 7/6 .
(:) من معلقة الحارث بن حلَرَّةَ اليَشْكُريٌ. انظر: شرح القصائد السبع الطوال لابن
الأنباري 547» شرح القصائد العشر للتبريزي .۲۹٤
(5) مجالس في تفسير قوله تعالى: ظلْقَدَ مى آله عل الْمُؤْمِنِنَ إدُ بعك فيم رسو من اسيع
[آل عمران: ]١54 لابن ناصر الدين الدمشقي .۲٤۸ - ۲٤۷
(5) انظر: البرهان في علوم القرآن ۱/ ۳۹۷.
.١7١/١ انظر: )۷(
(۸) انظر: لفظة «(حوب»» وايّحور» ص٥٥› 7 .١7
مسائل نافع بن الأزرق لابن عباس وك ]١4م
غريب القرآن أبو عبيدة معمر ب بن المثنى أخذ ذلك من أسئلة نافع بن
الأزرق لابن عباس )17) . وهو مسبوق بما ذكره العسكري كما تقدمت
الإشارة إليه. وجل من كتب في المسائل من المتأخرين اعتمد على ما
أورده السيوطي من هذه المسائل في الإتقان.
- المسائل في كتب الحديث:
1 | - أورد الإمام محمد بن إسماعيل البخاري (ت55١ه) رواية
مُعلقَةً في الحديث الثاني الذي قدم به لسورة «فُصَّلَّتْ) في كتاب التفسير
من صحيحهء قال: «وقال المنهال: عن سعيد بن جبير» قال: قال رجل
لابن عباس : إنى أجد فى القرآن أشياءَ تختلف على . . .2». وقد وَصَل
البخاري الحديتٌ بعد تَمَامهِ فقال: «حدثنيه يوسف بن عدي» حدثنا
عبيد الله بن عمرو عن زيد بن أبي أَنَيسةً عن المنهال بهذا" . قال
الحافظ بن حجر (ت857ه): «قوله: «قال رجل لابن عباس» كأنّ هذا
الرجل هو نافع بن الأزرق الذي صار بعد ذلك رأس الأزارقة من
الخوارج. وكان يُجالس ابن عباس بمكة ويسأله ويعارضه)”".
۲ - يعد (المعجم الكبير» للإمام أبي القاسم الطبراني (ت١5ه)
أشهر كتب الحديث التي نقلت هذه المسائل» فقد أخرجها الطبراني
ضمن مروياته عن ابن عباس من طريق الضحاك بن مزاحم» قال: «خرج
نافع بن الأزرق ونجدة بن عويمر في نفر من رؤوس الخوارج ينقرون عن
العلم ويطلبونه حتى قدموا مكة. . .»“. وقد أورد الطبراني من هذه
المسائل إحدى وثلاثين مسألة مع شواهدها الشعرية. وعن المعجم الكبير
أخذها جل المتأخرين» لكن المعاصرين أخذوها من مراجع وسيطة
E انظر: > القرآن الكريم وأثره في الدراسات القرانية لعبد العال سالم مكرم )١(
. 4: فتح الباري (۳) AY _ 1۸10/٤ ف صحيح البخاري
.,50 5/3٠١ )85(
متأخرة» وربما يكون تأخر طبع المعجم الكبير سبباً في ذلك.
٣ أخرج هذه المسائل الإمام الحاكم في المستدرك على
الصحيحين من طريق داود بن أبي هند عن عكرمة قال: «سأل نافع بن
الأزرق ابن عباس عن قوله تعالى: هذا يم لا يطقن 49 [المرسلات:
۵ فلا مع إلا مَصَمَاك [طه: »]۱١۸ وقوله: َمِل بشم ل عض
ساون 509 [الصافات: ۲۷]» #إهَاوم اشوا كتية 4 [الحاقة: 2070819 ,
٤ - ومن متأخري المحدثين الذين أوردوا مسائل نافع بن الأزرق
الإمام الحافظ نور الدين الهيثمي (ت۸۰۷ه) حيث أوردها في «مَجْمَع
الزوائد ومَتْبّع الفوائد؛ من رواية الطبراني”©.
- المسائل في كتب الأدب:
١ وأما كتب الأدب فقد ظل الاهتمام بهذه المسائل محصوراً في
بحث علاقة القرآن بالشعر»ء ويعَد كتاب «الكامل» للمبرد (ت865؟ه) من
أول من أشار إلى هذه المسائل» حيث يقول: «حَدَّتٌ أبو عبيدة مَعْمَرٌ بن
المتتّى التيمئٌ النسابة عن أسامة بن زيد عن عكرمة قال: رأيت ابن عباس
وعنده نافع بن الأزرق وهو يسأله» ويطلب منه الاحتجاج باللغة»”". وقد
أورد ججملة مختصرة منها حيث يقول: «وله أي: نافع بن الأزرق -
ولعبد الله بن عباس مسائل كثيرة» وسنذكر جملة منها في هذا الكتاب إن
شاء الله»“.
١ ومن كتب الأدب التي أوردت هذه المسائل كتاب «جَمُهرة
شعار العرب» لأبي زيد محمد بن أبي الخطاب القرشي الذي عاش في
|
.519/8 فتح الباري ۰۲٤٥/٤ المستدرك )١(
"° "۳/1 6
(0) الكامل "/ ١١55 ١١55 وقد أورد عدداً من هذه المسائل مع التعقيب عليهاء وشرح
شواهدهاء واستغرق ذلك فى الكتاب الصفحات التالية / .٠٤١١ ١١584
(4) المصدر السابق ۱۱۰۲/۳ .٠٠١۳١-_
مسائل نافع بن الآزرق لابن عباس وه 0
القرن الخامس الهجري”''» فقد نص على قدوم نافع بن الأزرق إلى ابن
عباس» وسؤاله عن القرآن» ومخاطبة ابن عباس له بقوله: «... ونحن
ذاكرون في كتابنا هذا ما جاءت به الأخبار المنقولة» والأشعار المحفوظة
عنهم» وما وافق القرآن من ألفاظهم. وما روي عن رسول الله ييه في
الشعر والشعراء» وما جاء عن أصحابه والتابعين من بعدهم... فمن
ذلك ما حدثنا به المفضل بن عبد الله عن أبيه عن جده» عن أبي
ظبيان» عن عبد الله بن عباس قال: قدم نافع بن الأزرق الحروري إلى
ابن عباس يسأله عن القرآن» فقال ابن عباس: يا نافع إن القرآن كلام الله
تعالى» خاطب به العرب على لسان أفصحهاء فمن زعم أن في القرآن
غير العربية فقد افترى؛ لقوله تعالى : را عربيا [الزمر: 008" , ثم
عقد فصلا بعنوان «ما وافق القرآن من ألفاظ العرب» أورد فيه أربعة
وتّمانِينَ شاهداً من الشعر المنسوب» وكلمات القرآن التي وافقت ما في
هذه الشواهد من الألفاظء وججملة كبيرة من تلك الشواهد وردت في
مسائل نافع بن الأزرق“ .
۳ _ وأشار إليها المرزوقي (ت١57ه) في سياق ذكره لقصيدة
(0). 00
٤ كما أشار إليها نجم الدين الطوفي (ت5الاه) في كتابه
«الصعقة الغضبية في الرد على منكري العربية» فقال: «عبد الله بن العباس
الذي كان إذا سيل عن غريب القرآن ومشكلاتهء أنشد أشعارَ العرب»
.١١١/١ انظر: مقدمة تحقيق جمهرة أشعار العرب للقرشي )١(
(۲) هو المفضل بن عبد الله بن محمد المُجَبِّري شيخ مؤلف جمهرة أشعار العرب» لم
توجد له ترجمة. انظر: حاشية محقق الجمهرة ذات الرقم(١) .١١١/١
(۳) جمهرة أشعار العرب .١١١_ ١١١/١
.٠١۹ انظر: جمهرة أشعار العرب ۱۱۳/۱ ۔ )٤(
(5) انظر: أمالي المرزوقي .٤٥
3 + القر أن |
يا لشاهر الشعري في تفسيرالقرآنالكريم
حتى إنى رأيت ذلك كتاباً مستقلاً» يعرف بمسائل نافع بن الأزرق لابن
عباس» ثلاثة كراريس فيه مائتان وتححمسون بيتاً تقريباً» يُنْشِدُ كَل بيت على
مسألة)7' .
- المسائل عند المعاصرين:
١-أول من أشار إليها محمد فؤاد عبد الباقى عندما أفردها فى
کتابه (معجم غريب القرآن»» وقد اعتمد على رواية السيوطي› وأعاد
53 : (1) داه اء : <
ترتيبها على حروف المعجم . ثم في دراسة د.سزكين لاثار ابن
عباس ويا في التفسير ذكر الأثر الثالث وهو مسائل نافع بن الأزرق»
وقال: «وتضم أسئلة زعيم الخوارج إلى عبد الله بن عباس عن معاني
مائتى كلمة صعبة فى القرآن» أجاب عنها ابن عباس وشرحها بشواهد من
الشعر القديب»”".
۲ - ما كتبته الدكتورة عائشة عبد الرحمن المعروفة ببنت الشاطى
بعنوان «الإعجاز البياني للقرآن ومسائل نافع بن الأزرق» الصادر عام
۹۷۱م وقد خصصت أكثر من صف الكتاب لدراسة مسائل نافع بن
الأزرق من حيث ألفاظهاء وموازنتها بما في كتب التفسير .
٣ - ما كتبه الشيخ أبو تراب الظاهري في الجزء الأول من كتابه
«شواهد القرآن»» فقد أفرده لشرح مسائل نافع بن الأزرق شرحا لغويا
بديعً””' ولم يُعْنَ فيه بتحقيق صحة هذه المسائل» وإنما عني بجمعها
والكلام عليها من الناحية اللغوية المعجمية.
5 - نشرة بعنوان: «سؤالات نافع بن الأزرق إلى عبد الله بن
.7777 - ۲۷۲ الصعقة الغضبية فى الرد على منكري العربية )١(
(۲) انظر: معجم غریب القرآن 755 - .٠۲۰
(۳) تاريخ التراث العربي .55/١ (5) انظر: الإعجاز البياني للقرآن .۲۷١
(4) انظر: شواهد القرآن .0/١ )
مسائل نافع بن الآزرق لابن عباس و |[
عباس»» أخرجها إبراهيم السامرائي في بغداد سنة 1974م2 وهي تحقيق
لمخطوطة المسائل المروية عن الإمام الطستي المحفوظة بدار الكتب
المصرية برقم ١77 مجاميع» وقد نشرها المحقق في حلقتين بمجلة رسالة
الإسلام في العددين ٠١ 6 من السنة الثانية» ثم نشرها في كتاب بعد
ذلك .
نشرة أخرى لهذه المخطوطة المعروفة بمسائل الطستي بتحقيق
محمد عبد الرحيم وأحمد نعامة» صدرت من مؤسسة الكتب الثقافية في
القاهرة 517١ه بعنوان: «غريب القرآن في شعر العرب سؤالات نافع بن
الأزرق إلى عبد الله بن عباس»» وقد بلغ عدد المسائل فيها مائتين
وخمسين مسألة؛. كلها عن غريب القرآن عدا مسألة واحدة عن كلمة
لعمر بن الخطاب 85" '*.
5 نشرها الدكتور محمد الدالي باسم «مسائل نافع بن الأزرق عن
عبد الله بن العباس». وقد اعتمد في إخراجها على المخطوطتين
المحفوظتين بالمكتبة الظاهرية» وهى أوثق نشرات المسائل من حيث
العنايةٌ بالنص وخدمتة» لا من حيث إسنادُها الذي رويت به فهو موضوع
كما سيأتي الحكم عليه في موضعه» ولم ينبه المّحقَقٌّ إلى ذلك. وقد
ذيلهما المحقق بما لم يرد في هاتين النسختين مما ورد عند ابن
الأنباري» والمبرد والسيوطي وسؤالات نافع التي أخرجها السامرائي
وهي من رواية الطستي .
- تناول هذه المسائل كذلك الدكتور أحمد الخياطي في بحثه
«شواهد التفسير عند ابن عباس في مسائل نافع بن الأزرق» بدار الحديث
الحسنية بالمغرب”'.
)۱( انظر: غریب القرآن فى شعر العرب 54٠ المسألة رقم ۰
(۲) انظر: بحث «شواهد التفسير عند ابن عباس في مسائل نافع بن الأزرق» لأحمد -
6 - وهناك نشرة أخرى لهذه المسائل بعنوان: «غريب القرآن لحبر
الأمة وترجمان القرآن عبد الله بن عباس» نص المحاورة التي دارت بفناء
الكعبة بين نافع بن الأزرق وابن عباس» ونقلها السيوطي في الإتقان».
عرض وتعليق وتقديم محمد إبراهيم سليم. وهي مستلة من الإتقان
للسيوطي .
* روايات المسائل :
هذه المسائل من حيتٌ ثبوتها في حاجة إلى دراسة أسانيدها دراسة
حديثية لأسانيدها ومتونهاء ليتبين مدى صحتها وحجيتها في باب التفسير
اللغوي للقرآن الكريم والاحتجاج له بشعر العرب» وقد جاءت تلك
المسائل في مواضع متفرقة من كتب أهل العلم» وفي موضوعات متباينة»
فكان لا بُدّ من جَمع جَميع الطرق التي رويت بهاء ونظراً لعدم اطلاعي
على دراسة حديثية وافية لأسانيد هذه المسائل» ولتعلقها بموضوع الرسالة
قمتٌ بدراسة أسانيدها دراسة حديثية لتكتمل الصورة عند النظر إلى هذه
المسائل المشهورة.
أولاً: نقد الأسانيد:
هذه المسائل على قسمين :
* القسم الآول: مسائل ورد فيها السؤال عن آيات من القرآن
الكريم دون اشتراط الاستشهاد عليها بشعر العرب» وقد وردت من عدة
طرق :
© الطريق الأول: مداره على المنهال بن عمرو. وقد رواه
عبد الرزاق”'' عن معمر» عن رجل» عن المنهال بن عمرو. ومن طريق
= الخياطى» بمجلة دار الحديث الحسنية بالمغرب» العدد 316 ۱۸٤۱ھ 1١١١ 8482ل
وهو مختصر من رسالته للدكتوراه.
)١( تفسير عبد الرزاق 1١59/١ -؟157.
مسائل نافع بن الاأزرق لابن عباس ون ۷
(1) E
عبد الرزاق رواه ابن جرير الطبري” .
5 . حي ”7 (Dê ث (E)
ورواه يعقوب الفسوي ا > والبخارئ والطبراني”*“. ومن طريق
(VY) | (7) (0) م
الطبراني رواه المزي ٠ والذهبي '“. وابن حجر“ من طريقٍ زيدٍ بن
كلامُما : وجل - نِم - وزيدٌ بن أبى أنيسة» عن المنهال عن
سعيد بن جبير قال: قال رجلّ لابن عباس: نى أجد فى القرآن أشياءً
تختلفٌ على . . . .2. ثم سأله عن عدد من الآيات وأجابه ابن عباس .
: 5 7 0) (Nu a ا 5
وروأه ابو بكر بن أبي شيبة ”0 والحاكم من طريق الاعمش
شُليمان بن مهران عن المنهال ب بد بلفظ : «قال ابن عاي کان ن داود 2
يلي الأيمن. . .٠. إلى آخر الأثر وفيا أنه استوقفه نافع ! بن الأزرق وسال
عن الهدهد.
والسائل في الأثر عن ابن عباس و رَجل مبهم» جاء تمييزة في
رواية الطبرانيٌ بن سعيد بن جُبيرء وهذا يخالف ما جاء في بقية المصادر
التي روت الأثرء فهو إِمَا خطأ طْبَاعِيٌ؛ وما تصحيتٌ فى روايات
«المعجم الكبيرا. ففد جاء فى المصادر التى روت الأثر من طريق
الطبرانى على انه «رَجَل)» بصيغة الإبهام. وذهب ابن حح
f 0 5 د 3 ۰
والعيني إلى أنه نافع بن الازرق. كما أنه ورد التصريح باسم نافع بن
الأزرق في أثناء الأثر الذي أخرجه ابن أبي شيبة والحاكم المتقدم .
010( تفسير الطبري (شاكر) ۸/ ۳۷۳. (۲) المعرفة والتاريخ .TA4/۱
(۳) صحيح البخاري 6/5 .
.441//٠١ تهذيب الكمال ”"7/ 457. (5) سير أعلام النبلاء )٥(
المصنف 7/5”؟"؟. )۸( ."٠:١/5 تغليق التعليق )۷(
.٤۱۹/۸ فتح الباري )۱۰( .٤٤١/۲ المستدرك )9(
.٠١١/٠۹ عمدة القارئ )۱١(
وَالأَئّرُ بهذا الإسناد أورده البخاري في صحيحه» وغاير في سياق
الإسناد عن ترتيبه المعهود فقال بعد أن ذكر متنه: «حدثنيه يوسف بن
عدي : حدئنا عبيد الله بن عمروء عن زيا | بن أبي أنيسة» عن المنهال
بهذا '. وقد ذكر ابن حجر كلاماً للبرقاني تعليقاً على هذا الصنيع من
البخاري فقال: «ولم يخرج البخاري ليوسف ولا لعبيد الله بن عمرو ولا
لزيد بن أبي أنيسة حديثاً مسنداً سواه» وفي مغايرة البخاري سياق الإسناد
عن ترتيبه المعهود إشارة إلى أنه ليس على شرطه وإن صارت صورته
صورة الموصول» وقد صرح ابن خزيمة في صحيحه بهذا الاصطلاح وأن
ما يورده بهذه الكيفية ليس على شرط صحيحه» وخرج على من يغير هذه
الصيغة المصطلح عليها إذا أخرج منه شيئا على هذه الكيفية» فزعم بعض
الشراح أن البخاري سَمعة أولاً مُرسلاًء وآخراً مُسنداً فنقلة كما سَمعة
وهذا بعيدٌ جداً. وقد وجدتٌ للحديث طريقاً أخرى أخرجها الطبري“
من رواية مطرف من طريتي عن المنهال بن عمرو بتمامه» فشيخ مَعْمَر
المبهم يحتمل أن يكون مُطَرَقَاً أو زيد بنَ ابي أنيسة» أو ثالث . ولم
يتبين لي فصل كلام ابن حجر من كلام البرقاني في هذا النقل المتقدم في
المطبوع» فكأن البرقاني أو ابن حجر يرجح صحة الأثرء وأن مغايرة
البخاري لسياق إسناده لا تدل على عدم صحته» بدليل وجود طريق
أخرى للأثر عند الطبريء وكذلك فإن الحافظ المزي جزم بعزوه للبخاري
فقال بعد تخريجه: «رواه البخاري بطوله»“ .
© الطريق الثاني: روى عَبْدَ بنُ ححميدٍ في تفسيره كما في تغليق
التعليق لابن حجر قال حدثني سليمانٌ بن حربء ثنا حَمَّادُ بن
.۱۸١١۷ - ۱۸۱١/٤ صحيح البخاري )(
(۲) انظر: تفسير الطبري (شاكر) 8/ ۳۷۳.
(۳) فتح الباري )٤( .47١/8 تهذيب الكمال ””7/ .٤٤١
)0( 5/لاه"”,.
مسائل نافع بن الأزرق لابن عباس كي _-
سَلَمةَ عن علي بن زيد» عن أبي الضَح 017 أن نافع بن الأزرق»
وعَطية» أتيّا ابنَ عباس فقالا: يا ابنَ عبّاسء أخبرتا عن قول الله: هدا
م لا بطقونَ )4 [المرسلات: ]ل وقوله: 76 لک بوم لْقِيِنَمَة عند
رکه تَنْصِمُونَ (©©6)€ [الزمر: ٠. . .]١١ إلى آخر الرواية» وسألوه عن عدد
من الآيات وأجاب ابن عباس عنها. وقد ذكره السيوطي وعَزاه لِعَبِدٍ بن
ع (۲(
© الطريق الثالث: رواه عبد الرزاق”"» قال أنا ابن عيينة» عن
عمرو بن دينار قال: أخبّرني من سّمِع ابنَ عباس يُخاصم نافع بن
الأزرق» فقال ابنٌ عباس: الوّرودٌ الدخول» وقال نافع: لا.... إلى
آخر الگ ۶ ّ
خر الاثر .
© الطريق الرابع: مدار هذا الطريق على سفيان الثوري.
.اس (O) 7 ا“ هه
رواه عبد الرزاق ٠ ومن طريق عبد الرزاق رواه ابن المنذر في
«الأوسط)"''» ورواه الطبرانى”'' من طريق محمد بن يوسف الفريابى»
١ 1 (A) .
ورواه البيهقي”” من طريق عبد الرحمن بن مهدي .
ثلاثتهم: عبد الرزاق» وعبد الرحمن بن مهدي» والفِريابِيُ عَن
› أبو الضحى هو: مسلم بن صبيح (بالتصغير) الهمداني الكوفي العطار مشهور بكنيته )١(
.98 ثقة فاضل» مات سنة ١٠٠ه. انظر: تقريب التهذيب
(۲) انظر: الدر المنشور .180/١6 والأثرٌ على هذا ضعي فى إسنادو على بن ريد بن
عبد الله بن جَدَعَان التيمئ البصريّ» ضعيفٌ» من الرابعة: قيل مات سنة ١۳١ھ
[انظر: تقريب التهذيب 145]» وباقي رجاله ثقات.
(۳) تفسير عبد الرزاق 7/ .١١
(:) وهذا الأثر ضعيف لِبجهالةٍ الرّاوي بَيْنِ عمروٍ بن دينارٍ وابن عباس وا وباقي رجاله
ثقات .
(0) المصنف ٤٥٤/١ تفسير عبد الزراق */ ٠"
(DD 551/59"
)۷( المعجم الكبير 05/٠١ رقم .)١١695(
(۸) السنن الكبرى ."٥۹/۱
0 الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
سفيان الثوری» عن عاص عن أبي رَزِيْنَ 7 قال: «خاصم نافع بن
الأزرق ابن عَبّاس فقال: هل تَجدُ الصلواتِ الخمس في القرآن؟. . .)
إلخ الأثر 0
© الطريق الخامس: روى الطبري قال: «حدثنى المَُنّى قالَ: حدثنا
مسلم بن إبراهيم قال: حدثنا القاسم قال: حدثنا لبر - هكذا في نسخة
شاکر - وفي نة هجر © ر الضحاك: أن نافع بن الأزرق أتى
ابنَ عباس فقال: يا ابن عباس قول الله تبارك وتعالى . . .». الأثر.
* القسم الثاني: ما ورد من سؤالات نافع بن الأزرق لابن عباس
متضمنا لشواهد شعرية ورد من طرق :
© الطريق الأول ل: روىق الحاكم'' من طريق أبي عبد الله : محمدٍ بن
(Vv) د
عليٌ بن ححمزة المروزي . وابنٌ الأنبار ي من طريق مُحمڍِ بن عليٌ بن
الحسَن بن شقيق.
)010 هو عاصم بن يَهْدَلَةَ وهو ابن أبي التجُود الآسدئ الكوفي› صدوقٌ له أوهام حه
فى القراءة» وحدييةه في الصحيحين مقرون» مات سنة 7/8 اه. انظر : : تقريب التهذيب
.
(۲) هو مسعود بن مالك الأسدي الكوفى» ثقة فاضل » مات سنة ۸۵ه. انظر: تقريب
التهذيب 95.
(9) والأئْرٌ بهذا الإسنادٍ حَسَنٌ؛ لأنَهُ ِن رواية عاصم بن بَهْدلةَ وهو صَدوقٌ له أوهامٌ.
0 انظر: تفسير الطبري (هجر) ۷/ 257 وهو كذلك في تهذيب الكمال .١7177/65 ۲۹۱ 7/١7
(5) تفسير الطبري (شاكر) 5/8/ا". والأَئَرُ بهذا الإسنادٍ ضعيف؛ لأنه من رواية جويبر
وجويبر تصغيرٌ جابر» يقال اسمه جَايرَ - وجُويبرٌ لقب - ابن سعيد الأزدي؛ أبو القاسم
البَلْخِيُ ٠ تَزيل الكوفة راوي التفسير» ضَعيفٌ جد مات بعد ٤ اه انظر: تفريب
التهذيب 5 ولان الضحاك لم يشهد القصة. ولم يخير بالواسطةٍ بِينّه وبِينَ ابن
عباس » أو عمّن سّمعها من أو حَضَرَّهاء وإن كان الضحاك بن مزاحم من الثقاتِ
فلعل البلا في هذه الرواية مِمّن دونه فقد قال علي ابن المدينيٌ : «جويبر ضعيف
جداًء أكثر على الضحاك» روى عنه أشياء مناكير» انظر: تهذيب الكمال 1517//5.
(9) المستدرك ؟/504. (۷) إيضاح الوقف والابتداء .77/1١
مسائل نافع بن الأندق لابن عباس ا ل | 1 /1م
كلاهُما - أبو عبد الله المروزيٌ» ومُحمدُ بن علي بن الحسن» عَن
أبي صَالِح : هَديّة بن عبد الوهاب”'"'. عن مُحمدٍ بن شجاع"". عن
مُحمدٍ بن زِيَّادٍ اليشْكْري» عن مَيمون بن مهران» أن نافع بن الأزرق سال
ابنَ عباس فقال: أخيرني عَن قول الله ڪك: «وَمَدَ بغت م الصكير
ًا [مريم: ۸]» ما العِت؟ قال: البُؤْمِنُ من الكبّرء قالَ الشاعر”” :
لااو ديار رع كاك فى لمان سكف
هذا مَا ذكره الحاكم فقط. وأما ابن الأنباريٌ فقد أَوْرَدَ بهذا الإسناد
کسی سا وأورده لو ر عد عَرَاهُ للحاكم» ولابنٍ الأنبار 1
© الطريق الثاني : مَدّاره على عثمان بن عبد الرحمن الطرائفيٌ.
روى الطبراني”'” من طريق إبراهيم بن بشار الرمادي. ابن م الأنبارى
من طريق هشام بن عمار. وأبو طاهر العاف" ''» وأبو نصر مُحمدٌ بن
عيسى العُكْبَرِي” » من طريق أبي بكر أخمدٌ بن عبد الرحمن بن
المَمَضّل الحَرَانِيٌ
() في المستدرك: «هدية بن عبد الوهاب». وفي الوقف والابتداء: «هدية بن مجاهداء
والصحيح الأول وهو المروزي» قال الذهبي:ثقة» مات سنة١151ه انظر: الكاشف
للذهبى ا
(9) محمد بن شجاع هو النبهاني المروزي» ضعيف» مات قبل ١٠٠ه. انظر: تقريب
التهذيب .۸٥۳
فرة هو إبراهيم بن هرمة.
(5) ديوانه 271 وهو في مجاز القرآن ؟/ 5. الأغانيى ۲۲۷/۱۲.
(5) انظر: إيضاح الوقف والابتداء .٩۸ - 5/١ ْ
(5) انظر: الدر المنثور /١ 587.
(۷) والأمه بهذا الإسناد موضوغ؛ لأن في إسناده محمد بنّ زياد اليَشْكْريَ قال الإمام
أخمد عنه: : «كذاب يضع الحديث)»ء وقال يحيى بن معين: : «گذاب». انظر: ميزان
الاعتدال للذهبي 0/5 .
(۸) المعجم الكبير .158/٠١ (9) الأضداد ۳۳.
."١ المصدر السابق )١١( ۳١ مسائل نافع بن الأزرق )9١(
VY الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
ثلاثتهُم - إبراهيم الرمادي» وهشام بن عمّار» وأبو بكر الحَرَّانَيَ -
عن عثمانً ب عبد الح الطرائفت قال حدثنا عبِيدٌ الله بنُ عَيّاش
الحرّانيٌ قال: حدثنا جويبرَء عن الضاك بن مُزاحم الهلاليٌ قال:
اخرج نافع بن الأزرق» ونجدةٌ بنُ عُويمر في نَمّرٍ من رُؤوسِ الخوارج
يرون عن اليم ويَطلبونة؛ حتى قدموا مک فإذا هم بعبد الله بن عباس
قاعداً قريباً مِن رمرم وعليه رداعٌ أَخَمَرٌ وقميص› > وإذا تاس قيام
يسألونه عن التفسير» يقولونَ: يا ابن عباس» ما تقول في گذا وكذاء
فيقول هو كذا وكذا». وبعد المسألة الثانية والثلاثين قال عثمان بن
عبد الرحمن الطرائفئ فى صدر المسألة الثالثة والثلاثين : (وحدثنی
عبيد الله بن العباس› قال: وزاد فيه محمد بن السائب الكلبيٌ . 00
فأمًا الطبراني فقد روى من هذه الطريق إحدى وثلاثين مسألة”".
ورواها من طريقه الهيثمي”". وأما ابن الأنباري فقد روى من هذه
الطريق مسألتى. . وأما أبو طاهر محمد بن على بن محمد بن يوسف بن
العلاف فقد روى من هذه الطريق ثنتين وثلاثين مسألة. وكذلك أبو نصر
محمد بن عيسى العكبريّ روى مثل هذا العدد. وأما زيادة محمد بن
السائب الكلبي فقد بلغت عشرين مسألة””' ومن هذا الطريق رويت مسائل
)١( المصدر السابق 57. والأثرٌ بهذا الإسنادٍ ضعيف جدَاً. للعلل التالية: عُبِيدٌ الله بن
العباس» أو عُبِيدُ الله بن عياش » كما جاء في «المعجم الكبير» للطبراني [ذكر الْمِرّي
في ترجّمة جويبرٍ» عُبِيدَ الله بن عياش الحرّاني» وموسى بن يزيد الحراني مِن بين
الرواة عن جُويبر . . انظر: تهذيب الكمال ]١58/0 كلاهما لا يُعْرَفُء وإِنْ كان قد
تابعه موسى بن يزيد الحرانئٌ كما في «المعجم الكبير» للطبراني» فهو كذلك لا
يُعرَفُ. وجُويْبرٌ الأزديء تقدم أنه ضَعيفٌ جدًاً. انظر: تقريب التهذيب ٠٠٠٠
والضحاك بنَ مزاحم لم يشهد القصةء ولم يخير بالواسطة بيئّه وبِينَ ابن عباس» وقد
تقدم قول ابن المديني في روايات جويبر المنكرة عن الضحاك.
(۲) انظر: المعجم الكبير .555-7548/٠١
(۳) انظر: مَجمع الزوائد )٤( .۳٠١ "٠/5 انظر: الأضداد ۳۳ - 75.
(5) انظر: مسائل نافع , بن الأزرق 57 - 79.
مسائل ناشع بن الأزرق لابن عباس ,3-8 ل ۷٣
نافع بن الأزرق التي حققها الدكتور محمد الدالي عن مخطوطتها
المحفوظة في المكتبة الظاهرية بدمشق
© الطريق الثالث: رواية أبي الحَسَنِ عليٌ بن مسلم» عن
عبد العزيز بن صالح البرجميّ» عن أبي شهاب الحناط عبدٍ ربه بن نافع
عن أبي بكر الهُذَليٌء عن عكرمة مولى ابن عباس .
فأما أبو هاب الحتاط عبد ربه بن نافع الكوفي المدائني» المتوفى
سنة 1/7١هء فقد وثُقَهُ يى بن معين » وقال يحيى القطان: «لم يكن
بالحافظ)7'. فهو من الرواة المختلف فيهم بين الححفّاظ .
1 وأما أبو بكر الهُذْلِيُ وهو سُلْمَى بنُ عبد الله بن سُلْمَىء فقد ضعّفه
أخمد بن حنبل» وابنُ مَعين» وعلئٌ ابن المديني» والنسائي»
والدارقطنئٌ» وهو متروك الحديث» توفي سنة 59١ه"" وأما عبد العزيز بن
صالح البَرْجَمِئٌ فلا يُعرف”".
© الطريق الرابع: ذكرها المبرد“ فقال: «حدّث أبو عبيدة
مَعمرٌ بن المُتَنّى التيمئٌ النسابة بده عن أسامة بن زيل عَن عكرمة©. وقد
أورد المبرد من هذا الطريق سبع مسائل .
.7717/- 7777/4 انظر: سير أعلام النبلاء )١(
(۲) تاريخ بغداد 77/9 ۰۲۲٢ ميزان الاعتدال ۰٤۹۷ /٤ تهذيب التهذيب .81/١7
(۳) فالْأئْرُ بهذا الإسناد ضعيف جدًاً؛ لوجود أبي بكر الهُذَلِنُ في إسناده» وعدم معرفة
البُرْجْمِيٌَ. وقد روي من هذه الطريق أربع وثلاثون مسألة. انظر: مسائل نافع بن
الأزرق .١18
.٠٠٤١ _ ۱۱٤٤/۳ الكامل )8(
(ه) والأَكَرٌ بهذا الإسناد ضعيفٌ؛ للانقطاع بينَ المُبَرّدِ وأبي عبيدةًء فأبو عبيدةً مات سنة
٠ه والمبرد ولد سنة ١١٠ه فلم يدركهء ولم يسمع منه.
وأسَامةٌ بن زيدٍ في كتب التراجم اثنان مدنيانٍ في طبقةٍ واحدق وهُما من المتّفِقٍ من
الأسْمائء ولم أجد ما أَفرٌقٌ بو بينّهما . فالأول أسامة بن زيدٍ , بن أسلمٌ العدوي. مَولاهم
المدنيّء ضعيف مِنْ قِبَلِ جفظوء > مات في خلافة المنصور. والثاني أسامةٌ بن زيدٍ اليش
مولاهم أبو زيل المدنيّ» صَدوقٌ يَهِمُء مات ٠٣١۳ ه. انظر: تقريب التهذيب ۱۲۳ -175.
ا فثاهر الشعري في تفسيرالقرآن الكريم
© الطريق الخامس: روى أبو الحسن الَسْتي '. عن أبي سَّهْلٍ
الجُنْديسَابُوريُ» عن يَحيى بن أبي عبيدة بَحرٍ بنِ فُروخ المكيّ» عَن سعيدٍ
بن ابي سعيدٍء عن عيسى بن دآب» عن حميد الأعرج. وعبدٍ الله بن أبي
بكر بن مُحمدٍء عن أبيه أبي بكر بن محمد" وذكر السيوطيٌ في «الدر
المنثور» من هذا الطريق 7445 مسألةً مَعَرْدَةَ للطستى» وكذلك فى
الإتقان”" والأَثْرٌ بهذا الإسناد ضعيف جداً» ولا يحت اذا 1
هذه هي الأسانيد التي رويت بها مسائل نافع بن الأزرق» وقد
اختلفت هذه الروايات في عدد المسائل» وزاد فيها محمد بن السائب
الكلبي (ت57١ه)» وزاد غيره» حتى بلغت ثلاثمائة وثلاثين مسألة.
فأصل هذه المسائل ثابت» غير أن أكثر أسانيدها ضعيف لا يوثق به«
وقد أشار إلى ضعف أسانيد مسائل ابن الأزرق عدد من العلماء» منهم
الألوسي في تفسيره حيث قال بعد ذكره لإحدى هذه المسائل: «وحََبّرٌ ابن
الأزرق قد قيل فيه ما قيل“ أي: من الطعن فيه وتضعيفه.
ثانيا: نقد متن المسائل:
يمكنٌ توجيه عدد من الانتقادات لمتن هذه المسائل› مما يطعن في
صحة غالب هذه المسائل» مما سبق الحديث على أسانيده وطرقه» ومن
هذه الانتقادات :
)١( هو المحدث الثقة المسند»ء أبو الحسين عبد الصمد بن علي بن محمد بن مَكرَّم
البغدادي الطستي نسبة إلى الطست وعمله. عاش ثمانين سنة» وتوفي سنة 151ه.
انظر : سير أعلام النبلاء ٥٥١0/٠٠١ -05ه.
(۲) انظر: مسائل الومام الطستي 4. 95 ١١57م" -4135.
(4) هذا الطريق مُعَلَّ بعلل فأبو سَهْلٍ السري بن سهل الجُنديسابوري قال فيه البيهقيُ: '
بحتج به». انظر : ميزان الاعتدال ۱/۸ . ويحيى بن ن أبي عبيدة ا يعرفٌ» وعيسى
بن يزيد بن بكر بن داب الليئيٌ المَدَنْيٌ قال فيه البخاري. وأبوحاتم الرازي : (منكر
الحديث». انظر: ميزان الاعتدال 7/6/0
(5) روح المعاني للألوسي ٠١٠/٤ .
مسائل نافع بن الأزدق لابن عباس اا للليبم] ۷
أولاً: أَنَّ المسائل تضمنت ألفاظاً سيل عنها ابنُ عباس ليست من
الغريب لوضوحها وسهولتهاء إذ إنه لو جاز له أن يَسألَ عن معاني أمثال
هذه الكلمات: رتيا حميم آنِ» تَتْبيب» حَنِيذ» ربُيون» فما يَجورٌ له أن
يسأل عن مثل: عذاب ب أليمء أطعموا البائِسَ» اضربوا كل بنَانِ» وعشرات
غيرها ما عد متداولاً مفهوماً لا يحتاج إلى سؤال» حتى لو كان نافع بن
الأزرق يقصد بأسئلته التعنت والمماراة» فالمتوقع من المتعنت والمجادل
أن يَعْمدَ إلى السؤال عن الغامض البعيد» لا إلى الظاهر القريب.
ثانياً: وجود شواهد شعرية لشعراء بعد نزول القرآن» كحسان بن ثابت
وأمية بن أبي الصلت› بل بعد هؤلاء أمثال عمر بن أبي ربيعة, وهؤلاء
الشعراء متأثرون فيما قالوا بعد الإسلام بالقرآن بعد أن قرأوه وتدارسوه.
وهذا لا يغيب عن سائل كنافع بنِ الأزرق» حيث يقول في سؤاله لابن
عباس بعد جوابه له: اوهل كانت العرب تعرف ذلك من قبل أن يُتَدَّلَ
الكتاث على محمد لي . فيستبعد قبول نافع بهذه الشواهد لتأخرها .
ثالثاً : وجود شواهد شعرية في هذه المسائل لشعراء بعد ابن عباس
بزمن طويل» وجهالة كثير من قائلي الشواهد» وهذه من العقبات التي
واجهت محمد فؤاد عبد الباقي (ت۳۸۸١ه) حين درس هذه المسائل
ضمن «معجم غريب القرآن»). ففي لفظ «الحسبان» تستشهد الرواية عند
السيوطي بول حسان بن ثابت» ويعلق على ذلك عبد الباقي بقوله: «ليس
فى ديوانه)”'"'. وكذلك في ألفاظ أخرى كاربُيون»» و«ضِيْرَى).
و«المُعْصِرات»”". هذا دون الكلام عن الأبيات المختلف في نسبتهاء
المنسوبة إلى أكثر من قاتل» أو الأبيات التي تصرف فيها الرواة حذفا
زيادة.
أو
أو
.517“ مسائل نافع بن الأزرق ه". (۲) معجم غریب القرآن )١(
.595 27945 2787” انظر: المصدر السابق )۳(
۷1 الشامر (لشعري في تفسير القرآن الكريم
رابعاً: طبع تفسير منسوب لابن عباس» جَمَعَهٌ الفيروزآبادي بعنوان
«تنوير المقباس»'» ولم أجد فيه موضعاً واحداً استشهد فيه ابن عباس
بشاهد من الشعرهء مِمّا يُشْكُكُ في صحة هذا التفسير المنسوب لابن
عباس › إضافة إلى أنه من رواية محمد بن مروان السَّدَي عن محمد بن
السائب الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس» وهي أوهى الطرق عن ابن
عباس“ وإن كان احتمال حذف الفيروزآبادي - الذي جمع هذا التفسير -
للشواهد الشعرية وارداً ؛ رغبة في الاختصار.
خامساً: ورد ضمن مسائل نافع بن الأزرق لابن عباس ما «روي
عن عكرمة أن ن نافع بنَ الأزرقي قال لابن عباس : يا أعمى البصرء أعمى
القلب». تزعم اَن قوماً يَخرجون من النارء وقد قال الله جل وعز: ##وما
هم ریت ميا > [المائدة: ۳۷]؟
فقال ابن عباس : ويحكڭ› اقراً ما فُوقَهاء هذا للكفار)”"
وهذه الرواية منْكَرَة؛ لسوء الأدب امع الصحاء بى الجليل ابن
عباس» وقد أنكرها الزمخشري فقال تعقيباً عليها : (وكفاك بما فيه من
مواجهة ابن الأزرق ابن عم ۾ رسول الله كلد وهو بين أَظْهْرٍ أعضّاده من
قريش› وأَنْضَاده من بَنِي عبد المطلب» وهو حل الأَمَّة و
ومفسّرهاء بالخطاب الذي لا يَجَسّرٌ عليه أحدٌ من أهل الدنياء ويرفعة
إلى عِكرمة دليلين نَاصَيْنَ ۲ أن الحديت فرية ما فيها مريةًا. وأنكرها
)١( بجمعه الفيروزآبادي من كتب التفسير التي أدخل أصحابها هذا الطريق في تفاسيرهم
كالتعلبي والواحدي» وهو طريق لا يعتمد عليه ولا تصح نسبته لابن عياس. ولا
عبرة بما ذكره الزركلي في الأعلام 40/4 من ثناءه على هذا التفسير. انظر: تفسير
ابن عباس ومروياته في التفسير من كتب السنة لعبد العزيز الحميدي .77/١
(۲) انظر: الإتقان للسيوطى 2١89/7 وحبر الأمة عبد الله بن عباس ومدرسته فى التفسير
بمكة المكرمة للدكتور عبد الله سلقيني .٠٠١ ْ
(۳) تفسير الطبري (هجر) ۸/ ٤٠۷ الكشاف للزمخشري 2570/١ الدر المنثور .78٠/7
.17١/١ الكشاف )6(
مسائل نافع بن الأزرق لابن عباس و ذف
كذلك الزيلعي”'" .
سادساً: استبعاد حصول هذه المسائل بطولها في مجلس واحدء
حتى ذهب بعض الباحثين إلى أنه «ليس من المعقول أن يسال نافع عن
تحو مائة مسألة و وتحمس وثمانينَ كلمة في مجلس واحد. ليجيبه ابن
عباس بمائة وخمسة وثمانين بيتا من الشعر» تَحمّظ لِفورهاء ويرويها
الحاضرون سماعاً دون نسيان»“ مع إنه يمكن أن يستأنس بما ذكره
المبرد من قوله: «ويروى من غير وجي أن ابن الأزرق أتى ابن عباس
يوماً فجعل يسأله حتى أَمَلَّهُّه فجعل ابن عباس يظهر الضجر. . .».
مِمّا يعني أنه قد أطال في الأسئلة على ابن عباس .
سابعاً: انْهَمَ بعض الباحثين هذه القصة بالوضع من أساسهاء
مستدلاً بذلك على وضع الشعر الجاهلي لأسباب دينية» فقال: «أليس من
الممكن أن تكون قصة ابن عباس ونافع بن الأزرق قد وضعت في تكلفي
وتصنع لغرض من هذه الأغراض المختلفة التي كانت تدعو إلى س
الكلام وانتحالف لإثبات أن ألفاظ القرآن كلها مطابقة للفصيح من لغة
العرب» أو لإثبات أن عبد الله بن عباس كان من أقدر الناس على تأويل
القرآن وتفسيره ومن أحفظهم لكلام العرب الجاهليين؟““. غير أن هذه
الاحتمالات لا تكفي للقطع بوضع هذه القصةء فمن المَحتَمَل أن يكون
ابنُ عباس مِمَّن كان يقضي جانباً من وقته في التماس الشواهد على تفسير
الغريب من القرآنء حيث رأى الناس مقبلة على هذا النوع من العلم»
فيكون جوابه عن مسائل ابن الأزرق نتيجة بحث سابق» وتأمل غير قليل
في القرآن الكريم» فلا غرابة أن يجيب ابن عباس نافعاً عقب كل مسألة
.4١١ عند الحديث رقم ۳۹٤/١ انظر: تخريج الأحاديث والآثار الواردة في الكشاف )١(
.40 45 البيان القرآني لمحمد رجب البيومي )(
.0١ في الشعر الجاهلي لطه حسين )»4( .1١65 /۳ الكامل )9(
بشا الشع ©
كما وصمها المستشرق جولد زيهر بأنها أسطورة فقال : «(وبذلك
المبداً المنهجى المنسوب لابن عباس» اقترنت على النمط العربى
أسطورة مدرسية عظيمة الإفادة» وجدت مدخلا إلى المعجم الكبير
للطبراني (المتوفى سنة ٠ه = ١91م)» وذلك أن الزعيم الخارجي
نافع بن الأزرق سأل ابن عباس عن عدد كبير من مفردات القرآن» طالبا
إليه أن يستشهد على معائيها من الشعر القديم»" ٣ واتهم اللغويين
المتأخرين بوضع هذه المسائل ونسبتها لابن عباس فقا ل : «وهذه مُبَايعة
من عانم اللغويين المتأخرين لأبي التفسير الذي ن نمى الطريقة اللغوية في
تفسير القرآن»" . كما شكك فيها بعض المؤرخين المعاص ب 2©9,
* مسائل امام الطسنى :
وقد طَبِعَتُ مسائل نافع بن الأزرق من رواية الطسْتيٌ بعنوان «مسائل
الإمام الطستي عن أسثئلة نافع بن الأزرق وأجوبة عبد الله بن عباس و
قام بجمعها الدكتور عبد الرحمن عميرة» والروايات التي في هذه
المطبوعة بلغت سبع روايات وأربعمائة روايةء والإسناد الذي رويت به
هذه المسائل مُعّل بعلل سبق ذكرُهاء وهو ضَعيفٌ جداء ولا يُحتج به
ويضاف إلى ذلك بعض الانتقادات لهذه المطبوعة» وهذه الملحوظات
هي :
أولاً: ليست هذه المسائل جميعاً من رواية الطستي» بل فيها مسائل
كثيرة» مروية من طريق عَبْدٍ بن حميي ومن طريق ابن
.٠١١ انظر: نقض كتاب في الشعر الجاهلي لمحمد الخضر حسين )١(
.4١٠ المصدر السابق )9( .٠١ (؟) مذاهب التفسير الإسلامي
2555/8 انظر: المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام لجواد علي )(
.٠٠ /١ انظر: مسائل الإمام الطستي )٥(
مسائل نافع بن الأزرق لابن عباس 36 74
الأنباري" ومن طريق ابن أبي حا ق والطبراني ”©
ثانياً: ورد في المسائل استشهاد ابن عباس بشواهد شعرية» لشعراء
ولدو بعد وفاة ابن عباس» مثل أبان بن تغلب”*', فقد مات سنة ١4١هء
ولم يدرك ابن عباس . وكذلك وردت شواهد شعرية كثيرة لشعراء يشك
في أن ابنَ عباس أدركَهُم» وفي هذه المسائل ما يدل على أنه روى
شعرهم مثل اعماج التميمي الراجز حيث يستشهدٌ ابن عباس بشعره»
ووردت شواهاه استشهد بها ابن عباس من شعر أبي النجم العجلي
(ت١٠١١ه)]"'2 ورؤبة بن العجاج , والأخطل (ت ۹ہ“
والطرماح بن حكيم (ت١١1١ه تقريباً)"» والقطامي (ت١١٠ه2''6
وغيرهم.
وربما أورد ابن عباس كما فى هذه المسائل شاهداً شعرياً ينسبه
لأحد المتأخرين في قوله في جواب لنافع عن معنى «المسيح»» حيث
قال: «المسيح: العَرَقٌ يَسِيْلُ من السجبين. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم» أما سمعت بعض المتأخرين يقول :
افْرَحْ فسوق تَألف الأَخْرَانَا إِذَاشَهِدْتَ الحَشْرَوالميرَانًا
وسَالَمِنْ جَبِيْنِكَ المَسِبْحُ | كَأنَةُجَدولٌ تسيخ0".
ITT Io IT CIYA 14° الم CAY Yo انظر: مسائل الإمام الطستي )(
10 AE f° حمل ارا NEV ل
(0) انظر: مسائل الإمام الطستي ۸/۲".
(۳) انظر: المصدر السابق .١58/١ ۷۷/١
(5) انظر: المصدر السابق 2١٠7١ /١ وانظر: بغية الوعاة .5٠ 5/١
(5) انظر: مسائل الإمام الطستي .50/١ (5) انظر: المصدر السابق .4١/١7/١
(۷) انظر: المصدر السابق /١ ١٠١٤ء ۳ا. (۸) انظر: المصدر السابق 256/١ 675.
(9) انظر: المصدر السابق 0٥١/١ 668.
(١٠)انظر: المصدر السابق 2٠١/١ وانظر: .١١18/١
(١١)انظر: المصدر السابق .٠١١/١
لآ YA‘ الشاهر (لشعري في تفسير القرآن الكريم
وهّذا شِعرٌ ضعيفٌ متاخ وقد بحثت في معاجم اللغة عن معنى
كلمة: «المسيح). فلم أجد مَنْ ذَكُرَ من معانيه أنه العَرَّق الذي سيل من
الجبيه”''.
ورأيته ذَكرَ أن ابنَ عباس استشهد لمعنى ظعَذَابُ أَِيْعُ» بشاهدٍ غير
منسوب» ولكنه تظهر عليه علامات الحداثة والتأخر وهو قول الشاعر:
نَامَمَنْكَانَ خَلِيَاَمِنْآلمْ وَبَقِيِتْالليلَطُولاًلَعَاَئَمْ
وبعد البحث تبين لي أنه للوليد بن يزيد بن عبد الملك الأموي””.
وهو من خلفاء الأمويين ولد سنة ۸۸ من الهجرة بعد وفاة ابن عباس
بعشرين سنة» مما يعني استبعاد استشهاد ابن عباس بشعره' '".
الثاً: ظهور علامات التكلف في التفسيرء يما لا يُعرفُ من منهج
ابن عباس في التفسير» ومن ذلك قوله في جواب عن معنى «الخوف» في
قوله تعالى: إلا أن افا ألا يْقيمَا حُدُوكَ أله [البقرة: 9؟؟]: «العَرَبُ قد
تضع «الظنًّ) مو ضع «الخُوفي», و«الخّوف» موضع «الظْنٌ) في كلامها
لتقارب معنييهما. . .“ ثم أورد شاهداً من الشعر. وهذا النص مع
الشاهد الشعري هو نص كلام الطبري في تفسيره» ولم ينقله عن ابن
عباس وقد نسبه جامع هذه المسائل لابن عباس .
ومن علامات التكلف هذه ذكْرَ ابن عباس لأوجه اشتقاقية لم تكن
معروفة كصناعة في زمنه وء وإنما عرفت عند المتأخرين. ومن ذلك
قول ابن عباس في جوابه عن معنى نلو في قوله تعالى: #واتغواً م
چ
نلوا ألسَّمطِينٌ على مُلْكِ سلَيْمن# [البقرة: ]٠٠١ حيث قال: «(يتلو كذا) له فى
)١( انظر: لسان العرب 50١7/5 507 (سيح).
(۲) انظر: الأغانى /9/ .4١
(9) انظر: سير أعلام النبلاء ه/ ۳۷١ خزانة الأدب .77/١
(5) مسائل الإمام الطستي .1۲/١
(5) انظر: تفسير الطبري (شاكر) .00٠/5
مسائل نافع بن الأزرق لابن عباس ري ١
كلام العرب معنيان. . أحدهما: الاتباع كما يقالٌ: تَلُوتُ فلاناً إذا مشيتٌ
0 وتَبعتٌ أَثَّرَه كما قال جل ثناؤه: #هتالك تبلا ( نفس مآ
سَلفت * [يونس : 0 2 يعني بذلك : بع .
والآخرٌ: القراءةٌ والدراسة» كما تقول: فلانٌ يتلو
القرآن. . ٠. . ثم ذكر شاهداً من الشعر عن حسان بن ثابت ذكه.
وهذا التحليل ان ليس من أسلوب ابن عباس» وطريقته المعروفةء
وإنما هو من منهج المتأخرين من العلماءء وهذا الكلام بنصه وشاهده
الشعري للطبري””* وهو من كلامهء ولم ينقله عن أحد. وقد تتبعت
كثيراً من المسائل المنسوبة لابن عباس في هذه المطبوعة المنسوبة
للطستي» فوجدتها منقولة من تفسير الطبري بنصها دون إشارة
لذلك © ,
مر س
رابعاً: نقل كلاماً لابن عباس ينقل فيه ابن عباس أقوالَ علماء
متأخرينَ گعیسی بن عمرّ النّحويّ (ت44١ه)» كقوله عندما سأل نافع بن
الأزرق عن معنى َد صل سَوَآءَ اليل اسيل # [البقرة: :]٠١8 «السُواءٌ:
القَضْدُ وَالمَنْهَجُء وأصلٌ السّواءِ: الوَسَطء ذكر عن عيسى بن عمر النحوي
أنه قال : ما زلت أكتب حتى انقطعٌ سُوائِي» يَعْنِي: وَسَِي . قال: وهل
تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم. ..». ثم أورد شاهداً لحسان بن
ثابت وله . وفعل مثل ذلك بنقله لكلامء أبي عمرو بن العلاء
)١( قرأ بالتاء (تَثْلُوا) ابن مسعودء وحمزةٌ والكسائي» وخلف» والأعمش» وزيد بن
علي» وروح عن يعقوب. وقرأ الباقون بالباء (تَبُلوا) انظر: السبعة 2770 التيسير
١ النشر ۲۸۳/۲.
(؟) مسائل الإمام الطستي .57/١
(۳) انظر: تفسير الطبري (شاكر) 7/7 .1١١
() انظر: مسائل الطستي /١ 45 50 وازنها بما في تفسير الطبري (شاكر) ۲/ 5946 -495.
(5) مسائل الإمام الطستي /١ 45.
VAY الشاهر (لشعري في تفسير القرآن الكريم
(٤٥٠ه)"» والفراء (۷٠۲ه)"» وأبي عبيدة (١١7ه""2 وأختم بزعم
نقل ابن عباس عن قطربٌ في قوله لنافع , بن الأزرق مُجيباً لَه عن معنى
«الصَرْصَرَة»» وأَنّهًا الريح شديدةٌ البَرْدِ والصّوت بقوله: «أمَا سَمعتَ
قُطرب وهو نشد قول الحطيئة :
المُطعمون إذا مَبَّثْ بِصَرْصَرَةٍ والحَايِلُونَإذااسُْودواعلى النَاس.
ُظرْبُ توفي سنة ٦۲۰ھ" فأينَ ابنُ عباس مِنْ قطرب؟
خامساً : دذكر عميرة أن نافعاً سأل ابن عباس فقال: لأخبرني عن
قوله تعالى: #وفكهة وبا 4 [عبس: ١*]ء قال: هو ما تأكله البهائم من
العرب ذلك؟ قال نعم . . أما سمعت الشاعر وهو يمدح الرسول ا
فيقول :
له دغوة مَيْمُونَةَ رِيحُهًا الصّبًا بها يُنبت الله له الحصيدة الك("
وهذه المسألة ليست من مسائل الطستي› ولا من مسائل نافع بن
الأزرق في كل المصادرء وإنما هي من كلام القرطبي في تفسيره للآية
دون إشارة لنافع ولا لابن عباس 47 ,
سادساً: تكرار بعض المسائل بشواهدها الشعرية. فقد ذكر عند
تفسير قوله تعالى: ##أأَوَ لمَسَتْمْ السا [النساء: ]٤١ أن نافع سأل ابن
عباس عن معنى الملامسة هناء فأجابه بأنهًا الجماع» وفي لغة هذيل:
.١١١/7 انظر: المصدر السابق )۲( .5١/7 انظر: مسائل الإمام الطستي )١(
لم أجده في ديوانه. (4( .٠١١/۲ انظر: المصدر السابق )۳(
(5) انظر: مسائل الإمام الطستي 7/ 14. (5) انظر: بغية الوعاة .۲٤۳١/١
(۷) انظر: مسائل الإمام الطستي .٠١١/۲
(۸) الجامع لأحكام القرآن 2577/9 وانظر: فتح الباري 770/17.
مسائل نافع بن الأزرق لابن عيبا 5
والأعشى. ثُمَّ كرر المسألة بألفاظها عند تفسير الآية السادسة من سورة
المائدة: ##أو لسم السا" ومثل ذلك تكراره لشاهد شعري واحد
استشهد به ابن عباس على مفردتين مختلفتين» كقول زهير:
دى أَسَدشَاكِي السّلاح مُقَذَفِ لَهُلِبَدأَظْمَارَهلَمْثُقَئي”
نقد ورد استشهاد ابن عباس به على معنى: «بنان». فى رواية
شاكى البنان. . بدل شاكى السلاح. وورد استشهاده به على معنى
سابعاً: الذي يظهر لى أن هذه المطبوعة مجموعة من عدة مصادرء
وأهم هذه المصادر هو «الدر المنثور» للسيوطي. فقد أوردها السيوطى
لر اناه م
مفرقة بحسب مواضع السّور والآيات» ومن أدلة ذلك :
١ يقول السيوطي قبل كل مسألة: «وأخرج الطستي في مسائله عن
نافع بن الأزرق كذا وكذا. ..». وهكذا المطبوعة.
١ - هناك مسائل انفرد بها الطستيئٌ في مسائله» نقلها عنه السيوطي» مِمَّا
يوحي باعتماد الدكتور عبد الرحمن عميرة عليه .
۴ هناك مسائل عزاها السيوطي للطستي ليست في المخطوطة» في
حين ذكرها الدكتور عميرة في مسائل الطستي وهذا أدل على
اعتماده على «الدر المنثور).
كما يعد كتاب (إيضاح الوقف والايتذاء» لار بن الأنباري مصدراً
.4١ /١ (؟) انظر: المصدر السابق .4/١ انظر: مسائل الإمام الطستي )١(
(۳) انظر: ديوانه ۰۲۸ وقد نسب فى مسائل الطستی للهذلى دون تعيين .١١90/١
٠ ١۳/۲ 1١١/١ انظر: مسائل الطستي )8(
)٥( انظر: غریب القرآن في شعر العرب ۰۲٤۸ ۲۳۵ ۲۰۳ .١77 يقابل بالترتيب يما
في الدر المنشور 21۷/۳ ۸/ ۱۹۲/۱٤ ۲۳۰/٦ 2.4١
(0) انظر: الدر المنثور 7/7 »١1١ مسائل الإمام الطستي 6/١ .
252
مهما لجامع هذه المطبوعة» حيث نقل عنه عدداً من المسائل”"' .
وكذلك ته تفسير الطبري فقد أخذ منه كلاماً للطبري ونسبه لابن عباس
دول الإشارة إلى ذلك وقد تقدمت بعص الأمثلة. وكذلك تفسير
القرطبى فقد نقل منه بعض المسائل .
وهذا كله يرجح أن جامع هذه المسائل» الذي أخرج هذه المطبوعة
وسَمّاها «مسائل الإمام الطستي» لم يُحَقَّقَ النسخة المخطوطة لمسائل
الطستي المَحفوظة في دار الكتب المصرية برقم ١77 مجاميع» وربما لم
يطلع عليهاء وقد حقق الدكتور إبراهيم السامرائي هذه المخطوطة
وأخرجها كما تقدم. وهناك تحقيق آخر لهذه المخطوطة لمحمد
عبد الرحيم وأحمد نعامة» صدر من مؤسسة الكتب الثقافية في القاهرة
عام 7١5١ه بعنوان: «غريب القرآن في شعر العرب سؤالات نافع بن
الأزرق إلى عبد الله بن عباس»» وقد بلغ عدد المسائل فيها مائتين
وخمسين مسألة» كلها عن غريب القرآن عدا مسألة واحدة عن كلمة
لعمر بن الخطاب ول . في حين ذكر الدكتور عبد الرحمن عميرة في
هذه المسائل سبع مسائل وأربعمائة مسألة.
ومن أدلة عدم اطلاعه على هذه المخطوطة ذكره لمسائل ليست في
مخطوطة مسائل الطستي” وإهماله لمسائل ضمن المخطوطة لم يذكرها
في المطبوعة”*' كما ذكر عميرة مسائل ليست على شرط نافع بذكر شاهد
۳١ ۱۳١ ۱۲۹ 54 ۱۲١ ۰۱۱۲ الى ۷٥/۱ انظر: مسائل الإمام الطستي )١(
10 AE دل T/T 0° NEY E1
(۲) انظر: غريب القرآن في شعر العرب ١1۱۹ء المسألة رقم .٠١١
(۳) انظر: مسائل الإمام الطستي ۰۱٦/۲ ۱۱١ 2117/١ ۲۹ء 3٠١ الاء .۱۲١
۹۷ 05ه1ء ۱٥۰ 4۲ 284 c۷۲ ,48١ انظر: غریب القرآن في شعر العرب )٤(
وليست في مسائل الطستي المجموعة 78 ۲٦١ ۰۲۱۸ ۰۲۰۵ ۰۱۹۲ ۷۳
. لعميرة
مسائل ناشع بن الأزدق الاين عباس ل( ۸۰
من الشعر في كل مسألة» وقد نقلها عن السيوطي”.
* منهج عرض المؤلفين والمفسرين للمسائل :
اختلف عرض المفسرين والمصنفين في علوم القرآن والمحدثين
لهذه المسائل على طريقتين :
الأولى : جَمعٌ هذه المسائل بإسناد واحد في مكان واحد» كما
صنع ابن الآنباري» والطستي في مسائله. والعمراني ؛ والهيثمي.
والسيوطي في الإتقان.
الثانية: تفريق هذه المسائل بحسب السور والآيات المسؤول عنها
كما فعل المفسرون كالطبري والرازي والقرطبي والسيوطي في الدر
المنثور.
فأما الروايات التى وردت فيها الشواهد الشعرية مجموعةً فى
مكان واحد» فقد وردت مختصرة كما في رواية ابن الأنباري ثم الطبراني
والهيثمي» حيث جاءت مسائل نافع متسلسلة بإسنادٍ واحدٍ. فقد تضمّن
معجمٌ الطبراني إحدى وثلاثين مسألة» استشهد لها ابنُ عباس بالشعر
الجاهلى والإسلامى» وفيها اختلاف فى ألفاظ الشواهد» وفى نسبة
الآبيات. ومن أمثلة هذه المسائل : ۰ ۰
١ قال نافع: أخبرني عن قول الله ك: سل عَلَيَمًا سواط
[الرحمن: ه*] ما الشواظ؟
قال ابن عباس : اللهب الذي لا ذخان فيه» مستشهداً بقول أمية:
يَمَانيَايَظَلُ يِب كيرا ينفح دابا لَهَبَ الشُوَاظ 9"
]٠١ قال نافع : أخبرني عن قوله: #وضاس قلا نيران [الرحمن: ١
ما النحاس؟
."5 انظر: مسائل نافع بن الأزرق )۲( .٠١ /١ انظر: مسائل الطستي )١(
ركيم لشاهر الشمري في تفسيرالقرآنالكريم
قال ابن عباس: الدخان الذي لا لهب فيهء محتجاً بقول النابغة
الجعدي :
نَضِيء كَضُوءٍ سراح السَّلِي طلم يَجْعَّل الل فيه تخاس
٣۳ قال نافع: أخبرني عن قول الله كك : مساج ليد #
[الإنسان: ؟7] قال ابن عباس: ماء الرجل» وماء المرأة إذا اجتمعا فى
الرحم كان مشجاً . . . قال أبو ذؤيب الهذلي : 1
كاو التصل والقُوفَيِنِ منهٌ خلال الرّيشٍ سِبْطً به مَشِيْج*"
: قال نافع: فأخبرني عن قوله تعالى: «وَكَانَ اله ع کل سیو
مقِيئًا [النساء: ]۸١ ما المقيت؟ قال ابن عباس: القادر... أما سمعت
بقول النابغة:
وذِي ضفن كَفَفْتْ النَمْسَ عَنْهٌ وإني في مَسَاءتَوٍمُقِيثُ"
وأما التي وردت فيها مسائل ابن الأزرق وشواهدها مجموعة في
مكان واحد بطريقة مطولة» فكما فعل السيوطي» فقد خصص النوع السادس
والثلاثين من علوم القرآن لمعرفة غريبه» وأدرج ضمن هذا النوع مسائل نافع
التي جاءت في روايته متضمنة لمائة وتسع وثمانين مسألة”*'. ومن رواية
السيوطي فضلاً عن سندها يتضمن من العلل ما يكفي للحكم عليها
بالوضع كما تقدم في دراسة الطرق. ومثلها المسائل في مسائل الطستي .
- وأما إيراد مسائل نافع بن الأزرق مفرقة في كتب التفسير بحسب
السور والآيات فأوعب التفاسير التي ذكرتها هو الدر المنثور للسيوطي›
وبشكل أقل بعض التفاسير المتقدمة كتفسير الطبريء والرازي.
والقرطبي» وغيرهم.
)١( تقدم تخريجه ص2.04 وانظر: مسائل نافع بن الأزرق /ا.
(۲) انظر: ديوانه ۰۷۳ وانظر: مسائل نافع بن الأزرق /ا.
(۳) انظر: مسائل نافع بن الأزرق 04. )٤( انظر: الإتقان .4١5- "877/١
مسائل نافع بن الازرق لابين عباس اال 789 |
* منهج الاستشهاد في المسائل :
أصبحت شواهد ابن عباس التي وردت في مسائل نافع بن الأزرق
شواهد عند النحويين وعلماء اللغة من بعد ويمكن وصف منهج هذه
المسائل بحسب ورودها في الكتب التي أخرجتها كالتالي :
١ ججميع هذه الشواهد لغوية. فكلها تدخل تحت ما يسمّى بعريب
القرآن» ولا سيما الجزء الذي يشبه أن يكون أصلاً لهذه المسائل»
بخلاف الزيادات التي دخل فيها ما لا يمكن القول بغرابته حتى في
العصر الراهن» فضلاً عن عصر الصحابة ون . وقد تقدم ذكر أمثلة له. ٠
۲ - الاكتفاء بالشاهد الشعري الواحد فى الجواب» فلا يطالب
السائل بالمزيد من الشواهد الشعرية. ومن الأمثلة غير ما تقدم أن ابن
عباس سئل عن معنى الآية : وال وما وَسَقَ 4*2 [الانشقاق: ]١7 فقال:
ما جَمَعْ .
ألم تسمع قول الشاع ”© :
مُسْتَوسِنَاتٍ لَمْ جذ سَانِقَا""
"' - عدم شرح الشواهد الشعرية. فابن عباس يذكر الشاهد دون
التعرض لشرح اللفظة الغريبة المسئول عنها. وهذا راجع إلى معرفة
السائل بمعاني الشعرء وظهور هذه المعرفة لدى طبقات الناس في ذلك
العهد المتقدم. فمثلاً» عندما سأل نافع عن قوله تعالى: نا کک لا رحن
لله وقارا فك [نوح: ۱۳].
قال ابن عباس: لا تَخَافُونَ عَظْمَةَ ربكم. قال وهل كانت العرب
تعرف ذلك؟ قال: نعم» أما سمعت قول أبي ذؤيب:
(۱) غير منسوب.
(۲) انظر: مجاز القرآن ۲/ ۲۹۲ وانظر: تفسير الطبري (هجر) 2541/14 إيضاح الوقف
والابتداء 8/١ -14.
[صول] اح اث ڪڪ
إذا لَسَعَنْهُ النَحْلْ لم يرج لَسْمَهَا 2 وحخَالقَهًافي بيتِ توب عَوامل
واكتفى بذكر الشاهد الشعري دون شرحه وبيان وجه الاستشهاد.
وهكذا في كل أجوبته المنسوبة إليه في هذه المسائل .
٤ - نسبة الشعر إلى قائلهء أو قبيلته. من مثل قول ابن عباس لما
سيل عن معنى قوله تعالى: وکن لله عل کل مى مُقِيئًا4 [النساء: ]۸٥ ما
المُقِيْتُ؟ قال ابن عباس: القادر. . . أما سّمعتَ بقول النابغة:
وذِي ضغر كَفَْفْتٌ النفسَ عنه وني في م مساءته مق OEE
فهو قد نسب الشاهد لقائله وهو النابغة الذبيانى؛ لتأكيد الثقة
بالشاهد. ۰
وقد ينسب الشاهد إلى قبيلته كقوله عندما سئل عن معنى قوله
تعالى : أله ألصَكمَدٌُ 402 [الإخلاص: ۲]: «الذي يصمد إليه في الأمور
كلها. قال: وهل كانت العرب تعرف ذلك؟ قال: نعم» أما سَمعتَ بقول
اتی اام
الأسَديّةَ حيث تة تقول :
ألا بكر الَاعِي بَخَيْرَيْ بني أسَدْ 9 بعرو بن مُسعودٍو بلسي الصَمَ
فقد نسب الشاهد لامرأة من بنى أسد» وهى هند بنت معبد بن
نضلة الأسدية“ . وعزاه أبو عبيدة إلى رجل من بي اسر(
ه عدم التحرج من ذكر الأبيات ذات المعاني المبتذلة. لم يكن
يعني المفسر معنى الشاهد الشعريء وإنما كان الغرض هو اللفظة المراد
الاستشهاد لصحتها وصحة معناهاء فمثلاً عند تفسير قوله تعالى: #ما إِنَّ
."8 وانظر: مسائل نافع بن الأزرق ۰٤٩ انظر: ديوانه )١(
(۲) انظر: مسائل نافع بن الأزرق 094. (۳) انظر: مسائل نافع بن الأزرق .٤١
(4) انظر: السيرة النبوية لابن هشام 257١/7 معجم ما استعجم للبكري 445.
(0) انظر: مجاز القرآن ۳٠١/۲ وهو سَبْرة بن عمرو الأسدي كما في: تهذيب الألفاظ
۰ سمط اللآلي .٩۳۲
مق كر اب ار 1
نحم لدنواً بالْعضبة4* [القصص: 76] فسرها ابن عباس بأن معناها: لتثقل
عليهم: لم استشهد على ناك يقو امرعا القيس ٠
تَمْضِي فَتُتْقِلُهاءَ عَجِيْرَتهَا مشي الضعيفٍ يَنوء بالوسق'
فهذا الشاهد في معناء يشير إلى جانب من جوانب النسيب ووصف
النساءء ولكن ابن عباس نظر إلى لغة الشاهد دون معناه» وهو الجانب
المراد من إيراد الشاهد الشعري» وهى أن نَاءَ بمَعنى تَقُلَ. وقد التمس
عبد القاهر الجرجاني العذر للسلف في ذلك فقال : اوقد استشهد العلماء
لغريب القرآن وإعرابه بالأبيات فيها الُحْشْنُ» وفيها ذْكْرٌ الفعل القبيح» ثم
لم يَعْبّهُم ذلك» إذ كانوا لم يقصدوا إلى ذلك الفحش ولم يريدوه» ولم
يرووا لشعر من جه
- الاستشهاد لمعنى لفظة دون أخرى في الآية المسئول عنها .
عند السوال ع كول تعالى : الوا ألما | التانم لم4 [الحج: **] فسر
ابن عباس القانعَ بأنه الذي يقنع بما أعطي» والمُعبَّرٌ الذي يعترض
الأبواب» وقد سأله نافع , بن الأزرق عن شاهد لذلك من الشعر»ء فقال:
أما سمعت قول الشاعر:
على مُكْثِرِيِهِمْ حٌَ مَنْ يَعْتَرِيْهِمُ 2 وعند المُقِلَينَ السَّمَاحَةُ والبَذل"
فهو قل شرح اللفظتين» ثم أورد شاهداً لمعنى المعتر» دول
القانع“
* أثر مسائل نافع بن الأزرق في كتب التفسير:
أولاً: هذه المسائل المنسوبة لابن عباس تتخذ مَنهبَاً مطرداًء على
)١( انظر: ديوانه ٠٤٦١ وانظر: مسائل الطستي ۳۹/۲ غريب القرآن في شعر العرب
7 .
(۲) دلائل الإعجاز .١١ )۳( لزهير في ديوانه 0
)٤( انظر: الدر المنثور .608/١١
| 4۰ الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
وتيرة واحدة دون استثناء» في شرح الكلمة بكلمةء يعقبها شاهد شعري
مؤيد للتفسير» في حين تعامل المفسرون مع هذه الألفاظ التي وردت في
المسائل تعاملاً مختلفاًء فقد لا يرى المفسرٌ حاجةً إلى شرح اللفظة
الواردة في المسائل وهو قليل» فإن شرحها فقد لا يردفها بشاهد شعري
كما فعل الرازي» فقد ذكر سؤال نافع بن الأزرق لابن عباس وجواب
ابن عباس له دون أن يذكر الشواهد الشعرية”''» فإن دعمها بشاهدٍ فقد لا
يكون الشاهد شعرياًء أو قد يكون شعرياً ومعه غيره من الشواهد النثرية .
فمثلاً سأل نافع بن الأزرق عن معنى النْحَاس في قوله تعالى :
يسل لكا شواظ من تار وشاس فلا نيران 409 [الرحمن: ه*] فقال ابن
عباس : الدخان الذي لا لهب فيه» مُحتبّاً بقول النابغة الجعدي :
نُضِيء كَضُوءٍ سراح اللي َطِلَمْيَجْمَل اللافيونْحَاسَا”"
وقد تأر جل المفسرينَ بهذا الجواب» فقد تعرض أبو عبيدة لهذه
اللفظة» وفسرها بتفسير ابن عباس» واستشهد لها بالشاهد نفسه”'"2,
وكذلك فعل الغراء © والطبري”» والزمخشري”) وابن عطية "2
والقرطبي ©.
انياً: الشرح المعجمي للمفردات في المسائل حافظ على دلالته مع
تغير الزمان؛ لأن فهم القرآن ينبغي أن يكون على العرْفِ اللغويّ الأول.
واللغة المستعملة إبّان نزول القرآن» دون التأثر بالتطور الدلالي اللغوي
الحادث بعد ذلك». ومن ت فإن التفسير الذي فسره ابن عباس بقي
۲
ماع
.۲۲/۲۱ ء۱٠٥۷ :50/١8 انظر: التفسير الكبير للرازي )١(
(۲) انظر: ديوانه 24١ وانظر: مسائل نافع بن الأزرق /ا".
(۳) انظر: مجاز القرآن 755/7 550. (5) انظر: معاني القرآن .١١7//
(0) انظر: تفسير الطبري (هجر) 1715/77. () انظر: الكشاف .٤٤۹/٤
(۷) انظر: المحرر الوجيز 2778/١0 وقد نسب الشاهد للأعشى.
(۸) انظر: الجامع لأحكام القرآن ۱۱۲/۱۷.
مسائل نافع ين الأزرق لاين عباس اا لل[ 781 |
محافظاً على قيمته الدلالية حتى الآن» وربما استشهد المفسرون بالشاهد
الشعري الذي استشهد به ابن عباس نفسه. وربما تغير الشاهد الشعري
دون الدلالة في المسائل. مثل سؤال نافع عن معنى الشواظ في قوله
تعالى : #رْسَلُ كا [الرحلن: ه"] فأجابه ابن عباس بقوله: اللهب الذي
لا دخان فيه» مستشهداً بقول أمية بن أبي الصلت:
يَمَانَيَأَبَظَلَيَسِبٌكِبْرَاً وِيَنْفْحدَائِبَأَلَهَبَ الشواظ
فقد وجدت المفسرين من بعده قد وافقوه جميعاً في شرح هذه
اللفظةء واختلفوا في الاستشهاد بالشاهد الشعري على ثلاثة أقسام :
- من استشهد بالشاهد الشعري الذي استشهد به» ومنهم ابن
عطية””'» حيث اكتفى بذكر الشاهد الشعري الذي ذكره ابن عباس» وأما
القرطبي فقد أورد الشاهد الذي ذكره ابن عباس» والشاهد الذي ذكره أبو
0005 0
عبيلة والطبري” " .
- من استشهد بشاهد شعري آخر. وهم أبو عبيدة حيث قال:
(اوشواظ وأاحد» وهو النار التى نؤ ججح لا دخان فيها. قال رؤية :
إِنَنَهُمْمِنْوَفْعِنَاآَنَيَاظًَا ونَارَحَرب تشْهرٌالشُوَاظَا"
فهو قد وافق ابن عباس فى التفسيرء ولكنه خالفه فى الشاهد
الشعري› فلم يستشهد بالشاهد الذي استشهد به ابن عباس › وكذلك فعل
الطبري» فقد وافق أبا عبيدة فى التفسير والشاهد الشعري” .
."5 انظر: مسائل نافع بن الأزرق )١(
(؟) انظر: المحرر الوجيز ۳۳۷/۱١ ۔ 37/4.
(۳) انظر: الجامع لأحكام القرآن .١١١/١۷
(8) لم أجده في ديوانه. وانظر: مجاز القرآن ؟/ .١55
(6) انظر: تفسير الطبري (هجر) ۲۲۱/۲۲ - ۲۲۲.
وافقهم في التفسير للفظةء ولكنه لم يستشهد لها بشاهد من الشعر”.
ثالثا: اختلاف الشواهد الشعرية في مسائل نافع بن الأزرق عن
الشواهد الشعرية في كتاب «مجاز القرآن» لأبي عبيدة» الذي يعد كل من
كَتَبَ بعده في غريب القرآن عالة على شواهده الشعرية» مع أن أبا عبيدة أحد
رواة المسائل”"» وقد كان تأثرٌ الطبريّ والزمخشري وابن عطية والقرطبيٌ
بشواهد ١مَجَاز القرآن» أكثر من تأثرهم بشواهد مسائل نافع بن الأزرق .
وهذا يطعن في قول من اتهم أبا عبيدة بوضع مسائل نافع بن الأزرق”".
رابعاً: تأثر المفسرون بمنهج ابن عباس في جوابه لنافع بن الأزرق
في الاستشهاد بالشعر» ولم يشذ أحد منهم من لدن أبي عبيدة في «مَجَّاز
القرآن»» حتى الشنقيطي وابن عاشور من المعاصرينء مروراً بكبار
المفسرين كالطبري وابن عطية والزمخشري والقرطبي» فالمادة الشعرية في
تفاسيرهم» ومنهجهم في الاستشهاد تدل على تأثرهم بهذه المسائل .
خامساً: أورد القرشي في أول كتابه «جمهرة أشعار العرب» أربعة
وثمانينَ شاهداً من الشعرء وبعد كل شاهد يذكر اللفظة القرآنية التى
وردت موافقة لما فى الشاهد الشعري» بطريقة مخالفة لطريقة مسائل
نافع بن الأزرق التي تبدا بالسؤال عن اللفظة القرآنية ثم يأتي الشاهد بعد
ذلك. غير أن كثيراً من شواهد الشعر التي ذكرها القرشي هي شواهد
وردت في روايات مسائل نافع بن الأزرق لابن عباس“ وهو قبل ذلك
قد ذكر قصة سؤال نافع لابن عباس» ولم يسرد المسائل ٠ وفي هذا
نوع من التأثر بهذه المسائل .
سادساً: مِنْ أكثر من رأيتةُ نَسَجّ على مِنوالٍ هذه المسائل دون
.١١55 /7 انظر: الكامل )۲( .١١١/۳ انظر: معاني القرآن )١(
.٠١١ انظر: قضايا اللغة فى كتب التفسير للجطلاوي 9
(:) انظر مثلاً: جمهرة أشعار العرب 39:١ /١ ١٤۱۳ء ل1,
.١١١/١ انظر: المصدر السابق )٥(
الإشارة إليها أدنى إشارة أبو النّصر أخمدٌ بن مُحمدٍ السَمرقشة“
المعروفٌ بِالحَدّادي في كتابه «المُوضّح في التفسير»» وهو كتاب مُختصر
في تفسير الغريب من ألفاظ القرآنٍ وأساليبهء يكتفي فيه بِبَيانٍ اللفظة
الغريبة» أو التركيب المشكل في الآيةٍ بأوجز عبارة» ثم يستشهدٌ على
ذلك بشاهدٍ من الشعر أو أكثرء على غرار مسائل نافع بن الأزرق» ويقع
الكتاب في )١١( مائة وثلاث عشرة صفحة» فسَّر فيها )۲٠١( مائتي
لفظةٍ غريبة» وأسلوب من أساليب القرآنٍ الكريم» واستشهد على تفسيره
بمائتين وحَمسةً عشر شاهداً من الشعر الجيّدٍ المُحتحّ به عند المفسرين»
ولم ينسب منها لقائله إلا ثلاثة وعشرين شاهداًء في حين استطاع المحقق
نسبة مائة وثلاثة وستين شاهداء وبقي تسعة وعشرون شاهدا غير منسوبة»
والشعراء الذين استشهد بشعرهم من الجاهليين والمخضرمين
والإسلاميين» ولم يستشهد بشعر المحدثين إلا في موضع واحدٍء فقد
استشهد ببيت لأبى نواس» معتمداً على إنشاد الفراء له . ويظهر من
منهجه أنه لم يكن يعتني بنسبة الشواهد الشعرية إذا ثبتت لديه صحتهاء
والثقة بهاء وقد كان هذا نهجاً عند العلماء» وسيأتي بيان ذلك .
)١( هو شيخ القراء بسمرقندء والحدادي نسبة إلى عمل الحديدء أو إلى قرية اسمها
حدادة. وذكر ياقوت أنها قرية كبيرة بين دامغان وبسطام على جادة الري» وهي تابعة
لإيران اليوم. وقد توفي بعد الأربعمائة للهجرة. انظر: غاية النهاية 2٠١6/١ مقدمة
كتاب المدخل في التفسير للحداد .٠١ ١17
(0) انظر: الموضح في التفسير .١١١
(۳) للحدّادي السمرقندي هذا كتاب آخرء سَّمَّاه «المدخل لعلم تفسير كتاب الله تعالى»» صنفه
بعد «الموضح»» وقد طبع في مجلد واحد» وقد أكثر فيه من الاستشهاد بالشعر فبلغت
شواهده )5١19( شاهداً» وقد ذكر فيه قواعد لغوية وبلاغية فى التفسير على غرار ما كتبه
ابن قتيبة في تأويل المشكل» وابن فارس في الصاحبي . وفيه من الاستشهاد بالشعر ما
يدل على رسوخ قدم الحدادي في معرفة الشعر» ولا سيما شعر الجاهلية» الذي هو عمدة
أهل التفسير في الاستشهاد كما دلت على ذلك هذه الدراسة. انظر: المدخل لعلم تفسير
القرآن الكريم للحدادي» تحقيق عدنان داودي» ط. دار القلم ص ة :» .۷٥۵ 7١8
مي
الشاهر الشري فى تفسير القرآن الكريم
المبحث الثالث
منهج التابعين وأتباعهم فق الاستشهاد بالشعر فق التفسير
مد الحقبة التي يدرسها هذا المبحث منذ وفاة آخر الصحابة ولان
وهو عند الأكثر أنس بن مالك طب المتوفى سنة 91ه'2 حتى نهاية
القرن الثاني الهجري تقريباً» وعصر الصحابة متداخل مع عصر التابعين.
وكذلك عصر التابعين متداخل مع عصر أتباع التابعين وهكذاء لصعوبة
الفصل بين هذه الطبقات» ولأخذ اللاحق عن السابق»ء مما يجعل
الدراسة بناء على هذا دراسة تقريبية.
وقد تقدم أن الصحابة وي قد سبقوا إلى الاستشهاد بالشعر في
تفسير القرآن الكريم» وإيضاح معانيه» غير أن المروي عنهم في ذلك
منهج الصحابة في الاستشهاد بالشعر في تفسير القرآن الكريم» لقلة ما
روي عنهم في التفسير عموماء ومن الاستشهاد بالشعر في التفسير بصفة
خاصة. فالحديث عن منهج الصحابة في الاستشهاد بالشعر إنما هو
حديث عن منهج ابن عباس خاصة» وقد تقدم قول ابن الأنباري: «جاء
عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وتابعيهم من الاحتجاج على
ذلك)0'؟ ., وقال بعد أن أورد شواهد الشعر في التفسير عن ابن عباس
.51١/١ انظر: سير أعلام النبلاء 7/7 95". (۲) إيضاح الوقف والابتداء )١(
منهج التابعين وأتباعهم في الاستشهاد بالشعر في التفسير ۹0
وغيره: «وهذا كثير في الحديث عن الصحابة والتابعين» . غير أنه لم
. ورس و
عليها .
يقول حاجي خليفة: «ولما انتشر الإسلام» واتسعت الأمصارء
وتفرقت الصحابة في الأقطار» وحدثت الفتن واختلاف الآراء» وكثرت
الفتاوى والرجوع إلى الكبراء» أخذوا في تدوين الحديث والفقه وعلوم
القرآن» وكان مطمح نظرهم في التدوين ضبط معاقل القرآن والحديث
ومعانيهاء ثم دونوا فيما هو كالوسيلة إليهماء واشتغلوا بالنظر والاستدلال
والاجتهاد والاستنباط.... وكان ذلك مصلحة عظيمة» وفكرة في
الصواب مستقيمة""". وكانّ لِحَبْرِ الأمّة عبدٍ الله بن عباس القِدْحٌ المُعَلّى
في توظيف الشاهد الشعري في تفسير القرآن الكريم”"'» لسعة علمه»
وكثرة حفظه لشعر العرب» وبركة دعوة النبي بيه له بالفقه في كتاب الله
في قوله: «اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل““. وفي رواية أخرى :
«اللهم علمه الكتاب». وقد كان لهذه الدعوات أثر مبارك في علم ابن
عباس» وتفسيره للقرآن» فقد قًاقَ ما رُوي عنه في التفسير ما رُوي عن
سائر الصحابة في التفسير”'.
.۳٤ ۳۳/۱ ظ (۲) كشف الظنون .44/١ المصدر السابق )١(
(۳) انظر: مذاهب التفسير الإسلامي لزيهر .4١
)٤( أخرجه الإمام أحمد في المسند ٠١ »۳۲۸ 2١5 2777/١ وفي فضائل الصحابة
۲ .۰ وابن حبان في صحيحه كما في الإحسان لابن بلبان 057١/١5 والبيهقي
فى دلائل النبوة 2١97/5 والطبراني في الكبير '/٠١ رض
)0( أخرجها البخاري في صحيحه في عدة مواضع /٤ ١١٤٠ء 21557 وانظر: فتح الباري
١ ,.
) بلغت المرويات فى التفسير عن ابن عباس وها فى تفسير الطبري (2809) روايات»
يليه في العدد المروي عن ابن مسعود (807) روايات» ثم المروي عن غيرهما دونهما
فى ذلك .
وآ شار الشعري في تضسير القرآنالكريم
ه آهم مدارس التفسير في عصر التابعين :
تفرق الصحابة ون في الأمصارء وصار لكل منهم تلاميذ يأخذون
عنه علم القرآن والتفسير والفقه» وبدأ هؤلاء الصحابة وء يشكلون ما
يمكن تسميته بالمراكز أو المدارس العلميةء وقد بدأت هذه المراكز
بالظهور في النصف الثاني من القرن الأول الهجري وأهمها :
أولاً: مدرسة المدينة المنورة» ومؤسس هذه المدرسة هو الصحابي
الجليل أَبَنُ بن كعب الأنصاري» وكان لكبار الصحابة أثر فيها كعمر بن
الخطاب» وعلي بن أبي طالب» وزيد بن ثابت» وعبد الله بن عمر
رضي الله تعالى عنهم» وممن أخذ عن هذه الطبقة من التابعين أبو العالية
الرياحي (ت”97ه). وسعيد بن المسيب (ت٤۹ه)ء وعطاء بن يسار
(ت٤۹ه)» ومحمد بن كعب القرظي (ت١٠١1١ه).ء والرّهري (ت1؟١ه)ء
وغيرهمء وزيد بن أسلم (ت٣۱۳ه)'.
ثانياً: مدرسة مكة المكرمة» ومؤسس هذه المدرسة هو شيخ
المفسرين وحَيْرٌ الأمة عبد الله بن عباس وا (ت58ه)» وتلاميذه الذين
لازموه وأخذوا عنه كثيرون منهم أبو الشعثاء جابر بن زيد (ت97ه)ء
وسعيد بن جبير (ت560ه)ء» ومجاهد بن جبر (ت٤٠٠ه)» وعكرمة مولى
ابن عباس (ت5١٠ه)» وطاووس بن كيسان (ت5١٠ه)ء وعطاء بن أبي
رباح (ت5١1١ه) وغيرهم. وتُعدٌ هذه المدرسة أوثق مدارس التفسيرء
وأكثرها استشهاداً بالشعر في التفسيرء لمكانة ابن عباس رضي الله تعالى
عنهما في علم التفسيرء يقول ابن تيمية: «وأما التفسير فإن أعلم الناس به
هل مكة؛ لأنهم أصحاب ابن عباس)”" .
ثالثاً: مدرسة الكوفة» ومؤسسها هو الصحابي الجليل عبد الله بن
.١١7/١ انظر: الإتقان 157/7ء التفسير والمفسرون )1١(
.1۲۷_--- - 1 التفسير والمفسرون cof وانظر: مفتاح السعادة ؟/ »5١ مقدمة التفسير )۲(
منهج التابعين وأتباعهم في الاستشهاد بالشعر في التفسير لو ]|
مسعود الهذلى ا زلت؟*”ه)ء وأصحابه الذين أخذوا عه ولازموه
علقمة بن قيس (ت١5ه)ء ومسروق بن عبد الرحمن (ت”57ه)ء
والأسود بن يزيد النخعى (ت “٦ ٤ ه)» والشعبى (0 هاه وغيرهم .
من التابعين الحسن البصري» وأيوب السختياني وغیر ها
وقد كان لعلم التفسير في هذا العصر حظ وافر من الانتشار
والذيوع؛ لأهميته وحاجة الناس إليه» فلا يكاد يخلو مسجد أو حلقة
درس من تفسير القرآن الكريم» ومن أوائل من وصلت تفاسيرهم للقران
الخراسانى (ت77١ه)ء وتفسير سفيان الثوري (ت١5١ه) وتفسير
عبد الرزاق الصنعانى ((ثت١١5ه).ء وغيرها.
© تفسير التابعين :
وعد جهود التابعين في التفسير امتداداً لجهود الصحابة کان“ وقد
كان لأصحاب ابن عباس و من التابعين حرص كبير على علمه ولا
سيما ما يتعلق منه بتفسير القرآن الكريم» فقد عرض مجاهد القرآن
الكريم عليه ثلاثين مرة"» ويقول أيضاً: عرضت المصحف على ابن
عباس ثلاث عرضات» من فاتحته إلى خاتمته» أقفه عند كل ايةء
وأسأله عنها""» ويدون ذلك في ألواح كان يصطحيبها معه كما قال ابن
أبي مليكة: رأيت مجاهداً يسأل ابن عباس عن تفسير القرآن» ومعه
ألواحهء فيقول له ابن عباس: اكتب» قال: حتى سأله عن التفسير
)١( انظر: تاريخ التراث العربي ٠٤١/١ تفسير التابعين للخضيري .1٠٠١ _ ۸۷/١
(؟) انظر: طبقات ابن سعد ٤11/١ حلية الأولياء ۳/ ۲۸۰ تهذيب الكمال ۲۷/ 777.
(۳) انظر: تفسير الطبري (شاكر) ۹٠ /١ حلية الأولياء ۳/ 717/4» تهذيب التهذيب .٤١ /٠١
ا۹ الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
كله“ ولذلك عده ابن كثير من أخص أصحاب ابن عباس "°
وقد نقل التابعون أقوالاً عن ابن عباس تحث على الاستعانة بالشعر
في التفسير» فعن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال: شهدت ابن عباس
وهو يُسأَلُ عن عربية القرآن فينشد الشعر"". وعن سعيد بن جبير
ويوسف بن مهران قالا: ما نحصي كم سمعنا ابن عباس يُسأَلُ عن الشيء
من القرآن فيقول: هو كذا وكذاء أما سمعت الشاعر يقول: كذا
وكذا9©).
والذين تفرغوا للتفسير من التابعين قليل» وجل المنقول في التفسير
عن مجاه بن جَبِرِء وعكرمة» وقتادة» وسعيد بن جبير» والحسن
البصري. وأبرز من ظهر في رواياته الاستشهاد بالشعر في التفسير هم
أصحاب ابن عباس من التابعين» وأبرزهم في ذلك عكرمة» ثم ماهد
ثم يأتي بعدهما في ذلك عبد الرحمن بن زيد بن أسلم من المدينة المنورة
وأما غيرهم فلا تكاد تجد لهم إلا الرواية أو الروايتين» والغالب أنك لا
تجد لهم شيئا في ذلك .
أبرز من عني بالاستشهاد بالشعر من التابعين :
- مجَاهدٌ بن جَبّر (ت5 ١٠١ه). فأما مجاهد فقد انقطع لتفسير القرآن
وتعليمه» حتى قال عن نفسه: استفرغ علمي القرآن وقد وردت عنه
عدة روايات في التفسير استشهد فيها بالشعر» فمن ذلك قوله عند تفسير
قوله تعالى: لعج يتبا الوأ وَالْمَيْمَاتك #69 [الرحمن: ۲۲] حيث قال :
اللؤلؤء عظام اللؤلؤء والمرجان: اللؤلؤ الصغار. قال الكلبي: وهي بلغة
.۲٠١ 7/6 (؟) انظر: البداية والنهاية .5١/١ انظر: تفسير الطبري )١
.481/7 انظر: فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل )۳(
(:) انظر: المصدر السابق ؟/4577.
(5) انظر: المعرفة والتاريخ »20١ وسير أعلام النبلاء 2407/4 غاية النهاية ؟/ 47.
منهج التابعين وأتباعهم فى الاستشهاد بالشعر في التفسير 0 00
أهل اليمن» وأنشدنى شعر جَبَلَةَ بن عَدَي الكِنْدِيٌّ الذي يقال له الذائدٌ:
أَنُودُ القوافي مني يادا إِيَادَعْلامقتقّىجياًا
وأغزِل مَرجَانَهَاجَانِبَاً وآخذمِنْنْرمَا المُستجَاةَا"
وربّمًا يفسّر مجاهد الآية» ثم ينقل الشاهد الشعري عن ابن عباس»›
كما في تفسير قوله تعالى: وليل وما وَسَقَ 29* [الانشقاق: ۱۷] حيث
قال مجاهد فى تفسيرها: ما جمع ) قال ابن عباس :
م سِقَاتِ لو ب ن سا
وابن عباس هو أول من استشهد بهذا الشاهد على هذا المعنى»
ونقل عنه ذلك مجاهد» ثم تناقله المفسرون بعد ذلك في كتبهم” ".
- عكرمة مولى ابن عباس (ت6١١ه). وأما عكرمة فقد برز فى
التفسير باللغة مع الاستشهاد على تفسيره بالشعرء وهو فى ذلك يسير على
لهج شيخه ابن عباس › فمن الروايات التي رويت عن عكرمة في
الاستشهاد بالشعر في التفسير» أنه سأله رجل عن الزنيم» فقال: هو ولد
الزنى› وتمثل ببيت شعر :
٣ہ © له رع همه رثك سدس هټو و د . م ايع 4 د ع 1 )4(
زنِيُمّ ليس يعرف مَنْآبُوه بَفِئ الام ذوحَسّب ليِيم
وعنه أيضاء الزنيم: الدععئٌ الفاحش اللئيم» ثم قال:
5 و سايم ب لم وس ل على شو ممه °6 (o) ko
رييم تداعاه الرجال زيّادة كما زِيد في عرض الاديم الأكارع
(1) إيضاح الوقف والابتداء .۷١ - ۷٤/١
(۲) تقدم تخريج الشاهد ص» وانظر: إيضاح الوقف والابتداء .11/1١
(۳) انظر: مجاز القرآن ۲۹٠/۲ تفسير الطبري (هجر) ٠۲٤٥/۲٤ الجامع لأحكام القرآن
17/١ .
(4) لم أعرف قائله» وانظر: إيضاح الوقف والابتداء .14/١
(5) البيت لحسان كما في الكامل »١١547/7 ونسبه محقق الكامل للخطيم التميمي وأنكر
أن يكون لحسّان وأحال لسيرة ابن هشام 7857/١ - ۰۳۸۷ وانظر: الجامع لأحكام
القرآن .5١/١
ما (لشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
وعن عكرمة في قوله تعالى: 8 ان ( 5 [الرحمن: ]٤۸ قال:
ظل الأغصان على الحيطان"''. وفي رواية: ذواتا ظل وأغصان.ء ألم
تسمع إلى قول الشاعر"“
مَاهَاجَ شوقّك مِنْ هَدِيلٍ حَمَامةٍ تدعو عَلى فن العُصّونٍ حَمَامَا
تدعو أبا فَرْحَين صَادفٌ ضَارياً ا بين ين الصقور تسا“
وعن عكرمة في قوله تعالى: ذا هم بِلْسَاهِرَوَ ©( [النازعات: ]١4
قال: الساهرة وجه الأرضء وفي لفظ قال: الأرض كلها ساهرة» ألا
ترى قول الشاع ”؟ :
صَيدُ بحر وصيد ساهر
وعن عكرمة: ألا د شرلا [النساء : *] قال: أن لا تميلواء ثم قال:
أما سمعت قول أبي طالب :
بِمِبْرَانٍ قِسْطٍ وَرْنْهُ غَيْرُ عَاِل
وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة أنه سئل عن قوله: ج ين بين
نك لدي و 469 [الطارق, ۷ قال: صلب الرجل وترائب المرأة» أما
0 اسم و 5 و م ت (Vg o
ونظام اللولى على ترائبها شرقابهاللبات والنخر"
- عبد الرحمن بن زيد (ت187١ه). ويأتى بعد عكرمة فى
.۲٤٤١ /۲۲ انظر: تفسير الطبري (هجر) )١(
(۲) هو ثابت بن كعب الملقب بِقظْنَة والبيتان مع ثالث في الأغاني .١57/١5
(۳) انظر: تفسير الطبري (هجر) 255٠/7” إيضاح الوقف والابتداء ٠٥/١ الجامع
لأحكام القرآن .160/١
ددع لم أعرفه.
.578/١6 انظر: تفسير الطبري (هجر) 2975/55 الدر المنثور )٥(
(0) انظر: ديوانه ص۰۱۷ تفسير الطبري (شاكر) ۷/ .006٠
0) انظر: الدر المنثور .70١- "06٠/1١6
منهج التابعين وأتباعهم في الاستشهاد بالشعر في التفسير ]|
الاستشهاد بالشعر عبد الرحمن بن زيد بن أسلم. حيث وردت عنه عدة
روايات استشهد فيها بالشعر في تفسير القرآن الكريم» فمن ذلك قول ابن
زيد في تفسير قوله تعالى: #ثم لقطعتا مِنْهُ ألوتي 39 * [الحاقة: 45] قال :
الوتين نياط القلب الذي القلب متعلق به» وإياه عنى الشماخ بن ضرار
التغلبي بقوله :
ا بلقني وحَمَلْتٍ رَهْلِي غرابة فاشرقي يتم ارين
وعند تفسير قوله تعالى: 6# لظو دوا لِجَهَثَرَ حا ©©4
[الجن: ]٠١ قال الطبري: «وحدثني يونس قال: أخبرنا ابن وهب» قال:
قال ابن زيد: المقسط: العادل. والقاسط: الجائر» وذكر بيت
(TD) o
& ل 26 2 5 و + ت (DN se 4 cf 5 o
قسَطتا على الأملاك في عهدٍ تبّع وين قبل ما أردى النفوس عِقابُها
5 . 5 14 مع س سر سے م سر سرصم رس مسر
وقال ابن زيد في قوله تعالى: #هو آلڍۍ أتزل من السَمَآِ مء لكر
نه شراب وينه سر فيه شِيمُونَ 409 [النحل: 1٠١ قال: تَرْعَونَء قال:
الإِسَامَةَ: الرّعيةء وقال الشاع”؟؟:
وشل ابن بَرْعَةَ أو كآخرمثفله أولى لك ابنَ مُسيمة الآجْمّال“
قال: يا ابنَ راعية الأَججمّال()
قال ابن زيد في قوله تعالى: #8 طَلَكَ ين بتي حَلكُ أمَاموا الكل
واتبعوا الشَّمِوَابُ فسوف يلقون غَينَا 9©* [مريم: 04] قال: الغ الشرّء ومنه
قول الشاع 7" :
.7540 /77 انظر: ديوانه 2194 تفسير الطبري (هجر) )١(
(۲) لم أعرف قائل البيت.
)۳( في روايةٍ: «أذري» بدل «أردى». وهي المثبتة في المطبوع , ورجحثت الثانية وأثبتها
هنا لمناسيتها للمعنى. انظر: تفسير الطبري (هجر) ۲۳/ 885.
(4:) هو الأخطل التغلبي. (0) انظر: ديوانه .۲٤۹
) انظر: تفسير الطبري (هجر) .۱۸۳/١١ (۷) هو المرقش الأصغر.
زر سيبس _لالشاصر الشمي في تفسير القرآن الكريم
5-1 اي 4ه رو يوك و ەرو 7 | (DIN sS
فمن يلق خيرا يَحَمَدٍ الناس أمره ومَنْ يَغْوَ لا يَعْدَمْ على العَىّ لائمًا”'
وقال ابن زيد في قوله: لولم من فى الْسَمُواتِ والارض ومن ندم ل
د کرو عن عادد ر يبهولا 529 [الآأنبياء : 114[ قأل: ور
7 2< استحيسرون 1# له يَمَلُون وذلك الاستحسار. قال : و يفترون 1# [الأنبياء:
°[ و مون 4 [فصلت: 8”] هذا عل واحد معناأه» والكلام فيه
مختلف» وهو من قولهم : بَعِيْرٌ حَسِيرٌ إذا أعيا وقام” ''» ومنه قول علقمة
بن عبدة :
بها جيف الحَسْرَى تَأمّا عِظَامُهَا قَبِيْضُء وما جِلْدُمَا مَصَلِيْبُ9©
وقال ابن زيد في قوله: #سْفَوْنَ يمن حي تور 4
[المطففين : ]۲١ الرحيق المختوم : الخمرء قال حسان :
سقو نور برص عليه بر Ù يُصَفَقُ بالرّحيق ي السلسَل*“
التفسير إلا روايات مفردة» فالشعبي مع كونه شاعراً ومن أحفظ الناس
لشعر العرس 2 ٠ لم يرد عنه إلا رواية واحدة فيما وقفتٌ عليه عند
تفسیر قوله تعالى : لإا د هم ولتار 9 [النازعات: ]٠٤ قال الشعبي :
o 6 7 7 م م اه 23
ويها لحم سَاهِرةٍ وبحر
)١( انظر: المفضليات 2757 تفسير الطبري (هجر) 201/54/١6 والجامع لأحكام القرآن
4/7 .
(0) أي: توقت عن السَيْر. انظر: لسان العرب "00/١١ (قَوَءَ).
(۳) انظر: ديوانه 2١5 تفسير الطبري (هجر) 17/١5 7.
(4) انظر: ديوانه 2177 تفسير الطبري (هجر) ۲٠١/۲٤ والبَّرِيصٌ وبَرَدَى نَهْرَان بدمشق.
انظر: معجم البلدان .1٠١ 2565/١
.٠٠ /١5 انظر خبره مع عبد الملك بن مروان والأخطل في الأغاني )٥(
(5) انظر: المصنف ٤۷٥/۱۰١ الدر المنثور .7787/١6
وهو مسبوق في الاستشهاد بهذا الشاهدء فقد سبقه إليه ابن
عباس وا .
وأما الضحاك فلم يرو عنه إلا روايات قليلة» منها في تفسير قوله
تعالى: ##ياكاب وَلَارِينَ وكأ من مَعِينٍ ©6 [الواقعة: 18] قال: الأكوابُ
جِرَارٌ ليس لها عُرَىء وهي بالنبطية كوبّاء وإياها عنى الأعشى بقوله:
صَريفِيِةٌ طَيِبَاًَطَعِمُْهَا لَهَارَبَدْبَيْنَ كوب ودن
وأما سعيد بن جبير فقد كان مقلاً من الاستشهاد بالشعرء
والروايات عنه في ذلك قليلة جداًء منها عند تفسير قوله تعالى : لإ واطعماً
َعَم المع 4 [الحج: 5] قال سعيد بن جبير: القانع: السائلٌ الذي
يسأل. ثم أنشد أبياتاً للشمّاخ : '
لَمَالُ المَرْءِيُضْلِحُهُ فَيُغْنِي مَمَاقِرَهُ أمفمنالقثوء"
في حين قد فسر ابن عباس القانع بأنه الذي يقنع بما أعطي؛
والمعتر الذي يعترض الأبواب» وقد سأله نافع بن الأزرق عن شاهد
من الشعرء فقال: أما سمعت قول الشاع.”" :
على جربب حو عن ب ن وعند المُقِلْينَ السَّمَاحَةٌ والبَزُل2)
وأما قتادة بن دعامة فمع إنه من أحفظ التابعين لشعر العرب
وأيامها » وقد كان الرجلان من بني أمية يختلفان في البيت من الشعرء
فيبردان بريداً إلى قتادة في البصرة يسأله عن ذلك" إلا أنه لم يُحفظ
.۲۹۷/۲۲ انظر: تفسير الطبري (هجر) »١١/ البيت في ديوانه )١(
(۲) انظر: ديوانه ۲۲١ والمصنف ٤۷٥/٠١ والدر المنثور .208/٠١
(۳) هو زهير بن أبي سلمى.
(5) انظر: ديوانه »١١5 الدر المنثور .6١08/١١
(0) انظر: سير أعلام النبلاء 71//0» تذكرة الحفاظ 2١11/١ طبقات المفسرين للداودي
4/7 .
(5) انظر: طبقات فحول الشعراء »5١/١ وإنباه الرواة / .٠٠١
IY الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
عنه روايةٌ في تفسير القرآن والاستشهاد على ذلك بالشعر.
وأما مكحول فله رواية مفردة» وهی أنه سبل عن قول الله تعالى :
ليم يكف عن ساق [القلم: ]٤١ قال: أما سّمعت قول الشاعر :
وَقَامَتِ الحَربٌ بنّا عَلى ساق
وهذا الشاهد سبق أن استشهد به ابن عباس ييا .
ه موقف التابعين من الاستشهاد بالشعر على التفسير:
الظاهر أن التابعين لم يتحرجوا من إنشاد الشعرء والاعتماد عليه
كمصدر من مصادر التفسير» بل حتى من أثر عنه التحرج منه كالحسن
البصري قد رويت عنه روايات في الاستشهاد به على التفسير» ففي تفسير
قوله تعالى: ولت أَلنَاقُ ,لئاق 409 [القيامة: ۲۹] قال الحسن: لفت
ساق الآخرة بساق الدنياء وذكر قول الشاعر:
وَقَامَتِ الحَربُ تًا على ساق
وإن كان قد روي عن الأصمعى أنه سأل سعيد بن المسيب فقال:
ها هنا قوم ساك يعيبون إنشاد الشعر» قال: تَسَكُوا تُسُكاً ع“
ويروى هذا الخبر عن ابن أنعم» أنه قال: قلت لابن المسيب: إن عندنا
رجلاً من الأنصار يقال له: إسماعيل بن عبيد من العْبّادء إذا سمعنا نذكر
شعراً صاح عليناء فقال سعيد: ذاك رجل نَسَكَ نسكَ العجم. والآثار
عن التابعين في تفسير القرآن بالشعر كثيرة» ذكرها أهل السّمَنِ7” .
بل إن البيئة العلمية في عصر التابعين كانت حافلة بالطلاب الذين
.1757/١6 الدر المنثور )۲( .۹۹/١ انظر: إيضاح الوقف والابتداء )١(
(۳) انظر: البيان والتبيين .75١7/١
.۷/۱ انظر: رياض النفوس في طبقات علماء القيروان للمالكي )٤(
(6) انظر: المصنف لابن أبي شيبة» كتاب فضائل القرآن» باب ما فسر بالشعر من القرآن
.
منهج التابعين وأتباعهم في الاستشهاد بالشعر في التفسير مه
يطلبون علم التفسيرء بل جاوز الأمر ذلك حتى أصبح أمثال الفرزدق من
الشعراء يفسر القرآن بحضرة كبار التابعين» وَيِقَرٌ على ذلك» فقد ذكر
الزمخشري أن الحسن البصري هه سيل عن لخو اليمين في الآيةء وكان
الفرزدق عنده» فقال الفرزدق: يا ابا سعيد» دعني أجب عنك فقال:
ولستّ بمَأخوذٍ بلغو تقوله إذا لم تعمد عاقدات العزائم
وهو في هذا يشير إلى قوله تعالى: لا يُوَاحِدَكُ اه باو ف اتی
وکر نڌ كم يما عد [المائدة: ۸۹].
آتباع التابعين :
يُطلق مصطلح السلف في كتب التفسيرء > ويراد به طبقة الصحابة
والتابعين وأتباع التابعين» وعن هذه الطبقات الثلاث نُقِلَ كل التفسيرء
ولم يعد لِمَنْ بعدّهم سوى الاختيار من أقوالهم» والترجيح بينها. وقد
توسع أتباع التابعين في الاستشهاد بالشعر في تفسير القرآن الكريم أكثر
من التابعين» نظراً لحاجة الناس لذلك» ولبدء التدوين والتصنيف في
عهدهم بشكل منظم» فقد ذكر أن أبان بن تغلب (ت١5١ه) قد صنف
كتاباً في غريب القرآن» وذكر شواهده من الشعر.
وابن جريج مع كونه من أول من صنف التفسيرء إلا أنه لم
يرد عنه من الشواهد في التفسير المنقول عنه سوى سبعة أبيات» 2
تحمسة منها في معرض الحديث عن أسباب النْرُول» واثنان لتأكيد
معنى لغوي. فقد استشهد ابن جريج بالشعر عند تفسير قوله تعالى:
لإرَدّت ايت ِن هَل الكتب ل بو وما يلوت إل اشم وما
شروت 49 [آل عمران: 19]» فقال: شوگ آي: يهلكوتكم:
ومنه قول الأخطل:
. 1۷۳ - ٦۷۲/۱ الكشاف للزمخشري ۰.۸٥١ انظر: دیوانه )١(
.٥/۱ انظر : معجم الأدياء (۲)
e“ (لشاهر الث ري في تفسير القرآن الكريم
كنت القَذى في مَوج أكذر مُزبد قَذْفَ الأَئَئُ بهد نَضَلَّ و
أي : هلك دک
وعند تفسير قوله تعالى: وقد عَم لذ أعتدواً منک فى السَبْتِ
فَقَلَنَا لهم وا فده خسان 49 [البقرة: 540] قال ابن جريج : السبت»
النعل؛ لأنه يقطع كالطحن والرعي» سمي يوم م السبت لأنَّه قطعة زمان»
قال لبيد:
0١
وغَنيِتُ سَبْنَاُ قبل مَجُرى داس لو كان للنّفْسِ اللحوم څلود ١
وأما إسماعيل السدي فقد حفظت عنه روايات قليلة استشهد فيها
بالشعر على تفسير القرآن» منها عند تفسيره لقوله تعالى: هل في ذلك قسم
ای جر 52 [الفجر: 5] قال: لذي لب قال الحارث بن منبه الجنبئ
وَكيف رَجَائِي أنْ تَنُوبَ وإِنْمَا يُرَجََى 2 من الفِنْيَانِ مَنْ كان ذا چ
وعند تفسيره لقوله تعالى: ¥ جَتٍ الطَائَدُ الكت 09 *
[النازعات: 4"] قال سفيان الثوري: هي الساعة التي يُسَلُمُ فيها أهلّ النار
إلى الرَبّانية؛ أي: الداهية التى طمت وعظمت قال:
إن بعض الحُبٌ يُعْمِي ويُصِمْ وكذاك البعضٌ أَدْمَى وأ“
عن هذا البيت:
)١( ومعناه مربتط بما قبله» وهو قوله:
وإِذا سَمَا للمجد قرعا وائل واستَجْمَعَ الوادي عليك فسالا
والا تی : السيلٌ الذي يأتى فجأة من كل مكان. انظر: ديوانه 557.
(؟) انظر: الجامع لأحكام القرآن )١( .١١١/٤ البحر المحيط .140/١
(5) انظر: إيضاح الوقف والابتداء .۷١/١
(5) لم أعثر على قائلهء وانظر: الجامع لأحكام القرآن ۲١٦/٠١ وتفسير سفيان الثوري
8 .
منهج التابعين وأتباعهم في الاستشهاد بالشعر في التفسير 000
أت شَهْرَين ثُمَّ شَهْرَاًدهِيكاً بأَرِبِكَبْنِ يَخْفِيَانِ عَمِيْرَ0"
فقلت: يظهران.
فقال ورقاء بن إياس وهو خلفي: أقرأنيها سعيد بن جبير: #أكد
أْحْفبَاك [طه: ]٠١ بنصب الألف”.
وروی الكلبي عن أبي صالح وعد ا
تعالى في طسم الشعراء في قصة صالح وشعيب: : i 6
المسحريك 6 5 [الشعراء: 1١57 قالا: من المخدوعين» قال الكل وهي
من لغة العرب جميعاء وأنشد :
2
َإِنْ تَسألِينافِيمَ نَحْنُ فَإِنَنَا عََافِيرٌ ن هذا الأنام المُسَخّرِا""
وقوله: ماق تسَحَرُوت* [المؤمنون: 89] من هذاء وأنشدنا شعر امرئ
القيس :
أرَانَا مُوضِهِيِنَ لوقت عيب وتُسْحَرٌ بِالطّعَامٍ وبالشراب°
وربما أورد المفسر تفسير التابعين ثم استشهد له بشاهد من
الشعرء ومن أمثلة ذلك ما ذكره ابن عطية فى تفسير قوله تعالى:
يس 2 [يس: ]١ عن سعيل بن جبير قال: إنه اسم من أسماء
سل ل
محمد عد ودليله: إِنّكَ لمن لْمرَسَلِينَ 209 [يس: ۳]. وقال السَيِّدَ
0)8(
الحم ءة” :
ها
)١( لكعب بن زهيرء ومعنى قوله: دأب شهرين. يقول: يدأثُ» دميكاً : يعنى تامأ . وقال
الأصمعي: قوله: بأريكين: يعني موضعاً يقال له: أريك» فضم إليه آخر فقال:
بأريكين. والغمير: نَبْتّ تصيبه السماء فينبت عنه نبت آخرء وربّما أصاب الإبل منه
داء. انظر: شرح ديوانه .۱٤١
(۲) تفسير الطبري (هجر) .535/١7 (۳) انظر : ديوان لبيد 05.
(4) انظر: ديوانه ٠۲۷۸ إيضاح الوقف والابتداء 1۷/١ -18.
(5) هو إسماعيل بن محمد بن يزيد بن ربيعة بن مُمَرّعْ الحميّري» لقبه السيدء وجده يزيد
شاعر مشهور. ولد سنة ١٠٠٠ه وتوفى سنة ۷۳١ه. وكان سىء المعتقد. انظر: وفيات
الأعبان +/ .٤۳ ْ ْ
]م.م الشاهر (الشعري في تفسير القرآن الكريم
يا تسن لا تشحضي بالنصح جَاهدة على المَوَّدإلًا آل ايتا"
وذلك لأنَّ السيدَ الحميري قد وُلِدَ سنة 5١٠ه»ء فى حين توفى
سعيد بن جبير عام لم فليس الاستشهاد بالشعر له .
ه منهج التابعين في الاستشهاد بالشعر فى التفسير:
لم يتغير الحال كثيراً في عهد التابعين عنه في عهد الصحابة» فلا
تزال البيئة صافية» واللحن قليلاً» والحاجة إلى التفسير قليلة. فلم يرد
عن التابعين من الروايات في استشهادهم بالشعر في تفسير القرآن الكريم
والتقصي سوی روايات معذدودة» أوردتها فيي ثنايا هذا المبحث. وقد
استثنيت من الدراسة في هذا المبحث ما كتبه أبو عبيدة في «مجاز
القرآن»» وما كتبه الفراء فى «معانى القرآن»؛ لأننى قد خصصتهما
بالدرس في الباب الثاني .
ويمكن من خلال هذه الروايات المحدودة تلمس المنهج العام
للاستشهاد بالشعر في تفسير القرآن في عهد التابعين وأتباعهم على التحو
التالى : ظ
١ كان لمدرسة مكة التي أسسها عبد الله بن عباس عناية
وظفت الشاهد الشعري في التفسيرء وذلك اقتداء بحبر الأمة ابن
عباس وا . وقد تقدمت الأمثلة على ذلك عن مجاهد وعكرمة.
؟ - الاكتفاء بذكر الشاهد دون بيان أو شرح. وذلك لأنه لا يزال
الناس أهل سليقة لغوية صحيحة» وكان الشعر لا يزالٌ عِلْماً شائعاً بين
)١( البيت ليس في ديوانه المجموع» ولعله من القصيدة التي أوردها ص55١» لمناسبتها
لموضوع هذا الشاهد. انظر: المحرر الوجيز 2187/1١ الجامع لأحكام القرآن 8/ 5.
منهج التابعين واتباعهع في الاستشهاد بالشعر في التفسير___- ا 7.8 | -
العرب في تلك الطبقة المتقدمة» مما يعني إحالة الناس إلى ما يعلمون
عندما يحالون إلى شواهد الشعر العربي. ٠
۳ - استشهاد التابعين بأشعار المعاصرين . وذلك أن العصر عصر
فصاحة وسليقة» ولم تختلط الألسن بالعجمة اختلاطاً واسعاً. ولذلك
يحتج عكرمة بشعر ثابت بن عبد الرحمن بن كعب وهو معاصر له» حيث
توفي سنة ١٠٠ه23. كما في تفسير قوله تعالى: درا أَفَآنِ (©)»
[الرحمن: ]٤۸ قال عكرمة: ظل الأغصان على الحيطان"» وفي رواية:
ذواتا ظل وأغصانء ألم تسمع إلى قول الشاعر”" :
مَاهَاجَ شوقك مِنْ هديل حَمَامِةٍ 2 تدعو على فنَنِ العُصّونِ حَمَامَا
تدعو أبا فَرْحَينٍ صَادفَ ضَارباً ذَامِخْلْبَيْنِ ِن الور فام“
ويؤخذ على هذا الشاهد الذي ذكره عكرمة عدم الدقة في
الاستدلال» حيث إنه لا يدل على أن المقصود بفنن العغصون ظل
الخصون» حيث إن الفنن هو جزء متفرع من الخصن» قال أبو الهيثم:
«الفنون تكون في الأغصان» والأغصان تكون في الشُعَّب» والشّعَبُ
تكون في السُوقِء وتُسمّى هذه الفروعٌ يعني فروع الشجر - الشَّذْتَ)'” .
هتحصل اغتماد المفسرين على تفسير التابعين واستشهاهم - ٤
بالشعر. وذلك أن تفسير التابعين يأتي في المرتبة التالية لتفسير
الصحابة و . فإذا أجمع التابعون على تفسير كان اتباعهم في ذلك
. واج
.٤١ انظر: الشعر والشعراء 2570/7 معجم الشعراء )١(
(۲) انظر: تفسير الطبري (هجر) ۲۲/ .۲٤٠١
(۳) هو ثابت بن كعب الملقب بمَظتة» والبيتان مع ثالث في الأغاني 7/١5 557.
(5) انظر: تفسير الطبري (هجر) ۲٤١/۲۲ إيضاح الوقف والابتداء /١ 50» الجامع
لأحكام القرآن .710/١
(©) لسان العرب ۳۳۷/۱۰ (فنن).
(0) انظر: مقدمة التفسير لابن تيمية .١١4
]| ءاس (لشاهر (لشعري في تفسير القرآن الكريم
وقد حرص المفسرون على نقل تفاسير التابعين» والأخذ بهاء وقد
وجدت بعض الأمثلة التي ينقل المفسر فيها تفسير التابعي» ثم يعقبه
فمن ذلك قول ابن عطية عند تفسير قول تعالى : #والقمة الوت وهر
م ©* [الصافات: :]٠٤١ «والمليم الذي أتى ما يُلامُ عليه ألام
الرجل : دخل في اللوم وبذلك فَسَّرَ مُجاهد وابن زيدٍ»ء ومنه قول
غا 0
الشاعر
وَكَمْمِنْ مُلِيمٍ لم يُصَبْ بِمَلامَةٍ وبع بالأنب ليس بمُذنب ٠
وملهة قول لبيل بن ربيعة : |
َك دس مو م 0
سَقََاعدلت ولي ير ليع وهداك قبل اموم م ا
ل تيد ن الأ مرکا كا رسا [النساء: :]١٠١١ الما : ال
النابغة الجعدي :
كطُود يلاد بأرْكانِه عزيز المراغم والمَذْمَي)
وقول الآخر:
إلى بَلَدٍ عَبْرِ داني | لمحا بَعيدٍ المُرَاهَم والمُضَطَّرَثَ
)١( هوالأحوص الأنصاري» ونسبت لجميل بن معمر كما فى ديوانه /ا١27» سمط اللآلى
7/۲ ۰
(۲) رواية الشطر الثاني : : وبع الدَّنْب ليس لهُ ذنبُ. انظر: ديوانه ۰۲٠٦٤ سمط اللآلي
.,/١
(۳) رواية الديوان:
سَقَهاً عَذَّلتٍِ وَقْلتِ غَيرَ مُليم ربكا دما غَيرُ چ حَكيم
انظر : ديوانه لا 2٠١ المحرر الوجيز ؟١/155.
(5) انظر: ديوانه .١77
(0) لم أعرف قائل البيت» وانظر: المحرر الوجيز .۲۲۷/٤
منهج التابعين وأتباعهم في الاستشهاد بالشعر في التفسير لما
سرچ سے ج سے کے سے من لل
وقال ابن عطية عند تفسير قوله تعالى: ومن بعل َلك يق أتا)
[الفرقان: 548]: والأثام في کلام العرب العِمَاتٌء وبه فسّرَ ابن زيد وقتادة
هذه الآية. ومله قول الشاع “:
جَرَى الله ابنَ عروة حيث أمَسٍ عُقُوقَاً والعغقوق لَه أا"
أي : جزاء وعقوبة . وقال فى تفسير قوله تعالى: ##أدَعَوَأ هتالكك
تور [الفرقان: ]١* قال الضحاك: هو اللاك . قال ابن عطية مستشهدا
لتفسير الضحاك : «ومنه قول ابن الزبعرى :
ور 1 ef و م اس د 0 سم س ه46 داس ووو ورهة)
إذ أجّاري الشيبطان في سنن ال غي ومن مال ميله مثبور
ه الاستشهاد بأكثر من شاهد للفظة الواحدة. قد يرد عن بعض
التابعين الاستشهاد بأكثر من شاهد من الشعر للفظة الغريبة» مما يعني
سعة المحفوظ من الشواهد الشعرية» وريما علد مجالس السؤال عن هذه
اللفظة. فعكرمة عندما سئل عن معنى الرّنيمء قال مرة: هو ولد الزنى.
وتمثل ببيت شعر:
ر م ر و مھ رمك سد ه كو و سر ړپ اليو و چ رار ۹ 53
وأجاب فى جواب آخر بان الرّنيم الدع الفاحش اللئيم» واستشهد
لذلك بشاهدٍ آخر هو قول الشاعر:
رَنِيِعٌتَدَامَاهُ الرَّجَالٌ زِيَادة كَمَازِيدَفِيعَرْض الأَِيْم الأكار غ
)١( هو بلعاء بن قيس الكناني كما في مجاز القرآن 248١/7 وتفسير الطبري (هجر) /١۷
65 ونسبه في اللسان لشافع الليثي 76/١ (أثم).
(۳) انظر: مجاز القرآن 28١7/5 تفسير الطبري (هجر) ٠٠٠/١۷ لسان العرب 75/١
(أثم).
(۳) انظر: المحرر الوجيز )٤( .٤١ 5١/١7 انظر: المحرر الوجيز ؟١/١١.
.١١/١١ المحرر الوجيز )٥(
.14/١ لم أعرف قائله. وانظر: إيضاح الوقف والابتداء )(
- ونسبه محقق الكامل للخطيم التميمي وأنكر »١١57/7 نسب لحسان كما في الكامل )۷(
=[ الشاهر (لشعري في تفسير القرآن الكريم
وقد صار هذا شائعاً عيل المفسرين المتأخرين: حيثث يوردود عدداً
من الشواهد في بعض المواضع» للاستشهاد على معنى لفظة واحدة"''.
0 CoE وت
= أن يكون لحسّان وأحال لسيرة ابن هشام 85/١ - 2787 وانظر: الجامع لأحكام
القرآن .5١/١
() انظر: تفسير الطبري (شاكر) 2586/١ المحرر الوجيز 8/ 785.
رح
ی ري 0
کے ی ارو یی
مناهج المفسرين في الاستشهاد بالشعر
وأثر الشاهد الشعري فى التفسير
وفيه ثلاثة فصول :
الفصل الآول: مناهج المفسرين في الاستشهاد بالشعر.
الفصل الثاني : مناهج أصحاب كتب المعاني والغريب.
الفصل الثالث: أثر الشاهد الشعري في التفسير.
r
چ کے
س سے
ج ی یی خی
کی دی زو ںی
215 ] ات ييحت ات لإ AIAN.
مناهج المفسرين
في الاستشهاد بالشعر
المبحث الأول :
المبحث الثاني :
المبحث الثالث:
المبحث الرابع :
المبحث الخامس ,
:جر لاي ری
اکم دين ازو ےی
WWWLMOSWArFAL. COM
الفصل الأول
منهج المفسرين في إيراد الشاهد
الشعري .
مدى اعتماد المفسرين على الشاهد
الشعري في التفسير.
منهج المفسرين في شرح الشاهد
الشعري ودلالته على المعنى المراد.
منهج المفسرين في توثيق الشاهد
الشعري .
أغراض إيراد الشاهد الشعري عند
المفسرين.
3 2 امك بارا کی
اا لامر الشعري في تفسيرالقرآن الكريم
المبحث الأول
منهج المفسرين ف إيراد الشاهد الشعري
آيات القرآن في كتب التفسير هي المدار الذي يدورٌ حوله كلام
المفسرين وبحثهم» وأخذهم وردهم» ويستعين المفسرون بالعلوم الأخرى
بقدرٍ قربهًا والحاجة إليها في بَيَانِ الآيات» وكشفي معانيهًا؛ ومن َم فإن
الاستعانة بالشواهد الشعرية» ومنهج إيرادها في كتب التفسير يتغير بتغير
قيمة هذه الشواهد الشعرية في توضيح معاني الألفاظ والأساليب القرانية,
فتكثر هذه الشواهد وتقل بخسب منهج المفسرء والغرض الذي يسعى
لتحقيقه» وحسب الموضع الذي وردت فيه هذه المسألة والحاجة
للاستشهاد عليها .
وقد اختلف المفسرون في إيراد الشواهد الشعرية في كتب التفسير
باختلاف أغراضهم منهاء وحاجتهم إليها أو إلى بعضهاء وبالتالي ترتب
على هذا اختلاف منهجهم في إيرادها في كتب التفسير. ويمكنٌ إجمال
طريقة المفسرين في عرض الشواهد الشعرية» ومنهجهم في إيرادها على
النحو الآتي :
* أولاً: التمهيد للشاهد الشعري:
عند الحاجة إلى الاستشهاد بشاهد من الشعر في كتب التفسير يُعَدْمُ
المفسرون أحياناً بين يدي الشاهد الشعري عند إيراده بمقدمات متعددة»
وتتفاوت هذه المقدمات طولاً وقصّراً. وبَّاناً وإتهاماء بحسب الموقف
الذي يستدعي الشاهد. غير أن هذه التقدمة بين يدي الشاهد الشعري لا
تخلو من حالين:
منهج المفسرين في إيراد الشاهد الشعري Wy
9 إما أن تكون تقدمه من بو جه من وجوه البيان.
ِ أو تكون تقد تقدمة مُبهمةً لا تكشف من حال قائل الشاهد إلا ما لا
أولاً: التقدمة المُّبَيّنّة:
المقصود بالتقدمة المبينة أن يقدم المفسر بين يدي الشاهد الشعري
وبيانهم للشاهد الشعري تبين أن هذه التقدمة المبيتة لا تخلو من حالين :
الأولى: أن يكون هذا البيان تاما:
والمراد بالبيان التام هنا أن يُقَدَّم بين يدي الشاهد الشعري ما يفيدٌ
نسبته إلى قاكله» ولهذه النسبة صور كثيرة. منها
- نسبته إلى الشاعر باسمه المجَرّد لشهرته به إذا كان الشاعر من
الأعلام, وفي الغالب ألا يشا يشاركهم في أسمائهم غيّرهم من الشعراء في
مثل منزلتهم من الشهرة. ومن أمثلته قول الطبري : «وقال الشاعرًء وهو
حاتِمٌ...002'» وقوله: «ومنه قول حسان»"» وقوله: «وقال طرفة»”",
وقوله: «وقال لبيد“ وقوله: «وقال کر وهكذ|""'.
- نسبته إلى الشاعر باسمه واسم أبيه» ومن أمثلته قول الطبري :
«وقال الأسودٌ بن يعفر وقوله: اومن قول عمرو بن كلثوم» ٠
وقوله: «ومنه قول حسان بن ثابت)2 5 وقوله: «ومنه قول عډي بن
.77//١5 تفسير الطبري (شاكر) 555/54. (؟) المصدر السابق )١(
.5867/١5 المصدر السابق )٤( .586 7/١5 المصدر السابق )9(
.١0/١5 تفسير الطبري (هجر) )0(
(5) انظر: تفسير الطبري (شاكر) 2557/١١ 584 -480.
(۷) تفسير الطبري (هجر) .777/١5 (۸) المصدر السابق .۷٤١ /١۳
(9) تفسير الطبري (شاكر) .١159/١5 2١57/١6
| ۸ الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
زيد)(1) ¢ وقوله: (ومنه قول لبيد بن ربيعة)”" ومثله قول ابن عطية:
«قال الشاعر وهو ميمون بن قيس. . ."» وقوله: «كما قال عمرو بن
2 > وربما نسب الشاعر إلى جده كقول القرطبي: «قال كعبُ
بن أبي سُلْمَى :
أرجُو وآمل أنْ تَبقى مَودتها وما إِخَالٌ لَدنبا منك تَنُويلُ)27 .
وهو كعب بن زهير بن أبي سلمى وه فنسبه لجده.
- وربما كان الشاعر غير مشهور باسمه واسم أبيه» فيزيد المفسر
في البيان» كقول الطبري: «وكما قال خالدٌ بن زُمَيْرِ”” ابن عَم ابي
ذؤيب . فقد أشار لقرابته من أبي ذؤيب الهذلي لشهرته» زيادة في
الدلالة عليه ۰ ۰
ومثل قول الطبري : «وقرا آخرون: «وأرن مَناسکتا» بتسكين الراء»
وزعموا أن معنى ذلك : وعَلْمُناء وولا _ لا أن معناه: أَرِنَاها بالأبصار.
وزعموا أن ذلك نظير قول حطائط بن يَعْمْر أخي الأسود بن
يَعْفْر. . . .“ . فقد عرف الطبرئ الشاعر بنسبته إلى أخيه الشاعر الأسود
۾ ١١( f.
0 لشهرته دون اخ ُ
."٦٦/١۳ 5/لاه",. (؟) المصدر السابق 2555/١5 المصدر السابق )١(
(۳) المحرر الوجيز .55/١ (5:) المصدر السابق .١1657/١
.١لا/ ديوانه /41» وشرح قصيدة كعب بن زهير لابن هشام الأنصاري )٥(
(3) الجامع لأحكام القرآن .٠۸/٤
(۷) شاعر مخضرم» من بني مازن بن معاوية بن سعد الهذلي له معارضات شعرية مع
معقل بن خويلد الهذلي. ورأى النبي ئة ودفن بالمدينة. انظر: معجم الشعراء 2717/١
خزانة الآأدب؟/770.
(۸) تفسير الطبري (شاكر) .559/١7 () تفسير الطبري (شاكر) ۷۸/۳ - 9.
)٠١( هو الأسود بن يعفر بن عبد الأسود النْهْسَليء شاعر جاهلي مشهورء عده ابن سلام من
الطبقة الخامسة» ويدعى أعشى بن نهشلء» له قصيدة طويلة جيدة لاحقة بأول الشعرء
توفي سنة ٠٠١ م. انظر: طبقات فحول الشعراء ٠٤١/١ الشعر والشعراء .1086/١
(١١)انظر: الجامع لأحكام القرآن ۸/ 940 حاشية ۲.
منهج المفسرين في إيراد الشاهد الشعري ۳۹
- وقد يذكر المفسر الشاعر بكنيته لاشتهاره بهاء وهو أمرٌ لا يقل
عن سابقه في اعتماد الأشهر من العَلّم أو الكثيد. كقول الطبري: ١ .
كا 3 . 1 1
ومنه قول ابن الرقاع.. وقوله: .. ومنه قول ابي
ذؤیب. . .)» وقوله: (ومنه تول أبي الأسود» ص
وربما يذكر المفسر الشاعر بكنيته» للاختلاف فى اسمهء أو الجهل
به. ومن ذلك قول الطبري: «وقد قالت بنت غتيبة بن الحَارث بن شِهّاب
اليَربوعيٌ :
تَوَوََحْنَا من اللغباء قَصٌراً | وأعَجَلْنَاالإالامَة أَنْتَوُوب9)
يعني ب«الإلاهة» في هذا الموضع الشمُس» . فقد وقع الخلاف
في اسم هذه الشاعرة بين المترجمين» فقيل : آمنة بنت عتيبة» وقيل: مية›
وقيل: أم البنين”"'.
- وقد يقتصر المفسر على لقب الشاعر الذي اشتهر به فيضيفه إليه
ويكتفي به كقول الطبري: «كما قال الراعي)”"'» وقوله: «ومنه قول
القظامئ 7 ١ وقوله: «كما قال النابغة)”*' وهو الذبياني» وقوله: «وقالت
الخنساء»” 5 '» وقوله: (ومنه قول المُرَّفّشُ ۾ )510 وهكذاء وهي ألقاب
مشهورة لشعراء.
.٠١۷/٠١ ,”55/1١١ المصدر السابق )١(
. كارات ٤٠٥/۱١ ٣٣۳/۱١ ۰۲٦/۱۰۹ المصدر السابق )۲(
(۳) المصدر السابق 058/8.
)٤( بلاغات النساء 1۱۸4ء معجم البلدان ١587/6 (اللعباء).
.٥۲۳/۷ .1١١ا//٠١ 25١ 5٠/١ تفسير الطبري (شاكر) )٥(
(0) انظر: تفسير الطبري (شاكر) 4٠/١7 حاشية ”2 معجم الشعراء لعفيف 4.
(۷) المصدر السابق .١158/٠١ 0۸۳/۱١ (۸) المصدر السابق .059/1١6
(9) تفسير الطبري (شاكر) ۰٤۸۹/۱١ ۲۲۰/۱۳.
.778/١١6 السابق ردصملا)٠١(
(۱۱) تفسير الطبري (شاكر) ۲۳/۱۵ وانظر: .۱٤١/۱۲ 2458 0٤4/۱۱
vel (لشاهر (لشعري في تفسير القرآن الكريم
- ورْبّمَا ذكِرَ الشاعرٌ بلقبو فحسب في مواضعً» كقول الطبري:
كما قال الفرزدق''» وبلقبه واسم أبيه في مواضع أخرى» كقوله:
«ومنه قول الفرزدق بن غالب. . eu, وقول الطبري: «ومنه قول
الطرمًاح. . E. وقوله في موضع آخر: «ومن ذلك قول الطرمّاح بن
حكيم. . e, وقول الطبري كذلك: «كما قال الشمّاخ)”*, وذكره
باسمه واسم أبيه في مواضع أخرى كقوله: «ومنه قول الشمّاخ بن
ضرار»» وقوله كذلك: «وقال جرير»» وفي مواضع أخرى يقول:
«قال جرير بن عطة»)* .
- وربّمَا ذكر المفسرٌ الشاعرٌ بلقبه ونسبته. ومن الأمثلة على ذلك
۾ (4)
قول الطبري: «... كما قال المُتَقَّبُ العَبْدِي»". وقوله: «ومنه قول
ظفل العَتوئ» '''.
الأول» ويعطف عليه الثانى دون إعادة ذكر اسمه أو لقبه» كقول الطبري
وهو يفرق بين أداتي الاستفهام «أين» و«أنى»: «وقد قَرَّقَتِ الشعراءٌ بين
ذلك فى أشعارماء فقال الكميت بن زيل :
7 2 7 م كه س ي وود 2 ور ص 2 هلس NDS f
تذكرّ من أنى وَمِنْ أيِنَ شرْبُه؟ يِوَامِرُ تَمَسَيهِ كذِي الهَجْمَةٍ الأبل
وقال أيضاً :
.ه٣۳/۱٤ ۳۰۲/۰ 099/١7 المصدر السابق )١(
(۲) المصدر السابق .007/٠١٠١
(۳) المصدر السابق 27١/5 تفسير الطبري (هجر) 004/15.
(4) تفسير الطبري (شاكر) 0557/0 - 054.
.٠٤١/١۲ المصدر السابق )( .۷١۷/۱۳ 2588/١7 المصدر السابق )0(
۳۷۷/٦ ۳۹۲/۹٦ 2459/١١ المصدر السابق )۷(
(۸) المصدر السابق .۸٦/۷ 2785/١5 (9) المصدر السابق .0857/١5
)٠١( المصدر السابق .80/١5
(۱۱) يذكر حماراً أراد الورود انظر: ديوانه ؟/ 0947.
منهج المفسرين في إيراد الشاهد الشعري اس
ئى وَمِن أ بِنَ اك الطَّرَتُ؟ مِنْ حَيتْ لا صبوة ولا رر 70037 ,
وریما كرر شاهدين لشاعر واحد» فصرح بذكر أاسمه مرنین ›
كقول الطبري : «وامًا الصلاة فنا في كلام العرب الدعاءء كما قال
الأعشى :
(r20 ص f orl و2 clo u RN 7 (f
لها حارس لا يبرح الدهر بَيتها وإن ذبحّت صْلى عليها وزمزما
يعنى بذلك: دعا لهاء وكقول الأعشى أيضاً:
مچ بس واس ل ر 5 لے س
وقابلهاالريح في دنها وصَلَّى على دَنهَا وار
- وَرَثمًا يزيد المفسر في البيان» فيبين مع اسم اشام س ار
قبيلته إن لم يكن مشهورا.
ومن ذلك قول الطبري: «ومن الفَارِهِ بمّعنى: المرح قول الشاعر
عڍي بن وداعٍ العقو ئ من الأزد. . .۲ 3 وقوله : «قال الْمُتْنّى بن جَنْدَ جَنْدَلٍ
الطُهَوِيُ. . .“. وقوله: «ومنه قول عوف بن الأأخوّص الكلابي» .
- بيان موضوع الشاهد:
قل يزيد المفسر في البيان فيبين مع نسبة الشاعر موضوع الشاهد
قبل ذكر الشاهد» ليكون القارئ على بينة من المعنى الذي يعنيه الشاعرء
كقول الطبري: «ومنه قول ذي الرمة في صِمَة السَرّاب....»*''. فلو لم
.٠۹۷/٤ مطلع الهاشمية الثالثة في ديوانه )١(
(۲) تفسير الطبري (شاكر) 5/ .٤٠١ (۳) انظر: ديوانه .۳٤۳
(4:) انظر: ديوانه 486.
.۲٤۳ _ ۲٤۲/۱ تفسير الطبري (شاكر) )٥(
(00) عدي بني وداع الأعمى العقوي من العقاة من الأزدء شاعر جاهلي أدرك الإسلام
وأسلم. انظر: مجاز القرآن 288/١ معجم الشعراء للمرزباني 855.
(۷) تفسير الطبري (هجر) .574/١1 (۸) المصدر السابق .۲۹/۱٤
(9) تفسير الطبري (شاكر) ۰٤٤٤/۱۱ وانظر: .٥۲۹/۷ 25١5/9
.۱۹/۱۳ تفسير الطبري (شاكر) )٠١(
]م الشامر الشعري في تفسير القرآن الكريم
يدم المفسرٌ قبل الشاهد بذكر المناسبة التي قاله الشاعر فيها لخفي معنى
الشاهد على القارئ
ومن الأمثلة كذلك قول الطبري: «ومنه قول أبي ذؤيب الهذلي في
صفة قَرّس. . . .»» وقوله: «واستشهدوا على ذلك من قولهم بقول ذي
الرمة في صفة تار تَعَنّها. . . .»"» وقوله: «كما قال الأعشى في صفة
امرأة انتسبت إلى قوم. . . ٠». وقوله: «ومنه قول الأخطل في هجاء
- وربما ذكر المفسر المناسبة التى قيل فيها الشاهد الشعري دون
ذكر الشاعر. ومن ذلك قول الطبري عند حديثه عن النسىء عند العرب
و
في الجاهلية: «وقال متافِرهم :
ومِنَا مُنْسِي الشهور القَلَّمس»”.
فأشار إلى أنه قيل هذا البيت فى مُبَافِرَةٍء والمُنافرة المَمَاخَرة
والمُحَاكمَةٌ وذلك أن يفتخر الرجلان كل واحد منهما على صاحبهء له
يُحَكُمًا بینهما رجا .
وقد يِبَيّنُ المفسرٌ مع نسبة الشاهد لقائله رَمَنَ قول هذا الشاهد من
الشعر. ومن ذلك قول ابن عطية: «وقيل : الرعد اسم الصوت المسموع.
قاله علي بن أبي طالب 5نهء وهذا هو المعلوم في لغة العرب» وقد قال
لبيد في جاهليته :
نَجََعَنِي الرّعدُ والصواعق بالف ارس يوم الكربهة النجد“
.4١9/4 المصدر السابق )۲( .454 - ٤٤۸ تفسير الطبري (شاكر) )١(
.6٠6٠ /5 المصدر السابق )٤( .5١/94 المصدر السابق )۳(
.440 ۲1/۳ ٥٤۳ 0٤١ /۲ انظر: تفسير الطبري (شاكر) )٥(
() تفسير الطبري (شاكر) .554/١5
(۷) انظر: لسان العرب 7755/١5 (نفر). (۸) المحرر الوجيز ٣٠١-۱۳٤/١
منهج المفسرين قي ايراد الشاهد الشعري 1 | سر باس
فقد أشار إلى أن هذا القول من لبيد كان فى الجاهلية قبل
ومثله قول القرطبي : «وقال الأضبط بن قريع السعدي في الجاهلية
الجهلاء. . .. فهو قد بين زمن قول هذا الشاهد.
- وقد ينقل المفسر الشاهد عن غيره غير منسوب» فينسبه هو لقائله
رعبة فى توثيقه» وزيادة الطمأنينة بحجيته. ومن ذلك قول الومام الطبري :
احدثني يونس قال: أخبرنا ابن وهب أن ابنَ زيدٍ أنشده:
فُعودٌ لدی الْأَبْوَابِ طلا حَاجَةٍ موان من الحَاجَاتٍ أوحَاجةً بكر °
قال أبو جعمر : والبيت للفرزدق»" . وقد ورد الطبري هذا الشاهد
: . - 0
في موضع آخر ولم ينسبه
- إنهاة دسبة الشاهد المشهو دن ١
قد يشتهر الشاهد فيُعْفِل المَفْسُرٌ نسبته لقائله استعناءً بشهرته . ومن
ذلك أن الإمام الطبري يبهم نسبة شواهدَ مشهورة» كقوله: «كما قال
الشاعر:
لَْمْأكنْمِنْ جُجنَاتِهَاعَلِعَالَهُ وإني بِحَرّمَااليومَ صَال).
وهذا الشاهد من قصيدة مشهورة للحارث بن عاد د البكري 1#
تقول وَكَدْمَرَت لَهَاوَضِيْنِي: اذاو أبدارونِيِي؟”
نقول و كار وينهاأبداودِييِي!») .
)١( الجامع لأحكام القرآن .187/١ (۲) ديوان الفرزدق .١188/١
(۳) تفسير الطبري (شاكر) ۲/ .١960
(:) انظر: تفسير الطبري (شاكر) .0057/1١١
.٥۲۹/۷ المصدر السابق )٥(
(0) انظر: الأصمعيات 21/١ الحماسة البصرية 04/١ وقد استقصى المحقق تخريجه.
(۷) تفسير الطبري (شاكر) ۷/ ۳۸۲.
YE الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
وهذا الشاهد للمثقّب العبدي”''» وقد استشهد الطبري بأبيات من
قصيدة الشاهد» ونسبها للمثگّب العبدي» مما يدل على معرفته بها" .
- دسية الشاهد في مواضع دون أخرى:
قد يورد المفسر الشاهد في مواضع فينسبه في بعضها ويبهمه في
بعضهاء ربما لنسيانه في موضعء وتذكره في آخرء أو للجهل به ثم طروء
العلم بالقائل بعد ذلك» أو لغير ذلك من الأسباب. ومن ذلك قول
الطبري: «... فإن العرب قد تصل «ذا» و«هذا» كما قال الشاعر:
عَدَمنْ مَالِعَبَاِعَليِ إمَارة نت وهذا حولم رن
ف «تحملين» من صلة وهنا َأَبْهَمَ ذكرَ الشاعر في هذا
الموضع» وهو الموضع الأول. ثم آورد الشاهد مرة أخرى عند تفسيره
قول تعالى: #ومًا اک 0 موس 402 [طه: »]١۷ فقال:
. .فالباء في قوله: يمك 44 يِن صِلَةٍ ت والعرب تَصِل
«تلك» و«هذه»ا. كما تصل «الذي», ومنه قول يزيد بن مرح :
سن مَالِعَبَادِعَليكِ إمارة أَمِنْتِ ومّذا تَحْمِلَينَ طَلِيْقُ
ان قال: والذي تحملين طليق)) . فنسبه لقائله في الموضه
الثاني . ظ
ومثله كذلك بيت لطرفة بن العبد» استشهد به الطبري في ثلاثة
مواضع» فلم ينسبه في موضعين» وذلك في قوله: «.... وكما قال
الشاعر :
.196 انظر: دیوانه )١(
(۲) انظر: تفسير الطبري (هجر) ۰٤٨۳/۱۹ ۰۳۲٤/۱٤ 258/١7 5985/55ء وانظر:
تفسير الطبري (شاكر) 5/ 194.
(9) عَدَمِنُ: صوت رَجر للبغل. انظر: ديوانه ۱۷١ معاني القرآن للفراء /١١8 .7/١
۷, لسان العرب ۸۱/۹ (عدس).
(8) تفسير الطبري (هجر) "/ .1٤١ - 54٠ (08) تفسير الطبري (هجر) .57/١5
منهج المفسرين في إيراد الشاهد الشعري
آلا أيْهَذا الرَاجِري اضر الوَعَى وأَنْأَسْهدَ اللذاتِ مَل أَنْتَ مَخلدى“
فرفع «أخضر) وإن كان يصلح دخول «أن» فيها؛ إذ حذفت -
tu 6 . 3 (0) ء : : :
(PIS
. 6
الثالث» فقال: «كما قال طرفة بن العبد. . .» وذكرَ
- نشابه أسماء الشعراء:
قد تَتَشَابَهُ أَسْماءٌ الشعراءء أو ألقَابُهُمء فيحرص المفسرون على
التمييز بينهم» وذلك بالنص على الاسم كاملا أو النسبة إلى قبيلته أو
نحو ذلك. ومن ذلك لقب «النابغة»» فقد أطلق على عدد من الشعراءء
وإذا أطلق معرفاً ب «أل» فهو زياد بن معاوية الذبيانى .
ومن ذلك قول الطبري: كما قال النابغة»””'» وقوله: «كما قال
النابغة الذبياني»» وقال في مواضع أخرى: «ومن ذلك قول نابغة
بنى ذبيان...2©02. وذلك لتمييزه عن غيره» ممن لَقَّبَ بالنابغة كنابغة
بنى شيبان“» ونابغة بنى جعدة الذي ذكره الطبري فقال: «كما قال
نابغة بني جعدة)200 وقال في موضع آخر: «ومنه قول النابغة
الجعدي»'.
ومثل لقب «النابغة»» لقب «الأعشى»» فقد أطلق على عدد من
الشعراء لقب الأعشى» فحرص المفسرون على التمييز بينهم» فإذا أطلق
.۳۲ انظر: ديوانه )١(
(0) تفسير الطبري (هجر) ۰۱۸۹/۲ وانظر: .٤۸۱ - 58٠/1١8
(۳) المصدر السابق 5؟475/7. (4) انظر: الشعر والشعراء .٠١١/١
() تفسير الطبري (شاكر) .5489/١6 ۲۲۰/۱۳.
(5) المصدر السابق ۲۳٤١/۱١ .
/١١ cor /4 «(1oo _ ۲0/1 11 ١50/6 لزه" "557/١ المصدر السابق )۷(
O
(۸) هو عبد الله بن المخارق الشيبانى» شاعر إسلامى . انظر: مقدمة ديوانه 6.
(9) تفسير الطبري (شاكر) )٠١( 2.519 /١ المصدر السابق .48٠١/6
KE الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
لقب الأعشى» فإنه ينصرف إلى أبي بَصير مَيمون بن قيس أعشى بَنِي
تعلبة27 . ۰ ۰
ومن ذلك قول الطبري: «ومنه قول الأعشی» "» وقوله: «ومنه قول
الأعشى میمول 5 قيس ...00" أو قوله: «كما قال ميمون بن فيس
الأعشى)20) وقوله فى مواضع أخرى ناسا لَه إلى جده الأعلى : ا(أومنه
قول أعشى بني ثعلبة»””'» ونسبه لجده الأدنى في مواضع كقوله: «كما
قال أعشى بني قيس)20؛ وذلك لتمييزه عن غيره ممن تلقب بهذا اللقب»
كأعشى همدان كما في قوله: «وكقول أعشى همدان”"'. وأعشى باهلة
کزلری ,
(
- الوهمٌ في نسبة الشاهد:
ربَّمَّا نَسَبَ المفسرٌ الشاهد إلى غير قائله وَهَّماً منه أو خطأء أو غير
ذلك» كقول الطبري: «.... وقول الصَّلْتَانِ العَبْدِئ :
إن السسَّمَاحَةَ والمروءة ضهمبًا برا بمَروَ عَلى الطريق الو اضح».
وهذا البيت لزياد الأعجم في أكثر المصادر من قصيدته السائرة
في رثاء المغيرة بن المُهلّب'.
.۷٤/۸ ٠۷١ 59/5 الأغانى ۰۲٥۷/۱ انظر: الشعر والشعراء )١(
(۲) تفسير الطبري (شاكر) .٥۰۷/٠١ ۳۱۱/۹ ,1١/5
(۳) المصدر السابق )٤( .٠۷۹/۱۱ المصدر السابق 008/0.
(0) تفسير الطبري (شاكر) ٥۴١ 2455/0 ۱۳۹/۲ 2575/١ _ ۵۳۹ 4/لاه:. ۹/
ا ال اع سي © Fo حي
(9) المصدر السابق ۸/ ۳۳۹ وانظر: ديوان الأعشى» مقدمة المحقق 44.
(۷) تفسير الطبري (هجر) .١185/١
(۸) انظر: المصدر السابق 4/9/ا5, .۲٤۷/۱٤
(9) تفسير الطبري (هجر) .۲۷۳/۱٤
(١٠)انظر: أمالى اليزيدي ١ء أمالى المرتضى ۱۹۹/۲ء الشعر والشعراء ١/١۳٤ء سمط
اللآلى 4۲١/۲ الأغانى ۳۸٠/٠١ وإن كان الأصمعى يرويه للصلتان كما ذكر
الطبري كما في الأمالي لليزيدي .١ ا
منهج المفسرين في إيراد الشاهد الشعري ۳۷
وقول الطبري كذلك في تفسير قوله تعالى: وما هو روء ين
لْعَدَابِ أن يكر 4 [البقرة: 947]: «وأما تأويل قوله: #ايمْيخْرجو.* فإنه بمبعده
ومتحيه» كما قال الحطيئة :
وقالوا: تَرَخْرّحَ مَا نا فصل حَاجةٍ إليكك.ومَاهِئًَالِوَهْيِكَ رَاتِعْ
يعني بقوله : تَرَخْرّحء تَبَاعَنُ)”'
والبيت ليس للحطيئة وليس في ديوانهء نما هو للشاعر قيس بنٍ
الحدّادية”'' من قصيدة طوياة له رواها أهل الأدب”"
ومن الأمثلة على الوهم في نسبة الشاهد الشعري قول ابن عطية:
«والطامس: الداثر المعيرٌ الأعلام» كما قال ذو الرمة:
مِنْ كل نَضَّاحَةٍ الذفْرَّى إِذا عَرِفَتْ عَرَضِنْهًا طَامِسْ الأغلام مَجُهول» .
وهذا البيت ليس لذي الرمة» وإنما هو لكعب بن زهير وليه من
قصيدته المشهورة بالبردة في مدح النبي ب٠ وقد نص على ذلك ابن
0-5 . . : 5ك (5) اء. 3 . :
عطية نفسه في موضع سابق من تفسيره ٠ غير أنه وهم في هذا
الموضع. ولهذا أمثلة أخرى”"' .
التانية: أن دكون هذا البيان ناقصا:
ما تقدم كان تفصيلاً للمقصود بالتقدمة المبينة للشاهد الشعري بيانا
(0) تفسير الطبري (شاكر) ؟/ 776.
(۲) هو قيس بن منقذ بن عبيد بن آصرم» والحدادية أمه» وهي من بني حداد من كنانة.
شاعر جاهلي قديم كثير الشعر. له مع عامر بن الظرب العدواني حديث »2 كان فاتکاً
صعلوكاً . انظر: الأغاني ٤ الحماسة البصرية ۳/ .١٠١9٠
(۳) انظر: الأغاني .١05/١5 0) المحرر الوجيز .٠١١/٤
(0) انظر: ديوان كعب بن زهير ۰۸٦ وشرح قصيدة كعب بن زهير 2١١/6 تفسير الطبري
(50) انظر: المحرر الوجيز .۱۸٤/۲
(۷) انظر: تفسير الطبري (شاكر) ۳۱۹/۳ _ ۳۲۰.
ا _الشاضر الشعري في تفسير القرآن الكريم
تاماً يدل على قائله» وهذا هو القسم الثاني من أنواع التقدمة المبينة»
وهو أن يقدم بين يدي الشاهد الشعري بما يقلل شيوعه» ولا يدل على
عين قائكله . ولهذا البيان الناقص صور متعددة في كتب التفسير» ومن هذه
الصور:
- الدسبة إلى جنس القائل:
قد ينسب المفسر الشاهد إلى جنس القائل» فينص على أنه لرجل
أو لامرأة» أو نحو ذلك. كما قال الزمخشري مشيراً إلى أن القائل
امرأة: «.... كقوله”'؟:
فَإِنَمَا هي إَِبَالٌ وإدبار”””".
فإنه يقهم من قول الزمخشري هذا أن القائل امرأة دون تحديد لعين
هذه الشاعرة .
ومن الأمثلة كذلك قول ابن عطية: «قال الشاعر وهي امرأة)7 1 .
فاكتفى ببيان جنس الشاعر وأنها امرأة كما فعل الزمخشري .
وربما أضاف المفسر إلى الجنس ذكر القبيلة» كقول القرطبي :
«ولرجل من قریش.. .»> وقوله أيضاً : (وأنشد سيبويه لرجل من
مذحج. ..». وقول الطبري: «فقالت امرأة من عاد . وهذا أكثر
بيانا من الاقتصار على ذكر الجنس» بذكر القبيلة أو القوم.
- نسبة الشاعر إلى قبيلته:
قد ينسب المفسر الشاعرَ إلى قبيلته» ولا يعرف هذا الشاعر بعينه
)١( هى الخنساءٌ تَمَاضِرٌ بنتٌّ عمرو بن الشريد.
(؟) انظر: ديوانها 75. (۳) الكشاف .501//١
(5) المحرر الوجيز 1//5؟7١. )٥( الجامع لأحكام القرآن .٠٠١٠/١
() المصدر السابق ۳/ ۷٣٦۲ء ۲۱۷/۱۱. (۷) تفسير الطبري (هجر) .۱۳٦/۲۲
منهج المفسرين في إيراد الشاهد الشعري ۹ ۳۲
لعدم شهرته» كقول الطبري: «ومنه قول الهذلي"''. وشعراء هذيل
كثيرون» ولا يتميز الشاعر إلا بالتنقيب عن الشاهد في ديوان أشعار
الهذليين لمعرفة قائله» هذا إن كان موجوداً في أشعار الهذليين
المجموعة» أو دواوين شعرائهم المرويّة» وقد لا يعثر الباحث على
القائل .
وكذلك قول الطبري: «وكما قال بعض الهذليين. . > وقول
الطبري: «وقال رجل من بني أسد”» أو ر «قال رجل من بني
021
عدي»“» أو قوله : «وقال بعص بنى عقيل . . . ( '» وقوله: «وقال بعص
بني سليّم»". وأمثال هذه النسبة التي تقرب اانا ولكنها لا تدل عليه
دلالة واضحة.
غير أنه رَبِّما نسب المفسر الشاعر إلى قبيلته وهو معروف بنسبته
تلك دون غيره من شعراء قبيلته › كقول الطبري : (اومنه قول الجعدي)”"
وهو النابغة الجعدي دون غيره من بني جعدة لشهرته0* ,
- وربّمَا نسبه إلى قبيلته بوصفه لا يَاسْمِوء كقول الطبري: «وذْكرَ عن
ِص من غطفان أنه أراد أن : حبر فخاف أن يُعْجَل عن الخبزء قبل الدقيق»
وأَكُلَهُ تمجيناًء وقال. . ٠. . ثم ذكر أبياتاً» فلم يحدد عين القائل» وإنما
أشار إليه بوصفه دون اسمه أو لقبه أو ما يقود إلى تحديد عينه .
.۳۷۰/۱١ ٤۷۹/۱۱ تفسير الطبري (شاكر) )١(
(۲) تفسير الطبري (شاكر) .٠١٠١/١١
(۳) تفسير الطبري (هجر) .1۹1/۲٤ 2١68/١
(6) المصدر السابق 5197/9.
.١ل١ ٠١١/55 ٥۰٥١ ٥۰١٤/۱۹ المصدر السابق )5(
۰۹۸/۱٦ 779/١86 ۰۱٤1/۱۲ ۰۲۰٦/۱۰ تفسير الطبري (هجر) 57””5/4. وانظر: )50(
of 0/١
(۷) المصدر السابق .07”5/١5 (۸) انظر: الشعر والشعراء ۲۸۹/۱.
(9) المصدر السابق ۲۸۲/۲۲ - ۲۸۳.
| .سس الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
ومن ذلك قول الطبري: «ويَسْتَشِهِدَ لقولهٍ ذلك بِرَجَرٍ بعض
٠ . وقوله: «وقال بعض الأعراب..0)6")
الموضعين إلى بعض الأعراب دون نص على عين القائل» والوصف
بالأعرابية لا يفيد كثيراً في معرفة القائل لكثرة شعراء الأعراب» وهم
سكان البادية» وعنهم أخذ العلماء والرواة كثيراً من اللغة والشعر”".
- وربما أَبْهّم المفسر النسبة إبهاماً شديداً فنسب الشاعر إلى العَرب
وهذا لا يكاد يتميز لكثرة بطون العرب وقبائلهاء ومن ذلك قول الطبري:
«وقال بعض العرب. . .““» وكذلك قول الزمخشري: «وفي معناه قول
العرب: ۰
الأعراب.
ِن الَنِيَ طَوِيلٌ الذّيْلٍ مَيّامنُ).
وما تقدم من نسبة الشاعر إلى قبيلته أو إلى العرب يعد من البيان
الناقص الذي لا يقود إلى معرفة الشاعر بعينه ما لم يكن مشهورا بين
شعراء قبيلته بهذه النسبة» وقد استخدم المفسرون هذه الطريقة في نسبة
الشواهد في كتب التفسير .
- الاقتصار على ذكر من أنشد الشاهد من الرواة:
قد يقتصر المَمْسّرٌ على ذكر مَنْ أنشد الشاهد من العلماء والرواة»
ولا يذكرٌ مَّن قاله من الشعراء؛ ثقة برواية هذا الراوي»ء والغالب أن
يكون من العلماء الكبارء والرواة الثقات كأبي عمرو بن العلاء.
والكسائي وأمثالهم .
.۲۷٠/١٤١ المصدر السابق )١(
(؟) المصدر السابق ,.4١/١5 ۱١۲۷ء الات .٥۷۲/١۷
(۳) انظر: الأعراب الرواة لعبد الحميد الشلقاني» فقد أفرده لأخبار الرواة الذين رووا
اللغة والشعر من الأعراس.
.١١65/5 الكشاف )©( .5١9/1١8 المصدر السابق )٤(
منهج المفسرين في إيراد الشاهد الشعري كسم |
ومن ذلك قول الطبري: «... كما قرأ بعض القَرأَة: (وَالبَغْى
بوظکم) ٠ ج خف الياءٌ مع الياء» وذكر أن الكسائي أنشده:
وَأَشْمَتٌ ك اليد بكاكَأضْحَوا لَدَى يََبَاشَرُونَ بمَالَقِيْنَا"
وقال: يريد: لدي يتباشرون بمّا لقيناء فحذف ياء لحركتهنٌ
واجتماعه؟“ د
فقد اكتفى بذكر من أنشد الشاهد وهو الإمام الكسائي كاذه
وحسبك به ثقة في علمه وروايته» وهو ممن رحل إلى البادية في طلب
اللغة والشعرء وقد أنفد في الكتابة عن الأعراب حمس عشرة قَِنْيئَةَ من
الحبْر غير ما حفظ”.
وقد يكون من أنشد الشاهد عدد من العلماء كأهل الكوفة أو
البصرة» فينسبه المفسر إليهم جميعا. ومن ذلك قول الطبري: «وحكى
بعض البصريين””*» وبعضٌ الكوفيين سَمَاعاً من العرب: «طاف يطيف»,
ا أطيفُ»» وأنشدوا في د ذلك :
ی أَلَمّ بك الخَيَالَُ يَطِيفُ 5 وَمَطَافَهُ لك ذكرّة وشعُوف”.
ثانياً: التقدمة المُبهمة:
تقدم الحديث عن القسم الأول وهو التقديم للشاهد الشعري بما
010 قراءة إدغام الياء في الياء هي قراءة أبي عمرو ويعقوب وهما من العشرة. وابن جرير
يشير إلى كلام الفراء كما في معاني القرآن ؟/54» وكلام الفراء لا يصرح بحذف
الياء الثانية» لكن الشاهد الذي ذكره يدل على أنه أراد هذاء غير اَن شاهد الشعر هذا
لا يصلح نظيراً لللآية؛ ففي الشاهد ثلاث ياءات: اثنتان مدغمتان أولاّ 4 م الثالثة في
أول الفعل» وفي الآية ياءان» وتكرار ثلاث يقتضي الحذف» غير أن تكرار اثنتين
يقتضي الإدغام . انظر: النشر .585/١
(۲) لم أعثر على قائله. (۳) تفسير الطبري (شاكر) .٤۹٤/٠١
(5) انظر: إنباه الرواة .۲٥۸/۲
.۲۳۷ /۱ هو أبو عبيدة كما فى مجاز القرآن )٥(
(7) لكعب بن زهير. انظر : دیوانه .١١7 (۷) تفسير الطبري (شاكر) ۱۳/ .۳٣۵
يبينه» والتمهيد له بما يدل على قائله بياناً تاماً أو ناقصاً. وهذا هو القسم
الثاني وهو التقدمة المبهمة للشاهد الشعري» وهي أن يُبِهمَ المفسرٌ ذكرَ
الشاعرء فلا يُستدَلُ على القائل بعينهء أو قبيلتهء أو نحو ذلك مما يملل
شيوعَه فيبقى قائل الشاهد مُجهولاً لا يعرفٌء وهذا شائع في كتب
التفسير .
ومن أمثلته قول الطبري: «وأنشدوا في همز الألف. . .»"'›
وقوله: «وقد زعم بعض أهل العربية أن العرب تخاطب الواحد خطاب
الاثنين» وأنشد في ذلك. . ٠». ولم يذكر من هو الشاعرء وكثيراً ما ترد
في كتب المفسرين والنحويين واللغويين قبل إيرادهم للشاهد الشعري
عبارة «وأنشد)ء أو «وأنشدوا»» أو «وينشد». والنشيد هو رفع الصوت
بالشعُر» وإنشادٌ الشعر: إلقاؤه» وكانت وما زالت عادةٌ ملقي الشعر
أن يرفع صوته عند الإلقاء فُسَمَيَ منشداً” "2 وهي صيغة من صيغ رواية
الشعر المعروفة”*'.
- ومن التقدمة المبهمة قول المفسر: «كما قال الشاعر»””'» وقوله:
«وذلك کقولهہ»» و«ومنه قول الشاعر»» واوينشد لبعض شعرائهم»»
اوقد أنشدني بعضهم سَماعا من العرب»» ونحو هذه العبارات المبهمة.
- ومن التقدمة المبهمة التي يقدم بها بين يدي الشواهد الشعرية من
ه ا 5 3 (VW. ر و 8 م
بحر الرجز قولهم: «قال الراجز» "» والرَّجَرٌ نوع من الشعر له وزن
.۱۸١/٠١ المصدر السابق )۲( ."#00/1١ 791/1 المصدر السابق )١(
(۳) انظر: لسان العرب ١55٠ ١4/1١5 (نشد).
(:) انظر: الشاهد وأصول النحو لخديجة الحديثى .٠٤١
() انظر: تفسير الطبري (هجر) »517/١8 تفسير الطبري (شاکر)۲/ ۲۰ ١ل ۳۷ .٠١
(1) تفسير الطبري (شاكر) .5785/١7
0) المصدر السابق ۲۰٤/۱٤ ء۲۳٣۳ ۲٦/۲ لالاء ٤٠١ - 104/1١6 تفسير الطبرى
(هجر) .191/١5 1
منهج المفسرين في إيراد الشاهد الشعري rr
معروف» وقد أكثر العلماء من الاستشهاد به في مصنفاتهم في التفسير
واللغة“.
- وقد يورد المفسرٌ عدداً من الشواهد» فينسب بعضها ويبهم
بعضهاء كقول الطبري: «كما قال الفرزدق :
ومِنَا الذي اخْتِبْرَ الرَجَالَ سَمَاحَةَ وَجُوداً
وكما قال الآ :
أمرتك الخَبْرَ نَافْمَل ما أُمِرتَ بو فقذ ترکنگ ذا مَل وذًا َم
إذا مب الرّيَاحُ الرعَازء"
س ار م
اخْتَرْئُكَ النَامنَ إِذْ عَنَّثْ خَلائِقُهُم 2 واغتل من كَانَيُرْجَى عِندة السو .
فهو قد نسب البيت الأول للشاعر بلقبه المشهور وهو الفرزدق
هَمَّامِ بن غالبء ثُمَّ بهم الثاني ربَّما للاختلاف في نسبته كما في
تخريجهء أو لجهالته» ثم نسب الثالث للشاعر بلقبه الذي عُرفَ به وهو
الراعي النْمَيْرِيُ واسمه عُبَيدُ بن خصّين”” .
٭ ثانياً : الاكتفاء بالشاهد الشعري دليلاً :
في مواضع كثيرة يكتفي المفسرون بالشواهد الشعرية دون غيرهاء
.۷۱ 5٠ انظر: الرّجَرُ في العصر الأموي لمحمد كشّاش )١(
(۲) أراد: منا الذي اختير مِنْ بين الرجال لسماحته» فنصب (الرجال) بنزع الخافض.
انظر: ديوانه .٤۱۸/۱١
(۳) هو أعشى طرود إياس بن عامر بن سليم بن عامر» وروي في شعر منسوب لعمرو بن
معد يكرب» وإلى العباس بن مرداس» وإلى زرعة بن السائب» وإلى خفاف بن ندبة.
انظر: خزانة الأدب ."٤٤ - ۳٤١۲/١
(5) انظر: الكتاب ۳۷/١ خزانة الأدب ۳۳۹/۱ - 23*54 أمالي ابن الشجري 2177/7
4 ,
.1954 انظر: ديوان الراعى التُميريّ )٥(
(1) تفسير الطبري (شاكر) ۱٤١ ١54/1 وانظر: .150/1١7
(۷) انظر: جُمهرة النَسَبٍ للكلبيّ ٠۳۷١ خزانة الأدب .٠٠١/۳
سما ظ الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
وقد يكون الاستشهاد لمسألةٍ لغوية» أو نحويةٍ» أو غير ذلك» وفي هذه
الحال يكون الاعتماد على الشاهد الشعري بمُفردهٍ فى الدّلالة على
المسألة لإفراده بالذكر . ۰
وكما أن القرآن الكريم دليل مستقل بقراءاته كلهاء يصح الاعتماد
عليه بمفرده في الاستدلال على مسائل اللغة والنحو» وكذلك الحديث
الشريف عند عدد من العلماء» بمعنى أن يكتفى بهما في الاستدلال
والاستشهاد على الرأي مع ندرة ذلك في الحديث الشريف» فكذلك
الشعر» فقد انفرد بالاستدلال في كتب التفسير كثيراء وقد اكتفى
المفسرون بالشعر في الاستشهاد في مواضع كثيرة من كتب التفسيرء
واقتصروا عليه دون غيره. وقد تقدم قول الشاطبي مضعفاً الاقتصار على
الشعر في الأحكام. والاكتفاء به» وهو قوله: «أَما الاعتماد على الشعر
مُجرَّداً مِن َر شَّهِيرٍ يُضاف إليه» أو يوافق لغةّ مستعملة يُحمل ما في
الشعر عليهاء فليس بمُعتمدٍ عند أهل التحقيق؛ لأن الشعر محل
الضرورات)70''.
وهناك مسائل في كتب التفسير لا يوجدٌ فيها إلا الشعر دليلاً على
الرأي» وذلك في المسائل التي تتعلق بما يجوز في ضرورة الشعر من
الأوجه. ومن أمثلة ذلك قول الطبري عند تفسيره لقوله تعالى: #وقالا
فوا ع 4 [البقرة: ۸۸] قال: «ولا يجوز تفقيا/ "ا عين «فغل) منه» إلا في
ضرورة شعر» كما قال طرفة بن العبد:
أيُها الفتيانٌ في مَجَلِسِنَا جَردوامنهاوراداًوشقر"
يريد: شفرأًء إلا أن الشعر اضطره إلى تحريك ثانيه فحركه.
.٠١١ الشواهد والاستشهاد لعبد الجبار النايلة )١(
(۲) يعني بالتئقيل الحركة. (۳) انظر: دیوانه /ا6.
(:) تفسير الطبري (شاكر) 875/7.
منهج المفسرين في ايراد الشاهد الشعري _______ لل ١٣ل
فهنا يشير إلى اضطرار الشاعر الى تحريك الساكن ف في المفردة أحياناً:
وهذا لا يكون في النثرء ولا تَجِدْ عليه شاهداً من ء غير الشعر» > لعدم
وجود الضرورة إلا فيه .
ومن الأمثلة كذلك ما ذكره الطبري عند تفسيره قوله تعالى: ##وَجَعَلَ
د مهم الْفردة نازر وعد لسوت که [المائكدة: ]1١ حيث نقل كلام الفراء فى
أوجه قراءة (عَبَّدَ) وتوجيهه لقراءة من قرأ: #وعيّدَ الطّاغوتٍ74' فقال:
«وكان الفراء يقول”"' : إن تكن فيه لغدٌّ مثل «خذرا و«ځلرا و«عجل؛
دل هر وجه وال ا ٠ فالا فإن ار و الشاعر ,
< فإ هذا من ضرورة الشعرءى وهذا يجوز في الشعر لضرورة
القوافى» وأمّا فى القراءة فلا .
فيكون الشاهد الشعري هو الدليل الوحيد في مثل هذه المسائل في
كتب التفسيرء لاختصاص مثل ذلك بالشعر دون النش" .
صور الاكتفاء بالشاهد الشعر ي:
للمفسرين في حال اكتفائهم بالشاهد الشعري» واقتصارهم عليه فى
الاستشهاد ثلاث صور.
الأولى: ما ورد له شاهد واحد:
ومن أمثلة الاكتفاء بشاهدٍ واحدٍ من الشعر عند المفسرين قول
الطبري : مسيم يَمْهَدُونَ4 [الروم: 44] يقول: فلأنفسهم يستعدون
سي
)١( هذه القراءة قراءة حمزة والأعمش ويحيى بن وثاب والمطوعي ويحيى بن يعمر
والجحدري. انظر: النشر 7/ 76”» حجة القراءات 2773١ السبعة 5147. ظ
(؟) انظر كلام الفراء في معاني القرآن "١5 5١54/١ وقد نقله الطبري بنصه إلى آخره.
)۳( هو أوس بن حجر. (؟) انظر: ديوانه 98.
(0) تفسير الطبري (شاكر) .45١/٠١
(5) انظر: المحرر الوجيز ٠٠١/٤ الجامع لأحكام القرآن 5/ ۴ء الدر المصون .1۷١/۳
سس الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
ويْسوون المضجعَ ليسلموا من عقاب رَبّهم» وينجو من عذابه» كما قال
الشاع :
امْهَدْ لِتَفْسِكَ حَانَ السّقمُ والدَلَفْ 2 ولاتضِيعنَ فسا ما لها حك .
فالطبري قد اكتفى بالشاهد الشعري للاستدلال على المعنى اللغوي
للفظة (يَمْهَدُونَ» في الآية القرآنية» بعد أن قَسَّر معناها بكلام من عنده.
وقال ابن عطية مكتفياً بشاهد من الشعر للاستشهاد على أن لفظ
«القوم» يأتي ويراد به الرجال خاصة دون النساء: «والقوم في كلام
الرجال خاصةء ومنه قول زهير:
ولا دري وسَوفٌ إِخَال أَدْرِي أَقَومٌ آل حصن آم سا)0 .
وقال ابن عطية أيضاً: «واختلف المتأولون في قوله: وا
[النساء: 45]» فقال ماهد وعكرمة يرهم : معناه: انتظرناء بمعنى :
الحطئة :
لم م > e و 7 , 6 وي o 9 ام
وفدل نظرة إيناء صادرة للخمس طال بِهَامَسْحِى وتَنْسَاسِى 7"
وقالت فرقة: انظر معناه: انظر إليناء فكأنه استدعاءٌ اهْيِبَالٍ
وتف ومنةه قول ابن الرّقَنّاتِ
.١7؟5/7 هو سليمان بن يزيد العدوي كما فى مجاز القرآن )١(
(۲) انظر: مجاز القران 17. (۳) تفسير الطبري (هجر) .677/1١8
)٤( انظر أيضاً : تفسير الطبري (شاكر) 588/1١7 ۲۹۳ 01 11"
)٥( ديوانه .١ 7/١ (5) المحرر الوجيز /ا/54١.
(۷) رواية الديوان:
وقد نَظَرْتُكَمُ إِمْشَاءَ ء صادرة لِلْخِمْسٍ طَالَ ها حَوْزِي وتَنْسَاسِي
أعشاء : ٠ ج عغشاعف صادرة للخمس : أي صدرت » وكان ظمؤها حمسا فهي تعشې
عشاء طويلاً» والحوز هو السوق قليلاً قليلاً: وَالتَّنْسَامنُ : محال مِن الس وهو السَّوْق
انظر: شرح ديوانه لابن السكيت 55 -ل297.
منهج المفسرين قي إيراد الشاهد الشعري 0-01[ ۷
ظاهراتٌ الجَمَالٍ والحُمْن يَنْظُدْنَ 2 كما تنظرٌ الْأَرَالكَ الضاء“.
فهو قد أورد وجهين». لكل وجه شاهد واحد من الشعر مكتفياً بالشاهد
الواحد» ومقتصراً عليه فى الاستشهاد والاستدلال على المعنى اللغوي .
- الاستشهاد للمشترك اللفظي:
وربَمَا جاءت اللفظة مشتركة من قبيل «المشترك اللفظي»» وهو
اللفظ يدل على أكثر من معنى» فيفسرها المفسرٌء ويكتفي في الدلالة
على كل معني من المعاني بشاهدٍ من الشعر. ومثال ذلك قول القرطبي
وس
وهو يفسر معنى الريب في قوله تعالى : ذلك الكت لا رب فه هدَى
فقن ©4 [البقرة: ۲]: (وفي الريب ثلاثة ة مَعانٍ:
أحدها: السك قال عبد الله بنٌ الدّبَعْرَّى :
ليس في الحقٌ يا أَُمَيمةُرَيْبُ إِلَّمَا الرَيبُ مايقولُ الجَهُولُ”"'
وثانيها: التّهَمّة قال سيل
بُكيئةٌ قالث: يا جُّميل أَرَبْتَنِى فقلتٌ: كلانَايَا بُتَبْنَ مريب
وثالثها: الحاجة» ا
قَضِيئَامِنْ تِهَامَةً كُلَّرَيْب وخَيْبَرَ ثُمَ أَجْمَمْنَا السيوئا()90.
قد استشهد القرطبى لكل معنى من معائى الريب بشاهد من الشعر
المحتج ئه » واقتصر في الاستشهاد على الشعر دون غيره من الشواهد.
والأمثلة على اكتفاء المفسرين بالشاهد الشعري الواحد کٹ كثيرة ) مما يدل
.١5٠ /5 انظر: ديوانه “ا. (؟) المحرر الوجيز )١(
. ليس في شعره الذي جمعه يحيى الجبوري )9(
0 هو جَميل بن مَعْمَرٍ العُذري.
.۷۱۹/۲ انظر: ديوانه ۰۸۷ سمط اللآلى )٥(
(5) هو كعب بن مالك الأنصاري ل . (۷) انظر: دیوانه 55.
(۸) الجامع لأحكام القرآن .٠١۹/۱
i الشامر (الشعري في تفسير القرآن الكريم
على أن للشاهد الشعري مكانته بين الشواهد فى الدلالة اللغوية والنحوية
ونحوها ولو كان شاهداً مفرداًء مِمّا يَجعل المفسرين يكتفون به في
الاستشهاد”''.
التاندة: ما ورد له شاهدان:
قد يزيد المفسر فى الاستشهاد على المسألة أو المفردة على الشاهد
الشعري المفردء فيدعمه بشاهد شعري آخر يقويه ويؤكده» ومن أمثلة
ذلك قول الطبري: «والعربٌ تسمّي الريح العاصف التي فيها الحصى
الصغارء أو الثلجٌّء أو البَرَدُ والْجَلِيدٌ حاصباًء ومنه قول الأخطل:
وَلقدْعَلِمْتٌ إذا العِشَارٌ تَرمَّحَتْ هَدَجَ الرَّئالٍيَكَبَهُنَ شَّمَالا
رمي الوصا بحاصب مِنْ تَلْحِهًا حتى يَبِْتَ على الِضّا جُقَالا"
وقال الفرزدق : ظ
مُستقبلينَ شَّمالٌ الشام تضربًا بحاصب كنديف القُطن مَنْمُور".
فقد أورد شاهدين على أن العرب تسمّي الريح العاصت التي فيها
الحصى الصغارء أو الثلج» أو البَرَدُ وَالْجَلِيدُ حَاصِبَاًء وربما يكون إيراده
لشاهدين من الشعر رغبة فى تقوية الحجة؛ لغرابة مثل هذه اللفظة فى
دلالتها على هذا المعنى» أو ندرة ذلك وخفائها على العامة. ۰
ں٤٥ 255 ٤٣ الكشاف ۳۲/۱ “اف ٥۰۳/۱۰ انظر: تفسير الطبري (شاكر) )١(
۲۰۵ ۲۰٤ 1۹۸ ۱۹۷ ۱۹٦ 2١84/١ الجامع لأحكام القرآن 254 4
SVA/N TV f° AFT N1 /o0 YTY OST الكل الال ۹¥
(0) العِشَارٌ: النوق التي مضى على حملها عشرة أشهرء الرئال: جب رأل» وهو ولد
النعام» والهَدَج : العَدْوُ المتقارب» وتَكَبْهُنّ : تميل بهنَّ» والعضَاه: جمع العِضَة
وهي نوع من الشجرء »> والحاصت: السحاب الذي يرمي بِالبَرَدِ والشلج وهو وجه
الشاهد عند الطبري هناء والجَقَال: المتراكم. انظر: ديوانه .۲٤۸
(۳) انظر: ديوانه 7/1١ 7١5؟.
.848 - ٤۹4۸/۱۷ وانظر: ۳٦/۲۰ تفسير الطبري (هجر) )٤(
نهج المفسرين في إيراد الشاهد الشعري ۳۳۹
ومن الأمثلة كذلك قول الطبري عن تفسير قوله تعالى: #ولګه
الد إل الْأرضٍ وبع هوه [الأعراف: +/ااع : «وأصل «الإخلاد» في كلدم
العرب الإبطاءٌ والإقامة. يُقال منه: أَحْلَّدَ فُلانْ بالمكانء إذا أقامَ به
وأخلَّدَ نفسة إلى المكانء إذا أتاهُ من مكانٍ آخرء ومنه قول زهير:
لِمَنْ الدّبارٌ غشيتها بِالمَدْفَدِ كالوحي في حَجَر المَسِيل المُخْلِد''
يعني : المقيم» ومنه قول مالك بن نويرة:
بأنداء حي مِنْ قَبَائِلٍ مالك ورو بنِيَرْبُوع اموا لدو"
فقد استشهد الطبري على أن معنى (أخلد» أقام, بشاهدين من
الشعرء الأول وردت فيه اللفظة بصيغة اسم الفاعل (مخلد)ء والثاني
وردت فيه اللفظة بصيغة الفعل الماضي كما في الآية الكريمة «أخلدوا».
وفي الشاهد الثاني عطف الشاعر الإخلاد على الإقامة» مما قد يدل على
التغاير بين المعنيين» وقد يكون المعنى في البيت الثاني كما قال الطبري
الإتيان من مكان آخرء والإقامة في المكان الثاني» وهذا معنى قل أن
تشير إليه كتب اللغة“ . والأمثلة على ذلك كثيرة .
التالذة: ما ورد له تلاثة شواهد فأاكدر :
قد يحتاح المفسرٌ إلى إيراد عدد من الشواهد الشعرية للتأكيد على
المعنى الذي ذهب إليه فى اللفظة الغريبة» فقد تكون اللفظة المَفْسَّرةَ من
الغريب الذي يّحتاج إلى مزيد بيانٍ وإيضاحء فيكثر المفسر من إيراد
الشواهد الشعرية» ولا يكتفى بالشاهد الواحد.
(۱) دیوانه .۲٣۸ (۲) الأصمعيات ۲۳".
(۳) تفسير الطبري (شاكر) ۱۳/ ۲۷۰.
(5) انظر: تفسير الطبري (شاكر) ۲۷١/۱۳ تعليق المحقق رقم ۲.
(5) انظر: تفسير الطبري (شاكر) ١/58؟. الكشاف .55/١ ١٤ء لادء الاء ٠١١
الجامع لأحكام القرآن ٦/٥ ء5١١ ۲۰۳ ۱۹۳ ۰۱۹۱ ۰۱۹۸ 20155 2151/١
۸ ۳
ver — (لشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
يقول الزركشي: «ثم إن كان ما تضمنه ألفاظها أي: اللغة -
يوجب العمل دون العلم كفى فيه الاستشهاد بالبيت والبيتين» وإن كان
يِمّا يوجبٌ العلمَ لم يكف ذلك» بل لا بد من أن يستفيض ذلك اللفظء
وتكثرٌ شواهده من الشعر""''. ولم يتبين لي تفريقه بين ما يوجب العمل
وما يوجب العلم من الألفاظ في القرآن الكريم. غير أن الزجُاج
(ت١١۳ه) بَينَ عِلَّةَ الإكثار من الشواهد في بعض المسائل دون بعض
فقال عند توجيهه لقراءة التخفيف في قوله تعالى: #آلّا يَجُدُوا ينه لَرِى
يع م الْحَبْءَ في السَّمْوتِ وَالْارض 4 [النمل: 5؟]: «ومن قرأ بالتخفيف ا
يَسُجدو"' فلألا» لابتداء الكلام والتنبيه» والوقوف عليه ألايًا - ثم
عو
يستأنك فيقول : اسجدوا لله . . . . ومثل قوله: (ألا يا سْحُدوا) التخفيف
قول ذي الرمّة :
ألا يا المي يا دار می على البلا ولا رَالَ مُنهَلا جَرْعَائِكِ ازز
وقال الأخطل : )
آلا يا اسلمِي يا مِنْدُ مِنْدَ بَِي بَذرِ ون كَانَ حَيَّانَا عِدَى أَخِرَ الد“
وقال العجاج :
"05/5 »۳۹۷/۱ البرهان في علوم القرآن )١(
(؟) هو أبو إسشحاق إبراهيم بن السَّرِيْ بن سهل الزجاج نسبة إلى عمل الزّجَاجٍ وخراطته.
من الطبقة السادسة من نحويي البصرة» تتلمذ للمُبَرّده ومن تلاميذه أبو علي الفارسي
وغيره» توفى سنة ١١"اه. من مؤلفاته (معانى القرآن). انظر: تهذيب اللغة ١/١7١اء
إنباه الرواة 1۹٤/۱ _ ١35١آ.
(۳) قرأ بها من العشرة أبو جعفر والكسائي ورويس عن يعقوب» وقرأ بها ابن عباس
والزهري وغيرهم. انظر : السبعة ۰ الكشف عن وجوه القراءات 10/۲« حجةه
القراءات .
(4) الجَرْعَاءٌ من الرَّمْل رابية سَهْلَةُ لَيَنَة. ديوانه 509/١ - 0ه
)00( انظر: ديوانه ۷۹
لمح الم ين في إيراد الشاهد الشعري 5١
يا دار سَلْمَى يا اسْلَّمِي تم اسْلَمِي عَنْ سَمْسَم وَعَنْ يو يوين سمس
وإِنَّمَا أكثرنا الشاهدّ في هذا الحرف كما قعل من قَبلَنَاء وما فعلوا
ذلك لقلة اعتياد العامة 0 ا إلا في النداءء لا تكاد العامة تقول:
م س 6 دهت س
١ ۴ د زید» ولا: بسلا .
قل وشم الزجاح هنا علة الأصار من إيراد الشواهد الشعرية على
بعض السائل دون بعض» وهو قلة اعتياد العامة على مثل تلك الألفاظ أو
الأساليب» ولعل الزركشي يعني بإفادة العلم دون العمل أي: العلم
بمعاني غريب اللغة الذي لم يعتده عامة الناس كما بَيِّنَ الزجاح والله
أعلم .
ويعني الزجاج بقوله: «وَإِنّمَا أكثرنا الشاهدٌ في هذا الحرف كما
فَعَلٌ مَن قبِلَنًا) أبا عبيدة معمر بن المثنى» فقد أورد الشواهد الثلاثة عند
هذا الحرف”"» في حين لم يورد الأخفشٌ سوى شطر من بيت ذي
الرمة“ والفراء لم يورد إلا بيت الأخطل”'» وتابعه في ذلك الطبري
فلم یزد على ما عنده .
ومن أمثلة الإكثار من الشواهد عند المفسرين قول الطبري: «ومن
الدلالة على أن المطر الشديد قد يُسمّى طوفاناً» قول حُسَيل بن عُرْفطة""' :
َير الجحدة ين آباتِها حرق الريح وطوفان المَطّرا"ا
)١( سَمْسَم بلد من بلاد تميم» أو كثبات رمل. ورواية الديوان للشطر الثاني من الرجز:
سر سس ر © الس
> > ووو يِسَمْسَم أو عَنْ يَمِيْنٍ سَمْسَم
(؟) معانى القرآن ۱۱١/٤ ۔ .۱۱١ (۳) انظر: مجاز القرآن ٩۳/۲ - 45.
(4:) انظر: معانى القرآن ؟/550. (5) انظر: معانى القرآن ۲/ ۲۹۰.
(5) انظر: تفسير الطبري (هجر) .4١/١8
03070 حسيل بن عرفطة الأسدي» شاعر جاهلي. انظر: نوادر أبي زيد هلاء ۷۷.
)۸( رق جمع خريق. وهي الريح الشديدة الهبوب التي تخترق المواضع. انظر: نوادر
ابي زيد ۷۷.
e | (لشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
ويروى
0 خَرُق الربيح بطوفانٍ المطر
وقول الراعي”'
تُضْحِي إذا العیسل أدركتًا تكائِكهًا خَرْنَاءَ يَعبَانُها الطُوفَانُ الو
وقول أبي النجم :
قَدْمَدَطوفانٌ فبتثٌ مَددا شهراً شآبيب وشهراً بَرَدَا
فقد أكثر الطبري فأورد ثلائة شواهد على أن المطر الغزير يسمى
طوفاناً» وذلك عند تفسيره لقوله تعالى: ##مَأرَسَلَا عَم اومان 4 [الأعراف :
۳ وأن الطوفان في هذه الآية يُحتمل أن يكون مقصوداً به المطرء وهو
أحد الآأوجه التي قيلت في تفسير هذه الآية» وأنه سائغ من حيث اللغة
بدلالة هذه الشواهد الشعرية التي ساقهاء ولعل ما ذكره الزجاج من تعليل
صحيح في هذه اللفظة» فهي مما لم يعتده العامة.
ومن الأمثلة كذلك قول الطبري عند تفسيره لمعنى كلمة (عصيب»
حيث قال: «وأما قوله: #وقَالَ مدا يوم عضي [هود: ۷۷] فإنه يقول:
قال لوط: هذا اليوم يوم م شدید شرف عظيم بلاؤة. يقال منه: عَصَبٌ
يومنا هذاء يَعصبٌ»ء عَضْباً . ومنه قول عدي بن زَيدٍ:
وكنتُ لِرَارَ خَصْمِك لَمْ أَعَرّد وقد سَلكُوككَ في بوم عَصِيبٍ
0
زه
)١( هو عبيد بن حصين النميري الملقب بالراعي لكثرة وصفه للإبل» من شعراء بني أمية.
انظر: مقدمة تحقيق ديوانه ط ك.
(0) نَكَائَِهًا: غَاية مَجهودها فى السيرء والرُؤّدٌ: المخيفة المفزعة. انظر: ديوانه 25١
شرح القصائد الطوال لابن الأنباري ٠٠٠٠ لسان العرب 0/6 (زأد).
(۳) الشابيب هي الدفعات من المطر الغزير. ديوانه ۷١ جمعه سجيع الجبيلي» وليس في
ديوانه الذي جمعه علاء الدين آغا.
(4:) تفسير الطبري (شاكر) 07/17.
11/۲ الأغاني 2594/١ انظر: مجاز القرآن )٥(
منهج المفسرين في إيراد الشاهد الشعري er)
وقول الراجز
بوم مَصِببٌ بصب الأبطالا عَصْبَ القوي السَلَّمَ الطوَالا"'
وقول الآخر"
وإِنَّكَ إِنْ لا ثُرْضٍ بَكْرَ بنَ وائل يكن لک يوم بالهراقٍ عَصِيب“
وقال كعب بن جَعيّل :
ومُلَبُّونَ يا نمسم لحضيض فِكَام عَارِنَاتَ ينه بيّوم قَصِیْب .
فقد انفرد الشاهد الشعري هنا بالاستدلال مع تعدده» حيث استشهد
الطبري بأربعة شواهد للدلالة على معنى «عَصِيب» في لغة العرب» وأنها
قد استفاضت في أشعارهم» بمعنى الشديدء كَئِيرٍ الشرّء» ويلحظ أن
وصف «عَصِيب» لم يرد إلا صفة لليوم في الشعر وفي القرآن الكريم على
حدٌ سواء . غير أن هذا الوصف ليس من الغريب الذي لم يعتده العامة
مما يدعو للإکثار من الشواهد الشعرية عليه.
- وأكثر ابن عطية من الشواهد الشعرية عند تفسيره لكلمة «شطر)
في قوله تعالى : ل د وجُهلت سَطر الْمَسْجِدٍ الْحرَارٌ # [البقرة: :]١45 فقال:
«و«شَظر» نْصِبَ على الظرفيء ويشبه المفعول به لوقوع الفِعْلٍ عليدء
ومعناه: نخوء وتلقاء» قال ابن أخمر:
تَعْدُو بنَا شَطْرَ نَحْدٍ وهي عَاتِدَةَ قد كارب العَفْدُمِن إِيِمَادِمَا الحم“
)١( هو كعب بن جعيل كما قال محقق الموضح في التفسير للسمرقندي ٠٠٦ الشاهد رقم
9 ولم أجده لغيره.
(۲) مجاز القرآن ۲۹٤/۱ الجامع لأحكام القرآن 75/9.
)۳( لم أعرفه . )٤( مجاز القرآن .145/١
(5) لم أجده» وهو من الشواهد التي انفرد بها الطبري لكعب بن جعيل .
(5) تفسير الطبري (شاكر) .5٠١ 5١٠9/١6
(۷) انظر: لسان العرب 84 (عصب)»ء وانظر: الموضح في التفسير للسمرقندي 01.
(۸) عاقِدةٌ: مُصِرّةٌ ذنبّها من النشاطء كارّب: قَارَبَء والحقب :الحبل الذي يُشْدٌ به الرّحل
يَمنعه أن يتأخر. انظر: الدر المصون .١1517/7
ول لأ باع فيي صُدُورَ الهِبْس شَطْرَ بني و“
قال قط
وقال غيره:
َلامَنْ مه مَبْلِغْ ك عَمْراَرَسُولاً وَمَا تَغْنى الوّسَالةٌ شطر مرو .
وكلمة «شظر» وردت في هذه الشواهد كلها بمعناها وصيغتها في
الآية الكريمة.
ومن الأمثلة كذلك على ذكر المفسرين لعدد من الشواهد الشعرية
لبيان لفظة واحدة قول ابن عطية عند تفسيره لقوله تعالى: #مدلك دوم
ال 49 [الفاتحة: 4]: «ومِنْ أَنْحاءٍ اللفظة الدين: الجزاءء فمن ذلك
قول الفِندِ الزّمّاني:
ولم يبق سوى العدوان وِنْاهُمْكَمَاتَائو |2
آي : جازيناهم. ومنه قول كعب بن جعيل :
إذامارموتارميتاهم ووناهم مثل مابقرضونا
واعلَّم يَقِينَاً نأو لكك راز واعلّمْ بأنَّ كما تَدِينْ ” تدان“ .
ولفظة الدين وردت في الآية بلفظط المصدر«لديْنْ»» في حين وردت
)١ هو أبو زِنْبَاع الجذامي. (؟) لسان العرب ١١7/0 (شطر).
(۳) هو لقيط بن معمر الإيادي. شاعر جاهلى. انظر: الشعر والشعراء .١1994/١
(6) ديوانه .٤۳ (02) الدر المصون ؟/١151.
() المحرر الوجيز 7/ .٠١ (۷) شرح الحماسة للمرزوقي .٠ /١
(۸) المحرر الوجيز .7”/١
منهج المفسرين في ايراد الشاهد الشعري | ع سي
في الشواهد الشعرية بلفظ الفعل «دِنَاهُمْ) «دانوا» «تدين»» مع اتحادها في
أصل المعنى وهو الجزاء.
وهذا المنهج الذي سار عليه الطبري وابن عطية من الإكثار من
الشواهد الشعرية حتى تزيد عن شاهدين» سار عليه غيرهم من المفسرين”'' .
* ثالثاً: إيراد الشاهد الشعري مع شواهد أخرى غير شعرية:
في أحيان كثيرة يورد المفسرون عدداً من الشواهد» من القرآن
الكريم» والحديث الشريف» وكلام العرب شعراً ونثراً؛ لتأكيد المعنى
الذي يذهبون إليه وتقويته» ولهم في ترتيب هذه الشواهد عند اجتماعها
صور متعددة هي :
تقديم الشاهد القرآني على غيره:
ومن هذه الصورة قول الطبري: «ومعنى الخكيم في هذا الموضع
المخكم» صرف مفعل مفعل إلى فعِيْل» كما قيل: #عَذَابُ آ4 [البقرة: ]٠١
0
بمعنى : مُؤْلِمء وكما قال الشاعر
..................... كن رَيْحَانةَ الدّاعي السّميغ 00 .
وفي تقديم الشاهد القرآني دلالة على اعتماده دليلا على المسألة
وتعضيذه بما يتلوه من شواهد» فالتقديم في الترتيب يوحي بنوع من
التمييز لهذا الشاهدء وأنه دليل اعتماد لدى المفسر في هذا الموضعء» ثم
تأتي الشواهد التالية كأدلة اعتضاد» وإن كان هذا غير لازم على كل
حال » فربما فعل المفسرون ذلك دون استحضار لمزية في هذا الترتيب»
وإنما بحسب ورودها على الذهن حال التدوين .
(۱) انظر: الكشاف ۲۲/۱ ۲۳ء لالاء 015 ۷۸ الجامع لأحكام القرآن ١57/١
A 54
(0) هو عمرو بن معد يكرب. (9) انظر: ديوانه .١5/8
(6) تفسير الطبري (شاكر) 6١/؟١.
<€ الشامر (الشعري في تفسير القرآن الكريم
ومن الأمثلة كذلك قول الطبري عند تفسيره لقوله تعالى: هو ألَِى
جل ألنَّمْسَ ضِيَة وَالْقَمرٌ را ودره مناز [يونس: 5] وهو يذكر وجه
توحيد الضمير في قوله: #وَمَدَرَمٍ مار مع تقدم ذكر الشمس والقمرء
فذكر الوجه الأول»ء ثم قال: «والآخر: أن يكونٌ اكتفى بذكر أحدهما عن
الآخرء كما قال في موضع آخر: #واله وسو حف أن يروه إن
كاؤا ممن [التوبة: 57].
وكما قال الشاع ':
رَمَاني بأمر كنت من وَوالديُ ربأ ومن جُولٍ الطويٌّ رَمَائ نی
فقدم الشاهد من القرآن على الشاهد من الشعر.
- ومن أمثلة ذلك قول الزمخشري: «والخُلْدُ: الثباتٌ الدائم.
والبقاء اللازمٌ الذي لا ينقطع. قال الله عا #وما جعلتا لبشر من ملك
الله فين قث ِت هم ردو 469 [الأنبياء: :*5. وقال امرؤ القيس :
ألا انهم صَبَاحَا يها الطلل البّالي لاقت ل كان لشت ار
وهل يَنْعَمَنْ إِْاسَعيدُ مُخَلَدُ فلب الهُمُومِمَا يبت باوجال لا
فقدم الدليل من القرآن على أن الخلد يأتي في اللغة بمعنى الثبات
والمكث الطويل» ثم ذكر بعده شاهداً من قول امرئ القيس على المعنى
نفسه .
مه مھ 9 رهج سم 8 400000 5
ومن الأمثلة قول ابن عطية : «#وأخيكض الئل اهار [آل عمران: ۲٠۹١
. هو عمرو بن أحمر الباهلي )١(
(؟) كانت بين الشاعر وبين رجل خصومة في بئرء فقال خصمه: إنه لص ابن لص» فقال
هذا الشعر. ولعل رواية البيت الصحيحة: (ومن أجل الطوي) وهي البكر. انظر :
ديوانه ۰۱۸۷ إصلاح المنطق 41 288 إعراب القراءات السبع وعللها 517/١
۳ وقد أفاض المحقق في شرح البيت في الحاشية رقم ۵ من .557/١
(۳) تفسير الطبري (شاكر) )٤( .757/١6 انظر: ديوانه ۲۷.
.١٠١/١ الكشاف )٥(
منهج المفسرين في ايراد الشاهد الشعري ال 417 بس
EL e 1 Or e 1 1 2-5
معناه: أن هدا يَحْلفٌ هدا وهلأ يلف هدا » فهمَا خلفة. كما قال
تعالى: ووش ای جَعَلٌ ا وهار خا [الفرقان: ؟”5]. وكما قال
زهير :
7 مع و مره 2 ۹ كيم 2 ف م كَل مک
وقال 05
وَنَهَابِالمَاطِرونَإذَا أل الئمُل الذي جَمَمًَا
غِلْمَهًحبى إَِاارتَبَعَتْ سَكَنَثْمِنْ جِلّق بي“ .
للفظة في الآية القرآنية وفي الشاهدين من الشعر وردت بصيغة
ومعنى واحدء وقد سلك ابن عطية هذا المنهج في مواضع من
تفسیر ەه .
_ وسلك القرطبي هذا المنهج في إيراد الشاهد الشعري في مواضع
من تفسيرهء ومن ذلك قوله: «##أسْدُدْ بوه أَرْرِى © [طه: ]۳١ أي :
ظهريء والْأَزْرُ الظهرٌ من موضع الحَقْوَينء ومعناه تُقَوّي به نفسي»
ر ر 1 ااا 01 عاط 6
والأرز : القَرَّمٌ وَأزّرَه: قوّاه. ومنله قوله تعالى: ررم فا
[الفتح: ۲۹] وقال أبو طالب:
اليس ونا هاشم شل زره وأوصى بنيه بالطّعَان وبالضں )7 .
)231 انظر : ديوانه 6.
(۲) نيبا ليزيد بن معاوية» وهُما في ديوانه 277 وَذَكْرٌَ المْبَرّدُ في الكامل ٤۹۸/۲ عن أبي
عبيذة أن الرواة مختلفون في نسبتهما ليزيد بن معاوية والأحوص› وليسا في ديوان
الأحوص المجموع» ونسبهما الجاحظ في الحيوان ١/5 لأبي دهبل الجمحي» ورجح
محقق ديوانه أنهما له .۸٤ وانظر: خزانة الدب .٠۹/۷
)۳( انظر تخريجهما في مصادر الحاشية السابقة» والماطرون: بلدة بالشام . انظر : معجم
البلدان .٠١ /٥
.٠١١/١ ء۱٠٤١ /۲ المحرر الوجيز )0( ."٤- ۳۳/۲ المحرر الوجيز )٤(
(5) انظر: ديوانه ۲۸. (۷) الجامع لأحكام القرآن .٠۹۳/۱۱
EA للشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
تقديم عدد من شواهد القرآن على الشعر:
وريّما قَدَّمَ المُمَسّرٌ عدة شواهد من القرآن على شاهد الشعرء كقول
الطبري : «واختلفت القَرََةُ في قراءة قوله: َك( [الكهف: ١158 فقرأته
عامةٌ قَرَأَةِ أهل المدينة والبصرة «دكاً» مقصوراً بالتنوين. بمَعنى: دك الله
الجبل د أي : فته واعتباراً 3 الله : اک لذا فك اليش م
4 @4 [الفجر: ]1١ وقوله: #وحجهات الارض یبال کک مل ويا +
[الحاقة: .]١4 ا. واستشهد بعضهم على ذلك ی
بك اركانَ الجبالٍ مَرَّمُهْ تَخْطْرُ بالِيْضِ الاق بُ
فقد قدم الطبري شاهدين من القران الكريم على معنى الدك في
اللغة وأنه التفتيت» ثم أتبع ذلك بشاهد من الشعر. والذي يبدو لي من
صنيع المفسرين أنهم لا يقدمون على شواهد القرآن اللغوية إذا وجدت
شيئاً من كلام العرب» غير أنه قد لا توجد الشواهد من القرآن في
مواضع كثيرة غير الآية المفسرة فيّعدلٌ المفسرونَ إلى شواهد الشعر
ينا
تقديم الحديث على الشاهد الشعري:
ومن أمثلة هذه الصورة في الترتيب قول الطبري عند تفسيره لقوله
تعالى: #تَأَجِعا أ 0 [يونس: :]۷١ «يقال منه: «أَجَمَعتٌ على
كذا» يمعنى: عَرَمْتُ عليه» ومنه قول النبي كلِ: «مَنْ لَمْ يُجمع على الصوم
من الليل فلا صومٌ له“ بمّعنى: من لم يَعْزِم ومنه قول الشاعر ٠:
.1906 حجة القراءات 2١1١7 هى قراءة العشرة عدا ححمزة والكسائي . انظر : التيسير للداني )١(
(0) هو حُمِيدُ الأرقط كما ذكر محمود شاكر. انظر: تفسير الطبري (شاكر) .٠٠١ /١
(۳) لم أجد الشاهد عند غير الطبري» انظر: تفسير الطبري (شاكر) .٠٠١ /١
(5) أخرجه أحمد في المسند ۰۲۸۷/٦ وأبو داود ٤٤١ 255١/7 برقم 505" وغيرهما
من حديث حفصة» وصححه الألبانى فى إرواء الغليل 5/ 76 75.
= قال محمود شاكر: «لم أعرف قائله» ولكني أظنه لأبي النجم العجلي». انظر: تفسير )٥(
واس 6 و تي ودر ( 0
يا لبت شخري وَالمنى لا تنفع ١ مل اعون بوتا واي جتن ٠ إل
اللفظة موضع الشاهد في الاية عنه في الحديث النبوي والشاهد الشعري»
فمي الآية وردت اللفظة بصبغة فل الأمر «(أجمعوا). وفي الحديث وردت
بصيعة فعل المضارع اليجوع ؛ وفى فى الشعر وردت بصيغة 5 المفعول
«مَجُمَح»» مع الاتفاق في أصل المعنى وهو العزم على الشي
- ومن الأمثلة قول الزمخشري عند تفسيره لقوله تعالى: رش
یوت فى أله وهو سَدِيدُ لال [الرعد: ۱۳]: «وَمَحَلَ بفلانٍ إذا كاده
وسعى به إلى السلطان» ومنه الحديث: «ولا ْله علينا ماحل
۳ وقال الأعشى :
¢ رمه . 2 7 (
نع نع به في فن الجر عزير الندى شديد المحّال'*
وا أنه شدي | والكيد لأعدائه». وقد قدم الاستء
1
بالآية ثم أتبعها بالحديث» ثم الشاهد الشعري بعدهما.
- وقال ابن عطية: «وقوله: #ثُرَّ ا يک ارک كر غد [يونس:
١ أي: مُلْتَبِسَا مُشْكلاً. ومنه قوله في الهلال: «فإنْ عم عليكه)” 2
مصدقا»
= الطبري (شاكر) ١58/١5 حاشية (۲)» ولم أجده في ديوانه.
.٠١١/۲ الخصائص »۳۲۳ ۰٦٦ شرح المفضليات ۰۱۸١ /۲ انظر: معاني القرآن للفراء )١(
(۲) تفسير الطبري (شاكر) .۱٤۸ ۱٤١/۱١
(۳) غریب بهذا اللفظ كما ذكر الزيلعي في تخريج أحاديث الكشاف ۰۱۸۷/۲ وورد بلفظ
آخر مرفوعا كما في صحيح ابن حبان ۳۳۱/۱ رقم »)۱۲١( وشعب الإيمان للبيهقي
۲ وورد موقوفاً على عبد الله بن مسعود كما في الزهد للومام أحمد ١١٥٠ء
والمصنف لعبد الرزاق ۳ رقم E
)٤( ديوانه لاه.
(5) الكشاف ٩۱۹/۲ _ 570» وانظر: تفسير الطبري (شاكر) ۸/ ۹۹.
(3) رواه البخاري» كتاب الصيامء باب هل يقال رمضان أو شهر رمضان 1۷۲/۲
»)۸٠١( ومسلم في صحيحه» كتاب الصيام» باب وجوب صوم رمضان لرؤية
الهلال )٠١8+( ۷٥۹/۲ عن ابن عمر وا .
WOM خخ ai f fa}
دخلت «ما» على «من» كاف فى حو e وقال ابن عطية:
قوله : «وكان الرسول ل مما بحر ك شهتيه) 0 ونحو قول الشا و
. وَإِنَا لِمَّمَا نَضْرْبٍ الكبش ضَربةٌ على رأسه لقي اللَسَانَ من ال"
ومن ذلك أيضاً قول القرطبيئٌ : «والمتازعة: مُجَاذبةَ الحجَجء ومنه
: الحديث: «وأنا أقول ما لي ينازعني القرآن» . وقال الأعشى
00 هراهن ام 6 اس و 22 1 ا ء
9 نازعتهم قضبٌ قَضْبَ الرَّيْحَانٍ مُتكنَاً وقهوة رة راوها خَضِا
الخضل: النباتٌ الناعم. والحَضيلةٌ: الروضة”''2. والمنازعة فى
الحديث معنوية» أما في الشاهد الشعري فهي منازعة حسية. فهذه صورة
من صور ثرتيب الشاهد الشعري مع غيره من الشواهد». حيث يتقدم عليه
. الحديث النبوي» ثم ياتي بعد ذلك الشعر
تقديم الشاهد الشعري على غيره:
ومن الصور أن يُقَدَمَ المفسرٌ الشاهدّ الشعريّ على غيره من
0010( هو العجاج عبد الله بن رؤبة.
(۲) انظر: ديوانه ۰۳۷۴٤ تفسير الطبري (شاكر) .١159/1١6
(۳) المحرر الوجيز 2.54/49 وانظر: تفسير الطبري (شاكر) .١59/١6
(6) رواه البخاري فى صحيحه» كتاب بدء الوحى» باب كيف كان بدء الوحى إلى
رسول الله يله ٦/١ (5) من حديث عبد الله بن عباس وكا . ١
1/۰ هو أبو حية النميري» واسمه الهيثم , بن الربيع. انظر: خزانة الأدب )٥(
(9) الکتاب ۳/ ٦١١٠ء خرانة الدب ۲۱۴۲/۱۰ _ ۲۱۷.
(۷) المحرر الوجيز .٠١8/٠١
(۸) رواه الإمام أحمد في المسند ۲۸۴٤/۲ برقم (۷۸۰۷). والترمذي فى السنن ۲۱۸/۲
رقم (۳۲) وقال الألباني : حديث صحيح › كما في صحيح الجامع الصغير وزيادته
۲ رقم (۷0۳),
(9) ديوانه )٠١( .٠١9 الجامع لأحكام القرآن 7/7 159.
منهج المفسرين في إيراد الشاهد الشعري ۳۵١
الشواهدء كما فعل الطبري عند تفسيره لقوله تعالى: وفوا أنظرنا
وسا [البقرة: ]٠١5 حيث يقول: «يقال منه: نَظرْتٌ الرجل أَنْظْرةُ
نَظرةٌء بمَعنى : انتظرته وَرَقَبْنُهه ومنه قول الحطيئة :
وَقَد نَظَرْتْكمُ أعمشاء صادرة للحَمس طال ها حَوزي وتنسَاسي
ومنه قول الله وَيْك: لينم يفول الْمتفُونَ وَالْمتَفمَتُ لأت اموا أظرو
قيس ين ر [الحديد: 1] يعنى به: انتظرونا» . والفعل فى الآيتين
ورد بصيغة الأمر «انْظرنَا)» و«انظونا»» فى حين ورد الفعل في الشاهد
الشعري بصيغة الماضي «نظرتكم).
ومن الأمثلة على هذه الصورة فى الترتيب أيضاً قول الطبري عند
تفسيره لقوله تعالى: 9وَما هم بسار ييه ين عه إلا إن َر
[البقرة: :]٠٠١ «يقال: قد أَؤِنْتٌ بهذا الأمرء إذا علمتٌ بدء آذَن به دنا
ومنه قول الحطيئة : ۰
r] 6س 0"
آلا يا هند إن حددت وَل إلا فأزنيني باصرَام
يعنى : فَأَعْلِوِيني. ومنه قوله جل ثناؤه : # ادوا يِحَرٌبٍ من أن له ورسولد- 4
[البقرة: 8 والفعل في الشاهد الشعري وفي الآية الكريمة ورد بصيغة
الأمرء غير أنه في الشاهد الشعري أُسْيْرَ لِمفرد «فأذنيني»» وفي الآية أسند
إلى الجمع «فأذنوا»» فقدم المفرد على الجمع .
ومن ذلك أيضاً قول ابن عطية مقدماً للشاهد الشعري على
المَكل: «والدَيْنٌُ.... الجزاءء ومنه قول الشاعد”*)
)١( تقدم تخريجه.
(۲) تفسير الطبري (شاكر) ٤11۷/۲ - 458.
(۳) لم أجده في الديوان» وهو في التبيان للعكبري ۱/ ۳۸۰.
)٤( تفسير الطبري (شاكر) .٤٤۹/۲
)٥( هو شهل بن شيبان الزَّمّانِي ويلقب بالفند.
هما الشاهر الشعري في ته تفسير القرآن الكريم
ولم ببق سوى العدوان دنافموٴكمادانوا
أي : جازيناهم كما فعلواء مثل : «كُمَا تدين تَدان)" .
تقديم آأقوال العرب على الشاهد الشعري:
ومن صور ترتيب الشواهد في كتب التفسير تقديم أقوال العرب النثرية
على الشاهد الشعري . ثم إتباعها بالشاهد الشعري. ومن أمثلة هذه الصورة
ي لريب تول الرمخشري عند تفي لقوله تعالى : 2 شرن ا 4
بات کک ومون [الأنعام: :]٠١١ (... . دقيل: «أَنْهَا» ب بمَعنى الَعَلَّها) من
قول العرب: «ائتِ السُوق أَنَكَ بش تشتری لنما» 5 . وقال امرؤ القيس :
مُوجًا عَلى الطّللٍ المَحِبلٍ لأا تبكي الديار كما کی ابن ذا .
فمد قد الزمخشري القول الذي مثل به النحويون لهذه اللغة من
كلام العرب على الشاهد الشعري في الترتيب» وموضع الشاهد في القولٍ
ممست إلى مغرد «أَنّكَ»» فى حين أسندَ في الشاهد الشعري إلى الجمع
«لأيتاك ققدم المفرد على على الجمع.
- ومن الأمثلة كذلك على هذه الصورة قول ابن عطية: .١
الدَّيْنُ بمَعنى العَادةِ» فمنه قول العرب في الريح: «عَادَث هَيفٌ
لأذيانها»"“» ومنه قول امرئ القيس:
.٠٠/١ انظر: شرح الحماسة للمرزوقي )١(
(؟) انظر: مجمع الأمثال .١156/7 (۳) المحرر الوجيز 4/١ .
(5:) أراد: ائت السوق لعلك تشتري لحماًء وهذا وجه من أوجه (أنَّ) المفتوحة المشددةء
أن تكون بمعنى لعل. وذكر القرطبي أن مجيء «آن» بمعنى نى «لعل» كثير في كلام
العرب. انظر: تفسير القرطبى ۷/ 56» الجنى الدانى ٤۱۷ ۔ »51١8 رصف المبانى
۷ مغنى اللبيب 777/١ - 277 دراسات لأسلوب القرآن لعضيمة /١ 22.801
(5) أراد: لعلنا نبكي. انظر: ديوانه 2.1١4 (5) الكشاف 5//اه.
(۷) أي: لِعَاداتَهاء وهيف: ريح حارة تأتي من اليمن» تجفف ورق الشجر وتيبسه
وتسقطه. انظر: لسان العرب ١8١/١6 (هيف).
منهج المفسرين في إيراد الشاهد الشعري oY
كدبنك مِنْ أم الحويرث قبل“ ,
من غير الشعر على الشعر كثيرة» وفيما تقدم كفاية”" .
إيراد الشواهد الشعرية على غير ترتيب:
بورد المفسرون الشاهد الشعري مقروناً بغيره من شواهد القرآن»
والحديث النبوي» وكلام العرب دون التزام ترتيب مطرد في إيرادهاء وإن
كان قد يبدو لمن أطال التأمل في صنيعهم شيء من الحكمة في التزام
ترتيب بعينه في موضع بعينه» غير أنني لم أستطع العثور على ما يمكن أن
يسمى منهجا في ذلك وإنما هي اجتهادات محتملة» وللمفسرين في
إيرادهم للشواهد الشعرية مع غيرها من الشواهد صور متعددة» يمكن
إجمالها في الصور التالية :
١ - إدواد الشواهد الشعرية مع شواهد القران:
يورد المفسرون شواهد من الشعرء ويوردون معها شواهد من القرآن
الكريم» دون التزام تقديم الشاهد من القرآن على الشاهد من الشعر في
كل موضع»ء وإنما تورد على غير ترتيب . ومن أمثلة هذه الصورة قول
الطبري: «وقوله: ورل لبن واا 4 [النحل: [oY يقول جل ثناؤه: وله
الطاعة والإخلاص دائماً ثابتاً واجباًء يقال منة. صت الدَيْنٌ يصب
وُصُويَاً وَوَصَباً كما قال الديلة :
)١( صدر بيت من معلقتهء» ورواية الديوان:
كدابك مِنْ أمّ الخُوَيِرثِ لها وَجارتِهَا آم الرباب بمأسَلٍ
ديوانه 9.
(۲) المحرر الوجيز .۷۲/١
(۳) انظر: تفسير الطبري (هجر) 1۳/٠١ . الكشاف /١ ۷١١٠ء المحرر الوجيز 7/ 4.
)00 هو ظالم بن عمرو بن سفيان المشهور بأبي الأسود الدؤلي .
4مس ____________الشاصر (الشعري في تفسير القرآنالكريم
لا أَبْتَغِي الحمد القّليل بَقَاؤهُ يَومَابِدَمٌ الدّهر أَججمعَ واصِبً'
ومنه قول الله: لوهم عَذَابُ وَاصِبُ» [الصافات: 4]. وقول حسان:
و 7(
غَيّرَتَهالريح تشفيبهو وهَزرِيمْرَعْذَهوَاصِبٌ
فموضع الشاهد في الآيتين» وشاهدي الشعر ورد بصيغة واحدة هي
صيغة اسم الفاعل «واصب»» ولم يلتزم الطبري تقديم الشاهد من القرآن»
وإنما قدم شاهداً من الشعر» ثم أتبعه بشاهد من القرآن» ثم أتبعه بشاهد من
الشعرء فمزج الشواهد دون ترتيب. ومن الملاحظ أيضاً هنا أنه قدم بيت
الدؤلي على بيت حسان بن ثابت ويه » مع تقدم حسان عليه» وهذا أمر لم
يلق عناية من المفسرين في ترتيب الشواهد بحسب زمن الشعراء» وإنما يهمهم
أن تكون الشواهد حجة ثم لا يضير بعد ذلك أن يتقدم بيت الشاعر المتأخر .
وقد رأيت البغدادي في خزانته عاب على الرضي تقديمه لبيت من الشعر
لأشجع السلمي على بيت موسى بن جابر الحنفي وهو متقدم فقال: «وأشجع
ليس ممن يستشهد بكلامه» فكان ينبغي تأخيره عن البيت الذي بعده)”*'.
ومن الأمثلة على هذه الصورة قول ابن عطية عند تفسيره لقوله
تعالی : يَأَيهَا ألَدِينَ ءامو كب يكم ألصَيَامْ# [البقرة: 1۸۳]: «والصيام
في اللغة الإمساكء وترك التنقل مِنْ حال إلى حال» ومنه قول النابغة:
خَيْلُ صيامٌ وخيل غَيْرُ صائمة 2 تحت العَجَاج ويل تغل الل(“
أي : خيل ثابتة ممسكة . ا
ومنه قول الله تعالى: وإ نذرت لمن صوما # [مريم: 6؟] أي :
إمساكاً عن الكلام» ومنه قول امرئ القيس :.
.۸۷ ديوانه 67. (؟) ديوانه )١(
(۳) تفسير الطبري (هجر) سورة ص» وانظر: المحرر الوجيز .٠١۹/٩
)٤( خزانة الدب .194/١
.۷۷/۲ والكامل ۰۲٤١ انظر: ديوانه )٥(
منهج المفسرين في إيراد الشاهد الشعري =| [—
كَأَنَّ الثريًا عُلْقَثْ في مَصَّامِهَ1"
أي: في موضع ثبوتها وامتسّاكهاء ومنه قوله:
فَدَعْ ذَا وَسَل الهم عنك بجَسْرة ذَمُولٍ إِذَا صَامَ النَهَارٌ وجرا"
أي : وقفت الشمس عن الانتقال وتيكَث70” .
فقد مزج ابن عطية بين شواهد الشعر وشواهد القرآن دون التزام
ترتيب بعينهء وقد اختلفت صِيّعْ اللفظة المفسّرة «الصّيّام» في الشواهد
عنها فى الآية المفسّرة»ء فقد وردت فى الآية المفسرة بصيغة المصدر
«الصّيام»» ووردت في الشواهد الشعرية بصيغة الصفة «خَيْل صِيامٌ
وبصيغة اسم المكان «مَصَامِهاا)ء وبصيغة الفعل الماضي «صام)ء كما
وردت في الآية القرآنية بصيغة المصدر «صوما)»ء غير أن اللفظة قد
اتحدت فى المعنى الأصلى وهو الإمساك فى كل الشواهد. والظاهر من
واللفظة في الشواهد من باب واحدء أو وزن واحدء وإنما العناية تنصب
على الدلالة التى تحملها هذه اللفظة فى الشاهدء فإن كانت تدل على
المعنى المراد في الآية بأي صيغة فهي محل العناية من المفسرين وغيرهم
من علماء اللغة.
١ - إبواد الشواهد الشحرية مع شواهد من الحديث:
هذه الصورة الثانية التي يورد فيها المفسرون الشواهد الشعرية مع
غيرها دون ترتيب مطرد» وهي إيراد الشواهد الشعرية مع شواهد الحديث
النبوي» ومن أمثلة هذه الصورة في إيراد الشواهد قول ابن عطية عند
000( صدر بيت من معلقّته » وعجرزه:
0٠0000000000000 000 بِأمُرَاس كان إلى صم جَنْدَلٍ
(۲) انظر: ديوان امرئ القيس "5. (۳) المحرر الوجيز 7/ 7/.
مم (الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
تفسيره لقوله تعالى: #تَأجِعوا انہک ورگ [يونس: ]۷١ وهو يذكر أوجه
القراءات: «(وقراً السبعة وجمهور ر الناس: الحسن واد بن أبي إسحاق
وعيسى #8 تَأَجْعوَاأ#. من مِن: أَجْمَعَ الرجل على الشيء. إذا عزم عليه» ومنه
قول الشاعر:
ع ~o ءو(١)
هَل أَغَدُون يَوماً وأمُرى ي مجمع
(۲),
ومنه قول الآخر
أَجْمّعوا ائَرَهُمْ بِلَيْلَلَمًَا | ْبَحُوا أَطْبَحَتْ لَهُمْ ضوْضاء”"
ومنه الحديث: «ما ل جوع ما .
ومنه قول أبي ذؤيب:
ذَكَرَ الوَرُودَ بهاة فَأَجْمَعَ أَمْرَ شوقاً وأَقْبَلَ حَينهُ يَعَعَبّة 300
فأورد ابن عطية شواهد الشعر» وقدم بعضها على الحديث النبوي»
وأخر بعضهاء دون أن تظهر لي عِلة لهذا الترتيب» والشاهد فيها جَميعا
ورود الإجماع بمَعنى العَرُم على الفغل.
- وقال ابن عطية عند تفسير قوله تعالى: ليقو ْنَم أن ميب
دار # [المائدة: 57]: (ودائِرَة معنئأه : ازل من الزمان» وحادئة من
الحوادث». تخو جت إلى موالينا من اليهود» وتسمّى هذه الأمورٌ دوائرَ على
قديم الزمان من حيث الليل والنهار في دَوَرانِء فكأنَ الحادتٌ يدور
بدورانِهًا حتى يلرل فيمنْ نَرّل. . . ومنه قول الشاعر"
)١( تقدم تخريجه. (۲) هو الحارث بن حلزة.
(۳) انظر: ديوانه »5٠ شرح المعلقات السبع الطوال .٤٥١
(5) رواه مالك في الموطأء كتاب صلاة الجماعة» باب صلاة المسافر ما لم يجمع مكثاً
١ برقم »)٤٠١( وعبد الرزاق في المصنف ٥۳۳/۲ رقم (25750» والبيهقي في
السنن الكبر ۳/١١أ٠.
(6) انظر: ديوانه .161١ (5) المحرر الوجيز 1۷/۹ - 1۸.
(۷) هو العجاج الراجز.
والدهر بالإنسان وار
0٠00000000 لمآ النائباتِ تدوز“
وقول الآخر:
يرعن القَدَرَ المَفَدُورا وذائراتِ الدمر َو كَدُورَ
ويعضده قول النبي ية : (إِنَّ الزمانَ قد استدًارً. . .6" ,
فقد أورد ثلاثة من شواهد الشعرء ثم أتبعها بشاهد من الحديث
النبوي» وقد تعددت صيغ موضع الشاهد في الآية «دائرة»)» فوردت في
الشواهد الشعرية بصيغة المبالغة «فَعّال» وهى «دَوَاريٌ»)» وبصيغة الفعل
المضارع «تدوراء وبصيغة الجمع «دائراٹ الذهر». كما وردت في
الحديث النبوي بصيغة الفعل الماضي المزيد «استدار)اء وكلها تتفق في
المعنى الأصلي وهو تقلب الزمانء وكثرة حوادثه ونكباته.
؟ - إمراد الشواهد الشعرية مع شواهد من كلام الحرب:
الصورة الثالثة من صور إيراد الشواهد الشعرية مع غيرها من
الشواهدء هي أن ترد مع شواهد من كلام العرب النثري» كالأمثال
والعبارات السائرة بين الناس ونحو ذلك من شواهد النثر.
- ومن أمثلة هذه الصورة فى إيراد الشواهد عند المفسرين قول ابن
عطية: «والقَّسَمُ بِالْعَمْرْكَ؛ في الشُرآنِء وبالَعَمْريَ»» ونّحوه في أشعار
العرب» وفصيح كلامها في عير موضع ۰ كقوله"" ' :
(O,
.۲۹۳ انظر: دیوانه )١(
)۲( عجز بيت لم أعرف صدره» ولا قائله. )۳( لم أقف عليه .
(6) رواه البخاري» كتاب بدء الخلق» باب ما جاء في سبع أرضين ۳/ ۱۱٦۹۷ (۳۰۲۵)ء
وغيره من المواضع
(9) المحرر الوجيز 1١78/6 -179. (5) هو النابغة الذبياني.
سه سر ر ق وام 7 س ی )210
لعمري وما عمري علي بهين ع ا ا ا ا ا ا ا ا 0
(O . .
2
و 0 1 4 39
لعَمِرٌأبيك ما نسب المَعَلَى
لعمرّك إِنَّ الموتَ ما أَخْطَّاً المَنَى لَكَالطُوَلِ المُرْخى وُتُنْيَاهُ بالبد(“
سر مر 95 و وه س 4+
والعَرّبُ تقول: «لَعَمْرُ الله)» ومنه قول الشاى ”':
ډو يړ ر 8 اس م -ه و o ر 2ه اس 3
إذا رضيت علي بنو فشير لْعَمْران أَمجَبَنِى رضاه"
وقال الأعشى :
1ع هوامه رر 0# ر 2 : كمه م ى همع و سس ع (Nl
ولَعَمْرٌمَنْ جَعَل الشهورٌ علامة 2 فيهافبَيِّنَ نصفهَاوَكمَالهَا”
)4(/ ٠
ويروى: وهلالهًا)””'.
وقد حرص ابن عطية هنا في إيراده للشواهد أن يأتي بالصيغ التي
تضاف إليها لفظة ١لَعَمْر) في كلام العرب» فأورد منها الإضافة لكاف
المخاظب «لعمرك)» وبهذه الصيغة وردت فى القرآن مقصوداً بها
النبي بي وأورد منها إضافتها إلى ياء المتكلم «لَعَمْرِي»» وإضافتها إلى
(010)
(۲)
(۳)
60
000
(¥)
(A)
00
صذر بيت » وعجزه :
مم ماع هالو © الما سس ع
02030000٠0٠0 القدٌ تَطقّثُ بطلا علي الأقارع
60000000002 00060026666066660 إلى کر وفي الدنيًا كَرِيُم
انظر: الأمالي للقالي ۲/ ۲۸۷.
هو طرفة بن العبد. )٥( أنظر: ديوانه ۳۳.
هو الفَحَيْفُ العقيليٌ .
انظر: مجاز القرآن ؟/ 85 نوادر أبى زيد .١75
الرواية الثانية التى ذكرها ابن عطية هي رواية الديوان. انظر: ديوان الأعشى .۸١
المحرر الوجيز ۰
لفظة الأب الْعَمُرٌ أبِيكَ», وإضافتها إلى لفظ الجلالة الْعَمُرٌ الما
وإضافتها إلى الله دون لفظ الجلالة «لَعَمْرٌ مَنْ جَعَلَ الشهورٌ عَلامة»»
فتعدد الشواهد الشعرية لا يعنى التكرار الذي يَخلو من فائدة» بل اشتمل
كل شاهد على فائدة ليست فى الآخر.
0 قول ابن عطية عند تفسيره قوله تعالى:
راي الهو عير اخ لله وك تسرك المَسِيعٌ رك الج
[التوبة: 0]» مِنْ أن الم قد تسْتَعِيْرٌ البّنْوّةَ للمُناسبة والملازمة بين
الأشياء إدا لم یشکل ذلك على السامعء وكان مر النْسْل مستحيلا فى
حقها: «من ذلك قول عبد الملك بن مروان: «وقد زَيَنَتَمَا الحرت
وَرَبَنَّاهَاء فنحن بنوًا وهي أُمّنا) 0 يريد المُلازمة ومن ذلك قول
ام ي و (۲).
رو ره Sl of ل د ه 1 )۳(
ننو المَجُد لم تقعد بهم أمهّاتهم وآباؤّهم أبناء صِدْقٍ َأَنْجَبوا
ومن ذلك ابن تَعْش»» و#ابنُ مَاءِ السّبيل»» ونحو ذلك» ومنه قول
الشاعر :
والأرض تمتا وكانت تك 0
فقد مزج ابن عطية في | ستشهاده هنا بين شواهد الشعر» وكلام
العرب النثري الذي حفظ عنهم. دون التزام بترتي مطردء والبُئدّة فى
هذه الشواهد يقصدٌ بها الملازمةٌ للحرب» وللمّجِدء وللصدق؛ لان
)1( جزء من خطبته بعد قتل مصعب بن الزبير ودخول الكوفة. انظر: الأمالي للقالي 1/١ .
(۲( هو حُريتٌ بن مُحَفْض التميمي» > شاعر إسلامي من شعراء بني أمية. انظر: خرانة
الآدب 5/؟".
(۳) انظر: خزانة الأدب 5/5". () شطر من بيت لم أقف عليه.
(45) المحرر الوجيز .١55/8
| .بوم (لشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
* رابعاً: إيراد جزء من الشاهد الشعري :
الأصل فى الاستشهاد بالشاهد الشعري أن يكون بالبيت كاملا
ويشار إلى موضع الشاهد منه» وهذه هي الطريقة الغالبة في ذكر الشواهد
الشعرية» وأمثلتها كثيرة كما هي الأمثلة في صفحات هذه الرسالة» غير
أني أضرب مثالاً من قول الطبري وهو يفسر قوله تعالى: ##وَأَنرلْنا عَم
َلْمَنّ وَأَلصَلوَقُ4 [البقرة: 07]: «وقال بعضهم : امنا هو الذي يَسقظ على
الثمام والعشّرء وهو حلو كالعَسَلٍء ويا عَنَى الأعشى - ميمون بن قيس -
بقوله :
و أَطْعِمُوا المَنَّ والسَلْوَى مَكَاتَهُمُ ما أَبْصَرَ الاس طْمَاً يهم َج“ .
ومثله جميع المفسرين واللغويين» فهذا هو الأصل في الاستشهاد
بالشاهد الشعري أن يذكر بيت الشعر كاملا . غير أن المفسرين عند
إيرادهم للشواهد الشعرية قد يكتفون بإيراد موضع الشاهد من البيت دون
باقيه. وقد يكون موضع الشاهد شَطرَ بيتٍ أو أقل؛ اكتفاءً بدلالته على
المقصودء أو لشهرة الشاهد عند العلماء.
وهذه الطريقة في الاستشهاد بالشاهد الشعري مشتركة بين المفسرين
واللغويين والنحويين» وقد تتبعت كتب التفسير لمعرفة صور إيراد جزء من
بيت الشعر عند الاستشهاد بهء فكانت الصور الآتية:
١ إبراد شطر البيت:
كثيراً ما يكتفي المفسر في استشهاده بالشاهد الشعري بنصف
البيت» إما بصدر البيت» أو عجزه. فقد يكتفي المفسر بصدر البيت»
كما فعل القرطبى وهو يعدد اللغاتٍ فى اجبُريل) فقال: «الأولى:
ڄبريل» وهي لغة أهل الحجاز» قال حسان بن ثابت
.٩٤ _ ٩۳/٩ تفسير الطبري (شاكر) )۲( .۱٥۹ انظر: دیوانه )١(
منهج المفسرين في ايراد الشاهد الشعري
وجبُريل رَسُّولٌ اله فيا ° 0
وهذا صدر بيت لحسان من قصيدته الهمزية› وتمأمه:
5 رو إو ءاه و و نا ه © و “لس > (Dy
وجبريل رَسول اله فينا 2 وروح القدس ليس له كفاء
وقد يكتفي المفسر بعجز البيت كما اكتفى به الزمخشري في قوله :
«ولما كان من يتكلم بلسان غير لسانهم لا يفقهون كلامه. قالوا له:
أَعْجَم > وَأَعْجَمِيٌ شبهوه يمن لا ين يُفصِح ولا يبيْنْ» وقالوا لكل ذي
().
صوتٍ من البهائم والطيورٍ وغيرها : أَعْجَم > قال حميد
2 اکر چ
. ولا عربيا شاقه صَوتٌ اما eee
فذكر الزمخشري هنا عَجرّ البيت» واكتفى به لشهرته» والبيت
: بتمامه كما في الديوان» وهو يصف حمامة
َلَمْ أَرَمَحْرُوناً لَهُ مدل صّويِهًا 2 وَلاعَربيًا شاق صَوتُ اجا“
إبراد ما يزيد على الشطر: - ۲
أحياناً يكون موضع الشاهد في بيت الشعر يزيد على شطر البيت
بكلمة أو نحوهاء فيكتفي المفسر بهذا الجزء من بيت الشعرء ويهمل بقية
كلمات البيت» ومن أمثلة ذلك قول الطبري: «وقوله: لعل الْأَرآيك
م کن ای [o٦ والآرايك هي الج : لحِجَالُ” فيها السَرَرٌ والفُرّش»
ذلك بقول ذى ال
ع ع ع 0 كأنّمَا يبَاشِرن بالمعزاءِ مس الا ك2"
)١( الجامع لأحكام القرآن ۲/ ۳۲. (۲) انظر: دیوانه .٥۹
() هو حُمَيدٌ بن ثور الهلالي» شاعر مخضرم.
(:) الكشاف .۳۳٦/۳ (60) انظر: ديوانه ۲۷.
(5) الحِجَالُ جَمعٌ حَجَلَةٌ وهي بيت مثل القُبّة» يرين بالثياب والأسِرَّةٍ والستور. انظر:
لسان العرب / 4( حجل) .
(۷) تفسير الطبري (هجر) .450/١9
1ن (لشامر (الشعري في تفسير القرآن الكريم
فقد اكتمى بما يؤدي معنئ مستقلا » ويشتمل على موضع الشاهد من
البيت» فأورد عجز البيت وكلمة من صدره» وتَمام البيت:
خدوداً جَمَتْ في السَيْر حتى كأنّمَا يَسَاشِرنَ بالمعزاءِ مَس الآرائك'
؟ - إيراد جزء من شطر البيت:
قد يكون جزء من شطر البيت الشعري كافياً في الاستشهاد» قائماً
بمعناه» فربما اقتصر المفسر من البيت على هذا الجزء اليسير منه في
استشهاده» ومن أمثلة ذلك قول الطبري وهو يفسر قوله تعالى:
وتبا لم فى الْألواح4 [الأعراف: 145]: «وأدخلت الألف واللام في
«الألواح» بدلا من الإضافة» كما قال الشاع ”2 :
00000 والأخلامٌخَيْورُعَوازْبِ)"
وهذا الجزء الذي أورده الطبري هو جزء من عجز البيت» وتمام
البيت:
لهم شِْمَةُ َم يها الَغر برقم .من الاس والأحلام غير رازب
غير أنه قد اكتفى به لشهرة البيت عند العلماء من جهة»ء ولأدائه
للمعنى المراد من الاستشهاد من جهة أخرى.
ومن الأمثلة كذلك على اكتفاء المفسرين بجزء من شطر البيت
الشعري قول ابن عطية عند شرحه لمعنى الكتاب في اللغة: «وأمّا الكتاب
فهو مصدرٌ من ١كَتَبَ) إذا جَمّع» ومنه قيل: كَتِيبة؛ لاجتماعهاء ومنه قول
الشاع ”2 :
واكيبهابأانليار“
. انظر: ديوانه ۱۷۲۹/۳. (۲) هو النابغة الذبيانى فى معلقته )١(
..۱۳۰ انظر: ديواته )٤( .1١ 77/١7 تفسير الطبري (شاكر) )۳(
(0( هو سالم بن دارة. انظر : الومتاع والمؤانسة ۳/ 11¥.
(0) انظر: الفاضل للمبرد .6١
منهج المفسرين في إيراد الشاهد الشعري =۳
أي : اجمّعها)”'. فقل اکتفی بجزء من عجز البيت» وهو مو ضع
الشاهد فيه» وربّما يكو ذلك لاشتهار هذا البيت بين العلماء» وتَّمامُ
لاتَأَمَمَنَ كَرَارِبَاحَلَلْتَ به على نَلوصِك واكثُبْهًا بأسيَار"'
ومِمّن أكثر من الاقتصار على جزء من شطر البيت الزمخشري في
الكقشافى ومن أمثغلة ذلك قوله: ير أ إتراهيم ليلا
[النساء: ...]1١76 فإن قلت: ما موقع هذه الجملة؟ قلت: هي جملة
اعتراضيةٌ لا حل لها من الإعراب» كنحو ما يَجِيء في الشعر مِنْ
فائدتها تأكيدٌ وجوب اتباع ملته»". فالزمخشري قد اكتفى بذكر
موضع الشاهد» وهو جزء من شطر البيت الشعري» وهو يشير إلى جمُلةٍ
اعتراضيةٍ ترد كثيراً في أشعار الشعراء» ومن ذلك قول هند بنت
النعمان بن المنذر:
ما كنت أحسبٌ وَالحوادتُ جَمَةٌ أي أموتٌ ولم يَعُدني العوّداة)
وقول عَمْرَةَ بنتِ الحباب التغلبيَة :
ما كنت أحسّبٌ وَالحَوادِتُ جَمَّةَ أناعَبِيدٌالحَيّ ين عَسّان“
وقول القطامئ :
وإذا أصابَك والحوادث جَمَةَ حَدَثٌ حَداكَ الى أخيك الأوتى“
.550/١ المحرر الوجيز )١(
(0) وكيْبٌ الدَّابةِ هو الجَمعٌ بين طرفي جلدها بِحَلقةٍ أو سَيْرِ. انظر: الجامع لأحكام
القرآن »١087/١ الدر المصون »85/١ الفاضل للمبرّد .5١
(۳) الكشاف )٤( .059/١ انظر: الأغانى ه/ .١54
(0) انظر: شعر تغلب فى الجاهلية 577. ١
() انظر: ديوان القطامي ٠١۷ الأغاني 5؟/50.
وغيرها من أبيات الشعر» التى يذكر فيها الشعراء هذه الجملة
الاعتراضية”'' .
وقال الزمخشري كذلك مكتفياً بجزء من شاهد مشهور عند
النحويين: «فلما كان معنى: هروا مِنْهُ4 [البقرة: ۲4۹] في معنى: فلم
يطيعوه» حل عليه» كأَنّهُ قيل: فلم يطيعوه إلا قليل منهم» ونحوه قول
الفرزدق :
2.2000 لوْيَدَعُ | هِنالمَّالِإِلَامُسحِتٌ أَومُجَلُفُ
كأنه قال: لم يبق من المال إلا مُسْحِتٌ أو مُجَلْتْ)!" .
وهو قد اكتفى بعجز البيت» وجزء من صدرهء وتمام البيت:
عضن رَمَانِ يا ابنَ مروا لَمْ يَدَعْ من المَالِإِلَّامُسْحِتٌ أو مُجَلفُ7"
وهذا الشاهد من أشهر الشواهد النحوية التى دار حولها خلافٌ
أهلٍ الإعراب» فاكتفى بمّوضع الشاهد منه لشهرته. 1
- ومن الأمثلة كذلك عند الزمخشري قوله: «#قل رب السَّموْتِ
رض وما يتما إد كم مقن 409 [الشعراء: .]۲١ فإن قلت: كيف
قيل : #وما يتما على التثنية» والمرجوع إليه مجموع؟ قلتٌّ: أريد وما
بين الجنسين» فُعَلَ بالمضمر ما فَعَلَ بالظاهر مَنْ قال*':
000 فيالهيجاجمالين
فقد اكتفى الزمخشري بجزء من عجز البيت» وتمامه:
لأصبح القومٌ أوبَادَا كَلَّمْ َجَدُوا عند التفرُقٍِ في الْمَيْجَا جما“
)١( انظر: ديوان كثير عزة »١5٠ ديوان ابن الرومي ا ”ل 275/5 ۹ دیوان ابن
المقرب 27 2575 ديوان ابن حمدیس ۰۱۲٤ دیوان ابن حيوس ۰۲٦٤/۱ ديوان
الأبيوردي »575/١ ديوان الأخرس .٤٥١ 2.4١5
(۲) الكشاف .590/١ (۳) انظر: ديوانه ؟/557.
.01/9 /7 هو عمرو بن العداء الكلبي» كما في خزانة الأدب )٤(
(5) الكشاف ۳/ 877. (5) انظر: خزانة الأدب .٥۷۹/۷
منهج المفسرين في إيراد الشاهد الشعري
|
¢“
قلي
ف
|
؛ - إيراد جزء من صدر البيت وجزء من عجزه:
قد يكتفي المفسر بجزء من بيت الشعر» يشتمل على جزء من صدر
البيت» وجزء من عجز البيت» ويكون ذلك هو موضع الشاهد من البيت.
ومن ذلك قول الزمخشري عند تفسيره قوله تعالى: # کیت هری اه َر
كدروا بعد إيملنهم وشهدوا 93 اسول 4 [آل عمران: 85]: «فإن قلت :
علام عطف قوله : #وَسَّهِدُوَا4؟ قلت: فيه وجهان: أن يعطف على ما في
إيمانهم مِنْ معنى الفعل؛ لان معناه: بعد أن آمنواء كقوله تعالى:
صد وأ كن .. .€ [المنافقون: ]٠١ وقول الشاى (2:
....... لَيسُوا مُصلحينَ عشيرة ولا تاعب sss.
وتمام هذا البيت هو:
مَشَائِيعُ ليسوا مُضْلِحِينَ عَشِيرة ولا اعِب إلا بِبَيْنٍ غراٹ ۳
فقد حذف كلمة (مشائيم) من أول البيت» وللا بين غرابُها) من
اخره» واكتفى بموضع الشاهد منه وهو ما ذكره.
ومن الأمثلة كذلك قول الزمخشري: (لإلَقَدَ أَيُسَلْمَا نوكا [الأعراف:
0۹[ جواب قسم محذوف. فإن قلت : مَا لَهُم لا يكادون ينطقون بهذه
اللام إلا مع (قل)» وقَل عنهم نحو تحر قول :
حلفت لها بال نة قا لتاموا eens
قلت : إِنْمَا كان ذلك لأن الجملة القسمية لا تساق إلا تأكيداً
للجملة المقسم عليها. التي هي جوابها فكانت مَظِنَّةَ لِمَعنى التوقع. الذي
هو معنى (قد) عند استماع المخاطب كلمة القسم» .
)١( هو الأخوص الرياحي كما في الكتاب لسيبويه »١1550/١ وقيل للفرزدق كما في
الكتاب ۲۹/۳.
.78١/١ الكشاف )۲(
(9) انظر: الکتاب ١/560١9ء ۲۹/۳ الإنصاف .١57
.1١١- ۱۱۲/۲ الكشاف )٥( هو امرؤ القيس بن حجر. )٤(
> (الشاهر (الشعري في تفسير القرآن الكريم
فقد اكتفى الزمخشري بصدر البيت وكلمة من عجزه» وكمل موضع
الشاهد منه بهذاء وهو بيت شهير لامرئ القيس» وتمامه:
حلفت لها با حلم اجر لَنَامُوا قَمَاإِنِْنْحَديتٍ ولا صا
5 - إيراد جزء من بيت وما يرتبط به من بيت آخر:
ومن عناية المفسرين بالشاهد أنهم قد يوردون جزءاً من بيت
وججزءاً ين البيت التالي له؛ لِكُونِهِ موضعَ الشاهدٍء كما قال الطبري عند
تفسيره لقوله تعالى: لا حبر في ڪر ين نَجوَسِهُمْ إلا من مر بِصَدَكَةٍ أو
مَعروفي أو إصلج بت يرك ينج آلا [النساء: ]١١5 وهو يذكر حجة مَنْ ذهب
إلى أن (مَنْ) في الآية في موضع تُصب : : «وأمًا النَصِبٌ فَعَلى أن تجعل
«النّجوَى) فعلاً") فيكون نصباً ؛ لأنه حينئذٍ يكون استثناءً منقطعاً؛ لان
(مَنْ» خلاف «التجوى»), فيكون ذلك نظير قول الشاع 97" :
000 ومَابِالرَبِْعهِنٌأَحَد
إلا أواريّ لأباً ما أبَيّئها.. 0 الا
فقد اكتفى الطبري بموضع الشاهد من البيتين» وهو جزء من عجز
الأول» وصدر الثاني» وذلك لارتباطهما من حيث المعنىء» وتمام
البيتين :
چ جه يږ
ا 2 1 ماس 6 اس 2 عمس 37 ه 2
رَقفتٌ فيهًا أَمَ صَيلانَاً أُسَائِنُهًا يٽ جُوابًا وَمَا بالرَّبْع مِنْ أَحَدٍ
و
إلا الأواريّ لأباً ما أَُيّتّهَا والنْؤيُكالحوض بالمَظلومة الج
5 الاستشهاد يجزء من قصددة:
وهله الصورة نأدرة» وألحقتها بهذه المسألة تجوزاًء ونادراً ما يورد
المفسر عدداً من الأبيات من القصيدة الواحدة متتالية» وإن حصل ذلك
)١( انظر: ديوانه ۳۲. (۲) أي مصدراً.
(۳) هو النابغة الذبياني. (5) تفسير الطبري (شاكر) .۲٠۳/۹
)00( انظر : ديوانه 1£
منهج المفسرين في ايراد الشاهد الشعري |۷ |
فيكون الاستشهاد بها على الأسلوب من حيث النحو أو البلاغة لا على
الألفاظ. ومن ذلك استشهاد الطبري لأسلوب الالتفات في قوله تعالى :
الم كَلَمْ أك آله َم ملف لسوت وَلْأَرْضُ وَمَا لَحكُم ين دوب آله من وَل وآ
ضير 463 [البقرة: ]٠١7 بأبيات للكميت بن زيد» حيث قال الطبري:
«... وذلك من كلام العرب مستفيضٌ بينهم» فصيح أن يُخْرِجَ المتكلم
كلامّه على وجه الخطاب منه لبعض الناس» وهو قاصد به غَيْرّهِ وعلى وجه
الخطاب لواحدٍ وهو يقصد به جماعةً عَيرّه» أو جماعة والمخاطبٌ به
أحذهُم» وعلى هذا الخطاب للجماعة والمقصود به أحدهم من ذلك قول الله
جل ثناؤه: ااا الین أب لَه ولا طم الْكَفرنَ انیقی رک آله كات عليه
کیا 40 ثم قال: وت ما بُح لیت من ریک إت آله کان يما تَحَمَنُونَ
حبرا 409 [الأحزاب: ]۲-١ فرّجمٌ إلى خطاب الجماعة وقد ابتدأ الكلام
بخطاب النبي يي ونظير ذلك قول الكميت بن زيد في مدح رسول الله ية :
إلى السَّرَاجٍ المُيِيرٍ أَحُمدَلا يَعْبِلْيِيرَغبِةولارَمَبُ
عنةإلىغَيروولورَفَعَ الناسنْإليّ العيون وارتقبّوا
وتِبْلَ: أفرطت. بل قَصَدْتُ وَلَ و عَنَمَنِي القائلونَ أوتَلَبُوا
لح بتفضيلك اللسانٌ ولو أَكْيِرَ فيك الضَّجَاحٌ واللَّجَبُ
أت المُصَفَّي المَحْض المُهَدَبُ في النْسْبَةإِنْ صن ومک السب“
فأخرج كلامه على وجه الخطاب للنبي ييي وهو قاصد بذلك أهل
بيته فكني عن وصفهم ومدحهم بذكر النبي كله وعَتى بني أمية بالقائلين
المعَنْفيّن؛ لأنه معلوم أنه لا أحد يوصف بتعنيف مادح النبي ع
وتفضيله. ولا بإكثار الضجاج واللجب في إطناب القيل بفضله"''. وهذه
صورة قليلة الورود في كتب التفسير.
.١7١/6 الحيوان »١5/8/5 انظر: ديوانه )١(
85غ5. - ٤۸٥ /۲ تفسير الطبري (شاكر) )۲(
A الشامر (الشعري في تفسير القرآن الكريم
* خامسا: العناية بالروايات المختلفة للشاهد الشعرى :
قد يورد المفسرٌ رواية أخرى أو روايات للشاهد» وقد يكون هذا
الاختلاف في الرواية له مِسَاسْ بموضع الاستشهاد في الشاهد الشعري›
فينبه المفسر إلى ذلك. ومن ذلك قول الطبري: «وقيل: سوا علت؟- r
أدعوثموهم أمْ اسر صنو [الأعراف: 197] فعطف بقوله: « يوت »>
وهو اسمٌء على قوله: ##أدعوتموهة» وهو فعل ماض» ولم يقل: أ
صَمتم ) كما قال الشاعر:
سَوَاءٌ عليك التَفْرُأمْ بت ليل بهل القِبَابٍ مِنْ ثُمَيرٍ بن عار“
ړم غم غل 2 ,2 ١ #2 1 2 1
وقد بنتسد: أم انت بائت» .
وعلى الرواية الثانية لا شاهد فيه؛ ويسقط الاستدلال به لأن الدليل
الشاهد فقال أبو حيان: «وليس من عطف الاسم على الفعل» إنما هو
عطف الاسم على الفعل» بل من عطف الجملة الفعلية على الاسم
المقدر بالجملة الفعلية. إذ أصل التركيب: سواء عليك أنفرت أم بت
ليلة» فأوقع النفر موقع أنفرت)”"
وربّما لا يمس الاختلاف في الرواية موضع الشاهد» فيكون ذكر
الاختلاف من باب العلم فحَشب» ومن ذلك قول الطبري: «ويقال
للبخيل : حَصور وخصر؛ لمنعه ما لديه من المال عن أهل الحاحة.
وحبسه إياه عن النفقة» كما قال الأخطل :
)١( لم أهتد إلى معرفته» وأصل الرواية في المخطوطة: «سواء عليك الفقر. .». وصوبها
محمود شاكر من معاني القرآن للفراء ٤0١٠/١ وقال بأنها خطأ محض» في حين فسر
البيت بها في الدر المصون ©/07”8.
(۲) تفسير الطبري (شاكر) ۳۲۰/۱۳ ۔ ۳۲۱.
(۳) البحر المحيط ٤۳۹/٤ الدر المصون 0"8/60.
وشارب مرْبح بالكأس نَادَمَنِي لا بالحصور ولا فيها بسو ا
ويروى : بسار . ا وهذا الوجه من الرواية لا علاقة له بموضع
الشاهد في البيت» وهو أن الحصور يأتى بمعنى البخيل» وإِنَّما ذكره
الطبري ليعلم القارئ أن هناك رواية أخرى لهذا البيت.
وقال الطبري أيضاً : «و«العَبّى» جَمع «غاز»» جيم على «فعل»»
كما يُجِمعٌ «شاهد» على «شهد) و«قائل» على فول وقد ينسَّدَ بيت
رؤبة :
فاليوم قذنهتهني تتهُنهىي وول حلم ليس بالمُسَفه
وقوّل: إلا د فل ق
وينشد أيضاً :
وقولهم: إلا دو فلا 005
وهو على الرواية الثانية ليس فيه شاهد على المقصود» وهو
أن (قائل) يُجمعٌ على (قُوَلِ)2 فيكون الاستشهاد بالرواية الأولى
الإشارة إلى ذلك. ومن ذلك قول ابن عطية: «وقوله: 7 تَفعلوا #
[البقرة : 14] نَصَبَتْ لن ومن العرب مَنْ تجزم بهاء ذكره أبو عبيدة 7
ومنه بيت النابغة على بعض الروايات :
.604/١5 انظر: ديوانه ۲۰. (۲) تفسير الطبري (هجر) )١(
.١55 انظر: ديوانه )۳(
(4:) تفسير الطبري (شاكر) /ا/ 77 ۳۳۳.
.۲۷۲ الجنى الداني ٠٠۹/۴ انظر: مغني اللبيب )١(
الشاهر (الشعري في تفسير القرآن الكريم
اع ب
0 ن أَعَوْض أَبْيْتَ اللَعنَ الم .
مه إلى أن للبيت روايات أخرى يعرفهاء غير أنه اختارَ هذه
الرواية لا د بها على أن «الن» قد تجزم الفعل المضارع أيضاً .
- وربّما يذكر المفسر الشاهد الشعري بروايتين مختلفتين» في
موضعين من التفسير دون الاشارة إلى هذا الاختلاف فى الرواية» ودون
أن يكون لهذا الاختلاف أثر في موضع الاستشهاد من ن البيت. ومن ذلك
قول الطبري عند تفسيره لقوله تعالى: #حَيََ دا سيكس الرسل ونوا ممم
قد ڪذ وا [يوسف: :]٠٠١ «وقالَ آخرون مِمّن قرأ قوله: كبوا بض
الكافي وتشديدٍ الذال: معنى ذلك : حتى إِذَا استيا الرسل مِنْ قويهم اَن
يۇمنوا بهم ويُصدّقُوهم, 5 الرسل بمعنى: واستيقنت اتهم قد كَذْبَهِم
أَمَمُْهُم جَاءتِ الرسل نَضْرَ . وقالوا: «الظنْ» في هذا بمعنى: العلم.
من قول الشاعر:
مَظُنْوا بألمي فارس متلبُب سَرَانَهُمُ في الفارسي المَسَرَو»" .
مع أنه قد سبق أن استشهد بهذا البيت على المعنى نفسه» برواية
أخرى فقال: إن العرب قد تسمي اليقين ظناًء والشك ظناً. ... ويا
يدل على أنه يسمى به اليقين» قول دريد بن الصمة:
فقلث لَهُم: ظُنوا بألقي مُدَجْجٍ سَرَاتَهُمْ في المَارسيّ | لمو
)١( وصدر البيت:
هذا الثناء فإن تسمع بنه حسناً 0
وقوله: أبيت اللعن» تحية كانوا يحيون بها الملوك معناها أبيت أن تأتي من الأمور ما
تلعن عليه وتذم. والصفد: العطاء. انظر: شرح الديوان للبطليوسي ۲۷ء والجامع
لأحكام القرآن .5١١/١
(۲) المحرر الوجيز .١505/١
(۳) تفسير الطبري (شاكر) 708/١5 ۳۰۹.
.١4 انظر: ديوانه لا5» والأصمعيات 77, والأضداد لابن الأنباري )٤(
منهج المفسرين في إيراد الشاهد الشعري الام
يعنى بذلك : تيقنوا ألفى مدجج تأتيكم)”''.
فالطبري لم ينسب الشاهد لقائله في الموضع الأول» ونسبه له في
ورود «الظنٌ» فى لغة العرب بمعنى اليقين.
رم
* سادساً: فل الشاهد الشعرى عن المتقدمين :
المفسرون يتعرضون لأقوال العلماء السابقين من المفسرين
المستشهد بهاء وربما جرى خلااف حول فهم هذه الشواهد» أو
توجيهها .
- ومن أمثلة ذلك قول الطبري عند حديثه عن القراءات فى كلمة:
لدت في قوله تعالى: #إإِذْ شيش ريم َسْتَبَابَ لَحكُم آي
ميدكم بالف ين الْمليكة دف 409 [الأنفال: 4]: «واختلت أهل العلم
بكلام العرب في معنى ذلك إذا فرئ بفتح الدَّالٍ أو پگسرهًا. فقال بعض
البصريين والكوفيين: معنى ذلك إذا قرئ بالكسرء أن الملائكة جاءت
بتبع بعضهم بعضاء على لغة من قال: «أردفته». وقالوا: العَربُ تقول :
«أردفتة) واردفته)» بمُعنى : (تَِعْتهُ) و(أَبْيَعْتةا واستشهد لصحة قولهم ذلك
بمَا قال الشاع :
إا الجَوْرَاء أرْدَفث الثَّرََا ظَتَنْتٌ بال أاطمة الظنوت“
قالوا: فقال الشاعر: (أَرُدَنَفْلق َإِنَّمَا أراد (رَدِفْتْ»)» جاءت بعدها
لان الجوزاء تجىءٌ بعد الثريا»“.
(۱) تفسير الطبري (شاكر) ۱۷/۲ -18. (؟) هو حَزِيْمَة بن ته الفُضاعٌ .
(۳) انظر: المعارف لابن قتيبة 251١17 الأغاني 28/١7 سمط اللآلي .٠٠١
(6) تفسير الطبري (شاكر) .5١5 5١5/١
VY للشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
فقد نقل أقوالَ مَنْ وَجََهَ قراءة الفتح» ونقل الشاهد الشعري الذي
استشهدوا به. ووجه الاستشهاد. وقد رجح الطبرئ قراءة الكسرء وقال:
«والصواب من القراءة في ذلك عندي قراءة من قرأ بالف : ن اميك
وفيت * بكسر الدَّالٍ؛ لإجماع أهل التأويل على ما ذكرت من
)1(
تأويلهم»
- ومن الأمثلة كذلك قول الطبري: «فإن قال قائل: وكيف قيل
لهم: لفل قل ملو ابيا أله من فل [البقرة: ]4١ فابتدأ الخبر على
لفظ المستقبل» ثم أخبر أنه قد مضى؟ قيل : إن أهل العربية مختلفون في
تأويل ذلك .
فقال بعض البصريين”'*: معنى ذلك: فلم قتلتم أنبياء الله من قبل
كما قال جل ثناؤه: #واتبعوا م ما لوا لسَّمَطِينُ * [البقرة: ؟١٠] أي : ما
تد أمُرٌ على ل و ع د و اد 7 ٤
لقذأمرٌ على اللئيم يَسبنِي فمضيث عنه» وقلٽ: لا يعنيني/*
يريد بقوله: «ولقد أَمْدّ ولقد مَررتٌ» واستدلٌ على أن ذلك
كذلك» بقوله: «فمضيت عنه)» ولم يقل : فأمضى عنه. . وزعم أن «فَعَل)
وايَفْعَل) قد تشترك في معنى واحدء واستشهد على ذلك بقول الشاع”*' :
/١ معاني القرآن للفراء ٠۲٤١/١ وانظر: مجاز القرآن »5١77/١ المصدر السابق )١(
. 0
(۲) هو الأخفش الأوسطء كما في معاني القرآن له .١56 ١55/١
(۳) هو شمر بن عمرو الحنفي كما في الأصمعيات ١٠ء ولعميرة بن جابر الحنفي كما
في حماسة البحتري ١١۱۷ء ولرجل من بني سلول كما في الكتاب 275/7 وبلا نسبة
في الصاحبي 7514.
(4:) انظر: الكتاب لسيبويه 2714/7 الخصائص"8/ ٠١ والمصادر في الحاشية السابقة.
ره هو الطرماح بن حكيم الطائي .
منهج المفسرين في إيراد الشاهد الشعري 1 سياس
وإني لآنيكم تَشُكرَ مَامضى من الأمْرِ واستيجَابٍ ما كان في عر
يعني بذلك: ما يكون في عَدِ. وبقول الحطيئة:
شَهِدَ الحُطيئَة یوم يلقى ربّه أن الوليد أحن بالعُذر
يعني : يَشْهَدٌ. وكما قال الآ"
قْمَاأَضْحِي ولا أمسيتُ ث إلا أرَانِي نكم في كوَّنَازِ©)
فقال: «أضحىكء تم قال: «ولا أمسيثُ)2 .
وهذه الشواهد منقولة. نقلها الطبري عن المتقدمين أو المعاصرين
من العلماءء مقرو بيه ببيان و الشاهد منها.
چ کے ب2
تاک فخورا» [النساء: 5"]: «... .يقال: حال الرجك 18 تول
إذا تَكبرَّ وأعْجبَ بنفسهء وأنشد الطبري ٠
فَإِنْ كنت سَيَدَنَاسُدْتَنَا ون كنت لِلخَالٍ قاذمب فحز“ .
فقد صرح ابن عطية هنا بأنه نقل الشاهد عن الطبري» والشاهد
مذكور في تفسير الطبري عند تفسيره لهذه الآية» وكثيراً ما ينقل ابن عطية
الشواهد الشعرية عن الطبري مع الإشارة إلى ذلك» أو عدم الإشارة في
)١( انظر: ديوانه ١١ فى المنسوب له من الشعر.
(؟) انظر: ديوانه 1( (۳( لم أعرفه.
62 انظر : الصاحبي ٤ لسان العرب ١88/١5 (كوف). يقولون: وقعنا في كُوفان
وران أي : عناء ومشقة. كأنهم اشتقوا ذلك من الرَمْلٍ المتكوّف؛ أن المشي فيه
يعنى . انظر: مقاييس اللغة .٠٤١ /١
)0( تفسير الطبري (شاکر) ۲/ ٣٣١ ۔ ١هل.
(5) انظر: تهذيب اللغة ۷/ ١٦٥٠ء الصحاح 6 (خيل).
(۷) انظر: تفسير الطبري (شاكر) e4 (هجر) ۷ °
(8) البيت لرجل من عبد القيس اسمه أنس بن مساحق العبدي. انظر: مجاز القرآن /١
1¥ الصحاح :/ ۱14۹۲ (خيل) .
(9) المحرر الوجيز .١١7/5
VE الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
بعض الأحيان”'' .
والأمثلة كثيرة على نقل المفسرين للشواهد الشعرية عن غيرهم من
العلماء مفسرين ولغويين وغيرهم" وقد كان لذلك التعاقب على إيراد
الشواهد الشعرية. وإعمال الذهن فى فهمهاء واستنباط الشواهد منها
فاتدة كبيرة فى إغناء كتب التفسيرء وقد كان هناك خلافات وتعقبات كثيرة
للمتأخرين منهم على فهم المتقدمين للشواهد الشعرية» وسيأتي تفصيل
* سابعاً: عدم تكرار الشواهد الشعرية:
يحرص المفسرون على عدم التكرار في المسائل تي ئو فإذا
القارئ عليه رغبةٌ في الإيجاز وعدم تسويد الورق بالاعادق , ومن ذلك
المسائل التي اشتمل بحثهم لها على استشهادهم بشواهد الشعرء فيُحِيلونَ
في المواضع اللا حقة حقة إلى المواضع السابقة بقة بمَا يدل على أنه قد مَرَّ كذا
بشواهده. كما إنهم يوؤجلون بحسث المسائل التي سيأتي موضعها الأليق
ببحثهاء ومن ذلك قول القرطبي في كثير من المواضع من تفسيره:
وستأتي في موضع كذا . والطبري مِمِّن يُكثرٌ ذكرٌ مثل هذه العبارات في
تفسیره› ومن ذلك قوله: «وقد بنا معنى «الْمَحَمَصَةا راه المجاعة
بشواهدو. . > في موضع غير هذاء فَأَعْنّى عن إعادته ههنا)7؟) . وكان قد
.55/0 انظر: المحرر الوجيز )١(
(؟) انظر: الجامع لأحكام القرآن 15/0 ۲۱ء ۲۲ء 15.
(۳) انظر: الجامع لأحكام القرآن 4//ا1. .۸٤ 248٠
(6) تفسير الطبري (شاكر) .555/١5
(5) انظر: المصدر السابق ٥۳۲/٩۹ - 6779,
منهج المفسرين في إيراد الشاهد الشعري | Yo | أ
بشواهد من الشعرهء وذكر وجه الاستشهاد في کل شاهد» فآثر في
الموضع الثاني الإحالة لهذا الموضعء رغبة في عدم التكرار» والإثقال
على القارئ.
ومثل ذلك قوله أيضاً: «وقد بيا معنى «الكافة» بشواهده» وأقوال
أهل التأويل فيه» فأعْتى عن إعادته في هذا الموضع». وقوله أيضاً
وهو يتحدث عن معنى الحصير» وأَنَه يأتي على وزن فَعِيْلٍ من الحصر
الذي هو الحَبّسٌ: «وقد بينت ذلك بشواهده فى سورة البقرة» . وقوله:
«ومعنى الحكيم في هذا الموضع المخكم. صرف مفعل إلى فَعَيل » كما
قيل: طعَدَابٌ اليل [البقرة: ]٠١ بمَعنى: مُؤْلِم» وكما قال الشاعر :
أَمِنْ رَيْحَانةَ الدّاعي السَّمية”"
وقد بِيّنّا ذلك في غير موضع من الكتاب»“. وقوله كذلك: «وقد
بينا فيما مضى أن النّدّ العدْلُ» بما يدل على ذلك من الشواهد» فكرهنا
إعادته»””». وكل هذه العبارات تبين عن منهجه في أنه يحرص ألا يكرر
ما سبق من الشواهد الشعرية إلا بقدر الحاجة» وأما الأصل فهو أن يحيل
إلى ما سبق بِيّانةُ بشواهده'''. وكثيراً ما يورد الطبري عبارة: «ونظائر
ذلك في كلام العرب أكثر من أن تحصى»" . وعبارة: «والشواهد على
ذلك من أشعار العرب وكلامها أكثر من أن تحصى» وفيما ذكرناه
كفاية لمن وفق لفهمه إن شاء الله تعالى». وقوله بعد أن يورد عدداً من
.0560 7/١5 تفسير الطبري (شاكر) )١(
(؟) تفسير الطبري (هجر) ٥٠۹/٠١ وقد تقدم في تفسير سورة البقرة 847/7 وما بعدها
من طبعة (هجر).
(۳( تقدم تخريجه . )٤( تفسير الطبري (شاكر) .١7/١6
)٥( المصدر السابق ۲۷۹/۳ وانظر ۳٦۸/١ من طبعة (شاكر).
AIIA IIT عمل AEA AIIA AI CYA انظر: تفسير الطبري (شاكر) 23
., "97/8١5: الاك ۷۱
(۷) تفسير الطبري (شاكر) 7/7 .١67 (۸) المصدر السابق .١5١/١
1 الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
الشواهد الشعرية: «وذلك كثير في كلام العرب وأشعارها»”''.
هذا هو الأصل ففي منهج الطبري في عدم تكرار الشواهد الشعرية»
غير أنه ربّما كرر في بعض المواضع» مع إشارته إلى شواهده السابقة»
ومن ذلك قوله: «يعني جل ثناؤه بقوله: ود تَأَذّرَ* [الأعراف: 137]
واذكر يا محمد إذ أَذِنَ ربك وأَعْلَّمَء وهو تَمَعُلّ من الإيْذَانِ» كما قال
الأعشى ميمون بن قيس :
ِن اليوم جيْرَتِي بِحُفُوفٍ صَرمُواحَبْلَ آلف مَألوف"
يعني بقوله: «أَذْنَ أعلم. وقد بِيِّئَا ذلك بشواهده في غير هذا
الموضع» ". وعند مراجعة المواضع السابقة يتبين لك أنه قد ذكر معاني
الإذذء غير أنه لم يكرر الشاهد الشعري السابق» وإنما أورد شاهداً
جديدا .
ومثل الطبري في هذا المنهج بقية المفسرين كالقرطبي حيث قال:
«والإسراف في اللغة الإفراط وممجاوزة الحد» وقد تقدم في آل
عمران» . وقال أيضاً : «وقال القفال: يحتمل أنه كان أبيح لهم من
الشراب ما يحرك الطبع إلى السخاء والشجاعة والحمية» قلت: وهذا
المعنى 0 وقد قال حسان:
نَشْرَبْهَا؟ فَمَبْرْكُنَا موئ“
وقد أشبعنا هذا ١ ال في البقرة» .
.١586 المصدر السابق ۲۷۹/۱۳. (۲) انظر: ديوانه )١(
.5594/7 وانظر: »7١ 5/١ تفسير الطبري (شاكر) )۳(
6٠ /5 الجامع لأحكام القرآن )٤(
صدر بیت» وعجزه: )60(
وأسداًماينهتهنا اللقاء eens
انظر: ديوانه ۲
(5) الجامع لأحكام القرآن 25١/5 للمزيد انظر: القرطبي 2.78/6 ۴٤/۰٩ 87/0.
منهج المشسرين فى ايراد شاه التعري _- م اللا
* ثامنا: مراعاة السياق فى إيراد الشاهد الشعرى
مراعاة السِّيّاقٍ العام للآيات عند تناول معانيها وتفسيرها أمرٌ لا بد
بين أقوالٍ شتّى ذكرها المفسرون» ومن منهج المفسرين السديد مراعاة
سياق الآيات عند الاستشهاد بالشواهد الشعرية» وذلك بان تكونّ مناسبةً
للسياق الذي وردت فيه اللفظة في الآية. فيُستشهدٌ في كل موضع ترد فيه
اللفظة القرآنية للمعانى المناسبة للسياق التى تدل عليها هذه اللفظةء ولا
سيما إذا كانت اللفظة من باب المشترك اللفظى الذي يحمل دلالات
متعددة » لا تتضح إلا من خلال سياق الكلام .
- ومن أمثلة ذلك قول الطبري وهو يفسر معنى الظلم: «وأصل
للم في كلام العرب»ء وضع م الشيء في غير موضعه' 0 ومنه قول نابغة
بنى ذبيات :
إلا اوري لأسِأمَا أبيَئها واويكَالحَوض بِالمَظْلُومةٍ الحلا"
فجعل الأرض مظلومة؛ لأن الذي حفر فيها النؤي حفر في غير
موضع الحَفرء > فجعلها مَظلومة؛ وضع الحفرةٍ ةِ منها في غير موضعها.
ومن ذلك قول ابن قُميئة في صفة غَيْثِ:
ظَلَّمَ البطّاحَ بها انهلال حَريصةٍ و
ا
وظلمه ياه مَجیئه في عير وانه» وانصبابه في غير مَصبَهِ. . . وقد
يتفرع الظلم من معان يطول بإحصائها الكتابٌء وسنبينها في أماكيهًا إذا
)01 لو قيد هذا بكونه على وجه التعدي لكان أدل على المعنى, إذ قد يوضع الشيء في
غير موضعه جهلاً أو نحوه فلا يسمى ظلماً . ولذلك قال ابن فارس فيه بعد أن ذكر أنه
أصلان: «والآخر وضع الشيء في غير موضعه تعديا». انظر: مقايبس اللغة / .40/١
(۲) تقدم تخريجه.
(۳) انظر: ديوانه /ا١7» ونسب للحادرة كما في ديوانه ٨۸ ولعل كونه للحادرة أصح .
أتينا عليها إن شاء الله تعالى» وأصل ذلك كله ما وصفنا من وضع الشيء
في غير موضعه)"'' .
ثم أخذ الطبري في كل المواضع التي ورد فيها ذِكْرٌ الظلم يمُعنى :
وضع الشيء في غير موضعه يُحيل فيه إلى هذا الموضع بقوله: «وقد دللنا
فيما مضى على معنى «الظلم» وأصله بشواهدو الدالة على معناه» فكرهنا
إعادته في هذا الموضع»'.
حتى إذا جاء إلى معنى جديدٍ من معاني الظلم وهو «النقض»» في
قوله تعالى: # كتا الت عات أكها وَلَرْ تظار ينه سَيكَا* [الكهف: «م]
تال : «يقول: ولم تَنْقّص ين الكل شيئاًء بل آنت ذلك تاماً كاملاً» ومنه
قولهم : ظَلَمَ فلان فلاناً حَقَّه إذا بَحْسَه ونَقَصَهَء كما قال الشاعة9” :
تَظَلَّمَنِي ما لي كَذَا وَلَوَى يَدِي 2 لَوَى يده الل الذي هُوَ غَالبُهك09.
فراعى الطبري سياق الآيات» والمعاني التي تفهم بناءً على
السياق» وأورد الشاهد الشعري المناسبّ لِمَعنى اللفظةٍ في سياق الأيات
التي يفسرهاء فعندما ورد الظلم في الآية بمعنى وضع الشيء في غير
موضعه أورد من الشواهد الشعرية ما يشهد لهذا المعنى في لغة العرب»
وكلما وردت آية» وذكرٌ فيها الظلم بمعنى وضع الشيء في غير موضعه
أحال إلى الموضع الأول الذي مسر فيه معنى الظلم بشواهده من الشعرء
فلما وردت كلمة الظلم بمعنى النقص» أورد لها من الشواهد الشعرية ما
بدل على ورود الظلم في لغة العرب بمعنى النفْصِء وهذا من مراعاة
السياق في التفسير والاستشهاد بالشواهد المناسبة للسياق من الشعر.
.٥۲۳/۱ تفسير الطبري (شاكر) )١(
(۲) تفسير الطبري (شاكر) 2684/54 2384/6 .٤۳۷
(9) هو أبو منازل فرعان بن الأعرف.
(5) انظر: عيون الأخبار ۳/ ۰۸۷ لسان العرب ۲/ ۲۹۳ (جعد)ء شرح ديوان الحماسة "/ .٠٤٤١
)٥( تفسير الطبري (هجر) .108/١6
منهج المفسرين فى إيراد الشاهد الشعري ۳7۹
- ومن الأمثلة كذلك على مراعاة المفسرين للسياق عند إيرادهم
للشاهد الشعري قول الطبري: «إن العرب قد تسمي اليقينَ ظناًء والشك
ظناً نظير تسميتهم الظلمة سُدْفَةَء والضياء سدفةًء والمغيثٌ صارخاً
والمستغيث صارخاًء وما أشبه ذلك من الأسماء التي تسى بها الشيء
ضده. ومما يدل على أنه يُسمّى به اليقينٌ» قول دُرِيدٍ بن الصَّعَة : 1
نقلث کا ظنوا بألقي مُدَجَحَ سَرَاتَهُمُ في المَارسىّ المُسَرو
يعني بذلك: تيقنوا ألفي مدجج تأتيكم . وقول عميرة بن طارق :
بأ تغتروا قَومِي وأَقْعْدٌ فيكم وأَجْعَل مني الظنَّ غَيباً مرج“
يعني : وأجعل مني اليقينَ عيبا مُرِجمًا. والشواهد من أشعار العرب
وكلامها على أن الظنَّ في معنى اليقين أكثرٌ ِن أن تُحصى» وفيما ذكرنا
لمن وُفْقَ لفهمه كفاية»”".
ثم أحال في موضع لاحت ورد فيه ذكر الظنٌ فقال: وقد أتينا على
البيان عن وجوه الظنْ› وان أحد معانيه العلم اليقينْ» يما يدل على صحة
ذلك فيما مضى» فكرهنا إعادته»“ .
وفي المواضع التي يأتي فيها الظن بمّعنى الشكٌ لم يورد شواهد
من الشعر لأنه يرى أن شواهده من الشعر لا تحصى» حيث يقول: «فأمًا
الظنُ بمَعنى الشك. فأكثرٌ مِنْ أن تُحصى شراهده». وقال في موضع
آخر: «والظنٌ في هذا الموضع الشك)”“.
فهو قد استشهد لمعنى الظن إذا ورد بمعنى اليقين وأحال في
المواضع التالية إلى الموضع الأول الذي فسر فيه هذه اللفظة» فلما جاء
.١5 والأصمعيات 7”ء والأضداد لابن الأنباري ٠٤١ انظر: ديوانه )١(
(۲) انظر: شرح نقائض جرير والفرزدق »٠١١/١ والأضداد لابن الأنباري .١5
(۳) تفسير الطبري (شاكر) ۲/ ۱۷ - ۱۸. )٤( المصدر السابق .٠۲ /١
(5) المصدر السابق ۲/ .۲٠٣١
=[ الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
الظن بمعنى الشك لم يورد عليه شاهداً من الشعر لشهرته بهذا المعنى,
وقناعته بأن ورود الظن بمعنى الشك أشهر وأظهر من أن يستشهد عليه
0 من الشعر. وفعل الطبري هذا دليل على استحضاره ومراعاته
لدقيقة قيقة للسيق العام للألفاظ القرآنية» ومراعاة ذلك بدقة فى الاستشهاد
- ومن الأمثلة كذلك على مرا" المفسرين لسياق الآيات في إيراد
يأتي لعذة معان منها: ا اومن أحاء اللفظة الدين : الجزاءء فمن ه
ذلك قول الفِندِ الرّمّاني :
ولم يبق وى العُدوان ونامٴكمادائوا"
أي: جازيناهم . ومنه قول كعب بن جعيل :
إِدَامَارَمَونَارَمِينَاهُمْ ولاهم مل مابُفرضوت"
1 . (0)/
واعلَّمْ بَةٍ بَقِيِمَاً أنَ مُلكك رَائِل واعلّمُْ بأَنَّ كما تَدِينُ نَدَانُ».
ثم عقَّبَ عثَّبٌّ ابن عطية على هذه الشواهد فقأل: «وهذا النحو من
المعنى هو الذي يصلح لتفسير قوله تعالى: #مديكِ يوم اللاتف ©4
[الفاتحة: ]٤ أي : يوم الجزاء على الأعمال والحساب بها . وهذا من
الاحتكام لِسِيَّاقٍ الآيات في اختيار المعنى المناسب في تفسير الآية
الكريمة» وإيراد الشواهد الشعرية المناسبة للدلالة على هذا المعنى
.٠٠ /١ شرح الحماسة للمرزوقي ٠٠١ انظر: تأويل مشكل القرآن )١(
(0) انظر: تفسير الطبري (شاكر) .16/١
(۳) هو ابن نفيل يزيد بن الصعق الكلابي كما في مجاز القرآن 27/١ الكامل 2575/١
وقيل لجده خويلد بن نوفل الكلابي قاله للحارث بن أبي شور الغساني. انظر: لسان
العرب 55١/5 (دين).
(6) المحرر الوجيز .۷۳/١ (©) المحرر الوجيز .۷۳/١
منهج المفسرين في إيراد الشاهد الشعري
بعينه”. والأمثلة على مراعاة السياق في الاستشهاد بالشاهد الشعري
کشر" .
هذه هي المناهج والطرق التي سار عليها المفسرون في كتب
التفسير في عرضهم وإيرادهم للشاهد الشعري» وأرجو أن لا يكون قد
فاتني من هذه المناهج والطرق شيء ذو بال.
2 f 3
)١( انظر: تفسير الطبري (شاكر) ”/549. #/ ١54/١4 51/١ تفسير الراغب الأصفهانى
فيض > Y1
(؟) انظر: تفسير الطبري (شاكر) 5/ .50٠ ۲۹۸/۸ المحرر الوجيز ۰۸۸/۲ ۷۸/٦ ۔ 9/.
جه یح و
المبحث الثانى
م
مدى اعتماد المفسرين على الشاهد الشعري ف التفسير
وطريقتهم في عرضها عند الاستشهاد بها في التفسير» يصل البحث
إلى مكانة الشاهد الشعري بين غيره من الشواهد عند المفسرين» وهل
اعتمد المفسرون اعتماداً كلياً على الشاهد الشعري في التفسير؟ أم أن
ذلك لم يكن إلا اعتضاداً به مع غيره من الشواهد؟ وإن كان
وكيف يمكن معرفة مقدار هذا الاعتماد؟ هذا ما سوف أعرض له في
هذا المبحث .
أولاً: اعتماد المفسرين على الشاهد الشعري :
أهمية الشاهد:
روي عن الإمام مالك أنه قال: (لا أوتى برجل غير عالم بلغات
العَرّب يفسرٌ كتابَ الله إلا جعلثه تكالاً»' وأخرج البيهقي في شعب
الإيمان عن أبي الزناد عن أبيه قال: «ما تزندقٌ مَنْ تزندق بالمشرق إلا
جهلاً بكلام العرب»”". ولذلك جعل المصنفون في شروط المفسر وآدابه
اللغةً العربيةً ومعرفتها شَرطاً من شروط المفسر؛ لأن القرآن نزل بلغة
العرب» ونص على ذلك عدد من العلماء”"» وقد عني بذلك المفسرون
.٠١/١ الفرائد الجديدة للسيوطي )۲( .١15١ /١ البرهان في علوم القرآن )١(
.٠٠١ /١ انظر: البرهان في علوم القرآن )۳(
مدى اعتماد المفسرين على الشاهد الشعري في التفسير 1 AY
فى كتب التفسير. ويدخل في المعرفة بلغة العرب معرفة شواهدمًا من
الشعر الذي اعتمد عليه العلماء في تقعيد القواعد» وشرح الغريب من
فقال: «أفرأيت من وعده الله على عمله عقاباً يخلف وعله فيه؟ فقال أبو
عمرو . امن العجمة اتيت أا عثمان؟ إن الوعد غير الوعيد. . . والله َك
إذا وَعَد وى وإذ أوعد 4 1 يفال كاذ ذلك گرم وتفضلاً الم
قال: نعم» أما سَمعتَ قول الا 3
ولا يهب هَبُ ابن العم ما عشت صولتي ولا أَخْتَفِى مِنْ صَوَلَةٍ المتهدد
ظ )۳( )6(
(
وإنْي ون أَوَمَدثه أووَمَدة لمُخْلِفُ ٳيعادي» ومنجز مَوعدي
فأرجعٌ أبو عمرو بن العلاء عَدَمَ فهم عمرو بن عُبِيدٍ إلى جَهلهِ بلغةٍ
العرب وعجمته» ولم يكن أبو عمرو بن العلاء يجيب جوابا إلا ويقرنه
بحجةٍ وشاهدٍ من الشعرء كما قال الأصمعي : «سألت أبا عمرو عن آلف
مسألةء فأجابني فيها بألفٍ حُجّةِ)0©. ومن ذلك قول الأصمعي : ااسألت
أبا عمرو عن قوله تبارك وتعالى: #هََرَّرْنَا» [يس: ]١4 مُثِقَّلةَ فقال:
شددنا» وأنشد:
جر ي سر
اج إذا ضَمَرَتْ تَعَرَنَ لْحَمُهًا وإذاانَشَّدٌ بيْسْيِها لا تبس ۶
)١( هو أبو عثمان» عمرو بن عبيد التيمي بالولاء» ولد عام ١۸ه» ونشأ بالبصرة» وهو
من أول من قال بقول المعتزلة مع واصل بن عطاء» مات سنة ٤٤٠ه. انظر: وفيات
الأعيان ۳/ ٠٤٦١ سير أعلام النبلاء 5/5 .٠١
(؟) هو عامر بن الطفيل. (۳) انظر: دیوانه 08.
(5) إنباه الرواة 1۳۹/٤ إعراب القراءات السبع وعللها لابن خالويه ,»55/١ طبقات
النحويين واللغويين ۰۳۹ تاريخ بغداد .٠۷١١ /١7
.١ /5 إنباه الرواة )٥(
(5) البيت للمتلمس الضبعى» انظر : ديوانه .18٠
(۷) أخبار النحويين البصريين 55.
ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية: «فمعرفة العربية التي خوطبنا بها
مما يعين على أن نفقه مراد الله ورسوله كيه بكلامه» وكذلك معرفة دلالة
الألفاظ على المعانيء فإن عامة ضلال أهل البدع كان بهذا السبب»
فإنهم صاروا يحملون كلام الله ورسوله ییو على ما يدعون أنه دال عليه.
ولا يكون الأمر كذلك”'' .
والشاهد له أهمية في جميع شؤون الحياة لأن الله رتب على
الشاهدٍ الأحكامٌَ الشرعية كما في آية المداينة”"'. وآيات اللعان"".
وكذلك النبي بيه كما في إثبات دخول شهر رمضان ونحوه“ . وأصبح
من يأتي بالشاهد خارجا عن المؤاخذة» يثق الناس بعلمه كما قال
الجاحظ: «ونحن حفظك الله إذا استنطقنا الشاهدّء وأَحَلْنَا على
المَثلء فالخصومة حينئظٍ إِنّما هي بينهم وبينها)”2 . وكما قال ابن جني :
«وإذا قام الشاهد والدليل» وضَحَ المنهجح والسبيل»"'.
ولذلك لم يكن رواة الشعر وعلماؤه يقبلون تفسيراً لا دليل عليه
ولا حجة تؤيده ولا سيما من الشعرء حتى قال الجاحظ بعد أن ذكر شيئا
عن العرب: «ولا بد من أن يكون على ذلك دليلء إمّا شِعْرٌ وإما
حديث» وإما أن يقول ذلك العلماءً» فإِنْ جاءوا مع ذلك بشاهدٍ فهو
أصحٌ للخَبّرء وإن لم يأتوا بشاهدٍ فليس قولهم حجة)" . وكان يرجح
قولاً على آخر لوجود الشاهد من الشعر على أحدهما دون الآخر كما
قال: «والقول الآخر أحق بالصواب لمكان الشاهد» . والجاحظ
.۲۸۲ (؟) سورة البقرة: .١١١ الإيمان )١(
.١١ 5 سورة النور: )۳(
(6) انظر: صحيح سنن النسائي للألباني ۲/ .٠٥
(0) الحيوان "/ .۳۲٣ (؟) الخصائص۱/١٠.
(۷) البرصان والعرجان والعميان والحولان ٤١٠٠ء وانظر ص©0١١.
(۸) المصدر السابق .١7/8
مدى اعتماد المفسرين على الشاهد الشعري في التفسير Ao
ممن عني بشواهد الشعرء والتأكيد على العناية بها في كتبه.
وإذا كان هذا في جانب الأخبار والرواية فإن للشاهد في كتب
المفسرين شأن آخرء فإن المتناول لكلام الله بالتفسير والبيان يكون في
غاية الاحتياط والحذرء وقد بالغ المفسرون في الاحتياط والحذر لفهم
معاني القرآن الكريم» فاستشهدوا بالقرآن وقراءاته» والحديث النبوي›
والأخبار وكلام العرب شعراً ونثراًء غير أن اعتمادهم على هذه الأساليب
كان متفاوتاً من مُفسر إلى آخرء كما يختلف في طبيعته» إذ يمكن التمييز
فيه بين اتجاهين: اتجاء الاحتجاج والتقعيد عند المفسرين القدماء والعناية
بتقوية أوجه الاستدلال» واتجاه توضيحي عند المتأخرين من المفسرين»
يرى أنه قد قَرِعَّ القدماء من الاحتجاج» وأنّهُ يُكتفى بالتوضيح لشواهدٍ
القدماء7 .
والشعر م ِن أهم ما استشهد به أهل العربية والمفسرون في بيان
الدلالة اللغوية والاحتجاج للأحكام النحوية» وقد احتل في كتب التفسير
مَنِْلةَ هامة» زادت من حيبت الكمٌّ عن غيرهاء حيث بدا الشعرٌ لديهم مادة
غنية» وموئلاً واسعاًء يُعتمدٌ عليه في الاحتجاج» والتوضيح؛ والتدليل
والترجيح . وقد كان لهم في ذلك منازعٌ مختلفة تبعاً لأسلوب كل منهم
وغايته» والمرحلة التي الف فيها تفسيره» إذ كان بعضهم يكثر الاعتماد
عليه» وبعضهم بقتصد» وآخر يستأنس به استئناساً .
- حاجة المفسر إلى الشاهد الشعري:
ليس هناك شواهد شعرية في كتب التفسير لكل لفظ في القرآن
)١( ما زال هذا المنهج متبعاً حتى العصر الحاضر»ء فقد ذكر محمد كرد علي أن معروف
الرصافي كان حريصاً على حفظ شعر الشواهد حتى لقبه شيخه الألوسي بالشواهدي
نسبة لشواهد الشعر. انظر: المعاصرون ٠٤٤١ وذكر محمد الأصمعي عن عبد الرحيم
محمود مثل ذلك في كتابه عن ابي الفرج الأصبهاني ١ 5.
۸7 (لشاهر الشعري فى تفسير القرآن الكريم
الكريم لعدم الحاجة إلى ذلك» فهناك مسائل كثيرة ظاهرة لم يكن
بالمفسرين حاجة للاستشهاد لها بالشاهد الشعري أو غيره» فلم يكونوا
يستشهدون إلا فيما يحتاجُ إلى شاهدٍء من لفظ غريب» أو تركيب مُشكل
أو نحو ذلك. كما أن هناك ألفاظ لم ترد إلا في القرآن الكريم» وأخحذ
آهل اللغة معناها عن المفسرين» كلفظة «التَّمَتْ) في قوله تعالى : مم
لقصو تَفَكَهَمْ 4 [الحج: 4 فليس لها شاهد من الشعر مع غرابتهاء قال
ابن دريد: «قال أبو عبيدة“: هو قط الأظافر» وأخذ الشارب» وکل ما
يحرم على المخرم إلا النكاح» ولم یجئ فيه شِعْرٌ يُحتج به»"» '» ويقول
الزجاج : ١والتَّمَتُ في التفسير جاءً. وأهل اللغة لا يعرفوته إلا من
التفسير»". فقول ابن دريد: ولم يج : فيه شعرٌ يُحتجٌ بوه مما يدل على
بحثه وتطلبه للشاهدٍ من الشعر» ٠ ولکته لم يجد. SEIS
«وهذه اللفظةٌ لم يَجِدْ أهلّ العربية فيها شِعراً»ء ولا أحاطوا بها حبرا“
وعدم وجود شاهد لهذه اللفظة منقول عن أبي عبيدة » وقد وجل غيره
شواهد لهذه اللفظة من شعر أمية بن أبي الصلت وغيره» وستأتي .
وأما ما لا حاجة إلى الاستشهاد عليه لظهوره وبيانه» فإنهم لا
يطلبون له الشواهدء وهو لا يَخرج عن إحدى الصور الآتية:
ألفاظ ظاهرة المعنىء» لا لبس فيها ولا غموضء فلا يرى المفسر
حاجة إلى أن يأني بشواهد من شعر العرب يوضح بها معنى هذه اللفظة.
ومن ذلك قول الطبري بعد أن استشهد لمجيء الظنٌّ بمَعنى اليقين : «فَأَمًا
لظن بمَعنى الشكٌء فأكثرٌ مِنْ أن تُحصى شواهده)»” 0 فلم يرَ حاجةً إلى
أن يورد شواهدَ من الشعر على أن الظنّ يأتي بمعنى الشك؛ لأنه هو
)١( انظر: مجاز القرآن 20٠/5 ولیس فيه قوله: «ولم يجئ فيه شعر يحتج به». فكأنه من
قول ابن دريد» أو نقل من غير مجاز القرآن.
(۲) جمهرة اللغة ١/7؟47. (۳) معانى القرآن / 477.
(:) أحكام القرآن ۳/ .٠۲۷١ () تفسير الطبري (شاكر) .٠٤١/۳
مدى اعتماد المفسرين على الشاهد الشعري في التفسير | FAY ل
الأكثر في معنا" .
أساليب ظاهرة من أساليب العرب› اشتهرت في كلامهم.
ووردت في أشعارهم. وفى القران والسنة› حتی أصبحت معروفة
واضحة» والسامع لا يلتبس عليه المقصود» فلا يطلب المفسر لها شواهد
من الشعر أو غيره. وقد ذكر ابن جني أسلوب حذف المضاف في اللغة›
وذكر أن في القرآن منه ما يزيد على ألف موضعء ثم قال: «والأمر في
هذا أظهر من أن يؤتى بمثال له » أو شاهد عله .
ومن ذلك قول الطبري عند تفسيره لقوله تعالى: َالو ومَا آنآ أل
نَل في سيل أله [البقرة: ]۲٠١ وهو يتحدث عن دخول «أن» فى هذه
إلى 1 9 رما بصا بد شي واس لا رم
الاية. وعدم دخولها فى قوله تعالى: #ومًا € لا مون الله وَالرسُولٌ
يدر [الحديد: 8]: «هما لغتان فصيحتان للعرب» تحذف (أَنْ) مرة مع
قولهًا: مَا لَكَ.... وهذا هو الكلام الذي لا حاجة بالمتكلم إلى
الاستشهاد على صحتهء لفشو ذلك على أَلْسن العرب”” . ثم ذكر الوجه
الآخر. فهو لا يرى حاجة للشاهد إذا كان هذا الأسلوب شائع
الاستعمال.
ومن ذلك قول أبي جعفر النحاس وهو يوجّه القول بأن مَجيء قوله
تعالى : حملن ريم هق [الفاتحة: ”] من باب التوكيد: (وهو كثير
في کلام العرب› يستخځني عن الاستشهاد . وهو يعني أن مثل هذا
التوكيد أسلوب معروف عند العرب» مستغن عن الاستشهاد له بشواهد
من كلامهم شعرا أو نثرأ .
ج ضع سج ر ر > سے گے ار سیم تیا ا 75
تعالى: ##غير المخضوب لبهم ولا لالب [الفاتحة: ۷]» وأن
)١( انظر: لسان العرب ۲۷۱/۸ (ظن). (۲) الخصائص .١197/١
(۳) تفسير الطبري (شاكر) 0/ ."٠١ (5) معاني القرآن .04/١
رميس .___١لشاضر لشي في تفسيرالقرآنالكريم
المغضوب عليهم والضالين وإن كان لفظهما عاماًء إلا أن المقصود بهما
اليهود والنصارى بدليل الحديث""''» فَعَقَّبَ النحاسُ على ذلك بقوله:
«فعلى هذا يكون عامّاً يُرادُ به الخاصصٌ» وذلك كثير في كلام العرب»
مُستغن عن الشواهد لشهرته».
القواعد المشتهرة» بحيث تكون من مُسَلَمَاتِ اللخة» كرفع
الفاعل» ونصب المفعول ونحو ذلك فهذا لا يطلب له المفسرون شواهد
من الشعر لظهوره واشتهاره. ولذلك أمسك النحاة عن الاستشهاد على
الفاعل بأنه اسمء أو أنه مرفوعء وأن المبتدأ يكون اسماًء معرفةً ونحو
ذلك من المسائل الظاهرة. ومن قواعدهم أن من تَمسَّكَ بالأصل خرج
لعدوله عن الأصل» واستصحابٌُ الحال أحد الأدلة المعتبرة)”".
- مما أجمعَ السلف على تفسيره فلا حاجة إلى الاستشهاد عليه
لوجود الإجماع» ومن ذلك قول الطبري: «مع أن إجماع الأمة من منع
التسمي به أي: الرحمن جميع الناس ما يغني عن الاستشهاد على
صحة ما قلنا في ذلك بقول الحسن وغيره)7 '. فوجود الإجماع على
التفسير يلغي الحاجة إلى الاستشهاد بالشواهد الشعرية» لتقديم تفسير
السلف وإجماعهم. ولو تعارض تفسير الصحابي مع تفسير علماء اللغة
فإن المفسرين يقدمون قول الصحابي» لكونه أعلم بالتفسير واللغة من
المتأخرين» ولذلك يقول الطبري عند كلامه عن قولهم عن الشمس:
.۸٤ /١ الدر المنثور »147/١ انظر: تفسير الطبري (شاكر) )١(
(۲) المصدر السابق .1۹/١
(9) الإنصاف للأنباري ٠٠١ /١ وانظر: معاني القرآن للفراء ٠٠١/١ لمع الأدلة 21١4١
الاقتراح للسيوطي »١١5 - ١١١ القواعد الكلية والأصول العامة للنحو العربي
للدكتور غریب نافع .١7
(5) تفسير الطبري (شاكر) .١75/١
مدى اعتماد المفسرين على الشاهد الشعري في التفسير A4
«وَلكَتٌ براح) بكسر الباء: فمن روى ذلك بكسر الباء فإنه يعني أنه يضع
الناظرٌ كمّه على حاجبه من شُعَاعها لينظرَ ما بي من غيابهاء وهذا تفسيرٌ
أهل الغريب: أبي عُبيدة» والأصمعيئ؛ وأبي عمرو الشيباني» وغيرهم.
وقد ذكرتٌ في الخَبّر الذي رويت عن عبد الله بن مسعودٍ أنه قال حين
غربت الشمس : . دلكت براحء يعني براح مَکانا . ولست أدري هذا التفسير
- أعني قولّه : براح مُكانا - من كلام من هو ممن في الإسنادٍء أو مِنْ
كلام عبد الله؟ فإن يكن من كلام عبد الله فلا شك أنه كان أعلم بذلك
من آهل الغريب الذين ذکرت قولهم» وأن الصواب في ذلك قوله دون
قولهم. وإن لم يكن من كلام عبد الله» فإن آهل العربية كانوا أعلم
بذلك»"''2. فهو يذهب إلى تقديم قول ابن مسعود وطبقة الصحابة
والتابعين على علماء اللغة في أمور اللغة أيضاء لسبقهم وعلمهم.
والعرب ليسوا في فهم القرآن» والعلم به على درجة واحدةٍء كما
أنهم في معرفة لغتهم متفاوتون» فبعضهم أعلم بها من بعضء ومِنْ ثم
احتيجٌ إلى التفسير» ولذلك عندما سيل ابن قتيبة عن ذلك أجاب بأن
«العربَّ لا تستوي في المعرفة يبجميع ما في القرآن من الغريب»›
والمتشابه» بل لبعضها الفضل في ذلك على بعض.... ليس كلها
تستوي في العلم بهء ولا كلامها كله واضحاً عندهاء بل منه المبتذل»
ومنه الغريب الوحشي الذي إنما يعرفه العالم منهم)”'
عناية المفسرين بالشعر وحفظه للاستشهاد:
كان الصحابة وؤ ومن بعدهم من علماء السلف أهل عناية بلغة
العرب وشعرهاء بل كانت عائشة وَْيْئَاء وابن عباس وي من أحفظ
الصحابة للشعرء وأكثرهم رواية له» وقد استمر هذا النهج العلمي بعد
ذلك» غير أنه قد أخذ في الاتجاه إلى التخصص» فبَررَ من بين العلماء
(0) تفسير الطبري (هجر) .58/١50 () المسائل والأجوبة 14 ٠ه
.وم | (الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
من عَنِيَ بالشعر الذي يشتمل على شواهد اللغة» وشواهد القرآن.
وشواهد النحو وغيرهاء حتى قال الجاحظ : «لم أرَ غايةً النحويين إلا كَل
شِعْرِ فيه إعرابٌء ولم أر غاية رواة الأشعار إلا كل شعر فيه غريبٌ أو
معنى صعب يحتاج إلى الاستخراج» ولم أر غاية رواة الأخبار إلا كل
شعر فيه الشاهد والمثل». مما يشير إلى ظهور التخصص فى حفظ
الشواهد وطلبها مبكراًء وقد حرصوا على هذه الشواهد» وتنافسوا في
تدوينهاء وسافروا في طلبها إلى البوادي. كل ذلك خدمة للغة القرآن
الكريم» ورغبة في تقعيد قواعدها خوفاً عليها من الاختلال.
وقد ذكر أصحاب التراجم شيئاً من أخبارهم في ذلك» فقد در أن
أبانَ بن تغلب (ت١5١ه) كان لغوياً قارئاًء لقي العربّ وسَّمِعّ منهم.
وصئّفَ كتابٌ الغريب في القرآن وذكر شواهده من الشعر وذكر
الأزهرئ أَنَّ على بن المبارك الأخمر (ت194ه) كان يحفظ ثلاثين ألف
بيت من الشعر من المعانى والشواهد وقد أخذها عنه ورواها أبو
مسحل الأعرابي» وكان العلماء يأخذونها عنه» وقد ندم ثعلب أن لم يكن
أخذها عن أبي مسحل .
وذكر أبو علي القالي أَنَّ محمد بن القاسم الأنباري (ت۳۲۸ه) كان
يَحفظ ثَلائّمائة ألف بيتٍ شاهداً في القرآن*2» ولم يُسمع بأحفظ منه
لشواهدٍ القرآن. وفي ترجّمة عبد الله بن عطية الدمشقي (ت۳۸۳ه) أنه
كان يَحفظ حَمسين ألف بيت شِعْر في الاستشهاد على معاني القرآن”'.
وذَّكُرَ مُحمدٌ بن أحمدّ السَّنَبِوذِيُ (ت۳۸۸ه) عن نفسو أنه يحفظ
e
.1۸ ۔ ٦۷/١ انظر: معجم الأدباء )۲( .١5/5 البيان والتبيين )١(
1۷° / ٤ انظر : إنباه الرواة 2) . 8/١ فرة انظر : تهذيب اللغة
)22 انظر: معرفة القراء الكبار 8/١ .
0) انظر: غاية النهاية 24/١ طبقات المفسرين للسيوطي ٥٤ء طبقات المفسرين
للداودي ۱ طبقات المفسرين للأدنه وي 481.
مدى اعتماد المفسرين على الشاهد الشعري في التفسير ]وم ||
تحمسينَ ألف بيتٍ من الشّعر شواهد للقرآن» وذكر الذهبئ أن
عبد الوهاب بنّ محمد الشيرازيً (ت٠٠٠ه) صف تفسيراً للقرآن» ضمته
مائة ألف بيتٍ من الشواهد الشعرية”" ٠ وذكر السهيلي أنه رآه» وسمع ما
فيه من الشواهد الشعرية المؤكدة لفصاحته .
ومع ما قد يكون في هذه الأخبار من المبالغة» إلا أنها تدل على
عناية المفسرين» واحتفالهم بشواهد الشعرء لتكون عونا لهم في تفسير
القرآن» وشرح غريبه» والاحتجاج لقواعد اللغة ونحوها وصرفها. وقد
أكَدَ المفسرون في كتبهم ولا سيما في مقدمات التفاسير - على أهمية
العناية بشعر العرب المحتج به» في فهم القرآن الكريم» ومعرفة معاني
ألفاظه من حيث العربية» ووجوب العناية به وفهمه للتمكن من فهم القرآن
الكريم فهماً صحيحاًء ومن ذلك قول الطبري في معرض حديثه عن أولى
المفسرين بإصابة الحق في تفسيره: «فأحق المفسرين بإصابة الحق....
أوضحهم حجة فيما تأول وفسر.... وأصححهم برهاناً - فيما ترجم وبين
مِن ذلك - يما كان مُدركاً علمهُ مِنْ جهَّةٍ اللسان إِمّا بالشواهدٍ من
أشعارهم السائرة» وإما من منطقهم ولغاتهم المستفيضة المعروفة» .
فبيّنَ الطبريٌ أهمية اعتضاد المفسر بالشواهد التي تصحح تفسيره» ورهن
على صحة قوله» وقد سار الطبري على هذا النهج وسيأتي لذلك مزيد
بيان.
وقد ذكر الإمام الواحدي (ت558ه) المَمَسّر أنه درس اللغة
ودواوين الشعراء على شيخه العروضي ثم قال: «وقرأت عليه الكثير من
)١( انظر: معرفة القراء الكبار ١/۳۳۳ء طبقات المفسرين للسيوطي 97» طبقات
المفسرين للداودي ۲/ .5١
(؟) انظر: سير أعلام النبلاء 2759/19 طبقات المفسرين للداودي ؟/ ٠/ال.
(۳) انظر: طبقات المفسرين للأدنه وي .٠١١
(:) تفسير الطبري (شاكر) .977/١
77 الشاهر الشعري في تفسير ا مقرآن الكريم
الدواوين» وكتب اللغة» حتى عاتبني شيخي - ل يوماً من الأيام»
وقال: إنك لم تبي ديواناً من الشعر إلا قضيت حقهء أما آن لك أن تتفرغ
لتفسير كتاب الله العزيزء تقرأه على هذا الرجل الذي يأتيه البعداءُ من
أقاصي البلادء وتتركه أنت على قرب ما بيننا من الجوار» يعني الآأستاذ
الإمام أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي كُدَنْهُ. فقلت: يا أبتٍ إنما
بن
أتدرج بهذا إلى ذلك الذي تريدء وإذا لم أخكم الأدب بجدٌ وتَعَبء لم
آرم في غَرض التفسير عَنْ كَنَب.. 2 . وقد ظهر أثر إجادة الواحدي
للغة وعنايته بدواوين ¿ الشعر في مصنفاته في التفسيرء ولا سيما كتابه
«البسيط» فقد أورد فيه عدداً كبيراً من الشواهد الشعرية يستشهد بها في
تفسير القرآن" .
ويقول مَمِدُ الدين الرُودْرَاوَرِيَ”” : «ومَنْ طن أن القرآنَ يُفهمٌ كما
ينبغي من غير تحقيق كلام العرب» وتتبع أشعارهم» وتدبرها كما يجب
فهو مُحْطِيئٌ. كان ابن عباس و حَبْرَ هذه الأمة» ومفتيهاء ومفسر
القرآن» وقد قال تلميذه عكرمة: أنه كان إذا سئل عن مشكل في القرآن
يفسره ويستدل عليه ببيت من شعر العرب» ثم يقول: الشعر ديوان
الت
وليس المفسرون فحسب من اعتمدّ على الشعر في فهم القرآن
الكريمء بل شاركهم في ذلك غيرهم من أهل الحديثء
.٥١ /۳ معجم الأآدباء 2579-7178/١ مقدمة تفسير البسيط للواحدي )١(
(۲) انظر: الواحدي النحوي من خلال كتابه البسيط للفراج 4
(۳) هو مج الدين عبد المُجيد بن أبي الفرج الرُودْرَاوَرِيُ نسبة إلى رُوذْرَاوَر ناحية قرب
نهاوند من بلاد فارس» المتوفى سنة /551هء كان لغوياً مفسراً فصيحاٌ حافظاً
لأشعار العرب ولا سيما الشواهد منه. انظر: تذكرة الحفاظ ١۷٤1ء شذرات الذهب
/ 7 ,.
0) مسألة إن يحمت آله قرب يت الْمُحْسِنينَ4 [الأعراف: 55] ضمن كتاب بحوث
ودراسات في اللغة العربية وآدابهاء الجزء الثالث ۳١٤۱ھ ص١5١.
مدى اعتماد المفسرين على الشاهد الشعري في التشبير___ | لوم
والسيرة" واللغةء وقد جعل السيوطئٌ من آداب طالب اللغة العناية
بحفظ أشعار العرب» مبيناً قيمة هذا الحفظ في التفسير فقال: «وَلَْعكَنِ
بحفظ أشعار ا فون فيه حِكماً ومواعظ وآداباً» وده يُستعان على
تفسير القرآن والحديث
- عدم الالتفات إلى موضوع الشواهد:
لم يعتن المفسرون بموضوعات الشواهد ومضامينهاء بقدر ما كانت
عنايتهم بلغتها وتظمهاء ومن مظاهر اعتماد المفسرين على الشاهد
الشعري تجوزهم في الاستشهاد بكثير من الشواهد الشعرية التي تتضمن
معنى ا يليق ذكره. وقد فسر العلماء ألفاظ القرآن الكريم» ووضحوا
معانيه بأبيات بعص الشعراء التى فيها ذكرٌ الفحش والفعل السىء. ولم
تكن غايتهم من هذا الاستشهاد أن ينصروا باطلاًء أو يظهروا قبحاًء
وإنما كان غرضهم من ذلك لغوياء وهو تفسير غريب القرآن بالشعر» وقد
سبق قول الجرجانى: «وقد استشهد العلماء لغريب القرآن وإعرابه
بالآبيات التي فيها الفحش» وفيها ذكر الفعل القبيح» ثم لم يَعِبْهُم ذلك؛
ِد كانوا لم يقصدوا إلى ذلك الفحش ولم يريدوه» ولم يرووا الشعر من
أجله». وقال الشنقيطى (ت۱۳۹۳ه) بعد استدلاله بشاهد فيه معنى
قبيح على تفسير آية قرآنية: «وقصدنا بهذا الكلام الخبيث بيان لغة
العرب» لا المعانى الخسيسة التافهة؛ لأن معانى لغة العرب يستفاد منها
ما يعين على فهم كتاب الله وسنة رسوله» وإن كان مفرغاً في معاني
خسيسة تافهة» فنحن نقصد مطلق اللغةء لا المعانى التافهة التى هى تابعة
لي ١ 0
)١( انظر: السيرة النبوية لابن هشام ۲۱۸/۲ وانظر فهارسه لمعرفة مواضع تفسيره
للغريب واستشهاده بالشعر.
(۲) المزهر ؟/7":9. (۳) دلائل الإعجاز .٠١
(5) العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير ۳/ *45.
77 الشاهر (الشعري في تفسير القرآن الكريم
وقد دافع الجرجاني عن رأيه هذاء بأن الشعراء وإن دموا ذ فى القرآن
فإن ذلك لا يكون سبباً في ذم الشعر وعدم الاستشهاد به في تفسير غريب
القرآن؛ لأنه يبعد عن الغرض الذي له روي الشعرء ٠ ومن أجله أَرِيدَ وله
دون وأن ذاك يلزم منه أن يعيب العلماء ءَ في استشهادهم بشعر امرئ
القيس› وأشعار آهل الجاهلية في ته تفسير القرآنء وفي غريبه وغريب
الحل ره .
ويقول الألوسي: «وقد ذم العلماء جريراً والفرزدق في تهاجيهماء
ولم يذموا من استشهد بذلك على إعراب وغيره من علم اللسان”"',
ولذلك لم يبال الرواة في الغالب بما اشتملت عليه الأشعار من
سفاهات فى معانيهاء إذا كانت من حيث اللغة حجةً» ولذلك يقول
الرافعي : دولا يبالي الرواة في هذه الشواهد إلا باللفظ» فيستشهدون
بكثير من كلام سفهاء الأعراب وأجلافهم» ولا يأنفون أن يعدوا من ذلك
أشعارهم التي فيها الخنا والفحش؛ لأنهم يريدون منها الألفاظ وهي
حروف طاهرة" .
وهناك فريق من العلماء لم يكن يرى التساهل برواية مثل هذه
الشواهد» فقد كان أبو عمرو بن العلاء (ت٤١٠ه) وهو إمام العلماء
الرواة لا يرى رواية شعر أبي نواس» ويعزو سبب ذلك إلى مضمون
شعره لا إلى لغته» حيث يقول: «لولا ما أخذ فيه أبو نواس من الإرفاث
لاحتججَنًا بشعرو»“ ٠ وقال أبو عمرو الشيباني: «لولا أن أبا نواس أفسد
شعره بهذه الأقذار لاحتججنا به؛ لاله مُحكم القّول لا بُخطى») غير
أن شعرهم روي لقيمة شواهده» ولم يغلب هذا الرأي المخالف في رواية
)۱( المصدر السابق TY )۲( روح المعانى 49 .
(۳) تاریخ آداب العرب )٤( .06/١ نقد الشعر لقدامة .۸١
(0) خزانة الأدب ."٤۸/١
مدى اعتماد المفسرين على الشاهد الشعري في التفسير_ | نوب
شعرهم على العلماء من بعد وقد اعتذر الجاحظ للشعراء بأنهم إنما
يتكلمون بمثل هذا الشعر مع الغضب» وضيق الصدرء طلباً للتشفي»
وإدخال الغيظ على المقصود بالشعرء ولم يقدروا فيه أن الناس يجعلون
قوله ذلك شاهداً يستشهدون به”''» وهذا اعتذار لطيف» وإذا تأملت
الشواهد التي على هذه الشاكلة وجدتها لا تخرج عن باب الهجاء أو
النسيب الفاحش الذي هو إلى الهجاء أقرب منه إلى النسيب.
وتظهر أهمية مثل هذا المنهج في أن كثيراً من شعر أهل الجاهلية
خاصة وبعض شعر الإسلام لا يُخلو من بعض الألفاظ المستقبحة» فمن
استبعدها من شواهده فرظ في كثير من الحروف والشواهد التي يستدلٌ
بها على لغة القرآن وتفسيرها. والأمثلة على تجوز المفسرين في
الاستشهاد بمثل هذا الشعر مبثوثة فى كتب التفسير”'*» وإن كان بعض
الرواة والعلماء قد يغيّر تلك اللفظة القبيحة يما يَحفظ للبيت وزنه» وقد
يذهب بمّحل الشاهد منه» تحرجاً من ذكر هذه الألفاظ" . وقد حاول
العسكري ومن قبله ابن قتيبة والجاحظ تسويغ عَمل العلماء هذا
وروايتهم لمثل هذا الشعر فقال: «على أن العلماء لو تركوا روايةٌ سخيفٍ
الشعر لَسقطتٌ عنهم فوائدٌ كثيرة» ومّحاسنٌ جَمَّةٌ موفورةٌ في مثل شعر
الفرزدق» وجرير» والبعيث) والأخطل وغیره»“
وقد ظهر لي من تتبع صنيع المفسرين في التعامل مع الشواهد التي
.١١۳ - ۱٦۲ انظر: البرصان والعرجان والعْميان والخولان )١(
(۲) انظر: تفسير الطبري (شاكر) /٤ ۰۱۹۷ تفسير الطبري (هجر) ۰۱۱۹/۲ 771/9. ه/
0١ » المحرر الوجيز :٠١9/١5 طبقات فحول الشعراء ۳۳١/۲ _ ۳۳۴۷ء خزانة
الأدب ۳۸۸/۷ - ۳۸۹.
(۳) انظر: الكتاب 54/١ 45» المقتضب ۹٤/٤ شرح المفصل 954/7 90» خزانة
الأدب ۱۹۳/۷ ۔ 195.
(4) ديوان المعاني للعسكري ١/١١7ء وانظر: رسائل الجاحظ .4۲/١ البيان والتبيين /١
4 تأويل مشكل القران ۱۷۳٠ء مقدمة عيون الأخبار ك» ي.
۹ للشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
اشتملت على ما لا يليق ذكره في تفسير القرآن» أن من المفسرين الأئمة
الكبار من يذكرها ولا يتحرج من إيرادهاء حيث تفوق رغبته في البيان
والإيضاح» تحرجه من إيراد مثل هذه الشواهد في التفسير» ومنهم من
يعرض عنها مع علمه بها من باب فعل ما يراه أولى وأليق بتفسير القرآن.
وأضرب لذلك مثالاً ما فعله ابن جرير عند تفسيره لقوله تعالى :
#فأصابهاً إعصار فيه ار فأحتر: قت [البقرة: 777] حيث استشهد ببيتٍ ليزيد
بن مغر الجميري" فيه لفظ لَمْ تَر عادهٌ آهل المروءاتِ بالتصريح به»
وقد نقل المفسرون بعد الطبري عن تفسيره كثيراً من شواهده الشعرية مع
الإشارة إلى ذلك في أحيان كثيرة» وعدم الإشارة في أحيان كثيرة ا
إلا أنهم قد أعرضوا عن ذكر هذا الشاهد» ولم يوردوه.
فأعرض عنه الزجاج ". وأبو جعفر التحاس”“» والزمخشري”*'.
وابن عطية" والرازي”"'. والقرطبي”'. وأبو حيان" والسَّمينٌ
الحلبيئ'''". وكلهم من أهل العناية نشواهد الشعر في شرح غريب
القرآن.
.141٠ /5 انظر: تفسير الطبري (هجر) )١(
(0) البيت فى ديوانه 21١7١5 وفي طبقات فحول الشعراء ۲/ ٦۹۲ وانظر تعليق محمود شاكر
رقم "0 وتعليقه أيضاً في :: تفسير الطبري ٥٥١١/١ رقم ۳
(۳) انظر: معاني القرآن )٤( .۳٤۹/۱ انظر: معانى القرآن ۱/ ۲۹۵.
(۵) انظر: الكشاف .٤۹۸/١ 1
(1) انظر: المحرر الوجيز ۳۱۹/۲ -57” وقد أشار فى صدر تفسيره للآية إلى اختيار
الطبري في تفسير الآية مما يدل على قرب نظره في شاهده الشعري وتركه.
(۷) انظر: تفسير الرازي (مفاتيح الغيب) / 14.
(۸) انظر: الجامع لأحكام القرآن ۳٠۹/۳ - 27786 وقد أفاض في شرح معنى الإعصار
لغة» ولم يستشهد بالشاهد مع إشارته لاختيار الطبري في الآية.
(9) انظر: البحر المحيط ۳۲۷/۲ النهر الماد ۹۰/۱.
(١٠)انظر: الدر المصون ٥۹۸/۲ - ۹4٥0ء وقد عدل إلى ذكر شاهد آخر يؤدي المعنى
. الذي أداه شاهد الطبري دون أن يكون فيه ما في ذاك.
مدى اعتماد المفسرين على الشاهد الشعري في التفسير ` ۹۷
ولم يذكره أصحاب كتب ألفاظ القرآن ومفرداته مع عنايتهم
بالشواهد”'' . د قبل الطبري لم يذكره أبو عبيدة"» ولا ابن قتيبة"»
ولا ابن الأنباري”*'» مع عنايتهم بالشواهد الشعرية.
وما يؤكد منهج ابن جرير في مثل هذه الشواهد أنه كرر الاستشهاد
بهذا الشاهد على معنى التبذير في قوله تعالى: #ولا بور تِرَا»
[الإسراء: 177» مما يعني عدم تحرجه من ذكرهاء وأن الهدف التعليمي
أولى بالعناية» وأهم من هذا التحرج”" .
وإن كان المفسرون ربما تجوزوا في نقل الشاهد فيه اللفظة يستحيا
منهاء إذا لم يكن بذ من ذكره» كما نقلوا مثل ذلك عن ابن
عبا س و“ .
ثانياً: مدى اعتماد المفسرين على الشاهد الشعرى فى التفسير :
تبين أن المفسرين قد اعتمدوا على الشاهد الشعري في تفاسيرهم»
غير أن هناك حاجة لمعرفة مقدار اعتمادهم على الشاهد الشعري»
ومكانته بين بقية شواهد المفسرين من القران والسنة ومنثور كلام العرب»
- عدد الشواهد الشعرية في كتب التفسير:
من المقاييس التي يمكن بها قياس مدى اعتماد المفسرين على
.٠١١- ٠٠١/۴ عمدة الحفاظ للحلبي ٠٥1۹4 انظر: مفردات الراغب )١(
(؟) انظر: مجاز القرآن /١ ۸۲. (۳) انظر: غریب القرآن ۷.
(6) انظر: المذكر والمؤنث ٠٥٤١/١ وابن الأنباري استفاد من تفسير الطبري في كتبه
ونقل منه أقوال المفسرين دون إشارة إلى ذلك. انظر: الزاهر في معاني كلمات الناس
١ت TI
(0) انظر: تفسير الطبري (هجر) 0560.
(7) انظر: تفسير الطبري (هجر) 4509/9 »45١٠ الكشاف ۳۸٦/١ الجامع لأحكام
القرآن ۲/ ۳۸٤ الدر المصون ”7/ 595.
۳۹۸ الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
الشاهد الشعري معرفة عدد الشواهد الشعرية فى كتب التفسير وتنوعهاء
وقد أحصيت الشواهد الشعريةً في كتب التفسير التى درستها فى هذه
الرسالة» وأضفت إليها ما وجدته من غيرها من التفاسير المشهورة
المعتمدة ليتضح لك حجم الرواية الشعرية في كتب التفسيرء وعدد
الشواهد فيهاء فكانت على النحو الاتي:
(رت78ههم)
المُحرر الوجيز عبد الحق بن غالب بن عطية
رت١05ه)
(ت ۹۷ى
الجامع لأحكام القرآن أبو عبد الله محمد بن أحمد
القرطبي (ت١51ه)
1 الحرالشيط كك البحر التُحيط 202١ أأبو حيان الغرناطي (ت0؛لاه) | 208797 |
الدر المصون أحمد بن يوسف السمين الحلبي 0
رت هلام)
_ ۸ _ نواد اليل وأسرارالاديل اليشاري تلام 0 | ا
دل كثرة الشواهد الشعرية فى كتب التفسير على 53 وعناية
المفسرين به كشاهدٍ على معاني ألفاظ القرآن الكريم» ومعين على فهمها
)١( انظر: أبيات النحو في تفسير البحر المحيط لشعاع المنصور ۹» وفي إحصاء شواهد
أبي حيان في تفسيره للدكتور صبري السيد إبراهيم 507 507 بلغت الشواهد .00١
(0) انظر: الدر المصون ١١/104ء وقد رف المُحقق د. أحمد الخراط الشواهد
الشعرية.
مدى اعتماد المفسرين على الشاهد الشعري في التفسير
كما كانت العرب زمنّ نزول الوحي تفهمهاء وقد تقدم ما صنفه العلماء
من تفاسير اشتملت على أكثر مما اشتملت عليه التفاسير المطبوعة التي
بين أيدي الناس اليوم من شواهد الشعر.
غير أن هذه الكثرة للشواهد الشعرية لا تعني أَنَّهَا كانت مقصودةً
لذاتِها في التفسيرء وإِنَّمَا هي وسيلة ضمنّ وسائل يستعين بها المفسر على
إيضاح معاني القرآن الكريم وتقريبهاء إلا أنها من أهم الوسائل» ولذلك
جعل المصنفون في شروط المفسر وآدابه اللغة العربية ومعرفتها شرطا من
شروط المفسر؛ لأن القرآن نزل بلغة العرب» ونص على ذلك عدد من
العلماء'''» وقد عني بذلك المفسرون في كتب التفسير.
وليست مسائل اللغة والنحو دخيلة على كتب التفسيرء غير أنها
ليست من صميم مسائله» ولذلك أشار بعض المفسرين في مواضع إلى
أنهم عندما يطيلون في المناقشات اللغوية في بعض الآيات فإنما يكون
ذلك لخدمة معنى الآيات القرآنية وتوضيحهاء وليس قصداً إلى هذه
العلوم وشرحها. مع حرصهم على الاختصار وعدم الاسترسال في ذلك»
ومن ذلك قول الطبري عندما رأى أنه قد أطال في نقاشاته النحوية في
مسألة من تفسيره: ونما اعترضنا بما اعترضنا في ذلك من بَيانِ وجوه
إعرابه وإن كان قصدذنا في هذا الكتاب الكشفت عن تأويل آي القرآن -
لما في اختلاف وجوه إعراب ذلك من اختلاف وجوه تأويله» فاضطرتنا
الحاجةٌ إلى كش وجوه إعرابه» لنكشف لطالب تأويله وجوة تأويله:
على قَدْرِ اختلافٍ المُختلفةٍ في تأويله وقراءته»" . وهذا يعني أنه لم
يتعرض للمسائل النحوية واللغوية إلا بمقدار ما يخدم بيان وإيضاح معاني
الآيات المفسّرة.
.٠٠١/١ انظر: البرهان في علوم القرآن )١(
.۱۸٤ /١ تفسير الطبري (شاكر) )۲(
= (لشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
وهناك من المفسرين من يقتصد في التعرض لبعض المسائل النحوية
ذات العلاقة بالتفسير» ويحيل القارئ إلى الكتب الموسعة فى ذلك» كما
قال الرازي: «لفظة «كان» قد تكون تامةء وناقصة»ء وزائدةًء على ما هو
. ال N اماع . .ا
مشروح في النحو»"'". وقول أبي حيان - وهو من المكثرين من النقاشات
النحوية فى تفسيره وهو يتحدث عن معنلى دلا : «إلا حرفٰ» وهو
أصلّ لأدوات الاستثناء» وقد يكون ما بعده وصفاًء وشرظ الوصف به
جواز صلاحية الموضع للاستثناء» وأحكام (إِلَا» مُستوفاةً في علم
النحو»» ونحو ذلك من العبارات» مما يدل على أن المفسرين على
تعدد مناهجهم كانوا يحرصون على البقاء في دائرة التفسير» وعدم
الخروج بالتفسير عن إطاره إلى الاستطراد في مسائل خارجة عن صلب
التفسير .
- كثرة الاعتماد على شاهد شعري مفرد في كثير من المسائل:
في مواضع متمرقةء. ومسائل متعددة في كتب التفسير يكتفي
المفسرون بالشاهد الشعري دول غيره من الشواهد» ويبنون عليه تفسيرهم
ولا سيمأ تفسير الغريب» أو الوجه النحوي أو غير ذلك. وهذا يدل على
اعتمادهم للشاهد الشعري› وأنه يستقل بالدلالة اللغوية وما يتصل بها
ولا سيما إذا لم يرد في القرآن الكريم ما يفسر الآية» أو لم يرد عن
النبي ب أو الصحابة أو التابعين في ذلك تفسيرء فيكون الأولى عند عدم
وجود تفسير لهم المصيرٌ إلى ما ورد في لغة العرب التي يُعَدُ الشاهد
الشعري من أهم صورهاء ولذلك يقول الطبري عند تفسيره لقوله تعالى :
کل و في فلك سیون 1# [الأنبياء: "7]» بعد إيراده لأقوال المفسرين فيها :
«والصواب من القول فى ذلك أن يقال كما قال الله كك : کل في مَك
مسيحون#. وجائز أن يكون ذلك الفلك كما قال مجاهد كحديدة الرّحىء
.07/١ تفسير الرازي ۱۷۷/۸. (۲) البحر المحيط )١(
وكما ذكر عن الحسن كطاحونة الرحى» وجائرٌ أن يكون مَوجا مَكفوقًاًء
وأن يكون قُطبَ السماء؛ وذلك أن القَلَكَ في كلام العرب هو كل شيء
دائر» فجمعه أفلاك. وقد ذكرثٌ قول الرّاجر2"9: ٠
بات نُنَاصِي المَلَكَ 0/5
وإذا كان کل ما دار في كلامها فَلَكاً. ولم يكن في كتاب ال ولا
في حََبَرٍ عن رسول الله كك ولا عمَنْ يقطع قو له العُذْرَء دليل يدل على
أي ذلك هو م من أي كان الجوات أن نقولَ فيه ما قال» ونسكتٌ عمًا لا
ملم لا ب 000
بَيّنَ الطبري أنه عند عدم وجود التفسير من القرآن أو السنة
م أو الصحابى الحجة أو نحوه من التابعين» فإنه يصار إلى ما
في اللغة الصحيحة بشواهدها الموثوقة» ويكتفى بذلك.
ويؤكد الطبري على هذا المعنى من وجه آخر عند تفسيره لقوله
تعالى : لَه أَلصَحمَدٌ 409 [الإخلاص: ۲] فيقول: «الصَّمّدُ عند العرب
هو السَّيدٌ الذي يُصْمَدٌ إليهء الذي لا أحد فُوقة. وكذلك تسمى أشراقهاء
ومنه قول الشاع “: ١
آلا بَكَرَ النّاعِي بخَيْريٰ بَنِي اَسَذ بعَمرو بن مسعود و بالسَيّدِ الصمَد“
وقال الرِّبْرِقَانَ:
ولا رهينة إلْاسَيَدَ صَمَهُ"
فإن كان ذلك كذلك» فالذي هو أولى بتأويل الكلمة» المعنى
.۳۸/۲ لم أعرفه. (۲) مجاز القرآن )١(
(۳) تفسير الطبري (هجر) ۲٦٦/۱۲ ۔ .۲٣۷
20 هو سبرة بن عمر الأسدي.
(5) مجاز القرآن 27١7/7 سمط اللآلي ۲ وفي سيرة ابن هشام نسبه لهند بنت
معبد بن نضلة /١ 0۷۲.
(5) مجاز القرآن .۳۱٦/۲
المعروف مِنْ كلام مَنْ نزل القرآن بلسانه» ولو كان حديتٌ ابن بريدةً عن
أبيه''؟ صحيحاً كانَ أولى الأقوال بالصحة؛ لأنَّ رسول الله يكل أعلمُ بما
تَنى الله جل ثناؤه» وبما أنزل عليه“ . فأشار الطبري إلى أن الأولى
بتأويل الآية عند عدم ثبوت تفسير لها عن السلف» هو ما ورد في لسان
العرب من معناها.
وأمًا إذا وافق الشاهد الشعري مأثوراً عن السلف في تفسير الآية
فيكون ذلك أولى بحَمل معنى الآية عليه ولا خلاف في ذلك بين
المفسرين» ومن ذلك قول الطبري وهو يفسر معنى قوله تعالى: لطه»
وذلك بعد أن ساق الأقوال المروية في تفسيرها: «والذي هو أولى
بالصواب عندي من الأقوال فيه قول من قال: معناه: يا رَجَُلُ؛ لأنّها
كلمة معروفة في عك" فيما بلغنيء وأَنَّ معناها فيهم: يا رَجلء وأنشد
لِمُتمُم بن نويرة:
هَتَفْتُ بِطّهَ في القَِال فلم يجب قَحِفْتُ عَليه أن بكونَ مُوائِلا
وقال آح”*؟:
إن السَّقَامةَ طَّهَ في خَلائِقِكُمْ لا بار اله في القوم اللاي“
فإذا كان ذلك معروفاً فيهم على ما ذكرناء فالواجب أن يوجة
)١( الحديث: عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: لا أعلمه إلا قد رفعهء قال: «الصمد
الذي لا جوف له4. وهذا الحديث ذكره ابن كثير فى تفسيره من ٥٤۷/۸ عن الطبري»
وأخرجه ابن أبي حاتم كما في مجموع الفتاوى 277١/17 والطبراني برقم ۲١١١ء
وابن عدي في الكامل 2177/7/5 وأبو الشيخ في العظمة برقم ٩۳ من طريق محمد بن
عمر الرومي› وقال ابن كثير: وهذا غريب جداً. والصحيح أنه موقوف على عبد الله بن
بريدة.
(۲) تفسير الطبري (هجر) /۲٤ ۷۳۷.
(۳) قبيلة من قبائل اليمن. انظر: معجم قبائل العرب ۰۸٠۲/۲ معجم البلدان .۷٠٦/۳
(5) انظر: ديوانه .١1١ (0) هو يزيد بن المهلهل.
(5) التبيان للعكبري 7/ 2١4٠ الجامع لأحكام القرآن .155/1١
مدى اعتماد المفسرين على الشاهد الشعري في التفسير r
تأويلة إلى المعروف فيهم من معناه» ولا سيّمًا إذا وافقّ ذلك تأويل أهل
العلم من الصّحابةٍ والتابعين)”''.
۰ فقد وضع الطبري بهذا قاعدة في الاعتماد على الشاهد الشعري›
والاكتفاء به في الاستشهادء وهو إذا لم يَرِدْ عن السلف من الصحابة
والتابعين تفسير للآية أو اللفظة» فيصار حينئذٍ إلى الشاهد الشعري أو
غيره من الشواهد المعتبرة عند المفسرين» وأما إذا ورد عن الصحابة أو
التابعين تفسير للآية فلا حاجة عند ذلك لتفسير أهل اللغة» ولا لشواهد
الشعرء وفي ذلك يقول ابن تيمية: «ومِمًّا ينبغي أن يُعلمَ أن القرآن
والحديث إذا عرفت تفسيرة مِنْ جهة النَِّي كه لم يُحتج في ذلك إلى
أقوال أهل اللغة»'.
- الأمڌلة على انفراد الشعر بالدلالة:
من أمثلة انفراد الشاهد الشعري فى الدلالة» واكتفاء المفسرين به
في الاستشهاد ما فعله الطبري عند تفسيره ه لمعنى «لعَلَ) في قوله تعالى :
«يتأئها الاش أَعْبدوا رکم الى حلقک وای ين نیک ملک تمو 9© »4
ا ]'١ حيث أورد سؤالاً جدلياً: كيف قال جل ثناؤةٌ: مڪ
؟ أو لم يكن عالماً بما يصير إليه أمرهم إذا هم عَبِدُوه وأطاعوه
ل َعَلّكم إذا فعلتم ذلك أن نقواء فأخرج الحَبّرَ عن عاقب
عبادتهم إِيَاه مخرج الشك؟
ثم أجاب بقوله: «ذلكَ على غير المعنى الذي توهمتٌ» وإنما معنى
ذلكَء اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين مِنْ قبلكم لتتقوه بطاعته
وتوحيدوء وإفراده بالربوبية والعبادة» كما قال الشاعر”":
وثُلَتُمْ لَنَا: كُقُوا الحُرُوبَ لَمَلَّنَا نكف وَوتُفُْم لَمَا كُلَّ مَوْئِقٍ
() تفسير الطبري (هجر) .۸/۱١ (۲( مجموع الفتاوى 7/١“ 7.
فرة لم أعرف قائله .
EE الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
لما كََفْنَا الحَوْبَ ب كَانتْ عُهُودكم, كَلَّمْحٍ سَرابٍ في الفلا مالي“
يريد بذلكٌ: قلتم لنا كُقُوا لِتَكُفٌ. و أذ «لعل» في هذا
الموضع لو کان شَكَاً لم يكونوا وَنَقُوا لَهُم كل موث“
واكتفى الطبري بهذا الشاهد الشعري دليلا على ما اختاره في معنى
«لعل» في الآية» مما أَبَانَ عن منهجه في اعتماد الشاهد الشعري دليلاً
- وفي موضع آخر عند تفسيره قوله تعالى: لما دَهَبوا پو وأجمعوأ
أن ْمَنوَهُ فى صََتِ َل [يرسف: ]٠١ قال: «وقوله: ##كلَنَا وهنوا بو
وَأجْمَعوأ*. فأدخلت الواو في الجواب» كما قال امرؤ القيس :
لما أَجَرْنَا سَاحةً الحَيّ وانْتَحَى © بنا بَطْنَ حَبْتِ ذِي قاف عَقَنْقَلِ!"
فأدخل «الواو» في جَواب «لَمّا»ء وإِنّما الكلام : فلمًا أجزنا ساحة
الحئ» انتحى بنا. وكذلك: فما دَهَبوأ بو وَأَجمْعوا» لأن قوله:
#وَأجمعوا» هو الجواب»
وقد سار المفسرون على هذا المنوال في اعتمادهم على الشاهد
الشعري منفرداً في كثير من المسائل» وهذا ظاهر للناظر في كتبهه””'.
- الاعتماد على الشاهد الشعري بتقديمه على غيره من الشواهد:
لم يتبين لي تعليل مقبول في ترتيب الشواهد عند المفسرين» وإنما
يستشهد المفسر على مسألته بما يرد على ذهنه أول وهلة وبما يحضره
حين تأليفه للكتاب» ومن ذلك قول أبي جعفر النحاس وهو يبين منهجه
/١١ VV تفسير القرطبي VY أمالي , بن الشجري «۲/١ الحماسة البصرية )١(
A۲
(۲) تفسير الطبري (شاكر) ."55 "55/١ (۳) انظر: ديوانه .۱٤١
(5) تفسير الطبري (شاكر) 6١/5/ا 5
(5) انظر: الكشاف ۲۳۷/۳ د ۲۹۱ ۳٦٤ المحرر الوجیز N۷۹۰٤ ۰٥0۸/۳
6 الجامع لأحكام القرآن ۲۲۷/۱ دلا الاك ۲۹۱ ۳/۳ ۳٤٢ ۱١۸
مدى اعتماد المفسرين على الشاهد الشعري في التفسير
في إيراد مسائل اللغة وشواهدها في كتابه: «وأذكرٌ مِن قول الجلَّةِ من
العلماء باللغةء وأهل النْظر ما حَضرني»' ثم لا يزال يكثر الأدلة حتى
يستوفي . ويقول أبو حيان وهو يذكر صور «(من» في اللغة وجوازٌ أن
يحمل الكلام على لفظها أو على معناهاء فلما ذكرٌ «مَنْ» الموصوفة قال:
اليس ين محفوظي مِنْ كلام العرب مراعاة المَعْنى» ٠ عيبي تقول : : مررت
بمن مخينون لل" .
فدل على أنه يستشهد بما يحضره حال إملائه لتأليفه › أو تأليفه. بل
ا ا فلا تقع له
. من الشعر» 98 عن لفظة 2 اجهنّم)ء وهل كرت في الشعر القديم فقال ۰
هذا يحتاج إلى تتبع وظْلْب» وقد تذكرت» فلم أذكر إلا شيئاً وجدته فى
شعر أمية بن أبي الُصلت قال. . .. قُمَّ ذَكَرَ أبياتاً. ومثله الجاحظ
«وما أحسن ما قال النمر بن تولب» ولقد جهدت أن أصيب بيت شعر
مثل هذا للعرب فما قدرت عليه“ .
عير أن تقديم المفسر في استشهاده للشاهد الشعري على غيره
يوحي بنوع مَرِْيّةِ له وقد تقدم الإشارة إلى منهج المفسرين في ترتيب
الشواهد الشعريةء وأنهم كثيراً ما يصدرون الأدلة بالشاهد الشعري» ومن
أمثلة تقديم الشاهد الشعري» مما يوحي باعتماده» والاعتضاد بِمَا بعده»
ومن ذلك قول الطبري عند تفسيره لقوله تعالى: يوم يفول الْمَتَففُونَ
وألمفقَت لذب اموا أنظرويًا تقس من ورک [الحديد: :]١ «يقال منه:
2
نرت الرجل أنظره نظرة» بمعنى : انتظرته ورقبته» ومنه قول الحطيئة :
.١5؟/١ انظر: الدر المصون )۲( .57”/١ معاني القرآن الكريم )١(
.۲۹۳ البرصان والعرجان )٤( المسائل والأجوبة ؟5. )۳(
01 (الشاهر (لشعري في تفسير القرآن الكريم
وقد نظو نكمأ عشاء صّادرة للحّمس طالَ پا حَوزي وتَنْسّاسي7""
ومنه قول الله كك : #يرم يفول المقفون والْمتفِاتٌ للبت اموا انظروا
قلس من وک [الحديد: ]1١7 يعني به : انتظرونا»! 0
فقدم الشاهد الشعري على الشاهد من القرآن في استشهاده» وفعل
مثل ذلك في كثير من المواضع في تفسيره» ومثله بقية المفسرين .
استيفاء جوانب الاستشهاد فی الشاهد الشعرى :
) يعد المفسرون الشاهد الشعري وتفه لغوية؛ وجه مقبولة» ولذلك
يقلبونه على وجوهه» فيستقصون کل ما یمکن أن يدل عليه هذا البيت من
اللغة والدحو والبلاغة. وقد دمت الإشارة إلى طرف من هذا عند
الحديث عن أنواع الشاهد الشعريء وَسَّمّيتَ هذا النوعَ ب«الشواهدٍ
المشتركة». لكن أكتفى هنا بالإشارة إلى هذه المسألة لكونها صورة من
صور أاعتماد المفسرين على الشاهد الشعري» وحرصهم على استفياء
جميع دلالاته. وأكتفي بيثال واحد للدلالة على هذا الجانب» مع ما
ورد في كتب التفسير قول الشاعر:
قبل سيل جاء من عند الله يَحُْردُحُرْدَ الجِنَةٍ المُيلة“
وقد ذكر بعض المفسرين أن هذا الشاهدَ موضوعء ومع ذلك
استشهدٌ به المفسرون بكافة وجُوهه» فاستشهدوا ببَانبه اللغوي على معنى
ر
قوله: رر 2# في قوله تعالى : وعدا عل حرج قدي | 10 [القلم: 6؟].
49 تفسير الطبري (شاكر) ٤٦۷/۲ ۔ 454.
(۳) سب لحسان بن ثابت كما في إصلاح المنطق 00 , ٢ ولیس في ديوانه» قال أبو
حاتم : هذا البيت مصنوعٌ» صَنَعَهُ من لا أَحْسَنَ الله ذكره يعني قطرباً. وقوله: المُغْلّة
يحتمل أن يكونّ من العْلّةٍ التي هى العطش. وأن يكون من العَلّةِ التي هي الريع
والفائدة. انظر: اللآلي شرح الأمالي ١ وانظر حاشية الميمني.
مدى اعتماد المفسرين على الشاهد الشعري في التفسير |
فقال الطبري: «فإذا كان... غير جائز عندنا أن يتعدى ما ألجمعت عليه
الحجةء فما صح من الأقوال في ذلك إلا أحد الأقوال التي ذكرناها عن
أهل العلم. وإذا كان ذلك كذلك» وكان المعروفٌ من معنى الحَرّدٍ في
كلام العرب القََصْدَّء من قولهم: قد حَرِدٌ فلانَُ حَرْدٌ قُلانٍِ: إذا قَصَدَ
قَصده» ومنه قول الراجر:
وجَاء سيل كان مِنْ أمر الله يَحْرِدُحَرْدَ الجنةالمُغلة
يعني : يقصد قصدذهاء صح أن الذي هو أولى بتأويل الآية قول من
قال: معنى قوله: #وغدة عل حر قَدِرنَ (09* وغدوا على أمر قد قصدوه
واعتمدوةُ واستسروه بينهم قادرين عليه في أنفسهم»'.
واستشهدوا به على حذف الألف الأخيرة من لفظ الجلالة (الله) من
باب التخفيف» وهي لغة لبعض العرب» قال ابن عطية: «وحذفت الألف
الأخيرة من «الله» لثلا يشكل بخط اللات» وقيل: طرحت تخفيفاً وقيل :
هي لغةٌ فاستعملت في الخط. ومنها قول الشاعر ابن الأعرابي :
أقبلّ سيل جاءمن أمراللّه يَحْرِدُحَرْدَ الجنَةٍ المُغْلَّهُ".
كما استشهدوا به على التخفيف في اللغة فقال القرطبي : «وحكى
المهدوي عن النخعي وابن وثاب ثلاث وربع بغير ألف في ربع فهو
مقصور من رباع إستخفافا كما قال:
أقبلّ سيل جاء من عند الله يَحْرِدُ حَرد الجئَّةٍ المُغْلَّه)”".
فهذه ثلاثة أوجه استشهدٌ عليها بشاهد شعري واحد» بحيث استوفى
المفسرون ما فيه من أوجه الاستشهادء وربما زادت أوجه الاستشهاد في
بعض الأبيات عن هذاء وربما لم يكن في البيت إلا وجه واحد» وكل
)١( تفسير الطبري (هجر) 2174/77 المحرر الوجيز 87/١5 28 الجامع لأحكام
القرآن ۱۸/ .۲٤۲
(۲) المحرر الوجيز .5۸/١ (۳) الجامع لأحكام القرآن .١5/0
م الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
هذا دليل على عناية المفسرين بما بين أيديهم من الشواهد الشعرية»
0 00 وله .3
والحرص على حسن تصريفهاء والاستفادة منها في تفسيرهم للقرآن”'' .
مدى اعتماد الشاهد الشعري في تفسير الطبري :
أخذ الإمام الطبري الشواهد الشعرية عن السابقين من العلماء
والرواة والمؤلفات. وأضاف إليهاء حتى فاقت عنده غيرها من الشواهد»
وقد كان حريصاً على الشعر في الاحتجاج لما يذهب إليه”"» وكان
يورده عقب الشواهد القرآنية مرة» وبعد النص المفسر مرة أخرى.
فيشرحهء ويبين حكمهء ويوازن ما دل عليه الشاهد الشعري بما فى الآية
المفسرة تمهيداً لاختيار الراجح عنده في تفسير الآية بناء على ما تبين له
من الأوجه والأدلة» بأسلوب واضح.ء وبيانٍ سديد.
والطبري قد تميز في تفسيره بالعناية الكبيرة بالشاهد» وله عنده
معنى أوسع من معنى الشاهد الشعري» فكل ما يشهد لصحة التفسير من
القرآن أو الحديث أو لغة العرب فهو يعد شاهداً عند الطبري» ومن ذلك
قوله: «وقد بَيَّئَا معنى الطاغوت فيما مضى بشواهد من الروايات
وغيرها»” ". ويردد كثيراً عبارات تؤدي هذا المعنى مثل قوله: «وقد بينا
ذلك بشواهده بما أغنى عن إعادته»» وقوله: «وقد ذكرنا بعض الشواهد
في ذلك من شعرهم فيما مضى6””*'. ويتردد مصطلح الشاهد كثيراً في
تفسير الطبري بشكل يفوق غيره من المفسرين» بل ويزيد على أصحاب
.١77/١9 الجامع لأحكام القرآن »55/١ انظر: المحرر الوجيز )١(
(؟) ظهرت سعة رواية الطبري للشعر في تاريخه أيضاًء فقد أورد فيه أشعار ستمائة شاعر
من مختلف العصور› وبلغت شواهده AEA ببتأ» ما بين قصيد ورجر» طوال
وقصارء وأورد كثيراً من شعر المحدثين كأبي تمام وبشار» مما يدل على معرفته بشعر
المتأخرين» والتزامه في التفسير بشعراء الاحتجاج المتفق عليهم. انظر: الطبري
(۳) تفسير الطبري (شاكر) .٤٤ /٠١ (5) تفسير الطبري (شاكر) .١1514/7
مدى اعتماد المفسرين على الشاهد الشعري في التفسير
كتب المعاني الذين كان لهم سبق في العناية بالشواهد الشعرية في
التفسير .
ويَعَبّر الطبري بتعبيراتٍ أخرى في معنى الشاهد» قد تكون قريبة
المعنى مع الفرق الدقيق في الدلالة» كمصطلح الاحتجاج”'.
والتمثيل ٠ والدليل”"» والاعتلال”*'» والانتزاع ٠ وكلها تعبيرات
يقصد بها الطبري ما يقصده بالشاهد في تفسيره؛ لأن الشاهد عند الطبري
له مفهومٌ مشتقٌّ من الأصل العام الذي اعتمده في تفسيره» وهو التأكيد
على الحجة» والنقل الصحيح المستفيض المستند إلى الدليل .
وقد قمت بخصر ما ورد في الجزء الأول من تفسيره الذي تضمن
تفسير سورة الفاتحة وثلاثاً وأربعين آية من سورة البقرة» فوجدته استشهد
بمائتين وأربعين آية قرآنية تقريباً» وثمانِمائة وتسعةٍ وثلاثين حديثاً وأثراء
ومائة وثلائة وستين شاهداً شعرياً» وتحتلف بقية الأجزاءء فتزيد الآثار
أحياناً على شواهد الشعرء وتزيد الشواهد الشعرية على الآثار في بعض»
مع ملاحظة أن الروايات والآثار التي يستشهد بها تتكرر كثيراً» بخلاف
الشواهد الشعرية التي يندر تكررها.
وقد اعتمد الطبري على الشاهد الشعري فى الاستدلال اللغوي على
غريب القرآن» وشرح المفردات» وشرح الأساليب النحوية والبلاغية:
وغير ذلك» ومن أمثلة ذلك :
أولاً: اعتماد الطبري الشاهد الشعري في تفسير اللفظة الغريبة:
يعتمد الطبري كثيراً فى تفسيره لغريب القرآن على شواهد الشعرء
.٤۸۳ /9 انظر: تفسير الطبري (شاكر) )١(
(۲) انظر: تفسير الطبري (شاكر) ۲/ .٠٠١
(۳) انظر: تفسير الطبري (شاكر) ٥۳/۱۳ ۱۷۷/۱۲ ٠۰٥/۱ (هجر) 755/ 705/.
)٤( انظر: تفسير الطبري (شاكر) ۰٤۳۹/۱ (هجر) .7١5/75
.)عزن(٠١ا- ١١5/١5 لسان العرب ۲۳٠/۲ انظر: تفسير الطبري (شاكر) )٠(
e. (لشاهر (الشعري في تفسير القرآن الكريم
وقد أورد عدداً كبيراً من الشواهد الشعرية لغريب القرآن» وفاقت شواهد
الغريب في تفسيره جميع الشواهد الشعرية فبلغت أكثر من النصف من
شواهده» ولو جَمّع باحث مفرداتٍ غريب القرآن من تفسير الطبري مع
شواهدها من الشعرء لخرج في كتاب لطي ينتفع به“ ,
وقد أضاف الطبري كثيراً من شواهد غريب القرآن لم يستعملها من
قىله »› وجانب الغريب قد لقى عناية من المفسرين» ولذلك يقول أبو حاتم
الرازي بعد أن نقل عن أبي عبيدة استدلاله بالشعر على تفسير القرآن:
«يَجوزٌ هذا عندي فيما كان من الغريب والإعراب» فأما ما كان من
الحلال والحرام» والأمر والنهي. والناسخ والمنسوخ. فليس لبشر أن
يتكلم فيه برأيه؛ إلا ما فسرته سنة رسول الله يلي وقاله الصحابة
والتابعون» ' . .. وهذا هو الذي يحتج العلماء - من المفسرين وغيرهم -
القرآن وترکیبه» ه دول حلال وحرامه» فاد مدل ل فيهاء ولذلك قال ابن
ارس «لْغة العرب - ومنها الشغر د يحتج بها فيما اختلف فيه » إذا کان
ومجازء أو ما أشبه ذلك» فأما الذي سبيله الاستنباط› 5 ما فيه لدلائل
العقل مجال» فإن العرب وغيرهم فيه سواء؟ أن سائل لو سأل عن
دلالة من دلائل التوحيد» أو حجةٍ في أصل فقي أو فرعه. لم يكن
اللغات)7" .
سر دو
جاء عند تعسيره لقوله تعالى : #إياك تعمد [الفاتحة: 0] حيث ذهب إلى
2230 حاول الدكتور عبد الرحمن عميرة ذلك فأخرج كتابه «لغخة العرب من ته تفسير الطبري»
لكن فاته الكثير من المفردات والشواهد.
(۲) الزينة .٠١۷/١ (۳) الصاحبي .٤٩
مدى اعتماد المفسرين على الشاهد الشعري في التفسير
أن معناها: «لك اللهم نَخْسْعٌ ونل ونستكينٌ إقراراً لك يا ريّنا بالربوبية
لا لغيرك.
وقد كان اختياره هذا التفسيرّ بناءً على ما روي عن العّرب في
أشعارهاء وتسميتها الخشوع والذلةَ والاستكانةً عبادةٌ» وتسميتها الطريق
المُذلل الذي وطتته الأقدامٌُ مُعبّداً فقال في ذلك: «وإنما اخترنا البيانَ
عن تأويله بأنه بمعنى تَحْشْعٌ ونذل ونستكينٌ » دون البيانٍ عنه بِأنّه بمعنى
ترجو ونخافُ وإن كان الرجاءٌ والخُوفٌ لا يكونان إلا مع ذلةٍ لأن
العبودية» عند جَميع العرب» أصلها الذلةٌ» وأنّها تُسمّى الطريق المذلل
الذي قد وطتته الأقدام» وذللتة السابلة: مُعبّداًء ومن ذلك قول طرفةً بن
العبد:
عاب
(N) عرسي
ناري عَِانَاً تاجياتٍ. وانْبَعَتْ ١ وَظِيْنَاً وَظِبْمَاً فوقَ مور مُعَبَدٍ
يعني بالمور: الطريقٌ» وبالمعمّلٍ: المُدَلّلَ الموطوء»"وهذا النقل
يغنى عن التدليل على اعتماد الطبري على الشاهد الشعري المذكور وغيره
مِمَا لم يذكره.
- وهذا مثالٌ آخر يدلٌ على مدى اعتماد الطبري على الشاهد
الشعري» وثقته به في تمثيله للغة العرب أصدق تمثيل» حيث جاء عند
تفسير قوله تعالى: لوَإِمًا ات من موم يانه اند الهم على سوا إن لله
لا حب لين 469 الأنفال: ۸٠]ء فذكر أقوال المفسرين فى معنى قوله
Ty
تعالى : #عل سَوَاهِ #. وهي ثلاثة أقوال:
الأول: بمعنى فانبذ إليهم على عَذلِ» حتى يعتدل علمك وعلمهم
.١6١ /١ تفسير الطبري (شاكر) )١(
(۲) يصف ناقته» ومعنى تباري: تجاريها وتسابقهاء والعتاق هي الكريمة الأصل.
والناجية: السريعة» والوظيف: من رسخي البعير إلى ركبتيه في يديه» والوظيف في
البيت هو خف الناقة. انظر: ديوانه 6 .١
(۳) تفسير الطبري (شاكر) .١5١7/١
31 للشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
بما عليه بعضكم لبعض من المحاربة» والثاني: أن السواء بمعنى الوسّط.
والثالث: أن السواء بمعنى المَهّل. )
فأما القول الأول فاستشهد له بقول الراجز:
وأضرب وُجوة المُدُرٍ الأفداء حتى يُحِيبِوكٌَ إلى السواء“
يعني : إلى العدل.
وأما القول الثانى» وهو أن السواء بمعنى الوسط» فاستشهد له
بقول حسان: ۰
يا ويح أنصار النّبِيّ رهطو بَعْدَ المُعَيِّبِ في سَوَاءٍ المُلْحَدِا"
بمعنى : في وَسط اللَّحْدِ. ثم علق الطبري على ذلك تعليقاً ينبي عن
اعتداده بالشاهد الشعري في التفسير فقال: «وكذلك هذه المعاني
متقاربة؛ لأن «العَدّلَ) وسَط لا يعلو فوق الحق» ولا يقصر عنه. وكذلك
«الوّسَطظ) عَذَلٌ. واستواء عِلم الفريقين فيما عليه بعضهم لبعض بعد
المهادنة عَذْكَ من الفِعْل وَوَسَظ.
وأمًا الذي قاله الوليدٌ , بن مسلم" " من أن معناة: المَهَلّء ّما لا
أعلم له وَجِهاً في كلام العرب»! “. فانظر كيف احتمل الطبري وقَبِلَ ما
جاءت به الشواهد من معاني اللفظة ما لم تتعارض معانيهاء ورده ما لم
تيده الشواهد أنه من لغة العرب. وأمثلة هذا كثيرة في تفسيره””".
وربما تجاوز الطبري شرح اللفظة الغريبة» إلى بيان اللفظة الفصيحة
من غيرها معتمداً على الشاهد الشعري في ذلك وبَيانٍ أن الآية قد
.١5؟ لم أجده ولم أعرف قائله. (۲) انظر: ديوانه )١(
(۳) هو عالم أهل الشام وحافظهمء من تلاميذ سفيان بن عيينة» ومن شيوخ أحمد بن
حنبل › توفي مرجعه من الحج عام ٤ هه. وكان ثقة إذا صرح بالتحديث لاتهامه
بالتدليس. انظر: طبقات ابن سعد ۷/ ۰٤۷١ سير اعلام النبلاء ۲۱۱/۹.
.۲۷/۱٤ تفسير الطبري (شاکر) (٤)
۲/۷ ۵۷۳ ٥۳٤ ٥۲۳ ۰۱۷۰ ۰۱1۷/۱ انظر: تفسير الطبري (شاكر) )٥(
مدى اعتماد المفسرين على الشاهد الشعري في التفسير
جاءت على الأفصح من لغة العرب» وإن كان غيرهٌ فصيحاً جائزاً .
- ومن ذلك ما جاء عند تفسير قوله تعالى: ##وَسْكُروا لى ول
مَكْفبُونِ# [البقرة: ]٠٠١ حيث قال: «والعرب تقول: نصحت لكّ» وشكرتٌ
لك ولا تكاد تقول : نصحتّك . ورثّما قالت: شَكرتكٌ وتصحتكٌ» من
ذلك قول الشاع :
مع ےو وو وھ و ج (Donuts °° > SH 7o
وقال النابغة فى «نصحتك»:
َِ تخسن م هو 1ه م2ية1 و (OD qırr for % f
نصحت بَنِىي عوف فلم يَتقبلوا 2 رسولى ولم تنجح لديهم وسائِلي ٩ .
فالطبري قد اعتمد على الشاهد الشعري فى إثبات الأوجه اللغوية
الأخرى» التى تقولها العرب» مع أن الذي ورد فى القران الكريم هو
الأفصح.
ثانياً: اعتماد الطبري الشاهد الشعري في المسائل النحوية:
تعرضص الطبري في تمسيره لكثير من القضايا النحوية» ومن ذلك
توجيه الآيات من حيث الإعراب» وقد كان للشاهد الشعري حضور ظاهر
فى مثل هذه المسائل» وقد بلغت شواهد النحو الشعرية فى تفسير الطبري
ماكتان وثلاثين شاهداً شعرياً »)77٠0( وكلها لشعراء الاحتجاج» وقد تابع
الكوفيين في شواهده. فهو يذكر معظم إن لم يكن كل شواهد الكوفيين
النحوية» ويذهب في توجيهها مذهبهم» ولا سيما الفراءء فهو أكثر
النحويين الذين تكرر ذكرهم في تفسيره» ولذلك فقد عده بعض الباحثين
كوفى المذهب فی الح .
.٤٤۷/١ هو عمر بن لجأ كما فى البحر المحيط )١(
(؟) معاني القرآن للفراء .47/١ (۳) انظر: ديوانه .١57
(4) تفسير الطبري (شاكر) ۳/ 717.
(5) انظر: الطبري النحوي من خلال تفسيره لزكي الألوسي 57.
41٤ الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
ومن أمثلة ذلك ما جاء عند تفسيره لقوله تعالى : #وَأَفَامٌ الصَّلرةٌ
وا ارده وَالْمويت دهم لدا عَهَدُوا وَاصَبِرِنَ فى الباساء لسري وَين
الاس 4 [البقرة: ۱۷۷]» وهو بين سَببَ نَضْب #وَالصَّديرِنَ © في هذه القراءة»
حيث يقولٌ: «وأمًا (الصّابرين) قَنَضْبٌ» وهو مِنْ نَّعْتِ «مَنْ» على وجه
المدح؛ لأنّ من شأن العَرّب إذا تطاولت صفة الواحد الاعتراضٌ
بالمدح والذمّ بالنصب أحياناًء وبالرّفع أحياناًء كما قال الشاء :
إلى المَلِك لعزم وان الهُمَام وَلَيْتَ الكتيبة في المُرْدَحَمْ .
وذا الرأي جين تم م الأممورُ بِذَاتِ الصَّلِيلٍ وذات الل“
قَنَضَبَ «ليتٌ الكتيبة» ودا الرأي» على لماج والاسم قبلهُما
مَحْفوض ؛ لان من صفة واحلء ومنه قول الآخر
يت التي فيها الوم واضقث على كلك نهم وسَمَين
عُبُوتَ الوَرَى في كَل مَحْلٍ وَأَرْمٍَ أَسُود الشرَى يَحْمينَ كَل عَرينِ)”"
فقد اعتمد الطبري فى هذه المسألة النحوية» وهي وجه نصب
«الصَّابِرينَ) في هذه الآيةع على شاهدين من شواهد الشعر المحتج به
مع بيان وجه الاستشهاد فيهماء وحكى القول الآخر في توجيه النصب
بصيغةٍ تدل على تضعيف هذا القول فقال: «وقد زعم بعضهم”“ أن قوله:
#وَالصَدِيرتَ فى البَأسَة» نصِب غَطفاً على الاين [البقرة: 1۱۷۷ . ولم
يزد على ذلك» مما يدل على اعتماده التوجيه الذي تشهد له شواهد
الشعرء والتي أورد شاهدين منها .
)01( لم أعرف قائلهما.
(؟) معاني القرآن للفراء ٠٠١/١ خزانة الأدب ٤٥١/١ الإنصاف 6/ا".
(۳) تفسير الطبري (شاكر) ۳/ ٣٣۲ _ 307,
(6) هو الفراء كما في معاني القرآن ٠١8/١ وما بعدها.
(0) تفسير القرطبي (شاكر) ۳/ .٠٠۳
ثالقاً: اعتماد الطبري الشاهد الشعري في شرحه لنظم الآية:
يحتكم الطبري في تفسيره لأسلوب العرب في خطابها وكلامهاء
ومن أمثل ما يمكن الموازنة به من لغتها شِعْرَها المحفوظ الموثوق
بروايته» وقد كان الطبري يوازن بين الأسلوب في الآية القرآنية والشاهد
الشعري .
- ومن أمثلة ذلك قوله: «وأما معنى قوله: #لولا متا ال4
[البقرة: 118] فإنه بمّعنى: هلا يكلمنا الله» كما قال الأشهبٌ بن رمَيلة :
عدون عفر اليب أفضلٌ مَحِدِكُمْ بني ضَوْطرى ولا لكي الم !9
بمعنى : هلا تَعْدُون الكمي الْمُقنّعا)” ".
فاعتمد الطبري على هذا الشاهدٍ الشعري في أن «لولا» في الآيةٍ
بمعنى: هَلّا. وأنْ معنى البيت:لولا تعُدونَ الكميّ» أو لولا تبارزون
الكميّ» وهو الفارس الشجاع“. وتابعه ابن عطية في ذلك .
وقد يكون إيراده للشاهد الشعري من باب الاعتضاد به» وليس من
باب الاعتماد عليه اعتماداً كلياً» ومثال ذلك قوله وهو يْبَيّنُ أن العرب
تعدّي فعلَ «هَدَى) بنفسه وبالحرفي: «والعرب تقول: هديت فلاناً الطريق»
وهديته للطريق». وهديته إلى الطريق» إذا أرشدته إليه؛ وسدّدته له. وبكل
ذلك جاء القرآن» قال الله جل ثناؤه: #وقالوا لحد يِه الى هَدَكنًا لهذا
[الأعراف: »]٤١ وقال في موضع آخر : دنه 57 لک حرط سف
[النحل: ١؟7١]» وقال: «اهدنا أرط افيد tO [الفاتحة: 5].
)١( ليس البيت لهء وإنما هو لجرير بن عطية» ولعله تابع أبا عبيدة كما في مجاز القرآن
١ وقد نسبه أبو عبيدة لجرير في النقائض 2877/78 أمالي ابن الشجري 175/١
(؟) ديوان جرير ۰۳۳۸ خزانة الآدب ٥٥/۳ ,7557/١ - 50.
(۳) تفسير الطبري (شاكر) .٥٥۳ _ ٥٥۲/۲
(:) انظر: الجنى الداني 505. (6) انظر: المحرر الوجيز ."٤١/١
بع شار (الشعري في تفسيرالقرآن الكريم
وكل ذلك فاش في منطقهاء موجودٌ في كلامهاء من ذلك قول
الشاعر:
أسْتغفرٌ الله ذبا لست مُحْصِبَهٌُ رب العِبَاقٍ ليه الخ والعَمّأ ٠
يريد: أستغفر الله لذنب» كما قال جل ثناؤه: «#واسْتَغْفِرٌ لِدَيْلكَ»
[غافر: »]٠١ ومنه قول نابغة بني ذبيان :
نَيَصِيْدُنَا العَيْرَ المُوِل بحْضْرِوِ 2 قبل الوّنّى والأَشْعَبَ التبا“
يريدٌ: فيصيدٌ لاء وذلكَ كثيرٌ في أشعارهم وكلامهم: وفيما ذكرنا
منه كفاية)7" .
وفي هذا المثال كان يكفي ما ذكره الطبري من الآيات القرانية
الدالة على ما أراد من تعدية الفعلٍ «هَدَى) بنفسه» وباللام » وب«إلى»)» غير
أنه عَضَدَ ما ذكره من الآيات» بمّا ورد في : شعر العرب على وجه
الاختصارء والإشارة إلى كثرة ذلك في كلامهم وشعرهم على حد سواء»
ولا شك أن هذا أدعى لاطمئنان القارئ وتسليمه بحجة المفسرء
والاقتناع برا :
رابعاً: اعتماد الطبري الشاهد الشعري في إبضاح بلاغة الآسات:
لم يكن الطبري يخلب جانب البلاغة في تفسيره» وإنما كان أحياناً
يفف مع بللاغة بعض الآيات» ويكشف عن وجه البلاغة فيها» ويستعين
فى ذلك بما بين يديه من شواهد الشعر.
من أمثلة ذلك ما جاء عند تفسيره قوله تعالى : لي وسارعوا إل
»١۷/١ غير منسوب» وهو من أبيات الكتاب التي لم يعرف قائلها كما في الكتاب )١(
ظ .485/١ خزانة الأدب
(؟) لم أجده في ديوانه» وله قصيدة على الوزن نفسه والقافية 7٠٠١ ليس منها البيت.
(۳) تفسير الطبري (شاكر) ١59/١ -
(:) انظر: تفسير الطبري (شاكر) ۲/ .٠٤١
بر سم
عفرو من ربكم َة ها أَلسَمُوتٌ وَالْأَرْضُ ُِدَّتٌ لِمْتَّفِينَ ©4 [آل
عمران: wr فقد بين ا5 معنى الآيةَ: بادروا إلى ما يسترٌ ر عليكم ذنوتكم
يِن رَحْمةٍ الله» وما يغطيها عليكم مِنْ عَفووِء وبادروا أيضاً إلى جنةٍ
عَرضُها كعرض السمواتٍ السبع. والأرضينَ السبع إذا ضُمَّ بعضها إلى
بعض» ثم قال: «وَإِنَّمَا قيل : وَجَنَّةِ عَرْضهَا آَلسَموتُ والأرش)» فوصت
عرضها بالسمواتِ والأَرَضِينء والمعنى ما وصفقْنَاء من وصفِ عرضها
بعرض السموات والأرض تشبيهاً به في السَّعَةٍ ة والعظمء > كما قيل: ما
َلك وآ دك إل ست وس الان ٨۸ يعني : إلا كَبعثِ تفس
واحدة» وكما قال الشاعر
مَأ عَذِيرَهُمْ يِجَنُوبٍ سِلَّى نَعَامٌقَاقَّ في بَلَدٍ بَلْدِقِمَار"ا
أي: عذير نعَام؟ وكما قال إل :
حَسِبْتَ ؛ اي عَنَاَاًا وماهى_ويبّ غيْرِكَ بالعتاق
وهذا الذي انار ا لطبرى معتمداً على شواهد الشعر هو من
باب حذفي المضافي دون المضاف إليه» وقد خذف لدلالةٍ ما تقدم عليه
من جهقء ولإفادة معني لم يكن ليحصل للسامع لو لم يحذفٍ
المضاف"*. وهو باب من أبواب البلاغة.
هلا شيء من صور اعتماد الإمام الطبري على الشاهد الشعري في
تفسيره اجامع البيان»» والذي يعد بِحَقٌّ أقدرٌ المفسرين على الاستفادة من
)۱( هو شقيق بن جزء بن رياح الباهلي.
(0) الكامل 8/ ١٠١٠ء وسِلَى موضمٌ بالبادية. انظر: معجم البلدان Y/Y
(۳) هو ذو الخرق الطهوي كما نسبه الطبري نفسه فى التفسير (شاكر) 779/9.
(5) يصف ذتباً تبعه» كما في معاني القرآن للفراء /١ 277 مجالس ثعلب .51/١
)٥( تفسير الطبري (شاكر) ۲۰۷/۷ ۔ ۲۰۸.
() انظر: الصاحبي ۳۳۷. خصائص التعبير القرآني للمطعني ٤/۲ -
71 الشاهر الشري في تفسير القرآن الكريم
الشاهد الشعري» وأبصرهم بمواطنهٍ اللائقة به للاعتمادٍ عليد» أو
الاعتضاد به في تفسير القرآن الكريم» وقل من جاء بعده من المفسرين
إلا وانتفع بما كتبه وسار عليه في تفسيره مما يتعلق بالشاهد الشعري على
وجه الخصوص .
مدى الاعتماد على الشاهد الشعري في تفسير الزمخشري :
وأما الزمخشريّ فقد كانت عنايته بالشواهد الشعرية» واعتماده
عليها أقلّ ظهوراً من الطبري» وإن كان استفاد منها في تفسيره» غير أنه
لم يكثر منهاء ومن أمثلة اعتماد الزمخشري على الشاهد الشعري في
تفسيره مأ يلي :
أولاً: اعتماد الشاهد الشعري في الاستشهاد للمعنى:
يعتمد الزمخشري على الشاهد الشعري في الاستشهاد لمعنى اللفظة
التى يشرحهاء ومن ذلك استشهاده للدلالة على أن الشكر يكون بالقلب
واللسان والجوارح بخلاف الحمدء قوله: «وأما الشكر فعلى النعمة
خاصةء وهو بالقلب واللسان والجوارح» قال"'':
ناكم التَعماء يني ئَلائة يدي وَلِسَانِي والضَّميرَ المُحَجَا0)
والحمدٌ باللسان وحده» فهو إحدى شُعَب الشكر»". وهذا
استشهاد معنو من الزمخشري على أن الشّكْرٌ يُطلق على أفعالٍ الموارد
الثلاثة: اليد واللسانء والقلب. وقد وجدث استشهادً الزمخشري
للمعنى يكثرٌ بأشعارٍ المتأخرين من الشعراء كأبي مام والمتنبي» غير أنه
لا يَحتج بهم للفظ الغريب» إلا في موضع واحدٍ من تفسيره عند قوله
تعالى: وا اطم عَلَيمَ مَامُوأ4 [البقرة: »]۲١ حيث استشهد ببيت لأبي تمام
)۱( لم أجده.
(۲) تفسير ابن كثير ۰۲۲/۱ غرائب الفرقان .47/١
(۳) الكشاف .١١١/١
مدى اعتماد المفسرين على الشاهد الشعري في التفسير 4
حبيب بن أوس فقال: «وأظلم : يُحتمل أن يكون غير متعدٍ وهو الظاهر.
وأن يكون متعدياً منقولاً من ظلم الليل؛ وتشهد له قراءة يزيد بن قطيب:
(أَظْلِم) على ما لمش فاعله"''. وجاء في شعر حبيب بن أوس :
هما أظلما حالي ث ثَمَتَ أجليًا ظلاميهما عن وجه آمرد أشيب'"
وهو وإن كان مُحْدَثاً لا يُستشهد بشعره في اللغة» فهو من
علماء العربية» فاجعل ما يقوله بمنزلة ما يرويه. ألا ترى إلى قول
العلماء: الدليل عليه بيت الحماسة» فيقتنعون بذلك لوثوقهم بروايته
وإتقانه" '. فهو هنا أورد البيت بعد القراءة الشاذة» فهو لم يورده
بمفرده مع أنه احتج لما ذهب إليه باعتماد العلماء لروايته» فقاس لغته
على روايته مع الفارق. وقد اشتهر قول الزمخشري هذاء غير أنه لم
يوافقه عليه أحدء وفرقوا بين ثقته فيما ينقل» والاحتجاج بلغته» وقد
تقدم .
ومن ذلك أنه استشهد بقول أبي تمام للمعنى في قوله: «فإن قلت:
لا يخلو الأمر بالعبادة من أن يكون متوجها إلى المؤمنين والكافرين
جميعاً. أو إلى كفار مكة خاصة» على ما روى عن علقمة والحسن.
فالمؤمنون عابدون ربهم» فكيف أمروا بما هم ملتبسون به؟ وهل هو إلا
كقول القائل :
)١( نقلها أبو حيان عن الزمخشري في البحر المحيط ۰۹٠/١ وفي النهر الماد كذلك له
“8/١ وفي المحرر الوجیز ١١94/١ نسبها للضحاك. ولم يتعرض لها ابن جني في
كتابه «المحتسب».
(0) ديوان أبي تام ٠۳١ وفي شرح التبريزي لديوان أبي تمام :١6١ /١ «جعل أظلم ها
هنا متعدياً» وذلك قليل في الاستعمال» وهو في القياس جائز» وهو على قياس من
قال ظلم الليل» في معنى أظلم. فإن ادعي أن أظلم ها هنا غير متعد» وأن حالي
منصوب كانتصاب الظرف» فإن قوله أجليا ظلاميهما يدفع ذلك لأنه عدى أجليا إلى
الظلامين) .
.۸۷ - 865/١ الكشاف )۳(
evo الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
فلو أني قَعَلتُ كنت کمن نس أله وَهِوَّ قائِم أن َة قو .
ثانياً: اعتماد الشاهد الشعري في تفسير اللفظة الغريبة:
ومن أمثلة ذلك قوله عند تفسير قوله تعالى: لفل بل مِلَدَ عر
ي [البقرة: ]١15 وهو يفسر المقصود بالحنيف في اللغة: «والحنف:
الميل في القدمين» وتَحَنّف إذا مَالَء وأنشد:
وَلكنًا 2 لِقَنَاإزْخلقنًا حَنيفَاً يثنا عَنْ گل دين .0¢(
استشهد على معنى الحنيف فى اللخة وأنه بمعنى المائل؛ بشاهد
من الشعر.
وربما يورد الشاهد الشعري بعد غيره من الشواهد اعتضاداً به
وتقوية للتفسير كما في قوله عند تفسير معنى الدين في قوله تعالى :
#مدلك يوم الب 44 [الفاتحة: :]٤ «ويوم الدين يوم الجزاءء ومنه
قولهم : كما تَدينٌ تدان» وبيب الحَمَّاسةٍ:
وَلْمْيَبْقَسِوى العُدرَانِ «هِنَاهُمْكمَادَانُوا
فقل أ: تى بالشاهد الشعري تأييداً لما تقدمه في شرح معنى الدين في
هذه الآية» وأمثلة ذلك عند الزمخشري كثيرة7" ,
204
.4*/١ ديوان أبي تمام. (0) الكشاف )١(
البيت لأبي قيس صيفي بن الأسلت الأوسي الجاهلي» ورواية البيت كما في السيرة )۳(
: النبوية
ولكنًا خلقتا إِذ خلقتا حبقا ويئتَا عن كَل جيل
انظر: السيرة النبوية لابن هشام »578/١ ديوانه /41» معاني القرآن للزجاج ۱
الدر المصون .١١۸/۲
(5:) الكشاف ١/١؟5.
)٥( الشاهد للفِنْدٍ الرّمّاني» والبيت من ثاني قصيدة في ديوان الحماسة لأبي تمام 7١ وقد
تقدم .
.١١١_ ۱۱١/۱ (؟) الكشاف
.4ق8٠ ٤١۹۱ ۳۹١ ۳٥۷/۱ انظر: الكشاف )۷(
مدى اعتماد المفسرين على الشاهد الشعري في التفسير 6
ثالقاً: اعتماد الشاهد الشعري في توجيه الآية نَحوياً:
تقدم أن المفسرين في توجيهاتهم الإعرابية لبعض الآيات يعتمدون
كثيراً على شواهد الشعر كعادة أهل النحو» ومن ذلك عند الزمخشري ما
جاء عند تفسيره لقوله تعالى: # هترا نه إلا ميلا € [البقرة : 4؟]
حيث ذكر قراءة بَىّ بن كعبء والأعمش بالرفع فقال: «وفرا أ أي
والأعمش : إلا کل بالرفع» وهذا من ميلهم مع المعنى؛ والإعراض
نتروا نه في معنى : فلم يُطيعوه» حمل عليه كأنه قيل : فلم يطيعوه
إلا قليل منهم» ونحوه قول الفرزدق :
ا 0 ناه قرام سم 2 شرع
ا ا 0 لم يدع مِنَ المَالِ إلا مُسْحَتاً أو مُجَلَّفْ
كانه قال : لم يَبْقّ من المال إلا مُسْحَتٌ أو أو مُجلف» .
فالزمخشري اعتمد في توضيح وجه القراءة بالرفع على بيت
البيت وجهان آخران ذكرهما التحويو 9
رابعاً: اعتماد الشاهد الشعري في بيان بلاغة القرآن:
عنِيَ الزمخشري في تفسيره بالجانب البلاغي» حتى إنه أقام تفسيره
عليه» وقد اعتمد على الشاهد الشعري في مواضع متعددة لتوضيح الوجه
)١( انظر: معانى القرآن للفراء »١777/١ الدر المصون 2560/١ معجم القراءات للخطيب
0/۱
(۲) تمام البيت:
وعَضنُ زَّمَانِ يا ابنَ مَروانَ لَمْ يَدَعُ 2 من المَال إلا مُسْحَتاً أو مُجَلّفُ
انظر: ديوانه 061.
(۳) الكشاف .٤۷١ - ٤۷٥/١
)٤( انظر: الخصائص!/ 1۱۹۹ء المحتسب ۱۸١ /١ الدر المصون ٥۲۸/۲ _ 2059 خزانة
الأدب ."٤۷/۲
البلاغي في الآية المفسرة. ومن ذلك عند تفسير قوله تعالى: إيّاك نعبد
وباك مين 0 [الفاتحة: ]٠0 حيث قال: «فإن قلت : لم عَدَكَ عن لفظ
الغيبة إلى لفظ الخطاب؟ قلت: هذا يسمى الالتفات في علم البيان» قد
يكون من الغيبة إلى الخطاب» ومن الخطاب إلى الغيبة. . . . وقد التفت
امرؤ القيس ثلاث التفاتات في ثلاثة أبيات :
تطاول ليلك بالإليد وتام الخَلي ولم ترفد
وباتَ وباك ثْلةليلةً كليلوؤي المَائِرٍالأَرْمَدِ
وذلك ين تبإجاءني اِحبّرتَهُعن أبي الأسوي“
فاستشهد بشعر امرئ القيس على هذا الأسلوب العربي الوارد في القرآن
في مواضع متعددة» وهو الالتفات. وقد أكثر الزمخشري من الاستشهاد
بالشاهد الشعري على الأساليب البلاغية في تفسيره» حتى شهر بذلك .
ومن ذلك أيضاً قوله عند تفسيره لقوله تعالى: لك ايت الكنب
لكي [يونس: ]١ وهو يشير إلى المجاز الحكمي» وهو وصف الشيء
بوصف محلثه فقال: «ذو الحكمة لاشتماله عليهاء ونطقه بهاء أو وصف
بصفة محدثة» قال الأعشى : '
ار
وغَريبةٍ تأتى المُلوك حكيمة َد قُلنَها لِيُقَالَ : مَنْ دا قال“
والأمثلة على ذلك عند الزمخشري كثيرة”*'.
خامساً: اعتماد الشاهد الشعري في توضيح اشتقاق الألفاظ:
ومن أمثلة ذلك قوله عند تفسير البسملة : «و«الله» أصله: الإله. قال(20.
.۷۷ انظر: ديوانه )۲( .١١159-31١١8/١ الكشاف )١(
(۳) الكشاف ؟”/1057.
(:) انظر: الكشاف «oF 2.5١٠ "9/١ 04« ١م لض cA “ىا CTIA موق
41.
. هو الشاعر البعيث بن خريث المجاشعي )٥(
مدى اعتماد المفسرين على الشاهد الشعري في التفسير سا۳[
ساس 4ه ۹ 7 f .5 ه- (Va
معاد الاله أن تكون كظببة ا ا 0 0 00
14 ع چ
ونُظيرة «الناس»» أصله: الأناس. قال”“:
2 7 7 2 و س
إن المنَايَاتطيفغفا على الأناس الآمِنِيِنَ""
فخذفت الهمزة» وعُوّض منها حرف التعريف» ولذلك قيل في
النداء: يا الله بالقطع› ؛ كما يقال: يا إله»“. ۰
ومن ذلك قوله وهو يفسر قوله تعالى: ل أول بيْتِ و تي وضع م لتاس
ری گ4 [آل عمران: 95]: ١(وبَكةٌ : موضع م المسجد» وقيل: اشتقاقها
من كه إذا رَحَمَه؛ لازدحام الناس فيها. . . . كأنّها سميت ببْكة وهي
البَحْمَةٌ ا
إذا الشريبُ أخحذئة الأكة فَخَلَهِ و حتى د بك EE
فاعتمد فى بیان اشتقاق اللفظة على الشاهد الشعري» وهناك
جوانب أخرى لدی الزمخشري اعتمد فيها على الشاهد الشعري سيأتي
تفصيلها عند الحديث عن أغراض إيراد الشاهد الشعري عند المفسرين.
مدى الاعتماد على الشاهد الشعرى فى تفسير المحرر الوجيز
لابن عطية 0
وأما ابن عطية» فقد سار على طريقة ابن جرير الطبري» فكانت
عنايته بالشواهد الشعرية بارزة» وأكثر من التعرض لشرحهاء والاعتراض
على ما ذكره أبو عبيدة أو ابن جرير في فهم هذه الشواهد. وقد اشتمل
)١( عجزه:
ولاكْمَيَةٍولا عَقيِلةرَبْرَبِ
انظر: شرح الحماسة للمرزوقي ۳۷۸ خزانة الأدب ۲۷۷/۲.
(۲) هو ذو الجدن الحميري . (۳) خزانة الآدب ۲۸۰/۲.
(:) الكشاف )٥( .٠١8- 3١/١ هو عامان بن كعب.
0) الشَّرِيبُ هو الذي يشرب معك أو يسقي معك إبله» والأكة هي سوء الخلق. انظر:
مقاييس اللغة 2.١8/١ 185.
47 الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
تفسيره «المُحرَّرٌ الوجيز» على ألف وتسعمائة وواحد وثمانين شاهداً شعرياً
.)۱۹۸١( اعتمد عليها في شرح المفردات والألفاظ الغريبة» وتوجيه
التراكيب النحوية وغير ذلك» مع الوقوف عند بعضها وقفات نقدية تدل
على مبلغ علمه بالشعر ونقده. وحسن بصره بالمعاني » ومن أمثلة ذلك :
أولاً: اعتماد الشاهد الشعري في النحو والإعراب:
كان ابن عطية على جانب كبير من علم العربية» وتفسيره حافل
بكثير من مباحث العربية نحوها وصرفها ولغتها. ولذلك قال السيوطي في
ترجمته: «وألف تفسير القرآن العظيم» وهو أصدق شاهد له بإمامته في
العربية وغيرها»'2. وقد اشتمل التفسير على الكثير من مسائل النحوء
والإعراب» ولا سيما عند الاختلاف في توجيه القراءات.
ومن أمثلة ذلك ما جاء عند تفسيره قوله تعالى: قل هَل تنكم بسر
من ذلك مثو عند آلو من لََنَهُ أله وَعَضب عله وَجَعَلَ منم القردة ولْفَارَ وعد
الوت [المائدة: ]٠٠ حيث ذكرٌ أحد أوجه قراءة (عَبَدَ) فقال: «وقرأ ابن
عباس » وإبراهيم بن أبي عبلة: (وعبد الطاغوت) بفتح العين والباء وكسر
التاء من (الطاغوت). وذلك على أن المراد: عَبَدَةٌ الطاغوت» وحُذفت
الهاء تخفيفاًء ومثلة قول الراج:”"” :
قَامَ وُلامًا فَسَقَومَا صَرْحَدَا"
أراد: وَلاتهَاء فحذف تخففا» .
وعند تفسير قوله تعالى: #أَفَحَكَ لهك يبون [المائدة: ١٠]ء ذكر
أنه: «قرأ يحيى بن وثاب والسلمي وأبو رجاء والأعرج (أفَحْكمُ) برفع
000 بغية الوعاة 1 )۲( م ار
(صرخد).
.٠٤١ ١577/80 المحرر الوجيز )6(
مدى اعتماد المفسرين على الشاهد الشعري في التفسير ___| ٢١
الميم. قال ابن مجاهد: وهي خطأء قال أبو الفتح: ليس كذلك» ولكنه
وجه غيره أقوى منه. وقد جاء في الشعرء قال آبو النجم :
قد أَصْبَحَتْ صْبَحَت أ الخِيَارٍ تدَعِى علي َنبا كُلَهُلَمْ اض
برفع (كل). قال القاضي أبو محمد هو ابن عطية: وهكذا
الرواية» وبها يتم المعنى الصحيح؛ لأنه أراد التبرؤ من جميع الذنب»
ولو نتصب دك لكان ظاهر قوله أنه صنع بعضه)”'' .
ومما يدل على اختياره لبعض الأوجه النحوية فى الآيات» أنه عند
تفسير قوله تعالى: 6 له لا مَنْتَحء أن صرب ملا ما بَمُوضَد َس
فَوقهَا* [البقرة: ]۲١ ذكر الأوجه الإعرابية ل«ما» في قوله: متلا ما
27 صد ثم قال: «والذي يترجح أن «ما) صفة مخصصة»ء كما تقول:
جئتك في أمر ما فتفيد النكرة تخصيصاً وتقريباً» ومنه قول أمية بن أبي
الصلت:
سَلَعٌّمَاوهِبِلُةُعُْسَرّمَا عَايِلمَاوعَالتٍالبَيْقُور'"
وبعوضة على هذا مفعول ثان)7*)
فابن عطية ذهب إلى أن إعراب (ما) أن تكون صلةً مُخصصةً» تفيدٌ
التخصيص والتقريب. و(بَعوضة) تكون مفعولاً ثانياً للفعل (يَضرب)» و
استند ابن عطية فى إعرابه هذا على بيت أمية بن أبي الصلت» الذ
وردت فيه (ما) صله مزيدةً ثلا مرات. وهذا ا لازي التي قيلت
سے ص رخ
e. G+
1
.١75/6 المحرر الوجيز )۲( .١6١ انظر: ديوانه )١(
(۳) السّلعٌ والعُْسَّرٌ شَجَرٌء كانت العرب إذا أرادت المطر أضرمت النار في أذناب البقر
بالسَّلّع والعْسَّرِه وقوله: وعالت البيقوراء يعني سنة الجدب أثقلت البقر بما حملت
من الشجر والنار فيهاء والعائل الفقير. انظر: تأويل مشكل القرآن 59» وقال
عيسى بن عمر: هذا البيت لا أدري ما معناه» ولا رأيت أحداً يعرفه. انظر: مغني
اللبيب 1١١١/5 -75١١ء ديوان أمية بن أبي الصلت دلاء شرح أبيات المغني 787/5
وفيه تفصيل .
.٠١١ - ٠١۲/١ المحرر الوجيز ):5(
٤٦ الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
ثانياً: اعتماد الشاهد الشعري في بيان بلاغة القرآن:
لم يطل ابن عطية الوقوف عند الصور البلاغية في تفسيره كما فعل
الزمخشري» ولكنه مع ذلك كانت له بعض الوقفات التي تدل على فقهه
في البلاغة وأساليبهاء وقد كان للشاهد الشعري حضور في هذا الجانب
عند أبن عطية .
ومن ذلك قوله عند تفسيره لقوله تعالى : قل يهل الكتن هل َتَقِمُون -
ما إل أن َامَنَا بأل وَمَآ نل إا وما اد من مل وان أك مسو (© »4
[المائدة: 09]: لاوهذه الآية من المحاور البليغة الوجيزة.... و هذا
الغرض - أي : تأكيد المدح بما يشبه الذم - في الاستثناء قول النابغة :
ولاعَبْتَ فِهِمْ عَبْرَ أ سبِوفَهُمْ بِهِنَّ فلول مِنْ فراع الكتائب" ٠"
فهو قد أشار إشارة مقتضبة إلى ما في الآية من أسلوب بلاغي
سماه البلاغيون «تأكيد المدح بما يُشبه الذم»» ولمَّتَ نظرّ القارئ إلى أن
هذا الأسلوب قد ورد فى الشعرء واستشهد بقول النابغة الذبيانى» وهذا
الشاهد من شواهد البلاغيين المعروفة» والشاهد فيه كأنه قال ولا عيب
في هؤلاء القوم أصلاً إلا هذا العيب» وهو فلول أسيافهم من المقارعة
والمضاربة» وهذا ليس بعيب» بل هو غاية المد .
ثالثاً: اعتماد الشاهد الشعري في نسبة اللغات للقبائل:
استعان ابن عطية بالشاهد الشعري في نسبة اللغات إلى القبائل؛
ومن ذلك قوله : «وهؤلاءِ لفظ مبنئٌ على الكسرء والقَضْرٌ فيه لغه تميم»
وبعض قيس وأَسَّدِء قال الأعشى :
.44 انظر: ديوانه )۲( .1١٠١ 7١8/4 انظر: مغني اللبيب )١(
.٠١ا//7” ظ (5) انظر: معاهد التنصيص .١789/68 المحرر الوجيز )۳(
مدى اعتماد المفسرين على الشاهد الشعري في التفسير 7
وقد ذكرٌ ابن منظور في (هؤلاء) ثلاتٌ لغات :
(هؤلاء): ممدوة منوّنة» ونسبت لبنى عُقَيل. (هؤلاء): ممدودة مبنية
على الكسر» ونسبت إلى الحجاز. (هؤلا): مقصورة» ونسبت لتميم” ".
ونسبت لغة القصر إضافة لما ذكره ه ابن عطية إلى أهل نجِدٍ من بني
تميم وقيس وربيعة وأسّر0؟ '. وقد استشهد اللغويون ببيت الأعشى كما
صنع ابن عطية» على لغة القصر في هؤلاء©.
ومن الأمثلة أيضاً فول ابن عطية عند تفسير قوله تعالى: فل إِنَّ
صَلَافٍ وی وعیای وماق له رب الْعْلئِينَ 4067 [الأنعام: 177] وهو يذكر
القراءات فى بعض ألفاظ الآية: «وقرأ ابنٌ أبى إسحاق وعيسى
والجحدري: (ومَحيى). وهذه لغة هذيل» ومنه قول أبي ذؤيب :
دمع )عدي 055 22م و د عه سه (N (VWI
رابعاً: اعتماد الشاهد الشعري في شرح الغريب:
يعتمد ابن عطية على الشاهد الشعري في تفسير الغريب» واختياره
الوجه التفسيري بناء عليه » وهذا كثير فى تفسيره.
ومن الأمثلة عند تفسيره لقوله تعالى: #وادخلوا الاک سد
[البقرة: 54] قال: «وسجداً قال ابن عباس #ها: معناه: ركوعاًء وقيل :
.5١ رواية الديوانٍ (مَحذُوَةٌ بمثال) انظر: ديوانه )١(
(؟) المحرر الوجيز .١۷١/١
() انظر: لسان العرب (هذا) .۳٤١١ ۳٤١/۲۰
(5) انظر: شريح التصريح للأزهري ٠١١ نقلاً عن لغات القرآن للفراء.
(5) انظر: المقتضب ١178/5 » الشعر للفارسى 5١5 وحواشيه» أمالى ابن الشجري .٤ /١
(5) بتشديد الياء الثانية من غير ألف» وهى لغة عليا مضرء وهذيل. انظر: إعراب القرآن
للنحاس »555/١ الدر المصون 7717//8.
(۷) انظر: دیوانه ۲۳. (۸) المحرر الوجيز 5/ 191.
77 (لشاهر (الشعري في تفسير القرآن الكريم
متواضعين لا على هيئةٍ معينةء والسجودٌ يعم هذا كلّه؛ لأنه التواضمء
000000000000000 قَرَى الْأَكُمَ فيها جا للحَوَافٍ ٨
وقد يطيل ابِنُ عطية النظرّ في اللفظة ويورد عَدداً من الشواهد
الشعرية» ثم 2 يَخْتارٌَ الوجه الذي يراه اعتماداً على الشاهد الشعري» ومن
ذلك أنه 8 أن ساق عبارات المفسرين في تفسير قوله تعالى: #وَلكن لد
وَاعِدُوَهُنَّ ينا إل أن كفولوا قول مَمْرُوا * [البقرة: ه58]ء وان منهم مَنْ
َسّرَ الس بالمواعدة على الخطبة بعد العدة على وجه الإسرار والإخفاء؛
ومنهم مَنْ قَسَّرَ السَّرّ بالزنا؛ أي: لا تواعدوهن زناًء قال تعقيباً على هذه
الأقوال: «هكذا جاءت عبارة هؤلاء في تفسير «السّرٌ. وفي ذلك عندي
نظر.
وذلك أن السر في اللغة ي يقع على الوطءِ خلاله وحرامه» لکن معنى
الكلام وقَرينتهُ ترذ إلى أحدٍ الوجهين: فمن الشواهدٍ قول الحطيئة :
ويَحْرْم ر جارتوم عَلبِهِمْ وباك جَارْمُمْ أن القصاء“
فقرينة هذا البيت تعطي اَن السرّ» أراد به الوّطء راما وإلا فلو
تزوجت الجارة كما يَحَسَنٌ لم يكن في ذلك عار. ومن الشواهد قول
الآ(
(0) هو زيد الخيل الطائي .
)۲( عجر بیت »> وصدره :
بيش تَضِلٌ البْلق في حَجَراتِهِ 8
انظر: الكامل ۲/ ۳١ الحماسة البصرية 1/۱.
(۳) المحرر الوجيز ٠۲٠/١ للمزيد من الأمثلة انظر: ۳٦۲/۲ ۷۲.
(©) أَنْفُ القِضَاع أَرَّنْهَا؛ِ أي: يبدأون بالأكل من القصعة قبل غيرهم» انظر: ديوانه بشرح
ابن السكيت 1728.
)0 هو مرضاوي بن سعودة المهري .
مدى اعتماد المفسرين على الشاهد الشعري في التفسير £4
أَخَانَتَتَاسِءٌ النساء مُحرَّمٌ على وتَشْهادُ النّدَامَى معَ الجَمْرِ
لين لم أصَبّح امتا ولفيفها وناعبها يوماً بِرَاضِيةٍ الک ©
فقرينة هذا الشعر تعطي أنه أراد تَحريم جِمّاع النساء ء عموماً في
خرام وحَحَلالٍ حتى ينال ثأرَهُ والآيةٌ تعطي النهي عن أن يواعد الرجل
المعتدة أن يطأها بعد العدة بوجه التزويج. وأما المواعدة ذ في الرّنا
فمحرمٌ على المسلم مع معتدة وغيرها» ٠.
فابن عطية قد اعتمد في اختياره لتفسير السر في الآية على الموازنة
بين معاني السرّ في الشواهد الشعرية التي ذكرهاء وترجح لديه بعد النظر
فى معانيها فى شواهد الشعر أن المقصود بالسر هو المواعدة سرأًء وأن
تفسير السِّرٌ هنا بالزنا لا وجه له في الآيةء وهذا نظ جيدٌ من ابن عطية
في شواهد التفسير» وقد خالف الطبريّ في اختياره هذاء حيث ذهب
الطبرئ قبِلّهُ إلى أن السرّ هنا بمعنى الزناء ورد غيرّه من الأقوال» وَوَجّهَ
شاهدَ الحطيئة للمعنى الذي رَجحَها". وأمثلة اعتماد ابن عطية على
الشاهد الشعري في شرح الفط الغربية متعددة7؟ ' ,
خامساً: اعتماد الشاهد الشعري في مسائل الصرف:
تبدو مسائل الصرف في تفسير ابن عطية قليلة إذا ما وازنتها بمسائل
النحو واللغة» غير أنك تجد بعض المسائل الصرفية التي استعان ابن
عطية في شرحها وبيانها بشواهد الشعر» ومن ذلك قوله عند تفسيره لقوله
(0) يخاطب عجوزاً من قومه» وقد حدثت عداوة بين ثلاثة بطون من قضاعة: داهن
وناعب ورئام» فانضمت داهن وناعب معاء ضد قوم الشاعر رئام. فحرم النساء على
نفسه حلالاً كن أم حراماً حتى يغير على القوم غارة شعواء. انظر: أمالي القالي /١
۷ -_ ۱۲۸.
(۲) المحرر الوجيز ”/ .77١
(۳) انظر: تفسير الطبري (شاكر) ١ ٠٠١/١
.186 ء۷٦ ء٦1 انظر: المحرر الوجيز 8/ 8ه )٤(
| 127 الشاهر (لشمي في تفسير القرآن الكريم
تعالى: #بَدِيمٌ أَلسَمْوَتِ لار [البقرة: :]1١7 (وابّديع» مَصِروفٌ من
مبع» كبصِيْر من مبْصِرء ومثله قول عمرو بن معد يكرب:
î د(1(
0 سر ا ص
مِنْ رَيْحَانةَ الداعى السّمي
یرید : المشمع»'.
مدى الاعتماد على الشاهد الشعري في تفسير القرطبي :
أما القرطبي فقد أودع تفسيره جميع شواهد المفسرين الذين سبقوه,
وأضاف إليها كثيرا من شواهد اللغويين والنحويين» ولا سيما شواهد
سيبويهء فجاء كتابه حافلاً بالشواهد الشعرية» حيث بلغت أربعةً ألافٍ
وثمانمائة وسبعةً شواهدٍ شعريةٍ (2»)54017 وهو عدد كُبيرٌ لا يوجد في
غيره من التفاسير المطبوعة مع عدم تمحضها كلها للاستشهاد اللغوي
والنحوي» وهذا يدل على عناية القرطبي بهذا الدليل في تفسيره» وقد
اعتمد القرطبي كثيراً على الشاهد الشعري في تفسيره اللغوي للغريب»
وفي توجيهه للقراءات توجيهاً نحوياًء وغير ذلك من جوانب التفسير»
ومن أمثلة ذلك :
أولا: اعتماد الشاهد الشعري في تفسير الغريب:
يعد جانب غريب القرآن في تفسير القرطبي من الجوانب المهمة
التي عر فيهًا على الشاهد الشعري» حيث لا تكادٌ تمي لفظةٌ من غريب
القرآن إلا ويطيلٌ الكلام حولها مُستشهداً بشاهدٍ شعري أو أكثر على
معناها في اللغة» وقد تجاوزت شواهده الشعرية لغريب القرآن ثلاثة
وستين وخمسمائة وألف شاهد من الشعر )٠١١۳( وهو عدد يصل إلى
أكثر من نصف شواهد القرطبي اللغوية» إذا استثنيت الشواهد الأدبية
(۲) المحرر الوجيز ۳۳۹/١ للمزيد من الأمثلة انظر: ۲/ ۸۷.
مدى اعتماد المفسرين على الشاهد الشعري في التفسير ۳۱
والتاريخية من مجموع شواهد التفسير التي بلغت أربعة الآف وثمانمائة
وسبعة شواهد شعرية .)٤۸١۷(
| - ومن الأمثلة على ذلك ما جاء عند تفسير قوله تعالى: من
لصفا والمروة من سعار € [البقرة: »]1١۸ حيث قال: «والمّروة واحدة
لر وهي الحجارة الصغارٌ التي فيها لِيْنّء وقد قيل: إنها الصّلابٌ.
والصحيح أنَّ «المَرْرَّا الحجارةٌ» صَلِيبُها ورخوهاء الذي يتشظى وترفٌ
حاشيته» وفي هذا يقال: المرو أكثرء ويقال في الصليب» قال
الشاء 20 : )
وتولى الأرضَ حُفاًذابلاً فإذامَاصَادفٌ المَرْوَ رض"
2ة 5 (DA (4)
حعى اني لوادت مَرْوَةَ يضما المْشقَرٍ كل يوم تقر
فقد اعتمد القرطبي في اختياره لتفسير المروة عند العرب» وأنها
الحجارة صليبها ورخوهاء كل ذلك تسميه العرب مَرْوَاً على شاهدين من
الشعرء أحدهما للأعشى البكرئ» والآخر لأبي ذؤيب الهُذَلي مما يعني
نها لخ عربيةٌ مشتركة بين عدة قبائل . ا
"١ - ومن الأمثلة كذلك على اعتماده على الشاهد في تفسير الغريب
قوله: «قوله تعالى: #أو أَعْمَمَرَ * [البقرة: 158] أي: زارء والعْمْرَة:
(1) هو الأعشى ميمون بن قيس يصف ناقته.
(۲) رواية الديوان:
وتُولّى الأرضَ حُمَاً مُجَمَّراً فإذامًَا صَادفٌ المَرْوَ رَضحْ
أي : أن ناقته تطأ الأرض بخف صلب مجتمع »› إذا وطأ المرو سحقها . انظر: ديوانه ۲۹۱.
)۳( ا سوق بالطائف» وقيل بهجر. ويُروى «المُشْرّق»» وهو موضع بالخيفي من
. انظر: ديوانه ۰۳٤ ديوان الهذليين ۰۳/١ شرح أشعار الهذليين ۰۳/۱ ۰٩ وانظر
حك بعتوان (المُشَقّر في الشعر الجاهلي) للدكتور عبد الحميد المعيني بمجلة
الدرعية» العددان 25 لا شهري 5» ۷ ١٠5١اه ص015.
(4) الجامع لأحكام القرآن ؟/ 156.
EY الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
الزيارة» قال الشاع °
لقَدسَمَا ابن مَعْمَرٍ حينَ اهْتَمَرْ مَعْرّى بَعِيدَاًمِن بَعيدٍ وضّبَر)”"
فاعتمد في تفسيره للعمرة في اللغة على بيت من الرجز للعجاج
التميميئّء وأنها بمعنى الزيارة» وهي كذلك عند غير تميم» كما في قول
عمرو بن أحمر الباهلي عند بعضهم :
هل بالقرئد ركبائه كاب الراكث الفعقير ”0
والأمثلة على اعتماد القرطبي على تفسير غريب القرآن بشواهد
الشعر كثيرة”.
ثانياً: اعتماد الشاهد الشعري في تأصيل القواعد النحوية:
من أكثر القضايا التي تعرض لها القرطبي» واستعان فيها بشواهد
الشعر المسائل النحوية المرتبطة بالآيات. ومن ذلك ما ذكره عند حليثه
عن إعمال البصريين «أن» المخففة» حيث قال: «قال سيبويه: حدثنا مَنْ
ثي به أنه سَمع 32 تقول : إن رَبِدَاً لْمَنْطلِقٌّء وأنشدَ قول الشاعر :
: ظَبِيةٌ َعطُو إلى وَارِقٍ | اسل
اراد : كأنّها ظَبيةٌ فخففَ ونصب ما بعدها)" . وهو بهذا يتابع
سيبويه في استعانته بالشاهد الشعري في تقعيد القواعد النحويةء وهذا
(۸)
.٠١١/۲ هو العجاج الراجز. (۲) الجامع لأحكام القرآن )١(
(۳) انظر: ديوانه ۰۱۷۸ مقاييس اللغة ۰۱٤۱/٤ لسان العرب ۳۹٤/۹ (عمر).
(5) الجامع لأحكام القرآن .٠٤۸/۳
(0) انظر: الجامع لأحكام القرآن 1۹۷/۲ 1۹۸ ۲۱1« ۲1°« الالال c4 FAT
17 "1ك متك فأعمعلث oo CITA co f° ١الرشكك ”اماق
TAT AF
(0) الکتاب 9/ .١16 (۷) الجامع لأحكام القرآن .۱۸١/۲
(۸) انظر: الكتاب 2175/7 156/87.
مدى اعتماد المفسرين على الشاهد الشعري في التفسير £
سے ری لار ی
ومن الأمثلة كذلك ما جاء عند تفسير قوله تعالى: #وزرع ويل
صنوان وَمَيْرَ صنوانٍ [الرعد: ]٤ حيث قال القرطبى : «والصّئْو: المثْل. .
ولا فرق فيها بين التثنية والجمع› ولا بالإعراب» فتعرب نون الجمع›
وتكسر نون التثنية» قال الشاع ':
العِلْمُ والحِلْمُ خَنْمَاكَرَم للمرء زين إذا هما اجتَمَعَا
صِنْوانِلايُسْكَئَعٌ حْسْئْهُمَاً إلا بجمع ذا ودا ماب"
فاستشهد الشعر على ما ذهب إليه من عدم الفرق بين التثنية والجمع
ولا الإعراب في كلمة: ١صِنْوَان).
ثالثاً: اعتماد الشاهد الشعري في مسائل الصرف:
يعتمد القرطبي في تفسيره على الشاهد الشعري في بعض قضايا
الصرف» ومن ذلك حديثه عن الإبدال في كلمة «سجيل) عند تفسيره
لقوله تعالى: 9تَرّميهم حجار مّن سِجيلٍِ ©6 [الفيل: 4] حيث ذكر
الأقوال في تفسيرها بالطينء > ثم حكى قرلا آخر فقال: اوقيل: من
الجحيم ؛ وهي سين ٿه م أبدلت اللامُ نوناً» كما قالوا في الاق
أصَيلالَ» قال ابن مقبل :
020000000 ضرا توصت به الأنطال سی“
ومن الأمثلة كذلك قوله عند تفسير قوله تعالى : #فجعلته اء
مورا 4 [الفرقان: [YY حيث شرح معنی الهباء فقال : «أي : ا ينتفع به ؟
.۲۸۲ /۹٩ لم أعثر عليه» ولا على البيتين. (؟) الجامع لأحكام القرآن )١(
عجز بیت» وصدره: )۳(
0 ورَجْلَة يَضربونَ البَيْضَ عن عُرْضِ
.١7 1/7/7 مقاييس اللغة ٠۲۰۹ انظر: ديوانه 775» النوادر لأبى زيد
.٠۹۸/۲۰ الجامع لأحكام القرآن )5(
4¢ الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
أي : أبطلناه بالكفر. وليس الهباء من ذوات الهمز»› وإئما همزت لالتقاء
الساكنين» والتصغير هبي في مَوضع الرفع. وفي النحويين من يقول: هبي
في موضع الرفعء حكاه النحاس © . وواحده هَبَّاةَ» والجمع أَهْبَاءُ قال
الحارث بن حِلَرَةَ يصف ناقةً :
2س »+ ا ت ل 7 1 و ع وه ل و 0
فْتَرَى خِلْمَهَامِن الرّجْع والوّقف | عمَييتا مَيِينَاًكأنَةُأَهُبَا
والأمثلة على ذلك فى التفسير متعددة. وإن ل تبلغ حد
الكثرة .
رابعاً: اعتماد الشاهد الشعري في إعراب الآبات:
يستعين القرطبي في مواضع كثيرة بالشاهد الشعري في تأييد أو
توجيه إعراب تركيب في الآية التي يفسرهاء وعادة ما يكون هذا التوجيه
مذكوراً فى كتب النحاة السابقين» ولا يزيد القرطبى على أن يحكى هذا
التوجيه .
ومن أمثلة ذلك قوله عند تفسيره لقوله تعالى : # وسوا اليحوى لذن
ظاموأ [الأنبياء: ۳] حيث ذكر اختلاف النحاة في ذلك» واختار إعراب
الأخفش» ثم قال: «وأجارٌ الأخفشٌ الرفمَ على لغة «أكلوني البَراغِيتُ».
وهو حَسّنٌّ. . . . قال الشاعة”*':
بک تال النضَالُ دُونَ المَسَاعِي فقَاهْتَدَينَ النَبَالُ للأَهُرَاضر
وقال 0
.٠١١ /۳ انظر: إعراب القرآن )١(
(0) جِلْمَها أي : جلف الناقة» والرَّجُمُ رجح قوائيهاء والوَقُعٌ وَفْعٌ خِمّافها. انظر: ديوانه .٠١
(۳) الجامع لأحكام القرآن 7/١ 77.
(4:) هو أبو تمام» وهذا موضع نادر استشهد فيه القرطبي في النحو بشعر مُحدّثِ. غير أنه
)20 انظر : ديوانه 9/5ا١. 69 هو الفرزدق يهجو عمرو بن عفرا.
مدى اعتماد المفسرين على الشاهد الشعري في التفسير__ ا[ ولج
ولك دبافيٌ أبوةوأة بِحَْرَاَيْمْصِرْنَ لبط ه09"
فاستعان بالشاهد الشعري فى تأييد حجة الأخفش فى إعرابه
«الذين» على أنه فاعل» واستحسن هذا الوجهء مع أنه قدم عليه حكاية
بقية الأقوال في إعرابها” .
خامسا: اعتماد الشاهد الشعري في بيان بلاغة الآيات:
استعان القرطبي في مواضع كثيرة من تفسيره بالشاهد الشعري
لشرح الوجه البلاغي للآية المفسرة» وقد بلغت شواهده البلاغية أربعمائة
وثمانية عشر شاهدا بلاغيا . ومن ذلك ما جاء عند تفسيدة تي ل
لوګ يغب عض بعصا يِب أحَدكُر أن يڪل َم لَه ميا کتوه
[الحجرات: ؟7١] حيث قال: «مثل الله الغيبة بأكل الميتة؛ لأن الميت لا
يعلم بأكل لحمهء كما أن الحي لا يعلم بغيبة من اغتابه. . . . واستعمل
أكل اللحم مكان الغيبة لأن عادة العرب بذلك جارية. قال الشاعر“ :
ان اكوا لَحْمِي وَكَوْتُ لْحُومَهُمْ وإِنْمَدَمُوا مَجڍي بتي لهم مدا(
ووَفْرُه لحومّهم يعني أنه لا يُطلقُ لِسانّه بقدحهم كما يصنعون به
وهذه الصورة البلاغية تسمّى عند البلاغيين «الاستعارة التمثيلية»» وبيان
هذه الصورة في الآية أن الله كَنَى عَن الغِيبةٍ بأكل لحم إنسانٍ آخر مثله»
ثم لم يقتصر على ذلك حتى جعله ميتء ثم جعل هذا الميت أخاً للآكل»
)١( ديافي: نسبة إلى دياف» موضع بالجزيرة في بلاد الشام» والسليط : زيت السمسم.
انظر: ديوانه .55/١
(۲) الجامع لأحكام القرآن .559/١١
(۳) انظر: معانى القرآن للأخفش ٤٤۷١/١ إعراب القرآن للنحاس ”/ 55.
(4) هو محمد بن عميرة المعروف بالممَّنّ الكنديٌ ٠١( - 118ه) من شعراء الدولة
الأموية. انظر: الشعر والشعراء ۷۲۹/۲“
/١ شرح الحماسة للمرزوقي ٠۲٠٤ شعره المجموع ضمن شعراء أميون لنوري القيسي )٥(
. 18
(7) الجامع لأحكام القرآن 5١/ه"ا".
فهذا دليل على شدة تحريم الغيبة» وقبيح أثرها" .
ومن الأمثلة أيضاً قول القرطبي عند تفسيره قوله تعالى: ##وَحَخِرُونَ
لادان يَبَكْوَ* [الإسراء: :]٠٠۹ «وإنما حص الأذقان بالذكر؛ لأن الذقن
ها هنا عبارة عن الوجه» وقد يَعَبّر بالشيء عمًا جَاورَهء ويبّعضهٍ عن
جَمِيعِء فيقال: حر لوجههٍ سَاجِداَء وإن كان لم يسجد على حََدَه ولا
عَينهِ. ومن ذلك قول الشاعر”" :
00٠060000060600 60006. قَحَدَصَريعَاً لليدين وا بلقم"
فهذه أمثلة مختصره عن أوجه اعتماد القرطبي وغيره من المفسرين
على الشاهد الشعري في كتب التفسير» وسيأتي مزيد من الأمثلة.
- شعراء شواهد التفسير :
تفاوتت حظوظ الشعراء في الاستدلال بشعرهم في كتب التفسير
تفاوتاً كبيراًء فمنهم من أكثر المفسرون من الاستشهاد بشعره كالأعشى
البكري» والنابغة الذبياني» وامرئ القيس الكندي من شعراء الجاهلية
ولبيد بن ربيعة العامري» والعجاج. وجرير» والفرزدق ثلاثتهم من تميم»
وذي الرّمَّةٍ القدويُ من شعراء الإسلام.
وقد قمتٌ بخصر جَجميع الشواهد في كتب التفسير التي درستها
وقائليهاء ونسبت كل شاعر إلى قبيلته وعصره» ومقدار الشعر الذي
استّشهدَ به من شعره لدى كل مفسر من المفسرين الذين شملتهم هذه
الدراسة» وقيدتٌُ ذلك في جدول» وقد رتبت أسماء الشعراء بحسب كثرة
)١( انظر: المثل السائر .١189/١ (۲) هو جابر بن حني التغلبي.
)۳( صدرة .
تناوّله بالرمح ثم اتتى له 0
واتّتّى أي: انشنى أدغم النون في الثاء ثم أبدلها تاءً. فوقع فيها إدغام وإبدال. انظر:
المفضليات .٤٤١
مدى اعتماد المفسرين على الشاهد الشعري في التفسير ۷
شواهدهم في كتب التفسير» مبتدأً بأكثرهم» ومبيناً أمام كل شاعر قبي
التي ينتسبٌ إليهاء وعصره الزمني الذي عاش فيه» والمفسر الذي
استشهد بشعره» وقد استبعدت من الجدول من لم يكن له من الشعراء إلا
شاهد واحدء أو شاهدان خشية إطالة الإحصاء بما لا غناء به على
القارئ ولا على البحث:
ه الشعراء الذين اعتمد عليهم المفسرون في الاستشهاد:
بن عطية | القرطي
٠ الأعنى سيمردين قيس إبكر_ إجامي | ٠١ | ٠١١ | ۲۳ | ٠٠١
٠ |الابنة الثياتي أغطفان أجاهلي | ©" |
E e gr
اس ام ا |" ا
سے أل اسع » |« |
<إصدوعة E
۷ تال اللاب إبلاس| 6 | 1۹ ١
1
2
3
١ | أمية بن أبي الصلت__إئقيف_إجاملي | 56 | ۲ ٠١| | ٣ه
KS KSEE
7 سر ا جاملي | ٠١
سس ین د ا تیم ادي ا
6 الطرماح بن حكيم_ أطيء |إسلامي ١ | ١١ | ه
وس
EA (لشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
م | القلصر 0 | القبيلة | العصر | الطبوي [الزمخضري| ابن عطية| القرطيس
“اس دحم أل اجام 6 | ١ ]© |
“سه اع امع » | |" 1
SEKIR
٣ عبد الطب بن ماقم إرش | اهل ۳ا |
ETE لقنا لكا نكا اناك
1 لحي > ]2 ]6
| طرق بن الد بكر | جلي * | © | 0 |00
5 اکب یندم آطة ابع ا ا ا
او ایی ا سس ١10:
Ka
و
EE
اسي | ؛ |" |"
“ااي اس س ا 512
5 ميد ين الأرص اند إجاعلي | ا 00
ظ
#٠ الشلع سن ضار إفياد نحت ا |8 |1
<١ الامو اسای إلا اد کا
]0غ
1
1
١ إشدت تي السبرع احير إللدي| 7 5 | 5 | ل
١
نشت بيني إطثيل إنض| : ١|101] |
سے
Tp
ا
مدى اعتماد المفسرين على الشاهد الشعري في التفسير اوم | |
بن عة اقرط
:
قمة : 7 ؟ ١
8إعفة ينعي تم اطي 5 |5
55 إجيل ين سر إتفاة دي ٠ |6 |
+ إصيد ين الس إمراذة إجشي | ٠ |0005
* إلى الأعبية إهوازة إسلدي| ١ ٠ ا
ديداطي إشء إمتضرم © |
١ فرعا بن الات اتسم إسخض] © | ١| ١ |
۳ سس يعراس نيم تفرم | 4 |6
EEE
TEFEFES
؟ Ê|T|#
؟
8
> 5 ص
ECF
71 5 ع
3 3 3
61خ 0
YF | f
9
و
:
٤ ٤
٤
۲ ۹
١ ١
۳ ۳
0 ١
0
1
58 71
د
6
3 :
:
FA چس جس
3
:
5
HN (لشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
"ناسين مصة شين .| |0011
ظ
ظ
|
ظ
5
ظ
ظ
56
3
3
,
,
,
,
7
7
3
۳
م
١
١
١ ١
١
ا
0
هه م مهه .
۲ أأمية بن الأسكر كنانة
مدى اعتماد المفسرين على الشاهد الشعري في التفسير
وقد استبعدت الشعراءَ الذين ليس لهم في كتب التفسير وخاصة
الطبري إلا شاهدٌ واحدٌ أو شاهدان» وعددهم مائتان واثنان وسبعون
ومن خلال هذين الجدولين لأسماء الشعراء فى كتب التفسيرء
وعدد شواهدهم»ء يتضح ما يلي :
أولاً: أن المفسرين قد اعتمدوا على شعراء الجاهلية اعتماداً كبيراًء
وأنهم لم يكونوا يعدلون بشعرهم شعر غيرهمء والدليل على ذلك أن
الطبري قد استشهد بشعر مائة واثنين وعشرين شاعراً جاهلياً أمكن
معرفتهم» وقد يكون من بجملة الأبيات المَجهولة من قالها من شعراء
الجاهلية» من مجمل شعراء الشواهد الذين استشهد الطبري بشعرهم
وعددهم يصل إلى ثلاثمائة وعشرة شعراء» وهي نسبة تمثل ۳ من
شعراء الطبري في تفسيره.
وقد استشهد لهم بما يزيد عن خمسمائةٍ وخمسينَ شاهدا شعريا من
مجموع شواهده المنسوبة التي بلغت ألفا وثلاثمائة وأربعين شاهدا
شعرياًء وهو يمثل نسبة /5١ من الشعر المنسوب في تفسير الطبري
ERIE (لشامر الشعري في تفسير القرآن الكريم
لشعراء الجاهلية . يقول الأصمعى : جلست إلى أبى عمرو بن العلاء عَشْرَ
ججج فلم أسمعة يَحتج بیت إسلامه. وقد تأثر المفسرون بمنهج
أبي عمرو فقدموا شعراء الجاهلية» وأكثروا من الاستشهاد بشعرهم.
ورغبة في موازنة منهج المفسرين بمنهج أهل اللغة عمدت إلى «لسان
العرب"' لابن منظور لأنظر نصيب شعراء الجاهلية من شواهده
الشعرية» فوجدت أن ابن منظور قد استشهد بما يزيد عن اثنين وثلاثين
ألف شاهد من الشعرء المنسوب منها لقائله بلغ واحداً وعشرين ألفاًء
وأغفل الباقي» وقد درس أحد الباحثين هذا فظهر له أن الشعراء الذين
نسبت إليهم هذه الشواهد وأمكن معرفة عصورهم الأدبية بلغوا ثلاثمائة
شاعر» جاءت نسبتهم لعصورهم كما يأتي :
42 ينتمون للعصر الجاهلي› و١٠/ من طبقة الشعراء المخضرمين
الذين أدركوا الإسلام» و٥٠٠ من شعراء صدر الإسلام» و٠ من
الشعراء الأمويين» ونسبة ضئيلة جداً تقارب 0,5/ ينتمون للعصر
العباسي”"'. وهذا يعني أن نسبة شعراء الجاهلية تقارب النصف›
والنصف الآخر ينتمي للعصر الإسلامي والأموي» وهذه نتيجة مقاربة لما
في كتب التفسير أيضا .
ثانياً: يأتي الشاعر الأعشى في مقدمة شعراء الجاهلية عند الطبري»
فقد استشهد له الطبري بمائة وثمانية عشر شاهداًء واستشهد له القرطبي
بمائة وثلاثين شاهداً شعرياًء ولعل هذا نتيجة عناية العلماء قديماً بشعره.
) .177 /5 انظر: إنباه الرواة )١(
(۲) اخترت لسان العرب لأنَّه ججمع خَمسةً معاجم لغوية متقدمة هي تَهذيب اللغة
للأزهري» والمحكم لابن سيده» والصحاح للجوهري» مع حواشي ابن بري عليه
والنهاية لابن الأثير. ولم يكن لابن الأثير إلا النقل» دون أن يغير شيئا منه كما ذكر
فى مقدمته. انظر: لسان العرب ۱۸/۱ -19.
(۳) انظر: معجم الشعراء في لسان العرب للدكتور ياسين الأيوبي 7 .٠٤
مدى اعتماد المفسرين على الشاهد الشعري في التفسير E
فقد كان أبو عمرو بن العلاء يحث تلاميذه على العناية بشعر الأعشى
للاستشهاد به» حيث يقول: «عليكم بشعر الأعشى)”''. وكان أهل الكوفة
- وهم أهل رواية الشعر - يُقدّمونَ الأعشى على غيره"» وقد تضمنت
كتب التفسير كثيراً من شعره» بل تكاد تجد قصائد له استشهد المفسرون
بغالب أبياتهاء مثل قصيدته الرائية التي مدح بها عامر بن الطفيل في
المنافرة بينه وبين عمرو بن علا ومطلعها:
شاقن ْنل أَظْلالهَا بالشَّطٌقَالوثْر إلى حَاج ا
فقد استشهد المفسرون بأكثر أبياتها على مسائل لغوية» وصرفية
وغیر ها“ كما ورد كثير من أبيات معلقته في كتب التفسي .
ويأتى بعده النابغة الذبيانى الذي استشهد له بثلاثة وحمسين شاهداً
شعرياً: أكثرُها من معلقته التي مطلعها :
يادَارَ ميّةَ بالعلياءٍ فالسَنَدٍ اقوت وطَّالٌَ عليها سَالف الأبَد“
ثم يأتي في المرتبة الثالثة بين شعراء الجاهلية عند الطبري امرؤ
القيس بن حجرهء فقد استشهد له الطبري بثلاثين شاهداً شعرياًء معظمها
من معلقته» وقصيدته اللامية التي لا تقل جودة عن معلقته. والتي
مطلعها :
َلاعِمْ صَبَاحَاً أيّها الطَّلّلُ البَالي وَل يَعِمَنْمَنْ كان في العْصّرٍ الخال
)١( انظر: جمهرة أشعار العرب 7١٠١/١ وما بعدها.
(۲) انظر: طبقات فحول الشعراء .6077/١ (۳) انظر: دیوانه ۱۸۹.
۱٤١ 2115/4 1۱1۸/٤ 24# 3١/5 ٥۹٤/۱ انظر: تفسير الطبري (هجر) ):8(
لاذركء "5/١ مجاز القرآن 0/4 c0۰ NY ولخد“ YF
YAT «YY oF «A4 /۲ ول
٤۷۰ ٤۷۱/۱۸ ۳۰١ ۷۷/۱١ ۲۹۳/۱۰ ٦۷۳/٤ انظر: تفسير الطبري (هجر) )5(
0۷110۱
0) انظر: ديوانه ۱۹. (۷) انظر: ديوانه ۲۷.
HH الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
في حين جاء امرؤ القيس في مقدمة الشعراء جَميعاً عند القرطبي
في تفسيرهء فقد استشهد له القرطبئيٌ بمائة وثلاثة وحَمسين شاهداً شعرياً.
ثم يتسلسل الشعراء الجاهليون بعد ذلك فيأتي زهيرء وعنترة» وطرفة
الذين يبين الجدول مقدار شواهدهم الشعرية عند الطبري وعند غيره.
الثاً: أما الشعراء المخضرمون فقد استشهد الطبري بشعر سبعة
وستين شاعراً مُخضرماً وهم يُمثلون 7/7١, من مجموع الشعراء لدى
الطبريء وقد استشهد لهم بمائتين وثلاثة وسبعين شاهداً شعرياً. وأوفرهم
حظاً في الاستشهاد بشعره عند الطبري هو لبيد بن ربيعة العامري ضقي
فقد استشهد له باثنين وأربعين بيتاً من الشعرء > ثم ياي بعده أمية بن أبي
الصلت وله من الشواهد الشعرية أربعة وعشرون شاهداًء ثم يأتي
حسان بن ثابت ذه وله سبعة عشر بيتاًء وهكذا بقية الشعراء
المخضرمين كما هو في الجدول.
رابعاً: أما الشعراء الإسلاميون فيقاربون المخضرمين من حيث
النسبة» فقد استشهد الطبري بشعر أربعةٍ وستين ¿ شاعراً أي 1 , 7 من
مجموع شعراء الطبري» وأورد لهم من الشواهد ثلاثماثة وتسعة وس
شاهداً شعرياً.
الشواهد الشعرية العَبََاحٌُ الراجز حيث أورد له أربعة وأربعين شاهداً
شعرياً. ثم يأتي بعده جرير بن عطية وله سبعة وثلاثون شاهداً شعرياء
ومثله الفرزدق وله ستة وثلاثون شاهداً وهكذا كما هو مبين في الجدول.
ويبقى بعد ذلك ما يقارب /١9 من شعراء الطبري لم أستطع تحديد
عصرهم الزمني. ولعل البحث يكشف مستقبلا عن تحديد عصورهم
الزمنية فتكون النتائح أكثر دقة .
کے
خامساً: تَبَيّنَ من خلال الجدول التزام المفسرين بما قرره العلماء
مدى اعتماد المفسرين على الشاهد الشعري في التفسير
في الاحتجاج بشعر الشعراء» حيث لم يستشهد الطبري بشعر أحد من
الشعراء المحدثين» وتوقف في استشهاده عند ثلاثة شعراء كان العلماء
يجعلونهم آخر الحجح› وهم إبراهيم بن هرمة (ت٣١۷١ه)» حيث استشهد
له بثلاثة شواهد”'» وابن ميادة الذبياني (ت494١ه) استشهد له بشاهد
واحد"» وأبو نخيلة الراجز (ت55١ه) استشهد له بثلاثة شواهد”"
وقد أدخلت هؤلاء الثلاثة في الإسلاميين لأنهم عاشوا أكثر حياتهم في
الدولة الأموية في البادية» ولذلك يقول الأصمعي (5١١ه): 'سَاقَةُ
الشعراء ابن ميّادةَ (ت59١ه). وابِنُ هَرْمَةَ (ت١۷١ه)» ورؤبَة
رته5١ه) وحكم الْخْضَريُ (۰ه)» ومَكينٌ الغعذري (١٣۱ه)» وقد
رأيتهم أجمعين) 7 .
وأما الزمخشري فقد استشهد ببيت مفرد لأبي تمام ولم يقرنه بغيره
وقد تقدم»› ورأيته عند تفسيره لقوله تعالى: ##وَطُوا واشروا ی يبن کک
لْحَبْط الْأَنِضٌ يى الل السود مِنّ الجر [البقرة: 1410]» وذكر ما روي عن
عدي بن حاتم َيه في فهمه للآية» وقول الرسول بل له: إِنَكَ لَعَّريض
القَماه. فأشار الزمخشري إلى أن هذا القول يشار به إلى قلة الفطنة»
فقال: «قلتٌ: عَمَلَ عن البَيَانْه ولذلك عرض رسول الله يي قفاه؛ لأنه
مما يستدل به على بلاهة الرجل» وقلة فطنته. وأنشدتني بعض البدويات
لبدوي :
ريض المَمَامِيْرَانُهُ في شِمَالِهِ قَدْنحَصٌيِنْ حَسْب القراريط شاربه“"
فقد يُفهم من هذا أن هذه البدوية أنشدته لشاعر متأخرء وربما
(۱) انظر: تفسير الطبري (هجر) ۲۱۱/۲ .178/1١6 » ٤۱۰/۱۳
(۲) انظر: تفسير الطبري (هجر) ۷/ .۳۸٤
(۳) انظر: تفسير الطبري (هجر)۱/ .۳۹٤/۱۹ ۰٤٤۷
.٤١١ .۸/١ وخزانة الأدب ۷٥۳/۲ الشعر والشعراء )٤(
(©) لم أعثر عليه ولا على قائله. (9) الكشاف .۳۹۰٩/۱
تكون أنشدته لشاعر بدوي متقدم يحتج بشعره» وعلى كلا الحالين فإن
الزمخشري لم يستشهد بهذا الشاهد على لغة القرآنء وإنما أراد أن
يوضح معنى الكناية في قول الرسول ية لعدي بن حاتم َيه وهذا
خارج عن المؤاخذة”''.
وأما ابن عطية فقد توقف عند شعراء الاحتجاج المجمع عليهم عند
العلماء» ولم يستشهد للمولدين إلا نادراً مع النص على ذلك» وعدم
إفراد شواهدهم» بل يقرنها بشواهد لشعراء الاحتجاج. ومن ذلك قوله:
«وقوله: #إِنًا رسول رب الْعْلِمنَ# [الشعراء: ]١5 هو أن العرب أجرت
الرسول مجرى المصدر في أن وصفت به الجمع والواحد والمؤنث». ومن
ذلك قول الهذلي”"' :
أِكْنِي إليها وخَيْرُ الرسول ٠ أعلمُهم بيواحي الَبَر"
وقول الشاعر وإن كان مولّداً :
ن التي أبصَّرتقتها سَحَرا تُكَلمُني رسول ٥
والشاعر المولد الذي يعنيه هو أبو نواس. كما استشهد ببيت
للشافعى» واعتذر أن أبا عبيدة قد استشهد به“ . كما استشهد ببيتين
للمتنبي على المع 9" ,
وأما القرطبى فقد استشهد بشعر عدد من الشعراء العباسيين يزيدون
عن حمسة عشر شاعراً: كأبي نواس» وبشارء وأبي العتاهية» وأبي
تَمّام» والمتنبي» وغيرهم» إلا أنه لم يحتج بهم في مسائل اللغة ولا
الغريب ولا النحو إلا في موضع واحد استشهد فيه ببيت لأبي تمام مع
. 007/١ انظر استشهاد الزمخشري بابن الرومي )١(
(۲) هو أبو ذؤيب الهذلي. (۳) انظر: ديوان الهذليين .١5757/١
(5:) انظر: ديوان أبي نواس ۲۸۹. (6) المحرر الوجيز (قطر) .557/١١
(6) انظر: المحرر الوجيز (قطر) ٠ .٤٤۹/١١
(۷) انظر: المحرر الوجيز (قطر) ۱۳۲/٠١ ۱۳۷.
مدى اعتماد المفسرين على الشاهد الشعري في التفسير
بيت للفرزدق"'' فلم يفرده بالاستشهادء وأمًّا الأصل في إيراده شواهد
المحدثين من الشعراء أن يستشهد بها فى مسائل البلاغة والأدب”'" .
ومن ذلك ما جاء عند تفسيره لقوله تعالى: #وتری لْمُجَرِمِينَ ومین
َر فى الأَصَمَادٍ 40 لابراهيم: 0149 حيث ذكر أن الإصفاد يأتي في
> وو
#
اللغة بمعنى العطاء» ويأتى بمعنى القيدء فقال: «وقيل : صفدته وأضفدثة
جاريان في القَيدٍ والإعطاءِ جميعاً: قال النابغة :
..................... فلم أَعَرّضنْ أَبِيتَ اللَّمْنَ بالصَّقَده»
فالصَّمَدٌ العَطاءٌ؛ لأنه يُقَيْدٌ ويُعْبِدُء قال أبو الطيب:
وقَبَدْتُ نّفسي في ذَرَاكَ مَحبَّةَ ومَنْوَجَدَ الإحسانّ قيدا يد(“
فالقرطبي هنا لم يستشهد ببيت المتنبي لمعنى لغوي للكلمة» وإنما
استشهد به استشهاداً معنوياً. وهو أن العطاء سمی صَفَّداً لاه يقد الآخذ
بمعروف المُعطي قيداً مَعنوياً؛ لأنة يكون أسيراً لمعروفه, إن كان خرَاً
حفط المعروت» ولذلك قال المتنبي قبل هذا البيت:
ومَاقََلَ الأحرارٌ كالعَفُو عنهم ومَنْ لك بِالحُرٌ الذي يَحفظ البّدَا
إذا أنتَ أكرمتَ الكريمٌ ملكت وإنْأنتَ أكرمت اللئيمَ تَمرّدا
فالقرطبي لم يستشهد بشعر المتنبي على أنه حجة في اللغة» ولا
بغيره من الشعراء المحدَثين» وإنما كان يستأنس بشعرهم في مثل هذه
المسائإ ".
.1594/١١ انظر: الجامع لأحكام القرآن )١(
(۲) انظر: الجامع لأحكام القرآن ۱0۹/٤ ۳۳٤ ۰۳۰۹ ۰۲۸٤ /۳ 157/١ ۳۱۳ ه/
CTIA 1V ° A <Y «T01 ال مخ IE /14 <40 A
(۳) عجز بيتاء صدره:
هذا الثناء فَإِنْ تَسمغْ بو حَسَّنَاً 0
انظر: ديوانه .
)٤( انظر: ديوانه 7/ 1946. () الجامع لأحكام القرآن 4/ .۳۸٤
(5) انظر: الجامع لأحكام القرآن 74/0٠ء القرطبي ومنهجه في التفسير للقصبي زلط -
7 (لشاهر (الشعري في تفسير القرآن الكريم
سادساً: رغبةً فى موازنة عمل المفسرين بعمل أهل اللغة» عمدث
إلى «لسان العرب» لابن منظور؛ لأرى أبرز مَن احتجّ بشعره من
الشعراءء فكانوا على هذا النحو :
عد قوسده
س
الكميت بن زيد ا أسد 40
رو ایر N E
جرير إسلامي مي ۸
الراعي التميري | إسلامي ا 2
= ۲۸۳ أبو عبد الله القرطبي وجهوده في النحو واللغة في كتابه الجامع لأحكام القرآن
لعبد القادر الهيتى .١١ _ ۳۰١
)١( اعتمدت في هذا الإحصاء على نتائج دراسة الدكتور ياسين الأيوبي لشعراء لسان
العرب وعدد شواهدهم في كتابه: «معجم الشعراء في لسان العرب». 498 .٥٥١*
مدى اعتماد المفسرين على الشاهد الشعري في التفسير 4
اشع | عصره | هينه | عد شا
بدي | عا | 00"
أوس بن حجر جاهلي تميم ۳٤
الشماخ بن رار 2
عدي بن ريد جاهلي عباد ۰
بو التجم السجلي | إملامي 2
المتنخل الهذلي هذيل ۱۹۷
حميد بن ثور 1
اناي | إنلاي ۷
سے
١م
oO
1
5
:
ا
' 11
E
3
3
5
5
1
.
0
1
۰
1
٠. ۴
1 1 11 0
ج ع
te, | ©
يرا
6
3
ٍ
3
وهذا الجدول يظهر بشكل عام أن أبرز الشعراء الذين احتج
بهم اللغويون في إثبات اللغة. هم أبرز الشعراء الذين احتح بهم
المفسرون أيضاً في كتب التفسيرء كالأعشى» والنابغة الذبياني.
والعجاج ورؤبة وجرير والفرزدق ولبيدء» وإن كان هناك اختلاف طفيف
في عدد الشواهد للشعراء هنا وهناك؛ مما يدل على وحدة المعايير
والمصادر التي اعتمد عليها علماء اللغة والنحو والتفسير في دراسة
لغة القرآن.
الشاهر الشعري في تفسير القرآنا
ل لشعري في تفسير القرآن الكريم
- قبائل شعراء الشواهد عند المفسرين :
تقدم أن المفسرين قد تقيدوا زمنياً بشعراء عصور الاحتجاج» وقد
أظهر إحصاءٌ الشعراء وعدد شواهدهم وعصورهم الزمنية دة المفسرين في
الالتزام بتلك الضوابط» وقد أضاف العلماء قيدا ثالثا للاستشهاد وهو
القيد المكاني» وقد سبق الحديث عنه في الباب الأول على وجه
التأصيل» وقد قمت بحصر جميع قبائل الشعراء الذين ورد ذكرهم في
كتب التفسير» وقيدت ذلك في جدول رتبت فيه القبائل بحسب عدد
الشعراء الذين استشهد المفسرون بشعرهم من تلك القبيلة» وعدد الشواهد
شرا کل قبيلة :
3
١
1
٤
.C
عله
201
2
3
د 5
0
e
يه
ند
ي | ص سے ست سے ست ست ست °
ا 5 ¥ گے سے € << حم
چ
oO
IEEE
E
ءا
ہے
بيه
IG
بحد | چ | چ
هم | < | حت
ےآ سے
عم |[ نى
مدى اعتماد المفسرين على الشاهد الشعري في التفسير ٥١
وقد استبعدت من هذا الجدول من القبائل ما لم يكن منها إلا
شاعر أو شاعران لهم شاهد أو شاهدان» وعدد هذه القبائل ست
وعشرون قبيلة .
ومن خلال هذا الإحصاء للقبائل» وعدد الشعراء المنتسبين لكل
قبيلة وعدد شواهدهم» يمكن الخروج بالنتائح الآتية :
أولاً: أن المفسرين قد استشهدوا بأشعار شعراء ينتمون إلى أكثر من
ثلاثين قبيلة من قبائل العرب» وهؤلاء الشعراء يمثلون مجموعة كبيرة من قبائل
العرب التي احتج أهل اللغة بلغتهم» وهم من عصور الاحتجاج المتفق عليها .
ثانياً : أن قبيلة تَميم قد استحوذت على النصيب الأكبر من حيث
عدد الشعراء وعدد الشواهد» فقد استشهد المفسرون بثمانية وخمسين
شاعراً من شعراء تميم في الجاهلية والإسلام» وبلغت شواهدهم مجتمعة
مائتين وأربعة وتسعين شاهدا شعريا مختلفة في اللغة والنحو وغيرهاء
وأبرز شعراء تميم في الجاهلية أوس بن حجر» وأمًّا في الإسلام فقد
اشتهر عدد من شعراء تميم مثل جرير» والفرزدق؛ والعجاج» ورؤبة بن
العجاج وعن هؤلاء أخذ المفسرون معظم شواهد التفسير من تميم» وأما
بقية شعراء تميم فيكون للواحد منهم البيت والبيتان والثلاثة» وليس فيهم
من بلغ مرتبة هؤلاء في كثرة الشواهد.
يأتي بعد تميم قبائل كنانة» وقد أدخلت فيهم شعراء قريش» ثم يأتي
بعد هاتين القبيلتين قبيلة بكر ببطونها المختلفة» ومنهم شعراء قيس›
وغيرهم من بطون بكر» وأشهر شعرائهم الأعشى ميمون بن قيس الذي يعد
أوفر شعراء الجاهلية حظا لدى المفسرين كما تقدم» وطرفة بن العبدء
والحارث بن حلزة. ثم تأتي بقية القبائل كما هو ظاهر في الجدول السابق.
ثالثاً: أن القرآن الكريم نزل بلغات العرب» ولم يقتصر نزوله على
لغة قريش خاصة كما ذهب إلى ذلك بعض العلماء» وفي صنيع المفسرين
هذا في استشهادهم بشعر قبائل العرب إجماع منهم على أنه لم ينزل بلغة
Ea (لشاهر (لشعري في تفسير القرآن الكريم
قريش وحدهاء ولو كان القرآن نزل بلغة قريش لما احتاج الناس إلى
الشعر للاستشهاد به على فهم المشكل والغريب» وكان عليهم الرجوع
إلى شعر قريش ونثرها للاستشهاد به في توضيح ما فيه من مشكل
وغريب» لا إلى شعر العرب وكلامهم من غير قريش› ثم إن وجود
الغريب في القرآن والمشكل وحروف خفي معناها على بعض القرشيين
كأبي بكر وعمر دليل على أنه لم ينزل بلسان قريش وحدهاء وقد فصل
العلماء هذه المسألة.
رابعاً: سبق الحديث عن كلام الفارابي في الباب الأول» وقوله:
«والذين عنهم نقلت اللغة العربية» وبهم اقتدي» وعنهم أخذ اللسان
العربي من بين قبائل العرب هم: قيس» وتميمء وأسد؛ فإن هؤلاء هم
الذين عنهم أخذ أكثر ما أخذ ومعظمه. وعليهم اتكل في الغريب» وفي
الإعراب والتصريف» ثم هذيل» وبعض كنانة» وبعض الطائيين» ولم
يؤخذ عن غيرهم من سائر قبائلهم» وبالجملة فإنه لم يؤخذ عن حضري
قط» ولا عن سكان البّراري مِمّن كان يسكنٌ أطراف بلادهم المجاورة
لسائر الأمم الذين حولهم)”".
غير أني أضيف هنا بعد هذا الحصر للقبائل والشعراء» أن الفارابي
أصاب في معظم ما ذكرهء حيث لم يكن حكمه فيما يبدو لي مبنيا على
استقراء دقيق» وإنما هو بطبيعته الفلسفية أراد أن يُتَظْرَ لمثل هذا الأمرء
وهو الاحتجاجء فرأى أن الأولى أن يكون أخذ اللغة عن هؤلاء دون
غيرهم» ونظر في أكثر ما نقل فوجله عن قبائل تميم» وقيس» وأسدء
وهذيل» وبعض الطائيين» فقال هذا القول.
ويُمكن أن يُستدركٌ عليه عدم ذكره لشعراء الأزدء ولا شعراء كتانة,
(0) انظر: المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام لجواد علي 575/8 _ .1۷١
(۲) الحروف للفارابي .٠١٤١
مدى اعتماد المفسرين على الشاهد الشعري في التفسير 1[ [for
ولا سيما شعراء قريش وهم أهل الحضرهء فقد استشهد المفسرون بشعر
أكثر من عشرين شاعراً من قريش وحدها دون سائر كنانة» وببعض شعراء
كنانة الذين بلغوا جميعاً خمسة وعشرين شاعراً» وورد لهم واحد وستون
شاهداً في كتب التفسير غير ما جهلت نسبته .
كما ذكر الفارابي أن العلماء لم يأخذوا اللغة: «لا مِن لَحْمء ولا
من جُذام؛ فإنهم كانوا مُجاورينَ لأهل مصرّ وَالقِبْطء ولا من قُضاعةً
وغسان» ولا من إِيادٍ؛ فإنهم كانوا مُجاورينَ لأهل الشام» وأكثرهم
نصارى» يقرأون في صلاتهم بغير العربية» ولا من تغلبَ ولا الثمر؛ فإنهم
كانوا مجاورين للنبط والفرس» ولا من عبد القيس؛ لأنهم كانوا سكان
البحرين» مخالطين للهند والفرس» ولا من أزد عمان؛ لمخالطتهم للهند
والفرس» ولا من أهل اليمن أصلاً؛ لمخالطتهم للهند والحبشة» ولولادة
الحبشة فيهم» ولا من بني حنيفة وسكان اليمامة» ولا من ثقيف وسكان
الطائف؛ لمخالطتهم تجار الأمم المقيمين عندهم» ولا من حاضرة
الحجاز؛ لأن الذين نقلوا اللغة صادفوهم حين ابتدأوا ينقلون لغة العرب
قد خالطوا غيرهم من الأمم» وفسدت ألستتهم»”. وكل القبائل التي ذكر
الفارابي أنه لم يؤخذ عنها وردت شواهد لشعرائها في كتب التفسير كما
هو في جدول الشعراء. كقبيلة كنانة» وثقيف» والأزد وغيرهم.
خامساً: كثيراً ما يقول المفسرون قبل إيراد الشاهد الشعري: «قالت
العرب» أو: «هكذا قالت العرب»» ونحو هذه العبارات» التي لا تعتد
بقبيلة الشاعرء وإِنَّما تُسمّى كل ما قاله شعراء القبائل المُحتح بشعرهم
عربية» ولعل هذا لأن اللغة التي كان الشعراء ينظمون بها شعرهم لم يبق
فيها فوارق تذكر بين اللهجات» وتضاءلت تلك الفوارق بين اللهجات بعد
نزول القرآن الكريم.
.5١5؟ ۲۱۱/۱ الاقتراح 45 408» والمزهر )١(
سکس و کے
PFE Sa E TEA TÛ. CECE ا
المبحث الثالث
منهج المفسرين ٤ شرح الشاهد الشعحري
كان علماءٌ السلفٍ شيوخ لغةٍ وشعر ورواية» وكانوا يقدمون دراسة
اللغة والشعر على غيرهاء ويستقصون في تتبع شعر العرب؛ لأن الشعر
كان أصلاً للعلم بالكتاب والسنة» ففهمهُما مترتبٌ على فهم لغتهماء
وهم اللغة أصلة فهمٌ شعر العَربٍ ونثرهاء حتى إذا بلغ أحدهم من العلم
مبلعَاً انصرف للتصنيف في التفسير وغيره بعد أن يكون قد استحكمت
آلته» وقويت ملكته العلمية» ولذلك تجد للواحد منهم ترجمة في طبقات
اللغويين والمفسرين والفقهاء والأدباء وغيرهم لكثرة مصنفاته» وتنوع
معارفه ومن هؤلاء الإمام الطبري"' والزمخشري”'"'» وابن عطية
وغيرهم. ودليل ذلك أن بعض المفسرين تصدّى لشرح دواوين
الشعراء» كالطبري والواحدي" فقد ذكر عن الطبري أنه كان «يحفظ من
الشعر للجاهلية والإسلام ما لا يجهله إلا جاهل به“ وذكرٌ عن ثعلب
أنه قال: «قرأ على أبو جعفر الطبري شعر الشعراء قبل أن يكثر الناس
)١( قال القفطي في صدر ترجمته له: «العالم الكامل الفقيه المقرئ النحوي اللغوي
الحافظ الإخباري جامع العلوم لم ير في فنونه مثله». انظر: إنباه الرواة 289/7
وترجم له الحموي في معجم الأدباء ترجمة مطولة لم يترجمها لغيره "4١/0 وهو
يعد شيخ المؤرخين الثقات بكتابه تاريخ الأمم والملوك.
(۲) له من شروح الشعر شرح لامية العرب» وشرح شواهد سيبويه الشعرية.
(۳) شرح الواحدي ديوان المتنبي شرحاً مستوعباً يعد أمثل شروح الديوان» وله عدة
طبعات أجودها طبعة دار الرائد العربى» بيروت فى خمسة مجلدات.
ْ ْ .٠٠١٤/١ معجم الأدباء )٤(
منهج المفسرين في شرح الشاهد الشعري وبيان دلالته على المعنى _ | | —
عندي بمدة طويلة”2: وقد لقيه ابنُ سريج في مصر «فوجده فاضلاً في
كل ما يذاكره به من العلم» ويجيب في كل ما يسأله عنه» حتى سأله عن
الشعر فرآه فاضلاً بارعا فيه» فسأله عن شعر الطرماح وكان من يقوم به
مفقوداً في البلد فإذا هو يحفظه» فسئل أن يمليه حفظاً بغریبه».
وتفسير القرآن الكريم وتفسير الشعر لا يكادان في جانب اللغة
يحتلفان وإن كان للقرآن الكريم خصوصيته» كما قال الطبري: «فالواجب
أن تكون معاني كتاب الله المَنَزّلِ على نبينا بي لمعاني كلام العرب
موافقة» وظاهرّه لظاهر كلامها مُلائِماًء وَإِنْ بَايَنَه كتابٌ الله بالفضيلة التي
قصل بها سائرٌ الكلام والبيان)”" .
وقد كان من أهم دوافع شرح العلماء للشعر والعناية به هو الرغبة
في خدمة معاني القرآن الكريم وتفسيره» مما جعل دراسة الشعر وتفهمه
باباً من أبواب حفظ لغة القرآن الكريم» وتقوية تفسيره» وقد تقدم شيء
من أقوال العلماء في وجوب تعلم اللغة العربية قبل الكلام في تفسير
القرآن الكريم» وحسبك بقول مجاهد تلميذ ابن عباس: «لا يَحِلّ لأحد
يؤمن بالله واليوم الآخر أن يتكلم في كتاب الله إذا لم يكن عالما بلغات
العرب»“» وقول الإمام مالك: «لا أوتى برجل غير عالم بلغاتٍ العَربٍ
يفسرٌ كتابّ الله إلا جعلته تكالآً*2. وهذا كلام يدغ المسألةَ باب الحل
والحُرمة» ويُحرّمُ على من لم يفهم اللغة والنحو أن يمسر القرآان.
وقد وظفَ المفسرون علمّهم بالشعر ومعانيه وأقوال العلماء فيه في
تفاسيرهم» فجاءت مليئة بأرائهم ونظراتهم في الشعرء ومعانيه» وإعرابه»
ومناسباته» وذكر بعض أحوال الشعراء» وسأبين في هذا المبحث منهج
)١( المصدر السابق 1054/6. (۲) معجم الأدباء .٠٠٠/١
(۳) تفسير الطبري (شاكر) )٤( .٠١/١ المصدر السابق ."۹٦/۱
(4) البرهان في علوم القرآن .۳۹٦/۱
0 (لشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
المفسرين وأصحاب كتب التفسير اللغوي وهي كتب المعاني والغريب في
شرح الشعر؛ لذن كتبت معاني القرآن وعريبه (هي الصورة الأولى لكتب
التفسيرا"» ولتشابه المنهج مِمّا يجعل تكرارٌ دراسته في مبحث آخر
با من التكرار.
أسباب الحاجة إلى شرح الشاهد الشعري
هناك أسبابٌ تدفع المفسرين وغيرهم لشرح الشعر عندما يوردونه
في كلامهم» ويمكن إرجاع الحاجة إلى شرح الشعر إلى الأسباب الاتية
أو أحدها:
أولاً: غرابة الألفاظ:
الغريب في اللغة فهو الغامض من الكلام'" . وعند المفسرين: ما
عَمْض لَفظَهُء وَبَعْدَ معناء» أو أشكل من ألفاظ القرآن”” » وألفاظ القرآن
ا ليست على درجة واحدة من حيث وضوح المعنى» قال أبو
ن: «لغات القرآن العزيز على قسمين: قسم یکاد , يشترك في فَهُم معناة
عاك المستعربة وخاصتهم» كمدلول السماء والأرض» وفوق وتحت.
وقسم يَختتصٌ بمعرفته مَنْ له اطلاع 0 العربية : وهو الذي
صف أك الناس فيه» وسموه غريت القرآن)7*) : تى أمثلة للغريب
الوارد في الشاهد الشعري» وأكتفي هنا بالإشارة 0 أن اللفظة فى
الشاهد الشعري قد تكون معروفة من حيث اللفظ عند العرب» غير أن
الشاعر يستعملها في معنى لا تعرفه العرب» كالمعاني التي تتعلق
بالغيبياتٍ واليوم الآخرء وهي أمرو لا يعرفها إلا من كان على اطلاع
.56 المعجم العربي لحسين نصار )١(
(؟) انظر: العين ٠٤١١/٤ تهذيب اللغة ۸/ .١١١
(۳) انظر: معاجم غريب الحديث والأثر للسيد الشرقاوي .١19
)٤( تحفة الأريب ۲۷.
على الأديان السابقة» ويظهر ذلك في شعر أمية بن أبي الصلت كثيراًء
وقد كان هذا سبباً فى ترك كثير من العلماء الاستشهاد بشعر أمية كما ذكر
ابن قتيبة”'2 ومن أمثلة ذلك قول أمية بن أبي الصلت:
رل ونور تحت رل يَمِينهِ | ولنَّسْرٌ للأخرى وليث مُرْصَد"
فألفاظ هذا البيت واضحة» ولكن المعنى الذي يتحدث عنه من
المعانى الغيبية؛ لأنه يصف حَمَلَةَ العّرش الذين يحملون عرش الرحمن»
ولذلك صَدَقَهُ النبيئٌ ييه في وصفه هذاء وقال: «صَدَقَء هذه صفاتٌ
عرش الرحمن»”". وقد ذكر الطبري هذا البيت في معرض تفسيره لمعنى
البرق في قوله تعالى: ##آوْ كصيّب من السَمَكِ فيه ظلمت ورعد ورف
[البقرة: 1]» وأنَّ من المعاني التي قُسّرَ بها البَرْقُ أنه صوتٌ حَمَلةٍ العرش
من الملائكة“. وهذه معان غيبية متعلقة بالآخرة» لم يكن يستوي العرب
فى معرفتهاء بل لا يكاد يعرفها إلا القليل» وأكثر شواهد شعر أمية بن
أبي الصلت من هذا القبيل» لاطلاعه على كتب أهل الكتاب”*'. وقد
ذكر ابن سام أمية فقال: «وكان أمية بن أبي الصلت كثيرٌ العجائب›
يذكر في شعره خلقّ السموات والأرض» ويذكرٌ الملائكة» ويذكرٌ ما لم
يذكره أحدٌ من الشعراءء وكان قد شام هل الكتاب»". وذكر
الأصفهاني أن «أمية بن أبي الصلت قد قرأ كتاب الله كك الأول» فكان
يأتي في شعره بأشياء لا تعرفها العرب». ولذلك كانت بعض أبياته
() انظر: الشعر والشعراء .٤٦1/١ (۲) انظر: ديوانه 186.
(۳) مسند الإمام أحمد .۸۸/٤
() انظر: تفسير الطبري (هجر) ."٦٠٥ /١
IT ال «VF «EV «۳10 ءالاآ١ 1١٠١/١ انظر: تفسير الطبري (هجر) )5(
“امم 4/4 وغيرها. N c<0 CAN | COTA E CEY مق
.۲٣۳ طبقات فحول الشعراء ۲۹۲/۱ ۔ )١(
(۷) الأغاني 0١5١/4 وقد ذكر أمثلة من غريب شعر أمية» وقبله ابن قتيبة أورد عدداً من
الأمثلة. وذكر الجواليقي في المعرب ۲٠١ أن لفظة (ساهور) وهي ما يدخل فيه القمر =
-[مه4 0 الشاهر (الشعري في تفسير القرآن الكريم
2030 . : 5
ثانياً: غرابة التركيب:
ربما تكون غرابة معنى الشاهد» لتركيبه لا لألفاظهء فيحتاج المفسر
إلى شرح الشاهد الشعري› وبيان معنى تركيبه ونظمه. ومن ذلك أن
الطبري بعد إيراده قول امرئ القيس :
ولو أ ما أسعى لأذنى معيشة كَمَاني ولم أَطْلْبُقَلِيلُ من الال"
شرح تركيبه فقال: «يريد: كفاني قليل من المالٍء ولم أطلب
الكثير»" . لأنه قد يفهم البيت على غير هذا الفهم» وهو أن يقف على
قوله: «كفاني»» ثم يستأنف «ولم أطلب قليلاً من المال»ء بنصب قليلاً .
غير أن الطبري قد شرح تركيب هذا البيت» وبَيّنَ أن قوله: «ولم أطلب»
اعتراض في الكلام .
ومن أمثلة ذلك قول النابغة الذبياني :
م م . © عم “MA AT م 7 4ه معلا عاق °
وقد خِفت حتى ما نزيد مخافتي على وعل في ذي المطارةٍ عاقل
فهو غريب التركيب» وقد شرح الطبري معئأه فقال : «والمعنى :
حتى ما تزيد مخافة الوَعِل على مخافتى)”* . وقد استشهل به على أن
ب قل ته ف 5 : ضعه أذ 5 وفأء و د
نطلاء 429 ١
تر
= إذا كسف» لم يسمع عن العرب» ولم يسمع إلا في شعر أمية بن أبي الصلت؛ لأنه
كان يستعمل السريانية في شعره.
(1) انظر: المذكر والمؤنث لمحمد بن القاسم الأنباري .١١54/1١
(۲) انظر: ديوانه ۳۹. (۳) تفسير الطبري (شاكر) .١54/١
(4) إنما خصّ الوعل لأنه أشد خوفاً من غيره» والعاقل: الذي عقِل في الجبل» وذو
المطارة: اسم جبل انظر: ديوانه .١55
(0) تفسير الطبري (شاكر) 27١١/7 7/55 279.
(5) تفسير الطبري (شاكر) 27١١/7” المحرر الوجيز 1۷/۲.
ثالثاً: <
هناك أسبابٌ أخرى تدعو إلى شرح الشاهد الشعري في كتب
التفسير وإن لم تكن كثيرة الأمثلة كالسببين السابقين» غير أنه يحسن
الإشارة إليها. ومنها :
- انفراد الشاهد الشعري عند الاستشهاد به عن بقية أبيات
القصيدة.
فإن من أبرز خصائص الشاهد الشعري في كتب التفسير وغيرها من
كتب اللغة والنحوء أنه يأتى في سياق الاستشهاد به مفصولا عن القصيدة
التي هو منهاء وهذا يعرضه لسوء الفهم. وتعدد التأويللات» ولذلك أشار
عدد من العلماء الذين قاموا بشرح الشواهد الشعرية في مصنفات خاصة
إلى ما في فصل الشاهد الشعري عن سوابقه ولواحقه من تعريضه لكثرة
التأويلات في شرحه وفهمه.
ومن ذلك قول البَطْلْيُوسِيَ في شرحه لأبياتِ كتاب «أدب الكتّاب»:
«اوغرضي أن أَفْرِنَ بكل بيتِ منها ما يتصل به من الشعر من قبل ومن
بعده» إلا أبياتاً يسيرةً لم أعلم قائلهاء ولم أحفظ الأشعار التي وقعت
فيهاء وفي معرفة ما يتصل بالشاهد ما يجلو معناه» ويعرب عن فحواه»
فإنا رأينا كثيراً من المفسرين للأبيات المستشهد بهاء قد غلطوا في
معانيهاء حين لم يعلموا الأشعار التي وقعت فيهاء لأن البيت إذا انفرد
احتمل تأويلاتٍ كثيرةً"'". ونبّهَ إلى أنه ينبغي على المتكلم في معاني
الأبيات المنقطعة عن صواحبها أن لا يقطع على مراد قائلها؛ لاحتمال
اختلاف التأويل إذا عرف السَّابِقُ أو اللاحق من الأبيات”“2. وفعل مثل
ذلك شراح الشواهد كالسيرافي والبغدادي وغيرهم وإن لم ينصوا على
ل الاقتضاب فى شرح أدب الكتاب ؟/ه.
(0) انظر: المصدر السابق 248/7 الحلل في شرح أبيات الجمل .١
الشاهر الشري في تفسير القرآن الكريم
ذلك في مقدماتهم. ولم يعتن بذلك الأعلم الشنتمري في شرحه
وقد ذكر المعري قصة تدل على أهمية معرفة ما قبل الشاهد وما
بعده لفهم الشاهد فقال: «حدثني عبد السلام البصري خازن دار العلم
ببغداد وكان لی صديقاً صدوقاً قال: كنت فى مجلس أبى سعيد
السيرافي ٠ وبعض أصحابه يقرأ عليه الإصلاح المنطق» لابن السكيت»
فمضى بيت حميد بن تور» وهو:
ُه الأقرَاب أَمَاتَهَارُمَا فَسَبْت٬وأمًاليلهائدييل
فقال أبو سعيد: ومطويةء أَصَلِحْهٌ بالخفض. ثم التفت إليناء فقال:
هذه واو رب فقلتٌ: أطال الله بقاء القاضيء إِنَّ قبِلّهُ ما يدل على
الرفع. فقال: وما هو؟ فقلت: ٠
ناك بي الله الذي أنزلٌ الهُدَى 2 ونور وإسلامٌعليك دلي“
ومَطويّةُ الأقراب ااا
فعاد وأصلحه”“ . وإنما وقع السيرافي في هذا لعدم تنبهه لما قبل
الشاهد من أبيات .
ومن الأمثلة على ذلك مما جاء في كتب التفسيرء قول الشاعر
مَعَاويَ إِنَّنَابَشَرٌفَأَسْحِحُ قفلَسنًا بالجبال ولا الحّديةا“
حيث ذكر الطبري أن قوله جل ثناؤه : وولا إسانًا [البقرة: ۸۳]
عطفٌ على موضع «أنْ» المحذوفة في لل صََبُدُونَ إلا أله [البقرة: 45]»
)١( انظر: شرح السيرافي لأبيات سيبويه» خزانة الأدب» وشرح أبيات المغني كلاهما
للبغدادي .
)۲( انظر: شواهد الشعر فی كتب سيبويه لخالد جمعة 46.
(۳) ديوانه ١١ء إصلاح المنطق .١١ (6) وفيات الأعيان ۷/ ۷۲.
)٠( هو عقبة أو عقيبة الأسدي» وقيل لعبد الله بن الرّبير - بفتح الزاي - الأسدي.
(5) الكتاب لسيبويه 257/١ معانى القرآن للفراء ۳٤۸/۲ خزانة الأدب ."٤١/١
منهج المفسرين في شرح الشاهد الشعري وبيان دلالته على المعنى ا ۱“
وذلك في قوله تعالى: ولذ أَحَذْنا مِِتَقَ ب سی لا َنْبُدُونَ إل الله
یاون إِحَسَانًا وذى الفري [البقرة: *8] فكأن معنى الكلام: وإذ أخذنا
ميثاق بني إسرائيل بأن لا تعبدوا إلا الله» وبالوالدين إحساناًء فرفع لإ
تَْيْدُونَة لما حذف «أن»» ثم عطف: #ويالوش# على موضعها.
واستشهد بقول الشاعر:
مَعَاوي إِنَنابَشَرٌ فَأَسْحجخْ فلسنًا بالجبالٍولا الحَديدَا
فنص «الحديد) على العطف به به على موضع «الجبال»؛ لا لو لم
تكن فيها با خافضة كانت نصباًء فعطف ب«الحديدٍ) على معنى «الجبال» لا
على لفظهاء فكذلك قوله: #وبالولش إعسسائا#”''. وهذا الذي ذهب إليه
الطبري في توجيه الشاهد الشعري أحد قولين للنحويين» وهو قول سيبويه'' .
والقول الآخر أن رواية البيتٍ بِجَرٌ «الحديد». قال العسكري:
«ومِمًا عَلِظ فيه النحويون من السّعْرِ ورووه موافقا لما أرادوه» ما روي
عن سيبويه عندما احتج به في نسق الاسم المنصوب على المخفوض»
وقد غلط على الشاعر؛ لأن هذه القصيدة مشهورة» وهى مخفوضة كلها.
وهذا البيت أولهاء وبعده: ۰
فهبهايدحةًنهبثْضِيَاعَاً يزيدٌأميرْهاوأبويّزيد
أكلثُم أرضتَافَجَردتمُوها فهلمِنْ قائمأومِنْ حصيدر'"
وهذا مثال يدل على أهمية معرفة الأبيات التي منها هذا الشاهد من
.۲۹۱ انظر: تفسير الطبري (شاكر) ۲/ ۲۹۰ ۔ )١(
(؟) استشهد به في أربعة مواضع على جواز العطف على الموضع. انظر: الكتاب ٦۷/١
TEE 4۲/۲ /1(
(9) شرح ما يقع فيه التصحيف ٤١١ خزانة الأدب 77١/7 وقد نسب البغدادي للمبرد
رَد رواية سيبويه» في حين قد استشهد المبرد بهذه الرواية أربع مراتٍ على جواز
العطف على الموضع كما ذكر سيبويه كما في المقتضب 5/ا*. 7581/9ء /٤
۳۷١ ,۲ تعليق المحقق الشيخ محمد عضيمة على الشاهد ۲/ /ا"ا".
1 (لشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
الشعرء وإن كان قد رَد هذا القول الزمخشري وابنٌ الأنباري وغيرهماء
وقالوا إن هذا الشاهد روي مع أبيات منصوبة أيضأًء ومنها :
أديرومًا بَنِي حَرْبٍ عليكمم «ولانَرْمُوابِهَا القَرَضَ البّعيدا("©
والشاهد ما تقدم من أهمية معرفة أبيات القصيدة التي منها الشاهد.
مع ما قد يكون في هذا المثال من خلاف» والغرض التمثيل.
ومن الأمثلة كذلك ما ذكره ابن عطية عند تفسير قوله تعالى :
متنا ملم حِجَارَة مّن سل [الحجر: ]۷٤ حيث قال: «وقالت فرقة:
سجيّل معناه : شديد» وأنشد الطبري في ذلك لابن مقبل :
...... ضحرباً تواصّى به الأبطال سجیلاً“
والبيت في قصيدة نونية سجينًا )7 " .
فمعرفة أبيات القصيدة التى تسبق بيت الشاهد وتلحقه تدل على
صواب الاستشهاد وصحتهء فلأن قافية الأبيات نونية فاللفظة إذا:
اسجينا». وهي كذلك في الديوان. وذكروا أن أصلها «سجيلاً)ء غير أنها
(أبدلت اللامُ نوناًء كما قالوا في أُصَيلانَ؛ أصيلال». وقد أورد
البطليوسي عدداً من الأمثلة على مثل هذه المسألة””'.
- الجهل بموضوع الشاهد ومناسبته.
فقد يكون سببٌ الحاجة للشرح الجهل بمناسبة الشاهد» وعدم
معرفة الموضوع الذي يدور حوله» فيحتاج المفسر أن يبين ذلك قبل
الشاهد أو بعده ليتضح معنى الشاهدء ووجه الاستشهاد.
."٤٤/١ انظر: الإنصاف للأنباري 7857 خزانة الأدب )١(
عجز بيت» وصلره: )۲(
0 ورَجْلَةٌ يَضربون المَيضَ عن عَرْضٍ ع
.١7ا//7 النوادر لأبي زيد ۰۲۰۹ مقاييس اللغة ٠۲۳٢ انظر: ديوانه
.۱۹۸/۲۰ المحرر الوجيز ۹۸/۳. (5) الجامع لأحكام القرآن )۳(
_ 0/۳ انظر: الاقتضاب (o)
سے سے ا کے ع 7 عير عبر
ومن ذلك أن الطبري عند تفسيره قوله تعالى: #وما جَعَلَنَا الْقَبْلَةَ أ
کیت ڪا إلا لِتَعلم من يم شود يكن يقب َل عَمبَيْوْ [البقرة: +14]ء
وذكر أن بعض المفسرين قد فسّر «العلمَ» بمعنى «الرؤية» فقال: «وقال
بعضهم: إنما قيل ذلك من أجل أن العربَ تضعٌ «العلمَ» مكان «الرؤية»ء
و«الرؤية» مكان (العلم». . . كما قال جرير بن عطية :
كأ لم تشهذ لَقِيطاً وحَاجبَاً وعَمرّو بن عمرو إِذْ دعا يال دارم"
بمعنى: كأنك لم تعلم لقيطاً؛ لأنَّ بين هُلكِ لقي وحاجب وزمان
جرير ما لا يخفى بُعْدَهِ من المُدة. وذلك أن الذين ذكرهم هلكوا في
الجاهلية» وجرير كان بعد برهةٍ مضت من مَجيء الإسلام)”'' . ولعل
الطبري يعني أن الفرزدق لم يشهد مهلك هؤلاء لأنه هو المخاطب
بالبيت» وقد استعان الطبري بمعرفته التاريخية بموت هؤلاء من بني دارم
في الجاهلية» ولا يمكن فهمه إلا بهذا البيان» ولو جهل هذا التاريخ لما
صح تفسير الشهادة بالعلم في البيت» لاحتمال أن الفرزدق أدرك مهلك
لقيط وحاجب .
ومن أمثلة ذلك أن القرطبي عند تفسيره قوله تعالى: ##وَأْطْرقا ءال
َون [البقرة: ]5٠ ذكر أن من معاني التغريق القتل. فقال: «والتَعْريقٌ:
القتل» قال الأعشى :
................ ألاليتٌ قَيسَاعَرّقتهُ القَوابلٌ'"
ى أن القابلة كانت تُكَرّقْ المولود في ماء السَّلَى عام المَحْطِ
)١( رواية الديوان: «إذ دعوا». ولقيط هو ابن زرارة الذي قتل يوم جبلة» وأسر في ذلك
اليوم حاجب بن زرارة» وعمرو بن عمرو بن عدس الدارمي . انظر: ديوانه ”7/ 5 .1٠١١
(۲) تفسير الطبري (شاكر) ۳/ .٠٠١
)۳( عجز بيت» وصدره.
أَطَوريِن في عَام عَرَاةٌ وَرَخْلَة ح ع + ع + ع ع ع ع ece
انظر: ديوانه “2777
€ (لشاهر (لشعري في تفسير القرآن الكريم
كرا كان أو أنثى حتى يُموت» ثم جعل کل قتل تغر يقأ)”'' .
فالقرطبي ذكر أن التغريق معئأه القتل. وكان هذا كافياً لمهم
الشاهد. لكنه أتى , بما وراء ألفاظ الشاهد وهي ما كان يفعله بعض
العرب من تغريق المولود في زمن القحط في ماء السَّلَىء فزاد هذا
الشاهدَ وضوحاً وجلاءً. وقد ذكر أهل اللغة مثل ذلك '.
- خفاء معنى كثير من لغة العرب لموت أهلها.
وذكر ابن فارس أنَّ من أسباب الحاجة إلى شرح اللغة ذهاب
كثير من لغة العرب» وذهاب من يحسنهاء ويفهم معانيهاء وأنه قد
بقيت ممردات وتراكيب كثيرة خفي معناها على العلماء. ولم تفسر
3 2 م ف 1 : .
تفسيراً يطمئنٌ إليه''» ولكنني لم أعثر في كتب التفسير على مثال من
هذه المفردات التي ذكرها ابن فارس. هذه أهم الأسباب - فيما
يظهر التي دعت المفسرين إلى شرح شواهد الشعر في كتب
التفسير.
منهج المفسرين في شرح الشاهد الشعري وبيان دلالته على المعنى :
اشر هو الكشفٌ والتبيينُ والتوضيح”*2. ويُعَذٌ الشاهدٌ الشعري في
كتب التفسير جزءاً من التفسير والبيان الذي يؤتى به لتوضيح معاني
المفردات والتراكيب في القرآن الكريم» بل إن الشاهد الشعري يعد عند
أهل اللغة شارحاً للمفردات» فقد سئل الأصمعي عن معنى الألمعي.
فأنشد بين أوس بن حجر :
الألمعئ الذي يَظَنْ بك الظنّ كأنْقدرأىوقدسَمِهعَا"
.5894 - ۳۸۸/۱ الجامع لأحكام القرآن )١(
(۲) انظر: لسان العرب 05/٠١ (غرق).
9) انظر: الصاحبي 58 55, المزهر .55/١
(5) انظر: لسان العرب ۷۳/۷ (شرح). )٥( انظر: ديوانه ۹۸.
منهج المفسرين في شرح الشاهد الشعري وبيان دلالته على المعنى [fo
"6 0 2 CD at
ولم يزد على ذلك '. كما أن المفسرين لا يتوسعون في شرح
الشواهد الشعرية إلا في مواطن الخلااف والردود على غيرهم في فهم
الشاهد أو الاستشهاد به. ولذلك فإن المفسرين لم يقصدوا إلى تفسير
القران الكريم. والاستدلال على صحة هذا التفسير بالشعر» فش رح الشعر
بقدر حاجة التفسيرء وبيانه لمعاني القرآن الكريم.
وقد مر شرح الشعر بمراحل منذ نشأته على يد شعراء الجاهلية
أنفسهم. حتى استقر على يد أمثال أبى عبيدة والأصمعى ومن في
طبقتهم› وأصبح له أعلامه المعروفون» ومنهجه الذي يسير عليه. ثم
حاء أبو سعد السكري فجمع دواوين القبائل والشعراء وشرحها» ولیس
له في هذا الباب نظير» وأما شرح شواهد الشعر فمن أبرز من تصدى
لذلك ابو محمد يوسف السيرافى رته6م/اهم)ل فقد صنف عدة كتب فى
شرح شواهد الشعر التي وردت في عذدة كتب مشهورة سين الناس»ء
فشرح أبيات كتاب سيبويه»› وشرح أبيات الإصلاح المنطق)», وشرح
أبيات (مجاز القرآن» لأبى عبيذة ) وأبيات ((معانىی القرآن» للزجاج»
وشرح أبيات «الغريب المصتف) لأبي عبيذلة القاسم بن سلام إلى غير
للى52)
اخ :
وقد قمتٌ بجمع كل الشواهد الشعرية التي شرحها المفسرون»
لاستخلاص الأسس المنهجية العامة التى كان يعتمدها المفسرون فى
لمعرفة حجم الجهد الذي قدمه المفسرون في هذا الباب» وقمت باختيار
نماذج من تلك الشروح وعرضتها كامثلة› وهي تعبر تعبيرا صحيحا عن
(۱) انظر: الكشاف .٤۹۰ _ ٤۸۹/۳ (۲) انظر: وفيات الأعيان ۷۲/۷ - ۷۳.
_( ۹ اشاهر فشي في تفسيرالقرآنالكريم
بقية المواضع» وقد تبين لي أن شرح المفسرين للشاهد الشعري لا يخلو
من ثلاثة أحوال:
- إما أن يشرحوا المفردات .
- وإما أن يشرحوا التراكيب.
- وإما أن يتناول شرحهم أمراً حول الشاهد الشعري كالتعريف
بقائله» والإبانة عمًا يعرض فيها من أعلام الأماكن والشخوص»› وسرد
بعض الأحداث والوقائع التي يرد ذكرها.
أولا : شرح المفردات :
تعد دلالة المفردات فى اللغة أكثر العناصر اللغوية قابلية للتغير فى
اللغات الإنسانية”''» ولذلك فقد كانت عناية المفسرين بشرح المفردات
الغريبة في القرآن الكريم والشعر المستشهد به هي الغالبة على الجهد
اللخوي فى كتب التفسير؛ وذلك للتغير الذي طرأ على معانى المفردات
باتساع رقعة الدولة الإسلامية. وننوع أوجه الحضارة فيهاء وعير ذلك من
الأسباب التى باعدت بين الناس وبين اللغة العربية الفصيحة. كما إن
معرفة معاني الألفاظ على جهة الإفراد هو مما يجب على المفسر البداءة
+ 0)
الشرع .
ويشبه شرح المفسرين للمفردات شرح أصحاب شروح الشعر
والشواهد» كما يشبه تناول أصحاب المَعاجم اللغوية للمفردات في بعض
المواضع. فالمفسر قد يتناول غريب الشاهد الشعري فيبين كل لفظة
بمعناها ولا يزيد على ذلك» وقد يتوسع قليلاً في شرح المفردة فيبين
.١١9 انظر: الجوانب الدلالية فى نقد الشعر للدكتور فايز الداية )١(
."١5 ۳۱۳/۲ انظر: البرهان في علوم القرآن للزركشي )(
منهج المفسرين في شرح الشاهد الشعري وبيان دلائته على المعنى SENE
اشتقاقهاء وقد تكون هذه اللفظة غير مألوفة فيستشهد على بيان معناها
بشواهد شعرية أخرى . وهم فى ذلك يعتمدون على العلماء الثقات من
أهل اللغة فيما نقلوه عن العرب كأبي عمرو بن العلاء والأصمعي
وغيرهم .
١ شرح المفردات الغامضة:
يعد شرح المفردة الغريبة في الشاهد الشعري شرحاً لغوياً أكثر ما
يعنى به المفسرون وأصحاب المعاني وغريب القرآن» حيث إن الشواهد
اللغوية أكثر الشواهد دوراناً في كتب التفسير كما تقدم. وشرح المفردة
الغريبة قد يكون ببيان معناها بلفظة مرادفة أوضح منهاء أو ببيان أصل
اشتقاقها والتوسع فيه قليلاً أو نحو ذلك. وربما جاء بيان المفسرين
لمعنى المفردة أجودٌ من بيان بعض أصحاب المعاجم". وقد تنبه إلى
ذلك بعض المستشرقين وأشار إلى أن «ما اضطلع به الطبريّ في تفسيره
للقرآن مما يتصل بالناحية اللغوية لهو ركَازٌ لا تقدَّرُ تفاسته في بَحثِ
مفردات اللغة»"“. 1
وقد تفاوت شرح المفسرين وأصحاب المعاني للمفردات بحسب
منهج كل منهم» غير أنه لم يكن هذا التفاوت كبيرا عند المتقدمين» وإنما
تفاوت عند المتأخرين كالزمخشري ومن بعله. فأما أبو عبيدة والطبري
فقد عنيا عناية كبيرة بشرح مفردات الشاهد الشعري» وقدما في ذلك ما
اعتمد عليه من بعدهما من المفسرين.
فأما أبو عبيدة فقد عني عناية كبيرة بشرح مفردات الشاهد الشعري
الذي يورده» والآمثلة على ذلك في كتابه كثيرة. ومن أمثلة قول أبي عبيدة
عند تفسير قوله تعالى: ##فُوَلٍ وجهلت سشطر المسجد الْحَرَامٌ © [البقرة: :]١54
)١( انظر: تفسير الطبري (شاكر) ۱۷/۱ ١٦۱۰ء .٠١۱ .,((١
(؟) مذاهب التفسير الإسلامي لجولد زيهر .١١6
سل (لشاهر الشعري فى تفسير القرآن الكريم
«أي: قصد المسجد الحرام» قال الهذلي"'' :
إل العسيرٌ بها داء مُخْايِرُها تَشَطْرُها نَظَرَ العَيْنِينِ مَحسور9"
العَسِيْرٌ: الناقة التي لم ترگب» شطرّها: تحوّها. وقال ابن أحمر:
تعدو بنَا شَطْرَ جَمُع وهي عَاقِدَةَ قدكارت العقذ من إِيِقَادِها الحم"
إيفادها : سرعتهاً»”؟ .
فقد بَيِّنَ معاني المفردات الغامضة» باختصار شديد» وقد نقل
شرحه أصحاب المعاجم فقال في اللسان في شرح البيت: «العسير الناقة
التي لم تَرَضٌ» ونصب شطرها على الظرف أي: نحوها . وشرح
البغدادي بيت عمرو بن أحمر فقال: «وتعدو؛ أي: الناقة» من العدوى
وهو ما قارب الهرولة» وهو دون الجري. وبنا؛ أي: بي وبغلامي؛ فإنه
كان زميلي على الناقة. والشطر هنا بمعنى الجهة. وجمع: اسم
المزدلفة. وسميت به إما لآن الناس يجتمعون بهاء وإما لآن آدم اجتمع
هناك بحواء. والعاقدة: الناقة التي قد أقرت باللقاح؛ لأنها تعقد بذنبها
فيعلم أنها حملت. وقيل: العاقدة: التى تضع عنقها على عجزها.
والإيفاد: الإسراعء مصدر أوفد بالفاء؛ أي : أسرع . والحقب» بفتح
المهملة والقاف: حبل يشد به الرحل إلى بطن البعير مما يلى ثِيلّهُ؟ أي :
ذكره» كي لا يجتذبه التصدير. تقول منه: أحقبت البعب )2 . وهنا
يلاحظ الفرق بين شرح أبي عبيدة وشرح البغدادي» فقد اكتفى أبو عبيدة
بشرح مفردة واحدة في البيت وهي الإيفاد. في حين شرح البغدادي وهو
من المتأخرين (ت97١١ه) جميع مفردات الشاهد الشعري.
() هو قيس بن خويلد الهذلي.
(۲) الكامل ٠٠۳/۲ لسان العرب 58/7١(حسر).
(۳) انظر: ديوانه ۳۸.
.5١١/١ وانظر: مجاز القرآن ٠١ /١ مجاز القرآن )٤(
(5) لسان العرب (١58/7 حسر). (5) خزانة الأدب 106/5.
منهج المفسرين في شرح الشاهد الشعري وبيان دلا لته على المعنى 56 ا
وأما الطبري في تفسيره فقد استفاد من شرح أبي عبيدلة للشواهد.
وتعقبه في شرح بعضهاء وزاد عليه شواهد لم يذكرها أبو عبيدة» وهو في
منهجه في شرح الشاهد الشعري لا يختلف عن أبي عبيدة كثيراًء وإد كان
قد يستطرد في شرح بعض الشواهد.
ومن أمثلة شرح الطبري للشواهد قوله عند تفسير قوله تعالى: ل
ِعَنَككُم مَل بَعَلِ موتح مڪ کرو )4€ [البقرة: 05]: «وأصل
البَعْثِ: إِنَّارةٌ الشيء من مَحله» ومنه قيل: بَعَتَ فلان راحلته» إذا أثارها
من مَبْرَكَهَا للسّير. كما قال الشاعر :
۽ که سد بي را ال و وس 6 0 o. م 000
فأبِعَثها وهِيَ صنيع حول كركن الرعن ذعلبة وقاحا
والرَّعْنُ: منع أنف الجبل» والذغَلبّة: الخفيفة» والوقاح: الشديدة
الحافر أو الخحفٌ)0”"' .
فيلحظ هنا أن الطبري شرح معنى البعث في الآية قبل إيراده
للشاهد الشعري» ثم بعد إيراده للشاهد الذي اشتمل على مفردات غريبة
لِعَلَهَ من يستعمل هذه الألفاظ في زمنه شرح بعبارات موجزة معنى هذه
المفردات» فشرح معنى «الرعْن» و«الذعَلبّة» و«الوقاح»» وهذه المفردات
وإن لم تكن محل الشاهد إلا أن معناه لا يفهم بدون بيانهاء فشرحها
ومما يتميز به شرح الطبري لمفردات الشاهد الشعري» أنه يشير إلى
تفسير أهل اللغة» وتفسير السلف من آهل التفسير» ويقدم تفسير السلف
لاس : ؟ واس اه 1 2
للفظة على تفسير اللغويين» ومن أمثلة ذلك قوله: «والشح في كلام
العرب: البخل » ومنع الفضل من المال» ومئله قول عمرو بن كلثوم :
)١( لم أجده عند غير الطبري» ولم أهتد إلى قائله» وقوله: «وهيّ» بتشديد الياء لغة
همدان.
(۲) تفسير الطبري (شاكر) ۲/ .۸٤
ترى اللّحِرَ الشّحيم إذا ارت مَليولمَالوفيهامُهين"
يعني بالشحيح : البخيل؛ > يقال: إِنَه لشَحِبحٌ بير ين الشّحّ والسَّحّ) وفبه
شَحَةٌ ضَديدةٌ وشَحَاحَةً. وأما العلماء فإنهم يرون أن الشح في هذا
الموضع إنما هو أكل أموال الناس بغير حق)7". والعلماء الذين عناهم
الطبري هم عبد الله بن مسعود ويه من الصحابة» وعبد الرحمن بن زيد
من مفسري السلف. مما يعني أن المفردة اللغوية في القرآن قد تفسر على
غير معهود اللغة في بعض الآيات .
ومثل ذلك عند تفسير قوله تعالى: لع إل َالِهَنيِمَ 4 [الصافات:
حيث ذكر الطبري معنى: وا في اللغة 5 بمعنى: حاد» واستشهد
بقول عدي بن زيد:
ين لاينفعٌ الرَوَاعٌ ولا ينع إلا المُصادقٌ التُحرية”"
وقال في شرح الشاهد: «يعني بقوله: لا ينفع الرواغ: الحيادً». ثم
ذكر تفسير المفسرين فقال: «أمّا أهل التأويل فإِنّهم فسَّروهُ بمعنى
فَمَالَ)17'. وهذا مما تميز به شرح الطبري للمفردات في الشاهد الشعري
وفي غيره» حيث يقدم تفسير السلف» ولا يغفله حين يورد الأقوال في
معنى المفردات .
وقد يفيض الطبري في شرح المفردة في الشاهد الشعري بحيث
يستقصي معانيهاء ويوفيها حقها من الشرح والبيان» ومن ذلك ما أورده
عند تفسيره لمعنى الرَّبٌ حيث قال: «وأما تأويل قوله: رب اللي
[الفاتحة: ۲] فإن ارب في كلام العرب منصرف على معانٍ... ومن ذلك
قيل: إن فلانَ يرب صنيعته عند فلان» إذا كان يُحَاولٌ إصلاحها
وإدامتها» ومن ذلك قول علقمة بن عبدة:
.٥۲۹/۲۲ انظر: ديوانه ۳۰۹. (۲( تفسير الطبري (هجر) )١(
.٥۷١ /1۹ تفسير الطبري (هجر) )٤( .۱۹۸ انظر: ديوانه )۳(
فَكُنتُ امرأ أفضث إليك رِبَابَتي 2 وقبلّك رَبَمني نَضِعْتُ رُبُوبُ
يعني بقوله : «أَقْضَتْ إليك» أي : وصلت إليك ربابتي» فسرت أنت
الذي ترب أمري فتصلحه» لما حرجت من ربابة غيرك من الملوكء كانوا
قبلك علي فضيعوا أمري وتركوا تفقده وهم الرُبُوبُء واحدهم رَب)20©.
وشرح الطبري لهذا الشاهد أجود من شرح اللغويين في
معاجمهو''*. وقد شرحه الأعلم بقوله: «وقبلك ربنْنِي : ملكتني أرباتٌ
من الملوكِ حتى سرتٌ إليك» والرّيُوبُ جَمعٌ رَبّء وهو المالك» ".
ومعاجم اللغة عند مادة «رَبب»» ذكروا المعاني التي فصلها الطبري» ولم
يوردوا الشواهد التي أوردها وشرحهاء وبعضهم أوردها ولم يشرحها كما
شرحها الطبري . ويلاحظ أن لفظة الرب التي وردت في الشعر
الجاهلي تفتقر إلى ما تحمله اللفظة في القرآن الكريم من معاني اللطف
والتدبير والإحكام والرحمة لجلالة معاني القرآن الكريم» غير أن هذه
اللفظة في الشعر الجاهلي تدل على أصل المعنى في اللغة فحسب” .
ومما يدل على حسن توظيف الشاهد الشعري عند الطبري أنه
استشهد ببيت علقمة هذا في تفسيره لقوله تعالى: #ولكن كوا رن يما
کشم مَيْمُونَ الككب ويمَا هشر َدُرَسُونَ# [آل عمران: 74] فقال في شرحه
للفظة القرآنية: «وأولى الأقوال عندي بالصواب في (الربانيين) أنهم جَمع
رَبّاني» وأن الربّانيَ المنسوبٌ إلى الرَبَانِ الذي يَرْبُ الناسَ» وهو الذي
)١( تفسير الطبري (شاكر) »١4١/١ المحرر الوجيز 210/١ يلاحظ فى إشارة الطبري هنا
إلى ما كتب فيه من بعده أحمد ابن فارس (ت880ه) فى مقاييس اللغة» وهو ما
يسمى بالاشتقاق الكبير. 1
(5) انظر: الصحاح ۱۳۳/۱ ومقاييس اللغة ۲/ .٠۸۳
0 شرح ديوان علقمة .٤۳
() تهذيب اللغة ۱۷١/٠١ _ ٤۱1۸ء مقاييس اللغة ۳۸۳/۲ الصحاح 2١77/١ لسان
العرب (ريب) .1١5- ٩٤/٩
(5) انظر: جهود الطبري في دراسة الشواهد الشعرية للمالكي .١5١
يصلح أمورهم» ويَرَبُها ويقومٌ بهًا... ومنه قول علقمة» ثم يورد الشاهد
ويشرحه بقوله: «يعني بقوله رَبّتَنِي: وَلِيَ أمري والقيام به قبلكَ من يربه
ويصلحهء فلم يصلحوه ولكنهم أضاعوني ضعت '. وهذا الشرح
يختلف من حيث التعبير عن شرحه الأول» مما يدل على حسن تصرفه
وتوظيفه للشاهد الشعري بحسب اللفظة المشروحة وسياقها” ''.
وأما الزمخشري في تفسيره فلم يشرح الشواهد الشعرية إلا نادرأ
سواء مفرداتها الغامضة أو تراكيبهاء مما دفع بعض العلماء إلى التصدي
لشرح شواهد الكشاف الشعرية”"» ولم يتعرض لشرح الشاهد إلا في
موضع الرد والمنازعة» ومن ذلك أنه قَسَّرَ القَروءَ في قوله تعالى:
#والْمطلفنت يتريصس بأنشسهن نة قروو [البقرة: ۲۲۸] بمعنى الْعِدَّةَ ثم في
معرض رَدَوِ على الأقوال الأخرى قال: «فإن قلت :فما تقول في قول
...00.0.0.000 الِمَاضَاعَ فيهامِنْ قُرِوءِ ساوک
قلتٌُ: أرادً لِمَا ضاعَ فيها من عِدَّة نسائك؛ لشهرة المَروءِ عندهم في
الاعتداد بهنَّ؛ أي: من مدةٍ طويلةٍ كالمدة التي تعتد فيها النساءُء استطال
مدة غيبته عن أهله كل عام لاقتحامه في الحروب والغارات» وأنه تمر
على نسائه مدةٌ كمدة العدة ضائعةً لا يضاجعن فيها. أو أرادٌ: من أوقاتِ
نسائكڭ ؛ فن القَرءَ والقارئ جاءَ في معنى الوقت» ولم يرذ لا خيضًا ولا
.٥٤١ 7/5 تفسير الطبري (شاكر) )١(
(0) انظر: تفسير الطبري (شاكر) .007/٠١
(۳) منها: تَنْزِيلٌ الأبيات على الشواهد والآيات لمحمد أفندي» مشاهد الإنصاف على
شواهد الكشاف لمحمد عليان المرزوقي» الإسعاف شرح شواهد القاضي والكشاف
لخضر الموصلي (<ألفه عام 194ه).
(4) عجز بيت» صدره:
وفي کل عام أنت جَاشِم غَرُوةٍ ع + ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع اا
انظر: ديوانه 1
منهج المفسرين في شرح الشاهد الشعري وبيان دلالته على المع __ | م
me
طهر . فقد أطال الزمخشري هنا في شرح معنى البيت لما كان في
معرض الرد» وأهمل شرحه في سائر التفسير» ٠ وقد أشار الطبري إلى أنه
قد يكون القرء في الشاهد بمّعنى الوقت""» ومثله ابن عطية"".
والقرطبي”*'» غير أن شرح الزمخشري لهذه اللفظة في الشاهد جاء
مفصلاً دون بقية المفسرين. حيث جاء في معرض رده على مخالفيه.
وأما ابن عطية فقد شرح المفردات في الشواهد شرحاً موجزاً
كشرح الطبري وغيره» وله في شرحه للشواهد الشعرية نظرات دقيقة تدل
على سعة علمه ومعرفته بالشعر ومعانيه.
ومن أمثلته ما جاء في قوله: «وقولهم: سنت السَكينَ» وسننت
الْحَجَرّه إذا أحكمت تَمليسَةء ومن ذلك قول الشاء °
نم دافعتُها إلى القُبَّةٍ الخَضّرا وتمشي في مرمر مسنون“
أي: مُحْكُمْ الإملاس والس .
والقرطبي كذلك عَنِيَ بشرح المفردات الغامضة في الشاهد
الشعري. ومن أمثلة ذلك أنه أورد بيتا للحطيئة عند تفسيره لقوله تعالى :
ولب يروا عل ما مَعَلُوأ وهم بعلمو € [آل عمران: 175] وهو قوله يصف
الخيل :
عَوابس بالشعثِ الكَمَاة إذا ابوا َلالَتَها بِالمُخْصَّداتٍ أصَرَّتٍ00
ثم شرح معنى أصرت فقال: «أي: ثبت على عَدوها» .
.447 - 55١/١ الكشاف )١(
(۲) انظر: تفسير الطبري (شاكر) .0١١7/5 (۳) انظر: المحرر الوجيز .٠۹٤/۲
)٤( انظر: الجامع لأحكام القرآن */ .١١
. هو أبو دهبل الجمحي )٥(
(50) الشعر والشعراء ؟/ 2586 الأغاني 7/ .١77
(۷) المحرر الوجيز .١505/٠١
(۸) رواية الديوان: آضرت انظر: ديوانه .١57
(9) الجامع لأحكام القرآن .۲٠٠/٤
V٤ الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
ومن الأمثلة عند القرطبي أنه أورد بيت ذي الرمة:
إِذَا غَرِفَتْ أَرْبَاضهائَئْي بَكَرَةٍ 2 بتيهّاء لم تَضبخ رَكُومَاً سَلُوبُها(9)
ثم شرح مفرداته بعده فقال: «والأرْبَاضٌ : الحبّالء والبكرة: الناقة
الفتيّة» وثنيها: بطنها الثاني» وإنما لم تعطف على ولدها لِمَّا لَحِقَّها من
التعب)”''.
فالمفسرون وأصحاب الغريب» كانوا يشرحون المفردات الغامضة
فى الشواهد الشعرية بإيجازء ويكون ذلك ببيانها بمرادفها المشهور أ
نحو ذلك» من غير توسعء وإنما بقدر الحاجة.
؟ يبان اشتقاق المفردة:
ربما عرض المفسرون في شرحهم للشاهد من الشعر لبيان اشتقاق
المفردة في الشاهد وهو قليل في كتب التفسير.
ومن الأمثلة قول ابن عطية: «وأما ثب به الحوض وهي وسطة الذي
يثوب الماءٌ إليه» فالمَحذوف منها العينٌء وأصلها توي وتصغيرها وة
وهي من نَابَ يوب وكذلك قال أبو علي الفارسي في بيت أبي ذؤيب :
نلمَاجَلاها بالأيَامِتَحيِرَتْ ثُباتٌعليهادُلُهَا واكتكابُها
أنه اسم مفرد ليس بجمع» سيق على الأصل؛ لأن أصل ثبة ثبوة»
تحركت الواوء وانفتح ما قبلها فانقلبت ألفاًء فساقها أبو ذؤيب في هذه
الحال» 7 .
ومن الأمثلة أن القرطبي بعد أن أورد قول الشاعر:
أقبلّ سيل جاء يِن أمر الله بَحْرِدُحَرْةَ الجِنَة المُغْلَهُ
ذكر رواية أخرى له أنشدها النحاس ثم نقل شرحاً اشتقاقياً لمفردة
.۳۸۹/۱ انظر: ديوانه ۷۰۱/۲. (؟) الجامع لأحكام القرآن )١(
.١77/5 المحرر الوجيز )9(
منهج المفسرين في شرح الشاهد الشعري وبيان دلالته على المعنى___ | وبع
في الشاهد فقال: «قال المبرد : المُغِلّهُ ذا العُلَّة. وقال غيرة: المُغِلَّة
التي يجري الماء في عَلَلِها ؛ أي في أصولها . ومنه تَعَلَّلْتُ بالعّالية: ومنه
تَعَلَّيتُء أبدلَ من اللام ياء ومن قال: تَمَلَّفتٌُ فمعناه عنده جعلتها
غلافاً»”''. فهذا كله بيان لاشتقاق مفردة في الشاهد الشعري يستطرد
المفسر أحياناً فيبينها ويشرحهاء ويقلبها على وجوهها الاشتقاقية.
۳ - العناية باختلاف روايات الشاهد وشرح مفرداتها:
ومن الأمثلة التي شرح فيها المفسرون الشاهد» وذكروا رواياته
وفضلوا بعضها على بعض بحسب المعنى الذي تؤديه ما ذكره ابن عطية
عند تفسيره لمعنى «الرهبان» في قوله تعالى: ذلك ين مِنَهُمٌ يست
الله ع سے
ورانا [المائدة: ۲1 حيث قال: «وأمًا الرهبان فجن رَاهب» وهذه
تسمية عربية» والرَّمَبٌ الخوفٌ» ومن الشواهد على أن الرُهبان جَمعٌ قول
الشاع ":
رُهبانٌ مَديَنَ لو رَأُوكِ نلوا وَالعُصِمْ من شَعَفِ العُقولٍ الفادر “
وقد قيل: الرّهبانُ اسم مُفردٌء والدليل قول الشاعر :
لو عَايَئَتْ رُهبانَ َيْرٍ في القُلَل تَحَدَرَ الرهبانٌ مشي ونزل
قال القاضي أبو محمد: ويروى «ويّزل) بالياء من الزلل» وهذه
الرواية أبلغ في معنى عَلْبَةٍ المرأة على ذهن الراهب». وهذا نظر نقدي
جيد من ابن عطية» حيث يبدي رأيه في أن الرواية بالياء أبلغ من حيث
المعنى .
.5147 - 747/14 الجامع لأحكام القرآن )١(
(؟) هو جرير بن عطية.
(۳) الَعُضْمُ: الوعول» سُّميت مُصماً لبياض في يديهاء الفادر: المُسِنُ. انظر: شرح
الديوان لابن حبيب "Af
(5:) أنشده ابن الأعرابي كما في لسان العرب ۳۴۸/١ (رهب).
.١ 7١/6 المحرر الوجيز )0(
£۷7 الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
ومن أمثلة العناية بروايات الشاهد التى تختلف فيها معانى
المفردات» ما ذكره ابن عطية عند قوله تعالى: #أوحِمَانِ كلاب [سبا:
]٠ حيث قال: «وقال مجاهد: الجوابي جمع جوبة» وهي الحفرة
العظيمة في الأرض . قال الفقيه الإمام القاضي: ومنه قول الأعشى :
قَى الم عن أي المُحلْقٍ جف كَجَابيةٍ الشيخ العراقيّ تَفْهَقْ
وأنشده الطبري: تروح على آل المُحلّقٍ جفنة
ويُروى: السيح» بالسين من غير نقط» وبالحاء غير نقط أيضاً.
وهو الماء الجاري على وجه الأرض. ويروى بالشين والخاء منقوطتين.
فيقال: أراد كسرىء. ويقال : أراد شيخا من فلاحي سواد العراق غير
مُعينٍ ؛ وذلك أنه لضعفه يدخ الماء في جابيتهو» فهي تھی أبدأء فشْيّهت
الجَفنةُ بها لععّلمها”©.
فقد ذكر ابن عطية الروايات المختلفة للبيت› وشرح معنى
المفردات على كل رواية» ثم بين معنى البيت إجمالا .
ومن هذا الباب أو قريب منه ما يصنعه المفسرون من ضبط لموضع
الشاهد بالعبارة حتى لا يفهم على غير وجهه. وهذا نوع من شرح
البيت» ومن ذلك قول ابن عطية: «وقرأ الجمهور : ##تَتَخْرُونَ4 [آل عمران:
64 بدال مشددة وخاء مكسورة» وهو تفتعلون من ذخرت» أصله
تذخرون» استثقل النطق بالذال والتاء لتقاربهما في المخرجء فأبدلت التاء
دالا وأدغمت الذال في الدالء كما صنع في مُذّكر. ومَطَلِع. بمعنى
مُضطلع» وغير ذلك نحو قول الشاعر”'":
إِنَّ الكريمَ الذي يُعطيك تَائِله عَفواًويُظَلَمُ أحياناً فَبَطّلهُ0'
)١( المحرر الوجيز .١١7/١ (۲) هو زهير بن أبى سلمى.
(۳) رواية الديوان:
هو الجواد الذي يُعطيك نائلّه عَفواويُظِلَمُ أحياناً فِيظَلِمُ
انظر: ديوانه .۱٥۲
منهج المفسرين في شرح الشاهد الشعري وبيان دلالته على المعنى__ | 610/07
بالطاء غير منقوطة»”''. وهذه إحدى روايات هذه اللفظة في البيت»
وقد ذكرها الأغلّمُ وقال: يَظْلِمُ: يحتملُ الظلم» وأصله يظطلمء
يفتعل من الظلمء فقلبت التاء طاء لمجاورتها الظاء. فإذا أدغم فمنهم من
يقلب الظاء طاء ثم يدغم الطاء في الطاء على القياس فيصير يَطَلِمْ بطاء
غير معجمة» وهذه هي الأكثر والأقيس» ومنهم من يكره أن يدغم
الأصلي في الزائد فيقول أظلم بظاء معجمة» والبيت يروى على
الوجهيه 9 , وابن عطية قد ذهب مذهب الأعلم في هذه اللفظة وضبطها .
ثانياً: شرح التراكيب :
المعنى الذي يفهمه المفسرون من الشواهد الشعرية إما أن يكون
معنى حقيقياً لا يحتمل الشاهد غيره» وإما أن يكون معنى مجازياً يحمل
عليه الشاهد بوجه من وجوه الدلالة. وللمفسرين في استخراج هذه
المعاني طرق يأتي الحديث عنهاء غير أني قبل ذلك أشير إلى طريقتين
يسلكهما المفسرون في الاستشهاد بالشعر:
الأولى: الاكتفاء بذكر الشاهد:
لم يشرح المفسرون كل شاهدٍ يمر بهم» وإن اشتمل على الغريب؛
وقد يكون ذلك خشية إطالة الكتب» ولأنه لا يتكلف قراءة كتب التفسير
المطولة إلا العلماء ومثل هؤلاء لا يستغلق عليهم فهمه» وقد ذكر
الجاحظ شيئاً من الشواهد ولم يشرحها ثم اعتذر لصنيعه فقال: «وأنا
أعلم أن عامة من يقرأ كتابي هذا وسائر كتبي» لا يعرف معاني هذه
الأشعار» ولا تفسير هذا الغريب» ولكني إن تكلفت ذلك» ضَعْفَ مقدار
كل كتاب منه» وإذا طال جداً ثقل› فقد صرت كأني إنما أكتبها للعلماء
والله المعين»“". فكذلك المفسرون تركوا كثيراً من شواهد الشعر التي
() المحرر الوجيز ٩۷/۳ - 98. (۲) انظر: تحصيل عين الذهب 6047.
(9) البرصان والعرجان والعميان والحولان ۷۷.
ال اهر لشي في تفسيرالقرآنالكريم
استشهدوا بها غْفْلاً من الشرح. وقد تتبعت هذه الشواهد التي لم يتعرض
المفسرون لشرحها فوجدتها لا تخلو من حالين:
الأولى: أن يعرف معناهاء والمعنى المُسْتَسْهِدٌ عليه من خلال ظاهر
ألفاظهاء وسياقهاء أو بالقرائن الدالة على ذلك وهذه كثيرة.
الثانية: أن لا يعرف المقصود منها بمجرد قراءتهاء ولا بد من
مراجعة شرحها لمعرفة المقصود. |
أولاً: ما تُعرف معناهٌ من ميناه وسياقه:
فأما ما يعرف معناه من ألفاظه الظاهرة» وتركيبه المفهوم فمن أمثلته
قول الطبري: «والبعولة جَمعٌ بَعْلء وهو الرَّوجُ للمرأة» ومنه قول جرير:
أَعِدُوا مع الخُلِي الملات إِنّمَا جَريرُ لكم بَعْلْ وأنتم حَلائِلُهي1"
والطبري لم يشرح هذا الشاهد» والشاهد ظاهر لأنه جاء البعل في
مقابل الحلائل وهن الزوجات» فدل على أن البعل هو الزوج» ويعني
هذا أن العربئّ لو قرأ البيت بمفرده لعرف المعنى دون حاجة إلى شرح .
وقد نيّهَ إلى مثل هذه الشواهد ابن جنى فقال: «مَنْ قال إِنَّ اللغةَ لا تُعرفُ
إل نقلاآً فقد أخطأ ؛ فإنها قد تُعلمُ بالقرائن أيضاًء فان الرجل إذا سَمِعَ
قول الشاء ”“:
قوم إذا الشرٌ أبدى ناجِدَيهٍ لَّهُمْ طاروا إِليهٍرَرَانَاتِ وَوْحْدَانَ!"
يعلم أن الْدَّرَافَاتِ بمعنى الجماعات)7 . وهو يعني بمعرفة اللغة.
معرفة معاني المفردات خاصة» من خلال سياق الكلام كما في الشاهد
السابق .
ومن الأمثلة أيضاً على هذا قول الزمخشري وهي يشرح معنى
)١( تفسير الطبري (شاكر) 571/5.
(؟) أحد شعراء بلعنبر» وهو من الحماسية الأولى في ديوان الحماسة.
(۳) شرح الحماسة للمرزوقي )٤( .١15/١ المزهر .04/١
منهج المفسرين في شرح الشاهد الشعري وبيان دلالته على المعتى___ | وبع
السّورةٍ واشتقاقها: «وإما أن تُسمى بالسورة التي هي الرّتبة» قال التابغة :
ولرهط سوار وقد سورة في المجد ليس عُرابُها بمطار ۲
ولم يشرح الزمخشري البيت؛ لأنه يمكن معرفة المقصود من خلال
إضافة الشاعر السورة إلى المّجدء مما يعني أنها مكانة عالية» بدليل
وصفها بأنه «ليسّ غرابهًا بمطار) مِمَا يعني ثبات هذه الرتبة» وبقائها
للممدوح .
وقد يشرح الشاعرٌ المعنى في شعره فيكفي المفسرٌ مؤونة شرح
الشاهد» ومن أمثلة ذلك ما ذكره الزمخشري في تفسيره لمعنى الختم في
قوله تعالى: 9+ تم آنه عل لوي ول سَمْعِهمٌ كل أتصدرهة كلو [البقرة:
۷ فقال: «وقد جعل بعض المازنييّن الحَبّسَة في اللسانٍ والعِيَ حَيّْمَاً عليه
فقال :
حَمَمَ الإلة على لسانِ عذافر حَتماً فليس على الكلام بقادر
وإذا اراد النُطيَّ خِلْتَ لِسَائَهُ لحماًه يُحَرَّكةهُ صقر اقرا"
فالمعنى في البيتين ظاهر يدل على أن المقصوة بالختم الُيْسَةُ في
اللسان كما ذكر الزمخشري» لقول الشاعر: «فليس على الكلام بقادر».
ومن الأمثلة عند ابن عطية أنه أورد شاهداً من معلقة عنترة» وهو
قوله:
وشكا إليّ بِعَبْرَةٍ وتَحَمْح
ثم فسّره ابن عطية بمَا قَالَّهُ عنترةٌ بعده فقال: «وفسّرَ هذا المعنى
1
هأ
\ oi
e
)١( رواية الديوان:
ولرّهط حراب وقد سورة وصمصما رجلان من بسني أسد.
انظر: ديوانه 66.
.59/١ الكشاف )۳( .97/١ الكشاف )۲(
01م ] الشاهر (الشعري في تفسير القرآن الكريم
لو كان يدري ما المُحَاورة اشتكى البيث eens
البيت. .
فتفسيرٌ الشكوى في بيت عنترة أنه لو كان هذا الحصان يستطيع
المحاورة لشكى ما بهء ولكنه لا يدري ما المحاورة. وحمل عليه ابن
عطية معنى قوله تعالى : #جدارا برد بُ أن نفص [الكهف: ۷۷] وقرَّرَ أن
اجَميعَ الأفعال التي حقّها أن تكون للحي الناطق متى أسندت إلى ججماد
أو بَهيمةٍ فإنما هى استعارةٌ؛ أي: لو كان مكانَ الجمادٍ إنسانٌ لكان
مُمتثلاً لذلك الفعل». وهذه المسألة بحثها العلماء تحت مُسمَّى
«المجاز»» واختلفوا في وقوعه في اللغة والقرآن" .
والأمثلة على مثل هذه الشواهد في كتب التفسير كثيرة””'.
ثانياً: ما لا دمعرف معناه من ظاهر الفاظه وتركديه:
وأمّا الثانية وهي أن لا يعرف المقصود من الشواهد ب بمجرد
قراءتهاء فإنك تجد أمثلة متفر قة لها في كتب التفسيرء بحيث لا يعرف
المعنى المقصود إلا بشرح شارح» وهذه الشواهد في كتب التفسير وكتب
الأدب وغيرهاء غير أن المفسرين لم يشرحوهاء ومن أمثلة هذه الشواهد
قول عامر بن الطفيل :
فيس القَنَى إِنْ كنت أعورَ عَاقِراً جباناًفَمَاعُذْري لدی کل مَحْضَرِ
فقد استشهدٌ به ابن عطية على أن العاقرَ ر هو الإنسانٌ الذي لا يلدء
وأن ذلك يقال للمرأة والرجل"''. مع أنك لو قرأت البيت منفرداً لم
(¢ ˆ
.٤١/٠١ المحرر الوجيز )۲( .457/١٠١ المحرر الوجيز )١(
(۳) انظر: المجاز في اللغة والقرآن الكريم بين الإجازة والمنع للدكتور عبد العظيم
المطعني» فقد فصل القول في المسألة.
(*) انظر: تفسير الطبري (شاكر) ۲٠١ - 7١94/١7 المحرر الوجيز .٠١8 ٠١5/١
NEY امرك ردخ رتك NEV
.۷۹/۳ انظر: ديوانه 55. (0) انظر: المحرر الوجيز )٥(
منهج المفسرين في شرح الشاهد الشعري وبيان دلالته على المعنى __ | 6/١
يظهر لك هذا المعنى منه» إلا إذا عرفت أن عامر بن الطفيل الشاعر كان
عقيماً لا يولد له وأنه قد فقت عينّه في حَرب فأصبح أعورَ عَقيماًء
فحينئفٍ تفهم البيت على وجهه»ء وابن عطية لم يذكر ذلك» وإنما عرف
هذا بالرجوع إلى شرح الديوان"". وهذا يعني أنه على من يقرأ في كتب
التفسير أن يكون عارفاً بمعاني العرب» ومقاصدها وأحوالهاء وأيامهاء
فإن ذلك معينٌ على فهم القرآن الكريم وتفسيره.
الثانية : تحليل تركيب الشاهد وشرحه وبيان علاقة معناه بالآية :
كان العلماء يذكرون وجه العلاقة بين المعنى في الآية القرآنية
والشعر» ويكثرون منه في تفاسيرهم» حتى أن بعض اللغويين ممن لم
يشتغل بالتفسير كان يخطر له الخاطر من ذلك كما قال ابن جني عن
نفسه: «ومن طريف حديث هذا الخاطر أنني كنت منذ زمان طويل ریت
رأياً جَمعتٌ فيه بين معنى آيةِ ومعنى قول الشاعر:
وكنثُ أَنْشِي عَلى رِجْلَيْن مُعتدلاً فَصِرْتُ مني عَلى أخْرى ين الشنّج("
ولم أثبت حينئذٍ شرح حال الجمع بينهما ثقة بحضوره متى
استحضرته› ثم إني الآن - وقد مضى له سنون أَعَانَ الخاطرَ وأستثئمده.
وأقانيهِ وَأَتَوددمُ على أن يسمح لي بما كان أرانيه من الجمع بين معنى
الآية والبيت» وهو معتاص مُتأبٌ» وضَنِينٌ به غير معط .
وقال الراغب الأصفهاني: «قوله تعالى: #ولل ملك ألسَّموتٍ
والذرض وال عل کل شَيْء َي 4003 [آل عمران: 184] أتبع تكذيبهم فيما
قالوا: إن الله فقير» وتبكيتهم فيما فعلوه» وما وعدهم به من العذاب بما
.5١ انظر: شرح ثعلب للديوان برواية ابن الأنباري )١(
(؟) نسب لأبي حية النميري كما في الحيوان 4487/5» ونسب لابن أخمر الباهلي في
الموشح ١١8 وخزانة الأدب ٥۹/۹ ولعبدٍ من عبيد بّجيلة في الأمالي 215/١
وسمط اللآلي 86ل.
.١١ 7/١ الخصائص )۳(
EY الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
أنباً عن قدرته كلك وسعة ملكهء وأن لا سبيل لهم إلى النجاة وإلى
الخروج عن ملكه وسلطانه. وهذا هو المعنى الذي تَحرّاه النابغة بقوله :
فإك كالليل الذي هُو مُدركى “ r.
لكنّ على الآية رونق الإلهية» وتعميم الملك والقدرة بلا مثنوية
وإضافة الفعل إلى موجد الليل والنهار». فهذه موازنة بين المعنى فى
الآية» والمعنى فى الشاهد الشعري» وبيان وجه تفضيل المعنى فى الآية
حيث شبه النابغةٌ سعةً ملك النعمان بن المنذر بالليل الذي يدرك كل
شيء» فجاءت الآية لتبلغ بسعة ملك الله أوسع مدى يل وتُبِكُتَ
المنكرين.
ومن أمثلة ذلك قول أبي عبيدة وهو يفسر قوله تعالى : ولذ قال أله
ویس أبن مم “نت قُلْتَ لِلنّاس ادون وأ هين من دون ا [المائدة:
75 «هذا باب تفهيمء وليس باستفهام عن جهل ليعلم» وهو يخرج
مخرج الاستفهام» وإنما يراد به النهي عن ذلك ويتهدد به» وقد علم قائله
أكان ذلك أم لم يكن» ويقول الرجل لعبده: أفعلت كذا؟ وهو يعلم أنه
لم يفعله ولكن يحذره» وقال جرير
َلَسْئُم خَيْرَ مَنْرَكِبَ المَطَايا وآندى العَالمَينَ بُطونَ راح"
ولم يستفهمء ولو كان استفهاماً ما أعطاه عبد الملك مائة من الإبل
برعاتها)”؟».
فقد استخرج أبو عبيدة معنى البيت من حال الشاعر وإكرام الخليفة
له» واتخذها قرينة تعضد ما ذهب إليه في تفسير البيت» وأنه لا يقصد
)١( صدر بيت» وعجزه:
eens وإِنْ خلت أن المنتأى عنك واسع
انظر : ديوانه: .٥۲
(؟) تفسير الراغب الأصفهاني .٠١١۸/۲ (۳) انظر: ديوانه .۸٩/۱
.۱۸۳/۱ مجاز القرآن )٤(
منه الاستفهام» وكذلك الآية. وقد ورد في حاشية إحدى نسخ شرح ابن
حبيب للديوان: «هذا أمدح بيت قالته العرب» ولما أنشد هذا البيت
لعبد الملك قال له: من أراد أن يمدح فبمثل هذا البيت أو ليسكت"'' .
ومثل ذلك قول ابن عطية: «تقول العرب: زعم فلان كذاء في
الأمر الذي يضعف فيه التحقيق» وتتقوى فيه شبهة الإبطالء فغاية درجة
الزعم إذا قوي أن يكون مظنوناً. . . وقد قال الأعشى :
ونُبَعِتْكَيِساولَعْأبِلة كمَارَعِمِواخَيْرَ أَمْلِ اليَمَنْ"
فقال الممدوح: وما هو إلا الزعم؟! وحَرَمَهُ) ".
ومن الأمثلة عند المفسرين قول الطبري: «وقرأ آخرون (وَأَرْنَا
مَنَاسِكنًا) بتسكين الراء» وزعموا أن معنى ذلك: وعَلَّمْنَا ودُلّنا عليهاء لا
أن معناه: أرناها بالأبصار. وزعموا أن ذلك نَظِيْرٌ قول حطائط بن يَعْفْر
أخي الأسود بن يَعْفر:
أَرِئْنِي جواداً مَاتَ هُوْلاً لآنَيِي أَرَى مَائَرِينَ أو بخيلاً مُخَلَّدك)
يعني بقوله: أريني» دُليني عليه وعَرّفيني مکانه» ولم يعن رؤية
العين» وهذه قراءة رويت عن بعض المتقدمين)*' .
4 شرح محمد بن حبيب لديوان جرير ۱/ ۸۹.
(۲) انظر: ديوانه 6ل. (۳) المحرر الوجيز 5/ .١5١
(5:) هذا البيت مختلف في نسبته » فنسب لحاتم الطائي (انظر: ديوانه ۲٠۸ الحماسة
البصرية 2»)8077/7 ومنه أخذه حطائط بن يعفر كما ذكر ابن قتيبة في الشعر والشعراء
+١ وإن لم يشر إلى ذلك في عيون الأخبار 218١/7 ونسبه أبو تَمّام لحطائط
في الحماسة ٥٤/٤ وكذلك ابن السكيت في الكنز اللغوي 7”. وجزم بذلك
البكري في اللآلي »۷٠١ - ۷٠١ وقال ابن بري: «ذكر أبو عبيدة أن هذا البيت
لحطائط بن يعفمر» وذكر الحوفي أنه لدريد» وهذا البيت في قصيدة لحاتم معروفة
مشهورة». انظر: لسان العرب "27٠١/94 (علل)ء الصحاح ٥ ۷ مجاز القرآن /١
0 وخرجه محقق الحماسة البصرية فى ۲/ .47١
() تفسير الطبري (شاكر) 78/8 - 0.94
A= الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
فكانت دلالة (أَرِنَا) في الآية ودلالة (أريني) في البيت بمعنى
الدلالة والتعريف» وقد عوَّلَ المفسرون على الشاهد فى إثبات صحة
المعنى واستعمال العرب إياها . 1
ومن الأمثلة قول الطبري: «وقوله: #وما ابی تمن أن خا
و + [مريم: ؟9] يقول: وما يصلح لله أن يتخذ ولداً؛ لأنه ليس
كالخلق الذين تغلبهم الشهوات» وتضطرهم اللذات إلى جماع الإناث»
ولا ولد يحدث إلا من أنثى» والله يتعالى عن أن يكون كخلقه» وذلك
كقول ابن أَخْمَر :
في رأس حَلْقَاءَ مِنْ عَنْقاء مُشرفةٍ مايَنْبَغِي دُونَها سَهْلُ ولاجَبَلٌ”"
يعني : لا يصلح ولا يکون».
فدلالة الفعل (ينبغي) في الآية هي عينها دلالة الفعل في البيت»
كلاهما بمعنى لا يصلح أن يكون» فإن الشاعر في قوله هذا «يصف
جبلاً. يقول: لا ينبغي أن يكون فوقها سهلٌ ولا جبلّ أحصن منها)»””.
وهذا من الطبري من باب الموازنة بين المعنى في الآية والمعنى في
الشاهد الشعري. ٠ ا
وقال الزمخشري: «أن تكون مما يقلب من الكلام لأمن الإلباس.
كت لم40 :
..................... وتشقى الرماح بالضياطرة الحم“
.٠۳١/۲ خلقاء: أي صخرة ملساءء التبيان في إعراب القرآن )١(
.1٤١/٠١ تفسير الطبري (هجر) )۲(
)۳( الصحاح ٤ ۳ وروايته فيه: «لا يبتغى دونها سهل ولا جبل؟.
)٤( هو خداش بن زهير.
(0) صدره:
انظر: الأضداد لابن الأنباري .٠٠١
ومعناه: وتشقى الضياطرة بالرماح»"''.
وقال أيضاً: «كأنه قال: لم يبق من المال إلا مسحت أو
مجلفگ» .
- آثر الاعراب في معنى الشاهد:
ومن الأمثلة التي أشار فيها المفسرون للمعاني المختلفة للشاهد
بحسب إعرابه» ما ذكره ابن عطية في قوله: «ويصح أن تكون من في
موضع خفض» بتقدير محذوف كأنه قال: وحسب... ومن نحو هذا
كقول الشاع 7" :
إذا كانت الهيحاء وانشقت العصا تَحسيُّك والضحاكَ سيف مهنة©)
يُروى: الضحاك مرفوعاً. والضحاك منصوباًء والضحاك مُخفوضاً.
فالرفع عطفٌ على قَولهِ: سّيف» بنية التأخير» كما قال الشاعر”:
عليك ورَحمة الله السلا“
ويكون الضحاك على هذا محسباً للمخاطب. والنصب عطفاً على
موضع الكاف من قوله: حسبك» والمهند على هذا محسب للمخاطب.
والضحاك على تقدير محذوف. كأنه قال: فحسبك وحسب الضحاك)" .
- ذكر الأبيات المرتبطة بالشاهد:
تقدمت الإشارة إلى أن من الأسباب الداعية إلى شرح الشاهد
الشعري اقتطاعه من سياقه في القصيدة» وفصله عما قبله وما بعده من
الأبيات» مما يجعله مُحتِملاً للتأويلات المختلفة. ولذلك فقد قام
.٤۷٦/١ الكشاف )۲( .٤۸۳ /۲ الكشاف )1(
(۳) هو جريرء أو لبيد.
(5) انظر: ذيل أمالي القالي ١٠٤٠ء إعراب القرآن المنسوب للزجاج وهو للباقولي .87١
(5) هو الأحوص الأنصاري. (5) انظر: ديوانه ٠۹١ فى الحاشية.
(۷) المحرر الوجيز ١ .٠١١۷/۸
EA (لشامر (لشعري في تفسير القرآن الكريم
المفسرون في مثل هذه الشواهد بإيراد أبيات قبل الشاهد أو بعده مما
يرتبط به من حيث المعنى» حتى لا يحصل الخلل في فهمه من هذه
الجهة.
ومن أمثلة ذلك ما ذكره أبو عبيدة حيث قال عند تفسير قوله تعالى :
إل انتم كات مرت لري [الأعراف: ۸۳]: «وقال من الغابرين؛ لأن
صفة انساء مع صفة لرجال تذكر إذا أشرك بينهما. . . وقال الأعشى:
عض بمّاأبقى المَوَاسِي لَه مِنْأمٌّوفي الرَمَن العابر“
ولم يَحْتَن فيما مَضى» فبقي من الزمن الغابر؛ أي: البّاقي» ألا
ترى نه قد قال :
وكُنَّ قذّأَبقَينَ منهاآذى عندالمّلاقِي وافرٌ الشافر»“
ومن الأمثلة أن القرطبي عند تفسيره لمعنى «جابوا» في قوله تعالى :
مود أن جَابوأ ألضّخْرٌ بالوادٍ 62* [الفجر: 4] فسرها بأنها بمعنى
قطعواء ومنه فلان يجوب البلاد أي: يقطعهاء ثم استشهد بأبيات لشاعر
لم يذكر اسمه» وهي:
راحَث رَواحَاً قلوصِي وهي حَامدةٌ ل الرْبَيْرٍ ولَّمْ تَعدِل بهم أحَداً
راحَث بستينَ وَسْقَاً في حَقِيْبَيها ماحْمّلت حِمُلّها الأدنى ولا السددا
ما إِنْ رأيتُ قَلوصاً قبلها حَمَلَتْ ١ سِنَّينَ وسْقاًولاجَابَتْ بو بَلّدا
أي : قَطْعَتْ70".
فقد ذكر القرطبى الأبيات المرتبطة ببيت الشاهد من حيث المعنى»
وإن كان الشاهد في الشطر الثاني من البيت الأخير منها .
تعيين موضع الشاهد من القصيدة:
كأن يقول: هو أول قصيدةء أو آخر قصيدة.ء أو نحو ذلك. ومن
.71١9- ۲۱۸/۱ انظر: ديوانه 1946. (۲) مجاز القرآن )١(
.٤۸ ۔ ٤۷/۲١ الجامع لأحكام القرآن )۳(
منهج المفسرين في شرح الشاهد الشعري وبيان دلالته على المعنى __ | ۷
ذلك قول الطبري عند تفسير قوله تعالى : وولو أ اتا سارت به لْحِبَالٌ
أو فَطْعَتَ به لس أو كل به لْمَوقٌ [الرعد : ]١ حيث نقل قول من قال:
أن جواب (لو) محذوف في الآية» وذلك: «استغناء بمعرفة السامعين
المراد من الكلام عن ذكر جوابهاء والعرب تفعل ذلك كثيراً» ومنه قول
امرئ القيس : 00
فلو أنّها نَفسٌ موث سَرِيحةً ولكنَّهائَفْسٌُ تقَطْعْ نفس“
وهو آخر بيت في القصيدة» فترك الجواب اكتفاء بمعرفة سامعه
(۲(
ولعل الطبري يعنى أنه من آخر أبيات القصيدة» فإن هذا البيت ليس
آخر القصيدة فى رواية الديوان2, ولا فى رواية السّكريٌ”*'» وإن كان
ما بعده غير مرتبط به» ولیس فيه جواب «لو) التي في هذا البيت» وربما
يستفاد من قول الطبري هذا أنه قد يكون آخر أبيات القصيدة على رواية
من أخذ عنه الطبري» ولذلك أشار محمود شاكر إلى أهمية ترتيب
القصائد كما وردت في الروايات المختلفة للشعر الجاهلي فقال تعليقا
على كلام الطبري: «في دواوينه المنشورة ليس هو آخر القصيدة» ولو
أحسن ناشرو الشعرء لأدوا إلينا الروايات المختلفة على ترتيبهاء فإن
ديوان امرئ القيس المطبوع حديثاً قد أغفل تر تيب الروايات إغفا لا تاماًء
مع شدة حاجتنا إلى ذلك في فهم الشعر» وفي إعادة ترتيبه)27 .
وهذا الذي ذهب إليه الطبري هو رأي أبي عبيدة والفراء وغيرهماء
وإن لم يستشهدا بهذا الشاهد. حيث قال أبو عبيدة عند تفسير هذه الآية:
«فمجازه: لو سيرت به الجبال لسارت» أو قطعت به الأرض لتقطعت»
مراده)
.558/١5 انظر: ديوانه /ا١٠. (۲) تفسير الطبري (شاكر) )١(
.١٠١ا/ انظر: ديوانه )۳(
.00٠ /۲ انظر: شرح ديوان امرئ القيس للسكري )٤(
(05) تفسير الطبري (شاكر) 158/١5 تعليق رقم 3.
مم الشاهر (لشري في تفسير القرآن الكريم
ولو كلم به الموتى لنشرتء والعرب قد تفعل مثل هذا لعلم المستمع به
استغناء عنه» واستخفافاً في كلامهم'")
وقال الفراء: «وإن شئت كان جوابه متروكاً لأن أمره معلوم.
والعرب تحذف جواب الشيء إذا كان معلوما إرادة الإيجاز.ء كما قال
وأقسمُ لو شَيءٌ أتانارسُوله سواكَ ولكنْ لم نَحذ لك مدق“
وقد سبق أبو عبيدة إلى العناية بتحديد موضع البيت من القصيدة
فقال بعد إيراده لقول الأخطل :
حلا أن حيًاً حيّاً مِنْ فريش تفضلوا على النّاسٍ أو أنَّ الأكارم تَهْشَلا)
اوهو آخر قصيدة» ونصبه وكف عن خبره واختصره»"'. وقال أبو
عبيدة أيضا بعد ذكره لبيت عبد مناف بن ربع الهذلي :
حتى إا أسلكُوهُمْ في قُتَائِدَةٍ شلا كمَاتَطردُ الجمّالةٌ اشر"
اوهو آخر قصيدة» وكف عن خبره» .
وهذه العناية بتحديد موضع بيت الشاهد من القصيدة جزء من
شرحه» وإيضاح وجه الاستشهاد منه» والغرض من الإشارة إلى أن هذا
الشاهد هو آخر أبيات القصيدة التأكيد على أنه ليس بعده ما يكون جوابا
للشرط» وأن الجواب محذوف في كل هذه الأبيات كما حذف في الآية
الكريمة. وقال أبو الطيب اللغوي عن أبي حاتم: «أملى علينا أبو عبيدة
بيت عبد مناف بن ربعي الهذلي :
)١( مجاز القرآن ."7١/١ (۲) هو امرؤ القيس بن حجر.
(۳) انظر: ديوانه 157. (6) معانى القرآن .٦۳/۲
(5) لم أجده في ديوانه» ولعله مِمّا فات جامع الديوان. ٠
(5) مجاز القرآن .771١/١ (۷) انظر: ديوان الهذليين ؟47/7.
(۸) مجاز القران ۳۳۱/۱.
منهج المفسرين في شرح الشاهد الشعري وبيان دلالته على المعنى EAA
حتى إا أسلكُوهُمْ في قُتَائِدَةٍ شلا كمَاتَطردُ الجمّالةٌ الشُرْدًا
وقال: هذا كلام لم يجئ له خبرء وهذا البيت آخر قصيدة» ومثله
قول الله ل : ولو 3 را سرت به لجال أ فَطْعَتٌ به درش أو 1
يد لْموقَّ بل له َلْأَمرٌ جمِيعًا» [الرعد: ]”١ قال: فجكت إلى الأصمعى
فأخبرته بذلك» فقال: أخطأ ابن الحائك» إنما الخبر في قوله شلاً كأنه
قال: شلوهم شلاً. قال أبو حاتم: فجعلت أكتب ما يقول» ففكر ساعة»
ثم قال لي: اصبرء فإني أظنه كما قال؛ لأن أبا الجودي الراجز أنشدني :
لو مَدْحَدَاهَنَأبوالجُووِيٌ بِرَجَرْمسْحًنْمَرالرَرِيّ
ممستوياتٍ كتوي البَُرْنِيٌّ
فهذا كلام لم يجئ له خبر. ثم علق أبو حاتم على رجوع
الأصمعي إلى الحق» واعترافه بصحة ما جاء عن أبي عبيدة قائلا: فانظر
إلى هذا الإنصاف بينهم مع شدة المنافسة» ثم لا يتهم أحدهم صاحبه
بالكذب» ولا يقرفه بالتزيد؛ لأنهم يبعدون عن ذلك»”''.
وقال ابن عطية وهو يبين المقصود بالحروف المقطعة في أوائل
السور: «وأما الذين قالوا: ذلك فواتحٌ يفتتح الله كلك بها كلامّهء فإتهم
وججهوا ذلك إلى. . . أنه قال ذلك أدلةً على انقضاء سورة وابتداءٍ في
أخرى» وعلامة لانقطاع ما بينهماء كما جُعلت «بل» في ابتداء قصيدة
دلالة على ابتداء فيها وانقضاء أخرى قبلهاء كما ذكرنا عن العرب إذا
أرادوا الابتداءَ في إنشاد قصيدة قالوا: بَل.
ما هاج أحزائاً وشجواً قد شی
و«بل» ليست من البيت ولا داخلة في وَزْنوء ولكنْ ليدلٌ بو على
قطع كلام وابتداء آخر»”". فهذه إشارة إلى ما يصنعه الرواة قبل بدء
(0) مراتب النحويين .6٠ (؟) البيت لرؤبة بن العجاج.
إنشاد القصيدة التالية» أن يفصلوا بينها وبين التي قبلها بقولهم: بل»
وليست من القصيدة وإنما إشارة إلى الفصل والابتداء» فكذلك الحروف
المقطعة في أوائل السور على هذا القول.
ثالثاً: حول الشاهد :
ومن أوجه شرح الشواهد الشعرية في كتب التفسير أن يتعرض
المفسرون لما حول الشاهد مما يعد وجهاً من أوجه شرح الشاهد
الشعري» وبيانه» ومن ذلك التعريف بقائل الشاهد» أو ذكر شيء من
أخباره» أو نقد الشاهد الشعري» وفيما يلي بيان ذلك :
- ذكر أخبار قائل الشاهد:
قال ابن عطية مشيراً إلى سبب تسمية الراعي النميري بهذا : «وتبوأ
معناه كما قلنا: تَخَيّرا واتخذاء وهي لفظة مستعملة في الأماكن وما يشبه
بها. ومن ذلك قول الشاعر:
لها أميْها حتى إِذَا مَاتَبرَأُثْ لأنْحَايها مَرعى تبوامَضجحى“
وهذا البيتٌ للرّاعي» وبه سمي الراعي». فقد ذيل البيت بإشارة
لا علاقة لها يمحل الشاهد منه» ولكنه خبر عن الشاعر الذي قال البيت»
وهو مُبّيد بن حُصين» قبل: إِنّْما سمي الراعي لقوله هذا البيت'“. وقيل
بل سمي الراعي لكثرة وصفه الإبل في شعره””**.
قد يكون للتعريف بالشاعر دور في فهم البيت المستشهد بهء
ولذلك يحرص المفسرون في بعض الشواهد على ذكر بعض ما يتعلق
بقائل الشاهد. ومن أمثلة ذلك قول الطبري: «كان أهل بيت منا يقال لهم
بنو أبيرق: بشر»ء وبشير» ومبشر. وكان بشير رجلاً منافقاً» وكان يقول
(1) ديوان الراعي النميري 155. (۲) المحرر الوجيز ۸۲/۹.
(۳) انظر: الاشتقاق 146.
(5) انظر: مقدمة الديوان ي المزهر 475/7.
منهج المفسرين في شرح الشاهد الشعري وبيان دلالته على المعنى___ | | ۾
الشعر يهجو به أصحاب رسول الله اة ثم ينحله إلى بعض العرب» ثم
يقول: قال فلان كذاء وقال فلان كذاء فإذا سمع أصحاب رسول الله علا
ذلك الشعرء قالوا: والله ما يقول هذا الشعر إلا الخبيث! فقال:
أَوَ كُنَّما قالٌ الرجالٌ قصيدةً أضمُوا" وكالوا: ابن الأَببْرقٍ قال“
- تحديد موضوع الشاهد الشعري:
تعد معرفة موضوع الشاهد الشعري ؛ وسبب قوله جزءاً من شرحه»
ولذلك عني المفسرون في بعض الشواهد التي لا تفهم إلا بمعرفة
مناسبتها ببيان ذلك. ومن الأمثلة على ذلك في كتب التفسير قول
الطبري: «واستشهدوا على ذلك بقول ذي الرمة في صفة نار نعتها»”".
وقوله: «ومنه قول ذي الرمة في صِقَةِ السرّاب... .». وقوله: «ومنه
قول ابي ذؤيب الهذلي في صفة قرس وقوله: «كما قال
الأعشى فى صفة امرأة انتسبت إلى قوم . . .۳ وقوله: «ومنه قول
الأخطل في هجاء جرير. . .“» وغير ذلك من الأمثلة التي يشير
المفسر قبل إيراده للشاهد الشعري إلى موضوعه الذي قيل فيه» كالوصف
والهجاء ونحو ذلك» ليكون ذلك بياناً للشاهد» وشرحاً لجانب من
جوانيه .
وقد يُبيّنُ المفسرٌ رَمَنَ قول هذا الشاهد من الشعر ليستحضر القارئ
المعنى في ضوء هذا الوقت الذي قيل فيه الشعرء وهذا جزء من شرح
الشاهدء ومن ذلك قول ابن عطية: «وقيل: الرعد اسم الصوت
.۲۷۹/۱ يقال: أَضِعَ فلانٌ يأضَمْ أَضَمَا كعَضِبّ وزناً ومعنى . انظر: لسان العرب (اضم) )١(
() تفسير الطبري (شاكر) ۹/ 1۷۷ وانظر: الجليس الصالح الكافي للجريري 2١57/7
المحرر الوجيز سورة النساء »٠١8 _ ٠٠١ وانظر: تفسير الطبري (هجر) .١45 /١17/
(۳) تفسير الطبري (شاكر) )٤( .47١/9 تفسير الطبري (شاكر) .١19/١1
(۵) تفسير الطبري (شاكر) ٤٤۸ - 554. (0) المصدر السابق 4/ .5١
(۷) المصدر السابق 5/ ٠٠٠١ وانظر: تفسير الطبري (شاكر) ۲| (OEY cot ات °<
اه | الث هر الشعري في تفسيرالقرآن الكريم
المسموعء قاله علي بن أبي طالب وليه وهذا هو المعلوم في لغة
العرب» وقد قال لبيد في جاهليته :
نَجَعَنِي الرّعدُ والصواعق بالف ارس يوم الكريهة التجد"“
فقد أشار إلى أن هذا القول من لبيد كان فى الجاهلية قبل
الإسلام» مما يدل على أن هذا المعنى للرعد معروف قبل الإسلام.
ومثله قول القرطبي: «وقال الأضبط بن قريع السعدي في الجاهلية
الجهلاء...”". فهو قد بَيّنَ زمن قول هذا الشاهد وهذا جزء من شرح
المفسرين للشاهد الشعري قبل إيراده.
ومن الأمثلة أيضاً قول ابن عطية: «والآلٌ في اللغة: الأهل
والقرابة» ويُقالُ للأتباع وأهل الطاعة آلٌ» فمنة آل فرعونَ» ومنه قول
الشاعر وهو أَرَاكةٌ الثقفىُ في رثاء النبي 42 وهر يُعري نفسّه في أخيه
عمرو.
فلاتَبِكِ مَيْتاً بعدَمَيْتٍ أَجَنَهُ عَليٌ وعباسسٌ وآل أبي بک
أراد: جَميعَ المؤمنين . وقبل ذلك قال في شرحه: يعني
المؤمنين الذين قبروا رسول الله و)"'' .
- ذكر الأخبار حول الشاهد:
وقد يستطرد المفسر فيلم بشيء من الأخبار حول الشاهد الشعري»
ليبين معناه» وممن اشتهر بذلك بين المفسرين وأصحاب المعاني والغريب
أبو عبيدة معمر بن المثنى» فقد عني بالأخبار في تصانيفه» وشروحه
للشعر. ومن ذلك قوله: «وقال عَمّر بن دجاجة المازنيٌ :
() انظر: ديوانه .١0/8 (۲) المحرر الوجيز .٠١١ 1١5/١
(۳) الجامع لأحكام القرآن .٠۸١ /١ (6) العقد الفريد 7/7 ."٠5
)0( المحرر الوجيز 0/7 ."531١
(5) المحرر الوجيز ۲۸٤/١ (ط. قطر) الآية رقم 54 البقرة. وذ يبتكم ين ءال
فِرَعون4 .
منهج المفسرين في شرح الشاهد الشعري وبيان دلالته على المعنن____ | ع
مَنْ كان أسرعَ في تمَرُِقٍ فَالِج فَلبُونْهُجَرِبَتْ مَعَأوأَمَدَتٍ
إلا كتائيرة الذي يّنم كالعُصن في عُلوائه المُعَنَبّْتِ
غلوائه: سرعة نباته» يريد: وناشرة الذي ضيعتم ؛ ۽ أن بني مازن
يزعمون أن فالجاً الذي في بني سليم» وناشرة الذي في بني أسدء هما
ایتا مازن»
وذلك أن عمرو بن معد يكرب وي عندما قتل بنو مازن أخاه
عبد الله» أكثر في بني مازن القتل ثأراً لأخيه» فلما أكثر فيهم القتل»
تفرقوا في البلاد» فلحقت بنو مازن بصاحبهم مازن بن تميم» ولحقت
ناشرة ببني أسد» وهم رهط الصقعب بن الصحصح.ء ولحقت فالج
بسليم بن منصور. وفالج وناشرة: ابنا أنمار بن مازن بن ربيعة بن منبه بن
صعب بن سعد العشيرة. وأمهما هند بنت عدس بن يزيد بن عبد الله بن
0 قال كابية بن حرقوص بن مازن:
يا يَاليتني بِالبَلْدَقٍ رَدَّتْعليَ نُجومُّهانَارندَتِ
كاه لسر فى توف ثاب فَلبوثُهُ جَرِبَتْ معاوأَعَدَتِ
مَل كناشرةً الذي ضَيعْتُ)ُ كالعُصن في عُلُوائِ المُتَتَتِ(”"
ومن أمثلته قول ابن عطية بعد إيراده لقول الربيع بن زياد
العبسي :
مَنْ كان مَسروراً بمَقنلٍ مالك فَلبأتٍ نسوئّنًا بوجو نَهَارٍ
جد النساءحواسراًيَندُبتَهُ قد قد قُمْنَ قبل تبلج الأشْحَار“
حيث قال: «يقول هذا في مالك بن زهير بن جذيمة العبسي »
وكانوا قد أخذوا بثأره» وكان القتيل عندهم لا يناح عليه ولا يندب إلا
بعد أخذٍ ثأروء فالمعنى: من سَرَّهُ مصابنا فيه» فلينظر إلى ما يدلهُ على أن
(۱) مجاز القرآن .5١/١ (؟) انظر: خزانة الأدب 777/5.
£ (لشاهر (لشعري في تفسير القرآن الكريم
قد أدركنا ثأَره» فيكمدُ لذلك ويغتمّ2'70. وهذا الذي ذهب إليه ابن عطية
في معنى البيت هو ما ذهب إليه بعض شراح الحماسة كالمرزوقي”'"'.
والذي يبدو من سياق الأبيات أنه قالها قبل الأخذ بالثأرء ولذلك قال
المبرد في معنى البيت: «تأويل هذا البيت أنه إذا رأى ما يُصتَمُ عليه من
الجرّع. عَلِم أنَّ ثأرَ مثله لا ترك" . أي: أنه لم يؤخذ بثأره بعد
ولكنه لن يترّك . وأشار التبريزي إلى ذلك فقال: «وفيه وجه آخر: أي :
من كان مسروراً بمقتل مالك شماتةٌ فليشمت فإنه موضع الشماتة؛ لأنَه
قيل: إن الربيع بن زياد قال هذا الشعر قبل إدراك الثأر»”*“. وهذا من ابن
عطية اث بيان وشرح لمعنى البيت بذكر ما حوله من أخبار.
ليها
مات شرح الشاهد الشعري عند المفسرين :
أولاً: شرح الشاهد قبل إيراده:
كثيراً ما يذكر المفسر معنى البيت قبل أن يذكرهء فيكتفى بذلك عن
شرحه بعد ذکره» وغالباً ما يكون هذا الشرح مختصراًء أو مأخوذاً من
اللفظة المستشهد لها في التفسير.
ومن ذلك قول الطبري: «وأصل الكفر عند العَرّب: تغطية الشيءعء
ولذلك سوا الليلَ كافراً؛ لتغطية ظلمته ما ست كما قال الشاء ©:
فَتَذكرائِقلاً وئِيداً بعدما ألْقَثْ ذكاء يَمِينها في كا 09("
.٠١٤/۳ المحرر الوجيز )١(
(0) انظر: شرح الحماسة للمرزوقي ؟/ 4845.
(۳) التعازي والمراٹی ۲۸۰.
(5) انظر: شرح الحماسة للتبريزي ۳/ ۴۷.
. هو تعلبة بن صُعيْرٍ المازني (٥)
(5) قوله: «وتيداً) مما نسب إلى الخليل تصحيفه » وأن صوابه «رثيداً») أي : المنضود بعضه
فوق بعض . انظر : المفضليات 2١٠١١ شرح ما يقع فيه التصحيف .1١6
(۷) تفسير الطبري (شاكر) .5086/١
منهج المفسرين في شرح الشاهد الشعري وبيان دلالته على المعنع__ [ و
ا
فقدَّم الطبري شرح الشاهد في البيت» وهو كلمة «كافر)ء وأَنَّ
المقصود بها الليلُ» أي أن الشمس غَرَبَتْ .
ومن الأمثلة قول الفراء: «ويقال: ظلَمَّ الوادي إذا بَلعّ الماءٌ منه
موضعاً لم يكن ناله فيما خلاء أنشدني بعضهم :
كاد يَطْلْعُ ظلْماَنع يَمبَعه عن الشواهق فالوادي په شرق
فالشاعر يصف وادياً في البيت» وأنّ الماء فيه يصل إلى موضع لم
يكن يصل إليه عادةً» وأنَّ هذا يُسمّى عند العرب ظُلماًء فتقول: ظلم
الوادي لهذا المعنى»ء وقد قدَّمَ الفراءٌ شرح هذا المعنى قبل ذكر البيت»
فلم يَحتج إلى شرحة بعده.
ثانياً: شرح الشواهد الفرعية:
أحياناً ترد في الشاهد الشعري لفظة غريبة» فيلجأ المفسر إلى
شرحها مستعيناً في ذلك بشاهد شعري آخر يفسر تلك اللفظة الغريبة في
الشاهد الأول» وليس في الآية.
ومن الأمثلة على ذلك أن القرطبي وهو يفسر معنى الحج في اللغة
في قوله تعالى: لن الصَها والمروة من سَعاير 7 كَمَنْ حَجّ الت أو أَعْتَمرَ
کا جْمَاحَ عَليْهِ أن يَطَوَمَت بهمَا» [البقرة: 158]» أشار إلى أن أصلّ معنى
الحَجّ: القَصدَّء واستشهد على ذلك بقول المخبل السّعدي ' :
نَأَشْهّدُ مِنْ عوفٍ خُلُولاً كثيرةة 2 يَحُجُونَ سب الربْرفَانِ المُرَعْمَرا
ثم خرج إلى شرح المقصود بالسّبٌ في هذا الشاهد مع أنه ليس له
2
.۳۲۷ الأزمنة والأمكنة 2.١54 البيت لعدي بن الرقاع العاملي. انظر: ديوانه )١(
(؟) معانى القرآن ۳۹۷/۱.
قرة هو الربيع بن ربيعة التميمي» شاعر مخضرم مجيد» مات في خلافة عمر. انظر:
الأغانى ۳۸/۱۲.
(5) انظر: إصلاح المنطق »4١١ الاشتقاق ۲۳٠۱ء .٠٠٤
aJ الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
صلة بالآية فقال: «السَّتّ لفظ مشترك. قال أبو عبيدة: السب (بالكسر)
الكثيرٌ السّبَاب . وسِبّكَ الذي يُسَابُكَء قال الشاعر*': ۰
اتسُبَّئي قلست بِسَبِي إِذَّسَبِي من الرجال الكَريم”"
والس أيضاً الحُمَارُء وكذلك العمَامة» قال المُخْبَّلٌ السعدئ:
0٠00000... يحُجُونَ سِبّ الرّبْرِقَانٍ المُرَعْمَرا
والسّبٌ أيضاً الحَبْلُ في لغة هذيل» قال أبو ذؤيب:
نَدَلّى عليها بينَ سِبٍّ وخَيطةٍ 2 بجرداء مثل الوَكْف يكبُو راه“
والسّبوبٌ الحبّال»”*“. فقد خرج القرطبي في شرحه للفظة الغريبة
في الشاهد الشعري إلى الاستشهاد عليها بشواهد شعرية أخرى ليس لها
صلة مباشرة بألفاظ الآية المفسرة» وإنما رغبة في شرح غريب الشاهد
الشعري الأول.
ثالثاً: شرح الشاهد الأول وإغفال ما بعده:
ومن منهجهم في شرح الشاهد أن يورد شاهداً على المسألة» ویشرحه»
ثم يعقبه بشاهد آخر ويغفله من الشرح والتعليق اعتماداً على فهم القارئ,
ورغبة في أن يحاول القارئ استخراج وجه الشاهد في البيت» ومن ذلك قول
الطبري: «وأما الصابرين فنصبٌ» وهو مِنْ نعتِ «مَنْ» على وجه المدح؛ لأن
من شأن العرب -إذا تطاولت صفة الواحد_الاعتراض بالمدح والذم بالنصب
أحياناً» وبالرفع أحياناً» كما قال الشاعر :
)١( هو عبد الرحمن بن حسان بن ثابت ب يهجو مسكين الدارمي» ونسبت لأبيه
حسان غير أن الأسود الغندجاني رجح نسبتها لعبد الرحمن. انظر: فرحة الأديب 84.
(۲) انظر: إصلاح المنطق ١٠ء لسان العرب ١17/7 (سبب).
(۳) يقول: إنه تدلى على خلية العسل» وهي بصخرة جرداء ملساء تشبه بساط الأديم في
استوائهاء ولا يثبت عليها ظفر الغراب بل يزل عنها لملاستها. انظر: ديوان
الهذليين١/ ٠۷۹ ديوانه ””7.
(5) الجامع لأحكام القرآن 156/7 -155.
منهج المفسرين في شرح الشاهد الشعري وبيان دلالته على المعنى ا av
إلى المَلِكِ القَرْم وابن الهُمَامٍ . وَلَيْتَ الكَيَيْبَةٍ في المُرْدَحَمْ
ودا الرّأي جين َعَم م الأَمُودُ بذاتِ الصليل وذات النَّجُمْ
فنّصَبَ «ليث الكتيبة» و«ذا الرأي» على المدح» والاسم قبلهما
مَخْفُوضٌ ؛ لأنه من صفة واحد» ومنه قول الآخر:
لبت التي فيا النْجُومُتَوَاضَعَتْ على كُلْ عَث ينهم وسَوِيْنٍ
عُيُوتَ الوَرَى في كَل مَحْل وأَرْمَةٍ أَسُودَ الشّرَى يَحْمِيْنَ كَل عَرين»“
ولم يذكر وجه الشاهد في الشاهد الثاني» ثقة بفطنة القارئ أن
يقيس وجه الشاهد على ما شرحه الطبري في الشاهد الذي قبله» فهما
مسوقان للاستشهاد على قضية واحدة.
ومن الأمثلة قول الطبري: «وقد يحتمل نصبها على إتباعها موضع
السمع. إذ كان موضعه نصباً وإن لم يكن حسناً إعادة العامل فيه على
غشاوة» ولكن على إتباع الكلام بعضه بعضاً. كما قال تعالى ذكره:
و علي م ولان 00 € اکرب أبرقَ 4 ثم قال : #وفكهة مما تروت
ملت طَيْرٍ نّا يتبوت 9 | ور ع 4 [الواقعة: ١۷ ۲۲] فخفض
لل والحُورَ على ل العطف بو على الذاكهة إتباعاً لآخر الكلام أولّه.
ومعلومٌ اَن اللحمّ لا يُطافٌ به ولا بالحُور العِيْنِء ولكن كما قال الشاعرٌ
عَلَفْتْهِاتِبْئاًرماءبَاردَاً حتى شَتَتْ مَمَالةًعَيبَاها
ومعلوم أن الماءَ يُشْربٌ ولا يُعلّفُ به ولكنه نَصَبّ ذلك على ما
وصمت قبل . وكما قال الآخر:
ورأيت رَوْجَكِ في الوَعَى مُتَقَلُداسَيِفَاًورُئحَا”"
فقد شرح الطبري الشاهد الأول منهما قبله بقوله: «يصف فرسه».
(1) الطبري (شاكر) ”/ ٣٣۲ _ 19و 7, (۲) تفسير الطبري (شاكر) .5515/١
وبعله بقوله: ومعلوم أن الماء یشرت ولا يُعلَفٌ به ولكنه نَصَبَ ذلك
على ما وصفت قبل. وأغفل الشاهد الثانى لأنه يدل على الوجه الذي
شرحه فى الشاهد الآول.
رابعاً: التكرار للشرح:
يتكرر عند المفسرين الاستشهاد بالشاهد الشعري الواحد فى عدة
مواضع» منها ما يتكرر فيه موضع الشاهدء ومنها ما يختلف فيه موضع
الشاهد وهذا ما سبقت الإشارة إليه في أنواع الشواهد الشعرية وسميتها
«(الشواهد المشتركة».
فعندما يتكرر إيراد المفسر للشاهد يتكرر شرحه له» ويختلف الشرح
في المواضع طولاً وقصراًء بحسب حاجة المقام» فقد يطيل في الموضع
الأول دون الثاني» وقد يكون العكس» وقد يختصر الشرح في الموضعين
كليهما. وأما إن اختلف موضع الشاهد في البيت فإنه يتناول بالشرح
الشاهد من وجه آخرء فيكون هذا زيادة في إيضاح معنى بيت الشعر لمن
يطلب شرحه» فلو جمع الباحث الشواهد الشعرية المكررة التي شرحها
المفسرون لتبين له ما قدمه المفسرون فى هذا الجانب. وسأضرب لذلك
أمثلة تبين المقصود. 1
فمن أمثلة تكرر الشاهد الشعري مع اتفاق موضع الشاهد استشهاد
الطبري على أن العرب تحذف من الكلام ما دل عليه الظاهر طلبا
للاختصار بقول ذي الرمة في نعت حَمِير:
فلمًا لَبِسْنَ الليلّ أو حِيْنَ نَصَبَثْ له من خَذَا آَدَانِهًا وهو ان"
ثم شرح موضع الشاهد بعده فقال: «يعني: أو حين أقبل
الليل)”''. وقد كرر ذكر الشاهد مرة أخرى للاستشهاد على الوجه نفسه
.5"55/١ تفسير الطبري (هجر) )۲( .۸٩۷ /۲ انظر: ديوانه )١(
منهج المفسرين في شرح الشاهد الشعري وبيان دلالته على المعنى__ | وې
فقال في شرحه: «أو حين أقبل» ثم حذف اكتفاء بدلالة الكلام عليه»'.
وهذا استشهاد نحوي بالشاهد الشعري على أسلوب الحذف عند العرب .
وأما في الموضع الثالث فقد كرره للاستشهاد به استشهاداً لغوياً
على معنى قوله تعالى: #وَجَعَلَا الل لاسا 4063 (النبأ: 6٠١ فقال: «يعنى
بقوله لسن الليل : أدڃِلْنَ في سواده فاستدر ن به" .
وقد كرر المفسرون الاستشهاد بقول عبد الله بن الزبعرى:
ورَآَيِتُ وجك في الوَعَى مُتَقَلْداسَيفَأًورْنْحَا"
فقد استشهد به الطبري سبع مراتٍ على الوجه نقسه» وأطال في
شرحه في الموضع الأول فقال: «قد دللنا فيما مضى على أن العرب من
شأنها إذا عرفت مكان الكلمة» ولم تَشَكَكُْ أن سامعها يعرف بما أظهرت
من منطقها ما حذفت حذف ما كفى منه الظاهر من منطقهاء ولا سيما
إن كانت تلك الكلمة التي حذفت قولاً أو بتأويل قول. . . وكذلك قول
الآخر:
ورایت ٿو 2 جلك في الوّغى مُكَقَلَداسَيِيَاًونحًا
ت غل أذ ا مح لا يفلد وأنّهِ إنّما أراد : وحاملا * رمحا ولكن
ا کان ملي معن فى با قد طهر من كلام عن إطهار م سلو
منه2*”0. ثم أخذ يكرره دون شرح”*'» حتى إذا طال الفصل عن الموضع
الأول شرحه مرة أخرى فقال بعده: «فالرمح لا يتقلد ولكن لما كان فيما
أظهر من الكلام دليل على ما حذف» فاكتفى بذكر ما ذكر منه مِمَا
.4/75 المصدر السابق ۲۳۹/۱۲. (۲) تفسير الطبري (هجر) )١(
رواية الديوان: )۳(
ياليت زوجك قد غدا
.۳۲ انظر: ديوانه
.١15١ ١9/١ تفسير الطبري (هجر) )٤(
۷٤/۱۱ ءه١5/8 ۱۸/٥۰۲۷۱ /١ انظر: تفسير الطبري (هجر) )5(
1..ه]__________االشاضر (الشعري في تفسير القرآن الكريم
0) gt 1 a (Vr a.
. حدقف) . ثم لم يشرحه بعد ذلك
ومثله قول ذي الخْرّقٍ الطهّويّ يصف ذثباً أراد أن يشب على ناقته :
حَسبتٌ بُعَامَ راحلني عَنَاقَاً وماهِي وَيْبَ غَيْرِكَ بالعَتاق"
فقد استشهد به الطبري في خمسة مواضم على أن العرب تحذف ما
كان ما و البيت : حسبتٌ بام - أي : ت ارا
في 1 صو
صَوتَ عَنَاقٍء فشرحه في بعضها دون بعض 0
ومن الأمثلة كذلك عند الطبري أنه فسَّر قول جرير
أعطوا مُنيدةًيَحِدُوهاتّمانيةٌ مافي عَطائهم من ولا سرف“
قال في شرحه في الموضع الآول: لايعني بقوله: ولا سرف : له
خطأ فيه» يراد به أنهم يصيبون مواضع العطاء فلا يُخطئوتها)' .
وقال في شرحه في الموضع الثاني: «يعني بالسَّرفٍِ: الخَطأ في
العطيّة . ومثله في الموضع الثالث قال: «يعني أنه ليس فيه نقص ولا
اك ١ ١
وقد شرحه محمد بن حبيب شارح ديوان جرير بمثل شرح ابن جرير
الطبري فقال: «السَّرَفُ: الخطأ والإعطاءٌ فى غير وجهه. يقال: أردت
بني فلانٍ فَسَرِفتَهُم ؛ أي : أخطاته»“ .
وين الث فلك عن ابن عية عم جا م 0 لقوله تعالى:
وو جاک ب بصا ر 5 [الأتعام: ] قال: والبصائر . ٠ حع بعر
.۲١۸/۲۲ المصدر السابق ؟5١/7١؟7. (؟) المصدر السابق )١(
(۳) نسبه الطبري للطهوي كما في تفسيره (هجر) ۳/ ۷۷.
() انظر: تفسير الطبري (هجر) 50/9 .٤٤۷/۱٤ ٥۳/٦ ۷۷/۳ ۰٥۹۱
(۵) انظر: ديوانه .١75 /١ () تفسير الطبري (هجر) 459/5.
(۷) تفسير الطبري (هجر) 1۱۸/۹. (۸) تفسير الطبري (هجر) .٥۲۲ /۲٤
(۹) شرح ديوان جرير .۱۷٤/۱
منهج المفسرين في شرح الشاهد الشعري وبيان دلالته على المعنى للها
والبصيرة أيضاً هي المعتَقدُ المُحصّلُ في قول الشاعءر
راحوا بَصَائِرُمُمِ عَلى أكنافهم وَبَصيرتي يعدو بهاعَبَدٌوَأى!"
وقال الطبري فى شرح البيت: اليعني بالبصيرة: الحجة البينة
الظاهرة)9)
وقال بعض الناس في هذا البيت: البصيرةٌ طريقة الدم» والشاعر
إِنْما يصث جماعة مشوا به في طلب ب دم ففترواء فجعلوا الأآمرَ وراء
ظهورهي»“
وفي موضع لاحق في تفسيره عند قوله تعالى: #هذا بصا سی الَا
وشدى ورحمة قوم ونوت {O [الجائية: ]۲١ قال: «والبصيرة ت في كلاء
العرب: الطريقة من الدم» ومنه قول الشاعر يَصِفْ جِدَهُ في طلب الثأرء
وتواني غيره :
راحوا بَصَائْرُهُم عَلى أكتافهم وَبَصيرّتي يعدو بِهاعَنَدٌوَأى
وفسّر الناس هذا البيتَ بطريقة الدم إذ كانت عادة طالب الدم
عندهم أن يجعل طريقة من دم خلف ظهرو ليُعلم بذلك أنه لم يدرك ثأرَه
وأنّه يطلبه» ويظهر فيه أنه يريد بصيرة القلب؛ أي : قد اطرح هؤلاء
بصائرهم وراء ظهورهم» .
فقد أطال في شرح البيت في الموضع الثاني» وقد شرحه ابن قتيبة
(ت١۲۷) فقال: «البصيرةٌ: الدفعةٌ من الدم؛ أي: دماؤهم قد تحرجث
فصارت على أكتافهم, وبصيرتي في جَوفي يعدو بها فرسي» يريد انهم
جرحواء ويقال: بل أرادً أن الذي طلبوه من الذحولٍ أي: الثأر - على
46 هو الشاعر الجاهلي الأسعرٌ بن حمران بن الحارث الجعفئٌ .
(0) انظر: الأصمعيات »15١ المعاني الكبير ؟/ 000.1١1
(6) تفسير الطبري (شاكر) .۲٤/۱۲ (5) المحرر الوجيز 5/ 174.
(5) المحرر الوجيز .817/١5
_( ب لشاهر (الشعري في تفسير القرآن الكريم
أكتافهم لم يدركوه بعد فهو يقل عليهم. وبصيرتي أي : ذحلى قد أدركتت
به“ . وقوله: إن البَصِيْرَةٌ طريقة الدم» يعني بها ما استدارٌ من الدم
مقدار الدرهم 0
الاختلاف في شرح الشاهد الشعري :
يرجع الاختلاف في شرح المفسرين للشاهد الشعري إلى عدة
عوامل» منها الاختلاف في رواية البيت في موضع يتغير بتغيره المعنى.
أو يكون راجعاً إلى وقوع التصحيف في الشاهد» أو يكون الاختلاف
راجعاً إلى الاختلاف في تفسير الآية وحمل الشاهد عليهاء أو نحو
ذلك» وسيأتي أمثلة ذلك .
وقد تعقب المفسرون بعضاً في شرح الشواهد الشعرية» وأكثرٌ مَن
رأيته عُنِيَ بذلك الإمامٌ الطبري» وابن عطية في تفسيريهما. فأما الطبري
فقد أكثر من تعقب أبي عبيدة في فهمه للشواهدء كما تعقب الفراء في
مواضع قليلة» وأما ابن عطية فقد تعقب أبا عبيدة» وابن قتيبة» وال
والطبري» وأكثر من ذلك في تفسيره مع بيان وجه الاختلاف أحياناء
وعدم بيانه في مواضع .
أولاً: الاختلاف في معنى الشاهد:
من أمثلة الاختلاف فى معنى الشاهد بسبب الاختلاف في رواية
البيت أن أبا عبيدة روى شاهداً شعرياً نسبه لعمرو بن حني التغلبي وهو
قوله :
وَكنَاإذا الجَبَارٌ صَمَرَخَدَهٌ أَقَمنالَهُمِن مَبِلِهِفَتَقُوّما
وشرح غريبه فقال: «والصَّعَرٌ داع يأخذ البعيرٌ في عَنقَه أو رأسه
.٠١٠١/۲ المعاني الكبير )١(
./ حاشية المحقق رقم ١4١ انظر: الأصمعيات )۲(
منهج المفسرين في شرح الشاهد الشعري وبيان دلا لته على المعنى —| 252
فيُشبهُ به الرجلّ الذي يتكبّرٌ على الناس“""» ورواه الطبري كذلك» غير
أن ابن عطية استشهد به فقال: «والصَّعَرٌ الميل.. . ومنه قول عمرو بن
حني التغلبي :
وَكُنَاإِذا الجَبَارُ صَمَرَ خَدَُ قَمنالَهٌمِنمَيِلِهفْتَقَوٌَ
آي : : فتقوم أنتَ» قاله أبو عبيلة” کک وأنشد الطبري ((ق> فتقَوّمًا»ا وهو
خطأ؛ لأن قافية الشعر تخفوضة؟ . فيتغير المعنى من الغائب للحاضر.
ابن عطية وهي :
تُعاطي المُلوكَ الحقّ ما قَصَّدُوا بنا وليس عَلينا تَثْلْهُمْ بمُحرم
أنفت لهم مِنْ عَقلِ عَمرو بن مَرْئد إذا وروا ماء وح ابن هركم
وكا إذا الجبَارٌ ضكر خد قَمْتَالَهُمِنْ مَبْلِوفْتَقُوٌم
قال : يريد فتقوم آنت» .
ت
ثم عقّبَ على ذلك المرزباني مشيراً إلى أن هذا البيت يروى لغيره فقال:
«وهذا البيت يروى من قصيدة المتلمس التي أولها
وال اس الى الك د 0 coef بم 0
يَعَيّرني أمي رال ولنْ ترى أَخَا كَرَم | لابا كرما
وبعذه البيت» وآخره :
وأبو عبيدة وغيره يروون هذه الأبيات لجابر بن حُنَيَ التغلبي» .
وهذا الذي ذكره المرزباني يعني به رواية أبي عبيدة في «مجاز
.۱۲۷/۲ مجاز القرآن )١(
(۲) انظر: تفسير الطبري (هجر) .6694/١8
(۳) ما فى «مجاز القرآن» ۲/ ٠۲۷ خلاف ذلك فالرواية فيه كما عند الطبري (فتقوّما)ء
فإما أن يكون ابن عطية قد وَهِمَّء وإما أن يكون البيت في المطبوع أصابه تَحريفٌ.
(6) المحرر الوجيز .۱۸/١۳ (5) معجم الشعراء .١١
0 انظر: ديوانه ؟57. (۷) معجم الشعراء .١١
اي _الشاصر الشعري في تفسيرالقرآن الكريم
القرآن»» وأما في ديوان المتلمس فقد رواه أبو عبيدة له بالفتح”'.
وتعقب ابن عطية لرواية الطبري مبني على الخلاف في رواية الشاهد وهي
قد تتعدد كما في كثير من روايات الشعرء وإن كان موضع الشاهد لم
يتأثر بهذا الاختلاف وهو لفظة: «صَعَّرَة,» حيث ساق المفسرون الشاهد
من أجلها .
ومن الأمثلة أيضاً قول ابن عطية عند قوله تعالى: #ولا الصَالينَ»
[الفاتحة: ۷]: «وحكى الطبرئ أن «لا» زائدة» وقال: هى هنا على نحو ما
هي عليه في قول الراجز 20 ١
قَمَا أَلُومُ البيض ألا تَسْخَرا"
أن تسحّر. وفي قول الأحوص
ويَلْحبَِْي في الهو أذ لا أ ولهو داع دائ عَيْرُ ماف“
وقال الطبري : مدي ويَلْحَيْنَيي في الله أنْ أحكّه. قال القاضي أبو
محمد عبد الحق وه : وبيت الأحوص إِنّما معناه: إرادة اَن لا أحئّف
ؤدلا» فيه لصتي
فقد اعترض على شرح الشاهد بما شرحه به الطبري» وذهب به
مذهب
أراد:
ثانياً: الاختلاف في دلالة الشاهد:
قد يكون معنى الشاهد متفقاً على صحة روايته عند المفسرين»
غير أنّهم يُختلفونَ في معناه» ودلالته على الآية» فيكون الخلاف في
معنى الشاهد» لا في تفسير الآية. ومن ذلك أن أيا عبيدة أنشد قول
ابن مقبل :
)01 انظر: ديوان المتلمس الضبعي 54 ٠١ وأبو عبيدة أحد رواة الديوان.
0( انظر : شعر الأحوص الأنصاري .<< «08) المحرر الوجيز .۸۷/١
منهج المفسرين في شرح الشاهد الشعري وبيان دلالته على المعنى [زقدماح
أفسة النَّاسنَ خُلونٌ حَلفُوا قطعوا الال وإِعرَاقٌ الَحِه")
وفسَّرٌَ الإلَّ فيه بأنّها القرابة'"؟. واعترض ابن عطية على ذلك فقال:
«أنشده أبو عبيدة على القرابة وظاهره أنه فى العهود»" . فالخلاف هنا
في دلالة اللفظة في الشاهد على المعنى» واعتراض ابن عطية مبني على
فهمه للمفردةٍ من خلال سياق البيت» وإن كان بيت ابن مقبل يَحتمل
الأمرين» وفهم أبي عبيدة غير بعيد» ومعرفته بالشعر أوسع» ولم أجد
البيتَ في ديوان الشاعر لأتبيّنَ ما قبِلَّه وما بعده.
ومثله قول ابن عطية أيضاً : «وقال الطبري: او 4 [آل عمران:
4 معناه: يهلكوتكمء واستشهدَ ببيت جرب 17 :
كنت القذى في مَوج أخضر مرب قَذَفَ الأَنَيْ به فضل ضلا«
وقول النابغة: ٠
فاب مُضلوهُ بين جَليَّةِ... البيت ٠"
وهذا تفسيرٌ غيرٌ خاص باللفظةء وإنما ارد له هذا الضلال في
الآية» وفي البيتين اقترن به هلاك وأَمًا أن تُفسَّرَ لفظةٌ الضلال بالهلاك
دور 2 عدا
فغير قويما
نا
واعتراض ابن عطيّةَ هنا على ت تفسير الطبري للضلال بمعنى الهلاك
مطلقاًء ولم يعتر ص على تفسير الضلال في الآية والشاهدين بالهلاك
لتوفر القرينة على ذلك. قال في اللسان: «قال أبو عمرو: وأصل الصلال
)١( لم أجده في ديوانه.
(0) لم أجد البيت ولا تفسير أبي عبيدة له في مجاز القرآن.
(۳) المحرر الوجيز .١1717//4
(4) البيت للأخطل وليس لجرير» والطبري نسبه للأخطل. انظر: تفسير الطبري (هجر)
46 .
(4) رواية الديوان والطبري: «في موج أكدر». انظر: ديوان الأخطل ؟107.
(5) انظر: ديوان التابغة الذبياني .١١9 (۷) المحرر الوجيز ۳/ .17١
الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
| "وهم
العَيُبوبة» يقال: صل الماءٌ فى اللبن إذا غاب» وضَل الكافرٌ إذا غاب عن
الحَبَّة. وضَل الناسي إذا غاب عنه حِفْظهء وأَضْلَلْت بَعيري وغيرّه إذا
ذب منك... وضَلّ الشيءٌ يَضل ضَلالاً أي: ضاع». فالهلاك أحد
معاني الضلال إذا اقترنت به قرينة» وأما أصل معنى الضلال فكما قال
ابن فارس: «الضاد واللام أصل صحيحٌ يدل على معنى واحد» وهو
ضياع الشيء وذهابه في غير حقه)”''.
ثالثاً: الاختلاف في وجه الاستشهاد:
قد يكون الاختلاف والاعتراض متجهاً إلى وجه الاستشهاد لا إلى
الشاهد» ومن ذلك قول ابن عطية: «وقال أبو عبيدة: الرَقَتْ اللغا من
الكلام وأنشل:
ورب سراب حجيج كُظّم عَن اللّمَاورَكَثِ النكل"
قال القاضي أبو محمد: ولا حجة في هذا البيت»”*“. ولم يبين ابن
عطية سبب عدم الحجية في الشاهد. وأن الرفث فيه يعني اللغو من الكلام»
والظاهر أن وجه اعتراض ابن عطية على الاستشهاد بالبيت أن الشاعر قد
عطف اللغا على رفث الكلام» والعطف يعني المغايرة بين المعنيين.
وقال ابن عطية: «وقال أبو عبيدة: البعض فى هذه الآية بمعنى
الكل» وخطأه الناس في هذه المقالةء وأنشد أبو عبيدة شاهداً على قوله
بيت لبيد :
تاك أ مكنةإذا لم أَرْضَّهًَا أو يَخْتَرِمُ بعض النفوس حِمَامُها
وليست في البيت له حجة؛ لأن لبيداً أراد نفسه فهو تبعيض صحيح)”*' .
)١( لسان العرب 8١/8 (ضلل).
(۲) مقاييس اللغة ”/ 2”580 وانظر: المحرر الوجيز .٠١/١١
(۳) انظر: ديوان العجاج .١178 (:) المحرر الوجيز .١777/7
(5) المحرر الوجيز ”/48.
منهج المفسرين فى شرح الشاهد الشعري وبيان دلالته على المعنى ۵۷
وقد يكون سبب الخلاف هو الخلاف في تفسير الآية» لا في معنى
البيت أو - حجيته )2 ومن ذلك قول الطبري : «وقل زعم بعض أهل العربية
يتصلون في أنسابهم قوم نك وبينهم ميثاق . من قولهم: اتصّل الرجل.
بمعنى: انتمّى وانتسّب. كما قال الأعشى فى صفة امرأة انتسبت إلى
سه
قوم :
إذا انصلّثٌ قالت: أَبَكُرَ بنَ وَائل ور نها ولوف واف 0
یرید بقوله: اتصلتٌ انتّسّبت»)7 ئمّ اعترض الطبري على هذا
التفسير الذي ذهب إليه أبو عبيدة فقال: «ولا وجه لهذا ا لتأويل فی هذا
الموضع؛ لأن الانتساب إلى قوم من أهل الموادعة والعهدء لو كان
يوجب للمنتسبين إليهم مالهم... لما كان رسول الله ية ليقاتل قريشا
وهم أنسباء السابقين الأولين» ولأهل الإيمان من الحق بإيمانهم أكثر مما
لأهل العهد بعهدهم. وفي قتال رسول الله ية مشركي قريش . .. الدليل
الواضح إن اتساب من لا عهد له إلى ذي اليد ميم لم دين ل
من العهد ما لذي العهد منهم من انتسابه)” وحص ابن عطية رأي
الطبري واختاره .
ومن أمثلة تعقب الطبري للفراء في فهمه للشواهد وشرحه لها قول
الطبري : «واختلف أهل العربية في المعنى الذي جلب «الباء» في قوله:
ر ڪيل من آله وَحَبلٍ من الاس لآل عمران: ؟١١١] فقال بعض نحويي
الكوفة: الذي جلب «الباء» في قوله: ##يحَبّلِ» فعل مضمر قد ترك ذكره.
قال: ومعنى الكلام: ضربت عليهم الذلة أينما ثقفواء إلا أن يعتصموا
.۸۱ انظر: ديوانه )١(
(؟) تفسير الطبري (هجر) ۲۹۳/۷ المحرر الوجيز .5١5 57١١/5
(۳) تفسير الطبري (هجر) .۲۹٤/۷
(5) انظر: المحرر الوجیز ۱۳/٤ ”دن ۰۲۰۹۷ 5/ثلاء .۸٩
=[ الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
بحبل من الله فأضمر ذلك» واستشهد لقوله ذلك بقول الشاع ':
آنّيِي بِحَبْلّيها نَصَدَتْ مَخَافَةٌ وفي الحَبْل رَوعاء الفُؤاد قروق
وقال: أرادَ: أقبلت يحبليها . وبقول الآخصر”":
حَنَنْيِي حَانياتُ الدهمر حنتى كأنّي خَاتَِلٌ أَونُولِصَيد
قريب الحَطو بحسب مَنرآني 2 ولسدٌمُقيّداًأني بقَيو"
يريد: مقيّداً» فأوجبّ إعمالَ فعل مَحذوف» وإظهارَ صلته وهو
متروك)0©. 2 ظ
ثم أخذ الطبري في رده لفهم الفراء للشواهد» وشرحه لهاء فقال:
«وأما ما استشهد به لقوله من الأبيات» فغير دال على صحة دعواه؛ لآن
في قول الشاعر: «رأتني بحبليها» دلالةَ بينةَ في أنها رأته بالحبل مُمسكاًء
ففي إخباره عنها نها رأته بحبليها» إخبار منه أنها رأته مُمسکاً بالحبلين ›
فكان فيما ظهر من الكلام مستغنى عن ذكر الإمساك» وكانت الباء صلة
لقوله رأتني»” .
وقد يكون التعقب لفهم الشاهد ودلالته على الآية» وليس لشرحه»
ومن ذلك قول الطبري في رده على أبي عبيدة: «وقد زعم بعض أهل
العربية من أهل البصرة أن الذي فى قوله: # كَمَثَلٍ لى أسَْوهَدَ تارا
[البقرة: /ا١] بمعنى: الذين» كما قال جل ثناؤه: © وى جا َِلصَِدْقٍ
.76 هو حميد بن ثور الهلالي. (۲) انظر: ديوانه )١(
(۳) هو أبو الطمحان حنظلة بن الشرقي من بين القين» شاعر مخضرم.
(5) معانى القرآن للفراء ۲۳١ /١ ديوان المعانى للعسكري 2١5١/7 وقد اقتصرت طبعة
البابى الحلبى ٤۹/٤ على البيت الأول دون الثانى» وهو محل الشاهدء وهو منقول
من کلام الفراء في المعاني» ولعله سهو من الناسخ» وقد أثبته محمود شاكر في
طبعته» وكذا الدكتور التركى. انظر: الحاشية التالية.
(5) تفسير الطبري (شاكر) ۱۱۳/۷ ٤ (هجر) 585/0 5480.
() المصدر السابق // .١١5
منهج المفسرين في شرح الشاهد الشعري وبيان دلالته على المعتى___ | 4 ,ن
صَدَّفَ بف ليك م هم الْمَنّقَو 5 [الزمر: ۳۳]. وكما قال الشاع ':
فن الذي حانّتُ فلج ماؤمُم هُمْ القوم كَل القوم يا يخال“
قال أبو جعفر: والقول الأول هو القول لما وصفنا من العلة» وقد
أغفل قائل ذلك فرق ما بين (الذي) فى الآيتين وفى البيت؛ لأن الذي فى
قوله: ل وزی جا بألصَدق 4 [الزمر: 8] قد جاءت الدلالة على أن معناها
الجمع» وهو قوله: لأوْكَيِكَ هم الْمَنَقْت4. وكذلك (الذي) في البيت»
وهو قوله (دماؤهم). ول هذه الدلالة في قوله: # كمل الى اسْتَومدَ
تارا [البقرة: 17] فذلك فرق ما بين الذي في قوله: 9 كمثل ای سود ا4
وسائر شواهده التي استشهد بها على أن معنى (الذي) في قوله : # كمثلٍ لدی
َسْمَوهَدَ تارا بمعنى الجماعة. وغيرٌ جائز لأحد نقلَ الكلمة التي هي الأغلب
في استعمال العرب على معنى إلى غيره إلا بحجة يجبٌ التسليم لها»" ".
وقد كانت ردود الطبري على أبي عبيدة في فهمه لمعاني القرآن بسبب
عدم عناية أبي عبيدة بتفسير السلف» واعتماده فيما يفسر على اللغة والشعرء
ومن ذلك قول الطبري : اوقد زعم أيضاً بعض من ضعفت معرفته بتأويل
أهل التأويل» وقلّت روايته لأقوال السلف من أهل التفسيرء أن الرحمنّ
مجازه: ذو الرّحمة» والرحيم مجازه الراحمء ثم قال: قد يقدرون اللفظين
من لفظ» والمعنى واحدء وذلك لاتساع الكلام عندهم. قال: وقد فعلوا
مثل ذلك فقالوا : نَدْمَانُ وَدِيُمُ» ثم استشهد ببيت برج بن مسهر الطائي :
وتدمانٍ يزيدٌ الكأسَ طيباً سَقَيتُ إذا تغوَّرَتِ النجوة)
)١( هوالأشهب بن رميلة.
(۲) انظر: شعراء أمويون .77١ الحماسة البصرية /١ . أمالي بن الشجري ٥۷/۳
خزانة الأدب 0/1 .
(۳) تفسير الطبري (شاكر) /١ ۳۲۱-۳۲۰ وانظر: /١ 7 57» تفسير الطبري (هجر) ۲/ .٤۷١
(5) انظر: ديوان الحماسة ۸۳ء شرح الحماسة للمرزوقي 041717777 ونيب لعمرو بن
شأس الأسدي.
o۱۰ | الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
واستشهد بأبيات نظائر له في النديم والندمان ففرق بين معنى
الرحمن والرحيم في التأويل لقوله الرحمن ذو الرحمة والرحيم الراحم
وإن كان قد ترك بيان تأويل معنيهما على صحته. . .». إلى أن قال منتقداً
لمسلك آبي عبيدة: «ولكن القول إذا كان على غير أصل معتمدٍ عليه كان
واضحاً رار . فهو يرد قول أبي عبيدة لمخالفته لتفسير السلف.
وقال في موضع آخر بعد ترجيحه لقول مفسري السلف على تفسير أهل
اللغة وهو يشير إلى أبي عبيدة: «وإنما اخترنا هذا القول على غيره من
الأقوال لموافقته أقوال أهل العلم من الصحابة والتابعين» إذ كنا لا
نستجيز الخلاف عليهم فيما استفاض القول به منهم» وجاء عنهم مجيثا
يقطع العذرَ. فأما الذين قالوا في ذلك غير ما قلنا مِمّن قال فيه على وجه
الانتزاع من كلام العرب» من غير أن يعزوه إلى إمام من ¿ الصحابة أو
التابعين» وعلى وجه تحميل الكلام غير وجهه المعروف فإنهم اختلفوا في
معناه بينهم . . ٠. . فظهر أن الطبري يعيب تفسير أهل اللغة بأنهم لا
يتلفتون إلى تفسير الصحابة والتابعين» ويقولون في معاني القرآن بما ورد
في اللغة والشعرء دون نظر إلى خصوصية القرآن الكريم» وتقدم الصحابة
والتابعين في معرفة معانيه على غيرهم .
ومن الأمثلة على اختلاف المفسرين في معاني الشاهد الشعري
اختلافهم في قول عمرو بن كلثوم في معلقته :
ويام لتائرٌ طِوَالٍ تحصينا المَلْكَ فيها أَنْ تد“
فقال الطبري: «وقال آخرون منهم : قد وجدنا لتسمية النعم بالأيام
شاهداً في كلامهم. ثم استشهد لذلك بقول عمرو بن كلثوم :
ويام لتَائَْ_رٌطِوَالٍ عَصيناالمَلْك فيها أن يتا
.٠١۲/١ تفسير الطبري (شاكر) )١(
.۳۷۰ تفسير الطبري (هجر) 8/1 _ ۳4 (©) انظر: ديوانه 68
منهج المفسرين في شرح الشاهد الشعري وبيان دلالته على المعنى ٥١١
وقال: فقد يكون إنما جعلها غراً طوالاً. > لإنعامهم على الناس
فيها. قال: فهذا شاهد لمن قال: #وذڪرشم بال أله 4 [إبراهيم: ه]
بنعم الله» ثم قال: وقد يكون تسميتها غَرَّاً لعلوهم على المَلِكِ وامتناعهم
منهء فأيامهم عر لهم» وطِوَّالٌ على أعدائهم .
قال أبو جعفر: وليس للذي قال هذا القائل من أن في هذا البيت
دليلاً على أن الأيام معناها النعم وجة؛ لأن عمرو بن كلثوم إنما وصف
ما وصف من الأيام بأنها غرٌ لعز عشيرته فيهاء وامتناعهم على الملك من
الإذعان له بالطاعة» وذلك كقول بعض الناس: ما كان لفلان قط يوم
أبيض» يعنون بذلك أنه لم يكن له يوم مذكور بخير» وأما وصفه إياها
بالطول» فإنها لا توصف بالطول إلا في حال شدة» كما قال النابغة:
كلينِي لِهَّمٌ با أميمةٌ تاب وليل أقاسيه بطيءٍ الكواكب
فإنما وصفها عمرو بالطول لشدة مكروهها على أعداء قومه» ولا
وجه لذلك غير ما قلث»'.
ومن الأمثلة ما ذكره ابن عطية كذلك عند تفسير قوله تعالى:
لأَلْحَنُ من رَبك كلا تكو من لمرن 467 [البقرة: 1407] حيث قال:
«الخطابُ للنبئ يله والمرادٌ أمته. وامترى في الشَّيءِ إذا شك فيه ومنه
المراء؛ لأنّ هذا يشَكُ في قول هذا. وأنشد الل“ شاهداً على أن
الممترينَ شاكُونَ قولَ الأعشى
تَتْرّعَلَى اسوق المُمُمَرِيِ 0 ن رَكضاًإذامًا السَّرَّابُ ارجح
ووهم في ذلك؛ لأنّ أبا عبيدة وغيره قالوا: الممترين في البيت:
.١6 انظر: دیرانه )١(
.045- 040/١7 تفسير الطبري (هجر) )۲(
.۱۹۱/۳ انظر: تفسير الطبري (شاكر) )۳(
.۷۳ انظر : ديوانه )٤(
اه الشاهر (الشعري في تفسير القرآن الكريم
هم الذينَ يَمْرُونَ الخيل بأرجلهم هَمْرَاً لتجري'''؛ كأنهم يحتلبون الجري
منهاء فليس في البيت معتّى من الشّكُ كما قال الطبري)”"'.
وقد رد القرطبئُ على ابن عطية» فقال: «معنى السك فيه موجودٌ؛
لأنه يحتمل أن يختبرٌ الفرسَ صاحبه. هل هو على ما عهذه منه من
الجري» آم لا؛ لئلا يكون أصابه شيء» أو يكون هذا عند أول شرائه.
فيجريه» ليعلم مقدار جريه. . .". والأمثلة على تعقبات المفسرين
بعضهم في فهم الشواهد الشعري أو شرحهاء أو إعرابها كثيرة“ .
تغليط المفسرين للشعراء :
وهناك من المفسرين من يرد بعض ما ورد من اللغة في الشواهد
الشعرية» وهذا من باب تغليط الشاعر» ومن الأمثلة ما ذكره ٠ ابن عطية
في تفسير السَّلوى في قوله تعالى: #وظللتا عَم الَْمَامْ وراد رت لك
لْمَنّ وَالسَلوى # [البقرة: 1017]ء حيث قال: «والسلوى طيرء بإجماع من
المفسّرينٌ. . . وقد غلط الهذليي» فقال:
وَقَاسَمَهَاباشعَهُْداً لأنثم لذ مِنَ الْتَلْوَى إِذَا ما نشور“
ظنّ السّلوى العسل)”"'. ولان الشّورَ لا يكونُ إلا للعسلء غلَّطه
ا د
)01( شرحه الطبرسي في مجمع البيان في تفسير القرآن ۲ » حيث ذكر البيت» ثم قال:
يعني الشاكينَ في درورهاء لطول سيرهاء وقيل: المستخرجينّ ما عندها.
)۲( 00 الوجيز ۲۱/۱ -77. (۳) الجامع لأحكام القرآن EN
_ T/T انظر: تفسير الطبري (شاكر) ۲۰/۱ ۲| ۲° ۳۱ 412/۲(« ل )5(
616/4 AAV AVY VIN ToT همير CEA CV / o0 AVI / E TAS
- TINT ه55كء VEEAAIT EEO LEEAY CTYTE/IY IAA/NY علق
١55/١5 وغيرهاء المحرر الوجیز ۱۹۹/۳ ۹۹ء ۲۲۳/٠٣١ ۵۱۹/۱۳ ۰
ITTY ° NYT/1° AT ATT _ To f coo
(5) هو أبو ذؤيب الهذلي» وبعضهم ينسبه لخالد بن زهير الهذلي كالطبري» وهو ابن
أخت أبي ذؤيب.
(0) نشورها: نأخذهاء والشّورٌُ: أخذ العسل من موضعها. انظر: ديوان الهذليين .٠١۸/١
(۷) المحرر الوجيز ."٠٦/١
منهج المفسرين في شرح الشاهد الشعري وبيان دلالته على المعنى 1لماه
ابن عطية فى ذهابه بالسَّلوى إلى العَسَلِء وهذا من تخطئة العلماء
للشعراء» وهو مذهبٌ لبعض اللُغوبين» وقد صنت فيه المرزباني كتابه
«الموشح في مآخذ العلماء على الشعراء»ء وذكر أمثلة كثيرة لتعقبات
العلماء للشعراء.
وقال الزجاج: «أخطاً خالد» إِنْما السّلوى طائرٌ» وقال الفارسي
برد على الزجاج : السَّلوى كل ما سلاك وقيل للعسل : سلوی لاله
سلیك بحلاوتوه وتأتيه عن غَيْرِهِ ِمّا تَلحقُك فيه مَوْنةُ الطبخ وغيرِ من
أنواع الصناعة)7' .
وقد رد القرطبيئٌ على ابن عطية في تخطتته للشاعر فقال: «ما اذعاه
من الإجماع لا يصح» وقد قال الموَّرّجٌ”' أحد علماء اللغة والتفسير إنه
الْعَسَلء واستدل ببيت الهذلي وذكر أنه كذلكٌ بلغة كنانة» سمُی به لآنه
يُسَلَى به ومنه عَيّنُ السّلوان» وأنشد : |
لو أشربٌ السَّلوانَ ما سَلَيْتُ ماب غِنَّى عنك وإنْ ُبث"
وقال الجوهري: والسّلوى العَسَل'*'. وذكر بيت الهذلي :
ا الد من التّلوى إذا ما تَشورها
ول يذكر غَلّط))© .
وربما رد ابن عطية تخطئة بعض العلماء للشعراء» ومن الأمثلة على
ذلك قوله: «وأيضاً فإن البحر الفرات كله ينصب في البحر الأجاج»
فيجيء الإخراج منهما جميعاً. قال القاضي أبو محمد: وقد خطئ أبو
ذؤيب في قوله في صفة الجوهر: .
)١( المحرر الوجيز (قطر) ٠٤0۹/١ وانظر: معاني القرآن وإعرابه.
(۲) هو مؤرج بن عمر السدوسي البصري» أحد أعيان أصحاب الخليل بن أحمد» توفي
سنة 96١ه. انظر: بغية الوعاة .7١6/7
(۳) للعجاج كما في ديوانه )٤( .4٠5 انظر: الصحاح 81/5 .
(0) الجامع لأحكام القرآن ٤١۷/١ -508.
۰ الشاهر الشعري فى تفسير القرآن الكريم
فَجاءَ بهاماشِئت ين لَطْمِيِّةٍ يدوم القُراتٌ وھا وَيمو
وليس ذلك بخطأ على ما ذكرنا من تأويل هذه الفرقة».
الاضطراب في شرح الشاهد الشعري عند المفسر الواحد:
قد يُختلف شرح المفسر للشاهدٍ الشعري في موضعين مختلفين.
ومن أمثلة ذلك أن الطبري عند تفسيره قوله تعالى: لت عَذَابهَا كن
غرامًا # [الفرقان: 65] قال في تفسير الغرام: «(إن عذاب جهنم كان غراماً
ملحا دائما ملازما غير مفارق من عذب به من الكفار» ومهلكا له» ومنه
قولهم: رجل مغرم» من الغرم والدين» ومنه قيل للرجل المولع بالنساء إنه
لمغرم بالنساء» وفلان مغرم بفلان إذا لم يصبر عنه» ومنه قول الأعشى :
إن مْعَاقِبٍ يكن غراماوإِنْ يُعْطٍججزيلاً فإِنَّهُلايُبَالي'"
يقول: إن يعاقب يكن عقابه عقاباً لازماًء لا يفارقه صاحبه» مهلكا
لہ“
في حين قال عند تفسيره لقوله تعالى : إا لَمُعْرمُونَ (3©» [الواقعة:
5 في تفسير الغرام أيضاً: «وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قول من
قال: معناه: إنا لمعذبونء وذلك أن الغرام عند العرب: العذاب» ومنه
قول الأعشى :
إْمْمَاقِبٍيكنغرماً وإِذْيْمْطٍ ججَزيلاًفإِنّهُ لايُبَالي
يعني بقوله: يكن غراماً: يكن عذاباً»”.
ففسّر الغرامٌ في البيت في المرة الأولى بالملازمة» وفي الثانية
.07 ديوانه ۰٥۷ انظر: ديوان الهذليين )١(
(۲) المحرر الوجيز .١٦۳/١۳ (۳) انظر: ديوانه 04.
.٠٠۲/۲۲ تفسير الطبري (هجر) ۱۷/ 254940 وانظر: )٤(
(5) تفسير الطبري (الحلبي) ٠٠١ ١44/717 هذا الموضع ساقط من نسختي من الطبري
طبعة دار هجر .
منهج المفسرين في شرح الشاهد الشعري وبيان دلا لته على المعنى 6ه أ
بالعذاب . وليس بين التفسيرين تعارض› فالغرام هو العذاب الملازم»
وقد اقتصر الطبري في الموضع الثاني على تفسيره بالعذاب دون تقييده
بالملازم» فكان ظاهر هذا ما يشبه أن يكون اختلافا في شرح الشاهد.
وقد قُسّرَ الغرامُ في اللغة بأنه العذاب الملازم» وأنَّ مادة «غَرِمَ» أصل
صحيح يدل على ملازمة ومُلارٌة1'' . وقد سبق أبو عبيدة إلى الاستشهاد
بهذا الشاهد وشرحه بأنه بمعنى الهلاك . والعذاب سبب للهلاك.
أنواع شروح الشاهد الشعري :
يعتمد شرح المفسر للشاهد الشعري على نوع المسألة التي ورد فيها
الشاهد الشعري» فإن كانت مسألة لغوية معجمية فإنه يشرح الشاهد
الشعري شرحاً معجمياً وإن كانت مسألاة نحوية فإنه يشرح الشاهد
شرحاً نحويأً» وهكذا. وبناء على قسمت أنواع الشروح للشاهد الشعري
إلى الأقسام الآتية :
أولاً: الشرح اللغوي:
ومن الأمثلة قول الطبري: «وهو مصدرٌ من قول القائل: رابني
الشيءُ يريبني ريا . ومن ذلك قول ساعدة بن جؤية الهذْلي :
فقالوا: ترکتا القَوم قَدْ حَصِرُوا بو فَلارَيْبَ ان فد كان تم ج“
ويّروى: حَصَروا وحَصِروا والفتح أكثرء والكسر جائرٌ. يعني
بقوله: «حَصّروا بها أطافوا به» ويعني بقوله: «لا ريب فيه» لا شك فيه .
وبقوله : «أنْ قد كان ثم لْجِيما يعني قتيلاً: يقال : قد لحم إذا قر“ .
وقال الزمخشري : «وقرأ اللأشهب العقيلى (بعد إموِ) بكسر الهمزة»
والإمة النعمة. قال عدي :
.57 7/١ انظر: مجاز القرآن )۲( .٤۱۹/٤ انظر: مقاييس اللغة )١(
.۲۲۹/۱ انظر: ديوان الهذليين ۲۳۲/۱. (5») تفسير الطبري (شاكر) )۳(
XC (لشاهر الشري في تفسير القرآن الكريم
و 5 2 و 0 و(١)
ثم بعةالقلاح والملك والامة وارنهم مناك البو
أي: بعد ما أنعم عليه بالنجاة» . والأمثلة على ذلك كثيرة”” .
ثانياً: الشرح النحوي:
ومن الأمثلة على ذلك قول الطبري: «وإذ كان ذلك معنى الكلام»
فمعلوم أن قوله: مم بكم عى [البقرة: 18] يأتيه الرفع من وجهين»
والنصب من وجهين:
فأما أحد وجهي الرفع» فعلى الاستئناف» لما فيه من الذم. وقد
تفعل العرب ذلك في المدح والذم فتنصب وترفع. وإن كان خبراً عن
معرفة» كما قال الشاعر:
لايَبْعْدَنْ قومي الذينَ هم مم المداوآقة الجزر
التَازِلينَ بِكُلَمُعتَرَكٍ والطّيبِيِنَمَعَاقذ : الأ
فيروى : النازلون» والنازلين» وكذلك الطيبون والطيبين على ما
وصفت من المدح».
ومن الأمثلة كذلك قول الطبري: ١...فقال بعضهم: إنما أراد الله
جل ثناؤه بقوله: تھی الججارز أو سد شو [البقرة: ]۷٤ اللإبهام على
مَنْ خاطبه» فهو عالم 4 ذلك كان... كما قال أبو الأسود الدؤلي:
أَحِبُمُحتَّداَحْبَاشَدِيداً ١ وع اسا وحن رالو
فَإِنْيَكحْبهُمرْشْدَاأَصِبْهُ ولستٌ بمُخطي إِنْ كان قي“
قالوا: ولا شك أن أبا الأسود لم يكن شاكاً في أن حب من سمى
رشدء ولكنه أبهم على من خاطبه به. وقد ذكر عن أبي الأسود أنه لما
)١( لعدي بن زيد العبادي من قصيدته المشهورة. انظر:
.)۷٥١/۲ الكشاف )۲(
(۳) انظر: تفسير الطبري (شاكر) .٤۷۷ - ٤۷1/۲
() تفسير الطبري (شاكر) ۲۹". (9) انظر: ديواته .۱٥۲
منهج المفسرين في شرح الشاهد الشعري وبيان دلا لته على المعنى لازاه |
قال هذه الأبيات قيل له: شككتّ؟ فقال: كلا والله! ثم انترّعَ
بقول الله وِْك: اوا أو إِيَاكُمْ لعل هُدّى أو في صل مب4 [سبأ: 4؟]
فقال: أَوَ كان شاكاً مَنْ أخبرٌَ بهذا في الهادي من الضلال؟)20' .
وقال الطبري: «وأما على قراءة من قرأه: بل ادارك» بكسر اللام
وتشديد الدال» فالقول الذي ذكرنا عن مجاهد» وهو أن يكون معنى بل :
أم» والعرب تضع أم موضع بل» وموضع بل أم» إذا كان في أول الكلام
استفهام» كما قال الشاعر:
فوالله ما أدري أسلمى تَغْرَّلَتْ ام النوم آم كل إلى حبيبٌ
يعني بذلك: بل کل إلى بی .
ومن الأمثلة عند ابن عطية قوله تعقيباً على رواية ابن جني لقول
أبي النجم :
قد أَضْبحث أمٌ الخِبَارٍ تَدَعِي ملي دَنبَاً كُلَهُلَمْ أ“
برفع «كُل». قال: «وهكذا الرواية» وبها يتم المعنى الصحيح؛ لأنه
أراد التبرؤ من جميع الذنوب» ولو نصبّ «كُل» لكان ظاهرٌ قوله آنه صَنَمَ
بعضّه. وهذا هو حذف الضمير من الخبر وهو قبيح. التقدير: يبغونه ولم
أصنعه» وإنما يحذف الضمير كثيراً من الصلة... ويحذف أقل من ذلك
من الصفة» وحذفه من الخبر قبيح كما جاء في بيت أبي النجم, ويتجه
بيته بوجهين ٠
أحدهما: أنه ليس في صدر قوله ألف استفهام يطلب الفعل كما
هي في قوله تعالى: #أَفَحَكْم4 [المائدة: .]٠١
والثاني: أن في البيت عوضاً من الهاء المحذوفة» وذلك حرف
.۲۳۹ 770/7 تفسير الطبري (شاكر) )١(
.٠٠۹/۱۱ وانظر تفسير الطبري (شاكر) ٠٠/۱۷ (؟) تفسير الطبري (هجر)
.١6 فر انظر : ديوانه
(لشاهر (الشعري في تفسير القرآن الكريم
١ i ملل ٍٍ77ا77جر ددرا س2 للئشئب77ب0ب0ب227ّ
الإطلاق» أعني الياء في أصنع»“.
ثالثاً: الشرح الأدبي:
وأعني به النظر إلى الشاهد الشعري نظرة أدبية نقدية» يبدي فيها
المفسر رأيه فى جمال البيت من حيث المعنى» أو من حيث اللفظ» على
عادة نقاد الشعر. وتجد لذلك أمثلة في كتب التفسير» على أن المفسرين
لم ينظروا إلى الشاهد الشعري نظرة فنية في كتب التفسير» ولم يكن ذلك
من أغراضهمء وإنما نظروا للشاهد الشعري على أنه حجة يحتج بها في
اللغة ونحوهاء ووسيلة ضرورية لغاية أسمى وهي فهم معاني القرآن
وتفسيرها. بل إن أكثر علماء اللغة كان اهتمامهم بالشعر للمحافظة على
ثبات اللغة» والاستعانة به في فهم القرآن» والاحجاج له. فكانت الغاية
دينية في حركة جمع الشعر وشرحه.
ومن ذلك قول ابن عطية: «قول الشاعد”":
ليس مَنْ ماتَ فاستراح بِمَيْتِ إِنَمَاالمَبْتُمَيَتٌ الأحياء
استراح من الراحة» وقيل: من الرائحة... وأمًا قول الشاعد””':
إِذَامَامَاتَ مَيْسَمِنْ تميم فَسَرَّكَ أن يعيش فُجىغ بِراو
فالأبلغٌ في الهجاء أَنْ يريد المي حقيقةًٌ» وقد ذهب بعص الناس
إلى أنه أراد مَنْ شارف الموت» والأولٌ أشعرٌ»". وأضاف في موضع
آخر شرحاً لهذا الشاهد فقال: «وقد تأول قومٌ «استراح» في هذا البيت
.١75 /0 المحرر الوجيز )١(
(0) انظر: جهود الطبري في دراسة الشواهد الشعرية للمالكي ۱۸ - .٠۹
() هو عدي بن الرعلاء الغساني. (:) الأصمعيات .٠١١
(ه) هو يزيد بن الصعق الكلابي كما في معجم الشعراء للمرزباني ٤۸٠ وقيل لأبي
مهوش الفقعسي كما في حواشي الكامل .574/١
(5) البيان والتبيين ۰۱۹۰/۱ الكامل ١/4؟7.
(۷) المحرر الوجيز .٤۸/۲
منهج المفسرين في شرح الشاهد الشعري وبيان دلالته على المعنى ___ | و )ن
بمعنى : اكتسبَ رائحة؛ إذ قائلهُ جاهلىٌ» لا يرى في الموت راحتة».
وفي هذا توظيف لمعرفته بعصر قائل الشعر ودينه في فهم الشاهد
الشعري وترجيح بعض معانيه على بعض» كما إن فيه دلالة على حسن
تذوقه للآأدب. وبراعته في ترجيح العبارات بحسب معانيهاء وهذا جزء
من عمل الناقد الأدبي.
ومن الأمثلة قول ابن عطية عند تفسير قوله تعالى: إن لك ألا ضوع
فا ولا ترف 2 وَأنَكَ لا تظمَوًا ہا وکا سی 9 آنه داك 9١ا]:
«وجعل الله تعالى الجوعَ في هذه الآية مع العّري» والظمأ مع الضحاءء
وكان عُرْفُ الكلام أن يكون الجوع مع الظمأ المتناسب» والعري مع
الضحاء؛ لأنها تتضادٌ إذ العُرى يمس بسببه البردٌ» والحَرٌّ يفعل ذلك
بالضاحي» وهذه الطريقة مهيع في كلام العرب» أن تُفرقٌ النْسَبَء
قول امرئ القيس:
ولم أَُسْبَأ الزّقْ الرّويّ ولم أَقُل لِخَيلي كُرّيْ كَرّةَ بعد جما
وقد ذهب بعضص الأدباء إلى أن بيتي امرئ القيس حافظة اتس
أن ركوت الخيل للصيدٍ وغيره من م الملاذ يُناسبُ تبطنّ الكاعب)”)
وقد ذكر المرزباني هذا التوجيه لأبيات امرئ القيس“.
ومن الأمثلة كذلك لإشارات المفسرين للجوانب الأدبية في شرح
الشاهد الشعري أن ابن عطية ذكر قول حسان بن ثابت ضيب :
لتا الجَمَنَاتُ العُّهُ لْمَعنَ بالضّحى وأَسيَافْنَا يَفُطْرنَ مِنْ تجدة وما
واستدل به على أن الجفنات هنا أتت للتكثير لا للتقليل فقال: «فلم
() المحرر الوجيز ٠.٠/١ (۲) انظر: ديوانه 06".
(۳) المحرر الوجيز )٤( .١١١/١١ انظر: الموشح 78.
)2 انظر: ديوانه .
يبه ______________«الشاصر اشم في تفسيرالشرآن الكريم
يرد إلا كثرة الجفان» ثم علق تعليقاً أدبياً على البيت فقال: «وتأمل نقد
الأعشى في هذا البيت'2. وهو يقصد نقد النابغة الذبياني لا الأعشى›
فقد رُويَ عن أبي عمرو بن العلاءِ قال: كان النابغة الذبيانيئ تُضربٌ له
َب من ادم بسوق عكاظ فتأتيه الشعراء تعرض عليه أشعارهاء فأتاه
الأعشى فأنشدهٌ أَوّل من أنشدّء ثُمّ أنشدهٌ حسَان:
لنا الجَمّناتُ الغُرٌ يلمعن بالضّحى2 وأسيائٌّنا يقطرن من نجدة دما
ولدنا بى العنقاءِ وابئئ محرّق فأكرمُ بنا خَالاً وأكرمْ نّا ابنمَا
قال النابغةٌ: أنت شاعرٌء ولكنّك أَقَلَّلْتَ جِمَائَكَ وسيوفّك» وفَحَرتَ
بِمَن ولدتٌ ولم تفخرٌ بمّن وَلدك». وهذه القصة يذكرها كثير من
المفسرين والنقاد على أنها من أوائل النظرات النقدية للشعر عند العرب»
وقد رَد هذه النقدات التي ذكرها النابغة عدد من العلماءء منهم ابن الأثير
فقد ذكر كلاماً طويلاً في تصويب قول حسان””"» وأشار ابن أبي
الإصبع“ إلى أن «النابغةً إِنّما عاب على حسان ترك المبالغة» والقصة
مشهورة» والصوات مع حسان» وان روي عنه انقطاعه في يد النابغة)*' .
وأطال البغدادي في شرح هذا البيت» وجمع أقوال النقاد فيه بما لا مزيد
عليه» وخلاصته تصويب قول حسان ورد كلام النابغة في نقده للبيت›
لأن العبرة بالجمع دون كونه كثرة أو قلة» ولأنه قد ورد وزن جموع القلة
في القرآن والشعر مراداً به الكثرة» فسقط الاعتراض"'''.
." المصون فى الأدب للعسكري )۲( .١57 7/١ المحرر الوجيز )١(
(۳) انظر: المثل السائر ۳۰۸/۲ ٠ .۳٠۹
ء)ه٦٥٤ 586( هو زكي الدين عبد العظيم بن عبد الواحد بن ظافر المصريء )٤(
اشتغل بالبلاغة والكتابة وبرز فيها. من كتبه تحرير التحبيرء وبديع القرآن. انظر:
.6١٠ مقدمة تحرير التحبير للمحقق
(0) تحرير التحبير فى صناعة الشعر والنثر وبيان إعجاز القرآن .٠٤۸
.- ۸ انظر: خزانة الأدب )١(
منهج المفسرين شي شرح الشاهد الشعري وبيان دلالته على المعنى___ | ١ ٢ن
ويؤيد قول ابن عطية في فهمه لبيت حسان قول ابن الأنباري
(ت۳۲۸) في معنى بيت حسان: «فالجَمَناتٌ ههنا معناها الكثرة؛ لأنه لم
يرد أن لنا جفناتٍ قليلة» لأنه لو أراد ذلك لم يكن مبالغاً في المدح)”")
رابعاً: الشرح البلاغي:
من أنواع شروح الشاهد الشعري عند المفسرين الشرح البلاغي
للشعرء وذلك إذا ورد فى سياق بيان بلاغة الآيات المفسرة» وتضمنها
لصورة بلاغية. فيأتي المفسر بشواهد من الشعر تؤيد ما ذهب إليه في
تفسير الآية» ويشرحها شرحا يوضح بلاغتها .
وقد تعرض المفسرون لكثير من الفنون البلاغية في شروحهم
للشواهد الشعرية كا لاستعارة والتشبيه والكناية ونحوها ممأ هو مشروح في
في تفسيره كثير من الشروح البلاغية» غير أنه في التعبير عن الفنون
البلاغية لم يلتزم بتسميتها بمسمياتها التي استقر عليها الاصطلاح بعده
لتقدمه» وأما الزمخشري فقد غلبت شواهد البلاغة فى تفسيره على غيرها
لعنايته بالبلاغة في تفسيره» وابن عطية له عناية بذلك مع إقلاله منهاء
وأما القرطبي فقد نقل معظم شواهد البلاغة وشرح الكثير منها بمثل ما
شرحه المتقدمون من أهل التفسير والبلاغة على حد سواء. وفيما يلى
بعض الأمثلة التى تدل على ما تقدمت الإشارة إليه.
١ من الأمثلة ما أورده الطبري من الشواهد عند تفسيره لقوله
تعالي: لو ين جاو كنا يد ينه الأنهلا َر ينها ما بق ي
ِنَهُ الما وَإِنَّ نا كما يبيل مد ن عة ا [البقرة: ]۷٤ حيث فسرها أولاً
بقوله : «يعنى بذلك جل ثناؤه: وإن من الحجارة لما يهبط؛ أي : يتردى
من رأس الجبل إلى الأرض والسفح› من خوف الله وخشيته»”''. ثم ذكر
.۲۳۹ /۲ تفسير الطبري (شاكر) )۲( .۲٠۳/۱ المذكر والمؤنث )١(
قول من ذهب إلى أن الهبوط في الآية ليس على حقيقته» وإنما هو
صرب من المجازء فقال: «وقال آخرون: يهبط من خشية الله كقوله:
#جدارًا بريد أن يقس [الكهف: ۷۷] ولا إرادةً له. قالوا: وإنما أريد
بذلك أنه مِن عِطَلم أمر الله. يُرَى كأَنّهُ هابظ خاشمٌ من ذل خشية الله
كما قال زيد الخيل :
بِجَمْع تَضِلٌ البُلْقُ في حجراته ترى الأَكُمَ منه سُجّداً للحواف
وكما قال سويد بن أبي كاهل يصف عدواً له:
ساجد المِنْخَر لاا يرفعهة خاشع الطَرْفٍ أَصمَّ ال
يريد أنه ذليل» وكما قال جرير بن عطية:
لَمّا أنّى خَبَرْ الرسولٍ نَضَّعْضَعَتْ سور المدينة والجبال ال0
ثم يعرض رأي بعض المفسرين الذين حَملوا الآية على المَجاز
العقليّء فيقول: «وقال آخرون: معنى قوله: يبظ من َي أل
[البقرة: ]۷٤ أي : يوجب الخشية لغيره» بدلالته على صانعه» كما قيل :
ناقة تاجرة» إذا كانت من نجابتها وفراهتها تدعو الناس إلى الرغبة فيها
كما قال جرير بن عطية:
وأعورٌِنْ نبهانً نا نَهَارُهٌُ فأعمى وأتَالَيلهُ َبَصير”
فجعل الصفة لليل والنهارء وهو يريد بذلك صاحبه النبهاني الذي
يهجوه من أجل أنه فيه كانَ ما وصفه به“ . ثم يعقب الطبري على هذه
ر رك
.۲١١ سبق تخريجه. (۲) المفضليات )١(
رواية الديوان: )۳(
لما أتى حَبَرُ الرّبّير تَواضَعَتْ سُورٌ المدينة والجبال الحشع
.٩۱۳/۲ انظر: ديوانه
.757 /۲ تفسير الطبري (شاكر) )٤(
.۸۷۷ /۲ أي هو أعور بالنهار عن الخيرات» بصير بالليل بالسوءات. انظر: ديوانه )0(
.۲٤۳ 747/9 تفسير الطبري (شاكر) )1(
منهج المفسرين في شرح الشاهد الشعري وبيان دلالته على المعلى___ | ٣ ن
الأقوال فيقول: «وهذه الأقوال وإن كانت غير بعيدات المعنى مما تحتمله
الآية من التأويل» فن تأويل أهل التأويل من علماء السلف بخلافهاء فلم
نستجز صرف تأويل الآية إلى معنى منها)”' .
فالطبري لا يستبعد التفسير الذي ملت عليه الآية من المّجازء
لكنه لا يرى القول به لمخالفته لقول السلف» وقد نقل شواهد الشعر التي
استدل بها المفسرون وشرح بعضها شرحاً موجزاً.
١ - ومن الأمثلة على شرح المفسرين للشواهد الشعرية شرحا
بلاغياً ما ذكره الطبري عند تفسيره لقوله تعالى: لم دَعَوةُ َي ونين يَدَعُونَ
ين دونو لا يسْتَبونَ ھر بوه إلا كط كمه إلى الما للع فاه وما هو يله بكلغه- #
[الرعد: ]١5 حيث أشار إلى أن «العرب تضرب لمن سعى فيما لا يدركه
مثلاًء بالقابض على الماءء قال بعضه”":
نإئي واكم وشوقاً إليكمٌ كقابضٍمَاءِ لم تسقه أنايله'"
يعنى بذلك أنه ليس فى يده من ذلك إلا كما فى يد القابض على
الماء؛ لأن القابض على الماء لا شيء في د وهذا أحد أنواع
التشبيه .
۳ - ومن الأمثلة ما ذكره الطبري عند تفسيره لقوله تعالى: #وأطيعوا
لَه ورسولم ولا برعو فشكلا وَذْهبَ رع 4 [الأنفال: ]4٦ حيث قال:
«وهذا مثل» يقال للرجل إذا كان مقبلاً عليه ما يحبه ويسر به: الريح
مقبلة عليه» يعني بذلك ما يحبه. ومن ذلك قول عَبِيْدِ بن الأبرص:
كما حَمَيناك يوم انف يِن شطب والفضل للقوم من ربح ومن عدو“
)١( تفسير الطبري (شاكر) .۲٤۳/۲ (؟) هو ضابئ بن الحارث البرجمي.
(۳) مجاز القرآن 2”71//١ خزانة الأدب ۲۳/۹".
)٤( تفسير الطبري (شاكر) 7/١5 ۳۹۹.
)٥( التّغف: أسفل الجبل» شطب : جبل في ديار بني أسدءع ضبطت طاؤه بالفتح والكسر.
انظر : ديوانه 84
5 7ه الشاهر (لشعري في تفسير القرآن الكريم
يعني من البأس والكثرة»'.
وقد ذهب المفسرون في تفسير هذه الآية مذهب الطبري مع
الاختلاف في التعبير» فقال الزمخشري: «الريح: الدولة» شبهت في نفوذ
أمرها وتمشيه بالريح وهبوبها»". وقال ابن عطية: «والجمهور على أن
الريح هنا مستعارة» والمراد بها النصر والقوة»”" .
وهذا يعود إلى عدم استقرار مصطلحات البلاغة على عهد الطبري
فسمى الاستعارة مَكَلاَّء بخلافها عند المتأخرين.
ومن ذلك قول الطبري عند تفسير قوله تعالى: #والقوا لك آل4
[النساء: 40] «والسَّلَمٌ هو الاستسلام» وإنما هذا مَكَلَء كما يقول الرجل
للرجل : أعطيتك قيادي ٠ وألقيت إليك خطامي. إذا استسلم له وانقاد
لأمره» وكذلك قوله: #وألتوا يكم أَلسَكَم4 إنما هو ألقوا إليكم قيادهم
واستسلموا لكم صلحاً منهم لكم وسلماًء ومن لسم قول الطرمّاح :
وذاكَ أنَّ تميماً عَادَرَتْ سَلَمَاً لأس كَل حَصَانِ وعثةٍ اللّبر
يعني بقوله: سلما » استسلاما» .
4 - ومن أمثلة ذلك قول الطبري: «وأما معنى التأويل في كلام
العرب فإنه التفسيرٌ والمرجع والمصيرٌ. وقد أنشد بعض الرواة بيت
الأعشى :
على أنّها انث تَاول حُبّها تاوُلَ ربعي السَّقَابٍ اصح“
(1) تفسير الطبري (شاكر) /١7١ هلاه .0۷٦
(۲) الكشاف .١١۲/۲ (۳) المحرر الوجيز ۸/ ۸۳.
(6) رواية الديوان: للأَزْدٍ گل كعاب وعثةٍ اللْبَد والكعاب: الفتاة التي كعب ثديهاء
ووعثة اللبد: لينة كثيرة اللحم» واللبد: جمع لِبّدة وهي باطن الفخذ. انظر: ديوانه
۳ ولم أر محقق الديوان قد التفت إلى رواية الطبري لمثل هذا البيت» حيث كان
الطبري من المتفردين بحفظ شعر الطرماح وشرحه. |
(5) تفسير الطبري (شاكر) ۲۳/۹ - .۲٤
(5) قال أبو عبيدة: أي تَفْسِيرٌ حُبها أنه كان صغيراً في قَلْبِهه فلم يَرَل يَنْيْتُ حى صار -
منهج المفسرين في شرح الشاهد الشعري وبيان دلالته على المعنى____ | ى )ن
وأصله من آل الشيءٌ إلى كذا إذا صَار إليه ورجعء يَؤُولُ أؤلاً
وأوَلنّه أنا صَيرْتّه إليه. . . ويعني بقوله: تأوُلُ حبْهَا: تَفسيرٌ خبّها ومرجعه.
وإنما يريد بذلك أن حبها كان صغيراً في قلبه» فآل من الصّعْرٍ إلى
العظمء فلم يزل ينبت حتى ضعَب فصار قديماً > كالسَّقُب الصغير الذي
لم یزل ب شب حتى أصحب فصار كيرا مثل أَمّه . وقد ينشد هذا البيت:
على أنّها كانث توابعٌ حُبّها توالي ربعي السقاب فأصْحًَا».
التأثير المتبادل بين المفسرين وشراح الشعر:
حرصاً على الحجة والدليل اللغوي» فإن المفسرين قد عنوا بالشعر
كما تكرر في أكثر من موضع في هذا البحث» ومثلهم شراح الشعرء فقد
كانوا من حرصهم على الحجة والدليل يستشهدون في شرحهم للشعر
وبيانهم لمعانيه بالقرآن الكريم في كل لفظة أو تركيب يكون له في القرآن
الكريم شا شاهد» ولو رحعت إلى فهارسٍ 5-7 الشعر ا المفضليات
للاستشهاه على تفسيرهم للشعر وهذا كله من احرص على الحجة
والدليل. ولذلك فإن هناك تأثيراً متبادلاً بين المفسرين وشراح الشعر في
المادة والمنهجء. وإن كان لكل منهما غايته» مع أن شراح الشعر قد
أشاروا في مقدمات شروحهم إلى أنهم لم يتكلفوا شرح الشعر إلا بغية
الاستعانة به في فهم کتاب الله ومعانىه» وسأضرب لذلك مثالا .
استشهد المفسرون عند تفسيرهم لقوله تعالى : لور الى جَعَلَ الل
بم
ولتار خِلْفَة لمن اراد 1 ڪر 4 [الفرقان: ؟5] بقول زهير:
= كبيراء كهذا السَّْبِ الصَّغيرٍ - وهو ولد النافة لم يرَلْ شب حتى صار كبيراً مثل امه
وصار له وَلَدٌ يَصْحَبْهُ. انظر: ديوانه 2157 مجاز القرآن ۸۷/١ الصاحبى 2١6
تهذيب اللغة .550/١6 ۰
,1١0 - 5١5/5 تفسير الطبري (شاكر) )١(
(۲) انظر: مقدمة جمهرة أشعار العرب للقرشي .
Kz الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
بها العَبِنُ وَالأَرآمُ يَمشينَ خِلمَةً لاوما يَنهَضنَ من کل مجم
فاستشهد به أبو عبيدة ولم يشرحه"' '» واستشهد به ابن قتيبة فقال
في شرحه: «الآرام: الظباء البيضء» والآرام: الأعلام» واحده: أرم؛
أي : إذا ذهب فوج الوحش جاء فوج»'.
واستشهد به الطبري فقال في شرحه : (يعني بقوله: يّمشينَ خلفة :
تذهب منها طائفةٌ» وتَخْلْفٌ مكائها طائفةٌ أخرى»ء وقد يُحتملٌ أنْ يكون
زُهير أراد بقوله: خلفة» مختلفاتٍ الألوانء وأنّها ضروبٌ في ألوانها
وهيئاتهاء ويُحتملّ أن يكون اراد انها تذهب في مَشيها كذاء وتجِيء
70
وأما شراح الشعرء فقال ثعلب في شرح هذا البيت: «وقوله: خلفة
إذا مضى فوج جاء آخرء وأصله إذا ذهب شيء خلف مكانه شيء آخرء
وإنما أراد أن الدار أقفرت حتى صار فيها ضروب من الوحش» ومنه قوله
تعالى: وهر لرِى جعل ل أَلتَّهَارَ َة [الفرقان: ؟5]» والخلفة:
اختلاف الألوان» والخلفة: أن ينبت الرطب في أصل اليابس)”*“.
وقال ابن الأنباري في شرح البيت: «قال يعقوب في قوله: خلفة:
معناه إذا مضى فوج جاء فوج آخرء واصله إذا ذهب شيء خلفه مكانه
شىء آخرء وإنما أراد أن الدار أقفرت حتى صار فيها ضروب من
الوحش. قال ابن الأنباري: الدليل على صحة هذا عندي قول الله كك :
#وهو الى جعل الل وَالئّهَارَ َة معناه أن أحدهما يخلف الآخرء من
فاتته صلاة الليل صلاها بالنهار. . . وحكى يعقوب عن بعض أهل اللغة
أنه قال: خلفة معناه مختلفةء يريد أنها تردد في كل وجه» وقال أبو
جعفر : معناه فی أمن وخصب )7 .
)١( انظر: مجاز القرآن ؟/ ۸۰. (۲) غریب القرآن ."9١6 ١5
(9) تفسير الطبري (هجر) )٤( .٤۸۸/۱۷ شرح ديوان زهير بن أبي سلمى 5.
.۲٤٠١ 188 شرح القصائد السبع الطوال )٥(
وقال أبو جعفر النحاس: «ومعنى خلفة: فوج بعد فوح» هذا قول
الأصمعيء وقال الله كك : لوه الَذِى جعل أل وهار خِلْفَة4 [الفرقان:
١ وقال غير الأصمعي: معنى خلفة: أن هذه مقبلة وهذه مدبرة» وهذه
صاعدة» وهذه نازلة» وخلفة: في موضع الحال بمعنى مختلفات)' ,
وبمثل ذلك شرحها التبريزي”"
فالذين شرحوا البيت من المفسرين ومن شراح الشعر كانوا يأخذون
عن بعضهم› وكُلْهم يعول على الأصمعي وطبقته كما صرح النحاس.
والطبري مُتأثرٌ بمّا شرح به ثعلبٌ اللفظة لأنه شيخه الذي أخذ عنه
الشعرّء ومثله ابن الأنباري. فالمفسرون يستشهدون ببيت زهير» وشراح
بيت زهير يستشهدون بالاية الكريمة» فكلهم يدور في ميدان واحد»
ويبحثون في حقل متقارب لخدمة القرآن والتفسير واللغة. ولو تصفحت
صنيع شراح الشعر لوجدت مصداق ذلك .
(۲) انظر: شرح القصائد العشر .٠١١
69 انظر: شرح أبى عبيدة وغيره لديوان المتلمس 1A1 _ كملا شرح ابن السكيت
لديوان الحطيعة ۳۰ ۲٤١ 2567 شرح الحماسة للتبريزي .5١5 /5 TV1
المبحث الرابع
منهج المفسرين ق توتيق الشاهد الشعري
التوثيق مصدرٌ للفعل وَثَّقَ بالتشديدء يقال: ونمَّه تؤثيقاً فهو موَنّقٌ:
كمه وإنه لموئّق الخلق؛ أي: مُحْكمّه. ويقال: وَيْق به ثقة؛ أي :
امتَمَئّها''. وأصل مادة وَئْقَ) يدل على العَمَد والإحكام”''.
والمراد بتوثيق الشاهدٍ إحكامٌ نسبتو» سواءً كانت هذه النسبة لقائله
أو قبيلته أو راويه» أو من أنشده من المتقدمين» وتوثيق الشاهد لدى
المعاصرينَ إحكامٌ وروده عند المُتقدمين منسوباً لشاعر أو قبيلة”" .
وقد عى المتقدمون من المفسرين وعلماء اللغة بنسبة الشعر إلى
قائليه عند الاستشهاد به على مسائل اللغة والتفسير؛ إذ البيت المجهول
القائل تضعف مرتبته عن المنسوب إلى قائله» ومع هذا لا تخلو كتب
اللغة والتفسير من الأبيات المجهولة القائل» وقد وقع كثير من المؤلفين
في الوهم في نسبة الشواهد الشعرية» فنسبوها لغير قائليهاء وممن رأيته
شدد في ذلك الإمام الصّغاني حيث أشار إلى وهم كبار علماء أهل اللغة
فى نسبة شواهد الشعر فقال عن الأزهري : «وهذا أبو منصور الأزهري
شيخ عهده وزمانه» وإمام عصره وأوانه» والمشار إليه في كثرة النْقَلِء
والمضروب إليه أكباد الإبل» أنشد في «كلل»““ للعجاج :
حتى يَخُلُونَ الرُّبى كلا“
(1) انظر: تاج العروس (وثق). (؟) انظر: مقايبس اللغة /٦ 86.
(*) انظر: المعجم الوسيط .٠١١5- 5١١١ (58) انظر: تهذيب اللغة .50١/9
(5) انظر: دیوانه ۱۲۲.
وهو لرؤبة لا للعجاج. والرواية ١قوماً يحلون)». وأنشد في «رك
ض» لرؤبة :
واس »2 + (N)
والنسرٌ قد يركض وهى هاف
وهو للعجاج لا لرؤبة .
وأنشد في «ك د س»" لعبيد:
. : و 2 . 0 11 ه(9؟)
وهو لمهلهل لا لعبيد»””'.
وأخذ على الجوهري وهمه في نسبة شاهد من الشعر لابن مقبل
أوقعه فى الخطأ فى تقرير المادة اللغوية فقال: «وأما أبو نصر إسماعيل بن
حماد الجوهري» الذي تخر له جباه أهل الفضل» وحكم له بحيازة السبق
والنصل» فإنه قال في تركيب (س ع ب)» قال ابن مقبل :
يعلونَ بالمردقوش الور ضاحية على سّعابِيبٍ ماءِ الضالة اللجز
ثم قال: «أراد اللزج فَقَلبّه. وذكر في فصل اللام من باب الزاي:
اللّجر قَلْبٍ اللزج» وأنشد البيت. فلو كان هذا المقبل اطلع على
ديوان شعر ابن مقبل لعلم أنه ليست له قصيدة زائية وأنها نونية» وأول
القصيدة :
.مم N u ِ وه ده مي (VW
قد فرّق الدهر بين الحيّ بالظعَنٍ وبِينَ أهواء شرب يوم ذي يمن
وقبل البيت الذي ذكره:
بشني أعناق أَدْم يَحْمَلينَ بها حب الأراكوحَبٌٍ الضّالٍ مِنْ دنن
يعلون .
010 انظر: تهذيب اللغة .59/١١ (۲( انظر: نهذيب اللغة .55/٠١١
(۳) البيت لمهلهل» انظر: ديوانه ۳۷. )٤( العباب الزاخر واللباب القاخر 5".
(5) انظر: الصحاح .٠٤١/١ (5) انظر: الصحاح 641/7.
(۷) ديوان ابن مقبل ۳۰۱.
or | الشاهر (الشعري في تفسير القرآن الكريم
فقد أخطأ في اللغة حيث قال: اللجزء وفي الإنشاد حيث جعل
القافية النونية زائية"''. ثم ذكر ما وهم في نسبته ابن السكيت في
الإصلاح المنطق»» وأحمد بن فارس في كتابيه «المجمل» و«الصاحبي» .
وقد اتبع المفسرون في نسبة الشاهد الشعري طرقا متعددة» تهدف
إلى التوثق من صححته» وصحة الاحتجاج به» وحتى لا يدخل الخلل في
الاستشهاد بالشعر في كتب التفسير فقد نص المفسرون على شروط لا بد
من توافرها في شواهد التفسير» حتى تكون محل ثقةٍ وقبول» وسَأَبَينُ في
هذا المبحثٍ تلك الشروطء ثم أبين بعد ذلك المنهج الذي اتبعه
المفسرون في توثيق الشاهد الشعري» مورداً على كل ذلك أمثلة متعددة
من كتب التفسير مع إيثار الاختصار.
شروط قبول الشاهد الشعرى :
تقدم في مبحث «الشاهد الشعري المحتج به ذكرٌ الشروط التي
وضعها العلماء الذين جمعوا لغة العرب» وتبين أن المفسرين قد التزموا
بهذه الشروط في كتب التفسير»ء ولم يخرجوا عنها خروجا ظاهرا يستحق
أن يفرد بالدراسة والبحث» وذكرت هناك ما صنعه الزمخشري من
عليه فى الاستشهاد بأشعار المحدثين من الشعراء. |
غير أن المفسرين في كتب التفسير أشاروا في بعض المواضع إلى
شروط خاصة يجب أن يتصف بها الشاهد الشعري المحتج به في تفسير
القرآن الكريم» وبيان معانيه. وسأشير هنا إلى هذه الشروط مع ذكر من
قال بها من المفسرين» وبيان أثر كل شرط على الاستشهاد بالشعر» وهذه
الشروط هي :
2930 العباب الزاخر 1 ۳
(Y) انظر: مبحث الشاهد الشعري المحتج به ص ۸۲ من هذا البحث .
منهج المفسرين في توثيق الشاهد الشعري لان
١ - أن بكون القائل مِمّن يُحتج بشعره:
وهؤلاء هم شعراء الجاهلية والمخضرمون الذين أدركوا الإسلام
وشعراء الإسلام كجرير والفرزدق» والوقوف حيث وقف العلماء عند آخر
من يُحتجٌّ به من الشعراء وهو إبراهيم بن هرمة القرشي المتوفى سنة
65ه. على قول أكثر العلماء. ولا يحتج بمَن بعدهم من الشعراء
المولّدين كما تقدم تفصيل ذلك »› وإن خالف في ذلك الرمخشري وغيره.
وهذا من أهم شروط قبول الشاهد» فإذا ثبتت نسبته لشاعر يحتج بشعره»
اطمأن المفسرون إليه» واعتمدوه فى التفسير. وقد طبق المفسرون هذا
الشرط في شواهدهم اللغوية والنحوية» ولم يستشهدوا بشاهد من الشعر
على سبيل الاستقلال لغير من ينطبق عليه هذا الشرطء إلا الزمخشري
كما تقدم في مسألة واحدة.
۲ - شهرة الشاهد وذيوعه بين العلماء:
بان يكون من الشواهد المعروفة عند أهل العلم بالشعر: > ولذلك
نص العلماء على أنهم لا يعتمدون إلا على شواهد أشعار العرب
المعروفة لفصحاء شعرائهاء التي احتج بها أهل المعرفة المؤتمنون
عليها" ولذلك فلا يُحتج بالشاهدٍ الشاذّ الذي انفردَ به من لا يوثق
بنقله. وقد كان أهل العلم يشترطون صحة الشواهدء في أقل من تفسير
القرآن كمعرفة أحوال العرب قبل الإسلام ونحو ذلك» ولذلك عندما
اختلف الجاحظ مع أحدهم حول بيت من الشعر لم يعرف قائله يثبت
ينفيه الجاحظ من بعض عادات العرب فقال الجاحظ: «فإن اتهمت حبر
أبي إسحاق - بأن البيت مصنوع فسَمٌ الشاعرّء وهات القصيدة؛ فإنه لا
يقبل في مثل هذا إلا بيت صحيح الجوهر» من قصيدة صحيحة» لشاعر
معروف» وإلا فان كل مَن يقول الشعرٌ يستطيعٌ أن يقولّ مسين بيتاًء كل
.5/١ انظر: تهذيب اللغة )١(
o الشاهر الشعري فى تفسير القرآن الكريم
بيت منها أجوذ من هذا البيت»'.
وقد رد المفسرون شواهد من هذا القبيل لعدم معرفة العلماء لهاء
نأني النساء على أَطهارمِنَ ولا نأني النساء إذا أكبَرنَ إكبارًا"
فقد استدل به من يقول: إن معنى : فما رأ راه 20 [يوسف: )]”١
أي: لما رأيته حِضّنَ» غير أن المفسرين ردوا هذا الاستدلال» وطعنوا
في الشاهد الشعري» قال الطبري: «وقد زعم بعض الرواة أن بعض
الناس أنشده فى أَكْبَرنَ بمعنى حِضّنّ بيتا لا أحسب أن له أصلا؛ لأنه
ليس بالمعروف عند الرواة وذلك:
ٍِ ًٍ 3 2 ال 0 .
نأني النّساء على أَطهارِمِن ولا نأني النّساء إذا أَكْبَرنَ إكبارًا
وزعم أَنَّ معناه: إذا جضن . كما رده أيضاً ابن عطية وقال فيه:
(اوالبيت مصنوع مختلق ؛ » كذلك قال الطبري وغيره من المحققين» . كما
رده اهل الشعر والأدب. وإن كان الزمخشري قد حكى هذا القولء
2
ولم بر ده .
وقد سبق أن رد هذا التفسير أبو عبيدة مع سعة معرفته بشعر العرب
ره تم كسم ویر ق چ وسارءر 3
فقال: 980 | بريه # : احللنه واعظمنه. ومن زعم أن ار : حضن›
¢ ۶ مس A | الم
فمن أينَ؟ وإنما وقع عليه الفعل ذلك لو قال: أكبرن» وليس في كلام
العرب أكبرن: حضن»" . وقال ابن منظور عن هذا التفسير: «وهذا
)١( الحيوان 178/5؟. (؟) لم أعثر على قائله.
(۳) تفسير الطبري (شاكر) 75/١5 - ۷۷. (:) المحرر الوجيز ,.19١/8
)20 قال الحاتمي في رَد على المتنبي تفسيْره لمعنى كر في قوله تعالى : ما ر راه
أ [يوسف: ۱ بِأَنّهُ بمعنى : حصن استحساناً له: الم بقل هلم أَحَدٌ من
مُحصّلي أهل العلم ولا شَّهِدَ به ثقةٌ وإذّما رُوي بيت شاذً لم يُنسَّب إلى أحلٍ. ثم
ذكر البيت». الرسالة الموضحة .١١
(5) انظر: الكشاف ؟450/7. (۷) مجاز القرآن ۰۹/۱.
منهج المفسرين في توثيق الشاهد الشعري o۳
القول ليس بمعروف في اللغة)”"' .
وقد حاول الأزهري توجيه هذا التفسيرء فقال: «وأما 3 الله ان جل
وعز: #فما ينه أَمرَ4 [يوسف: ]"١ فأكثر المفسرين يقولون:
وروی عن مجاهد أنه قال: أكبرنه: حضن» وليس ذلك ال
اللغة. . قلتُ: وإن صحت هذه اللفظة بمعنى الحيض فلها مخ
حَسَنٌ ع وذلك أن المرأة إذا حاضت أولَ ما تحيض فقد خرجت من حد
الصغر إلى حد الكبر. فقيل لها: أكبّرث أي: حاضت فدخلت في حدٌ
الكبر الموجب عليها الأمر والنهي. . . إلا أن هاء الكناية في قول الله :
فما راه به ار ينفي هذا المعنى» فالصحيحٌ أَنَهْنَّ لَمّا رأينَ يوست
راعهن جما فاعظمكَهُ») .
ورد ٠ الطبري قول الشاعرٍ ٣
9 و 4 4 7 7 0(
وقال فيه فى معرض تضعيفه لقراءة من قرأ قوله تعالى : #وكدلك
٠. سز 1
رک ڪر کے قرح المُشڪين َل أَوْكَددِ ددهم شا رهم # [الأنعام: [1Y
بضم الزاي من (رَيْنَ)) ورفع (قثل)). ونصب (أولادهم) وخفض
(شركاءهم)». وهي قراءة ابن عامر من السبعة”*'. قال: «ففرقوا بين
الخافض والمخفوض بما عمل فيه الاسم» وذلك في كلام العرب غير
.۲١۲ - ۲۱۱/۱۰ (كبر). (۲) تهذيب اللخة ١7/١” لسان العرب )١(
(۳) نُسِبَ لأحدٍ المولّدين من شعراء المدينة. انظر: خزانة الأدب 515/5.
(4) رَجَهُ: طَعَنَهُ» والمِرّجَّةٌ: الرمح القَصِيرٌء القَلوصٌ: النَّاقةٌ القَتيّةُ. انظر: معاني القرآن
للفراء 248١/5 ٠۳١۸/١ معاني القرآن للزجاج 11۹/۳ء الخصائص »5٠5/75 شرح
التسهيل لابن مالك ۲۷۸/۳ الإنصاف 0547 الإفصاح للفارقي ١١1١ء شرح جمل
الزجاجي لابن عصفور ۲/ ٥٠٠٦ء الكشاف 27١/5 البحر المحيط 579/5» ارتشاف
الضرب ۲٤۲۹/١ خزانة الأدب .]٠١/٤
)٥( انظر: النشر ۲۳۲/۲ - ۲٠٤ وفيه بيان مفصل وانتصر فيه لابن عامر» وتقدمت هذه
المسألة ص8١١.
o4 الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
فصیح › وقد روي عن أهل الحجاز بيت من الشعر يؤيد قراءة من قرأ بما
ذكرت من قراءة أهل الشام» ورأيت رواة الشعر وأهل العلم بالعربية من
آهل العراق ينكرونه» وذلك قول قائلهم. . . . ثم ذكره. ورد الطبري
للشاهد الشعري لعدم معرفة آهل العلم به» جاء هنا تبعا لتضعيف
القراءة» وقد رد العلماء مسلك الطبري هذا فى رد القراءة» والشاهد هنا
رَوُهُ الشاهد لا رده القراءةً. |
ولذلك أكَدَ المفسرون على أن القرآن الكريم لا يُحملٌ على شواذ
الشواهد الشعرية» وأشار الطبري في غير موضع من تفسيره إلى أن :
«كتاب الله جل ثناؤه نزل بأفصح لغات العرب» وغير جائز توجيه شيء
معروف». كما بين أبو حيان أن كتاب الله: «ينبغى أن يُحملَ على
أحسن إعراب» وأحسن تركيب؟ إد كلام الله تعالى أفصح الكلام» فلا فلا
يجوز فيه ما يجوزه هُ النحاةٌ في شعر الشمّاخ والطرمّاح وغيرهما من سلوك
التقادير البعيدة» والمجازات المعقّدة»” .
ولذلك كان من شروط قبول الشاهد الشعري في التفسير أن يكون
شائعاً ذائعاً» قال الطوسي: «ومتى كان التأويل يَحتاج إلى شاهدٍ من
اللغة فلا يُقبل من الشاهد إلا ما كان معلوماً بين أهل اللغدٍ شائعا
بينهم › وأما طريقة الآحاد من الروايات الشاردة. والألفاظ النادرة» فإنه
لا يُقطعٌ بذلك» ولا يُجعلٌ شاهداً على كتاب اش .
وقد طبَّىّ المفسرون هذا الشرط في شواهدهم» فلا تكاد تظفر
بشاهدٍ شاد فى اللغة والنحو قَبلّه المفسرون واعتمدوا عليه» وإن وجدته
.۱۳۸ تفسير الطبري (شاكر) ۱۳۷/۱۲ ۔ )١(
."/١ تفسير الطبري (شاكر) ۳۱۱/۱۲. (۳) البحر المحيط )۲(
.۷ /١ التبيان في تفسير القرآن )5(
منهج المفسرين في توثيق الشاهد الشعري 23ل لل مسق
وجدت معه رده ونقده» واستبعاد المفسرين له كما مر في الأمثلة.
۳ - ثقة رواة الشاهد الشعري:
ومن شروط قبول الشاهد الشعري أن يكون من رواء ؛ ثقة يُعتمدٌ على
نقله. فقد اعتمد العلماء على شواهد من الشعر لم يعرف قائلوهاء ثقة في
رواتها كأبي عمرو بن العلاءء والخليل بن أحمد» وسيبويه وأمثالهم ممن
يوثق بروايتهم عن العرب» وقد اعتمد العلماء على أبيات سيبويه» مع
إغفاله نسبة أكثرهاء ثقة بنقله وأمانته. ومما يدلك على ثقة الناس برواية
سيبويه أن الزمخشري ذكر شاهداً شعرياً ورد في بعض روايات كتاب
سيبويه» فرده» وقال معتذراً لسيبويه: «وما يقع في بعض نسخ «الكتاس»
من قوله : ۰
فسيبويه تريءٌ من عُهدته»' . وذلك لمكانة سيبويه وثقة العلماء
بروايته» مع تضعيف القول بما دل عليه هذا الشاهد»ء فمال الزمخشري
إلى تبرئة سيبويه من عهدة هذا الشاهد لثقته به» وقال السّيّرافي عن هذا
الشاهد: «لم يُثبتة أَحَدٌ من أهل الرواية. وهو من زياداتٍ أبي الحسن
الأخفش في حواشي كتاب سيبويه» فأدخلة بعض الاج في بعض
النسخ. حتى شرحه الأعلم وابنُ م حلفي في جملة أبياته)""
اعتماد رواية الثقة :
والمفسرون قد اعتمدوا على أبيات كثيرة مجهولة القائلء إلا أن
رواتها الذين رووها عن العرب من العلماء الثقات» فقبلها المفسرون
لثقتهم في رواتهاء وكتب التفسير مليئة بالشواهد المجهولة القائل التي لم
.١١5١0 المفصل )١(
/4 ضرورة الشعر لابن السيرافي ١٠۱۸ء خزانة الأدب 27١9/7 شرح كتاب سيبويه )۲(
وما بعذهاً. 5١ 5
يعرف قائلوها› وكثير من الشواهد النحوية التى لم يعرف قائلوها فى كتب
التفسير من الأبيات التي ذكرها سيبويه في كتابه» أو ذكرها الفراء في
معانيه» وتلقاها العلماءٌ بالقبولٍ من عهدٍ سيبويه حتى اليوم» ولم يطعنوا
في الكتاب بسببها. وأمًّا الشواهد اللغويّةٌ فهي ّا رواه أبو عُبيدةَ أو
الكسائئ أو الأصمعئٌ من الرواة الثقات الذين رويت عنهم أشعار
العرب.
ومن أمثلة هذه الشواهد التي رواها الثقات في كتب التفسير مع
الاختلاف فى القائل» قول الشاعر:
وَلستَ لانسيّ ولك لمَلأكِ 2 تتزل من جو السماءِ تصوبٌ
0 57 2 ي و (TD,
فمل استشهد به الطبري› والزمخشري› وابن عطية» والقرطبيٌ
اعتماداً على رواية الثقات له كسيبويه”" وأبي عبيدة” 1 وابن
السكيت”*'. وأمثلة الشواهد المجهولة القائل فى كتب التفسير كثيرة كما
سيتضح في هذا المبحث» غير أن رواية الثقات لها جعلت المفسرين
وغيرهم يعتمدون عليهاء ويستشهدون بها .
؛ - آلا يَحتمل الشاهدٌ التأويل:
وذلك بأن تكون دلالته على المراد صريحة» ولا يمكن تأويله بوجه
0010
)01( نسبه ابن بري لرجل من عبد القيس» أو لأبي وجزة» أو لعلقمة بن عبدة كما في
اللسان (صوب) .٤۳۳/۷
(۲) انظر: تفسير الطبري (شاكر) ۳۳۳/١ الكشاف ٠/۳ المحرر الوجيز »٠١١/١
757» الجامع لأحكام القرآن 187/4.
(۳) أنشده دون عزو في الكتاب .۳۸/٤
(6) نسبه أبو عبيدة لرجل جاهلي من بني عبد القيس يمدح بعض الملوكء ولعل هذا هو
الأرجح لأن أبا عبيدة أنشد قبله بيتين لعلقمة بن عبدة على وزن هذا البيت وقافيته فهو
يعرف بيت علقمة وهذا ليس له وربما وقع الوهم في النسبة عند ابن بري من هذا
التقارب بين البيتين. انظر: مجاز القرآن .77/١
(5) انظر: إصلاح المنطق 85» الاشتقاق .١١
منهج المفسرين في توثيق الشاهد الشعري ay
يبعده عن الاستشهاد فى'المسألة التى أورد شاهداً لهاء وقد رد المفسرون
شواهد متعددة» ووصفوها بأنها ليست حجة على المراد؛ لإمكان تأويلها
تأويلاً يسقط الاحتجاج بها على هذا الوجه أو ذاك. ومن أكثر المفسرين
الذين ردوا الشواهد بهذه الحجة ابن عطية في تفسيره.
ومن أمثلة ذلك قول ابن عطية وهو يشرح معاني الدين في اللغة:
«ومن أنحاء اللفظة الدين: الداءء عن اللحياني» وأنشد:
ما دين قلبك مِن سَلمى وقد وين"
قال القاضي أبو محمد عبد الحق ويه : أما هذا الشاهد فقد يتأول
على غير هذا النحوء فلم يبق إلا قول اللحياني)”")
ومن الأمثلة قوله أيضاً عند تفسير معنى الإثم في قوله تعالى : قل
لما حرم رب الفوجش ما ظهر ينها وما بِطنَ والاثم وألبغى بير الْحَقّ» [الأعراف:
۴ «والوثم أيضاً لفظ عام لجميع الأفعال والأقوال التي يتعلق بمرتكبها
إثم» هذا قول الجمهور. وقال بعض الناس: هي الخْمَّرٌء واحتجٌ على
ذلك بقول الشاعر:
شَرِبْتُ لِانْمَ حتى طارٌ عقلي 7
قال القاضي أبو مُحمدٍ رجه الله: وهذا قول مردودٌ؛ لأن هذه
السورة أي الأعراف مكية» ولم ت تعن الشريعة بتحريم الخمر إلا
بالمدينة بعد أَحُد؛ لأن جماعة من الصحابة اصطحبوها يوم خد وماتوا
شهداء» وهي في في أجوافهم. وأيضاً فبيت الشعر يقال: نه مصنوع
- ۷٤/١ لم أعثر عليه. (۲) المحرر الوجيز )١(
(۳) صدر بيت مجهول» وعبجزه:
كذاك الام تذهبٌ بالعقول 0
وهو بلا نسبة فى تهذيب اللغة .»١5١/١١0 ولسان العرب ۷٥/١ نهاية الأرب
للنويري 2.17/5
o۳۸ (لشاهر (لشعري في تفسير القرآن الكريم
مُخَلَقُّء وإن صح فهو على حذفٍ مُضافي»"'
فابن عطية يرد هذا الشاهد. ويرى مع التسليم بصحته أنه ينبغي
تأويله على وجه آخرء غير الوجه الذي استشهد به عليه .
ومن الأمثلة أيضاً قول ابن عطية وهو يستدل على أن الوصت
بالأأخرّى) يقال في المرة الثالثة أيضاًء وليس في الثانية فحسب» ثم أورد
شاهداً لا يدل على قوله هذاء فبحث له عن تخريج بقوله: «وأمّا قول
الشاء °
جَعَلَدْلَهُعوحِنِيِنْ تشموآخرَينئماق"
فحتمل أن يُرِيدَ به ثانياً وثالثاًء فلا حجة في“ .
فقد رده ابن عطية أيضاً لاحتمال دلالته على غير المعنى المستشهد
عليه به» وهناك أمثلة أخرى على مثل هذا عند ابن ع
ومن الأمثلة أيضاً قول ابن عطية عند تفسيره قوله تعالى: ##ويَالَ
لين لا يجيت لِقَآهنا# [الفرقان: ]۲١ «وقوله: لبج قال أبو عبيدة
وقومٌ: معناه یخافون"» والشاهد لذلك قول الهذلي”"':
إذا لَسَعَنْهُ التحل لم يرح لَسْعَها وخَالمَها في بيت نوب عَوامل "ا
قال القاضى أبو محمد: والذي يظهر لى أن الرجاء فى هذه الآية
والبيت على بابه؛ لأ خوف لقاء الله تعالى مقترن أبداً برجائف فإذا نفي
)١( المحرر الوجيز (قطر) 588/5 - .٤۸٩۹ 0 هو عبيد بن الأبرص.
(۳) رواية الديوان: «جَعَلَتْ لها عُودَينِ». اسم والتُمَام : شجر. انظر: ديوانه .١77
.١35 ١8/١7 المخرر الوجيز )٤(
.028/١١ 65/ثلاء ۰۱۹٤/٤ ۰۸۷/۱ انظر: المحرر الوجيز )٥(
(3) انظر: مجاز القرآن ۱/ ۰۲۷۵ ۷۳/۲» تفسير الطبري (شاكر) .71/١5
(۷) هو أبو ذؤيب الهذلي.
(۸) الشاهد من شواهد المفسرين المشهورة» وهو في وصف رجل حاذق يتدلى إلى عسل
محفوظ في مَكمنه في حال غياب التحل العاملات عنه» ولا يخشى لَسْعّ النحل»
لنفاسةٍ العسل» ولذته. انظر: ديوان الهذليين .٠٤١/١
منهج المفسرين في توثيق الشاهد الشعري [o4 —
الرجاء عن أحدٍ فإنّما أخبر عنه أنه مكذَّتٌ بالبعث لنفى الخوف
والرجاء... وأما بيت الشعر المذكور فمعناةُ عندي: لم يرج دَفعَها ولا
الانفكاك عنهاء فهو لذلك يوط على الصَبْر» ويج في شغله» .
واعتراض ابن عطية على شرح الشاهدٍ قد يكون له وجة» مع
مسخالفته لشرح الشراح» فقد شرحه أبو عبيدة كما نقل بغير ذلك» وشرحه .
السكري فقال: «لم يَرْحُ لسعها: لم يَخَفْء ولم يُبَالِها"”'“. ويقوي ما
فهمه ابن عطية معنى البيت الذي بعده وهو قوله: |
حط عليهًا والضّلوعٌ كأنّها من الخَوفٍ أمثال السّهام التَوَاصلٍ
ففيه دلالة إلى أنَّ الخوف قد تَملّك هذا الرجلء وأن البيت الذي
قبله ليس نفياً للخوف» وإنما نفي للرجاء مع بقاء الخوف» وقد يكون نفي
الخوف في الأول من اللسع»ء وإثبات الخوف في الثاني من السقوط"" .
ومعظم شراح البيت والمفسرين ذكروا أن الرجاء في البيت بمعنى
الخوف” . والرجاء عند هذيل فيه خوف وخشية» بخلافه عند غيرهم
ففيه اطمئنان» ولذلك فسروا الآيات التي وردت في الرجاء بمعنى
الخوف”*'» وبعض اللغويين يجعل هذه لغة هذيل وحدها"''. وبعضهم
يجعلها لغة تهامية» ونسبت لخزاعة وغيرها””'» وبعضهم يذهب إلى أن
الرجاء يكون بمعنى الخوف عند هذيل في حال النفي فحسب”". ولعل
.5١١/4 المحرر الوجيز ١١/١۱ء الجامع لأحكام القرآن )١(
(۲) شرح أشعار الهذليين 2144/١ الكشاف .٤٤١ 514٠/7
(۳) انظر: شرح أشعار الهذليين .١1514/١
(:) انظر: أمالي الزجاجي 2٠١ تهذيب إصلاح المنطق »5١5/١ المخصص 2178/8
تحفة المودود 100.
(5) انظر: اللغات في القرآن ٠٤٤ البحر المحيط »59١/5 2541/8 تفسير البيضاوي ؟/
4 الأضداد لابن السكيت .٠۷۹
(5) انظر: الإتقان للسيوطي .175/١ (۷) انظر: الأضداد لابن السكيت .۸١
(۸) انظر: البحر المحيط .55١/5
الذي حملهم على ذلك أن معظم ما ورد فيه ذلك من أساليب قرانية أو
شعرية إنما هي أساليب منفية. والأمثلة في تفسير ابن عطية كثيرة على
اعتراضه على شواهد المتقدميه”''.
هذه هي أهم الشروط التي نص المفسرون على اشتراطهاء أو
استنبطت من منهجهم في الاستشهاد بالشعر في كتب التفسير. وقد التزم
المفسرون بهذه الشروط التزاما صارماء وظهر ذلك جليا في كتبهم» ومما
يزيد الأمر دلالة أن أكثر المفسرين التزاما بهذه الشروط وهو الإمام
الطبري في تفسيره» فلم يستشهد إلا بالشواهد الصحيحة السائرة الموثقة›
التي أجمع العلماء على الاستشهاد بهاء وتجده في تاريخه يستشهد
بأشعار الشعراء المحدثين وغيرهم» ويختلف منهجه في الاستشهاد في
تاريخه عنه في تفسيره لاختلاف الغرضين» وقد حفل تاريخه بعدد كبير
من الشواهد الشعرية؛ لأبي تمام» وأبي نواس» وبشار» وغيرهم. مما
يدل على أنه في تفسيره كان يسير على منهج واضح لا لبس فيه ولا
000
منهج المفسرين في توثيق الشاهد الشعري :
يمكن تقسيم توثيق المفسرين للشاهد الشعري إلى قسمين :
الأول: توثيق الشاهد من حيث الرواية» وهي التحقق من صحة
نسبته إلى من يصح الاستشهاد بشعره .
V۲ (1/1۰ 106 ۳/۱۲ ۲0/۹ انظر: المحرر الوجیز 4۹4/۳ 4و )١(
\YY/ ۹°
(؟) بلغ عدد الشعراء الذين استشهد بهم الطبري في تاريخه 045 شاعراًء وعدد أبيات
الشعر 58075 بيتاً تقريباً» عزا أكثرها لقائليهاء وكثرت فيها المقطوعات الطويلة
بخلاف شواهد التفسير فندر فيها المقطوعات. وأكثر أشعار تاريخه شواهد تاريخية
لشعراء متأخرين عاصروا الدولة الأموية والعباسية. انظر: الطبري ومنهجه في التاريخ
للدكتور علي بكر حسن .77١
منهج ا لمفسرين في توثيق الشاهد الشعري 4ه
والثاني: توثيق الشاهد من حيث الدراية» وهي التحقق من سلامته
من التحريف والتصحيف» وسلامة ضبطه ومعناه» ودلالته على المعنى
المراد.
الأول: توثيق الشاهد من حيث الروابة:
ويكون توثيق المفسرين لرواية الشاهد بنسبته إلى قائله» أو إلى قبيلة
الشاعرء أو إلى راويه من الرواة والعلماء» أو إلى الكتب المعتمدة
الصحيحة. وفيما يلى دراسة هذه الآأوجه.
١ - دسبة الشاهد لقائله:
يعد توثيق نسبة الشواهد الشعرية إلى قائليها من أهم ما يعنى به
المحققون المعاصرون» وفي ذلك مشقة لا يعرفها إلا من عانى ذلك»
فرب بيت فرد لا يهتدي المحقق إلى قائله إلا بعد جهد جهيد» والمتأمل
لكتب التفسير يجد عناية عند بعضهم بنسبة الشواهد الشعرية لقائليهاء
وعدم عناية عند آخرين. وحتى يكون الحكم في هذه الدراسة دقيقا فقد
أحصيتٌ ما نسبه كل مفسر من المفسرين لقائله من شواهده في جدولٍ
بينت فيه عدد الشواهد في التفسير» وما نسبه المفسر منها دون اعتبار ما
نسبه مَنْ حمق الكتبّ من الباحثين؛ لأن القصد معرفة جهد المفسر في
متن الكتاب» كانت على مد النحو :
ساسم | س و سی رصي
ا 11308
یسلو ا | ا a
- ويمكنٌ من خلال هذا الجدول الخروج بالنتائج التالية :
- أن الطبريًّ كان له جَُهِدٌ ظاهر فى نسبة الشواهد الشعرية
.
¥
س س
1جهم]____(لشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
لقاتليهاء وقد فاق في ذلك جَمِيعٌ المفسرين؛ لتقدمه» وسعة معرفته بشعر
العرب» وانتفعٌ بجهده في ذلك من أتى بعده من المفسرين» وأبرز من
انتفع به ابن عطية» والقرطبي في تفسيريهما. والشواهد التي نسبها أقل
من حيث العدد من الشواهد التي أغفلهاء غير أن كثيرا من الشواهد التي
أغفلها يبعد أن يكون للجهل بها لشهرتهاء كأبيات المعلقات» فقد أغفل
كثيراً منهاء وأمثلة ذلك كثيرة. منها أن الطبري أورد قول الحارث بن
عباد : ْ
َم أكُنْ مِنْ جنَاتِمَاعَلِمَاللهُ وني بِحَرُمَاالبومَصَالا"
ولم ينسبه لقائله» وإنما اكتفى بقوله: قال الشاعر”'“. وصنع مثل
ذلك مع قول المثقب العبدي يخاطب ناقته :
تَقولوَتَدْدَرَاتُ لهَاوَضِيْنِي: ٠ أمَذاوِيْثهٌأبٍداوَوفِيِيِ"
فقد أغفل نسبته» مع استشهاده بأبيات متفرقة من هذه القصيدة»
ونسبها للمثقّب العبدي» يما يدل على معرفته بها“ . وصنع مثل ذلك
بقية المفسرين» فقد أغفلوا نسبة عدد من الشواهد السائرة ٠ التي لا
يخفى أمر قائلها على أمثالهم» مما يعني أن المفسرين لم يكونوا يعنون
بنسبة الشاهد لقائله إذا تأكدوا من صحة الاحتجاح به. بل إن بعض
المفسرين قد يورد الشاهد في مواضع فينسبه لقائله» في حين يبّهمه في
غیر ها .
)١( انظر: الأصمعيات ١۷ء الحماسة البصرية 04/١ وقد استقصى المحقق تخريجه.
(۲) انظر: تفسير الطبري (شاكر) ۷/ »٥۲۹ ۲۹/۸.
(۳) انظر: تفسير الطبري (شاكر) 2787/1 والبيت فى ديوان المثقب .٠۹١
(8) انظر: تفسير الطبري (هجر) ۳۲٤/۱٤ ۰٤٥/۱۲ 2.40/18 2197/55 وانظر:
تفسير الطبري (شاكر) .۲۹۳/٤
/۸ ۲٠١ 7”/5م8.ء ٦۸/١ المحرر الوجيز ء١١١ ."5 2٠١/5 انظر: الكشاف )٥(
ظ ۳ 2158 الجامع لأحكام القرآن 5/ ۰۱۲۰ء ۰۱٥/۷ ۲۱۱/۹.
.455/55 2581-18٠0 /۱۸ 2۲/۱١ 1٤1-1٤۰ /۳ 2189/7” تفسير الطبري (هجر) )5(
منهجا لمفسرين في توثيق الشاهد الشعري 7
ومما يدل على أن الشواهد لم تكن مجهولة النسبة في زمنهم.
اهتداء المحققين لأكثر الشواهد المجهولة القائل في كتب التفسير» وهم
قد رجعوا فيها لكتب المتقدمين ممن عاصر أولئك المفسرين أو سبقهم.
والمفسرون لم يكونوا بذعاً في هذاء فقد ألّفَ سيبويه كتابَهٌ في
النحوء فأغفل أغلبَ شواهدِهٍ ولم ينسبْ منها إلا القليل كما هو مشهور
عند النحويين"''. وفعل مثل ذلك الفراء في معاني القرآن» وسيأتي
تفصيل ذلك عند الحديث عن كتب المعاني .
١ - تبين من الإحصاء أن نسبة الشواهد المنسوبة في كتب التفسير
تقارب الشواهد التي أغفلت نسبتها في كتب التفسير عذا تفسير
الزمخشري الذي غلب إغفال نسبة الشواهد على منهجه» مما جعل بعض
العلماء يتصدى لنسبة شواهد تفسيره وشرحها.
- أن نسبة هذه الشواهد ليست كلها من جهد المفسرين» بل
اعتمدوا في ذلك على علماء الرواية واللغة كأبي عبيدة والفراء والأصمعي
وأبي تمام وغيرهم هِمّن دونوا أشعار العرب» ونقلوها لمن بعدهم» ويندر
أن تجد شاهداً غير منسوب عند أهل اللغة والشعرء > ثم تجد نسبته في
كتب التفسير ؛ لذن المصادر التي استقى منها الجميع مادة الشعر واحدةء
وهم العلماء المتقدمون الین جمعوا بين .حفظ الشعر ورواية اللغة وتفسير
القرآن.
وأبرز المفسرين الذين شاركوا مشاركة جيدة في نسبة الشواهد
الشعرية هو الإمام الطبري لتقدمه وسعة معرفته بشعر العرب» ثم جاء من
بعده من المفسرين فاستفاد مما أورده من شواهد الشعر منسوبة إلى
الشعراء الذين قالوهاء أو إلى الطبري نفسهء وكثيراً ما يردد ابن عطية
والقرطبي عبارة «وأنشد الطبري» عند نقلهم للشواهد من تفسيره فهو عمدة
.٠۷١ 21١6 انظر: شواهد الشعر فى كتاب سيبويه لجمعة )١(
في باب شواهد التفسير ليس له نظير فيما طبع من كتب التفسير .
> - ما ورد في الجدول السابق هو ما نسبه المفسرون لقائله بعينه.
وأغفلت ما نسبه المفسرون لقبيلة الشاعر» وهو يعد تقريباً للنسبة» ويعد
من البيان الناقص للقائل» والتحقق من نسبة الشاهد إلى العصر الذي
يحتج بشعر شعرائه كان هو أهم ما يعنى به المفسرون بغض النظر عن
القائل له في غالب الأحوال. وقد تقدم عند دراسة عرض المفسرين
للشاهد الشعري تمهيدهم للشاهد الشعري بما يوضح قائله وزمنه» بحيث
يطمئن المفسر أن هذا الشاهد قول لمن يحتج بقوله» ويحتكم إلى لغته.
ومن أمثلة الاكتفاء بنسبة الشواهد إلى قبيلة الشاعر قول الطبري:
«ومنه قول الهذلى"''. وشعراء هذيل كثيرون» ولا يتميز الشاعر إلا
بالتنقيب عن الشاهد فى ديوان أشعار الهذليين لمعرفة قائله» إن كان في
أشعار الهذليين المجموعةء أو دواوين شعرائهم المرويّة» وربما لا يعثر
الباحث على القائل .
ومن الأمثلة كذلك التي نسب فيها المفسرون الشاهد إلى قبيلة
الشاعر قول الطبري : «وقال رجل من بنى أسد»"» وقوله: «قال رجل
من بني عدی»» وقوله: «وقال بعض بني عقيل . . .»“» وقوله: «وقال
بعض بني سَلَيّْم» . وأمثال هذه النسبة التي تقرب القائل» ولكنها لا
تدل عليه دلالة واضحة . ولكنها تعد في جانب من جوانبها توثيقاً للغة
المنسوبة لقبيلة الشاعر»ء فينتفع بها من يدرس لهجات القبائل واختلافها.
.۳۷۰/۱١ ٤۷۹/۱۱ تفسير الطبري (شاكر) )١(
(۲) تفسير الطبري (هجر) ۱٥٥/۱ 191/55.
(۳) المصدر السابق .5١97/9
V1 ١1/55 معم 0°2۹ (6)
۰۹۸/۱۹ 5۲۹/۱۰۵ ۰۱٤1/۱۲ ۰۲۰٦/۱۰ وانظر: ۰1۳٦/٤ تفسير الطبري (هجر) )(
.To/YE 0/1١
0) انظر: تفسير الطبري (شاكر) .٠٠٠/١١
منهج المفسرين في توثيق الشاهد الشعري [ | —
- نسبة الشاهد إلى القبيلة إذا تعلق الاستشهاد باللهجة:
والمفسرون عندما تتعلق المسألة باللهجات ينصون على قبيلة
الشاعر توثيقاً للاستشهاد» ومن ذلك قول ابن عطية وهو يذكر القراءات
في قوله تعالى: #وَيدَاً خلقَ لاسن من طِينِ» [السجدة: ۷]: «وقرأ جمهور
الناس : ودا > وقراً الزهري : (وبدا خََلقّ الإنسان) بألف دون همزء
وبنصب القاف» قال أبو الفت”'': ذاك على البدل لا على التخفيف“.
قال القاضي أبو محمد ككَنْهُ: كأنه أبدل الألف من الهمزة» وبَدِي لَغْهُ
الأنصارء قال ابن رواحة:
باسولإالووبوِبَدِينا ولوعَبَّذناعَيْره شَقِينَا0".
والشاهد فيه قوله: (يَدِينا) بكسر الدالٍ» وبعدها ياء» وهى لغة
الأنصار فى بدأ. وقد نسب ابن عطية الشاهد لشاعر من الأنصار لما كان
الاستشهاد للغة القييلة .
غير أنه رَبّما نسب المفسرٌ الشاعرٌ إلى قبيلته وهو معروف بنسبته
تلك دون غيره من شعراء قبيلته» كقول الطبري: «ومنه قول الجعدي»›
وهو النابغة الجعدي دون غيره من بني جعدة لشهرته"'' .
- هناك شواهد شعرية مختلفة النسبة» منذ عصر الرواية» فينسبه
أحدهم لشاعر» وينسبه الآخر لغيره. ومن أوضح الأمثلة على ذلك في
كتب التفسير الشاهد الشعري الذي ذُكَرَ أنه أنشده الهذلي جواباً لسؤال
أمير المؤمنين عمر بن الخطاب وء وهو قول الشاعر:
ا از ميا فليا قر كما تَخَوَّف عود النبَّعْةِ الس
فقد اختلف العلماء في نسبة هذا البيت المفرد الذي لا يكاد يخلو
)١( هو أبو الفتح عثمان بن جني» وكثيراً ما يذكره ابن عطية بكنيته.
(0) انظر: المحتسب ۱۷۳/۲. (۳) انظر: ديوانه .١57
(5) المحرر الوجيز قطر .07"١/١١ (0) تفسير الطبري (شاكر) .٥۳٤/٠٤
(6) انظر: الشعر والشعراء ۲۸۹/۱. (۷) سبق تخريجه ص08.
01 (لشاهر (لشعري في تفسير القرآن الكريم
منه كتاب في التفسير» أو معجم من معاجم اللغة» فنسب لأبي كبير
الهذلي. ولزهيرء ولذي الرمة» ولابن مقبل» ولابن مزاحم الثمالي›
ولقعنب ر بن أم صاحب» وقصة الهذلي مع عمر بن الخطاب ترجح نسبته
لأحد شعراء هذيل وقد تقدم تفصيل ذلك. ولم يظهر لي من صنيع
المفسرين عنايتهم بقطع الخلاف في نسبة شاهد مختلف فيه إلى قائله.
لندرة هذه الشواهد» ولا يمكن إبراز هذا الجهد» ونسبته للمفسرين»
وإنما محل مثل هذا كتب الشعر؛ وشروحه.
وقد ذكر الدكتور خالد عبد الكريم جمعة أهم الأسباب التي يمكن
بها تعليل اختلاف نسبة الشواهد الشعرية لأكثر من شاعر فقال: «الذي
أرى أن الخلاف في نسبة الشواهد ترجع إلى أسباب أهمها :
- أخذ الشعراء بعضهم من بعض .
- الخلاف بين الرواة في نسبة القصائد
- كون الأب وابنهء أو الأخ وأخيه شاعرين» فيقع الخلط في نسبة
الشاهد.
- قول القصائد فى الحوادث» فتتداخل أبياتهاء ويلتبس الأمر على
بعض الروأة. 1
- كون الشاهد من الأبيات السائرة التي تتداولها الألسن. فيدخل لذلك
في شعر أكثر من شاعرء دون أن يعرف قائله الأول .
- اتحاد القصائد في الوزن والروي والموضع» مما يؤدي إلى دخول
أبيات من قصيدة في قصيدة أخرى .
- العَجَلَّةَ والخطأ والسهو الذي وقع فيه بعض القدماء من العلماء
والنساخ».
.5١١ 2١91١ انظر: شواهد الشعر فى كتاب سيبويه )١(
منهج المفسرين في توثيق الشاهد الشعري 0۷
وهذه أسباب مبنية على استعراض الشواهد الشعرية في كتب النحو
واللغة» وما يقال فيها يقال في شواهد التفسير أيضاً. ٠
- الوهم في توثيق الشاهد:
مع هذه العناية بنسبة الشواهد إلى قائليهاء والحرص على توثية
الشواهد إلا أنه ربما وهم المفسر في نسبة شاهد إلى غير قائله» أو نسبته
إلى بر اشتهر به مما يوقع القارئ في الوهم. ومن أمثلة ذلك :
- أورد الطبري قول الشاعر :
لم البطاع به الها ری قصفا الثطاف بها به ِعَيدَ المُقَلّع
فنسبه لعمرو بن قميئة في موضعين”'. وانفرد بنسبته إلى ابن قميثة
مع إنه لا يوجد لابن قميئة قصيدة على هذا الروي”'"'» ولم يجد محقق
الديوان من نسب هذا البيت لابن قميئة غير الطبري» فى حين إن هذا
البيت ضمن قصيدة طويلة للحادرة الغطفاني, كما في ديوانه”” .
- ومن الأمثلة أَنَّ ابن عطيةً أورد قول الأخطل يهجو جريراً:
كنت القّذى في مَوج أخضر مُربدٍ قَذَفَ الأنئ بو فصل ضلال
ونسبه لجرير»ء ولیس في ديوائه!. كما نسب بيتاً لذي الرمة وهو
لكعب بن زهير كما في ديوانه من قصيدته البردة" .
ومن أمثلة نسبة الشاهد إلى قائله بحيث يدخل الوهم على القارئ
في نسبته» قول ابن عطية: «والزوج في كلام العرب: امرأة الرجل»
ويقال زوجة» ومنه بيت أبي فراس :
() انظر: تفسير الطبري (هجر) 2509/١ 057/9.
(۲) انظر: ديوان ابن قميئة /ا١١. (۳) انظر: ديوان الحادرة .٤۸
(:) انظر: ديوان الأخطل 707. )٥( المحرر الوجيز (قطر) ۳/ .٠١۳
(0) انظر: المحرر الوجيز 2١5١/54 وبيت كعب في ديوانه 245 وشرح قصيدة كعب بن
زهير ۱۷١ تفسير الطبري (هجر) ۱۱۷/۷ .
o €A (لشامر الشعري في تفسير القرآن الكريم
ت 4 7 م u 2 E: ت / 2 (Y) ( 5 o
وإِنْ الذي يَسعَى ليفسد زُوجَتي كَسّاع إلى أسدٍ الشرى يستبيلها .
وأبو فراس هو الفرزدق» وهذا من أبياته التي استشهد بها
المفسرون واللغويون» غير أنه لم يشتهر عند العلماء بهذه الكنية» وإنما
اشتهر بها الشاعر أبو فراس الحارث بن سعيد بن حمدان الحمداني» وهو
شاعر متأخر توفي سنة ۳۵۷ھ ولا يحتج بشعره في اللغة» فربما أوقع
هذا في الوهم. ورد د الشاهد لكون ابي فراس الحمداني من المتأخرين .
وممًا يؤخذ على المفسرين إيرادهم شاهدين من الشعر منسوبين
لآدم #4 مع علمهم باختلاقهماء وضعفهماء وهما فيما قيل:
تغيرتٍ البلاد ومن ليها نوجه الأرضٍ مُغْبَرٌ قبي
نعي كل في شم ولم وق متاه الوج الملبخ
عطية”» ولم ينبها على وضعهما. وقال القرطبي بعد إيرادههما: في
أبيات كثيرة ذكرها الئعلبي وغيره... قال القشيري وغيره: قال ابن
عباس: ما قال آدمٌ الشعرً» وإن محمداً والأنبياء كلهم في النهي عن
الشعر سوا لكن لما قُتِلَ هابيل رثاه آدمُ وهو سرياني» فهي مرثية بلسان
السريانية أوصى بها إلى إبنه شيث» وقال: إنك وصيي فاحفظ مني هذا
الكلام ليتوارث» فحفظت منه إلى زمانٍ يعرب بن قحطان» فترجم عنه
بحر ب ب بالعربية وجعله شعر لكا
وقال ابن كثير تعليقاً على هذه الأبيات : «وهذا الشعر فيه نظرء
وقد يكون آدم 4# قال كلاماً يتحزن به بلغته» فألفه بعضهم إلى هذاء
.٤۸١ /۳ المحرر الوجيز (قطر) )۲( .١١7 7/7 انظر: ديوان الفرزدق )١(
.6 انظر: ديوانه )۳(
(:) انظر: تفسير الطبري (هجر) ۸/ 770 _ .۳۲٣
(5) انظر: المحرر الوجيز (قطر) .5١5/5 (5) الجامع لأحكام القرآن 5/ .٠٤١
وفيه إقواء» والله أعلم»"''. وما ذكره ابن كثير من الإقواء في البيت قد
وجد له السيرافي مخرجاً حيث ذكر أنه يُمكن إنشاده على وجه لا يكون
فيه إقواء» وذلك بأن تنصب «بشاشة» على التمييز» وترفعٌ «الوجة المليحٌ»
بِقَلَّء ويكون قد حذف التنوين لالتقاء الساكنين”''. وقد ذكر حمزة
الأصفهاني أن خلف الأحمر هو الذي وضع هذا الشعرء ونسبه
لآدم ۰ وانتقده في صنيعه" .
؟ - فسبة الشاهد إلى الرواة:
لم يقتصر المفسرون في نسبة الشواهد الشعرية إلى قائليهاء وإنما
تقون الشواهد الشعرية بعزوها إلى من أنشدها من العلماء الثقات الذين
عن عنهم الشواهدء أو إلى كتبهم ومصنفاتهم المروية عنهم.
ومن الأمثلة على ذلك قول الطبري: «وقال بعض نحويي
الكوفة“: من العرب من يضيفُ «لات» فيخفض بهاء وذكر أنه أنْشِدَ
| لات ساعةةّنئدم”
بخفض الساعة. قال : والكلام أن ينصب بها؛ لأنها في معنى
«ليس»» وذكر أنه نشد : |
تذكرَ حب ليلى لات جينا وأضحى الشَيبُ قد تَطَمَ القرین”“”.
.١؟١7/1١ البداية والنهاية )١(
(۲) انظر: معجم الأدباء 07/7 ترجمة الحسن بن عبد الله السيرافي.
(۳) انظر: التنبيه على حدوث التصحيف 18.
(6) هو الفراءء كما في معاني القرآن ۲/ ۳۹۷.
: ١” وتمامه كما في الأضداد لابن السكيت )٥(
ولْتَعْرِفِنّ خلائقاً مَشمُولة ولتندمنٌ ولات ساعة ندم
ولا يعرف قائله» قال الفراء: ولا أحفظ صدره. انظر: معاني القرآن ۲/ ۹۷ء خزانة
.158/5 الأدب
(0) الشاعر عمرو بن شأس كما في منتهى الطلب للميموني 8 ,
)۷( تفسير الطبري (هجر) 0/5 .
ESE الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
والشاهد اكتفاء الطبري بنسبة الشاهد إلى من أنشده من العلماء من
نحوي الكوفة وإن لم يصرح باسمه وهو الفراء كما اتضح بالرجوع
لكتابه» والفراء قد سّمعه من المفضل الضبي'''. ومن الأمثلة على ذلك
قول الطبري: «... كما قرأ بعضٌ القَرأَةِ: (وَالبَعْي يعظكُمْ)”" تَخِنتٌ الياءُ
مع الياء» وذكر أن الكسائي أنشله :
وَأْشْمَتَ العِدَاةَ بنا نَأَصْحَو | لدی يَتَبَاشَرُونَ بمَا لقي“ .
فاكتفى بذكر من أنشد الشاهد وهو الإمام الكسائي .
وقد يكون من أنشد الشاهد عدد من العلماء كأهل الكوفة أو
البصرة» فينسبه المفسر إليهم جميعاً. ومن ذلك قول الطبري: «وحكى
بعض البصريين» وبعضٌ الكوفيين سَمَاعاً من العرب: «ظَاف يطيفٌ»,
و«طفت أطيفُ»» وأنشدوا فى ذلك :
ئی آَلَمَّ بک الخَيَالُ يَطِيفُ وَمَطَافهُ لک ذِكْرَةٌ وشعُوف020.
ونسبة الشواهد إلى الرواة والعلماء جادة مطروقة عند المفسرين
واللغويين» ولم يكن كثير من العلماء يُعنى بنسبة الشعر إلا إلى من أنشده
من الرواة والعلماء ولا سيما شعر الجاهلية لبعد العهد بينهم وبين
(A) ۱ 4
س ګر عم
.۳۹۷ /۲ قال الفراء: أنشدني المفضل: وذكره. انظر: معاني القرآن )١(
وابن جرير ٠ شرا إدغام الياء ف في الياء هي قراءة أبي عمرو ويعقوب وهما من العشرة (۲)
يشير إلى كلام الفراء كما في معاني القرآن ۲۹/۲ وكلام الفراء لا يصرح بحذف
الياء الثانية. لكن الشاهد الذي ذكره يدل على أنه أراد هذاء غير أن شاهد الشعر هذا
ففى الشاهد ثلاث ياءات : ائنتان مدغمتان ولا 4 م الثالكثة في ٣ ا يصلح نظيراً للآية ؛
أول الفعل. وفي الآية 5 وتكرار ثلاث يقتضي الحذف» غير أن تكرار اثنتين
.۲۸٤/١ يقتضي الإدغام. انظر: النشر
(۳) لم أعثر على قائله. )٤( تفسير الطبري (شاكر) .545/١8
(5) هو أبو عبيدة كما فى مجاز القرآن /١ ۲۳۷.
)١( لكعب بن زهير كما في ديوانه .1١7 (۷) تفسير الطبري (شاكر) /١ 0“ا.
(۸) انظر: الكشاف .٩۳/۳
منهج المفسرين في توثيق الشاهد الشعري لاہ[
* - نسبة الشاهد إلى الكتب و الدواودن:
وربما وثق المفسرون الشواهد بنسبتها إلى الكتب التي نقلوا منهاء
ولو كان شاهداً مجهولاً. ولا سيما إذا كان الكتاب لمؤلف موثوق
كسيبويه والمبرد. ومن ذلك أن «أبيات الكتاب» أصبحت فى الثقّة بها
عند العلماء مضرب المثل» حتى أصبح يكتفى بالقول بأن هذا الشاهد من
أبيات الكتاب للدلالة على اعتماد العلماء له.
ومن ذلك قول الزمخشري عند تفسير قوله تعالى: وك ألْأيَام
ُدَاوِلَّهَا بي لتاس [آل عمران: :]14١ «والمراد بالأيام» أوقات الظفر
والغلبة» نداولها: نصرفها بين الناس» نديل تارة لهؤلاءء وتارة لهؤلاعءء
كقوله - وهو من أبيات «الكتاب» :
فيومأًعليتاويوماً لنا 2 ويوماً نساء ويوماً ُسّ0".
فقد اكتفى الزمخشري بالإشارة إلى أنه من أبيات كتاب سيبويه مع
جهالة قائله» وهذا عنده كاف في الثقة به» والاعتماد عليه" .
وقال الزمخشري في موضع آخر: «وعَبَّرت الرؤيا بالتخفيف هو
الذي اعتمده الأثبات» ورأيتهم ينكرون عَبَرتٌ بالتشديد» والتعبير
والمُعَبّر . وقد عثرتٌ على بيت أنشده المُبرّد في كتاب «الكامل)” ' لبعض
الأعراب:
رأإبث رُؤياثمَعَبَرْنُهَا 2 وكنث للأآحلام بارا“ .
ومن الأمثلة أيضاً على ذلك قول ابن عطية بعد أن أورد تفسيراً عن
کتاب أبي عبيدة» وأورد شاهداً من الشعر ليس في كتاب أبي عبيدة :
(أنشله أبو بكر ابن الأنباري حاشية في كتاب أبي عبيدة) .
.4١5/١ الكشاف )١(
۸/۳ ٦٦0/۱ 255/١ انظر: الكشاف )۲(
.٤۷٤/۲ الكشاف )٤( .٥٦۳ _ ٥٦۲/۲ الكامل للمبرد )۳(
."٠۲ /۹ المحرر الوجيز (قطر) )٥(
06 الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
فقد حشي ابن عطية أن يطعن في نسبته إلى أبي عبيدة وهو ليس في
كتابه «مجاز القرآن». فأشار إلى أن هذا الشاهد قد علقه أبو بكر بن
الأنباري حاشية على كتاب أبي عبيدة. وهذه صورة من صور التوثيق
وقد نقل ابن عطية كلام الفراء وشاهده الشعري ثم قال : «هذا قول
الفراء فى كتايه)”'' .
كما إن من صور توثيق رواية الشاهد عند المفسرين نسبة الشاهد
الشعري إلى كتب المختارات الشعرية المتقدمة» والدواوين المعروفة
للشعر› والتي عني المفسرون بها كثيرا ولا سيما ابن عطية الذي روى
المفضليات وديوان الحماسة عن شيوخه.
- ومن أمثلة هذا التوثيق قق للشاهد من كتب الاختيارات قول ابن
عطية : الوفي المفضليّات لبعض شعراء الجاهلية:
وشهر بَنِىأميّةً والهدايا een
الت
قال الأصمعييٌ: بريد رَجَباً». فقد وت الشاهد بنسبته إلى
«المفضليّات) وهي مجموعة من شعر الجاهلية والإسلام جمعها
المفضل بن محمد الضبى”*'.
.41/1/ المحرر الوجيز )١(
: (؟) البيت لعوف بن الأحوص» وتتمته
«إذا حبست مضرجها الدُمَاك).
انظر : المفضليات .١75
(۳) المحرر الوجيز (قطر) .٤۸۳ /٦
(4) ذكر أن الذي اختارها هو إبراهيم بن عبد الله عندما اختباً في بيت المفضل» فلما
مات أظهرها المفضل فنسبت إليه. انظر: إنباه الرواة ٠٤/۳ المزهر ”7/ 58١غ»
بحوث وتحقيقات للميمني ۰/۱
منهج المفسرين في توثيق الشاهد الشعري —| [oor —
وقد زاد ابن عطية هذا الشاهد إيضاحاً في موضع آخر من تفسيره.
ونسبه إلى الشاعر فقال: «وشَّهرٌ مُضْرَ وهو رَجَبُ الأصم» سمي بذلك
لأنه كان لا يُسمعٌ فيه صوتٌ الحديد» وسَمّوه مُنْصلَ الأسنَّة؛ لأنهم كانوا
ينزعون فيه أسئة الرماح. وهو شهر قريش» وله يقول عوفٌ سن
الأحوص. . .“”. ثم ذكر الشاهد.
وفي شرح الأنباري للمفضليات: «قال أبو عبيدة: هذا شهر كانت
مشايخ قريش تعظمهء فنسبه إلى بنى أمية. . . وقال أحمد بن عبيد: شهر
بني أمية: ذو الحجة» كانت تعظمه قريش؛ لأنهم كانوا إذا قضوا الحج
تذاكروا آباءهم» فافتخروا بهم» وحص بني أمية على سائر قريش»”'.
ولم أجد قول الأصمعي عند غير ابن عطية» وقد جمع بينه وبين قول
النبي بل في حجة الوداع: (إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله
السموات والأرض» السنة اثنتا عشر شهراً منها أربعة حرم: ذو القعدة»
وذو الحجة. والمحرم» ورج مصر الذي بين جمادى وشعبان»7".
وذكر أن قول النبي ككةِ: «ورجب مضر» للتفريق بينه وبين ما كانت تفعله
قبائل ربيعة بأسرهاء فإنها كانت تجعل رجبها رمضان وتحرمه ابتداعاً
منها . وكانت قريش ومن تابعها في ذلك من قبائل مضر على الحق. فقرر
النبى كل ذلك» ونسبه إلى مضر إذ كان حكمه وتحريمه إنما كان من قبل
الى (O)
فريس .
ومن أمثلة توثيق المفسرين للشاهد الشعري من كتب الاختيارات
الشعرية المتقدمة» التى اعتمد عليها العلماء فى استشهادهم قول
. 5 المحرر الوجيز ه/ )١(
(۲) شرح المفضليات للأنباري »57١7/١ شرح اختيارات المفضل للتبريزي 7/ .۸٠٥
فرة أخرجه البخاري فى صحيحه؛ كتاب التفسير ٤1۷/١ › ومسلم في صحيحه 7/7 ۱۳۷.
() انظر: المحرر الوجيز 587/5 ۰٤۸۳ المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام ۸/
.608- AA
الزمخشري وهو يشرح معنى (الدين) في اللغة» وأنه بمعنى الجزاء:
لاومئه. . . بيت الحماسة :
ولميَبقَسِوىالعُدرَ انَوِنَاهُمْكمّادانوا)
والبيت معروفٌ القائل» وهو لشَّهُل بن شيبان المعروف بالفِئْدٍ
الرّمّاني عير أنه نسبه لديوان الحماسة لأبي تمام لشهرته » أو لنسيانه اسم
الشاعر وتذكره موضعه .
(010
بل إن الزمخشري عندما استشهد ببيت من شعر أبي تمام» وعلم أن
العلماء سيعيبون عليه ذلك» اعتذر لصنيعه بقوله: «وهو وإن كان محدثا
لا يستشهد بشعره في اللغة فهو من علماء بِيتٌ الحَماسةٍ العربية» فاجعل
ما يقولهُ بمنزلة ما يرويه» ألا ترى إلى قول العلماء: الدليل عليه»
فيقتنعون بذلك لوثوقهم بروايته وإتقانه» .
وقد نسب الزمخشري كثيراً من شواهده في التفسير لديوان
الحماسة“. وابن عطية يعتمد في كثير من شواهده على ديوان الحماسة
لأبي تمام وإن لم يصرح باسمه» وقد وجدت هذا بموازنة شواهده بديوان
الحماسة» وقد دلني على ذلك ما ذكره هو في فهرس شيوخه» من أنه
أخذ هذا الديوان بشروحه عن شيوخه .
هذه أهم صور توثيق رواية الشاهد الشعري عند المفسرين» وقد
تقدم كثير من أمثلة ذلك في مبحث «منهج المفسرين في إيراد الشاهد
الشعري» في هذا الفصل فيكتفى بما تقدم من الأمثلة هناك" .
.١١١/١ الكشاف )١(
(6) انظر: ديوان الحماسة 27١ شرح شواهد الشافية للبغدادي ۸.
.١١8/١ الكشاف )9(
() انظر: الكشاف TT «۱1/7 «۳1/۲ 1۳۸ 21١9/١ 4/ؤةه,. 100.
(5) انظر: فهرس ابن عطية .١١5 2١١5 50 انظر: ص۲۷۷ من البحث .
منهج المفسرين في توثيق الشاهد الشعري
الثاني: توثيق الشاهد من حيث الدراية:
أما توثيق الشاهد الشعري من حيث الدراية عند المفسرين»
فالمقصود به ما قام المفسرون به من خدمة للشاهد من حيث ضبطه»
وشرحهء وذكر رواياته وبيان معانيهاء ونفى ما قد يعتريه من التصحيف
والتحريف بضبطه بالعبارة بدلاً من الحركات» وكل هذا من صور التوثيق
التي عني بها المفسرون في تعاملهم مع شواهد الشعر الكثيرة في كتب
التفسير. وفيما يلي ذكر لأهم صور توثيق الشاهد الشعري من حيث
الدراية مع إيراد الأمثلة من كتب المفسرين .
١ ضبط روابة الشاهد:
عُني المفسرون بضبط روايات الشاهد الشعري» وإن لم تكن موضع
الشاهد في البيت لتوثيق قى الرواية. والحرص على تأدية متن الشاهد كما
روي» وهذه من أهم أوجه ضبط معنى الشاهد لترتب فهم المعنى
الصحيح على ضبط روايته» وتدقيقها. ومن أمثلة ذلك :
- الطبري عند تفسيره قوله تعالى: ذلك التب لا رب فد4
[البقرة: ۲] أورد قول ساعدة بن جُوَّيّةَ الهذلي شاهداً على معنى «الرّيب»
وهو قوله :
فقالوا: تركنًا الحيّ قد حَصَرُوا بو فلارَيْبَ أن قد كان ئم لج
قال الطبري: «ويروى «حَصَرُوا) و«خصِروا». والفتح أكثر» والكسر
جائز. يعني بقوله: حَصّروا به: أطافوا به» ويعني بقوله: لا ريب فيه:
لا شك فيه» وبقوله: أن قد كان ثم لَحِيمٌء يعني: قَتيلاًء يقال: قد
لحم إذا فيل .
فقد حرص الطبري على ضبط رواية الشاهد» وشرحه حتى يتضح
.۲۲۹/۱ انظر: ديوان الهذليين ۲۳۲/۱. (۲) تفسير الطبري (شاكر) )١(
(لشاهر (لشعري في تفسير القرآن الكريم
00“
المراد منه للقارئ» ويتبين وجه الاستشهاد منه» مع بيان الوجه الأكثر
استعمالاً عند العرب» وجواز الوجه الآخر.
- ومثل هذا قول الطبري: «وأما معنى التأويل في كلام العرب فإنه
التفسيرٌ والمرجعٌ والمصيرٌ. وقد أنشد بعض الرواة بيت الأعشى :
لی أنّهاكَانث اول حُبّها تاوذ ربعي السَّمَابٍ فَأَصِحَبَ(0
... وقد ينشد هذا البيتت:
على أنّها كانت توابع حُبّها | تواليَ ربعي السّقَاب فأَضْحبًا)”” .
فقد نبّه على أن للشاهد رواية أخرى لا شاهد فيها على المراد
توثيقاً للروايتين» وحتى لا يقع الباحث على الرواية الأخرى فيطعن في
الرواية الأخرى»ء وهذا من حرص المفسر على أن يضع أمام القارئ ما
يعينه على استجلاء معاني الشاهد الشعري الذي يورده.
وربّما ضَبط المفسر العبارة المحتملة في الشاهد بعبارة مَشهورة
الوزنٍ» حتى يزول اللبس» ومن ذلك أن الزمخشري أورد قول أوس بن
أبَنِي لْبَينى إن أمَكُمٌْ ةو ابد ف
قال الزمخشري في ضبطه: «وعُبَدُ بوزن حم . وهذا ضبط
مزيل للإيهام» وهو مناسب لضبط قافية القصيدة» ومنها قبل الشاهد :
أبني لْبَينى لسم بيار إلأيداليسَتلهاعضد
بني لبَينىلاأَحِقَكُمْ وَجَدَلِإلَهُبكمكماأجد
؟ - رد الروابة المشكوك فبها:
قد يتردد المفسر في قبول تفسير من التفاسير لآية من القرآن لعدم
)20030 انظر: ديوانه 117 .١
(۲) تفسير الطبري (شاكر) .7٠١6 ٠١5/1 (") انظر: دیوانه .١159
(5) الكشاف .1607/١
منهج ١ لمفسرين في توثيق الشاهد الشعري الامه أ
قناعته بأدلة ذلك التفسير»ء وقد يكون هذا الدليل شاهداً شعرياً لم يبلغه
بالرواية التي يستشهد بها لذلك الوجهء فيرد هذا التفسير لعدم صحة هذه
الرواية عنده» في حين تكون هذه الرواية قد صحت عند غيره فيستشهد
بها. وقد لاحظت أن أبا عبيدة قد تعقبه المفسرون بعده في كثير من
شواهده» وطعنوا فى بعض روايات الشواهد التى أوردهاء وردوا عليه
بالوجه الذي يحتج به هوء وهو شواهد الشعر واللخة والذي يبدو لي أنه
ما دام ثقة في روايته» غير مدخولٍ من هذه الجهة» فإن شواهده التي
يتفرد بها تبقى لها قيمتها ووزنها في ميزان العلم» وأنه لا ترد روايته مع
الثقة به لمجرد ورود رواية تخالفها عمن هو في مثل درجته من الثقة
وسعة الرواية. ولا سيما أن أبا عبيدة من مصادر الشواهد الشعرية عند
المفسرين فقد أخذ المفسرون بعده شواهده واستشهدوا بها في تفاسيرهم
من الطبري حتى الشنقيطي من المعاصرين» ولا سيما شواهده اللغوية
وهي الغالبة على شواهده.
ومن أمثلة رد المفسرين للشواهد التي ارتابوا في صحتها قول
الزمخشري عند تفسير قوله تعالى: #وما اثر بص [إبراهيم: ؟؟]
«والإصراحُ الإغاثة» وقرئ: «بمُصرخئع”'' بكسر الياء وهي ضعيفةً
واستشهدوا لها ببيت مجهولٍ :
قالّلها: هل لك يَاتافى قالت له: ماأنت بِالمَرْضِئيَ”".
فقد شكَكَ الزمخشري فى الشاهد» وضكّف القراءة» والشاهد
منسوب للأغلب العجلي”". وقد بالغ الزجاج في رد هذا الرجز فقال:
«وهذا الشعر مما لا يتلفت إليه» وعمل مثل هذا سهل» وليس يعرف قائل
)غ2 هی وجه فى قراءة حمرة» وفراءة يحيى بن وثاب والأعمش. انظر: السبعة ا
معانى القرآن للفراء ۲/ /اه.
(۲) الكشاف .00١/7 (۳) خزانة الأدب .٤١١/٤
الشامر الشعري في تفسير القرآن الكريم
ممه
هذا الشعر من العرب». ولا هو مما يحتج به في كتاب الله )7 .
ومن الأمثلة فول ابن عطية : (وحكى الزجاج أن العرب تعبّرٌ عمًا
يعقل وعمًا لا يَعقل ب«أولئك). وأنشْدَ هو والطبري:
2 المنازل بعدَمَئْزِلة اللرّى والعيشَ بعد أولنك الأبام'"
فأمًا حكاية أبى إسحاقٌّ عن اللغة فأمرٌ يُوقفُ عنده» وأما البِيتٌ
فالرواياً فيه اوا فرد ابن عطية هذه اروا للشاهد.
المع وَالبِصَرَ وَالْفوَاد کک کی ع م 5 الا [r على 5
«أولئك» تأتى للجمع القليل للتذكير والتأنيث» حيث لم يقل الشاعر: بعل
تلك الأيام» وكذلك الأمر فى الآية؛ لأن «تلك» يأتي للدلالة على الجمع
الكش 17 ,
وقد ورد هذا البيت في الديوان بشرح ابن حبيب كمأ قال ابن
عطية » وليس فيها شاهد لما ذهب إليه الطبري› وهي ٠.
ذم م المنازل بعل مَنزلة اللرَّى والعيش بعل : أولئك لأقوام“
0
في حين قد رَوَى الشاهدّ كما رواه الطبري المبرد“
والرمخشري ۷ واه بن هشاء”* » وغيرهو” . ولا يكاد يخلو منه كتاب
.١59 7/7 معانى القرآن وإعرابه )١(
(؟) انظر: معاني القرآن وإعرابه للزجاج */740.
(۳) المحرر الوجيز .195/١٠١
(:) انظر: تفسير الطبري (هجر) .0595/١5 (28) انظر: ديوان جرير ؟7/٠44.
(5) انظر: المقتضب ۰۳۲۱/۱ الكامل .٤۹/۱
(0) انظر: الكشاف .01١9/7”
(۸) تخليص الشواهد 2177 أوضح المسالك ١7/١ - 175.
(9) انظر: شرح المفصل لابن يعيش 2١75/7 *1ء تفسير البيضاوي ۱٤۲/۳ 25/5
شرح شواهد الشافية للبغدادي /٤ ۷٦۱٠ء شرح الشواهد للعيني »4٠8/١ شرح
الأشموني 2159/١ شرح التصريح .٠١۸/١
منهج المفسرين في توثيق الشاهد الشعري أومه أ
من كتب النحوء فلعل اعتراض ابن عطية على رواية الزجاج والطبري
لاطلاعه على رواية محمد بن حبيب فى شرحه لديوان جرير. ولم يطلع
على ما ذكره المبرد وغيره من المتقدمين . وصميع ابن عطية في رده لهذه
الرواية للشاهد يدل على عنايته بروايات الشواهد» ورده الرواية التى
يشك فى صحتها. وأمثلة التشكيك فى روايات الشواهد عند المفسرين
کر :7 . ١
۳ - إبراد الروابات الأخرى إذا دعت الحاحة:
وربما يورد المفسرون روايات أخرى للشاهد الشعري عند الحاجة
إلى ذلك» وربما يوردونها لمزيد بيان الشاهد وإن لم يكن ثمة حاجة
داعية لذكر الروايات الأخرى ولا سيما إذا كانت الرواية الأخرى لا
تتعلق بمحل الشاهد من البيت.
ومن أمثلة ذلك أن الطبري عند الحديث عن القراءتين الواردتين في
قوله تعالى: #وتك من س يِب يقِيقِ4 [النمل: 2177 حيث قرأها
بعضهم: #من س بالتنوين على أنه رجلّ اسمه سباأ""”': وقرأها
بعضهم: من سَباً» بمّنعها من الصَّرفِ على أنه اسم امرأة أو قبيلة!” قال
الطبري: «والصواب من القول في ذلك أن يقال: إنهما قراءتان
مشهورتان» وقد قرأ بكل واحدةٍ منهما علماءٌ من القراءء فبأيتهما قرأ
القارئ فمصيبٌء فالإجراء““ في سبأء وغير الإجراء صوابٌ؛ لأن سبأ
)١( انظر: الكشاف #/ 659, ۱۷١۱ء 751١/5 وغيرها.
(؟) هذه قراءة نافع وعاصم وابن عامر وحمزة والكسائي وأبي جعفر ويعقوب وخلف.
انظر: النشر .۲٥۳/۲
(۳) هذه قراءة ابن كثير برواية البزي» وأبي عمروء وروى قنبل عن ابن كثير إسكان
الهمزة. المصدر السابق.
(6) الإجراء من مصطلحات الكوفيين التي وضعها الفراء» وهو الصَّرْفٌ عند البصريين؛
آي : التنوين. انظر: دراسة في النحو الكوفي 777.
.بهن __الشاصر الشعري في تفسيرالقرآنالكريم
إن كان رجلاً كما جاء به الأثرء فإنه إذا أريد به اسم الرجل أجري» وإن
أريد به اسم القبيلة لم يُجْرَّء كما قال الشاعر'' في إجرائه :
الوارِدُونَ ونيم في ذراسّباً قدعَضٌ أعناقَهُم جلد الجواميس”"
يروى: ذّراء وذرى. وقد حدثت عن الفراء عن الرؤاسى أنه سأل
أبا عمرو بن العلاء: كيف لم جر سبأ؟ قال: لست أدري ما هو"
أي: فترك صرفه كما تفعل العرب بالأسماءِ المجهولة التي لا تعرفها.
وقال الفراء فى توجيه الروايتين: «من قال: «ذَرّى»“ جعل سباً
جيّلاء ومن قال: لدْرَى) اراد موضعا» ”. في حين وجهها البغدادي
فقال : امن قال: «ذرا) بالضم جعل جعل «سباً» جبلاً ومن قال * «ذرَا» بالفتح
أراد مو ضعا . وأظنّ كلمة «جيلاً» تصحفت إلى اجبلاً» عند البغدادي»
وإلا فلا فرق بين كونه جبلاً أو موضعاًء فهو مصروف في الحالين»
بخلاف ما إذا كان المقصود بالأول الجيل والقبيلة فإنه لا ينصرف.
فقد حرص الطبري على إيراد الروايتين ع للشاهد لأنه بهما يتبين وجه
الاستشهاد. ويفهم وجه القراءتين اللتين ذكرهما.
ومن الأمثلة على إيراد المفسرين للروايات الأخرى للشاهد الشعري
وإن لم تتعلق يمحل الشاهد قول الطبري عند تفسير قوله تعالى في أمر
مریم 4: للبلا ریا بقبول حَسَنِ وانہتھا تبات حا وکئلھا ِا € (آل
عمران: ۳۷] «فتأويل الكلام : وضَمّها الله إلى زكرياء من قول الشاعر:
)١( هو جرير بن عطية.
(؟) رواية الديوان: «تدعوك تيم وتيعٌ في قرى سّب». انظر: ديوانه 170/١
(۳) تفسير الطبري (هجر) ۳۸/۱۸.
)€( الذّرَى بالفتح : الکن وما يُسكّتر به تقول : أنا في ذَّرى فلا أي : في ظلو وحِمَايتو:
فإن كان المرادُ بسبأ القبيلةً كان المعنى أنَّ تيماً يحتمونٌ بسب ويمتنعون يها. وأ
الذرى بالضم فهي جمع ذِْرَةِ؛ وهي أعلى الشيء . وعلى هذا تكون
للمدينة. انظر: معاين القرآن للفراء 7١8/١ حاشية رقم ۲.
.٥۳۷ /۷ معاني القرآن ۳۰۸/۱. (1) خزانة الأدب )٥(
منهج المفسرين في توثيق الشاهد الشعري e
فهو لضلال الهوام كاف
يراد به: لِمَا ضَل مِنْ مُتفرّق النْعَمِء ومنتشرو ضَامٌ إلى نفسو
وجامع. وقد روي:
فهو لضَّلالٍ الهّوافي كافل
بمعنى: أنه لِمَا ند فَهَربَ من النّعم ضام من قولهم: هَفا الظليمء
إذا أسرعَ الطيران»”“. فقد أورد الطبري رواية أخرى للبيت» مع عدم
تعلقها بمحل الشاهد فيه» دلالة على معرفته بهذه الرواية اللأخرى.
وتوثيقاً للرواية الأخرى للبيت” ".
- انفراد المفسر برواية للشاهد:
قد ينفرد المفسرون برواية للشاهد لم ترد عند غيرهم. والطبري هو
الذى يكثر عنده ذلك لتقدمه. وأخذه للشعر عن رواته المتقدمين. ولا
سيما علب إماء الكوفيين في النحو واللغة في زمنه. ومما للاحظته في
تفسير الطبري أنه على الرغم من اشتهار تلمذة الطبري لثعلب إلا أنه لم
يشر إليه في روايته للشعرء ولم يرو عنه في ذلك شيئاً مع تطابق شرحه
للشعر مع شرح شيخه ثعلب في كثير من المواضع ولا سيما في شرح
شواهد زهير بن أبي سّلمى حيث وازنت شرحه للشاهد بشرح ثعلب
للديوان فوجدت تشابهاً كبيراً بين الشرحين» ولا أعرف عِلَدَ إغفال
الطبريّ الإشارةً لشيخه ثعلب في تفسيره» مع إشارته لغيره من العلماء.
ومن الشواهد التي انفرد الطبري برواية لها مخالفة لما رواه رواة
الشعرء قول حميد بن ثور الهلالي :
ذا كانت الخمسو أك لمكن لداب إلا أؤكموت طَبِيبُ
وقد استشهد به الطبري على هذه الرواية على دلالة لفظة الأم»
."5/8/5 لم أعثر على قائله: (۲) تفسير الطبري (شاكر) )١(
.٤۸/۲ ۰۲۲/۱ الكشاف .۳۷۷ ”17/57/5 تفسير الطبري (شاكر) )۳(
وسبب تسمية سورة الفاتحة بأم الكتاب» وشرح رواية البيت بأن الخمسين
سميت أمأ لأنها جامعة ما دونها من العددء فسماها أماً للذي قد
بلغها0؟ . وهذه الرواية أبلغ في الدلالة على المراد.
في حين رواها كل رواة هذا البيت لأبي محمد عبد الله بن أيوب التيمي :
إذا كانتِ الخمسونّ سِک لَمْ يَكْنْ 6 لِدائِك إلا أن نموت بي“
ولم ينسبها لحميد بن ثور غير الطبري فيما اطلعت عليه» وليس
هذا البيت في ديوان حميد المطبوع» ولم يشر إليه جامع الديوان» مع
وجود قصيدة له على وزن البيت وقافيته”" . ولم أجد من رواها قبل
الطبري بهذه الرواية» ووردت في الحماسة البصرية كما رواها الطبري
منسوبةً للتيمى”*2. فقد يكون الطبري رواها عن شيوخه» وقد يكون وَهَّما
منه لمشابّهته قصيدة حُميدٍ البائية .
- ومن الأمثلة أيضاً على انفراد الطبري بروايات للشاهد الشعري›
أنه عند تفسيره لمعنى الآية في القرآن» وأنها تحتمل وجهين في كلام
العرب» أولهما: العلامة» «والآخر منهما القصة» كما قال كعب بن
زهير بن أبي سلمى :
آلا ألما هذا المُعَرَضَ آبة أيقظانّ قال القولَ إِذْ قال أ حَلمْ
يعني بقوله: «آية». رسالة مني وخبراً عني» فيكون معنى الآيات
القصص التي تتلو قصة بفصول ووصول» . وهذه الرواية مخالفة لرواية
الديوان» حيث ورد في الديوان:
.٠١8- ٠١1/١ انظر: تفسير الطبري (شاكر) )١(
(؟) انظر: البيان والتبيين 2١95/7” عيون الأخبار ۳۲۲/۲ أمالى القالى / ١غ
محاضرات الأدباء 4194/7 وتعليق محمود شاكر في تفسير الطبري ٠١8/١ حاشية
رقم 5.
(۳) انظر: ديوان حميد بن ثور الهلالي .1١ 65٠
(5) انظر: الحماسة البصرية ۲/ ۸۸۷. (5) تفسير الطبري (شاكر) .١57/١
منهج المفسرين في توثيق الشاهد الشعري ov
ألا ألما هذا الممَرّضَ آنه أيقظانَ قال القول د قال ْم حل
وهي رواية ضعيفة» ورواية الطبري أقوى في الدلالة على المراد
منها؛ لأن کیا يرد على مزرد بن ضرار الذبياني أخي الشماخ الذي
غضب لما لم يذكره كعب في شعره حينما قال استجابة لطلب الحطيئة :
نَمَنْ للقوافي شأثها من يَحُوكها إذاما مضّى كعبٌ وفُوَّرَ جَرول
فذكر الحطيئة» ولم يذكر مزرد» فعضب مزرد . وهناك فائدة
جليلة في رواية الطبري لهذا البيت» وهي ورود الآية في اللغة بمعنى
القصة» وهذا معنى لم تذكره كتب اللغة» مع كثرة شواهده من الشعر كما
أشار إلى ذلك محمود شاكر كنار" .
ومن المواضع التي انفرد فيها الطبري برواية شعرية أجود وأصح
من غيرهاء ما ورد في تفسيره لمعنى «التفجرا في قوله تعالى: وَل ِن
جار لما يكَمَجر مه آلأنهلر# [البقرة: 74] قوله: «والتفجر: التفعل من
تفجر الماء وذلك إذا نزل خارجاً من منبعه» وکل سائل شخص خارجا
من موضعه ومكانه» فقد انفجرء ماءً كان ذلك أو صديداً أو غير ذلك
ومنه قول عمر بن لجا :
لما أن فرِنث | إلى جرير أبى ذُو طن إلا انفحرا
: إلا روجا ا وسيلان) 9 . والبيت ورد في المصادر الأخرى :
إلا اتحدار ٥» . ورواية الطبري أدل على المعنى» وأقرب إلى لغة
الشعر" . لأن دلالة الانفجار في البيت على الحال التي يقصدها الشاعر
في هجاء جرير أبلغ من دلالة الانحدار» مع عدم استعمال الانحدار
.15 انظر: ديوانه 156. (0) انظر: شرح ثعلب للديوان )١(
.” حاشية ٠١57/١ انظر: طبقات فحول الشعراء )۳(
.۲۳۸/۲ تفسير الطبري (شاكر) )٤(
./7/8 الأغانى ۳٦۹/۱ طبقات فحول الشعراء )٥(
(3) انظر: طبقات فحول الشعراء ٤١۲/١ حاشية ".
EEE الشاهمر الشعري في تفسير القرآن الكريم
للتعبير عن الماء ونحوه. وأكتفي بهذه الأمثلة . للدلالة على مكانة ابن
جرير الطبري خاصة» وتفرده دون غعيره بروايات أخرى للشواهد. دات
مضامين أجود من الروايات المشهورة فى كتب الشعر» وهى ذات قيمة
كبيرة لتقدم الطبري» وهو لا شك كان يتخير من الروايات التى يحفظها
للشواهد ما يتناسب مع المفردات القرآنية التي يفسرها.
٤ - التذبيه على ما قد يعتريه من الذ لتصحدف:
من العيوب التى تصيب الشعرء وتكون سسا لكثير من الاختلااف
فيه عيب التصحيف» وهو مصدر صحف يُصَحُْفُ الكلمة: إذا أخطأ في
قراءتها وروايتها في الصَحيفة لاشتباه الحروف» وهي لفظة مُولدة7"
وهو مأخوذ من الصحفي» وقد عرفه الأصفهانى فقال: «هو أن يقرأ
الشيء بخلاف ما أراده كاتبه» وعلى غير ما اصطلح عليه في تسميته» " .
وقد صنف فيه العلماءٌ كحمزة الأصفهانى”*'» والحسن العسكرئ °
وغيرهماء ولا يؤمنٌ التصحيفٌُ إلا بالرواية عن الأثبات من العلماء
مشافهة» وتوثيق ضبط الكلمة المحتملة للتصحيف بالعبارة حتى لا يقع
الناسخ في الخطأ والتصحيف. وقد تبه المفسرون على بعض العبارات
المحتملة للتصحيف في الشواهد الشعرية› ووثقوها بضبطهم لها بالعبارة
)١( انظر: تفسير الطبري (شاكر) 2١50/١ 595/7 /الا4.
(۲) انظر: لسان العرب ۲۹۱/۷ (صحف).
)۳( التنبيه على حدوث التصحيف ا
)٤( هو أبو عبد الله حمزة بن الحسن الأصفهاني ۲۸١( - ١٠۳ه)» كان متفنناً في الأدب
واللغة» عاش ببلده أصفهان ولم يغادرها إلا لبغداد» له مصنفات منها التنبيه على
حدوث التصحيف . انظر: إنباه الرواة ",.
(5) هو الحسن بن عبد الله العسكري 797( 787ه)» اشتهر بالأدب والشعر» وعرف
يكتابه الصناعتين» ومن كتبه شرح ما يقع فيه التصحيف والتحريف. انظر: معجم
الأدباء .۲١۸/۸
منهج المفسرين في توثيق الشاهد الشعري =| |
ومن أمثلة ذلك قول ابن عطية عند تفسير قوله تعالى: #جدارا بريد
أن نفص ام4 [الكهف: ۷۷] وهو يبين القراءات في قوله: # ينقَضٌ +
اوقرأ علي بن أبي طالب ولب وعكرمة:(أن ينقّاصَ) بالصاد غير
منقوطة'''. بمّعنى: ينشق طولاًء يقال: انقاصّ الجدارٌء وطيٌ البئرء
وانقاصَتٌ السنٌ إذا انشقت طولاًء وقيل: إذا تصدعتٌ كيف كانٌ» ومنه
قول أبي ذؤيب :
را قيص السْنٌ فالصيرَِنةُ لكل أناس راوجبو
ويُروى البيتٌ: عَبْرَةٌ وحَُبُورٌ بالباء والحاء»". وقال الزمخشري :
(انقاصَ البناءٌ والبئرٌ والرملّ وغيرٌهاء وتقيّصتٌ: انهارت)7*'.
فقد حرص ابن عطية على ضبط الكلمة في الشاهد بالعبارة» وأنها
بالباء والحاء المهملتين» حتى يتضح معنى الشاهد على الروايتين. ولم
أجد من نبه على هذه الرواية للبيت غير ابن عطية””“.
ومن الأمثلة أيضاً على توثيق الشاهد بضبط عبارته قول ابن عطية
عند تفسير قوله تعالى: وما نَقِمُ ينآ إل أ َمَنَا بات را لما جتن
[الأعراف: 5؟١] وهو يَبَيْنْ القراءات في قوله: #لَيقم# وأن الجمهور قرأ
بكسر القاف. وقرأ أبو حيوة وغيره بفتحها: «وهما لغتان. قال أبو حاتم :
الوجه في القراءة كسرٌ القافي» وكل العُلماء أنشدّ بيت ابن الرّقيّات :
مانقموامن بني أمية 0
)١( انظر: مختصر في شواذ القرآن لابن خالويه .۸٤
(۲) انظر: ديوان الهذليين .١78/١
(۳) المحرر الوجيز (قطر) 9/ “الا _ 9/4.
)٤( أساس البلاغة ٥۳١ (قيص). (5) انظر: شرح أشعار الهذليين .55/١
(1) والبيت بتمامه :
مائَقَمُوا من بني أمبَّةَإِلّا أُنَّهِمْيَحْلُمونَإنْ َضبوا
انظر: ديوانه 5.
- الشامر (الشعري في تفسير القرآن الكريم
بفتح القاف'. في حين ذكر الأزهري أن بيت ابن الرقيات
«يُروى بالفتح والكسر نَقَّموا وتَقِموا"""» ونقلَ الأزهري عن الزجاج
قوله: «يُقالُ: نَقَمْتٌ على الرجل أَنْقِمُ» ونَقِمْتٌ عليه أَنْقَمُء والأجودٌ
نَقَمْتٌ أَنْقِعُ» وهو الأكثر في القراءة». فربما يكون ابن عطية لم يسمع
برواية الكسرء وأنها لغة كما قال الكسائي: ١تَقِمْتُ بالكسر لغة“ .
وقد أورد ابن عطية الشاهد هنا لتقوية القراءة الشاذة» والذي يعنينى
هنا هو حرص ابن عطية على ضبط الشاهد بالعبارة» حتى لا يدخل
الوهم على القارئ» حيث ذكر أن جميع العلماء أنشد هذا البيت بفتح
القاف» وهو كما قال . والشواهد الشعرية المحتملة للتصحيف قليلة في
كتب التفسيرء ولم أصادف إلا القليل من الأمثلة.
SSS
.٤١/١ المحرر الوجيز (قطر) )١(
(۲) تهذيب اللغة 23١7/9 لسان العرب ۲۷۲/۱٤ (نقم).
(۳) تهذيب اللغة )٤( .7١7/4 انظر: الصحاح .5١505/0
/١ الشعر والشعراء 2751١ 7/7” البيان والتبيين 2677/١ انظر: طبقات فحول الشعراء )٥(
شرح 27١8/7 شرح نهج البلاغة ۲۹٠/۱ الأغاني 97/54. 154. اللآلي ,14
.۲۸۹/۷ خزانة الآدب 25١١ شواهد المغني
لج اي ضري
المبحث الخامس
الأغراض جَمعٌ غْرَضٍ» وهو الشيءٌ ينصبٌ فيرمى فيه» وهو
الهدف”.
والمقصود بيان الأهداف التي أرادها المفسرون من إيرادهم شواهد
الشعر في تفسير القرآن الكريم. وقد تعددت أغراض المفسرين الخاصة
من إيراد شواهد الشعرء وسبقت الإشارة في الباب الأول من البحث إلى
أنواع الشاهد الشعري في كتب التفسير مع ضرب الأمثلة لكل نوع» وهذا
المبحث يتعلق به من حيث إن الأغراض التي وردت لها الشواهد هي
الأنواع التي صنفت تحتها الشواهد الشعرية من وجه آخر. مع شيء من
الاختلاف في زاوية عرض المسألة.
وقد تتبعت كتب التفسير محل الدراسة وحاولت تحديد الأغراض
العامة والخاصة التي أورد المفسرون الشعر في كتبهم لتحقيقهاء ورتبتها
بحسب كثرة شواهدها في كتب التفسير» فوجدتها لا تخرجٌ في أغراضها
العامة عن الاستشهاد. والتمثل» فى حين كان لغرض الاستشهاد الذي
عليه مدار الرسالة تفصيلات متنوعة» وسأفصل القول فيها فى هذا
المبحث» مورداً الأمثلة الدالة على ذلك من كتب التفسيرء وسأكتفى فى
كل مسألة بمثالٍ واحدٍ لدى كل مفسر متى وجدت لديه ما يصلح التمثيل
به» والإحالة في الحاشية لمزيد من الأمثلة» إلا إن اقتضى المقام إضافة
بعض الأمثلة لبيان مسألة من المسائل الداخلة في البحث.
)١( انظر: تهذيب اللغة 8//اء» لسان العرب 07/٠١ (غرض).
EN الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
الغرض الأول: الاستشهاد :
هذا أوسع أغراض ورود الشاهد الشعري في كتب التفسير. وهو
فى اللغة استفعال من الفعل (شهذاء ومعناه طلب الشهادة على صحة
لفظة أو تركيب بشواهدٍ الشعر بشروطه التي سبق تفصيل القول فيها.
وهذا الغرض ينتظم تحته صورا كثيرة» وجزئيات متناثرة» وتسهيلا
لعرضه ودراسته يُمكنْ تقسيمه إلى الأقسام التالية :
أولا: الاستشهاد اللغوي:
وهو الاستشهاد بالشعر في إثبات الدلالة اللغوية» وهذا يتعلق ببيان
معاني الألفاظ في القرآن الكريه بصفة عامة» ومنه شواهد غريب القران
وهي أكثر الشواهد الشعرية وروداً في تفسير الطبري وابن عطية
والقرطبي» ومنه بيان أصول اشتقاق المفردات اللغوية» وكذلك بيان
درجة فصاحة بعض اللغات وأصالتهاء وما يتعلق بمسائل الصرف ونحو
ذلك من قضايا اللغة في كتب التفسير. وشواهد المفسرين في باب اللغة
لا تخرج عن شواهد الشعر المنقولة عن شيوخ اللغة المتقدمين كالخليل
وأبي عمرو بن العلاء» وأبي عمرو الشيباني» وأصحاب كتب المعاني
وغريب القرآن كأبي غعبيدة» والأصمعي» وأبي حاتم السجستاني» وابن
قتيبة وغيرهم رحِمّهم الله أجمعين .
ويتميز الإمام الطبري دون غيره من المفسرين بإضافته شواهد كثيرة
في باب اللغة» لم ترد في كتب المعاني والغريب» بل زاد عليها من
مروياته ما يساوي النصف تقريباء وقد تقدم بيان عدد الشواهد في كتب
المفسرين» فأغنى عن إعادته. وقد انفرد المفسرون بشواهد لم يستشهد
بها من سبقهم في كتبهم المطبوعة» كما انفردوا ببعض الروايات لشواهد
)١( انظر: لسان العرب ۲۲۳/۷ (شهد).
أغراض إيراد الشاهد الشعري عند المفسرين
معروفة» وقد سبقت الإشارة إلى بعض الشواهد التي انفرد بها الإمام
الطبري. ومن الأمثلة القليلة التي عثرت عليها لتفرد ابن عطية في تفسيره
استشهاده بقول علوان بن قيس" :
وكيل دجي قد نَنَفُسَ فَجرهُ 2 لهم بعد أن خالوة لن يتنفْسَا"
وقد استشهد به على معنى قوله تعالى: تلصح إا س 409
[التكوير: 1۸] وأن معنى تنفس الصبح أي : استطار واتسع ضوءه”” . )
والاستشهاد اللغوي في كتب التفسير له صور كثيرة» رأيت تقسيمها
وإيراد الأمثلة على كل صورة منها من كتب التفسير؛ ليتضح الغرض
الدقيق من الشاهد الشعري» والمعنى الذي ساق المفسر له هذا الشاهد.
وأهم صور الاستشهاد اللغوي في كتب التفسير ما يلي :
الاستشهاد لبيان معاني المفردات:
وهذه الصورة هي أكثر صور الاستشهاد اللغوي بالشعر في كتب
التفسير» وقد سار المفسرون في هذا على منهج أصحاب غريب القرآن.
ومعانى القرآن» الذين استخدموا الشعر فى بيان معانى المفردات»
وتأصيلها في اللغة أكثر من أي غرض آخر. وأمثلة هذه الصورة كثيرة:
ولا تكاد تمر بك صفحة أو أكثر إلا وتعثر على شاهد شعري يستشهد به
المفسر لبيان معنى لفظة من ألفاظ القرآن الكريم. وشواهد أصحاب
غريب القرآن» ومفرداته من هذا الباب. وسأقتصر على الأمثلة التالية :
١ - استشهد الطبري لبيان معنى كلمة «أواب» فى قوله تعالى:
ڈگ عدا کاود ذا الک إل أوََتْ4 [ص: ]1١ وأَنّه بمعنى التائب من
الذنب» الراجع من معصية الله إلى طاعته» ومما يكرهه إلى ما يرضاه:
بقول عبيد بن الأبرص :
)1( لم أجد له ترجمة فيما بين يدي من المصادر.
(۲) لم أقف عليه عند غير ابن عطية. (۳) انظر: المحرر الوجيز .۲٤١/١١
_ا ب _الشاضر الشعري في تفسير القرآن الكريم
وَكُلْنِيحَيِبِةيَفُوبُ وقَانب الموتِ لايَفوث“
وهذا استشهاد للمعنى اللغوي». وأن العرب تعنى بهذه اللفظة هذا
المعنى» ومنه شاهد عبيدء وقد استشهد بهذا الشاهد غيره من المفسرين
لهذا المعنى"» ولغيره ". ولم أر أصحاب غريب القرآن استشهدوا به
مح ورود مادة «أوب) في القرآن“ .
- استشهد ابن عطية بقول الأعشى :
اك وقد أَسْأَرَتْ في الفؤاوي صَدعاً على نأيها مُستطِير(”
على أنَّ السؤرٌَ هو البقيةٌ من الشيء» والقطعة منه تسمى سؤراً
أيضاًء فمعنى البيت: أن صاحبته قد تركته وأبقت فى فؤاده صَدْعاً بسبب
فراقهاء واستدل ابن عطية بهذا الشاهد على أن مَن همز لفط السورة فقال
«سؤرة)» فإنه يعنى بها القطعة من الشىء» فكذلك السورة من القرآن»
سميت بذلك لأنها قطعة نے 1
۳ - آراد القرطبي أن يبين معن قوله: # اشوین في قوله تعالى :
#وَاسْتَعِيئأ بألصَّبْرٍ لصوو وا ككية إِلَّا عل لكين 40 [البقرة: .]٤١
فذكر أن ن الخاشعيد جَمعٌ مم خاشع» وهو المتواضع» ثم نقلَ قول الزجاج:
«الخاشع الذي يرى أثر الذل والخشوع عليه» كخشوع الدار بعد الإقواء.
هذا هو الأصل)'". : ثم استشهد لهذا المعنى بقول النابغة :
.۱٤۳ انظر: دیوانه )١(
(۲) انظر: الجامع لأحكام القرآن .٠١۹/۱٩
(۳) انظر: المحرر الوجيز (قطر) 094/8.
(5) انظر: المفردات للراغب ۹۷ء عمدة الحفاظ للسمين ١/٤١٠ء المعجم المفهرس
لألفاظ القرآن .1١75 2١77
(5) انظر: ديوانه ۱۳.
(3) انظر: تهذيب اللغة ٤۷/۱۳ لسان العرب ١777/5 (سأر).
0) انظر: المحرر الوجيز 577/١ مجاز القرآن .0/١
(4) الجامع لأحكام القرآن ."1/5/١
أغراض إيراد الشاهد الشعري عند المفسرين الاه|ا
رمَا تَكُحلٍ العين لأباً أبيئُه وثُوي كَجذم الحوض ألم اشع“
وهذا شاهد لغوي على أن النؤي وهو الحاجز من التراب الذي
يقام حول الخبًاءِ حتى لا يدخله الماء”'' إذا درست معالمُه يوصف
بالخشوع. قال الأزهري: «وجدارٌ خاشمٌ إذا تدّاعى واستوى مع
الأرض)”". فكذلك المؤمن الخاشع في صلاته وُصِفَ بذلك لأنه يرمي
ببصره إلى الأرض وتسكن جوارحه. قال الليث: «حَشَعَ الرجل يَحْسَّعْ
ُشُوعاً إذا رَمَى ببصره إلى الأرض“. وهو قريب المعنى من
الخضوع”". إلا أن الخضوعَ في البدن» والخشوع في البدن والصوت
والبص © ,
٤ - وقد يستعين المفسر بالشعر ليتعرف على عرف العَرب في
استعمال لفظةٍ وردت في القرآن الكريمء لتحديد مدلولها الدقيق في
الاستعمال القرآنى» نظراً لعمومية تفسير المفسرين للفظة فى القرآن. وهذا
منهج يتخذه بعض المفسرين عند البحث في معاني بعض المفردات التي
كان تعبير المفسرين عن معناها غير دقيق. وأكتفي بمثالٍ في تفسير ابن
ذكر ابن عطية عند تفسير قوله تعالى : ليبن كَزَّوَا سا کان لَه
.۳۰ انظر: ديوانه )١(
(۲) انظر: شرح القصائد السبع الطوال ۲٤۳ المذكر والمؤنث لابن الأنباري 2770/١
شرح القصائد المشهورات لابن النحاس ١186 /١6صصخملا »٠١١ شرح القصائد
العشر .٠١7
(۳) تهذيب اللغة /١ ١١٠٠ء لسان العرب ٠٠١ /٤ (خشع).
)٤( هو الليث بن المظفر اللغوي» من علماء اللغة المتقدمين» نسب له الأزهري وغيره
وضع كتاب العين المنسوب للخليل بن أحمدء انظر: تهذيب اللخة ۰۲۸/١ إنباه
الرواة ۳/ ٤١ معجم الأدباء .٤۳/١۷
.187 /۲ انظر: مقاييس اللغة )5( .٠١١/١ تهذيب اللغة )٥(
(۷) انظر: تهذيب اللغة 2197/١ لسان العرب ٠٠١/5 (خشع).
oV الشاهر الشعري في ته تفسير القرآن الكريم
يتوأ فيها»* [الأعراف : ”4] أن معنى (يَعْنوا فيها)؛ أي : يقيموا ويسكنوا.
وذكر ذلك غيره من المفسرين” ٠ غير أن ابن عطية أضاف تفصيلاً جيداً
لمعنى هذه اللفظة بعد أن استقرى شِعْرَ العرب فقال: «وعَِْتَ في المكان
إِنّما يقال في الإقامة التي هي مُقترنة بتنهّم وعيش مَرْض » هذا الذي
استقريت من الأشعار التي ذكرت العربٌ فيها هذه اللفظة . فمن ذلك قول
الشاع"
وقد نغْنى بها وتّرى عُصُوراً بهايَفْتَدْننا الخُرُدَ الخدالا“
ومنه قول الآ °
ولقديَعْتَى بهاجيرائك ال مُميكوينك بعهد ووصال“
أنشده الطبري”'' . ومنه قول الآ"
لاحي مِنْ أجل الحبيب المَعًاني“ n
ومنه قول ملل :
)١( انظر: تفسير الطبري (هجر) 23”3750/٠١ معاني القرآن للزجاج ۳۹٦/۲ معاني القرآن
للنحاس ٥٥/۳ الجامع لأحكام القرآن 70١/17 - 2507 تفسير ابن كثير ۳/ .٤٤٥
(۲) هو المرار الأسدي كما في الكتاب 2/8/١ ونسبت خطأ لابن أبي ربيعة في بعض
المصادر. انظر: شرح أبيات الجمل للبطليوسي .٠١5
(۳) بها أي بالمنزل» نه لما أنه في معنى الدارء والعصور: الدهورء نصبه على الظرف»
يقتدننا : يَمِلنَ بنا إلى الصباء والخْرّد: : جمع خريدة» وهي الحَهِرة الحَية) والخدال :
جمع م خدلة. وهي الغليظة الساق الناعمة. الكتاب ١/8لاء المقتضب 75/5 لالاء
الجمل ۰۱۲۸ شرج جمل الزجاجي لابن هشام 1917.
(4) هو عبيد بن الأبرص. (5) انظر: ديوانه .۱۱١
(5) انظر: تفسير الطبري (هجر) .575/٠١
(۷) هو أبو حية النميري
(A) صدر بیت» وعجزه:
.................. الْبِسُنَ البلى مما لَبِسُنَ اللياليا
انظر: أمالي القالي ؟/ »١186 العمدة في صناعة الشعر ونقده /١ 000.
أغراض إيراد الشاهد الشعري عند المفسرين 0۷۳
عَيِبَتْ دارنا تَهامَةَ في الد نر وفِيهابَئُومَعمَدٌ لوا
ويْشبة أن تكونّ اللفظة من الاستغناء. وأَمًا قولة : کان ل تقر
بلاس [يونس: 175 ففيه هذا المعنى؛ لأنَّ المراد: كأنْ لم تكن ناعمة
نضرةً مستقلة» ولا توجدٌ فيما علمتٌ - إلا مقترنة بهذا المعنى» وأما
قول الشاع *") ظ
قينا رّماناً بالتصعلك والهِئّى وكلا سَقَانَاهُ بكأسيهما الدّهد
فمعناة: استغنينا بذلكَ. ورضيناه» مع أن هذه اللفظة ليست مقترنةً
بمكان» © .
فقد تتبع ابن عطية معنى هذه اللفظة الدقيقَ في أشعار العرب›
واستخرج المعنى الدقيق الملازم للفظة» وأنه لا يقال: «عَنِْيَ بالمكان)
إلا في الإقامة المُقترنة بتنعم وعيش مرض » ون العرب لا تقول لمن أقام
بعيش مُضْن أنه عَنِيَ بالمكان. وهذا التتبع لمعنى هذه اللفظة لم أجده في في
معاجم اللغة» كما كما وجدته هناء مما يدل على جهد المفسرين في بيان
عدد من الألفاظ اللغوية» بياناً معجمياً أغنوا به المادة المعجمية
العربية(© .
وهذا يعطى اللفظة فى القرآن معنى إضافياً فوق مجرد الإقامة» وهو
أن هؤلاء الأقوام الذين كذبوا الرسل جاءهم العذاب الذي استأصلهم من
أرضهم التي كانوا يتنعمون فيهاء ويتقلبون في نعييها فكان هذا أبلغ في
عذابهم» ولم يبق من الحياة الناعمة» والعيش الرغد أثر» ولم يعْن عنهم
من الله شيئاً .
() انظر: ديوانه 16. (۲) هو حاتم الطائي.
(5) انظر: تهذيب اللغة 2.73١١/8 الصحاح 25559/5 مقاييس اللغة 2791/5 لسان
العرب ITA. "5/1١
61 الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
5 ريما يورد المفسرون شاهداً من الشعرء لا للاستشهاد به على
معنى المفردة» وإنما لنفي توهم دلالته على معنى بعينه .
ومن ذلك أن ابنَ عطية عند تفسير قوله تعالى: لاثم نِم فيه لتر
قدا هم قِيَاهُ ينَظرُوق4 [الزمر: 14] ذكر اختلاف العلماء في معنى الآية
وأن منهم من ذهب إلى أنها ثلاث نفخاتٍ بدليل حديثِ أبي هريرة أن
للملك في الصور ثلاث نفخات : نفخة الف وهو فزع الحياة الدنيا»
وليس بالقزع الأكبر» ونفخة الصَّعْقَء ونفخة القيام من القبور”" .
٠ ومتهم مَنْ ذكرٌ أنهما نفختان» واستدلوا بأدلة منها قوله تعالى: ن
تفَِ فيه رى وقالوا: إن «خرى» لا تقال إلا في الثانية. فقال ابن
عطية : «والقول الأول أصحٌ: وأخرى يقال في الثالثة» ومنه قول ربيعة بن
مكدم :
ولقد شَمَعْتُهُما بآخرَّتَالِث" ا
ومنه قوله تعالى: وة اة الى 9© [النجم: ۳۲۲۰
غير أَنَّ هناك شاهداً من الشعر قد يدل على غير ما ذهب إليه ابن
عطية فأورده للتنبيه على أنه لا يعارض ما ذهب إليه فقال: «وأمًا قول
الشاعر:
ججَعَلَدْلَهَعُودَبِنِوِنْ | نشم وآخرَيِنْثمامه0
فحتمل أن يُرِيدَ به ثانياً وثالثًء فلا جد ٠» .
فقد أورده ابن عطية لغرض التنبيه على أنه لا يعارض ما ذهب إليه
جا
60 أخر جه الطبري في تفسيره (هجر) ١؟/105.
(۲) صدر بیت» وعجزه:
0٠0600066660600 وأبى الفرارٌ لِىَ العداة تَكَرِّمِي
انظر: الأغانى 51/1١5 (ط. دار الكتب).
(۳) المحرر الوجيز ١6/١7 - 15.
(4:) تقدم تخريجه وهو لعبيد بن الأبرص . )٥( المحرر الوجيز 1١8/١7 -175.
أغراض إيراد الشاهد الشعري عند المفسرين NF
ف
في تمسيره ه لقوله تعالى : او فيك فيه رى [الزمر: 4"]ء وليصرفه عن
الدلالة على خلاف قوله الذي ذه ذهب إليه.
الاستشهاد للتفريق بين المعاني المشتركة:
قد يورد المفسر الشاهد الشعري للتفريق بين معاني مشتركة ورد
بعضها في القرآن الكريم
١ - من ذلك قول الطبري: «ولا نعرفٌ «انظرنا» في كلام العرب
إلا بمعنى: انتظرناء وانظر إلينا.
فام (أنظرنا» بمعنى : انتظرناء فمنه قول الحطيئة :
ى ل و 6 (
ون نکم لو لوزت بوماً يجيءُ بها مَسْحِى وإنساسي”
وام «انظرنا»» بمعنى: انظر إليناء فمنه قول عبد الله بن قيس
الرقيات :
ظَامِراتُ الجَّمال والحُسْنٍ يَنَظَد نّكمايّنظٌِ الأرَالَ د الظباء"
بمعنى . : كما ينظرَ إلى الراك ك الظبائغ)0” .
)١( هذا الشاهد ملفق من بيتين» وقد خلط الطبري هنا بينهماء لطبيعة الإملاء لتفسيره:
فقد رواه على وجهه في تفسيره من قبل كما في ۷/۲ ۸ ورواية البيتين في
الديوان :
لقدم مَرَسِتُكُمْ لو أ وركم يوماً يَجِيءُ بها مَسُحي وٳنساسِي
وقد نَظَرْتكم إعشاء صادرة للخمس طال بها حوزي وتنسّاسي
قال محمود شاكر تعليقاً على هذا الوهم : «وهذا خطأ لا شك فيه فى رواية البيت»
وأثبته على حاله؛ لأنه دلالة على عجلة ألى جعفر أحياناً فى كتابة تف د ودليل على
حفظه الشعرء ولولا ذلك لم يخلط هذا الخلط .. ولولا أن أنبت حال أبي جعفر في
كتابه» لألغيت البيت المذكور في المتن» ولوضعت هذا البيت. .٠.. انظر: تفسير
الطبري (شاكر) ۸/ ٤۳۷ حاشية رقم ۵ وديوان الحطيئة ٤0٥ -55.
(۲) رواية الديوان:
«ظاهرات الحسمال والسّرو..). ا ا 0
وهى أجود» والسَّروٌ هو الشّرفُ. انظر: ديوانه ۸۸.
(۳) تفسير الطبري (شاكر) ٤۳۷/۸ ۔ 484.
ا شار (لشعري في تفسيرالقرآنالكريم
فالطبري قد أوردًٌ شاهدين من الشعر للتفريق بين معنى انظرنا من
الإنظار»ء وانظرنا من النظر بالعين الباصرةء وأن هذين المعنيين هما
المعروفان | من معاني > هذه اللفظة 3 العربية» وهذا خرص من أغراض
١ وس أمثة لك عند الطيري في تفسيرهالمعنى 4 ف
قوله تعالى: الوم رت عَذَابَ ألْهُونِ [الأنعام: *9] حيث قَرَّقَ بين
الْهُونِ بضم الهاء وفتحها فقال: «العرب إذا أرادت بالهُونٍ معنى الهّوان
ضمت الهاء. وإذا أرادت به الرّفنَّ والذَّعةَ وخفة المؤونة» فتحت
الهاء»"'". ثم استدل بقول جندل بن المثنى الطهوي”" :
.اماه ةي > 8 (Ds
رقف يام تقض أن هونا وألْمَى كل شيخ فَخْرَه"
على فتح الهاء. وبقول دي الجدن الحميري :
مَُوْنَكَمالايَدْدٌ الدهرٌمافانا هلکا أسفأ في إثر مَنْ مات
واستدرك الطبري فقال : اوقد حي فا فتح الهاء في ذلك يمعنى
)0(
ياوس وز الو عد لكر لون
7
.04١/1١١ تفسير الطبري (شاكر) )١(
(؟) شاعر إسلامي راجزء كان يهاجي الراعي النميري. انظر: سمط اللآلي للميمني ؟7/ 5514.
(۳) لم أعثر عليه عند غير الطبري.
(5) السيرة النبوية لابن هشام ۳۹/١ الأغاني .7١/١7
25١6 لم أجد من نسبه لعامر ء غير الطبري» والمشهور أنه للخنساءء وهو في ديوانها )٥(
۸۷ وعيون الأخبار ١/١٠٠ء وقواعد الشعر لثعلب »٤۲۷/١ والحيوان
وغيرها. ١47/17 والأغاني
أغراض إيراد الشاهد الشعرى عند المفسرين ۷۷
اتک 22س 6
اذهب إليك فما أمّي براعية ٠ ترعى المَخاض ولا أغضي على الهو
يعني : على الهّوانِء وإذا كان بمعنى الرَّفْقَء مَمَنْحها)"''.
فقد ورد الطبري أربعة شواهد من الشعر للتفريق بين معنى الهّونٍ
بفتح الهاء وهو الرّفقٌ والسكينة» وبضمُها بمعنى الهوان» ران هذا هو
امروف المشهور من كلام العرب» وأنه قد يأتي الْهَرْنْ بث بفتح الهاء
بمعنى الْهُوَانِ كما في البيت الذي نسبه الطبري لعامر بن جوين 3 هذا
قليل في كلامهم .
وهذه صورة من صور الاستشهاد اللغوي بالشعر في كتب التفسيرء
ولكنها قليلة» وأكثر من يعنى بها الطبري وابن عطية في تفسيريهما. وما
ذكره الطبري في التفريق بين المعنيين أجودٌ هما ذكره امل الغريب» من
حيث كثرة الشواهد» ووضوح الدلالة» ومعرفة القائل ' ' والمعاج
اللغوية في التفريق بين المعنيين .
۴ عند تفسير ابن عطية لقوله تعالى: أل لَحكُم ليك ايار
رمف ِل نايك 4 [البقرة: /1417]» فسّرٌ الرفتٌ بأنه كناية عن الجماع ؛ لذن الله
تعالى كريّم يُكنْي . ثم قال تفريقا بين معناه في الآية؛ ومعناه في سياق
آخر: «والرَّقَتُ في غير هذا ما فَحْشَ من القول» ومنه قول الشاعر” :
)١( هذا من الشواهد الملفقة» التي رواها الطبري في تفسيره. والبيتان كما في المفضلية
۲١ هما:
عَفْ يؤوسٌ إذا ما خِفتُ مِنْ بَلَّدٍ ١ شُوناًء فلستُ بوثَّافٍ على الهُونِ
عَنّىي إليك فما أَمّي براعية ترعى المَخاضَ» وما رأيي بمغبون
انظر : المفضليات 2١5١ وقد رواه كما عند الطبري في لسان العرب ١54/١6 (هون).
(۲) تفسير الطبري (شاكر) .٥٤١ _ 054١/١١
(۳) انظر: مجاز القرآن ۲٠٠/١ المفردات ۸٤۸ - 24494 عمدة الحفاظ 508/5.
(5) انظر: الجمهرة» تهذيب اللغة 5/ ٠٤٤١ مقاييس اللغة »7١7/57 لسان العرب ١577/١6
١560 (هون).
(5) هو العجاجء وسبق تخريج الشاهد.
0۷۸ الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
عن اللّغا ورَفَّثِ التكلم”
فأورد الشاهد استشهاداً على معنى آخر غير المعنى الذي ورد فى
الآية الكريمة؛ للتفريق بين المعنيين. ۰
الاستشهاد لدان لشتقاق المفوردات:
من صور الاستشهاد اللغوي بالشعرء الاستشهاد به لبيان اشتقاق
لفظة › أو الدلالة على لفظة مشتقة من لفظة أخرى وردت بمعنى آخر في
الشعر» وهذا يعين المفسر على تتبع الدلالة الدقيقة للفظة القرآنية التي
يفسرها. ومن أمثلة هذه الصورة في كتب التفسير ما يأتي :
١ ۔ عند تفسير قوله تعالى: فل إِنّهُ يفول لها رة لا دلول تير
لْأَرضٌ ولا قى لَلْوَتَ سَلَْمَةُ لا سيد فبها [البقرة: ]۷١ أراد الطبري تفسير
معنى (الشية)» وبيان أصل اشتقاقها فقال: يعني بقوله : لا شي يْيَّدَ ضِها»
لا لون فيها يُخالف لون جَلدِهاء وأَصلّه مِن وَشي الثوب, وهو تَحسينٌ
عيوبه التي تكون فيه» بضروب مختلفة من ألوان داه ولحمته. .
قيل للساعي بالرجل إلى السلطان أو غيره: واش ؛ لكذبه عليه عنده»
وتحسينه كَذْبَهُ بالأباطيل. يقال منه: وَشَيْتُ به إلى السلطانٍ وشايةً ومنه
قول كعب بن زهير:
تسعى الوْشاة جَنَابِيها وقَولهُمُ: للك يا ابنَ أبي سُلْمى لَمَقْتَولُ9'
والوشاةٌ جَمعٌ واش» يعني أنّهم يتقولون بالأباطيل» ويُخْبِرِوتَهُ أنه
95 لحقّ بالنبي کل تل .
فقد أبان عن أصل اشتقاق كلمة ##شيّة» في الآية» وأن كلمة
(الواشي) مشتقة مشتقة من هذا الأصل اللغوي» الذي هو أحد أصلين لهذه
.84 المحرر الوجيز ۸۸/۲. (۲) انظر: ديوانه )١(
.۲٠٠ /7 تفسير الطبري (شاكر) )۳(
أغراض إيراد الشاهد الشعري عند المفسرين ___ - ل | 61/4
اللفظة» التي يقول عنها ابن فارس: «الواو والشين والحرف المعتل :
أصلان. أحذهما يدل على تحسين شىء وتزيينه» والآخرٌ على نّماء
وزيادة. 00(
الأول : وَشَيتٌ الثوبَ» أشِيه وَشْياَء ويقولون للذي يكذبُ ويَّيِمُ
ويزخرف كلامّه: قد وَشَىء وهو واش
والأصل الآخر: المرأة الواشية: الكثيرة الوَّلَدِ. .. والوشي
الكثريٌ .
١؟ وقال الطبري عند تفسيره قوله تعالى: #وَأمَرْنا آل ظلمُوا
يداب كيس 4 [الأعراف: ]١50 مبيناً القراءات في قوله: بيس والوزن
الصرفي لها : «وقرأة بعض الكوفيين (بَيئِس)(") بفتح الباء. وتسكين الياءء
وهمزة بعدها مكسورة على مثال «فيعل»» وذلك شاد عند أهل العربية؛
أن «فيعل» إذا لم يكن من ذوات الياء والواو فالفتح في عي ينه الفصيح في
کلام العرب» وذلك مثل قولهم في نظيرو من السَّالم : «صَِنَقًا » ونرب
وانما تكس العين من ذلك في ذوات الياء والواوء كقولهم: سيّدء
ومَيّت. وقد أنشد بعضهم قول امرئ القيس بن عابس الكندي :
كلامُما كان رَيِيُسأًبَييِسا 2 يَضَرِبُ في يوم الهياج القَوْنّسا"
بكسرٍ العين مِنْ «لَيْعِل» وهي الهمزة من ابَيْيِسَ)ء فلعل الذي قرا
ذلك كذلكٌ تراه على هذه . ٠
وهذا فيه مع بيان الوزن الصرفي للفظة القرآنية» غرض آخر هو
.١١5/5 مقاييس اللغة )١(
هذه قراءة عاصم في رواية نصر بن عاصم وأبي بكر وابن عباس وعيسى بن عمر )(
الكشف عن وجوه ۲۹١ السبعة 0٠١ والأعمش بِخُلّْفٍ عنه. انظر: حجة القراءات
القراءات .٤۸۱/۱
(۳) لم أعثر عليه.
(5) تفسير الطبري (شاكر) 7٠١/1 -
| همه الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
توجيه القراءات من حيث بيان وزن اللفظة المختلف فى قراءتها بين
القراء» وهو غرض سيأتي الحديث عنه على حدة. وهذه القراءة التى
ذكرها الطبري عدها العلماء من شواذ القراءات؛ لأن هذا البناء
مختص بالمعتل كسَيَدٍ ومَيّْتِء قال مكي بن أبي طالب: «وقد روي عن
عاصم كسر الهمزة بيئس على فيعل» [و] هو بعيد؛ لأن هذا البناء إنما
يكون فيما اعتلت عينه» مثل سيّد» ومیّت»'.
الاستشهاد للصيغة لا للمعدى:
من صور الاستشهاد اللغوي بالشعر في كتب التفسير» الاستشهاد
من أجل توضيح صيغة بعض المفردات وتقريب نطقها وتعدد أبنيتها لتعدد
لغات العرب فيهاء دون أن يكون لذلك أثره فى معنى اللفظة. وليست
هذه الصورة بكثيرة الأمثلة في كتب التفسير. ٠
ومن أمثلة هذه الصورة قول الطبري: «وقوله: «#إوكتتٍ لجال كيبا
مهيلا [المزمل: ]١54 يقول: وكانت الجبالٌ رَمْلاً سائلاً مُتنائراً. والمَهيْل
مَفعولٌ من قول القائل : هلت الرمل, فأنا اهيل إذا حك أَسَفَلُء فائهالَ
عليه مِنْ أعلا» وللعرب في ذلك لغتانء تقول: مَهِيْلَء ومَهَيُول» ومكيل
ومَكْيُولٌ ومنه قول الشاعر”":
قد کان قَُومُكَ يَحسَبُوئَك سيدا وإخال أن سَيدُمعبُون/0
وهذا شاهد لغوي على أن للعرب فى مهيل وأمثالها لغتان» وقد
أورد الشاهد للاستشهاد به على أن «(معين) يأتى على «مَعيون»» فكذلك
)١( انظر: المحتسب ۲٦٤/۱ البحر المحيط لأبى حيان »5١7/5 النشر ؟/7777.
(؟) مشكل إعراب القرآن ۲۹۰ ۔ .59١ ۰
(۳) هو العباس بن مرداس السلمي ضيه .
(5:) انظر: ديوانه 2,١65 الأغانى 550 أمالى المرزوقى .6١
(60) تفسير الطبري (هجر) 0 ١ 1
أغراض إيراد الشاهد الشعري عند المفسرين 9
«مَهيل» يأتى على «مَهُيول»» وهاتان لغتان لقبيلتين من قبائل العرب» في
اسم المفعول من ذوات الياء» ومجيئه صحيحاًء مثل مَبِيع يأتي مَبْيُوع
ومخيط يأتي مخيوط» وقد أتموا ذوات الياء خاصة لِخمّيها”"2» وعَده
20
الاستشهاد لبيان اللفة الفصيحة في اللفظة:
من صور الاستشهاد اللغوي بالشعر الاستشهاد به لبيان اللغة
الفصيحة في لفظة من الألفاظ التي وردت في القران» أو عرضت في
أثناء التفسير. ومن أمثلة ذلك :
- ناقش الطبري عند قوله تعالى: قال أبَنَ م إن الوم أسَصعَفون)
[الأعراف: ]١5١ القراءات في قوله: اي 4 فقال: «واختلفت القرأة في
قراءة قوله' لان آم فقرأ ذلك عامةٌ َرأ المدينة وبعض أهل البصرة:
لقال أب م بفتح الميم» من الام . وقرأ ذلك عامة قرأة أهل الكوفة :
«ابْنَ أ بكسر ال ن الأ .
ثم ذكر اختلاف النحويين في توجيه النصب والكسر مع إجماعهم
على أنه لغتان مستعملتان في العرب. وأنَّ مَنْ قرأ ؛ بفتح الميم فمراد به
النُدبةٌ"؛ أي: يا ابن أَمّاه. ومن قرأ بكسرها فمرادٌ به الإضافة» ثم
.٠١ انظر: أمالي المرزوقي )١(
)۳( نظر: درة الغواص 154» التصحيف والتحريف للصفدي .45١
() قرأ بفتح الميم نافع وابن كثير وأبو عمرو وحفص عن عاصم وأبو جعفر ويعقوب .
انظر : السبعة ۲۹٩ التيسير ۱١۳ النشر ۲۷۲/۲.
)٤( قرأ بكسر الميم حمزة والكسائي وشعبة عن عاصم وابن عامر وخلف. انظر: الحاشية
السابقة.
.۱۲۸/۱۳ تفسير الطبري (شاکر) )٥(
69 الْنُدَبَةُ اصطلاحاً هي نداءُ المْتَفْجَع عليه أو المتوجع منه ب«وا» أو بايا». انظر: عدة
السالك إلى تحقيق أوضح المسالك لمحمد محي الدين عبد الحميد 44/4.
ىه الشاهر (الشعري في تفسير القرآن الكريم
ا
اللغة الجيدة: والقياس الصحيم فلخة من قال: «يا ابن أمى» بإثبات
ر ا سس
په ۳
اا أي وبا فق نفس أنتَ خَلّفتني لدهر شدید
وكما قال الآ ١
يا ابن أي ولو شَهدتُكَ إذتد عوتئميماًوأنتَ غَيْرَ مُجابِ'
وإنما أثبت هؤلاء الياء في الأمّ؛ لأنها غير مناداةء وإنما المنادى
هو الابنٌ دوتهاء وإنما تسقط العربٌ الياءَ من المنادى إذا أضافته إلى
نفسهاء لا إذا أضافته إلى غير نفسها كما قد بَينَاه!*“. وللنحويين في
توجيه قراءة الفتح مذهبان اقتصر الطبري على أحدهما : |
الأول: مذهب البصريين» أنهما اسمان بنيا على الفتح كاسم واحدٍ
كخمسّةً عَشَّر ونحوه» فعلى هذا ليس «ابن» مضافاً إلى آم بل مُركُبٌ
معهاء فتكون الحركة حركة بناء.
الثاني : مذهب الكوفيين وهو ما ذهب إليه الطبري› أن «ابن»
مضاف إلى ام وا مضافة لياء المتكلم. وياء المتكلم قلبت ألفاً كما
تقلب في المنادى المضاف إلى ياء المتكلم . وأصله ابنَ أماه» حذفت
الألف تخفيفاًء وسقطت هاء السكت لأنه 255 .
س
وأمّا قراءة الكسر فعلى رأي البصريين هو كَُسْرٌ بناء لأجل ياء
سوم
المتكلم» بمعنى إضافة هذا الاسم المُرگب لياء المتكلم فکسر أخردف 4
)١( انظر: أمالي اليزيدي .٩ (؟) هو غلفاء بن الحارث.
(۳) انظر: الوحشيات برقم 27١7 الأغاني ۳/11۲
.745/١ تفسير الطبري (شاكر) ۱۲۹/۱۳ - ١7٠ء وانظر: معانی القرآن للفراء )٤(
() انظر: الكتاب 5١14 - ۲٠۳/۲ الكشف عن وجوه القراءات السبع ١/۷۸٤ء الدر
المصون .٤1۷ /٠
أغراض إيراد الشاهد الشعري عند المفسرين oY
اجتزئ عن الياءِ بالكسرة. وعلى رأي الكوفيين يكون الكسر كسر
إعراب» وحذفت الياء مُجتزاً عنها بالكسرة كما اجتزئ عن ألفها
بالفتحة' .
وقد قرأ بالوجه الذي عَذَهُ أهل اللغة فصيحاً ابن السميفع""» قال
الأخفش: «وهو القياس» ولكنٌ الكتابٌ ليست فيه يا فلذلك كر
هذا». فى حين قال أبو حيان: «وأجود اللغات الاجتزاء بالكسرة عن
ياء الإضافت“.
والغرض من الشاهد الشعري في كلام الطبري الاستشهاد على
اللغة الفصيحة في قولهم: «يا ابن أمي» وهو إثبات الياء كما في شواهد
الشعرء غير أن في ورودها في القرآن الكريم ما يُضعًفٌ هذا القول. وإن
كان قد يُقالُ: إن القُرآنَ ترد فيه صي متعددةٌ كلها مستعملٌ معروفٌ عند
العرب» وربما وردت اللغةٌ القليلةء وتركت الشائعة لحكمة.
00 ]107 في قوله تعالى: # اشڪر لى ولا حَكفرون » [البقرة: - ١
الطبري أن هذه هي اللغة الفصيحة و في التعبير» وأن «(العرب
57 نَصَحتٌ لك» وشكرتٌ لكَّء ولا تكاد تقول: نصحتكَ» وريّما
8 شكرتكٌ ونصحتّكٌ. من ذلك قول الا
مم بجمعوا بُْسَى وثُعْمَى عَليكم هلا شَكَرْتَ القوم إِذْلَمْ تقايل“
وقال النابغة في ١تَصحتّكٌ) :
)١( انظر: الدر المصون 05/,ا55.
)۲( هو أبو عبد الله مُحمّدٌ بن عبد الرحمن بن السّمَيِفَعُ اليمانيء من فصحاء العرب» له
اختيار في القراءة شذ فيه» احتج لها أبو العلاء الهمذاني بشواهد ومتابعات. انظر:
غاية النهاية .٠١١ - ۱١١/۲
(۳) معاني القرآن ۲/ 27٠١ مختصر في شواذ القرآن لابن خالويه .0١
(6) البحر المحيط )٥( ."۹٦/٤ هو عمرو بن لجأ.
(5) انظر: البحر المحيط ۱۹۸/۱.
ليه لشاهر شري في تفسيرالقرآنالكريم
نْصَحْتُ بني عَوفٍ فلم يَتقبّلوا رَسُولي ولم تَنْجَحْ لدبهم وسائلي
فقد أشار الطبري إلى أن اللغة التي ورد بها القرآن هي اللغة
الفصحى › وهي تَعْدِيَةٌ مل «نَصَحَا و(شَكرً) باللام» كما قال تعالى :
و رسكت ری وصح ل4 [الأعراف: 51] وقوله: للق أَرَدثُ أن
نصح لك [هود: 5"4. غير أن الطبري أراد من إيراد الشاهد الشعري
95 د على أن اللغة الأخرى عربية فصيحة أيضاً'" .
وقد قال الجوهري تعقيباً على بيت النابغة السابق: «وهو باللام
أفصح”*'. وهذا يؤيد ما ذهب إليه الطبري.
الاستشهاد لتوجيه القراءة من حيث اللفة:
ومن صور الاستشهاد اللغوي بالشعر فى كتب التفسير الاستشهاد به
على توجيه القراءات القرآنية بالأوجه اللغوية وهذه من الصور المتكررة
بكثرة في تفسير الطبري وابن عطية والقرطبي. ومن أمثلتها ما يأتي :
١ - عند تفسير قوله تعالى: ##أَدَحْنُوا فى اليل كافّة4 [البقرة:
4 ذكر الطبري اختلاف القراء في قراءة: از ثم تكلم عن
توجيه قراءة من قرأ بكسر السين من حيث المعنى فقال: «وأما الذين
قرأوا ذلك بالكسر من السين» ٠ فإنهم مختلفون في تأويله. فمنهم من
يوجهه إلى الإسلام. بمعنى: ادخلوا في الإسلام كافة .
ومنهم من يوجهه إلى الصلح بمعنى : ادخلوا في الصلح. ويستشهد
على أن السينَ تُكسرٌ وهي يمعنى الصّلح: بقول زهير بن أبي سُلَمى :
.۲۱۲/۳ انظر: دیوانه 84. (؟) تفسير الطبري (شاكر) )١(
(۳) انظر: تهذيب اللغة .٠١۱ - ۲٤۲۹/٤
)٤( الصحاح ٠١/١ 4» لسان العرب ١98/١5 (نصح).
(5) قرأ نافع وابن كثير والكسائي وأبو جعفر بفتح السين» وقرأ أبو عمرو وحمزة وابن
عامر وعاصم بكسرها. انظر: السبعة »18١ التيسير ۰۸۰ النشر .٠۲۷/۲
أغراض إيراد الشاهد الشعري عند المفسرين | oAo
وقد قَلثّما إ إن درك السّلْمَ واسِعاً بمالٍ ومَعروف من الأمر تلم ۲
ثم اختار الطبرى قراءة كسر السين فقال: «وأمًا الذي هو أولى
القراءتين بالصواب في قراءة ذلك» فقراءةٌ مَنْ قرأ بكسر السين ؛ لأنّ ذلك
إذا قرئ كذلك وإن كان قد يُحتملُ معنى الصّلحء فان معنى الإسلام:
ودوام الامر الصالح عند العرب أغلبٌ عليه من الصّلّْح والمُسالمق
وینشد بيت ١ أخي 20
دم و 1 8غ 21 ع ر رو © و CO.
بكسر السين» بمعنى: دعوتهُم للإسلام لما ارتدواء وكان ذلك
حين ارتدت كندةٌ مع الأشعث بعد وفاة رسول الله كلا .
فقد أورد الطبري شاهداً لِمَن قراً بالكسرء وأنهُ يكون بمعنى
الصلْح > غير أَنَهُ اختار تفسيره بمعنی الإسلام؛ ۽ لأ أولى بمُقصدٍ القرآن.
واستشهد لاختياره بشاهدٍ من الشعر لشاعر مسلم يذكر دعوته لقومه إلى
الثبات على الإسلام حين ارتد الناس بعد وفاة النبي ككلِ.
والطبري لحظ التطور الدلالي للفظة «السلّم»» وما طرأ عليها فيما
بين عصر زهير بن أبي سلمى وعصر امرئ القيس بن عابس في الإسلام»
واختار حَمْلَ لفظةٍ القَرآنٍ على ما وردت به في شعر من أدرك الإسلام.
وقد بين الطبري وجا ار لاختياره تقال «وإنما اخترنا ما اخترنا من
التأويل في قوله: #أدْخْلُوا فى اللو [البقرة: ]۲٠۸ وصرفنا معناه إلى
الإسلام؛ لان الآية ا بها المؤمنون)”'' .
.۲٥۴ /٤ (؟) تفسير الطبري (شاكر) .۱١ انظر: دیوانه )١(
(۳) هو امرئ القيس بن عابس بن المنذر الكندي» جاهلي أدرك الإسلام وأسلم وثبت
وقت الردة كما فى هذه القصيدة. انظر: المؤتلف والمختلف للآمدي 4.
() انظر: المؤتلف والمختلف 4. معالم السنن للخطابي ."/١
(5) تفسير الطبري (شاكر) 507/5.
(5) انظر: تفسير الطبري (شاكر) 505/5.
0۸٦ (لشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
وفسّرها بالإسلام محمد بِنٌ القاسم الأنباري معاصرٌ الطبري فقال :
والسَلْمْ - بكسر السين - الإسلام. قال تعالى: ##ادْخْلُوا فى اليل
ڪافة ف [البقرة : ۸ ويقال: رجل قديم السلم؛ أي : ل
ويدلك على قول الطبري واختياره هذا أن أبا عمرو بن العلاء قرأ
لفظة «السّلم» في القرآن كله بفتح السين» سوى هذه التي في سورة
البقرة» فإنه كان يخصها بكسر سينهاء توجيها منه لمعناها إلى الإسلام
دون ما سواها". وهذا من مباحث التطور الدلالي بين لغة الشعر ولغة
القرآن الكريم"". وقد نقل هذا التفسيرٌ القرطبئٌ عن الطبريّ مع
شاهد ^ ,
ما الكسائئٌ فقد ذهب إلى أن السَّلْمَ والسَلْمَ بمعئّى واحدٍء وهذا
هو رأي أكثر البصريين» وهُما جَميعاً يأتيان بمعنى الإسلام والمسالمة .
وقد يكون ما ذهب إليه هؤلاء صحيحاً من حيث اللغة» ولكن لم يأت في
القرآن أمر للمسلمينَ بالصلح والمسالمة مع الأعداء ابتداءً» وإنما قيل
للنبي ب أن يجنح لسم إذا جنحوا لهاء وأَمّا أَنْ يبتدئ بها فلا» وليس
كل ما صح في اللغة صح حَمْل معاني القرآن عليه .
١ عند قوله تعالى: #وقال أَرَحِكَبوا فيا + سم اله يخرنها ومرسها4
[هود: ]٤١ ذكر ابن عطية قراءة اللأعمش وابن مسعود فقال: «وقراً
الأعمش وابن مسعود (مَجراها ومَرْساها) بفتح الميمين» وذلك من الجَرْي
والرّسُوّء وهذه ظرفية مكانٍ. ومن ذلك قول عنترة:
.585/١ المذكر والمؤنث )١(
(۲) انظر: السبعة ۰۱۸۰١ التيسير ۰۸٩ النشر ۲۲۷/۲.
(۳) انظر: التطور الدلالي بين لغة الشعر ولغة القرآن لعودة خليل 59١ 2505 وفكرة
هذا الكتاب جيدة» غير أنه لم يستقص الدلالات في شعر الجاهلية من مظانهاء
واكتفى بما وجده في المعاجم وبعض كتب التفسير.
(5) انظر: الجامع لأحكام القرآن ۳/ ۲۲. (5) انظر: المصدر السابق ۳/ 77.
(0) انظر: التفسير اللغوي للقرآن الكريم .1٤١
أغراض إيراد الشاهد الشعري عند المفسرين الامه ]|
قَصَبَوْتُ تفُساًعند ذلك حُرَةَ تَرْسُو ذا نفس الجَبان نط“
فاستشهد بالشعر لتوجيه معنى القراءة.
" - وربما اعتمد المفسر على الشعر في ترجيحه قراءةٌ على أخرى»
وأكثر من ذلك الطبري فى تفسيره» وتعقبه العلماء في رده بعض القراءات
التي استقر الرأيّ بعده على تواترها وصحتها واتصال أسانيدهاء وقد
كتيت في ذلك دراسات .
ومن ذلك أن الطبري بعد أن ذكر القراءات في قوله تعالى: ##وأْحَدَ
لتر لما يعدا بيس( [الأعراف: ]٠٠١ كما تقدم شيء من ذلك في
مثال سابق قال أبو جعفر: «وأولى هذه القراءات عندي بالصواب» قراءة
من قرأه: #كيس* بفتح الباء» وكسر الهمزة ومدهاء على مثال «فعيل»»
كما قال ذو الإصبع العدواني:
حَتَقأعَلّي.ورماترى ليفيهمأرابنيس“
لان هذا التأويلَ أجمعوا على أن معناه: شديدٌ» فدلّ ذلك على
صحة ما اخترنا» . فقد اختار هذه القراءة دون غيرها مع كون القراءات
الأخرى التي تركها صحيحة متواترة.
الاستشهاد لما يصح لفة لا قراءة:
يوجد في القرآن الكريم بعض الألفاظ التي لها عدة أوجه صحيحة
تكلمت بها العرب» غير أن القرآن الكريم اقتصر على إحداهماء ومن ثم
لا يجوز القراءة إلا بما ورد.
ومن أمثلة هذه الصورة من صور الاستشهاد اللغوي ما يلي :
.٠١۳١/۹ انظر: ديوانه 58. (۲) المحرر الوجيز )١(
(۳) انظر: دفاع عن القراءات المتواترة في مواجهة الطبري المفسر للدكتور لبيب السعيد.
)٤( مجاز القرآن ۰۲۳۱/۱ الأغانى .٠١۳ 2٠١7/79
F-۳ تفسير الطبري (شاكر) )٥(
o۸۸ (لشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
- قال الطبري عند تفسير قوله تعالى : ##إنَّ البقر هبه عَلِيَما»#
[البقرة: ]7١ وهو يذكر القراءات في الآية: «وقراً بعضهم : (إنَّ الباقر )”ع
وذلك وإن كان في الكلام جائزاًء لِمَجيئهِ في كلام العرب وأشعارهاء
كما قال ميمون بن قيس :
وما ذنبه أَنْ عافْتِ الماءَ باقر وما إن عاف الماء إل ل . 0
وكما قال أمية : )
م e ه 2 فو
فير جات الغراء؛. به » لمخالفته د قرا الجاتية مجيمٍ ء اش
01 0(
و س ) .
فقد بَيّنَ الطبري أن العرب قد تسمي البقرةً «باقراً»» بدليل ورود
ذلك في شعر مَنْ يُحتج بقوله منهم. قال الليث: «الباقرٌ: جَماعة البَقَر مع
راعيها)(*' .
غير أن هذا وإنث صح لغة إلا أنه ل يمصح القراءة به »¢ لعدم وروده
بنقل صحيح عن النبي عد وهذه قأاعدة مطردة فى القراءة» فهى سئة
متبعةٌ) ولا مدحل للقياس فيه .
۲ - قال الطبري وهو يبين القراءات في اسم «اليسع» في قوله
تعالى: #ولشمعيل والس ویوش ولوا [الأنعام: 87]: «قرأته عامة قَرَأَةٍ
230 هذه قراءة شاذة قرأ بها عكرمة ويحيى بن يعمر وابن أبي ليلى وابن بى عبلة. انظر:
معاني القران للأخحفش ۱۰۵/١ مختصر في شواذ القرآن لابن ا 14 » الدر
)۲( انظر: ديوانه .9١ (۳) انظر: ديوانه 0 5.
(:) تفسير الطبري (شاكر) ۲۰۹/۲ _ .1١١
(0) تهذيب اللغة ۹/ ۱۳۷١ء الصحاح ۲ 045.
0 انظر: فتاوى ابن تيمية ۳۸۹/۱۳ _ ٤٢۳ منجد المقرئين لابن الجزري .١ ١
أغراض إيراد الشاهد الشعرى عند المفسرين ۸۹
ببسلل سس ل ل ا سس 6
الحجاز والعراقي: #وَآليسَمَ» بلام واحدة مُخففة"''. وقد زعم قومٌ أنه
«يفعل) من قول القائل : وسِع › يسع .
ولا تكاد العربٌُ تَدخِل الألف واللامَ على اسم يكون على هذه
الصورة أعني على «يفعل» _ لا يقولون: رأيت اليزيدَ ولا أتاني
اليَحْيَىء ولا مَررتٌ باليَشْكُرء إلا فى ضَرورة الشّعرء وذلك أيضاً إذا
نري به المد كما قال ! 1 60
وجَدْنا الوليد بن البّزِيد مُبارّكاًٌ شديداً بأخناءِ الخلافة كاهِلٌ9)
فأدخل في اليزيد الألف واللام» وذلك لإدخاله إياهما في الوليد.
فأتبعه اليزيد بمثل لفظه». وعلى رأي الطبري تكون دخلت الألف
واللام و في فى «اليزيد) للمدح. 7 ثم ذكر القراءة الثانية للاسم وهي ي الل
بلامين وبالتشديد”' . ثم رجح الا الأولى لوجماع القراء عليها
والطبري قد أورد الشاهد الشعري للاستشهاد به على أن زيادة
الألف واللام في «اليزيد» تكون في الشعر خاصةً دون النثرء ويّرادُ بها
المدخ؛ وأن الألف واللام في «اليَسَع) جرءٌ من اسم أعجمييٌّ » فليست
داخلة على فعل «يسع» كما ذكر بعضهم» فاسم «الْيَسَعْ) عند الطبري
أعجميٌ ينطق على ما هو ولا يُعلمُ دخولٌ الألف واللام إلا فيما جاء
من أسماءٍ العرب على «يَمْعَل). وأمّا الاسم الأعجمي فإِنّما ينطق به على
م چ ت
ما سَمُوا به فإن غير منه شيءٌ إذا تكلمت العرب به فإنما يُعَيّرُ بتقويم
)١( هذه قراءة ابن كثير ونافع وأبي عمرو وابن عامر وعاصم. انظر: السبعة ۲٦۲ التيسير
2 النشر / 0"
(۲) انظر: معاني القرآن للفراء 7/١ 87". (۳) هو ابن ميادة.
.۲۲٣/۲ خزانة الأدب 2١90 وتخريجه فى 2١97 انظر: ديوانه )٤(
(۵) تفسير الطبري (شاكر) .0٠١/١١
(7) هي قراءة حمزة والكسائي وخلف والأعمش وغيرهم. انظر: السبعة ٠۲٦۲ التيسير
١8 النشر 75
| 0۹۰ الشاهر (الشعري في تفسير القرآن الكريم
حرفي من مِنْ عير حذفي ولا زيادة ولا تقصان'.
وللعلماء في قراءة الجمهور «اليّسَّع» تأويلان:
الأول: أنه منقولٌ من فعل مضارع؛ والأصل : : يَوْسَّع كيوعد»
فوقعت الواو بين ياء وكسرة تقديرية ؛ لأنّ الفتحة إِنّما جيءَ بها لأجل
حرف الحلق فحذفت لحذفها في يَضَعُْء ويَّدّع» ويَهَبٌ وبابه» ثم سمي به
مجرداً عن ضمير» وزيدت فيه الألف واللام» ويكون ذلك كزيادتها في
«اليزيد» كما في بيت الشعرء أو تكون الألف واللام للتعريف بعد تنكير
الاسم قبل دخولها.
الثاني: اَن «اليَسّع» اسم أعجمىٌ لا اشتقاق له» وهو نبىٌّ بعت بعد
إلياس بلك وكان تلميذاً له . وقيل: هو يوشع بن نون فتى موسى.
واختاره القرطبي فقال: «والحق في هذا أنه اسم أعجمي› والعجمة لا
تؤخذ بالقياس» إنما تؤخذ سماعاًء والعرب تغيرها كثيراً» فلا ينكر أن
يأتي الاس بلغتیں»".
والطبري يرى أن (اليسع) 6 اسم أعجمىٌ . وغيره یری أن الألف
واللام زائدتان أو معرفتان دخلتا على «يَسَّع) الذي هو الاسم
الأعجمئ“. وما ذهب إليه الطبري أولى لان الألفت واللام من أصل
الكلمة» إذ أصلها بِالعِبْريّةِ «أَلِيسَاع) ...... بمعنى «الله هو الخلاص)»»
فعرّبت بصورة «اليسّع»» وعوملت لامها معاملة لام التعريف» وهذا يوافق
سَئَنَ التعريب» فقد عوملت «ال» في بعض الكلمات المعربة المبدوءة
.017- 01١/١١ انظر: تفسير الطبري (شاكر) )١(
(۲) انظر: الإعلام بأصول الأعلام للدكتور ف. عبد الرحيم 45.
(۳) الجامع لأحكام القرآن ٠۳/۷ المعرب للجواليقي بتحقيق أحمد شاكر 7851 .٤٠١
)٤( انظر: الكشف عن وجوه القراءات .5”8/١ حجة القراءات ۹٥۲٠ء الجامع لأحكام
القرآن ۳۲/۷ الدر المصون 78/50 - 279 تفسير غريب القرآن لزين الدين
الرازي .,"١17
أغراض إيراد الشاهد الشعري عند المفسرين وه
بهما هذه المعاملة .
والذين قالوا بزيادة الألف واللام» منهم من يرى أن زيادتها لازمة
شذوذاً كلزومها في «الآن». وقال ابن مالك: «ما قارنت الأداة نقله
كالنضر والنعمان» أو ارتجاله اليسع والسموءل فإن الأغلب ثبوت «آل»
فيه» وقد تحذف7“ .
۳ - ذكر الطبري عند تفسير قوله تعالى: ##يحور عينٍ# [الدخان: 54]
قول قتادة: وفي حرف ابن مسعودٍ ( بيس عين)» وقراءة ابن مسعودٍ هذه
تنبئ عن أَنَّ معنى الحو غَيْرُ الذي ذهب إليه مجاهد - وهو نهن سمو
بذلك لان الطَرْف يَحارٌ فيهت””" لن العيسَّ عند العرب جَمعٌ عَيْسَاء
وهي البيضاء من الإبل. كما قال الأعشى :
رمو نازع نموي الذئاب به كلمت أعيسَ تحت الرّخْل تعاب“
يعني بالأعيس : جملا أبيض °۸
وما ذكره الطبري موافق لما ذكره اللغويون من معنى الأعيس» قال
الليث: «العَيَسٌ والعِيسَةٌ لون أبيض مشربٌ صفاءً في ظلمة خفيّة» يقال:
جَمَلٌّ أعيسش» . وقال أبو عبيدة: «رجل أغيس السّعَر : اررض
فيكون تسمية الحُورٍ العِيْن بذلك من البياض لا من حَيْرَةٍ الطَرْفٍ
فيه كما قال مجاهد» استئناساً بقراءة ابن مسعود التي يدل معناها على
)١( انظر: الإعلام بأصول الأعلام للدكتور ف. عبد الرحيم ٤١ - 48» والمعرب
للجواليقي بتحقيق الدكتور ف. عبد الرحيم 75 - ۷۷.
)۲( شرح الكافية الشافية ۲۹/۱".
(۳) قال مجاهد في معنى الخور: «الخور اللاتي يَحَارٌ فيهنّ الظَرْفُء بادٍ دمح سَوقِهِنٌ من
وراء ثيابهنّ . ويّرى الناظرٌ وجهه في کب إحداهن كالمراة من رِفَةٍ الجلدِ وصفاء
اللون». انظر: تفسير الطبري (هجر) .10/5١
() انظر: دیوانه #51. )٥( تفسير الطبري (هجر) ١؟/55.
(0) تهذيب اللغة ۹٤/۳ الصحاح 40٤/۳ لسان العرب 4917/4 (عيس).
(۷) المصدر السابق .٠٤/۳
0 الشاهر (الشعري في تفسير القرآن الكريم
ما تدلّ عليه كلمة الحور من معنى البياض فى اللغة. قال الطبري: «وهذا
الذي قاله مجاهدٌ من أن الحَؤْرَ إِنّما معناها أله حار فيها ارف قول
لا معنى له في كلام العرب؛ أن الحُورَ نما هو جَجَمعٌ حوراء.
والحوراءٌ إنما هي فَعْلاءٌ من الحَوّرء وهو نقاءٌ البياض» كما قيل للنقي
البياض من الطعام: الحَواري)"''. وذكر مثل ذلك أهل اللغة".
الاسنشهاد بالشواهد على المعادي الخرددة:
وقد يكون الاستشهاد بالشعر لغرابة المعنى الذي فسرت به الآية
فيكون ورودها في شواهد الشعر كاشفاً للمراد بها في القرآن» ومؤيداً
لتفسير من فسرها بهذا المعنى الغريب» ومن أمثلة ذلك :
]١١ عند تفسير قوله تعالى: #وحعلنا بينم مَوَيقًا»# [الكهف: ١
اختلف المفسرون في المقصود بقوله: ر > فمنهم مَنْ فسره
بالعداوة» ومنهم من ذكر أنه واد في جهنم» ومنهم مَنْ فسَّرَه بِالمَهْلِك.
قال ابن عطية: «واختلف المتأولون في قوله: موقا قال عبد الله بن
عمرو وأنس بن مالك ومجاهد: هو وادٍ في جهنم يجري بدم وصديد
وقال الحسن: مور وَبقَا* معناه: عداوةً ولیم على هذا طَرفٌ.
وقال ابن عباس : 54 وبا4 معناة: مهلكا بمنزلة موضع» وهو من
قولك: وَيَقّ الرجل» وأوبقه غيرة إذا أهلكه. ولیم على هذا التأويلٍ
يصح أن يكون ظَرفاًء والأظهرٌ فيه أن يكون اسْماً» بمعنى: تواصلهم
. أمراً مهلكا لهم» ويكون بین ٭ مفعولاً أولاً لِجَعَلْنا)7”
.٤٤٤ 557/0 وانظر: تفسير الطبري (هجر) ٠٠٥ /7١ تفسير الطبري (هجر) )١(
(0) انظر: تهذيب اللغة ۲۲۸/۰ - 559ء مقاييس اللغة 65/7١١-5١٠ء الصحاح ؟”/
8 » لسان العرب 9/ 7806 (حور).
(۳) انظر: المحرر الوجيز ۰٤٤٥١ - 5١54/٠١ تفسير الطبري (هجر) ۲۹۰/۱۰ 2,598
الجامع لأحكام القرآن.
أغراض إيراد الشاهد الشعري عند المفسرين موه
غير أنَّ أبا عُبيدة ذهب إلى أن توب ويقَاك بمعنى: المَوعد"» وقد
حكاه الطبري على وجه التضعيف له فقال: «وكان بعض أهل العلم
بكلام العرب من أهل البصرة يقول: المَوبقٌ: المَوعِدُء ويستشهدٌ لقيله
ذلك بقول الشاع ":
وحاد شرورَى فالسَْارً فلم يدع تعاراً لَّهُ والواديين بِمُويقٍ
ويتأولة : بموعد»”“. وقال ابن عطية عن قول أبي عبيدة: «وعَبَرَ
بعضهم عن المّوبقٍ بالمَوعِدِء وهذا ضعيف»”” .
فقد ورد تفسير المفسرين للفظة بخلاف ما ذهب إليهِ أبو عبيدةً؛
فلحل أبا عبيدة قد جاء بشاهدٍ من الشعر ليستشهدٌ به على هذا المعنى»
لعلمه بغرابته» غير أن أبا عبيدة قد انفرد بهذه الرواية للبيت» كما انفرد
بهذا التفسير للآية فلم يقبل المفسرون قوله.
١ - ورد في قوله تعالى: #وَأظز لک إِلَهِكَ الى طلت ميه مانا
رقم ثم لَتَنسِقَتَمٌ فى لير شَنْمَّاك [طه: ۹۷] قراءات» فقرأ أبو جعفر من
العشرة: « ک5 ٠ ويل في تفسيرها : إتها من البرد بالمبارد. قال
0 )0 کح كه بفتح النود 76 م الراء بمعنى لردنه بالمبارد» من
,)0(
(۳)
)١( انظر: مجاز القرآن .405/١ (0) هو خفاف بن نُذْبّة السلّمي.
(۳) رواية الديوان:
جا شَرُورَى فالسّكَارَ فأاصبحت تَعارٌ له فالواديان مودق
وشرورى» والستارء ويعار: مواضع في بلاد بني سليم. والمَؤْدِقٌ: مكان الوَّدْقِ وهو
المَطَرٌ. انظر: ديوانه ۷۷» الأصمعيات 55.
.45١80/٠١١ تفسير الطبري (هجر) ۲۹۸/۱۰. (6) المحرر الوجيز )٤(
(0) هي رواية ابن وردان عنه» وقراءة علي بن أبي طالب والأعمش. انظر: النشر ۲/
٤١ إتحاف فضلاء البشر .۱۸۸/١
(۷) هو عامر بن شقيق الضبي .
0۹4 (لشاهر (لشعري في تفسير القرآن الكريم
بذِي فِرْقَيْنِ بوم بنوحَبيبٍ م يُوبَهُمُ علينا: رفون
قال الفراء: «و(لْتَحْرْقَنّهُ) يدنه بالحديد بَرْداء من حرفت أخرقه
وأَخْرقةُ لُغتان» وأنشدني المفضل . ٠ A. ثم ذكر الشاهد» وعنه نقل
الطبري» والزجاج وغيرهما .
ومعنى الحرق في الشاهد الشعري ليس كما ذهب إليه الطبري من
أنه البرد بالميرّدء وَإنّما معناة مِنْ حرق البَعيّرٌ ناه وبنابو» إذا حَكه بغيره.
قال أبو عبيد: «الحَرْق: حزق النَابيْن أحدهما بالآخر»ء وأنشد:
أبى الضّيمَ والتُعمانٌ يَحْرِقُ نَابَهٌ عليه فأَنْضَّى والسيوف مَعَاقِلُه””
قال: وحريقٌ الاب صَريفة»"'2. وَحَرَقَ من باب نَصَرَ وضَرّبَء إذا
صرف بنابه وصَدَّتٌ مِنْ غيظ وغضب كما يصرف الفح عند غضبه. وقد
ذكر الراغب أن حَرّْقَ البعير بنابه» استُعير مِن الحَرْقٍ بمعنى البَرْدٍ
بالمبرد*" . فيكون استشهاد الفراء والطبري بالشاهد استشهاداً للمعنى
الأصلي بالمعنى المّجازي المأخوذ منه. وقد أورد هذه اللفظة في كتب
الغريب عدد من العلماء”" . 1
الاستشهاد لبديان ورود اللفظة في اللكة:
ربما أورد المفسرون الشاهد من الشعر للاستدلال به على مجرّد
.0 0/1 انظر: ديوان الحماسة ۲١١٠ء شرح الحماسة للمرزوقي )١(
(۲) تفسير الطبري (هجر) ٠٠٥١/١١ . (۳) معانى القرآن ۱۹۱/۲.
(:) انظر: معانى القرآن وإعرابه ۳/ ۳۷١ الإغفال لأبى على الفارسى ٤۱٦/۲ إعراب
القرآن للنحاس ٥۷/۳ تهذيب اللغة 44/4» المحتسب لابن جنى 08/7» لسان
العرب ۱۳۳/۳ ۔ ١5 (حرق). ۰
(0) البيت لزهير بن أبى سلمی كما فى ديوانه .١57
١ .٤٤/٤ تهذيب اللغة )(
(۷) انظر: المفردات 2559 عمدة الحفاظ للسمين .505/١
(۸) انظر: غريب القرآن لابن قتيبة ۲۸١ غريب القرآن للرازي 2755 عمدة الحفاظ
للسمين 45 .
ورود اللفظ في لغة العرب» دون أن يتعرضوا لشرح هذه الشواهد» أو
الإشارة إلى وجه الاستدلال منه» مما يدل على أن غرضهم من إيرادها
هو مجرد التأكيد على ورودها فى لغة العرب كما وردت فى القرآن
الكريم . ومن أمثلة ذلك : 1 ١
١ - ذكر ابن عطية عند قوله تعالى: لون کان أب الیک
ظلِيِيتَ 02 * [الحجر: ۷۸ أن الأيكةً شجرة وأنَّ هذه اللفظة قد وردت
في لغة العرب وشعرها. ثم قال: «ومن الشاهدٍ على اللفظة قول أميةَ بن
أبي الصلت :
كبْكاالحَمامعلىغُصو _زالأيك في الطير الجَوانِخ”"
ومنه قول جرير:
وقفتٌ بهًّافهاجٌ الشوقّ مني حَمَامُ اليك يُسعَدَهاحَمَام"
ومنه قول الآخر”":
ألا إنّما الدنياًضارة أبكة إا اخضرٌ منهاجانبٌ جف جانِبُ9©)
ومنه قول الهذلي :
مُوَلْعَةٌ بِالطُرَنَينٍدَنالّها جنى أيكَةٍ يَضفو عَلَيها قِصارُها'
وأنشدَ الأصمعي :
وما خَليِجٌ من المرّوتٍ ذو حَدب برمي الصعيد حش الأيك والشال“"
والشاهد من كل هذه الشواهد التي ساقها ابن عطية هو مجرّد ورود
لفظة الأيكوّء والأيكِء بصيغتي المفرد والجمع في اللغة. وهي كما قال
.586 7/١ انظر: ديوانه )۲( .١506 انظر: ديوانه )١(
.؟١ هو ابن عبد ربه صاحب العقد الفريد. (5) انظر: ديوانه )۳(
.17/١ هو أبو ذؤيب الهذلى والشاهد فى ديوان الهذليين )0(
0) البيت لأوس بن حجر كما فى ديواته : AY
(۷) المحرر الوجيز .1407-1١45/٠١
09 الشاهر (لشعري في تفسير القرآن الكريم
5-8 “. وقال ا «الأيكةٌ ولاك اليه E
ثانياً: الاستشهاد النحوي:
يوردها المفسرون» وشواهد المفسرين النحوية لا تخرج عن شواهد
متقدمي النحويين كالخليل ويوسس والكسائي» و سيبوية »> والأخفش»
والفراء .
وقد اشتمل تفسير الطبري على مائتين وثلاثين شاهداً شعرياً من
الشواهد النحوية. وقد أورد الروايات الكوفية لهذه الشواهد» وهي مروية
عند النصريين برواية ممختلفة ) أو يعدونها نادرة أو شاذة*” .
1 ش س 2 5 س 2
كثير من المواضع من تفسيره ل :
تفسير الطبرى وابن عطية كذلك؛ ولم يخل تفسيره من بعض الآواء
النحوية الخاصة” .
وللاستشهاد النحوي بالشعر صور متعددة» من أهمها فى كتب
التفسير ما يلى :
.١56 /١ انظر: مقاييس اللغة )١(
(۲) تهذيب اللغة »5١5/٠١ وانظر: لسان العرب 7894/١ (أيك).
(۳) انظر: الطبري النحوي للالوسي ۳
62 انظر : الدراسات النحوية في ته تفسير أبن عطية لياسين المحيمد 0 .*٩
(5) انظر: المحرر الوجيز .75١/١
(1) انظر: أبو عبد الله القرطبي وجهوده في النحو واللغة في كتابه الجامع لأحكام القرآن
لعبد القادر الهيتي ¥ _ ¥
أغراض إيراد الشاهد الشعري عند المفسرين 0۹۷
الاستشهاد للقاعدة النحوية أو لما خرج عدهاء:
١ - عند تفسير قوله تعالى: ##الَدِنَ فض عَهْد أله من بَمْدٍ
می شت # [البقرة: ۲۷] ذكر ابن عطية أن «الميثاق» اسم في موضع
المصدر فقال: «ييْثاق مِمُعال من الوثاقةء وهي الشد في العَقّدٍ والربظ
ونحوه». وهو في هذه الآية اسم في موضع المصدر» كما قال عمرو بن
5 0
أكفراً بعد رَد الموتٍ عَنَى وبعد عطاك المائة الرّناى؟“
أراد : بعد إعطائك»" . فع طاء أسم فى موضع المصدر إعطاء» وقد
عمل عمل المصدر. والمفعول الثانى محذوف» تمدليره: بعد إعطائك
المائة الرتاعَ إِيّايَّ. فكذلك «مِيثاق» اسم يراد به المصدر «إيثاق“ ›
فيكون معنى الآية: الذين ينقضون عهد الله بعد إيثاقه. وهذا الشاهد
أورده Ce ألفية ابن مالك على أن العطاء اسم مصدر عمل عَمَل
المصدر 3
- ذكر القرطبي اختلاف النحويين في قوله تعالى: ولد أَحْذَنا
مشق ب A ل مَبَدُونَ إل اله 4 [البقرة: ۸۳]» فقد اختلفوا في موصع
«لا مَبْدُونَ4 ووجه تعلّقها بِمَا قبلهاء وكان مما در تخطئته المبرّد لقول
من قال: إن أصله (بأن لا تعبدوا)» ثم حُذفت (أنْ) والباء فارتفع؛ لأن
المبرد لا يرى هذا التقدير» فقال القرطبي لرد هذا: «قلت: ليس هذا
بخطا » بل هما وجهان صحيحان . وعليهما أنشد سيبويه .
ألا هذا الراجري أحض الوَعغى وأ أَشهّدَ اللذات ټ هل أنتَ لدي“
010 هو القطامي التغلبي . (0) انظر: ديوانه .۲٣۵
(۳) انظر: المحرر الوجيز 5 لاه تفسير الطبري (هجر) 1/5١ .
(:) انظر: تهذيب اللغة 5577/9. (4) انظر: خزانة الدب 175/8.
(9) البيت من معلقة طرفة بن العبدء وهو فى ديوانه ”".
۹۸ الشامر الشعري في تفسير القرآن الكريم
بالنصب والرفع» فالنصب على إضمار أَنْء والرفع على
Desi
حذفها) .
وقد بحثت في كتاب سيبويه فلم أجده روى هذا الشاهد إلا بالرفع
فحسب""» وهو مذهب البصريين الذين ينكرون عمل أن مضمرةً من غير
بَدَلِء وينكرون أو يؤولون روايته بالنصب» وهي مسألة خلافية بين
المذهبين .
قال ابن الأنباري: «فالرواية عندنا - أي: البصريين على الرفع
وهى الرواية الصحيحة . وأما من رواه بالنصب فلعله رواه على ما يقتضيه
القياس عنده من إعمال (أن) مع الحذف فلا يكون فيه حجة» ولئن
صحت الرواية بالنصب فهو محمول على أنه توهم أنه أتى بأن فنصب
على طريق الغلط)”"'. فقد وَهِمَّ القرطبئٌ في نسبته وجة النَصبٍ في
الشاهد لسيبويه .
۳ - وریما يورد المفسرون الشاهد الشعري لتوضيح ما خرج عن
القاعدة من الشواهد الشاذة المشهورة.
ومن ذلك قول ابن عطية عند تفسير قوله تعالى : # سلو
يفون [البقرة: :]۲٠١ «ويصمٌ أن تكون «ماذا» اسما واحداً مُركباً في
موضع نصب ب يفون فيعررى من الضمير»ء ومتى كانت اسماً مركباً
فهي في موضع نصب » إل ما جاء من قول الشاء ©)2:
(OA ل
وماذا سى الواشُونَ أنْ بتحدثوا سوى أن يقولوا: إِنَنِي لك عَاشق
فان «عسى» لا تعمل فيما قبلّها"'". ف«ماذا» في موضع رفع» وهو
Aer ا
يلكت مادا
0 د
.۹۹/۳ انظر: الكتاب )۲( .٠١/۲ الجامع لأحكام القرآن )١(
.٤٥١ الإنصاف )۳(
. هو جميل بن معمرء وقيل لمجنون ليلى )٤(
(0) انظر: ديوان جميل /الاء سرح العيون 2700 خزانة الأدب 5/ ٠٠١ فقد نسباه للمجنون.
(7) سقطت عبارة: «فيما قبلها». من طبعة المغرب» والمعنى لا يستقيم بدونهاء =
أغراض إيراد الشاهد الشعري عند المفسرين
مُركّتٌّ؛ إذ لا صلةً ل«ذ» ,
ومعنى أنَّ «ماذا» في محل رفع على انها مبتدأء والمعنى: أي
حديثٍ عسى الواشون أَنّْ يتحدثوا به؟ فلا يقدرون في وشايتهم على أكثر
من أن يقولوا: إنني لكِ مُحِبُ وعاشق. ومعنى قول ابن عطية: لا صلة
لذاء أي : لا تكون بمعنى الذي ؛؟ لن عسى لا تكون صلة للموصول
الاسمي”".
وتعقبه أبو حيان فقال: «وما ذكره ابن عطية من أنه إذا كانت اسماً
مركبة فهي في موضع نصب إلا في ذلك البيت لا نعرفة. بل يجوز أن
نقول: مَاذا مَحبوبٌ لك» ومَنْ ذا قائم» على تقدير التركيب» فكأنك
قلت: ما مَحبوب» ومَنْ قَايِم» ولا فرق بين هذا وبين مَنْ ذا تضر به»
على تقديره: من تضدٌ بو وجَغْل «مَنْ؛ مبتدأ»9©.
وقال السمين الحلبى وهو يعدد أحوال «ماذا»: «الثالتُ: أن يُعَلَنَ
حكم «ما» على «ذا) قت رکا ويصيرا بمنزلة اسم واحدٍء فيكون في محل
نصب بالفعل بعدَهُء والأجودٌ حينئذٍ أن يُنْصَبَ جوايّه والمبدلٌ منه.
وهذا الكلام موافق لما ذهب إليه ابن عطية في الآيةء وزاد ابن عطية
باستثناء إعراب بيت الشعر على هذا الوجهء وذكر أبو حيان أنه لا يعرف
هذا الإعراب في البيت. والشاهد من إيراد المثال أن ابن عطية قد أورده
ليبين استثناءه من إعرابه كما فى الآية.
الاستشهاد للنوجيه الإعرادي:
أكثر ما يحتج المفسرون للتوجيه الإعرابي عند توجيههم للقراءات
= واكتفى المحقق بذكرها فى الحاشية كنسخة أخرى. انظر: .٠١۸/۲
.1088- ۱٥۷/۲ (ط. المغرب) ۲۱١ ۲ المحرر الوجيز (ط. قطر) )١(
.١5١ 7/5” البحر المحيط )۳( .٠١١/۲ (؟) انظر: البحر المحيط
.770/١ الدر المصون )6(
المختلفة نحوياء وأكثر ما يكون ذلك في كتب الاحتجاج للقراءات»
وكتب إعراب القرآنء وهي حافلة بالشواهد النحوية”'". ومن أمثلة هذه
١ - في تفسير الطيري عند قول تعالى: #وريّك ملق ما اء
وا ما كارت ت فم ار [القصص: 78] ذهب الطبري إلى أن «ما»
في الآية اسم موصولٌ منصوبٌ بالفعل (يُختار)ء وأنها بمعنى (الذي)» ثم
يتساءل عن خبر كان فيقول: «فإن قال قائل: فإن كان الأمر على ما
وصمت من أن ا اسم منصوب بوقوع (يختار) عليها فأين خَبَرَ
#كات*؟ فقد علمت أن ذلك إذا كان كذلك كما قلت» أن في
#حات هه ذكراً من ما ولا بد لكان إذا كان كذلك من تمامء وأين
| ©
التمام؟
قيل: إن العرب تجعل لحروف الصفات”" إذا جاءت الأخبار
بعدها أحياناً أخباراً كفعلها بالأسماء إذا جاءت بعدها أخبارها. ذكر
الفراء أن القاسم بن معن أنشده قول عنترة:
أَمِنْ س سميّة دمع | لعين تذريف لو کان ذا منک قبل اليوم مَعروف”
فرفع (معروفاً) بحرف الصفة - وهو من -» وهو لا شك حَبَّدٌ ل(ذا)»
وذكر أن المفضل أنشده ذلك :
لو أنَّ ذا منک قبل اليوم معروف»*)
وتقدير الآية على ما ذهب إليه الطبري: ما كان لهم الخيرة فيه».
- 151١/7 المحتسب لابن جني ٠۲٤١/۷ انظر: الحجة في القراءات السبع للفارسي )١(
من شواهد الشعر ٦٠١ وقد اشتمل على 1۸4۳/١ إعراب القرآن للنحاس ۳
معظمها نحوية.
(؟) هي حروف الجر في اصطلاح أهل الكوفة.
(۳) انظر: ديوانه ۰۹۱ وروايته فيه كما أنشده المفضل.
٣۰۰ 599/١8 تفسير الطبري (هجر) )٤(
ر كل جرا ا ارك رلا ٠ س
وقد تعقب ابن عطية الطبري» وذكر أنه لا يتجه قوله في البيت إلا على
رواية القاسم بن معن» ويكون في (كان) ضمير الشأن» فأما في الآية
فلا؛ لأن تفسير الأمر والشأن لا يكون بجملة فيها مجرور محذوف"' .
فهذا من الاستشهاد للمسائل النحوية عند الطبري وهو کشر .
١؟ وقال الطبري وهو يناقش قراءة حمزة لقوله تعالى: #إِلّ أن
ا أل ِقيمَا حدود آل 4 [البقرة: ۲۲۹] حيث قرأها: إلا أَنْ يُخَافا» اعتباراً
بقراءة ابن مسعود لهاء فقال الطبري: «وقراءة ذلك كذلك اعتباراً بقراءة
ابن مسعود التي ذکرت عنه خطأًء وذلك أن ابن مسعود إن كان قرأه كما
ذكر عنه» فإنما أعمل الخوفٌ في أَنْ وحدهاء وذلك غير مدفوع صحته»
كما قال الشاع 7" :
إذا ثفني إلى جَنْبٍ كَرْمَةٍ ثروي يظامي بعد موتي عُروقُها
ولاتَدِنِئَنِي بالفلاةفإِنّني أخافٌإذامَامِتٌ ألا دوق
فأمًا قارئه إلا أَنْ يُخَافا) بذلك المعنى» فقد أعمل فى متروكة
تسميته» وفي «أَنْ» فأعمله في ثلاثة أشياء:
المتروك الذي هو اسم ما لم يسم فاعله» وفي «آن» التي تنوب عن
شيئين» ولا تقول العرب في كلامها: طلنًا أَنْ يقُوما. ولكن قراءة ذلك
كذلك صحيحة» على غير الوجه الذي قرأه من ذكرنا قراءته كذلك.
اعتباراً بقراءة عبد الله الذي وصفناء ولكن على أن يكون مراداً به إذا
قرئ كذلك: إلا أن يخافا بأن لا يقيما حدود الله أو: على أن لا يقيما
حدود الله» فيكون العامل في «أن» غير الخوف» ويكون الخوف عاملاً
.1۹١ /۸ انظر: المحرر الوجيز ۰۱۸۲/۱۲ البحر المحيط ۷/ 1۱۲۹ء الدر المصون )١(
۰۲۱۰/۸ ۱٤۹/۲ 22555 2505 ۳۲۹ 2598/١ انظر: تفسير الطبري (شاكر) )۲(
/١15١ لاقف cTeT/\o CEVA AMVo ATALAY اخ ادل °7۹ (A۸
FYI TA CTY! IAA أل
(۳) هو أبو محجن الثقفي . (5) انظر: ديوانه ۲۳.
Dr st
. فيما لم يسم فاعله. وذلك هو الصواب عندنا من القراءة»
أورد القرطبى عند تفسير قوله تعالى: #وأسروا التَحوى الذي “
موأ [الأنبياء: ۳] ثم ذكر أقوال النحويين في إعراب: أن واستحسن
قول الفا" والأخفش ”ا في كونها فاعلا للفعل (أسرّا حيث دلل على
صحة ذلك بورود ما يشبهه في القران الكريم» والشعر فقال : وهو
وقال ]7١ حَسَنٌ» قال الله تعالى: اث عَمُوا وفوا کر ْم [المائدة:
,)٤( الغا
٠ ڪر
بک نال الضا0 دونَ المساعى فاهتدينّ التَّبالُ للأغراض ”°
والكنْ ديافي أبوه وأمه 2 بحورانَ يَعْصِرنَ السّليط قاري“
والبيت الأول لأبي تمام» وهو شاعرٌ مُحدَّثْ لا يستشهد بشعره في
مثل هذه المسألة» ولكن القرطبي قرنه بالذي بعده وهو للفرزدق.
والشاهد في البيت قوله: فاهتدينَ النْبَالُء قال التبريزي في شرحه: «قد
مر القول في أنه يُرَدَدُ مثلَ هذا الفعلَ الذي يتقدمٌ فيه الضميرٌ قبل الذكرء
وهو عَربیٰ إلا أنه قليل»”" .
وأما الشاهد في البيت الثانى فقوله: يعصرن السليط أقاربه. وهو
من شواهد سيبوية7 3 وشرحه البغدادي فقال: «فأقاربه فاعل يَعْصرء
.۱۹۸ /۲ انظر: معاني القرآن )۲( .66١/4 تفسير الطبري (شاكر) )١(
2 انظر : معاني القرآن 5 . 62 هو أبو تمام حبيب بن أوس .
(0) انظر: ديوانه ۳۱۳/۲.
(5) هو الفرزدق يهجو عمرو بن عفراء. انظر: ديوانه .٤٦/١
(۷) الجامع لأحكام القرآن ۲۹۸/۱۱ - 5594.
(۸) شرح ديوان أبي تمام للتبريزي ۲/ ۴۱۳» ومثله المتنبي فإنه يكثر من استعمال هذا
الإسلوب في شعره كما ذكر ابن الشجري في أماليه .5١١/١
(9) انظر: الكتاب ؟40/7. ٠
أغراض إيراد الشاهد الشعرى عند المفسرين
الب-اببب-ااااساسس لا ا 4 —
والنون علامة لكون الفاعل جَمعاً» كتاء التأنيث»“. وهذا الذي ذهب
إليه البغدادي أحد الأوجه في إعراب هذه الجملة. وقد اشتهرت هذه
المسألة عند النحويين بمسألة «أكلونى البراغيث». وقد ذكر السيرافى فى
شرح كتاب سيبويه: في قولهم : «أكلوني البراغيث» . ثلاثة أوجه: 00
أحدها: ما قاله سيبويه» وهو أنهم جعلوا الواو علامةً تؤذن
بالجماعة وليست ضميراًء ويكون الاسم الظاهر بعدها فاعلاًء وهذا الذي
اختاره البغدادي كما تقدم.
والثاني: أن تكون البّراغيثُ مبتدأء وأكلوني حبرا مُقدّماً» فالتقدير :
البراغيث أكلوني .
والثالث: أن تكون الواو ضميراً على شرط التفسير» والبراغيث
بَدلاً من الضمر . 1
الاستشهاد للوجه المرجوں:
قد يورد المفسرون الشواهد من الشعر لبيان شاهد الوجه المرجوح
ودليله الذي استدل بهء إما نقلاً عن القائل بهء أو نيابة عنه في ذلك
لاستكمال أوجه المسألة. ومن أمثلة ذلك:
١ ذكر الطبري أوجه القراءة في قوله تعالى: E: أن تکرت
تِجَرَةٌ حَاضْرَة4 [البقرة: ]۲۸١ فذكر أن عامة قرأةٍ الحجاز والعراقٍ قرأوا
بالرفع إلا أنْ تكونّ تجارة حاضرة وقرأها عاصم وحذه بالنُضب"'",
,775/60 خزانة الآدب )١(
(۲) انظر: أمالي ابن الشجري ۲۰۲/۱ - ۲۰۳ كتاب سيبويهء ۰۷۸/۱ ۲۰۹/۳ مجاز
القرآن ۳٤/۲ 2٠١١/١ الأصول لابن السراج /١ الاء ١٣۱۳ء ۰۱۷۲ ۸۲/۲
المذكر والمؤنث لابن الأنباري ٤۹١ /١ شرح الكافية الشافية لابن مالك ٥۷۷/١
خزانة الأدب 74/05. 27١8/4 ۴٤٦/۷ كتاب الشعر للفارسي ٤۷۳/١ وقد
استوفى المحقق تخريج هذه المسألة.
(۳) قراءة الرفع هي قراءة نافع وابن كثير وأبي عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي . انظر: السبعة .٠۹٤
£ (لشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
فقال الطبري: «وانفرد بعض قرأة الكوفيين بقراءته بالنصب. .. وذلك
وإنث كان جائزاً : فى العربية إذ كانت العرب تنصب النكرات المنعوتات مع
«كان» وتضمر معها فی «کان» مجهولاً فتقولٌ: إن كان طعاماً طيّاً فأتنا
به. وترفعها فتقول : إن كان طعام طيتٌ فأتنا به» فتتبع النكرةً برها بمثل
إعرابها فإن الذي أختار من القراءة» ثم لا أستجيز القراءة بغيره» الرفع
في «التجارة الحاضرة»؛ لإجماع القرأة على ذلك وشذوذ من قرأ ذلك
نصباً عنهم» ولا يُعترضٌ بالشاذ على الحُبَةِ. ومِمًّا جاء نصباً قول
لا 0).
الشاعر :
قبي ملا كيان ماف . إذا كانَ طعناً بينهمْ وينّاقا'"
وقول الآخر”"
وله ومي أي قوم لخر إذاكانيوماً ذا كواكب أشنع(* 000
وهذان الشاهدان أوردهما الطبري لوجه النصب الذي رد القراءة
به وعد القراءة به شاذة» مع أَنّها قراءة متواترة وهي إحدى القراءات
السبع. وقد انفرد الطبري برده هذه القراءة» دون غيره من العلماء"'.
والشاهد من المثال أن الغرض من ذكر الطبري للشاهدين هو الاحتجاج
لقراءة اللصب» مع رده القراءة بها. وردّه للقراءةٍ غَيْرٌ صحيح. > والقراءة
متواترة السندء ولها وجه صحيحٌ في العربية» كما في شواهد الشعر التي
ذكرها وغيرهاء ولیس هذا موضع بسط ذلك .
.18577/1١ لم أعثر عليه. (۲) انظر: معاني القرآن للفراء )١(
() قيل: هو عمرو بن شأس.
.07١/4 خزائة الآدب 2777/١ كتاب الشعر للفارسى »57//١ انظر: الكتاب )٤(
.٤۱/۸ 241١ - 8١ /5 تفسير الطبري (شاكر) )4(
(0) انظر: معاني القرآن للفراء ۰۱۸٥ /١ معاني القرآن وإعرابه للزجاج "56/١ 550
الحجة لأبى على الفارسى ۲١۰/۲ إعراب القرآن للنحاس 23٠٠/١ التيسير 246غ
النشر ۲/ ۲۳۷» المحرر الوجيز ۲/ .81١
أغراض إيراد الشاهد الشعرى عند المفسرين ۵
س ا ٠
2
١ - عند تفسير قوله تعالى: ##إنَّ عِدَهَ ألشْبُور عند أله أا عَكرَ
wl . ص يك ١ اوي سل 3 ر الى وص 57 و و 7
ترا فى ڪتب اله يوم حلق السَمواتٍ والأرض مها أزبعة حرم للك
الي ألم فلا طلا فين شس4 [التوبة: ]۳١ ذهب الطبري إلى أَنَّ
الضمير في قوله: #فيينَ4 يعود على الأشهر الأربعة» فيكون معنى الآية :
فلا تظلموا في الأشهر الأربعة أنفسكم باستحلال حرامها. واستدل على
صحة تفسيره هذا بان الله قال: #فِينَ» وهذا الضمير يدل على جَمع
القِلَةِ ما بين الثلاثة إلى العشرة» ولو كان المقصود فلا تظلموا في الاثني
عشر شهراً أنفسكمء لقالَ: فلا تظلموا فيها أنفسك.”.
غير أن الطبري ذكر أن الوجه الذي رده جاء فى لغة العرب على
فلق فقال: «فإن قال قائل: فما أنكرت أن يكون ذلك كنايةً عن الاثني
عشرء وإن كان الذي ذكرت هو المعروف في كلام العرس؟ فقد علمت
أن من المعروف من كلامها إخراحٌ كناية ما بين الثلاث إلى العشر بالهاء
دون النون» وقد قال الشاء ”: )
أضْبَحْنَ في فرح وني دارايها سَبْعَ ليا َير مَغلُوفاته"
ولم يقل : مَعُلوفاتهنٌّ وذلك كناية عن السبع؟
قيل : 3 ذلك وإِنْ كان جاتراً. فليس الْأَمْصِحٌ الأعرف في كلامهاء
وتوجية كلام الله إلى الأفصح الأعرف» أولى من توجيهه إلى الأنك .
فقد أورد الطبري الشاهد للوجه المرجوح الذي ورد على قلوٌ في
.47”6 /١ معانى القرآن للفراء ٠۲٤١/٠٤١ انظر: تفسير الطبري (شاكر) )١(
(۲) نسبه الفراء لأبي القمقام الفقعسي كما في معاني القرآن 2475/١ وقد يكون لعمر بن
لجأ التيمي من أبيات له في الأصمعيات ٤ وجزم بنسبته له محمود شاكر في
تحقيقه لتفسير الطبري .15١/١5
(۳) قَرْح: سوق وادي القرى. انظر: معجم البلدان ٠٠۳/٤ شرح الحماسة للمرزوقي 4/
۲„
(4) تفسير الطبري (شاكر) .14١ - 74٠/١5
دمب اهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
اللغة العربية» ورجح الوجة الوارد في القُّرآن؛ لأَنَّهُ هو الأعرفٌُ في
العربية. وهذا غرض من أغراض إيراد الشاهد النحوي عند المفسرين.
وشواهد النحو كثيرة فى كتب التفسب.
ثالثاً: الاستشهاد البلاغي:
والمقصود بشواهد البلاغة. ما ورد من الشعر للاستشهاد على
بشعر الشعراء المتقدمين والمتأخرين لتعلق الأمر بالمعاني لا بالألفاظ.
والمعاني مشاعة بين الجميع”''. وترد شواهد البلاغة في كتب التفسير
لبيان ججمال التعبير في القرآن الكريم» وإبراز صوره البيانية» وأساليبه
العالية.
وقد حفلت كتب التفسير بكثير من الشواهد الشعرية ذات الصبغة
البلاغية» وهى من الأغراض الأساسية للشواهد الشعرية فى كتب التفسير
بصفة عامة» وتتفاوت كتب التفسير محل الدراسة في العناية بها
وإبرازهاء فأما الإمام الطبري فقد تعرض لكثير من مسائل البلاغة في
تفسيره» وأورد في أثناء كلامه كثيراً من شواهد البلاغة» غير أنه لم
يدخل في تفسيره شاهداً شعرياً لشاعر متأخر عن عصور الاحتجاج»
ولذلك كانت شواهده البلاغية من الشواهد المتقدمة للجاهليين
والإسلاميين.
وأما الزمخشري فقد فاقت الشواهد البلاغية فى تفسيره غيرها من
)١( انظر: تفسير الطبري 217١/15 ۱۱١/۱١ ,485/5 ۰٥۹/۱ الجامع لأحكام القرآن
N4 TTY Ao’ TTA TVA للخل TT عن TAY الى
FeV TTA AEV/1o0 TTT
(؟) انظر: الخصائص .٥٤/١
الشواهدء وقد عُنِيَ ببيانِ أوجه شواهده البلاغية» وقد أخذ كثيراً من
شواهد سيبويه النحوية واستخدمها في مسائل بلاغية في تفسيره» ومن
أمثلة ذلك» قول النابغة الذبياني : ١ 1
ولاعيبَ فيِهِمْ غير أن سيونَهُم بهن فُلول من قراع الكتاقب""
فقد قاس عليه الزمخشري أكثر من آية في الاستثناء من الشيء بما
يشبه نقيضه. ومن ذلك عند قوله تعالى : 27 ينْمَعُونَ فیا موا إل سلما و
رفم فا بك وعيشيًا 67* [مريم: ]٦۲ حيث قال: «أي: إن كان تسليم
بعضهم على بعض أو تسليم الملائكة عليهم لغواً فلا يسمعون لغرا إلا
ذلك» فهو من وادي قوله. . .». وذكر الشاهد.
وقال عند قوله تعالى: وما لنقم هنآ اله أن ءَامَنََا ابت ربا
لما 464 [الأعراف: ]١١5 قال الزمخشري: «أرادوا وما تعيب منا إلا
ما هو أصل المناقب والمفاخر كلها وهو الإيمان ومنه قوله. . .»أ
وذكره. وكرر الاستشهاد به على هذا الوجه» في مواضع من
تفسیره. في حين أورده سيبويه في الكتاب شاهداً على الاستثناء
المنقطع› بنصب غير على الاستثناء» ومعناه: أي : ولكن سيوفهم بهن
فلو .
ومن أمثلة الاستشهاد البلاغي في كتب التفسير ما يأتي :
١ ذكر الطبري عند تفسيره لقوله تعالى: لر مَعْوَءُ لى والب يدعو
ین دونو لا سسبو لمر ينوه إلا كيل کته إل ألما ا إل ف وما هو يتلود بلغ 16
[الرعد: 14] أن «العرب تضربٌُ لِمَن سعى فيما لا يدركه مَثَلاَ: بالقابض
على الماءء قال بعضهي”':
."٤/٤ الكشاف )۲( .5١ انظر: ديوانه )١(
انظر: الكشاف 8*/5"ل. )٤( .١1757/5 الكشاف ©
. هو ضابئ البرجمى )( ."۲٦/۲ انظر: الكتاب )٥(
A= الشاهر (لشعري في تفسير القرآن الكريم
فإلي واكم وشوقاًإليكمٌ كقابض مَاءِ لم تسقه نايل
يعني بذلك أنه ليس في يده من ذلك إلا كما في يد القابض على
الماء؛ لأن القابض على الماء لا شيء في يدهء وقال الآخر”"ا
نَأُصُبحتٌ مما كان بَيْنِي وبَيْنها يِن الود مثلّ القًابض الماء باليّب"
ففي هذين الشاهدين البلاغيين دلالة التشبيه» وقد شرح الطبري
الأول منهمناء وهذا منهج عند الطبري أن يشرح الشاهد الأول ويترك ما
بعده استغناء بشرح الأول» وثقة بفطنة القارئ.
۲ - وعند قوله تعالى: ای جَعَلَ لي الاس فرعا وألا بع
وَأنرَلّ من السماو #16 [البقرة: ۲۲] فَسّر ابن عطية السماء بأنّها بمعنى
السحاب» وأنه: «سمي بذلك تجوّزاً» ليا كان يلي السماءَ ويقاربهاء وقد
سوا المطْرٌ سَماءً للمُجاورةء ومنه قول الشاء “:
إذاتَرَّلالسمءً بأرض قوم رعيناه وإنْ كانواغضاب0
فتجوزٌ أيضاً في «رعيناة», فبتوسط المطر جَعلّ السماءً عشبا" .
وابن عطية يشير إلى ما يسميه البلاغيون المَجارٌ المرسل وإن لم
ينص عليه بالاسم» ومعنى البيت: إذا سقط المطرٌ بأرض قوم فأخصبت
بلاثهم. وأجدبث بلادُناء سِرّنا إليهم ورعينا نباتهم» وإن غضبٌ أهلها لم
ثبالٍ بذلك لِعرّنا. والضمير في قوله: «رعيناه». كأنّه عائدٌ إلى السماء
التى بمعنى المطر» سُمّى النبات به لأنة سببٌ حدوثه بأمر الله.
.۳۲۳/۹ خزانة الأدب ۰۱۸٤ الصناعتين )١(
(؟) هو أبو دهبل الجمحي» والشاهد في الأغاني ۱۳۹/۷ء ونْسِبٌ للأحوص الأنصاري
كما في حاشية ديوانه المجموع 277 ورجححَ جامع الديوان نسبته لأبي دهبل .
(۳) تفسير الطبري (شاكر) .٤٠١ ۳۹۹/۱٩
620 هو معاوية بن مالك بن جعفر بن كلاب .
(9) انظر: المفضليات ١۹١ وقد استوفى المحقق تخريجه» الحماسة البصرية /١ ؟50,.
(5) المحرر الوجيز .٠٤١/١
وربما ورد الشعر فى أثناء القصص والحوادث التاريخية ونحوها»
مما لا يعد غرضاً قائماً برأسه» أو يدخل تحت الشواهد التاريخية» وقد
سبقت الإشارة إليها في أنواع الشواهد الشعرية» وليست من مقصود
البحث .
الغرض الثاني : التمثل بالشعر :
لتيل مغل من نَمل إذا أنشد بيتاً من الشعر ثم آخر””©. والتمثل
بالشعر باب واسع» أوسع من المّجازاتٍ والكنايات» وهو بابٌ الإشارات
التي قد تكون قريبة» وقد تكون بعيدةًء ويقوم هذا البابٌ على انتزاع
الشعر من دوائر السياق» ونفض بعض دلالاتهء وإصباغ دلالات جديدة
عليه» والخروج بالمعاني إلى مساحاتٍ أوسع» وفضاءاتٍ أشمل.
وقد ذكر عبد القاهر الجرجاني وهو يدافع عن الشعر أن الحسن
البصري يب كان يتمثل في مواعظه بالأبيات من الشعرء وكان من
أوجعها عنده:
اليوم عند دلهاوحَديئها وغداً لِمَيْرِكَ ها والمعْص“
وهذا البيت قيل في مَدْمَّةٍ النساء» ولكنّ الحسن البصري كان ينقله
إلى معان أخرى في الحث على الزهد في الدنياء وتراهُ أهمل الدَّلَّ
والدلال فى البيت» وجعل ذلك كلَّهُ إشارات إلى ما يَملكُ على المرء
قلبّه» من دُنياء أو جاوء أو مالٍء أو ولل أو نحو ذلك. وهذا هو
المقصود بالتمثل بالشعر. وليس هو من ضرب الأمثال وإرسالها فذاك
باب آخر غير هذا .
وذكر الزمخشري بيتين للمأمون كان يتمثل بهما في أخيه الأمين هما :
(1) انظر: لسان العرب ۲۲/۱۳ (مثل).
(۲) البيت غير منسوب» وقيل: إنه للحسن البصري. انظر: أمالي الشريف المرتضى /١
۰ دلائل الإعجاز ۱۳.
سل ١إ“ الشاهر (الشعري في تفسير القرآن الكريم
با صاحب البَعْي إِنَّ البَغي مَصْرَعَة فارْبَعْ فخيرٌ فِعالٍ المرء أعدلة
فلو بَمَى جَبَلُ يوماً على جل لالد منه أعاليو وأُسفلٌ()
ولا يُشترظ في التمثّل بالشعر أن يكون بالشعر المحتج به في اللغة
والنحو» وإنما يُتمثّلُ بكل بيت من الشعرٍ حَمّل معنىئ شريفاً» أو كان له
مناسبة تَعرضٌ في كتب التفسير» ولذلك يتمثل الزمخشري والقرطبي
وغيرهما بشعر المحدثين والمعاصرين .
والتمثل بالشعر في كتب التفسير يكثر عند الزمخشري والقرطبي›
ويقل عند ابن عطية» وينعدم عند الطبري. وليس هذا الغرض من أغراض
الشاهد الشعري الأصلية التى يدرسها هذا البحث» فليس له ضابط متفق
عليه عند العلماء» وإنما هو من الخواطر التي ترد على ذهن المفسرء
وتعتمد على سعة محفوظه من الشعرء بخلاف الاستشهاد الذي قيده
العلماء وضبطوه بضوابط وشروط لقبوله وصحته. ومن أمثلة التمثل
بالشعر في كتب التفسير ما يلي :
١ - قال الزمخشري عند تفسير قوله تعالى: #إلا رة متا ومَننَعًا إل
جين 09* [يس: :]٤٤ «إلى أَجَلٍ تموتون فيه لا ب لهم منه بعد النجاة من
مَوْتِ العَرَق. ولقد أحسن من قال :
ولم اسك لكي أبِمَى ولك سََلِمْتُ من الحجمام إلى الجماه 0
فقد تمثل الزمخشري ببيت المتنبي لمناسبته لمعنى الآية» فكما أن
الآية تدل على أن من ينجو من عذاب الله بالغرق لن ينجو من الموت إذا
.75٠ /۲ انظر: الكشاف )١(
(؟) هو المتنبى أحمد بن الحسين المتوفى سنة 05"اه.
(۳) البيت من قصيدته الميمية في وصف الحُمّىء ورواية الديوان:
وإ أَسْلَمْ فما أَبِقَى ولكنْ سََلِمْتٌ من الجمام إلى الجمام
انظر: الديوان بشرح البرقوقي 807/4.
.18/5 الكشاف )٤(
أغراض إيراد الشاهد الشعري عند المفسرين
حان الأجل». فكذلك بيت المتنبي يحمل المعنى نفسهء وهو أن الذي
ينجو من المرض بالشفاءء فإنما هى نجاة مرهونة بحلول الأجل
والموت .
۲ ومن الأمثلة قول القرطبي وهو يفسر معنى وصف الله للنبي ييا
بالعبد» فقال: «وقال بعضهم: لما كانت العبادة أشرف الخصال»
ياقومقلبي عند زهراء يعرفه السامع والرّائي
of #4 AIA, 7 2 سس OVD
لاتدعيي إلا بياعبدها فإنه أشرف أسمائي (
وهذا من القرطبي تمثل بهذين البيتين لا استشهاد به» وأكثر من
يستشهد بها أهل التصوف” .
ويكثر عند المفسرين من أهل التصوف إيراد الشعر لأغراض خاصة
بأهل التصوف» ولهم في ذلك اصطلاحات خاصة بهم» ويكثر هذا عند
أهل التفسير الإشاري» ومعظم هذه الأشعار تشتمل على معاني الحب
والشوق والغرام. وغرضهم من إيرادها ليس المعاني الظاهرة من الشعرء
وإئما معانى أخرى» ھی معانى التعلق بالله والشوق إليه» وهذا دب
أهل التصوف فإنهم يُكثرون من الاستناد إلى الأشعار في تحقيق المعاني
معاني الأشعار» ويضعونها للتخلق بمقتضاهاء وهو في الحقيقة من
الملح؛ لما في الأشعار الرقيقة من إمالة الطباع» وتحريك النفوس إلى
الغرض المطلوب› ولذلك اتخذه الوعاظ ديدناًء وأدخلوه في أثناء
وعظهي)”*
.٠١١/١ غير منسوبين. (۲) الجامع لأحكام القرآن )١(
ذكر المقري أن أبا العباس المرسي المتصوف كان كثيراً ما ينشدهما. انظر: نفح )(
.174 /" الطيب
.١١5/١ الموافقات للشاطبي )٤(
- الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
ومن هذه التفاسير تفسير «لطائف الإشارات» للقشيري ((ت156)
الذي لا تكاد تخلو صفحة من صفحاته من التمثل بالشعر. ومن امنا
ذلك في تفسير القشيري عند تفسير قوله تعالى: #يََيهَا الذي ءامنا
طلا بوا صَدقَنيكُم لمن ادى [البقرة: ]۲٠٤ قال القشيري: «إنْما 4
ميل المرّهَ من الحق سبحانه» فأمًا من الخلق فليس لأحد على غيره
َة فان تَحمّلَ المئّنِ من المخلوقين أعظمُ مِحْنة» وشهود المِنَّةِ من الله
أعظم نعمة» قال قائلهه”!؟ :
ليس إجلالك الكبارً بل إنّما الد نْ جل الصغا |"
والأمثلة على ذلك عند القشيري كثيرة” 3 وقد بلغ عدد الشواهد
الشعرية فى تفسير القشيري (”587) شاهداً شعرياً ساقها كلها مساقا
إشارياً» غير المعنى الظاهر منها.
6
.556 لم أقف على القائل. (؟) انظر: الكشكول للعاملي )١(
(۳) لطائف الإشارات .٠۹۰/۱
EY oV FV FF انظر: لطائف الإشارات 11/1 لاك 14 ۲۱< 1۸« رسن )8(
١5١ CIA eA AT CAY A IT فك أك «(00 CO1 544 58 cE
وغيرها.
قح
جں اي اچجیی
سے دون لازو یی
-TFPOAOSWAFAT. CONN
الفصل الثاني
مناهج أصحاب كتب معاني القرآن
وغريب القرآن في الاستشهاد بالشى
المبحث الأول: المقصود بأصحاب كتب «معاني
القرآن» و«غريب القرآن».
المبحث الثاني: الفرق بين كتب المعاني وكتب
الغريب .
المبحث الثالث: منهج أصحاب المعاني والغريب في
إيراد الشاهد الشعري .
المبحث الرابع: مدى الاعتماد على الشاهد الشعري عند
أصحاب المعاني والغريب.
المبحث الخامس: منهج أصحاب المعاني والغريب في
توثيق الشاهد الشعري.
المبحث السادس : الفرق بين مناهج أصحاب هذه الكتب
والمفسرين في توظيف الشاهد الشعري.
المبحث السابع: أغراض إيراد الشاهد الشعري عند
أصحاب المعاني والغريب.
جع جه BRT. © اوح FECT BMV مرحي يحي ميحد
المبحث الأول
المقصود بأصحاب كتب
«معانبي القرآن» و«غريب القران»
صنّفٌ المتقدمون من عُلماءٍ اللغة كتبأ في تفسير القرآن الكريم وبيان
معانيه» وكانت هذه المصنفات إجابة لحاجة المتأدبين» وما يدور فى مجالس
العلم والأدب» ومجالس الخلفاء والأمراء”''» عن مسائل تتصل بالقرآن
الكريم ومعانيه وإعرابه. فتصدى العلماء حينها لوضع هذه المصنفات»
وتعددت أسماءٌ هذه المصنفات في القرن الثاني للهجرة» فسّمّاها بعضهم
اامعانى القران» وقد ذكرّت مصئفاتث بهذا العنوان لأبى عبيلة والمراء
والأخفش والكسائي والرؤاسي وغيرهم» وقد أحصاها بعض الباحثين فبلغت
أربعة وثلا نين م صا ومنهم من صنف تحت اسم غریب القران»» وهم
كثير» وقليل منهم من خرج عن هذه التسمية وإن كان المضمون متشابها" .
وقد تعرض البحث لدراسة مناهج مؤلفي عدد من كتب معاني
القرآن وغريبه فى الاستشهاد بالشاهد الشعري» وأثر الشاهد الشعري فى
هذه الكتب» لكونها تُمثّلُ النواةً الأولى لكتب التفسير المطولة2»: وهى
)١( انظر: معجم الأدباء 5777/١6 9١/058٠ء طبقات اللغويين للزبيدي 2١50 إنباه
الرواة ۷/۲".
(۲) انظر: النحو وكتب التفسير لرفيدة .٠١°١ _ ١١۲/١
(۳) انظر: الفهرست ”2 البرهان في علوم القرآن للزركشي ۳۸۸/١ فقد استوفى محقق
الكتاب د. يوسف المرعشلى المصنفات فى غريب القرآن» وليوسف المرعشلى كتاب
بعنوان: «غريب القرآن: نشأته وتطوره». ` ٠
(:) انظر: المعجم العربي 5".
المقصود بأصحاب كتب «معاني القرآن» و«غريب القرآن»
أهم مصادر التفسير اللغوي للقرآن الكريم''. وقبل الشروع في تناول
المباحث المتعلقة بمناهجهم أَبَيّنْ المقصودٌ ب«معاني القرآن» واغريب
القرآن» في اللغة والاصطلاح .
أولا : كتب معانى القران :
أ - التعريف اللغوي:
ترجع دلالة كلمة «معنى» في اللغة إلى ثلاثة أصول» منها ظُهورٌ
شَيءِ ويروزه7 ولا يتحصل إلا بعل البحث والتفتيش عله » ولذلك يقول
¢
ابن فارس: «والذي يدل عليه قياس اللغة أن المعنى هو القصد الذي يرز
ويظهرٌ في الشيء إذا بحت عنه. يقال: هذا معنى الكلامء ومعنى الشّعْر؛
أي: الذي يَبْرّرْ من مَكنون ما تضمّئه اللفظ)”". والمعنى في اللغة هو
إظهار ما تضمنه اللفظ بعد البحث وبيان المراد منه .
وقل روي عن تعلب أن المعنى » والتفسير» والتأويل وا حل في
حين فرق بينها آخرون منهم السمينٌ الحلبي بقوله: «والفرق أن التفسير
هو الكشف والإيضاح... وقد يطلق المعنى على مدلول الألفاظ» وبه
يقابل اللفظء فيقال: معنى كذا وكذا. وقل يراد به التقدير» كقولهم:
واسأل القرية؛ أي: أهل القرية»''' .
ولعل ابنَ فارس (ت906”) كان أقربَ إلى الصواب حين قال:
(معاني العبارات التي يعبر بها عن الأشياء» ومرجِعها إلى ثلاثة» وهي
TAO _ o00 انظر: التفسير اللغوي للقرآن الكريم )١(
(۲) انظر: مقاييس اللغة .١55/5
(۳) مقاييس اللغة ۰۱٤۹ - ١58/5 تهذيب اللغة ۱۱۰/۱ »١١١- وانظر: 7/7 .1١١
(:) انظر: المفردات للراغب ٥۹۱ لسان العرب 555/8 (عنا).
(0) انظر: تهذيب اللغة ”7/7 »7١7 لسان العرب 555/4 (عنا).
(5) عمدة الحفاظ ”/ .٠١١
ات (لشامر الشعري في تفسير القرآن الكريم
المعنى» والتفسيرء والتأويل» وهي وإِنْ اخحتلفت» فالمقاصدٌ بها
متقاربة"''. فهى ليست مترادفة لاختلافها من حيث الدلالة الدقيقة
ب - التعريف الاصطلاحي:
لم أجد للمتقدمين تعريفاً لمعاني القرآن على أنه اصطلاح» غير أنَّ
النحاس الذي صنَّفَ كتابّه بعد أن اتضحَ المقصودُ بمعاني القرآن في
القرن الرابع الهجري» قد بَيّن غايته مِنْ تصني كتابه «معاني القرآن» فقال
في مقدمته: «قصدت في هذا الكتاب تفسيرَ المعاني» والغريبت» وأحكام
القرآن. والنّاسخ والمنسوخ عن المتقدمين من الأئمة» وأذكرٌ من قول
الجلَة من العلماء باللغة» وأهل انر ما حضرني» وأَبيّنُ تصريف الكلمة
واشتقاقها إن علمتٌ ذلك وآتي من القراءات بما يُحتاجٌ إلى تفسير
معناه» وما احتاج إليه المعنى من الإعراب» وبما احتح به العلماءٌ م في
مسائل سألَ عنها المجادلون. وأ ما فيه حذفٌ» أو اختصارٌء أو إطالة
لإفهامه» وما كان فيه تقديم أو تأخين وأشرح ذلك حتى يتبينه المتعلم›
وينتفع بهء كما ينتفع به العاليم)”'" .
فقد أدخل النحانُ في كتابه المعاني: التفسيرٌء وشرح الغريب:
وبيان أحكام القرآن الفقهية باختصارء وذكر الناسخ والمنسوخ من
الآيات» وبين اشتقاق المفردات» وذكر مسائل من مسائل البلاغة
كالحذف والاختصارء والتقديم والتأخير» وغير ذلك من المسائل التي
)۱( الصاحبي 1۲
(۲) معاني القرآن للنحاس »47/١ التفسير اللغوي للقرآن الكريم 2774 وقد وردت أسماء
مفسري السلف بكثرة في معاني النحاس» فورد اسم ابن عباس »)٦١١۱( ومجاهد
(400)» وعكرمة (١۱۷)ء والحسن البصري .)۳١( وقتادة »)1۸١( والكسائي
(85)» والفراء (١۱۳)ء وأبي عبيدة »)٠٠۲( والأخحفش ,.)١5( والزجاج .)٤١(
انظر: أنواع التصنيف المتعلقة بتفسير القرآن للطيار ۷۸.
المقصود بأصحاب كتب «معاني القرآن» ودغريب القران»
هي ما اشتملت عليه كتب التفسير في زمنه كتفسير الطبري الذي يعد من
مصادره التي اعتمد عليها .
وقد عرّفْه بعض الباحثين بأنّه «علم يَعْنَى بشرح اللفظ القرآني»
والاستدلال عليه» وفَهُم تركيبه اللغوي» وما لَه من مَعانٍ واستعمالاتِ في
اللسان العربي» وبخاصة ما أشكل منه» واحتاجَ إلى فهمه بعض العناءء
كما يُعنّى ببیانِ غریب إعراب القرآن» وإبراز ما فيه من نُكَاتِ وفوائد
واستشباطات296, 00202000
وعرّفه باحتثٌ آخر بأنّه «البيانُ اللغويٌ لألفاظ وأساليب العربية
الواردة في القرآن»'. ۰
والتعريف الأول يصف مضمون الكتب التي صنفت باسم معاني
القرآن» وفي إطلاقه عليه صفة «علم» شيءٌ من التجوز في العبارةء إذ إنه
ليس علماً بالمعنى الاصطلاحي لَهُ حدٌ وثَّمَرةٌ وموضوع يختص بها دون
غيره» فلا تنطبق عليه شروط ما يُسمَّى علماء كما في علم الفقه والنحو
وغيرها”"» ومسائله مشتركة بين علم اللغة والنحو والتفسير» وإن كان
إفراد العلماء لذكر المصنفات التي صنفت باسم معاني القرآن يوحي
باستقلاله» إلا أنه لم يحظ بالتفرد كعلم له سماته وحدوده حتى الیوم»
وإنما صنفت بعض المصنفات تحت هذا الاسم ثم توقفت عام 007ه
بوفاة النيسابوري صاحب (إيجاز البيان»”*'. في حين استمر التصنيف في
معاني القرآن بمعناها الواسع حتى اليوم في التفسير وغيره.
ويؤخذ على التعريف الثاني قصره تعريف «معاني القرآن» على بيان
.١17/١ مقدمة محقق إيجاز البيان للنيسابوري )١(
(۲) التفسير اللغوي للدكتور ٠٠٠٠١ أنواع التصنيف المتعلقة بتفسير القرآن 0/.
(۳) انظر: كشاف اصطلاحات الفنون ۳/۱ - 38.
)٤( انظر: الفهرست ۳۷ إيجاز البيان للنيسابوري ١7/١ - 1۹ء النحو وكتب التفسير
لرفيدة .١١١7/١
A الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
الدلالة اللغوية للقرآن الكريم دون غيرهاء وربّما يصح هذا في مصنفات
الطور الأول دون ما بعده» حيث صُنْمَتْ كتبٌ في معاني القرآن اشتملت
على الروايات المأثورة عن السلف في التفسير كما صنع أبو عبيد
القاسم بن سلام (ت٣٤۲۲) عندما شرع في عمل كتابه «معاني القرآن» وبلغ
إلى سورة الحج أو الأنبياء» حيث إِنَّهِ جَمَّع إلى ما في كتب «معاني
القرآن» السابقة عليه ذكر الآثار وتفاسير الصحابة والتابعين والفقهاء
بأسانيدها”'' .
ويُعدٌ كتابٌ «معاني القرآن» لأبي عبيد مرحلة فارقة بين مصنفات
معاني القرآن في طورها الأول على يد أبي عبيدة والفراء وطبقتهماء ومن
بعدهم» حيث اقتصر الأوائل على جانب اللغة والنحو في بيان دلالة
ألفاظ القرآن وتراکیبه» فجاء فأضاف روايات السلف وتفاسيرهم» وحاول
بذلك تجاورٌ الماخذ التي أخذت على أبي عبيدة والفراء في كتبهم. ثم
جاء بعد ذلك الزجاج (ت۳۱۱)» والنحاس (ت۳۳۸) في «معاني القرآن»
فسارا على م: منهج أبي عبيدء فى ذكر روايات السلف› غير أن عناية
النحاس بها أكثرء كثرء حيث نص على ذلك في مقدمتة!
وقد سيل أبو عمرو بن الصلاح (ت157) عن هذا المصطلح الذي
يتكرر في بعض كتب التفسير فقال: «وحيث رأيتَ في كتب التفسير «قال
أهل المعاني» فالمرادٌ به مُصنفو الكتب في معاني القرآن. كالزجَاج ومن
قبله . . . وفي بعض كلام الواحدي : كر أهل المعاني: الفراء والْزْجاجٌُ
وابن الأنباري قالوا كذا». وهذا الذي ذكره ابن الصلاح بيان للمقصود
)١( انظر: تاريخ بغداد 2405/1١ طبقات المفسرين للداودي ٠١ - ٠١١/١ وذكر أنه لم
يكمله لنهي الإمام أحمد بن حنبل له عن اتخاذه أبا عبيدة والفراء أئمة يحتج بهما في
معاني القرآن» في حين يفهم من كلام الخطيب البغدادي غير ذلك» مما يوهن هذه
القصة عند الداودي. انظر: النحو وكتب التفسير لرفيدة 73١ ٠/١ .
(۲) البرهان للزركشي ۰۳۹٤/۱ ۲۸۳/۲ الإتقان في علوم القرآن /١ 01.
المقصود بأصحاب كتب «معاني القرآن» و«غريب القرآن»
بأهل المعاني عند ذكر بعض المفسرين المتقدمين لهم» وليس تعريفا
اصطلاحياً للمقصود بمعاني القرآني .
أكتر المفسرين ذكراً لعبارة «أهل المعاني»:
اشتهر عددٌ من الصحابة والتابعين بمعرفتهم للتفسير» وفهمهم للقرآن
كعلي بن أبي طالب وابن عباس وغيرهما وؤش» وبهم بدأ علم التفسير
يَبْرْرْ ويظهرء وصار لعلم التفسير حلقاتهُ وشيوخة وصّحَفه المكتوبة منذ
وقتٍ مبكرء وكانوا يسمونهم «أهل التفسير»» ولَمّا صنت اللغويون من
أهل القرن الثاني ومن بعدهم في بيان معاني القرآن الكريم لم يسموا
كتبهم بتفسير القرآن» وإنما أطلقوا عليها أسماء أخرى أشهرها معاني
القرآن. فعرفوا بأصحاب المعاني في كتب التفسير بعد ذلك. وقد تتبعت
كتب التفسير المطبوعة المتقدمة على ابن الصلاح (ت747)» فوجدت
أكثر من يكرر عبارة «قال أهل المعاني» من المفسرين”'' أبا المظفر
السمعاني (ت۸4٤)» ثم جاء بعده الإمام البغوي (ت١٠٥)" فكرر
)١( لم أطلع أثناء إعداد البحث على كتاب (التفسير البسيط)ء للواحدي (ت158ه)
كاملاً. ولذلك ترددت فى إدراجه ضمن التفاسير المكثرة من تكرار عبارة (أهل
المعاني)» فلما فرغب من بحثي هذا ورجعتٌ لكتاب البسيط الذي لم يطبع بعد وجدته
مكثراً جداً من تكرار مصطلح (أهل المعاني) أكثر من غيره من المفسرين» فأفردته
ببحث بعنوان (مصطلح أهل المعاني في كتاب البسيط للواحدي: عرض ودراسة).
AT /۲ «10۹ c٤۳ ۳۸۲ ٤٥١ ۲۰٥/۱ انظر: تفسير أبى المظفر السمعانى )۲(
AE/T cE CEY CONE CENT ce TA ل of PET FEY
TAQ cT FTI مالل oYEE CITA قد IAI CIV CAE CAI ملل
بول CTA TIE TINY ATY VTE COPY cofY CEY للف لاح
دا كرات لول CTA YAY ادق هلخ" كى الال
(۳) معالم التنزيل 2948/١ 1۳ء 17۳« C6 A۸ c1 1° ۳4 ۳4۲ آ/
YAO (1۸ ادن CENE "ارام دض ITY CV CVA الاك TASE TIT
لاقف A CV No TE كف E cE CEY FY CTA VY
.۷١ - ۷١ وانظر: البغوي ومنهجه فى التفسير لعفاف عبد الغفور ٥۴۵ ٤
مثل هذه العبارة» وبعده الإمام ابن الجوزي (ت6۹۷)» ثم الرازي
(ت>:0)5” .
وبعد ابن الصلاح كان القرطبيّ (ت١0051" 2 من أكثر من يكرر
هذه العبارة في تفسيره» ويذكرها غيرهم من المفسرين على قلق .
ولم أجد الطبري ذكر أهل المعاني في تفسيره» مع كثرة تكراره
لكلمة المعاني جمع مَعنى» ومثله ابن عطية فلم يذكرها إلا مرة واحدة
نقلاً عن مكي بن أبي طالب. وأما الزمخشري فقد استعمل كلمة المعاني
جمعاً للمعنى» واستعمل كلمة أصحاب المعاني ويعني بها اليل
المعروف في البلاغة» وهو «عِلم يُعرفُ به أحوالٌ اللفظ العربي التي بها
يُطابق مقتضى الحال»””'. وقد أشار في مقدمة تفسيره إلى أهميته للمفسر
وبالغ في ذلك .
المقصود بأهل المعاني عند المفسرين:
يظهر من تتبع إطلاق المفسرين المتقدمين لهذه العبارة أن المراد بها
أوسمٌ مِن المُصِئْفِينَ نَحتَ اسم «معاني القرآن»» وإنما يعنون بها مَنْ تكلم
في المعاني الدقيقة لآيات القرآن الكريم» والتي تَحتاحٌ إلى دقةٍ في
الاستنباط. فكأنَ المقصود بأهل المعاني أهل التحقيق والنظر الدقيق دون
)١( زاد المسير١/١ةقت, كف ۲/ AIA/T ATT «to اول الف ؛لثلات
EEA ممق تلاقف EAR لالكى Y9 4 CYAO/A ETAR AMV
(۲) انظر: التفسير الكبير للرازي 8/ 2*6 ۱۲/٦۱۸ء 11/۱۳ ۱۳۱ ۱۹۷/۱٤ ۱١
مكلك" CA Foe NT NET ATV ET دحلل VQ عق JIN ION AT
oY هلم “ا ATO E/T Ve TITY ATO Ve FTI ATU
YE محل الاك
(۳) انظر: الجامع لأحكام القرآن ۰۲۹۹/۳ »۳٤٦/٦ 5494 ۰۹۹4/٤ تدك ٣٣۳۸/۷
وغيرها.
(5) انظر: إرشاد العقل السليم لأبي السعود .١٠۸/۲
(5) الإيضاح للقزويني ١٠ء معجم المصطلحات البلاغية لأحمد مطلوب 577.
المقصود بأصحاب كتب «معاني القرآن» ودغريب القرآن» ۷۹
غيرهم مِمَّنْ تكلم في تفسير القرآن. سواء كان طريق الوصول لهذه
المعاني الدقيقة هو اللغة» أو الجمع بين آيات القرآن» أو الاستدلال
بدليل خارج عن ذلك على معنى من المعاني.
وقد تنبه محققو كتاب «معانى القرآن» للفراء لهذا عندما أشاروا إلى
أن «هذا التركيب يعْنّى به ما شک في القرآن» ویحتاج إلى بعض العناء
في فَهمهدء وكان هذا بإزاءِ معاني الآثارء ومعاني الشّعْرء أو أبيات
المعانى)7'' . ظ
وقد تتبعت إطلاقات المفسرين لعبارة أهل المعاني» فوجدت
المقصود بها لا يخرج عن الأصناف التالية:
١ - المصنفين لكتب «معاني القرآن»:
وهذا يصدق عليه قول ابن الصلاح السابق» ومن ذلك قول
السمعاني الذي يُعَدّ من أول من أكثر من ذكر هذه العبارة» فقد وردت
عنده في ثلاثة وحَمسينَ موضعاء > منها مواضع ذكر فيها صراحة المقصود
بأهل المعاني وأنهم المصنفون لكتب المعائي: مثل قوله: «وهذا قول
الفراء والزجاج وأكثر آهل المعاني»
۲ المفسرين :
وقد يطلق المفسرون هذه العبارة» ويقصدون بها المفسرين على
وجه العموم» سواء كانوا من الصحابة أو التابعين أو من بعدهم. ومن
ذلك قول الرازي: «أما قوله: #وَآلْقَمَرٍ إا اش © [الانشقاق: ۱۸]
فاعلم أن أصل الكلمة من الاجتماع. يقال: وَسَقّتّهِ فَاتَّسَنَءُ كما يقال :
وصلتّه فاتّصل؛ أي: جمعتّه فاجتمع... وأما أهلّ المعاني فقال ابن
عباس : +« إذًا أشَقَ» أي : استوى واجتمعً» وتكاملء وتم واستدارَء
.١١/١ مقدمة تحقيق معانى القرآن للفراء )١(
7 «¥1 /6 كول 14/4 corr السمعانى ع 66
-03 (الشامر (الشري في تفسير القرآن الكريم
وذلك ليلة ثلاثة عشر إلى ستة عشر»"'". فأدخل ابنّ عباس مع أهل
المعاني» وهو من الصحابة ولم ينسبه أحد إلى أهل المعاني ممن ترجم
له» ولكن لأنّه ممن تكلم في معاني الآيات وتفسيرها» صح إطلاق ذلك
عليه باعتبار ما نقل عنه من التفسير والنظر الدقيق.
وربما أطلقوها على مفسري التابعين» كما في قول القرطبي: «وقال
ججماعة من أهل المعاني منهم الضحاك والفراء في قوله تعالى: إن
وفيت وَرَافُكَ 4 [آل عمران: ]٠١ على التقديم والتأخير؛ لأن الواو لا
توجب الرتبة. والمعنى: إني رافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا
ومتوفيك بعد أن زل من السماء» . والضحاك (ت5١٠) متقدم الوفاة»
وعد في طبقة مفسري التابعيه”") ولكن لكلامه عن معاني الآيات أدخله
مع آهل المعاني كالفراء.
وربما قصدوا بها عموم آهل التفسير» كما في قول السمعاني:
«وذكر الفراء عن بعض أهل المعاني أن معنى الآية يضاعف لهم العذاب
بما كانوا يستطيعون السمع فلا يستمعون» وسائرٌ النحاة أنكروا تقدير الباء
ها هنا)”*' .
AN ٣
وعندما رجعت لقول الفراء إذا هو يقول: «وقوله: لما كوا يعون
لسَّمْع# [هود: ]۲١ على وجهين: فَسَّرهُ بعض المفسرين: يُضاعفٌ لهم
العذابٌ بما كانوا يستطيعون السمع ولا يفعلون)”*'.
وكثيراً ما ينسب السمعاني قولاً لأهل المعاني» وهو قول
المفسرين» ومن ذلك قوله: «قوله تعالى: إلا الي يَصِلُونَ إل قرم بب
وينم مق [النساء: 40] قال أبو عبيدة: معناه إلا الذينَ ينتسبونَ إلى
.44/5 (؟) الجامع لأحكام القرآن .٠٠١ /#١ التفسير الكبير )١(
.۸/۲ معاني القرآن )٥( .45١/7؟ تفسير السمعاني )5(
قوم» وأنشد فيه قول الشاعر"
إذا اتصِلّث قالت: أبَكرٌ بن وَائل وبَكْرٌ سَبَنْها والأنُوفُ رَوَاغِمُ e
يعنى إذا انتسبت تلك القبيلة. وأنكرٌ أهل المعاني هذا على أبي
عبيدة» وقالوا هذا لا يستقيم في معنى هذا الاستثناء المنع من القتل » وما
كان المنع لأجل النسبة فن النبيّ ب كان يقاتل المشركين من قريش وإن
كانوا من نسبه بل معنى قوله: إلا أل يَصِلُوتَ4 [النساء: ]4١ أي :
يُخالطونَ ويتصلونَ بقوم كان بينهم وبين النبي كله موادعة وعهد)"" .
والذين أنكروا هذا على أبي عبيدة هم المفسرون كالطبري .
۴ - اللغويين والنحويين
رَبّما يعبر المفسرون كالسمعاني بأهل المعاني بما يوحي أنه يعني به
النحويين خاصة في مثل قوله: «قال أهل المعاني من أرباب النحد)(ة»
ومثل ذلك قول ابن جرّي الكلبي: «وصنف في معاني القرآن جماعة من
النحويين كأبي إسحاق الزجاج. وأبي علي الفارسي» وأبي جعفر
النحاس)'؟. وقال الرازي : «وهذا قول جميع أهل المعاني والعربية.
ولذلك عَرَّفت مُحققةٌ «معا: ني القرآن» للأحفش معاني القران أنه : (التفسير
النحوي للقرآن)(^
5 - البلاغيين :
وربما عنى المفسرون بأهل المعاني أهل العناية بالبحث في بلاغة
القرآن خاصة. ولا سيما ما سمي بعلم المعاني منه» وكثيراً ما ينقل
.4١ هوالأعشى. (۲) انظر: ديوانه )١(
.55١ 5094/١ تفسير السمعانى )۳(
(4) انظر: تفسير الطبري (هجر) 757/7 المحرر الوجيز 7١١/4 - 507.
(5) تفسير السمعاني ”/ 87. .۷٥/۳ (5) التسهيل لعلوم التنزيل .٠١/١
(۷) المصدر السابق .۷١ /۲١
(۸) مقدمة تحقيق معاني القرآن للأخفش لهدى قراعة .۳۳/١
Y€ (لشاهر (الشعري في تفسير القرآن الكريم
إعجاز القران البلاغيء و ومن أدلة ذلك قول الرازي . عند تفسير قوله
تعالى: #عيخ أن بِعَكَكَ ريك مقاما ردا [الإسراء: ۷۹]: «اتفق
المفسرون على أن كلمة (اعسى) من الله واج قال أهل المعانى : لذن
لفظة «عسى» تفيدٌ الإطماع» ومن أطمعٌ إنساناً في شيءٍ ثم حَرَمَهُ كان
عاراًء والله تعالى أكرمٌُ مِنْ أن يُطمعَ أحداً في شيء ثم لا يعطيه
ذللی»'.
وأما المفسرون المتأخرون فيِمّن كرّر هذه العبارة الإمام الشوكاني
(ت٠ة؟١). في سبعة 'مواضع من تفسيره ؛ وهو ناقل لأكثرها من عبارات
الغلاثة کا ر
ثم جاء الألوسي (ت1770) في تفسيره» فكرر هذه العبارة ستا
وعشرين مرة وهو يريد بها أهل علم المعاني ا حد علوم البلاغة دون
7
ا
ه آهل الاستنباط :
من خلال التأمل فى المقصود بعبارة «أهل المعانى» فى كتب
التفسير المكثرة من استعمالهاء ما يؤكد أن المقصود بها أهل الاستنباط
للمعاني الدقيقة قيقة من الآيات القرآنية من أهل اللغة والنحو وأهل التفسير
على حد سواء“ . وأغلب من ينصرف له إطلاق الرازي لهذا المصطلح
.؟557/7؟١ التفسير الكبير )١(
(۲) انظر: فتح القدير م E /رهدة كل علال 0/ CAY حكن أونل EFE
/١ 1A0 مكل /الرفق ولم*“ض ATTI/E T° MEV روح المعاني )۳(
والردققف AAT TNE AAT اللا 11° مكحل AAT A11/۱ دق
IAT/YTT 111/14 TTA مالتكك 1° 7/11 CTT 1¥
Y/Y CEY cE cof _ ۳ ۳٤۳/۲ ٠١/۱ انظر: تفسير السمعانى )٤(
المقصود بأصحاب كتب «معاني القرآن» ودغريب القرآن» هم >
هو من تنسب له أقوال في استخراج المعاني الدقيقة من الآيات سواء عن
طريق اللغة أو غيرهاء ويدخل أصحاب كتب المعاني في ذلك دخولا
أولياً لعنايتهم بذلك .
وفي تعبير مكي بن أبي طالب ما يدل على ما تقدم مِنْ أن أهل
المعاني ليس مُختصا بأهل اللغة خاصة. وإنما يشمل مَنْ تكلم في لغة
القرآن وإعراب الآيات ومعانيها وأحكامها حيث قال ابن عطية عند تفسير
قوله تعالى: ليما لبي امنوا دة يكم إدَا حر دك الْمَوَتُ4 الآية
[المائدة: :]٠١5 «قال مكي بِنُ أبي طالب وه : هذه اا عند آهل
المعاني مِنْ أشكل ما في القرآن إعراباً ومعنئ وحكماً”" .
وقد أدحل المصنفون في معاني القرآن إعراب القرآن في
مصنفاتهم» وبعضهم نص على ذلك في عنوانه كالزجاج» وبعضهم لم
يشر إلى ذلك كأبي عبيدة» والأخفش. مما يعني دخول إعراب القرآن في
معاني القرآن"'. ١
أما النَحاسنُ فقد أفرد لكل منهما كتاباً مختصاً به» ولعله أول من
فعل ذلك بشكل ظاهرء فقد خصص كتابه «معاني القرآن» لبيان المعاني
وقد سبق نقل كلامه في تقديم الكتاب» وخص «إعراب القرآن» اعرا
القرآن ومسائل النحو فيه» فقال في مقدمته: «هذا كتابٌ أذكر فيه |
شاء الله - إعرابَ القرآنء والقراءات التي تَحتاجٌ أن أَبِيّىَ إعرابها ا
فيهاء ولا أخليه من اختلاف النحويين» وما يُحتاحٌ إليه من المعاني» وما
أجازه بعضهم ومنعه بعضهم وزيادات في المعاني وشرح لهاء ومن
)١( المحرر الوجيز (قطر) ۷۷/١ ولم أجد كلام مكي في المطبوع من كتبه» ولعل قوله
هنلا في تقسیره «التحصيل لفوائد التفصيل الجامع لعلوم التنزيل» وهو من مصادر ابن
عطية المهمة في تفسيره» ولم يُطبّع بعد فيما أعلم. وانظر في تفسير هذه الآية: معاني
القرآن للزجاج 2517/7 معاني القرآن للنحاس ؟/١٠8".
30( انظر: النحو وكتب التفسير لرفيدة .١ 588 ١١0/١
“۲ الشاهر الشمري في :: تفسير القرآن الكريم
الجموع واللغات» وسّوقٍ كل لغةٍ إلى أصحابها»"''.
ومِمًا يؤكذ تفريقه بين إعراب القرآن ومعانيه إشارته إلى أنه ذكر فى
إعراب القرآن: «ما يحتاج إليه من المعاني' دون الاستطراد فيها. وقوله
بعد ذلك : «ولعلّه يَمرٌّ الشي؛ م غَيْرَ مُشْبَع فيتوهمٌ متصفحة أن ذلك
لإغفالٍ. وإنما هو لان له موضعاً غير ذلك» ومذهيّنا الإيجازٌ» والمَجىء
بالنكتة في موضعها من غير إطالةء وقصدنا في هذا الكتاب الإعراب وما
شاكله». وهذا تفريق واضح بين إعراب القرآن ومعاني القرآن» وكأنه
يعني بالمواضع اللائقة التي ترك التفصيل فيها في كتابه هذا ما فَصَّلَهِ في
كتابه الآخر «معاني القرآن»» حيث قد صنف «معاني القرآن» قبل «إعراب
القرآن»» بدليل أنه قد وردت إحالات كثيرة في «إعراب القرآن» إلى
((معار ني القرآن» " .
المطبوع من كتب «معاتي القرآن»:
أفرد المؤلفون فى أسماء الكتب معانى القرآن بالذكر» وذكروا عدداً
من المصنفات فيه طبع منها عددٌ قليلٌ: وفقّد أكثدها. فهمًا طبع منها
الكتب التالية :
- معاني القرآن للفراء (ت/1و١ ه10 .
- معاني القرآن للأخفش (ت١أ٠۲ه) .
معاني القرآن وإعرابه للزجاج (ت۳۱۱ه).
.٠١١ /١ إعراب القرآن )۲( .٠٠١/١ إعراب القرآن للنحاس )١(
(۳) انظر: إعراب القرآن 2*”55/١ 177*/7. ظ
(54) طبع بتحقيق أحمد يوسف نجاتي» ومحمد النجار» وعبد الفتاح شلبي في ثلاثة
مجلدات .
)٠( حقق ثلاث مرات أولها تحقيق عبد الأمير الورد في رسالته للدكتوراه» ثم تلاه فايز
فارس» ثم هدى قراعة» وتميز التحقيق الأخير بإحصاء نقول الطبري عن الأخفش .
() طبع في حمسة مجلدات بتحقيق عبد الجليل شلبي.
المقصود بأصحاب كتب «معاني القرآن» و«غريب القرآن» ¥
- معانی القرآن للنحاس (ت778ه)”.
- إيجاز البيان في معاني القرآن للنيسابوري (ت007)”".
وأما المفقودة فكثيرة أولها لواصل بن عطاء المعتزلي (ت١17),
وأبان بن تغلب (ت١5١)2 وغيرهو '".
ويُعلٌ كتاب «معاني القرآن» ليحيى بن زياد الفراء (ت۲۰۷) من أهم
كتب المعاني التي طبعت» وهو أقدم كتاب ب مطبوع يمثل المذهبَ الكوفيٌ
فى النحوء وقد اعتمد عليه الدارسون للمدارس النحوية لتبين معالم منهج
المدرسة الكوفية فة ونظراً لمكانة مؤلفه. وكثرة شواهده الشعرية التي
بلغت )۷۸٥( شاهداً. فقد خصصته بدراسة منهجه فى الاستشهاد بالشاهد
الشعري» ومدى اعتماده على شواهد الشعرء وأغراض الاستشهاد بالشعر
فيه» وبيان أثره في كتب التفسير التي صَنْفْتٌ بعدّه فيما يخص الاستشهاد
بالشعر في بيان معاني القرآن.
وهناك كتاب آخر قريب الصلة بكتب معانى القرآن» وهو كتاب
«تأويل مشكل القرآن» لابن قتيبة» وهو حافل بالشواهد الشعرية» حيث
بلغت شواهده (۳۳۹) شاهداً شعرياً» مِمّا جعلني أضيفه للكتب التي
درستها في هذا البحث» لعلاقته بها من حيث بيان معاني الآيات المشكلة
على وجه الخصوص» وكثرة الاستشهاد على ذلك بالشعر.
ومُشکل القرآن ما أَشْكَلَ فهمه والتبس لدخوله في شل غَيْرِه» وهو
)١( طبع ناقصاً لنقص مخطوطته الوحيدة بتحقيق محمد الصابوني» في جامعة أم القرى في
ستة مجلدات .
(۲) حققه الدكتور علي العبيد» وطبعته مكتبة التوبة بالرياض في مجلدين.
(۳) انظر: الفهرست ”26 النحو وكتب التفسير لرفيدة 1١١7/١ ١٠ء إيجاز البيان
للنيسابوري 1۳/1
)٤( انظر: دراسة في النحو الكوفي من خلال معاني القرآن للفراء للمختار أحمد ديره
۹ --_ 1۲۷.
مأخوذ من الشَّكْلٍ الذي هو المِثْل والسّْبْه''. ثم يقال لما غمض وإن لم
يكن غموضه لإشكاله مُشكلاً. وقد صنفت كتب مشكل القرآن للرد على
الطاعنين في القرآن لسوء فهمهم لبعض آياته التي قد يلتبس فهمها على
من لا علم عنده» ولذلك صنف ابن قتيبة وغيره من العلماء كتباً في بيان
مشكل القرآن. وقد اخترت كتاب ابن قتيبة لوفرة شواهده» وتقدمه.
واعتماد العلماء عليه في مصنفاتهم وتفاسيرهم'"' .
ثانيا: كتب غريب القرآن:
من أول الدراسات القرآنية التى صنف فيها العلماء غريب القران
الكريمء وهو يُعنى ببيان مُفردات القرآن» وفيما يلي بيان للمقصود
بالغريب في اللغة ثم بيان المقصود باصطلاح غريب القرآن» وإشارة إلى
أ - التعريف اللغوي:
الغريبٌ في اللغة هو الرجل البعيدٌ عن ونو" ومن الكلام
الغامض المُعنّى لبُعْدِهِ عن القَّهُم والاإدراك“ . قال الأزهريٌ: «الغريبٌ
من الكلام: العُقمِنُ الخامض» . وذكر أهلّ اللغة أنَّ الكلام العُقُميَ هو
غريب الغريب لشدة عُموضوء وفي هذا إشارة أن للغرابة والخفاء
درجات متفاوتة» وأن منه ما غاب المراد منه» وانقطع استعماله.
وقال الخطابئُ في تعريفه: «الغريبٌ من الكلام إنما هو الغامض
البعيدٌ من الفهم» كالغريب من الناس إِنّما هو البعيدٌ عن الوطن» المنقطم
.۷۷ انظر: لسان العرب (شكل) 1777/17. (۲) انظر: تأويل مشكل القرآن )١(
(غرب). ۳۳/۱٠۰ انظر: لسان العرب )۳(
.١١6 /۸ تهذيب اللغة »5١١/5 انظر: العين )٤(
(0) تهذيب اللغة ۸/ .٠٠١ |
(0) انظر: تهذيب اللغة ۲۸۸/١ الصحاح «AA /o المحكم .١
المقصود بأصحاب كتب «معاني القرآن» و«غريب القرآن»
عن الأهلء ومنه قولك للرجلٍ إذا نيه ته وأقصيته : اغْرّب عَني ؛
ابعد» ومن هذا قولهم : نوی غَرْبَةٌ؛ أي : بعيدة. . . وكل هذا مأخوذ
بعضه من بعض» وإنما يختلف في المصادر» '“. وليس للفظة «عَرَبَ
قياس واحدٌ تدلّ عليه مشتقاتهاء وإنما هى عبارات متفاوتة المعنى»
ولذلك قال ابن فارس فيه: «العين والراء والباء أصل صحيحٌ» وكلمه غير
مُنقاسةء لكنّها مُتجانسة» فلذلك كتبناه على جهته مِنْ غير طلب
لِقياسِه)”''. غير أن المعاجم لا تكاد تختلف في المقصود بالغريب من
الكلام كما تقدم ".
ب - دلالة الغريب:
ألفاظ القرآن الكريم ليست على درجة واحدة من حيث وضوح
المعنى وغموضه.ء قال أبوحيان: «لغات القرآن العزيز على قسمين :
- قسم يكاذ ؛ يشترك في قَهُم معناهٌ عامّةٌ المستعربة وخاصتهم»
كمدلول السماء والأرض» وفوق وتحت.
- وقسم يخْتصٌ بمعرفته مَنْ له اطلاح وتبحرٌ في اللغة العربية؛ وهو
الذي صنَّفت أكثرٌ الناس فيه» وَسَمّوهُ غريب القرآن» .
والتعريف المختار لغريب القرآن هو الألفاظ الغامضة في القرآن
لقلة استعمالها عند قوم مُعينين في حقبةٍ مُحددةٍ من الرّمن “
وكتب غريب القرآن لم تقتصر على اللفظة الغامضة البعيدة عن
الفهم» وإنما تجاوزتها فذكرت مُعظم الألفاظ التي وردت في القرآن»
(1) غريب الحديث للخطابي ؟١. (؟) مقاييس اللغة 4/ .47١
(9) انظر: المحكم 00 أساس البلاغة ۹/۲١٠ء تاج العروس »5١١/١ المعجم
الوسيط ؟/ 501.
.۲۷ تحفة الأريب )٤(
انظر: تفسير غريب القرآن لزيد بن علي» مقدمة المحقق ١٠ء دراسة لغوية في أراجيز )١(
.414- 7 0/١ روّبة والعجاج
۳ا شاه ر الشعري في تضسير القرآنالكريم
وربما ذكر بعضّهم ألفاظاً لم ترد في القرآن". ولعل إطلاق مصطلح
الغريب على هذه الألفاظ التي يختلف سبب غرابتها كان بسبب بدء
تدوين العلوم» والتفنن فيه» وخاصة في اللغة وعلوم القرآن» فكلما
ظهرت لفظة لا يستعملها عامة الناس في آية أو حديث لأي سبب من
الأسباب كأن يقتصر استعمال هذه اللفظة على جماعة من العرب لم يكن
هذا المؤلف منهم فإنه يطلق عليه كلمة غريب» وبمواصلته البحث يجد له
مثالا في الشعر يؤكد عروبته» وكثرة شواهد الشعر التي تدل على معنى
الغريب تدل على عدم الغرابة. وهكذا حتى تكونت هذه المصنفات
المتعددة في غريب القرآن والحديث” .
وذكر الزركشئٌ أن معرفة غريب القرآن هي معرفة الممدلول" أي :
مدلول الألفاظ دون تخصيص الغامض منهاء وهذا ما صنعة المتأخرون
في تصانيفهم» فلم تقتصر كتب غريب القرآن على اللفظة الغريبة دون
غيّرها» بل توسع المؤلفون في بيان المفردات التي ليست من الغّريب»
مستشهدين على ذلك بشواهد الشعر والنثرء وربما توسعوا فتكلموا عن
أساليب القرآن» وأكثر هذه الأساليب في كتب الغريب أسلوب التقديم
والتأخ ©4).
وللغرابة سببٌ لا بُدَّ من مراعاته عند تعريف غريب القرآن» وقد
أشارٌ إلى ذلك الخطابيٌ عندما ذكر أن الغريب من الكلام تكون غرابته
)١( انظر: أغفل الأصفهاني في المفردات المواد التالية: رَبَنَّ» غَوَطْء قَرَشَء كلحَ» هَلعَء
لجا سَردَقَ» حصت سَمَحَ نضح قدو مع ورودها في القرآن. أنظر: عمذدة
الحفاظ للسمين الحلبى ۳۸/۱ -9".
(۲) انظر: دراسة لغوية في أراجيز رؤية والعجاج ۷۷/١ - 78.
(۳) انظر: البرهان في علوم القرآن ."88/١
(6) انظر: المفردات للأصفهاني 1 من المقدمة» دراسة لغوية في أراجيز رؤبة والعجاج
الى
المقصود بأصحاب كتب «معاني القرآن» ودغريب القران»
أحدهما: أن يكون بعيداً عن الفهم» لغموض معناه» فلا يتناوله
الفهم إلا عن يُعْدِ ومُعاناة فكر» فيكون شبيهاً بالإلغاز.
والآخرٌ: قله الاستعمالء فيكون خاصاً بمن عدت داره من قبائل
العرب» ونأى به المَحل منهم» فإذا وقعت الكلمة من كلامهم لغيرهم من
العرب في الحواضر استّغربت» وإنما هي كلام القوم وبيانهم''". ولذلك
فاختلاف اللهجات سبب من أسباب الغرابة» وكذلك التغير الدلالي
للفظة؛ وغير ذلك من الأسباب التي يمكن استخراجها بتتبع كتب
الغريب» ومعرفة السمات المشتركة بين ألفاظ الغريب”''.
والغموض في ألفاظ القرآن يزداد بمرور الوقت» فالغريب في وقت
نزول الوحي كان قليلاً جداً» حتى إنه لم يُحفظ من أسئلة الصحابة عن
معاني ألفاظ القرآن إلا القليل» ثم لم تزل الحاجة إلى معرفة ألفاظ
القرآن تزداد شيئاً فشيئاً» فكانت المصنفات الأولى صغيرة الحجم» وجيزة
العبارة» ثم توسعت حتى أطالت الشرح والبيان في الكتب المتأخرة منها
كالمفردات للأصبهاني» وعمدة الحفاظ للحلبي» مِمّا يعني أن الزمنَ له
تأثير في الحكم بغرابة الألفاظ» وشيوعها.
والتنبه للزمن والمكانٍ في تعريف غريب القرآن يُفسرٌ قلة المفرداتٍ
التي رُويت عن مفسري السلف كابن عباس (ت18) وعكرمة (ت5١٠) ثم
زيادتها عند زيد بن علي (ت١١١) في كتابه المنسوب إليه» ثم زيادتها
عند أبي عبيدة (ت١١5١) وابن قتيبة (ت71/1) وغيرهم» واستمرت في
الزيادة حتى شّملت جل ألفاظ القرآن عند الأصفهاني» بل إن السمين
الحلبيّ أَحَذَ على الراغب الأصفهاني إغفاله بعض المفردات التي وردت
في القرآن الكريم» مما يعني أنه كان عليه الاستقصاء.
,7١ 59 الصاحبى 21/١ انظر: غريب الحديث للخطابى )١(
.۸٩ - ۷۰/۱ انظر: دراسة لغوية في أراجيز رؤبة والعجاج )۲(
WY الشاهر (الشعري في تفسير القرآن الكريم
ومراعاةٌ الزمن والمكان يُشْكَكُ فيما تسبه الفيروزأبادي لابن عباس
في كتابه «تنوير المقباس»» من تفسير ألفاظ لم تكن غريبة في زمن ابن
عباس وبيئته التي عاشها. مع ملاحظة ثبات المعنى للفظة الغريبة» فالعبرة
بمعناها الذي دلت عليه وقت نزول الوحي لا بعده» وقد ذكر أحد
الباحثين أن اللفظة الغريبة «يَختلفٌ مدلولهًا مِنْ جيل إلى جيل» ومن بيئة
إلى بيئة»”''» ورُبَّما صح له ذلك في غير ألفاظ القرآن كما ينبغي أن تفهم
وتفك 7 أما ألفاظ القرآن فلا تفهم إلا على معناها وقت نزوله» ولا
تحمل على المعاني الحادثة بعد ذلك» وهذا هو سبب وقوف العلماء في
قبولهم للشواهد اللغوية من الشعر وغيره على عصر متقدم دون الاستمرار
في الاستشهاد بكلام المتأخرين عنه من العرب» حرصاً منهم على
الاستشهاد بمن سلمت لغته وسليقته حفظاً لمعاني لغة القرآن الكريم
والحديث النبوي الشريف. وهذا يفسر تشدد أبي عمرو بن العلاء
والأصمعي في الاحتجاج بأشعار شعراء الإسلام كجرير والكميت
ونحوهم كما تقدم» وإن كان العلماء خالفوهم في ذلك» واستشهدوا
.57١ 289 انظر: علم الفصاحة العربية للدكتور محمد عبد المنعم خفاجي )١(
(؟) قام بعض المتأخرين بتفسير ألفاظ القرآن على معاني حادثة لم تعرفها العرب من
قبل» فحرفوا معاني القرآن عن وجههاء وأدخلوا على الناس شبهات كثيرة. انظر:
)٠١ 17 شهر ۰۲۰٦ الكتاب والقرآن لمحمد شحرور (معنى الترتيل ۰۱۹۷ معنى الليل
وغيرها ومن ذلك قوله ص۲۰۸ في تفسير قوله تعالى: سام هى حي مطل
تبر 46 [القدر: 0] أي: أن هذا الموسم موسم إشهار القرآنِ سلمه الله لنا وهو
سالم يتجدد كل عام ما دام هذا الكون قائما وسينتهي هذا الموسم بالنفخة الأولى
في الصور وقيام الساعة حيث يحصل الانفجار الكوني الثاني ليتشكل على أنقاضه
كون جديد فيه البعث والحساب والجنة والنار ولذا قال: «#عيِّ مَل الجر أمَا فَهُمْ
سح مطل الت 4 على أنه فجرٌ ر الشمس (الصبح) فهو فهم ساذج» . أه. وهذا الفهم
كما زعم هو تفسير جميع المفسرين». فمن يكون هو بمقابلة الطبري جذاسلا
والقرطبي وأمثالهم من المفسرين. انظر: تفسير الطبري (هجر) 2048/15 تفسير
.5577/٠١ التحرير والتنوير »١715/٠5١ القرطيي
المقصود بأصحاب كتب «معاني القرآن» ودغريب القران»
بشعرهم فيما بعد" .
وهذا الذي ذهب إليه أبو عمرو بن العلاء والأصمعي وجه
صحيح» ورد للأمر إلى يصابه؛ ذلك أن القرآن الكريم أنزل باللسان
العربي على ما هو عليه وقت نزول القرآن لا على ما آل إليه بعد ذلك.
ولذلك كان اعتماد المفسرين وأصحاب غريب القرآن ومعانيه على الشعر
الجاهلي دليلاً على صحة منهجهم في الاستشهاد» وحرصهم على
القرآن.
وقد تحرج العلماءٌ من القول في غريب القرآن» خوفاً من الوقوع
في الخطأء فكان الواحد منهم يُسأل فلا يُجيبٌ مع سعة روايته للغة
كالأصمعي”''» ولذلك قال الزركشي عند الحديث عن غريب القرآن:
«وهذا البابٌ عظيم الخُطَر» ومن هنا تَهيّبَ كثير من السلف تفسير
القرآن»” . وقال السيوطي: «وعلى الخائض في ذلك التثبت والرجوع
إلى كتب أهل الفنّ» وعدم الخوض بالظنٌء فهذه الصحابة - وهم العَربُ
العَرْباءُ» وأصحابٌ اللغة الفصحى» ومَنْ نرَّلَ القرآن عليهم وبلغتهم -
توقفوا في ألفاظ لم يعرفوا معناهاء فلم يقولوا فيها شيئاً»”''.
ويُعَدٌ «غريبٌ القرآن» من أسبق العلوم المتعلقة بالقرآن التي صنّفت
فيها العلماء ٠ فقد نيب كتابٌ في غريب القرآن لعبد الله بن عباس وء
)١( انظر: الشاهد المحتج به في الباب الأول ص۸۲٠ التنبيهات لعلي بن حمزة البصري
.750١ _- ۷
(۲) اشتهر هذا عن الأصمعي» وقد أثنى على علمه العلماء» وكان سنياً حسن الاعتقاد.
وشكّك في ذلك بعض الطاعنين عليه من المخالفين له في المذهب» كأبي رياش.
وعلي بن حمزة البصري وهما من الشيعة الزيدية الذي عزا ذلك إلى سوء عقيدة
الأصمعي ونفاقه ورغبته في التدليس على الناس. (كما في التنبيهات له ۸٤۲)ء وقد
رد عليه أبو الطيب اللغوي ودافع عن الأصمعي في مراتب النحويين .۸٤
(۳) البرهان في علوم القرآن ۳۹۸/۱. (5) الإتقان في علوم القرآن .855/١
(5) انظر: المعجم العربي لحسين نصار .۲١
اها _الشاصر اشم في تضسيرالقرآنالكريم
من رواية عطاء بن أبي رباح (ت5١0”''» كما تقدمت الإشارة لمسائل
نافع بن الأزرق التي سأل عنها ابن عباس في الباب الأول من هذا
فيكون ابتداء التصنيف في غريب القرآن في النصف الثاني من القرن
الهجري الأول. غير أن مؤرخي العلوم ذكروا أن ابتداء التصنيف في
غريب القرآن كان في النصف الثاني من القرن الثاني الهجري في عهد
أتباع التابعين» وممن ذكر له تدوين في ذلك زيد بن علي (ت١٠١1),
وأبان بن تغلب (ت١5١)»2 وقد طبع كتابٌ منسوب لزيد بن علي
(ت۱۲۰) موض 7
المطدوع من كدب « غریب القران»٠
ما طبع مِنْ كتب غريب القران أكثر مما طبع من معاني القران»
ومنها :
| - غریب القرآن لعبد الله بن عباس وق (ت0)18" .
-١ تفسير غریب القرآن لزيد بن علي (ت۱۲۰)“.
"5 مجاز القرآن لأبي عبيدة مَعمر بن المثنى (ت 7)۱۰ .
)١( يوجد ضمن مجموع برقم ۸/۲۸٠١ بمكتبة عاطف أفندي بتركياء وقد كتبت في القرن
الثامن. انظر: الفهرس الشامل للتراث العربي الإسلامي المخطوط - علوم القرآن -
مخطوطات التفسير وعلومه 5١ .
2 التفسير اللغوي للقرآن الكريم ۳۳۲.
)۳( نشره إسماعيل جراح أوغلي عن نسخة عاطف أفندي رقم ۸/۲۸١١ بمجلة كلية
الإلهيات بجامعة أنقرة عدد ۲۲» ص70 .٠١5
.ه١5١7 طبع بتحقيق الدكتور حسن محمد تقي الحكيمء عام )٤(
(( طبع بتحقيق الدكتور فؤاد سزكين» في مجلدين › وصدر عن مكتبة الخانجي بالقاهرة.
المقصود بأصحاب كتب «معاني القرآن» ودغريب القرآن» “۳o
> - غريب القرآن وتفسيره لليزيدي (ت 7)۳۷ .
ه - تفسير غريب القرآن لابن قتيبة (ت٦۲۷).
- نزهة القلوب في تفسير غريب القرآن العزيز لابن عزيز السجستاني
نت
۷ مفردات ألفاظ القرآن للراغب اناي ( ت٥ 7)٤۲ .
۸ تفسير غريب القرآن العظيم لمحمد بن أبي بكر الرازي (57757ه)220.
4 - تُحفة الأريب بما في القرآن من الغريب لأبي حيان الغرناطي
(£ )7 .
٠ - عمدةالحفاظ فى تفسير أشرف الألفاظ للسمين الحلبى
( ت٦٥۷( , ١ ١
. ۱۸۲ تفسير غريب القرآن لمحمد بن إسماعيل الصنعاني (ت - ١
فأما كتاب «مجاز القرآن» لأبي عبيدة فهو من أقدم كتب غريب
القرآنء وأوفرها من حيث الشواهد الشعرية» حيث بلغت شواهده 407
)١( حقق ثلاث مرات» الأولى كرسالة دكتوراه قدمها شكري أرسلان فى إحدى جامعات
تركياء والثانية قام بها محمد سليم الحاج» وطبع ببيروت عام 0٠5١ه» والثالثة
للدكتور عبد الرزاق حسين فى بيروت /ا*٠5١ه. وكل هذه التحقيقات عن نسخة وحيدة
محفوظة بمكتبة كوبرلي باستانبول برقم 708.
(۲) طبع بتحقيق السيد أحمد صقر عام ۷۸١١ه.
(۳) حققه الدكتور يوسف المرعشلي» وطبع بدار المعرفة ببيروت ١٠5١ه. وحققه محمد
جمران 5١51١ه.
.ه١5١7 حقق مرات من آخرها تحقيق صفوان داودي» الذي طبعته دار القلم عام )٤(
)٥( طبع بتحقيق الدكتور حسين ألمالي» وطبع بأنقرة عام 1491م.
(5) حققه الدكتور أحمد مطلوب» والدكتورة خديجة الحديثي» ونشر في بغداد عام
۷م
(۷) حققه الدكتور محمد آلتونجی› وطبع بدار عالم الكتب عام ٤ه في أربع
مجلدات .
شاهداً» ولذلك اخترته لدراسة منهجه في الاستشهاد بالشاهد الشعري
وتسمية كتاب أبي عبيدة بمجاز القرآن قد أوقعت بعض الباحثين في
الوهم حين ظته كتابا في البلاغة» وأنَّ المقصود به دراسةٌ مصطلح المَجازٍ
المعروفي عند أهل البلاغة» في حين ذكر مُحقق المَجاز أنَّ أبا عبيدة
قد نسبت لَه كتبٌ في «معاني القرآن» و«غريب القرآن» و«مّجاز القرآن»»
وأَنَّ المقصود بها جميعاً كتابه مَجاز القرآن المطبوع؛ لأن كل النقول التي
نسبت لأبي عبيدة في معاني القرآن وغريبه توجد في هذا الكتاب. وربما
يوافق المحقق على أن غريب القرآن ومجاز القرآن واحد للأدلة التى
ذكرها. ١
أما أن يكون «معانى القرآن» لأبى عبيدة هو نفسه «مجاز القرآن»»
فقد يَُضعفٌُ ذلك قول أبي حاتم : الأخذ الأخفش كتاب أبي عبيدة في
المعاني» فأسقط منه شيئاً وزاد شيئاء وأبدل شيئاء قال: فقلت له: أي
شيء هذا الذي تصنع من هذا؟ م مَنْ اعرف بالعربية؟ أنت أو أبو 30
فقال: الكتاب لمن أصلحه وليس لمن أفسدهء قال: فلم يلتفت إلى كتابه
وصار مطرحاً»”'"'. والموازنة بين الكتابين تَبِعِدُ أن يكون معاني الأخفش
مختصراً أو تهذيباً لمَجاز القرآن لاختلاف المنهج والمضمون.
وقول أبي حاتم يعضّدُ قول مَنْ ذهب إلى أن لأبي عبيدة كتاباً في
«المعاني» مؤلفاً قبل «المَجاز»» هو أصلّ «معاني القرآن» للأخفش الذي
صنفه بطلب من الكسائي المتوفى سنة ۱۸۹٠ه على الأرجح› و«المجاز»
ملف سنة 02184" . علماً أن الكسائي قد احتذى في تصنيفه لكتابه
4
(معانى القرآن» كتاب الأخفش ° '. مما يعني | ن الأخفش قد صئّف كتابه
.۳۸ - ۳۷/۲ (؟) إنباه الرواة .۱۸/١ انظر: مجاز القرآن )١(
)۳( انظر : النحو وكتب التفسير لرفيدة ١ 8/١ .
0( انظر : إنباه الرواة ۲/ TY معجم الأدياء ۱ طبقات المفسرين للداودي١/ 186.
المقصود بأصحاب كتب «معاني القران» و«غريب القرآن» ۳V
قبل وفاة الكسائي بمدة تسبقٌ عام وفاة الكسائئء ونمك الكسائيّ
قراءته والنظر فيه ثم الاحتذاء على منواله» وقبل تصنيف أبي عبيدة ا
القرآن أيضاً"'". وكذلك فإن نص المترجمين لأبي عبيدة على تصنيفه كتاباً
باسم معاني القرآن يؤكد هذا القول» ولا سيما مع تكرار نسبة هذا
الكتاب وتمييزه عن مجاز القرآن”'" .
والمّجاز عند أبي عبيدة هو ما يجوز في لغة العرب من تعبير عن
الألفاظ والأساليب””". وقد أراد أبو عبيدة من كتابه أن يفسر القرآن
تفسيراً قائماً على اللغة» وقد ظهر هذا في اعتماده على الشواهد الشعرية
في کتابه» مما دعا كثيراً من معاصريه إلى انتقاده في منهجه هذا. فقد
روي عن سلمة بن عاصم قوله: «سمعت الفراء يقول لرجل: لو محيل
إلى أبو عبيدة لضربته عشرين في كتاب المجاز»“ . وقال التوزي : «بلغ
أبا عبيدة أن الأصمعي يعيبٌ عليه تأليفّه المَجاز في القرآن» وأنه قال:
يفسر القرآن برأيه» قال: فسأل عن مجلس الأصمعي في أي يوم هوء
فركب حماره في ذلك اليوم ومر بحلقة الأصمعي» فَنَرّل عن جماره»
وسَلَّم عليه وجلس عنده» وحادثه ثم قال له: يا أبا سعيد ما تقول في
الخبز؟ قال: هو الذي تخيزه وتأكله» فقال له أبو عبيدة: فسَّرتَ كتاب الله
برأيك» قال الله تعالى: #إن أرق أَحَمِلُ فو رای خا [يوسف: »]۳٣
فقال له الأصمعيٌ : هذا شيءٌ بانّ لي فقلته؛ ولم أُفسّره برأيي» فقال له
أبو عبيدة : وهذا الذي تعييّه علينا كُلّه شي بان لنا فقلناه. ولم نفسره
برأيناء نم قام فركبٌ جماره وانصرف» .
ويمكن أن يستنتج من النقد الذي وجه لكتاب أبي عبيدة ما يلي :
أولاً: صحة كونه أول من صف في غريب القرآن بهذه الطريقة التي
)١( انظر: معجم الأدباء .٠١۸/٠۹ (0) انظر: الفهرست /الا.
(۳) انظر: مجاز القرآن ۱۹/۱. (5) نزهة الألباء للأنباري ۸۷.
(6) نزهة الألباء 4 طبقات النحويين واللغويين 2١/7 الأضداد لابن أبي حاتم .٠١١
۳A الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
تعتمد على اللغة» دون الرجوع إلى أقوال السلف» بدليل تعرضه للانتقاد
من معاصريهء وقد حف هذا النقد بعد ذلك» واستفاد مَنْ بَعَدَهُ من كتابه
هذا استفادةً ظاهرةً. حتى إن أحد تلاميذ أبي حاتم السجستاني تلميذ
أبي عبيدة سأله عنه» كما ذكر الزبيدي: «قال مروان بن عبد الملك:
سألت أبا حاتم عن غريب القرآن لأبي عبيدة الذي يُقال له المّجازٌء
فقال: ما يحل لأحدٍ أن يكتبه»". وقال في موضع آخر: اما يحل لأحد
أن يقرأءُ إلا على شرط إذا مَك بالخطأ أن يُبينه ويُغيّره20. ولكنه قرأه
لتلاميذه بعل ذلك» وسمعوه م .
ثانياً: أن كثيراً من النقد يرجع إلى المنافسة الشخصية بين
المعاصرين؛ لأنّ أبا عبيدة لم يقل برأيه وإنما هو يروي عن العَربِء وهو
ثقة فيما يرويو» فقد وثقه علي ابن المديني وصح ج روايئه2. وربما
يكون قد انفرد لسعة روايته بشيء من الغريب» غير أن هذا ليس بقادح
في الثقة به» فقد انفرد غيره بأشياء من اللغة. كما أنه قد يجتهد فيقول
برأيه شيئأ مبنياً على ما عرفه من العرب» وهذا ظاهر من قوله للأصمعي :
«وهذا الذي تعيبه علينا 6 شيءٌ ۶ بان لنا فقلنامء ولم نفسره برأينا». وإن
كان قد وقع في أخطاء بسبب اعتماده على اللغة دون الالتفات لتفسير
السلف» إلا أنه قد رد العلماء عليه في ذلك وبينوا وجه الصواب فيهاء
كما انفرد ببعض الآراء الشاذة في النحو كقوله بالزيادة لبعض الأسماءء
وقوله بحذف بعضها» مما لم يوافقه عليه آحد» غير أن هذا لا يقلل
.194 طبقات اللغويين )١(
(۲) طبقات اللغويين »١95 إنباه الرواة ۲۷۸/۳.
(۳) انظر: المصادر السابقة.
(4:) انظر: تقريب التهذيب 2457 نزهة الألباء ۸۹.
)٥( انظر: مجاز القرآن ۲٥۰/۲ لاه”. 255٠ .5*/١ ۲۸۲ النحو وكتب التفسير
لرفيدة .١7/8 - ١557/١
المقصود يأصحاب كتب «معاني القرآن» ودغريب القران»
من قيمة كتابه» واعتماد المفسرين عليه» وقد اعتمد عليه البخاري فى
صحيحه عند كلامه عن غريب القرآن”'' . ١
ثالث : كل من جاء بعد ابي عبيدة اعتمد على كتابه» من المعاصرين
له كالأخفش والفراء والكسائي» أو من جاء بعده كابن قتيبة والطبري وابن
عطية والقرطبي وغيرهم. بل إن كتب الغريب والتفسير عِيالٌ عليه ولا
سيما في شواهد غريب القرآن من الشعرء وهذا لثقتهم برواية أبي عبيدة.
وأما كتابٌ «غريب القرآن وتفسيره» لليزيدي (ت۲۳۷)» فليس
كما وصفه من رآه» فقد ذكره القفطى فى ترجمته لمؤلفه فقال: «صئّفت
كتاباً في غريب القرآن حَسّناً في بابه» ورايت في ستةٍ مُجلدات» يستشهد
على كَل كلمةٍ من القرآن بأبياتِ من الشّعرِء ملكته بخطه»". في حين
يقع المطبوع في مجلد واحدٍ صغير» وليس فيه إلا تسعة شواهد من
الشعر””'» وهذا يعني أنه ليس كتاب اليزيدي الذي رآه القفطي» وإنما قد
يكون مختصراً منه» أو يكون ليزيدي آخر غير من نسب له الكتاب»
فاليزيدون كثيرون» وصنقّت في أخبارهم كُتبٌ.
وأما غريب القرآن لابن قتيبة فقد كان له أثر بارز في الكتب
المصنفة فى الغريب بعده» ورُزق هذا الكتاب قبولاً عند العلماء منذ
تأليفه حتى اليوم: وقد استشهد فيه بمائة وواحلٍ وسبعينَ شاهداً من
الشعر» وقد درست منهجه في الاستشهاد ضمن كتب غريب القرآن
لمكانته بين كتب الغريب.
)١( انظر: مجاز القرآن .١1/١ صحيح البخاري ١774/4 ١٠۹٠ء بحوث وتنبيهات
للمعصومى ./١
(؟) هو عبد الله بن يحيى بن المبارك اليزيدي» كان أديباً عارفاً بالنحو واللغة وغريب
القرآن. انظر: إنباه الرواة 7/7 .١5١
(۳) إنباه الرواة 7/7 .١6١
„TAF CYA مدلل «(YF co «Y۳ «1°۸8 (؟) انظر: كلاء
oe. الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
ثم لم يزل العلماء يصنفون في غريب القرآن حتى جاء الراغب
الأصفهاني فصنف كتابه «المفردات في غريب ألفاظ القرآن»» ورتبه ترتيبا
بديعاً جعل كثيراً من الباحثين يضعه على رأس كتب غريب القرآن»
ومرحلة النضج لهذه المؤلفات. ثم جاء بعده السمين الحلبي فبنى كتابه
عليه» واستدرك عليه بعض المفردات التي فاتته» واستبعد بعض المفردات
التي أوردها وليست في القرآن» فجاء كتاباً حافلاً في غريب القرآن.
ترتيب كتب الغريب :
سار المصنفون في غريب القرآن في ترتيب كتبهم على طريقتين :
الأولى : ترتيب الألفاظ بحسب ترتيب السور فى القرآن» مبتدأة
بالفاتحة ومختتمة بالناس» وعلى هذا الترتيب سار أبو عبيدة في مجاز
القرآن» وابن قتيبة في غريب القرآن» وغيرهما. وربما اختل ترتيب
المفردات في السورة عند بعضهم فقدم بعض الآيات على بعض .
الثانية : ترتيب الألفاظ القرآنية على الحروف الهجائية» وغالبها
سار على ترت الألفبائي: مثل كتاب مفردات الراغب الأصفهاني»
وعمدة الحفاظ للسمين الحلبي» > وغيرها.
وانفرد ابن عزيز السجستاني بترتيب مواد كتابه ترتيباً لم يسبق إليهء
حيث رتب كتابه على الحروف غير معتد بأصل الكلمة» فبدأ بالمفتوح.
ثم المضموم» ثم المكسورء ورتب الألفاظ بحسب ورودها في السورء
وهذه الطريقة يصعب فيها الوصول إلى اللفظ» ولم يتبعه أحد في ترتيبه
هذا.
وأما الرازي - صاحب مختار الصحاح في كتابه تفسير غريب
القرآن فقد سار على نظام التقفية كما صنع أصحاب المعاجم اللغوية»
وهو ترتيب المواد اللغوية على طريقة الباب والفصل» فرتبه بحسب
الحرف الأخير من الكلمةء ثم ترتيب ما ورد فيها ألفبائياًء هكذا (بداأء
المقصود بأصحاب كتب «معاني القرآن» و«غريب القرآن»
برأء بطأء بوأ. . . إلخ).
وأمّا من حيثٌُ معالجة الألفاظ في هذه المُصنفاتِ فين المؤلفينَ
من أطال في الشرح والاستشهاد بالآثر والشعر مثل ابن قتيبة» ومنهم مَنْ
مال إلى الاختصارٍ حتى اكتفوا ببيان اللفظة بمثلهاء كالمتأخرين ولا سيما
أبو حيان في «تُحفة الأريب»» ومنهم من كان يأخذٌ من المُفسرينَ من
السلف كابن قُتيبةَ»ه وسائرهم غلبت عليه النظرة اللغويةء فاختفت من
كتبهم أسماء مفسري السلف كمجاهد وعكرمة والحسن وغيرهم» كما
اعتمدوا على الشاهد الشعري منذ أولهم أبان بن تغلب البكري» ثم
اعتمد ابن قتيبة على الحديث أيضاً مع الشعر".
وأمًا الفرق بين منهج كتب «معاني القرآن» وكتب «غريب القرآن».
فيظهر بالنظر في مضمون هذه المصنفات» وقد خصص المبحث التالي
لبيان هذا الفرق.
.4١/١ انظر: المصدر السابق )۲( .5١/١ انظر: المعجم العربي )١(
نكس وهو کرو کے 0
المبحث الثانى
الفرق بين كتب «معاني القرآن»
وكتب «غريب القرآن»
عَنِيَتْ كتبٌ «غريب القرآن» ببيان مفردات القرآن» وعنيت كتب
«معاني القرآن» ببيان التراكيب» وهذا حُكُمٌ مُجمل ينطبق على غالب هذه
المؤلفات» غير أنه يوجد في بعض كتب الغريب بيان للتراكيب
والأساليب القرآنية كما في «مجاز القرآن» لأبي عبيدة» ويوجد في كتب
المعاني بيان للمفردات الغريبة. ويُمكن بيان الفروق بين كتب «غريب
القرآن» وكتب «معاني القرآن» بالموازنة بينها في الجوانب الآتية :
أولاً: الترتيب :
من حيث الترتيب لهذه المؤلفات» فإن جَميع كتب معاني القرآن
المطبوعة سارث على ترتيب واحدٍء بحيث يبدأ المؤلف بسورة الفاتحة
وينتهي بسورة الناس› ويتتخث من الآيات ما یری اه في حاجة إلى بيان
معناةء أو توضيح غامضه. ولم يُخل أي كتاب منها بهذا المنهج. إلا ما
كان من تقديم الأخفش بعض الآيات على بعض أثناء كلامه عن إعرابها
في بعض المواضع من معانيه» وقد غلب على كتابه الجانب الإعرابي
النحوي.
أما كتب «غريب القرآن» فقد سارت على منهجين :
.۳۸ - ۳۷/۱ انظر: معانى القرآن للأخفش بتحقيق هدى قراعة )١(
الفرق بين كتب «معاني القرآن» وكتب «غريب القرآن» ۳
الآول: بحسب ترتيب القرآن في المصحف:
فيا حذ المؤلف في بیان غریب القرآن مبتداً بسورة ة الفاتحة» ومختتما
بسورة الناس» ويتعرض للمفردات التي يراها غريبة وفي حاجة إلى بيانِ»
وقد سار على هذا المنهج أبو عبيدة في کتابه «مجاز القرآن»» فبيّن غریب
القرآن بحسب ترتيب المصحف. وقدم بين يدي الكتاب بمقدمة مُهِمَةٍ
تكلم فيها عن معنى لفظة القرآن والسورة والآية» ثم أعقبها بحديث
مختصر عن أساليب القرآن اللغوية» ثم شرع في بيان غريب القرآن بعد
ذلك مرتباً.
وسار ابن قتيبة في كتابه «غريب القرآن» على هذا المنهج فين
غريب القرآن بحسب ترتيب السورء غير أنه قدم قبل ذلك بفصلين رأ
أهميتهماء الأول بين فيه «اشتقاق أسماء الله وصفاتهء وإظهار معانيها).
والثانى «باب تأويل حروف كثرت فى الكتاب»'. وهو يعنى بالكتاب
القرآن حيث قد تكررت هذه الألفاظ فى القرآن» فأفرد ابن قتيبة هذا
الفصل لبيان معانيهاء حتى يغني ذلك عن تكرار بيانهاء من أمثال لفظة
الجن» والإنس» والملاتكة» والشيطان» والشرك» واللعن وغيرها.
الثاني: الترتيب على الحروف:
سار بعض كتب غريب القرآن بعد ذلك على ترتيب مختلف›
ترتيب ألفاظ القرآن على ترتيب الحروف الألفبائي أو على طريقة
الجوهري في كتابه الصحاح وهو الترتيب بحسب الباب والفصل» دون
النظر إلى السورة أو الآية من حيث الترتيب. وقد أصبحت هذه الطريقة
في الترتيب هي السائدة في الكتب المتأخرة» وصنف عليها الراغب
الأصفهاني كتابه «مفردات ألفاظ القرآن»» وبعده السمين الحلبي في
«عمدة الحفاظ)» وقد تقدم بيان ذلك في المبحث السابق.
.١١ ء٦ غریب القرآن )١(
ثانياً : منهج الشرح :
عُنِيّت كتبُ غريب القرآن في المقام الأول بالمفردة القرآئية دون
التركيب» وإن كانت قد تتعرض للتركيب إذا كان له تأثير في معنى
المفردة. وقد أكثر أبو عبيدة في كتابه «مجاز القرآن» من بيان معاني
التركيب لتعلقه ببيان المفردة القرانية الغريبة.
في حين عُنيت كتب معاني القرآن بالتركيب في المقام الأول
ويدخل فيه الإعراب» غير أنه لمعرفة معاني التركيب لا بد من التقديم
ببيان معاني اللفظة الداخلة في التركيب ولا سيما إذا كانت لفظة غريبة:
فكان تعرض كتب معانى القرآن لبيان المفردات وسيلةً لبيان التركيب
النحوي للآيات القرآنية. ولا سيما أن الذين صنفوا كتب المعاني جلهم
من أهل النحوء الذين اتخذوا من النص القرآني وسيلة لبيان مذاهبهم
النحوية كما صنع الأخفش في «معاني القرآن»» والفراء في «معاني
القرآن»» وغيرهم.
- أمثلة من عناية أصحاب كتب غريب القرآن ببيان التركيب:
١ - ومن أمثلة عناية كتب غريب القرآن ببيان التركيب ما جاء عند
تفسير قوله تعالى: لوَإِدْ َال اه يعِيسى أن سے َأنتَ قُلْتَ لاس أَجْذُونٍ
وَأ هن مِن دون قش [المائدة: ]١١١ حيث قال أبو عبيدة: «َأَنتَ قَلَتَ
لای ادون وين هذا بابُ تفهيم» وليس باستفهام عن جهل لِيَعْلَمَه
وهو يحرج مخرج ج الاستفهام. وَإِنّما يراد به النهي عن ذلك» ويتهدد به
وقد عَلِم قائلهُ أكان ذلك 3 لم يكن. ويقول الرجل لعبده: أفعلت كذ|؟
وهو يعلم أنه لم يفعلهُ» ولكن يُحَذَّرُهء وقال جرير:
ألستُمْ خَيْرَ مَنْ رَكبَ المطابا وأندى العالّمين بُطُونَ راع
الفرق بين كتب «معاني القرآن» وكتب «غريب القرآن»
ولم يستفهم» ولو كان استفهاماً ما أعطاه عبد الملك مائة من الإبل
برعاتها».
فقد وقف أبو عبيدة عند أسلوب الاستفهام في الآية وخروجه عن
معنى الاستفهام إلى معنى النهي» واستشهد عليه بالشعر.
؟ وقال أبو عبيدة في موضع آخر وهو يبَيّن الالتفاتَ في سورة
الفاتحة: «ومَجاز مَنْ جر #سلك 7 لين 0 [الفاتحة: ]٤ أنه حَدَثْ
عن مُخاطبة غائب» ثم رَجَعّ فخاطب شاهداً فقال: لإاك نعبدٌ وَإِيّاكَ
تين أهيتًا [الفاتحة: ٠ء .]٦ قال عنترة بن شدادٍ العبسئ :
شَطَّتْ مَرْارُ العاشقينَ فَأَصْبَحَتْ عَسرأًعليَ طِلابْكِ ابنة مره
وقال أبو كبير الهذلي :
يا لَهْمَ نفسي كان جِدَة خالد وبِياضٌ وَجَهك للتر اب العف (O
وهذا بيان لأسلوب الالتفات في الآيات الكريمة» وله أمثلة أخرى
في القرآن الكريم» وهو أسلوب عربي له أمثلة كثيرة في الشعر العربي»
اكتفى أبو عبيدة بشاهدين منها. والالتفات عند البلاغيين هو «انصرافٌ
المتكلّم عن المخاطبة إلى الإخبارة وعن الإخبار إلى المخاطبة وما يشبه
ذلك» . وله تعريفات أخرى غير أن أي انتقال من أسلوب من أساليب
الخطاب إلى آخر يعد نوعاً من الالتفات» مأخوذ من التفات الرجل من
جهة إلى جهدّ.
؟ - ومن الأمثلة أيضاً قول ابن قتيبة في تفسير قوله تعالى: ون
ا
.۲۷ مجاز القرآن ۱۸۳/۱. (؟) انظر: ديوانه )١(
(۳) انظر: ديوان الهذليين ؟/١١٠. )٤( مجاز القرآن ۲۳/۱.
(5) كما في الآية من سورة يونس .
(5) البديع لابن المعتز 258 العمدة في صناعة الشعر ونقده ٤٦/۲ معجم المصطلحات
البلاغية لمطلوب .١1/5
ل (لشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
نَمو إلا أن أَعْمَلهُمُ أله وسم من هَضْلِو» [التوبة: 674 «أي: ليس يَنْقَمون
شيئاء ولا يعرفون من الله إلا الصنع الجميل› وهذا كقول الشاع ”:
سم ام و fo 6< كي مه مل ومو cor
ما نقِعَالناسٌمِنْ أمية إلا نهم ب إن غضبوا
وألهمْسادةالمَلوك فلاتصلخٌ إلاعليهم العَرَبُ"
وهذا ليس يما يقم وَإِنّْما أراد أن الناس لا يُنقمون عليهم شيئاً .
مور .وى ام وهر 5ج و J 5 4) 5 دم تو (*#)
ولاعَيْبَ فيهم غَيْرَ أن سّيوفهُم بهن فلول مِنْ قراع الكتائب"'
أي: ليس فيهم عيبٌ»””". وابن قتيبة يشير إلى أسلوب بلاغي عرف
فيما بعد بأسلوب «المدح بما يشبه الذم»» وله أمثلة كثيرة في الشعر
)002
العربي”* .
ويوجد في كتب غریب القرآن أيضاً حديث عن المسائل النحوية في
مواضع منهاء غير أنها ليست كثيرة كما هو الحال في كتب معاني
القرآن. ومِنْ أمثلة المسائل النحوية التى تعرضت لها كتب غريب القرآن
قول أبى عبيلة: رکھب ف لمت َّ بصِرُونَ # [البقرة: ]١۷ ثم انقطع
النصبٌء وجاء الاستئناك لمم بكم [البقرة: 18] قال النابغة :
o 3 0 ر 0 و لس ) (D2
تؤهمت اياتٍ لها فعرّفتها لستة أعوام وذا العام سابع
کہ ر ر ه 00 و د م ؛ 1 (Wee
رماد ككخل العين لأيا أبينه ونْؤْيٌ كجذم الحوض أثلم خاشع؛ ٠:
0 7 5" ص 7 5 - 7 ٠ 5
وأبو عبيدة قد حمل الرفع في قوله تعالى: مم بكم# على
الاستئناف» وتَعرّت خبرا لمبتداً محذوفي» تقديره: هم صم بكم عمئ .
.5 هو عبد الله بن قيس الرّقيّات. (۲) انظر: ديوانه )١(
.١14٠ غریب القرآن )٤( .٥٤ انظر: دیوانه )۳(
)6( انظر: نضرة الإغريض للعلوي 1A معجم المصطلحات البلاغية ١ا
(1) انظر: ديوانه .7٠ (۷) مجاز القرآن ۳۲/۱ - ۳۳.
الفرق بين كتب «معاني القرآن» وكتب «غريب القرآن» ۷
قال السمين الحلبي: «الجمهور على رفعها على أنها خبر مبتدأ محذوفي؛
أي : هُمْ صم بكم عي ويجيءٌ فيه الخلاف المشهور في تعدد الحَبَّرء
فمن أجارٌ ذلك حمل الآية عليه من غير تأويل؛ ومَنْ مَنْعّ قال: هذه
الأخبارٌ وإن تعددت لفظاً فهي متحدة معنى )” 00
والأمثلة على عناية أصحاب كتب غريب القران ببيان التراكيب
ليست كثيرة» وأغلبها عند أبي عبيدة في كتابه المجاز دون غيره.
- أمثلة من عناية أصحاب كتب معانى القرآن ببيان المفردات:
وأما عناية أصحاب كتب معاني القرآن ببيان المفردات فأكثر من
عناية أصحاب غريب القرآن ببيان التركيب» ولا سيما الفراء في معانيه.
وقد وقف كثيراً أصحاب كتب المعاني عند بيان أصل اشتقاق المفردات»
ودلالاتها اللغوية» توسلاً لبيان التركيب الذي تُعنى به كتب معاني
القرآن.
١ ومن أمثلة ذلك قول الفراء عند تفسير قوله تعالى: لك اق
ألا تُونُوا» [النساء: "]: «والفقَرٌ يُقال منة: عالَ يَعِيلَ عَيّْلَةَه وقال
الشاع 29 :
ولايدري الفقيرٌمتىغِناهُ ولايدري الغنيئ متى يعي[ 0049
فقد أشار إلى أن من معاني العَيْلَةَ في قوله: اتَولُواً* الفقرء كما
في شاهد الشعر الذي ذكره لأ حيحة بن الجلاح» وهو شاعر جاهلي›
فظاهر من الشاهد أن معنى يعيل: يفتقر» حيث جاءت في مقابلة الغني.
وهذا من الشواهد الشعرية التي لا تحتاج إلى شرح لظهور المعنى المراد
من خلال سياق البيت.
.159/١ الدر المصون )١(
(۲) انظر: مجاز القرآن ۲۸/۱ - 9ل ١ے كم دل علق 1۸۲ .4١5 ۲۷١
(۳) هو أحيحة بن الجلاح الأوسي. )٤( انظر: الحماسة البصرية ۸۷۸/۲.
(5) معاني القرآن .۲٥٥/۱
17 (لشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
- وقال الفراء أيضاً وهو يبين أحد معاني الظُلّم في اللغة:
اوقوله: وا لب [البقرة: ]١١ يقول: وما نَقَصُونا شيئاً يا فعلواء
ولكن نقصوا أنفسهم . والعربٌُ تقول: ظلمت سقاءكء إذا سيه سقیته قبل أن
مخض ويَخْرْجَ رَبَدّه. ويقال: ظَلَمَ الوادي إذا بلع الماءٌ منه موضعاً لم
يكن لينالّه فيما خلاء أنشدني بعضهم :
يكادُيَطلعٌ ظُلْماً تم يْمْسِكَهُ عن الشواهق فالوادي بو شرق
وهذا من الفراء استشهاد لغوي بالشعر على معنى الظلمء وأنه يأتي
بمعنى النقصء وقد تقدم في الرسالة الإشارة إلى المعاني التي يدل عليها
لفظ الظلم في القرآن الكريم» ومراعاة المفسرين لسياق الآيات في
الاستشهاد بالشعر”".
وهناك عدد من الأمثلة في كتب معاني القرآن تعرضت لبيان معاني
المفردات الغريبة؛ لتوقف بيان التركيب على بيانها”*'» غير أن العناية
بالتراكيب كانت أغلب على كتب المعاني كما تقدم.
ثالثاً : الاستشهاد بالشعر:
هذا الوجه من أوجه الموازنة بين كتب غريب القرآن وكتب معاني
القرآن ذو علاقة ببحث الشاهد الشعري في التفسيرء ولذلك ت تتبعت تعامل
كل من الفريقين مع الشاهد الشعري» وظهر لي انهم جَميعاً بون بالشاهد
الشعري» ويحتل في كتبهم مكانة بارزة بين الأدلة التي يستدلون بها. ويزيد
هذا أهمية أن أبا عبيدة والأخفش والفراء من أصحاب هذه الكتب كانوا من
رواة الشعرء ومِمّن أخذ عن الأعراب وعن رواة الشعر الأوائل» ولذلك كان
لشواهدهم الشعرية مكانةٌ خاصة اعتمد عليها من جاء بعدهم من العلماء.
.۱٤۸ البيت لعدي بن الرقاع العاملی» وهو فى ديوانه )١(
. معاني القرآن ۱/ ۳۹۷. (۳) انظر: ص٣۳۳ من البحث )۲(
.٤1۱۸ ے٣١ ۲۱۲ ء۱٠٥۲ 2156/١ انظر: معانی القرآن للفراء )٤(
الفرق بين كتب «معاني القرآن» وكتب «غريب القرآن»
وقد تولّى هذا الفصلٌ من البحث - بما فيه من مباحث سابقة
هذا المبحث ولاحقة بيان منهج أصحاب كتب غريب القرآن ومعانيه في
الاستشهاد والتوثيق والاعتماد على الشاهد الشعري بما يغني عن ذكره
هناء وأكتفي هنا ببيان الفرق بين المنهج الذي التزمه أصحاب كتب
الغريب» وأصحاب كتب المعاني في استخدام الشاهد الشعري. ويمكن
بيان ذلك في النقاط الآتية :
أولاً : كانت عناية مؤلفى كتب «غريب القرآن» بالشاهد الشعري
اللغوي أكثر من غيره» كما في «مجاز القرآن» لأبي عبيدة» و«غريب
القرآن» لابن قتيبة» وغيرها من كتب الغريب. في حين كانت عناية
أصحاب كتب معاني القرآن بالشاهد النحوي أكثر كما في «معاني القرآن»
للأخفش والفراء. )
١ ومن أمثلة الشواهد اللغوية في كتب الغريب قول أبي عبيدة في
تفسير قوله تعالى: #يكأيها لدت ءامنا أصيروأ وَصَارُوأ ودايطوأ [آل
عمران: :]۲٠١ «#وَرَابِطُوأ» أي : اثبتوا ودُومواء قال الأخطل :
ما زالٌ فينا باط الخيل مُعْلَّمةٌ وفي ليب باط اللؤم والعار 7“
وهذا استشهاد لغوي لبيان معنى الرابط في الآية وأنه بمعنى الثبات
والدوام والملازمة لطاعة الله حتى يأتي الأجل. وقد جاء الرابط بهذا
المعنى في بيت الشعر الذي أورده للأخطل. وقد استشهد به أهل اللغة
على ذلك. قال الأزهري: «وأصل الرباط من مرابطة الخيل؛ أي:
ارتباطها بإزاء العدو فى بعض الفغور» . وقال ابن منظوو: «والرباط
والمرابطة: ملازمة ثغر العدرٌء وأصلة أن يربظ كل واحدٍ من الفريقين
خيلهُ؛ ثم صار لزوم الثغر رباطاً. . . والرباط: المواظبة على الأمر».
.١١7/١ انظر: ديوانه 775. (۲) مجاز القرآن )١(
(ربط). ١١7/6 لسان العرب )٤( .۳۳۸/١۴۳ تهذيب اللغة )۳(
للشاهر (الشعري في تفسير القرآن الكريم
10١ |
۲ - وقال أبو عبيدة عند تفسير قوله تعالى : «#وَلقَد مَدَنَكُم أله
وغه إِذْ تحسوتهم م بَإِدنْوء# [آل عمرن: :]٠٥۲ 1 تخر
قال رؤبة:
إذا شَكوناسَئَةٌ حَسُوسا2 تأكل بعد الأخضر الس“
ومثل ذلك قال أهل اللغة» فقال الأزهري: «الحس: القتل الذريع.
وفي القرآن #إِذْ تَحْسُوتَهُم بإِذَيوء)؛ أي: تقتلونهم قتلاً شديداً كثيراً»” .
* - وقال ابن قتيبة في غريب القرآن: «#بَرْى لحكم التكت»
[الإسراء: 55] أي : يُسيّرهاء قال الشاع °
فت يزجي المطىّ على رجاه“
فقد استشهد بالشعر على أن التزجية في الآية بمعنى تسيير السحاب
وسوقه» ومثل ذلك قال آهل اللغة» حيث ذكر الأزهري عن الليث قوله:
«التزجية دفع الشيء كما تزجي البصرة ولدها؛ أي: تسوقه... والريح
تزجي السحاب؛ أي: تسوقه سوقاً رفيقاً»”" .
: وقال ابن قتيبة أيضاً: « يرم فيا كسا [الطور: 5] أي - ٤
: يتعاطون» قال الأخطل
وشارب مُربح بالكأس نارْعَنِي لا بِالحَصّورٍ ولا فيها سوا“
أي : عاطاني)”*) . وهذا أيضاً استشهاد لغوي لبيان معنى المنازعة
.٠٠١ ٠٠٤/١ انظر: ديوانه ۷۲. (؟) مجاز القرآن )١(
هو القحيف العقيلي. )5( .٤٠٥ /" تهذيب اللغة )۳(
عجز بيت» صدره: )۵(
0 المكشوج بعدك مَنْ يُحايي
,7١١ انظر: معجم الشعراء للمرزباني
.٠٠١/١١ تهذيب اللغة )۷( .١08 غریب القرآن )5(
(۸) انظر: ديوانه ۲۰. (9) غریب القرآن /51”.
الفرق بين كتب «معاني القرآن» وكتب «غريب القرآن»
في الآية» وأنها بمعنى المعاطاة باليدء كما في بيت الأخطل. وكما تقدم
فالشاهد اللغوي هو الغالب على كتب غريب القرآن» وأمثلته كثيرة فى
كتب غریب القرآن"'. ۰
أما كتب معاني القرآن فقد غلب على شواهدها الشعرية الشاهد
النحوي» وخاصة في معاني القرآن للفراء والأخفش. وأمثلته كثيرة جداً
في كتاب الفراء والأخفش لغلبة النحو عليهما.
١ - ومن أمثلة هذه الشواهد النحوية عند الفراء» ما جاء عند تفسير
قوله تعالبى: ##وَيْلنَا ادم اس أت وَرَوْجَكَ نة و ينها ردا حت شما
ولا قرا هزو الشَّحرَة هتنا يِن الظَلِوينَ 469 [البقرة: ه*] حيث قال: «إن
شعت جعلت ##قَنَكْوْن» جواباً نصباًء وإن شئت عطفته على أول الكلام
فكان جزماًء مثل قول امرئ القيس :
فقلتٌله: صَوّبْ ولا تجهِدَنَهُ َيُذْرِكَ مِنْ أخرى القَطاة قَتَرْلقِ”")
قَجَرَم . وقد بَيّنَ الفراء وجة كَل من النصب والجزم بعد ذلك
فقال: «ومعنى الجَرْم كأَنّهُ تكريرٌ النّهيء كقول القائل: لا تَذْهَبْ ولا
تَعَوَضْ لأحدٍ. ومعنى الجواب والنَّصْبٍ لا تفعل هذا فيُفْعَلٌ بك مُجازا١ً.
فلما عط حرف على غير ما يشاكله» وكان في أوله حادث لا يصلح
في الثاني زصب“ .
فيكون الجزم عطفاً على قوله: ر4 كما في بيت امرئ القيس.
)05 انظر: مجاز القرآن ١ رحدل فلل IAF A4۲ 14° CAV CAY معلللء كاقل
e۵ ۳ ۳V N «° ۳ ۲ ۲ وغيرهاء وغريب القرآن لابن
فتيبة CAO » ۲ ٦ مكل لالال Vo IEA c\fo تقدال بركثل TVA وغيرها.
(۲) قَيُذْرِكَ: من أذريت الرجل عن الدابة والبعير إذا ألقيته. يعني: قلت للغلام: صرب
الفرس ولا تجهدة» وحذ عفوّه ولا تحمله على العدو فيصرعك . والقطاة من الفرس
موضع الرْدْفٍِ. انظر: ديوان امرئ القيس ١٤1۷ء ونسب البيت لعمرو بن عمار
الطائى . انظر : الكتاب / «to المقتضب T/۲
(۳) معانی القرآن ۲٦/۱ ۔ ۲۷. (4:) معانی القرآن .77/١
oY للشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
ويكون النصب على أنه جواب النهي”'.
5 ومن الأمثلة عند الفراء قوله: «#لَمَلَ ل يلع الاس سب ©
سبلب السَّمْوَتِ ان4 [غافر: 5*» ۳۷] بالرفع» يرده على قوله : «أبلة>.
ومَنْ جَعَله جواباً ل «لعل)» تصبهء وقد قرأ به بعض القراء". قال:
وأنشدني بعش القرب :
عَلَّصٌروفٌ الدّهر أو دولاتِها يُيِلْلَنااللمَةٌمِنْلَمَاتِها
فتستريح النفس مِنْ رَفراتِها'"
فنصت على الجواب رالعل»“ .
فقد استشهد الفراء بالشعر على أن مَنْ قرأ: #تَأَطّيِمَ بالنّصبٍ فهو
جوابٌ للترجي بالعل». وهذا وجه من ثلاثة أوجه في إعرابهاء وهي :
الأول: أن ينتصب على جواب الترجي في «لعل» وهو مذهب كوفي
ذكره الفراء» واستشهد أصحابه بهذه القراءة وبقراءة عاصم: #وما يدبك
لم یک © أن يدك فة الك 40 اعبس: ٣ 4] بنصب: لفت
جوا لقوله: و كما استشهد بالشاهد الشعري السابق.
الثاني : أنه جواب الأمر في قوله: #أبِنٍ لي* [غافر: »]۳١ فنصب
بان مضمرة بعد الفاء في جوابه على قاعدة البصريين .
الثالث: أنه منصوبٌء عطفاً على التوهمء قال أبو حيان: «لأن
خبر العل) جاء كثيراً مقروناً أن كثيراً في النظم› وقليلا في النثر. فمن
نَصَبَ تومّمَ أَنَّ الفعل المرفوع الواقع حَبَراً منصوبٌ بأنْ. والعطف على
.۲۸٦/۱ انظر: الدر المصون )١(
(؟) القراءة برفع (فأطلعٌ) هي قراءة نافع وحمزة وابن كثير والكسائي وأبي جعفر وشعبة عن
عاصم. وقرأ حفص عن عاصم بالنصب (فأطلعٌ). انظر: السبعة ٥۷١ النشر ۲/ 756,
(۳) لم أعرف قائله» ومعظم من رواه نقلاً عن الفراء. انظر: التمام في تفسير أشعار هذيل
لابن جني ۴۳ الجليس الصالح للمعافى بن زكريا ۳/ .٠۲١
.٩/۳ معاني القرآن )٤(
الفرق بين كتب «معاني القرآن» وكتب «غريب القران»
التوهم كثيرٌء وإن كان لا ينقاس»”'.
وما «معاني القرآن» للأخفش فقد أورد فيه سبعة عشر شاهداً
وثلاثمائة» معظمها شواهد نحوية متداولة عند النحوييه”''.
ثانياً: من الفروق أيضاً أن أصحاب كتب غريب القرآن نسبوا معظم
شواهدهم الشعرية لقائليهاء كما فعل أبو عبيدة وابن قتيبة في كتابيهما.
وأما أصحاب معاني القرآن ولا سيما الأخفش والفراء فإنهما لم يعنيا
بذلك» ولم ينسبا من شواهدهما إلا القليل» وسيأتي مزيد بيان لهذا في
المبحث الخامس من هذا الفصل .
رابعاً: زمن التصنيف :
بدأ التصنيف في «غريب القرآن» قبل «معاني القران» من حيث
التاريخ» وكان التصنيف في غريب القرآن هو النواة الحقيقية لتأليف
معاجم اللغة بعد ذلك”7". والترتيب المنطقي للمعجمية اللغوية هو البدءُ
بمعاني المفردات» وهو غريب اللغةء ثم الانتقال بعد ذلك للتراكيب
وبيانهاء وهو ما عنيت به كتب المعاني. وقد تقدم ذكر أن أول كتاب في
غريب القرآن ينسب لحبر الأمة عبد الله بن عباس» وأنه قد طبع مؤخراً
مع كون في صحة نسبة هذا الكتاب لابن عباس نظر”“. وأمَا أو من
نُسِبَ له كتابٌ في «معاني القرآن» فهو واصل بن عطاء (ت١۳١)ء
وأبان بن تغلب البكري (ت١51١)0.
وقد استمر التصنيف في غريب القرآن حتى الوقت الحاضر وما
.455/10 البحر المحيط )١(
(۲) انظر: معاني القرآن 6١/5 757.
(۳) انظر: المعجم العربي لحسين نصار 5".
(4:) هذا الكتاب نشره إسماعيل جراح اوغلي عن نسخة عاطف أفندي رقم 8/5816
بمجلة كلية الإلهيات بجامعة أنقرة عدد ۲۲» ص٥۲ _ .٠١5
(5) انظر: الفهرست .٥۳
ايه شار الشعري في تفسيرالقرآن الكريم
تزال تصدر المعاجم المختصة ببيان غريب القرآن» بخلاف التصنيف
تحت اسم معاني القرآن فقد توقف مبكراً إلى حد ما حيث لم يُحفظ بعد
كتاب النيسابوري «إيجاز البيان» كتابٌ في معاني القرآن» واستمر
التصنيف فيه تحت مسمى التفسير بعد ذلك في كتب التفسير المتداولة
المشهورة التي عنيت من ضمن مباحثها بالمسائل اللغوية والنحوية كالبحر
المحيط لأبي حيان وأمثاله .
خامساً: عدد المصنفات :
يمكن الموازنة بين كتب غريب القرآن ومعاني القرآن من حيث عدد
المصنفات التي صنفت تحت هذين الاسمين» فقد فاقت المصنفات في
غريب القرآن الكريم المصنفات في معاني القرآن من حيث العدد» قديما
وحديثاً. وقد نص الباحثون على أن المؤلفات في معاني القرآن لا تزيد
عن أربعين مصنفاً”''. بخلاف غريب القرآن الذي كتب فيه ما لا يحصى
كثرة قديماً وحديئاًء وقد أحصى أحد الباحثين من مصنفات غريب القرآن
ما يزيد عن مائة وخمسة وثمانين مؤلفا'.
هذه هي أهم الفروق التي ظهرت لي بين كتب غريب القرآن ومعاني
القرآن» مع التركيز على ما يتعلق بالبحث وهو جانب عنايتهم بالشواهد
الشعرية والفروق بينهم في هذه العناية.
SSS
)09 انظر: النحو وكتب التفسير لرفيدة 7/١ ,.
(۲) انظر: تحقيق أحمد عبد القادر صالحية لغريب القرآن للسجستانى ”47 235١ تحقيق
غريب القرآن للصنعاني لصبحي حلاق 8 -14.
الميحث الثالث
منهج أصحاب «معابي الفرآن»» و«رغريب الضران»
فى إيراد الشاهد الشعري
*
90
الغَرَضُ من هذا المبحث هو بيان المنهج الذي سار عليه المؤلفون
لكتب «معاني القرآن» واغريب القرآن» في إيرادهم للشواهد الشعرية,
وعرضهم لهاء ونسبتها لقائليهاء وتعرضهم لمعاني هذه الشواهد الشعرية
بالشرح والبيان.
ومنهج أصحاب كتب غريب القرآن ومعانيه في إيرادهم للشواهد الشعرية
واستشهادهم بها. غير أن البحث يقتضي الوقوف بشيء من التفصيل عند
منهج أصحاب الغريب والمعاني» وتلمس الفروق الدقيقة بين المنهجين
على وجه الإيجاز إن وجدت .
والمؤلفون في غريب القرآن ومعانيه يتفاوتون في معرفتهم بالشعرء
وسعة روايتهم له» وموقفهم من الشاهد الشعري والاستدلال به فى
مؤلفاتهم وتفسيرهم للقرآن الكريم» وبيان معاني مفرداته وتركيبه» ولذلك
يظهر الاختلاف بين هؤلاء المصنفين لهذه الأسباب مجتمعة أو لأحدها.
ويمكنٌُ الحديث عن منهج هؤلاء المؤلفين في غريب القرآن ومعانيه على
أولا: مقدار ما يورد من الشاهد الشعرى :
وأعني بهذا بيان منهج أصحاب الغريب والمعاني في المقدار الذي
يوردونه من الشاهد الشعري. أيوردون بن الشعر كاملا أم يوردوبه
ناقصا؟ وإن أوردوه كاملاً أيكتفون ببيت الشاهد أم يزيدون عليه؟ ومنهج
المؤلفين في غريب القرآن ومعانيه كمنهج المفسرين في هذا الجانب.
وهو على النحو الآتي :
- إيراد البيتِ تاماً:
وهو أكثر صور إيراد الشاهد الشعري في كتب الغريب والمعاني.
١ - ومن أمثلة ذلك قول أبي عبيدة: «قال أبو الأسود الدؤلي:
نظرت إلى مُنوانِو فة كَتَبذِكَ تملا أحلِقَتْ بِنْ على"
۲ - وقول الفراء: «وأنشدني بعض بني فمَعَس:
أَبَعْدَ الذي بالسّمْح سَفْح كواكب رهينة رمس مِنْ تراب وجَنْدَل»
۳ قال ابن قتيبة: «قال أُوسٌ بن حه : 64١ 0000
وقذ أُغْيبُ ابنَ العَمٌ إنْ كنت ظالماً وأَغْفِدُ عنهُ الجهْل إِنْ كان اهار(“
وهذا هو الغالب فى إيراد الشاهد الشعري فى كتب المعانى
والغریں. ١ ١ ١
- إيراد بيتين متتاليين من الشعر:
وفى هذه الصورة قد يكون الشاهد فى أحدهماء أو فيهما معاً. أو
يكون المعنى مرتبطاً بالبيتين معاً. ومن أمثلة ذلك :
١ - قال أبو عبيدة عند تفسير قوله تعالى: #حمَت علي الْمِنَةُ»
[المائدة: ۳]: امخففة» وهي تخفيفٌ ميتة» ومعناهما واحذء حفْفَتَ
أو ملت . كقول ابن الرعلاء:
ف
.١١١/١ انظر: ديوانه 5608. (۲) مجاز القرآن )١(
.١؟5 انظر: ديوانه )٤( .۱۹٩/۲ معاني القرآن )۳(
(0) غريب القرآن ."14١
(5) انظر: مجاز القرآن .١5١/١ ٤١٥٠ء 68٠ء ۰۱۸۷ معانى القرآن للفراء 2٠١7/7”
۳ ۲۷۷ ۰۲۸۰ 2544 غریب القرآن لابن قتيبة 1۱۷۷ء هالا ۲٦۰ ۳۰۲.
منهج أصحاب «معاني القران» ورغريب القران»... إلخ “o¥
ليس مَنْ مات فاستراع بِمَيِتٍ إِنَماالمَيْتُمَيَتُ الأحياء
إِنّما المَيْتُمَنْ يعيش ذليلاً سَيّئا اله قليل الرّجاء
۲ - وقال الفراء: اوأنشدني الكسائي :
ألامَلَّكَ الشهاتُ المُستنيدُ | ممِدرَهُنا الكَمِيٌٍّ إذا تَغِيْدُ
وحَمَالَ المِيِين إذا آَلَمَتْ بناالحَدئانُ والأَيْفُ الصو“
۳ - وقال ابن قتيبة : «قال المرّار:
عَنَّتِ المَنازُ كير مل الأفُس بعد الزمانٍَرفمَةُ بالقِرْطَس
فَوقفتٌ تعترف الصحيفةٌ بعدما عَمَسَ الكتاب وقد بر لم عمس 0
وهذا قليل في كتب الغريب والمعاني””' .
- إيراد شطر من البيت :
وربما يكون هذا الشطر صدر البيت أو عجزه» غير أنه يكون هو
محل الشاهد فيقتصر المؤلف عليه دون سائر البيت. ومن ذلك قول أبي
عبيدة : «قال بشر بن أبي خازم :
تعنّلك نَصْبٌّ مِنْ أَمَيمَةَ
وقال الفراء: «كما قال الشاعء “^ :
هري إليك ك الجدّعَ يَجْنِِكِ الت 090
ساس
وه و (VD
ممه سهصسه
.۱٤۹ ١58/1١ تقدم تخريجه. (۲) مجاز القرآن )١(
(۳) معانى القرآن ۱۲۹/۱. )٤( غریب القرآن .16١
(۵) انظر: مجاز القرآن /١ 2187 معاني القرآن للفراء ۰۲٠٤/۱ 23773 ۰۲۸۸ 714 ۳۹۰.
(5) عجزه:
« و الس اه الو و هلظ هه لالط #6 ال SR اناه هات
انظر : ديوانه 84.,
كَدِي الشّوقٍ لَمَّا يَسْلَهُ وسَيدَهِبُ
(۷) مجاز القرآن .۱۸٤/١ (۸) هو بعض بني حنيفة .
(۹) صدره :
قال لهامِن تحتهاومااستوى eens
انظر: معانى القرآن للفراء .٠١١/١
0۸“ الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
ولم يقل: يَجنِكِ الجنى'.
وقال ابن قتيبة: «وكما قال ال ۳
سود المحاجر لايق رأنَ بالسور ")0
- إيراد موضع الشاهد من البيت :
وربما يكون هذا الجزء كلمة واحدة تكون موضع الشاهد أو
کلمتین › ومن أمثلة ذلك :
١ - قول أبى عبيدة: قال ساعدة بن جؤية الهذلى :
له 7 2 7 ©6090
وطَّلَّ تَلِيلاً للجَبين..) ا
وتمام البيت :
وخرت تلبلا لمبايي وتَعُلّها : ين اضرب قطعاءُ القبال خی
- وكقول ابن قتيبة : ااونحوه قول الشاع " ' في وصف الظليم :
وتمام البيت :
كأَنَ الرَّهْلَ منهائّوقَ صَعْل منالظَلْمَانِجَؤْجَوْهُهَوَاء
ثانياً : موضع إيرادهم للشاهد الشعري:
والمقصود به: متى يوردون الشاهد وأين يوردونه عند الحاجة إليه؟
هل يكون بعد شرح المفردة أو التركيب؟ أم يكون قبلها؟ والجواب عن
)١ معاني القرآن ۲/ ۱۸۷. (۲) هو الراعي النميري.
(۳) صدره:
هن حرائر لا رئاث أخمِرَة anna 0
انظر: ديوانه ۱۲۲.
.١9١/١ مجاز القرآن )٥( .۲۹۱ غریب القرآن )٤(
(5) انظر: ديوان الهذليين ١/574؟. (۷) هو زهير بن أبي سلمى .
(۸) غریب القرآن 737 75. وانظر: ديوان زهير 57.
منهج أصحاب دمعاني القرآن» ودغريب القرآن.... إلخ
ذلك أن يقال: غلب على كتب غريب القرآن ومعانيه إيرادهم للشاهد
الشعري اللغوي» بعد بيان معنى اللفظة الغريبة بكلام من عندهم» ثم
يستدلون على ذلك بالشعر. ويغلب على هذا البيان النثري الذي يشرحون
به اللفظة الغريبة في القرآن الإيجاز والاختصارء وعلى هذا سارت كتب
غريب القرآن التي اشتملت على شواهد الشعرء كمجاز القرآن لأبي
عبيدة» وغريب القرآن لابن قتيبة» والمفردات للأصفهاني. وكذا كتب
المعاني مثل كتاب الفراء والأخفش وغيرهما. ومن أمثلة ذلك ما يلي :
| - قال أبو عبيدة في تفسير قوله تعالى: «إسوآء اسيل [المائدة: ؟١]؛
«أي: وَسَط الطريق». ثم استشهد لبيانه هذا بقول حسان بن
ثابت طفن :
باوَيْحَ أنصار التب ونَسْلِهِ 2 بعد المُمْبّبٍ في سَواء المَلْحَدا""
۲ - ومن الأمثلة أيضاً عند أبى عبيدة قوله عند تفسير قوله تعالى: في
َة [المائدة: ۳]؛ أي : مجاعة) . ثم استشهد بقول الأعشى :
نَبِينُونَ في المَشتی لاء بُطوثُكُمْ 2 وجَاراتِكُم سُغْبٌ يَبئْنَ حمائص"
أي : جاع .
فبيان أبي عبيدة لمعاني المفردات بيان مختصرٌ موجرٌ مُركّرٌء يأتي
بما يرادف اللفظة ويبين معناهاء ثم يتبع ذلك بشاهد من الشعر العربي
الفصيح ليؤكد صحة بيانه وشرحه للفظة.
۳ - وفعل مثل ذلك ابن قتيبة في كتابه الغريب .
ومن أمثلة ذلك عند تفسير قوله تعالى : #أَوَهُوا بالمقود) [المائدة: ]١ حيث
فسرها فقال : «أي : بالعهود. يقال: عَقَدَ لي عَمُداً ؛ أي : جَعَلَ لي عَهداً»“ .
)١( انظر: مجاز القرآن ۱/ ۷٥٠۱ء دیوان حسان بن ثابت 48.
(۲) انظر: ديوانه .٠١9 (۳) انظر: مجاز القرآن /١ 12.
)٤( غریب القرآن ۱۳۸.
Ce (لشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
ثم استشهد على قوله هذا بقول الحطيئة :
قوم إذاعَقّدواعَفُداً لجارهمُ شلوا الاح وشوا فو لکرم
وعند بيان معنى قوله تعالى : يلوك عن ألأَْال) [الأنفال: ]١ قال
ابن قتيبة : «الغنائم» واحدّها تَقَلَ)”"'. ثم استشهد على ذلك بقول لبيد:
إِنَّتَفُوى رَبناخَيْرٌئَقَلُ وبإذن اله ريفي وجل“
والأمثلة على هذا المنهج في إيراد الشاهد الشعري كثيرة» وتكاد
تكون هي الطريقة الغالبة في كتب غريب القرآن“ .
وصَنعَ م مثل ذلك أصحاتث المعاني» فكانوا يوردون الشاهد الشعري
بعد شرح اللفظة الغريبة» إذا كان شاهداً لغويأء أو بعد تقرير المسألة
النحوية إن كان الشاهد نحوياً وهو الغالب على كتب المعاني وخاصة
معانى القرآن للفراء والأخفش .
٠ ومن أمثلة ذلك عند الفراء قوله: «والعَنْوَةَ في قول العرب: أخذت
هذا الشيء عَنْوةَ يكون عَلَبَة ويكون عن تسليم وطاعة ِن يؤخذ منه
الشية» قال الشاعر”*':
نما أخلوما عر نمَو ولكنْ بضَرْبٍ المشرفيئ استقالها“
فهذا على معنى الطاعة والتسليم بلا قتال» .
ثالثا : منهجهم فى عزو الشاهد الشعرى:
عى أبو عبيدة بعزو شواهده الشعرية» وتميز في هذا الجانب على
.٠١ انظر: غريب القرآن 1۱۳۸ء ديوان الحطيئة )١(
(۲) غریب القرآن ۱۷۷.
(۳) انظر: ديوان لبيد ۰۱۷٤ غریب القرآن ۱۷۷.
)٤( انظر: مجاز القرآن ٦٤/١ 55. هلال ۷۳ء ۲۷٠۱ء ۸٥١٠ء غريب القرآن لابن قتيبة
ل TFA ولاك لوك PV Cfo
(0) هو كثير عزة. (5) انظر: ديوانه .۱٤۸
(۷) معاني القرآن ۱۹۳/۲.
منهج أصحاب «معاني القرآن. و«غريب القرآن... الخ
بقية المؤلفين في غريب القرآن ومعانيه» ثم جاء بعده ابن قتيبة» وكان
الفراء اقل مَنْ عُنِيَ بهذا الجانب» وتأثر به كثيرٌ ممن جاء بعده في إغفال
نسبة الشواهد الشعرية لقائليها . ١
وللمؤلفين في غريب القرآن ومعانيه في نسبتهم للشواهد الشعرية
طرق كثيرة» بعضها يعَيّنُ القائل باسمه فقط» إن كان من المشهورين كلبيد
وزهير وطَرَفَة» أو باسمه واسم أبيه إن كان هذا كافيا في الدلالة عليهء
أو باسمه واسم أبيه ونسبته لقبيلة من قبائل العرب زيادة في البيان» وربما
نُب الشعرٌ لقائله بِلَقَبهِ الذي اشْتّهرَ به بين الشعراء كالأعشى والحطيئة
والفرزدق . ظ
وأحياناً لا يُعَيَنُ المؤلفٌ قائل الشاهد الشعري» وإنما ينسب الشعرٌَ
نسبة غير مُبِيّنةٍ بياناً تامأء كأن ينسبه لقبيلته» أو نحو ذلك .
وفيما يلي أمثلة من كتب غريب القرآن ومعانيه على هذا البيان
لقائل الشاهد الشعري قبل إيراده والاستشهاد به.
- عزو الشاهد إلى قائله: ويكون ذلك بذكر اسم الشاعر الأول أو
اسمه واسم أبيه» أو لقبه أو كنيته .
من أمثلة الاكتفاء بنسبة الشاهد للشاعر باسمه الأول لشهرته قول
أبي عبيدة: «قال رؤبة». وهو رؤبة بن العجاج التميمئٌ» ولا يشاركه
غيره في هذا الاسم» وقد تقدمت ترجمته.
وقال أبو عبيدة أيضاً: «قال طرفة)”". وهو طرفة بن العبد
البكري» ولم يشتهر أحد من الشعراء بهذا الاسم غيره» وقد تقدمت
ترجمته .
ومن الأمثلة عند ابن قتيبة قوله: «قال لبيد»”"'. فقد اقتصر أبو
.5٠8/١ مجاز القرآن )۲( ."806/١ مجاز القرآن )١(
.۱۷۷ غریب القرآن )۳(
_ا ٠» للثاهر (الشعري في تفسير القرآن الكريم
عبيدة وابن قتيبة على نسبة الشواهد للشاعر باسمه الأول الذي اشتهر به
لعدم وجود من يشاركه في هذا الاسم من الشعراء المعروفين.
وربما ذكر الشاعرٌ باسمه واسم أبيه كاملاً» وربما نسب فوق ذلك
إلى قبيلته زيادة فى البيان. ومن أمثلة ذلك قول أبى عبيدة: «قال محمد بن
مير الثقفيئ»2. فذكر اسم الشاعر كاملاً باسمه واسم أبيه ونسبته لثقيف
لعدم شهرته. وقال أبو عبيدة: «قال سحيم بن وثيل اليربوعي»”'“. وقال
الفراء: «وقال حسان بن ثابت70"“. ومن الأمثلة عند ابن قتيبة قوله: «قال
اوس بن ح2 .
وقد يزيد فيذكر اسم الشاعر واسم أبيه وجده» كقول أبي عبيدة:
«قال عوف بن الأحوص بن جعفر» . وقد يكون الشاعر مغموراً» فيزيد
المؤلف في الدلالة عليه» كما في قول أبي عبيدة: «وقال الأزرق بن
طرفة بن العمرد الفراصي من بني فراص من باهلة :
رماني بأمر كنت منه ووالډي ریئا ومِنْ دون الطُويّ رَماني)”"
وربما كان الشاعر مشهوراً بلقب من الألقاب» عرف به بين
الشعراء» فيكتفي أبو عبيدة وغيره بنسبة الشعر إليه بذكر لقبه. ٠
ومن أمثلة ذلك قول أبي عبيدة: «قال الأخطل... وقال
الفرزدق)”'. فقد اكتفى أبو عبيدة بنسبة الشواهد للشاعرين بذِكر اللَقّب
الذي اشتهر بو كل منهما . 00
وقال ابن قتيبة: «قال الأعشى2”“. والأعشى إذا أطلق كما تقدم
هو الأعشى الكبير ميمون بن قيس أبو بصير. وقال ابن قتيبة: «قال
.۳۳۲ /۱ (؟) مجاز القرآن .1١/١ .”56/١ مجاز القران )١(
.۲۲۱ معاني القرآن ۲۱/۱. (8) غریب القرآن )*(
.١51١7/١ المصدر السابق )5( .١95/١ مجاز القرآن )5(
(۷) المصدر السابق .۲۷۷/١ (۸) غریب القرآن 186.
منهج أصحاب دمعاني القرآن»» ودغريب القرآن»... إلخ
النابغة»”'". والنابغة إذا أطلق فهو لقب لزياد بن معاوية الذبيانى الشاعر
الجاهلى. وإذا أريد ره غيره قد كالنابغة الجعدي”'" .
وقد يكون لقب الشاعر غريباً فين معناه ويطيل في بيانه قبل إبراده
لشعره» ومن ذلك قول أبي عبيدة: «قال الخِنَّوَتٌ وهو توبة بن مضرس»›
أحد بني مالك بن سعد بن زيد مناة بن تميم» وإنما سَمَاه الخنوتٌ
الأحنفٌ بن قيس؛ لأنَّ الأحنف كَلَّمَهُ فلم يُكلَّمهُ احتقاراً له» فقال: إِنَّ
صاحبّكم هذا لختوت. والخِنّوتٌ: المُتَجَبّرٌ الذاهب بنفسه» المستصغرٌ
للناس» فيما أخبرني أبو عبيدة محمد بن حفص بن محبور الأسيدي :
وأهل خِباءٍ صَالح ذات بيهم قد احترّبوافي عاجل أنا جلى"
وقد بست الشاهة لقائله بكنيته التي اشتهر بهاء كأبي فلان أو ابن
فلان. ومن ذلك قول أبي عبيدة: «كقول ابن الرعلاء»“ . واستطرد
فشرح معنى الرعلاء فقال: «واسم الرعلاء كوتي» والكؤتي والكوتي يهمز
ولا يهمزء والكوتى من الخيل والحمير: القصار. قال: فلا أدري أيكون
في الناس أم لاء قال: ولا أدري الرعلاء أبوه أو أمه». وقول أبي
27 69
عبيدة: «وقال ابن أحمر)'''. وقوله: «وقال ابن هرمة»
فيظهر من طريقة المؤلفين في غريب القرآن في ذكر اسم الشاعر
قبل إيراد الشعر رغبتهم في الاختصارء فعندما يكون الشاعر مشهوراً
باسمه الآول» اكتفوا به» وإلا زادوا في البيان فذكروا اسم الشاعر واسم
أبيه» وقد يزيدون نسبته للقبيلة. وربما اكتفوا بلقب الشاعر إن كان له
لقب مشهور يعرف به» أو كنيته إن كانت أشهر .
.۳۷۹ /۱ انظر: مجاز القرآن )۲( .٠٠۳ المصدر السابق )١(
.٠٤۸/١ المصدر السابق )٤( .157- ١57/١ مجاز القرآن )۳(
.١587/١ المصدر السابق )( .١58/١ المصدر السابق )0(
(۷) المصدر السابق .٠٤۹/۱
إغفال عزو الشاهد:
ريما أَبْهَمَ المؤلف اسم الشاعرء ولهذا الإبهام صور متعددة بعضها
شديد الإبهام» وبعضها يعد إبهاماً يدل على قبيلة القائل أو زمنه أو
جنسه. والفراء في أغلب شواهده يبهم اسم القائل» ولا يذكره.
فمن صور الإبهام الاكتفاء بنسبة الشاعر لقبيلته» كقول أبي عبيلة :
«قال رجل من عبيد القيس»'. وقول ابن قتيبة: «قال الهذلي“.
وربما ذكروا الشاعر بقولهم: قال الشاع © '» أو قال الراجز إن
كان الشاهد من بحر الرجز» أو قال بعضهم” . أو قالء أو وقوله.
ونحو هذه العبارات المبهمة”' .
ونسبة الشاعر إلى قبيلته يعين في معرفة لغة هذه القبيلة» وإن لم
یکن دالا على الشاعر» وكذلك تحديد زمن القائل كقول أبي عبيلة :
«وقال رجل من بنى عدي جاهلى"'"'. فإنه يطمئن القارئ أن الشعر
قديم» وإن كان مجهول القائل» مما يجعل الاستشهاد به مقبولاً.
رابعاً: بيان مناسبة الشاهد الشعري قبل إيراده :
من أوجه العناية بالشاهد الشعري عند إيراده» حتى يتضح معناه
بيان مناسبته وموضوعه الذي قيل فيه» فربما لا يفهم القارئ للشاهد معناه
دون معرفته لموضوعه. ومن الأمثلة على ذلك :
١ - قال أبو عبيدة: «وقال رجل من عبد القيس» ٠ جاهلي: يَمدح بعض
الملوك:
)١( المصدر السابق ."86/١ (۲) غریب القرآن ۲۷۱.
(۳) انظر: مجاز القرآن ٣ /١ ١٤۱۱ء معانی القرآن للفراء /١ لال كات لأ هق .٠١١
(:) انظر: مجاز القرآن ١//ا4» .١١9 (5) انظر: المصدر السابق .٠١۷/١/١
(5) انظر: المصدر السابق ۱۷۲/۱ ۱۷۳ .٤١٤ 25١05 ۲١١
(۷) المصدر السابق .7707/١
2 4 أ حاب «معاني القرآن»» ودغريب القرآن»... إلخ هك"
ولست لاسي ولكنْ لملا تَتَزَّلْ مِنْ جو السماء يَصُوثْ0”"
؟ وقال أبو عبيدة أيضاً : «وقال حسان بن ثابت يرثي عثمان بن
عفان :
باوب أنصار النَّبِىَ وسلو بعد المُمَيِّبٍ في سَّواءِ المُلْحَوِ)!"
a
0
ر
5 ا
۳ وقال الفراء: (وأنشدني بعض بني سك صف فرسه :
عَلَفْئْهاتِبْبَأًومَاءَبَاردا حتى شَتَتْ مَمَالةًتيناها"
٤ - وقال الفراء: «قال الشاعر وهو يذم امرأة له:
عنجرد تَحْلِف حي أَحْلِفًا2 كمثل شيطان الحَماطٍ أعرف049)
كه - قال ابن قتيبة : «وقال حميدٌ بن ثور صف إبلا :
رَعَيْنا المَُارَ الجن ِن كل ذب شهور ججماتى كُلّها والمُحر ۲“
5 - وقال ابن قتيبة أيضاً: «قال الشاعر“ يذم رجلا :
هه ا و”ه- 5 ست قَلهُ رن ٤ 4
يَرى الخَمص تعل لي يباً وإنْ يَلْقَ سَبْعَةً به مِنْ قل الهم مها !
)١( المصدر السابق ۳۳/١ والشاهد سبق تخريجه.
(۲) المصدر السابق ٠١/١ والشاهد سبق تخريجه.
(۳) معاني القرآن .١5/١
)٤( ذكر هذا الشاهد على أن تشبيه شجرة الزقوم برؤوس الشياطين (الصافات 50) قد
يكون لن العرب تُسمّي بعض الحيّاتِ شيطاناً: وهو حيّةٌ ذو عرف وهو هو الشعر النابت
في محدب رقبتهاء وهذا معنى قوله أَعْرَفُ أي ذو عرّف» ونسبته للحماط وهو نوع من
الشجر لأنه أشد أنواع هذه الحيات سماً.
.۳۸۷ /۲ معاني القرآن )٥(
(5) المرار: شجر مر إذا أكلته الإبل قلصت عنه مشافرهاء والجون: النبات الذي يضرب
إلى السواد من شدة خحضرتهء والمذنب: مسيل الماء» والمعنى أنها رعته ستة أشهر
أولها المحرم وآخرها جمادى حتى سَمئْت. انظر: ديوانه 4.
(۷) غریب القرآن ١86 - 185. (4) هو حاتم الطائي.
(9) الحمُص: الجوعء والشبعة:الاكى]ة المُسْبِعَةٌ والمُبْهَمُ: قليلٌ الهم. انظر: ديوانه
6» ولهذا الشاهد قصة طريفة مع بلال بني أبي بردة وذي الرمة في طبقات فحول
الشعراء ۲/٩۹٦٥ء الأغانى ۲/۱۸".
2202.14١ القرآن بيرغ)٠١(
فقد أَبْهَّم ذكر الشاعرء وذكر موضوع الشاهد حيث قاله حاتم
الطائي (يذم رجّلاً). وهو يصفٌ الصعلوك» ويمدحة ولا يَذْمّهُ» وظاهر
الشاهد مقتطعاً من بقية القصيدة لا يدل على المدح» وإنما يظهر منه
الذم» فاختصر ابن قتيبة الغرض لعنايته بمَوضع الشاهد دون بقية القصة
في هذا الموضعء وهذا من العيوب التي توقع في سوء فهم الشاهد
الشعري في كتب التفسيرء وقد سبق بيانه في الباب الأول.
وهذه الإشارات الموجزة إلى موضوع الشعر ومناسبته» توضح
معناه» وتعد جزءاً من شرح الشاهد الشعري في كتب معاني القرآن وغريبه
وهي الفقرة التالية.
خامساً : شرحهم للشاهد الشعري :
في مواضع كثيرة تكون ألفاظ الشاهد الشعري في حاجة إلى بيان
وشرح» فلا يكتفي المؤلف بإيراد الشاهد الشعري وتجاوزه إلى ما بعده»
وإنما يتوقف المؤلف عند معنى الشاهد ويشرح ما غمض فيه من الألفاظ
أو المعنى الإجمالي للبيت. ومن أمثلة شرح أصحاب غريب القرآن
للشاهد الشعري :
١ - قول أبى عبيدة عند تفسير قوله تعالى: وما يَمْلَمُ تَأْوِيلءُه إلا
5 [آل عمران: ۷[ «التأويل: التفسيرهء والمرجع: مصيره. قال
الاعشى:
على أنّهاكانت تَأَرَلْحُبّها تاوُلَرِبْعيَ السَّقاب فأَصُحَب("
قوله: تَأُوُلُ حُبّها: تفسيرهُ ومرجعة؛ أي : إِنّه كان صغيراً في قلبه,
فلم يرل يبت حتى أَصْحَبَ فصار قديماً كهذا السقب الصغيرء لم يزل
يشب حتى أصحب فصار كبيراً مثل أمه)”" .
.۸۷ - ۸٦/۱ انظر: ديوانه “1537. ظ (؟) مجاز القرآن )١(
منهج أصحاب «معاني القرآن»» ودغريب القرآن»... إلخ ۷
وأبو عبيدة ممن يعنى بأخبار الشعراء» وظهر ذلك في تعليقاته على
بعض الشواهد الشعرية في كتابه المجاز» ومن ذلك قوله: «وقال عمرو بن
١ 0
يِن رَيْحانةً الدّاعي المي“ 0
یرید : المسمع. رحا أخت عمرو بن معد يكرب» كان الصمة
أغار عليها وذهب بهاء وقال أبو عبيدة: كانت ريحانة أخت عمرو فسباها
الصمة. وهي أم دريد وخالد»'. فهنا يوضح أبو عبيدة بعض أخبار
الشاهد الشعري مما يزيد معناه وضوحاًء وإن لم يكن متعلقاً بموضع
الشاهد منه.
۲ وقالابن قتيبة: «١#ولا رمن [المائدة: ۲] أي: لا
1 . يقال: فلان جارم أهله. أي : كاسبهم» وكذلك جريمتهم.
وقال الل وه وَوصف عُقَاباً :
جريمة نامض في رأس يق ترى لِعِظا لظام ما جَمَعتْ صَلِيبا“
والتاهض: فَرحُهاء يقول: هي يب لَه وتأتيه بقُوته* .
۳ وقال ابن قتية عند تفسير قوله تعالى. وما كات لانم عند
لبت إلا ٹا َتَصْدِيَةٌ4 [الأنفال: :]٠١ «والتّضْدِيَة: التصفيقٌ. يقال :
صَدَّى إذا صَمَقَّ بيدوء قال الراجز:
ضَئَتْبِخَدُونَنَتْبِخَدٌ وني يِن عرو الهوى أُصَدَّي"
)١( عجزه:
000000000 .......يُؤرقني وأصحابي هُجوعٌ
انظر: ديوانه .١5٠
(؟) مجاز القرآن ۲۸۲/۱. (۳) هو أبو خراش الهذلي.
(4) النيق: أرفع موضع في الجبل» والصليب: الودك. انظر: المعاني الكبير لابن قتيبة
.A* /\
)٥( غریب القرآن ۱۳۹.
(7) صدره مثله في أرجوزة بشار الدالية» ولم أجده عند غير ابن قتيبة . انظر: ديوان بشار .٠١
A للشاهر (لشعري في تفسير القرآن الكريم
العَرْوٌ: العَجَبُ. يقال: لا عرو من كذا وكذاء أي: لا عَجَبَ
مه .
وقد استفاد ابن قتيبة في كتبه من كتب أبي عبيدة وخاصة مجاز
القرآن» فهو ينقل عنه تفسير الغريب» وينقل شواهده الشعرية أيضاًء وقد
يشير إلى ذلك» وربما يُغفل الإشارة إلى أبي عبيدة.
ومِنْ إشارته لأبي عُبيدة قوله عند تفسير قوله تعالى : 23 ياق من بعد
ذلك عام فيه يعات لتاس وضِه يِعَصرون o 9 4 [يوسف: 59]: 06 عص بعص رون
يعلى . : العنات والزیت . وقال أبو عبيلة7"©: # يعصِرون 4 : ينجون.
والعْصْرَةٌ النجاةٌ. قال الشاء" :
مره
ومن ذلك قول ابن قتيبة: «وقال أبو عبيدة: رسولٌ بمعنى رسالقء
وأنشد:
لقد كَذَّبَ الواشونّ ما بُحتُ عندَهم بسر ولا أر سلتهُمْ بِرَسُولِ!"
أي : برسالة)”" .
غير أن استفادة ابن قتيبة من أبي عبيدة لم تمنعه من تعقبه في بعض
ما ذهب إليه» وقد اشتملت كتب غريب القرآن ومعانيه على الكثير من
."١/١ انظر: مجاز القرآن )۲( .١7/4 غریب القرآن )١(
(۳) هو أبو زبيد الطائي .
)٤( عبجز بيت» وصدره:
صادياً ب 1 0 عير مغاث eee
انظر: ديوانه» تفسير القرطبى .٠١6/9
(0) غریب القرآن ۲۱۸. ۰
(1) البيت لكثير عزة» كما فى ديوانه ۱۸۹.
. ۳٤١ ۳٤١ وانظر: ۳۱١ غریب القرآن )0
منهج أصحاب «معاني القرآن» و«غريب القرآن»... إلخ ۹
التعقبات لبعضهم على بعض» في فهم وشرح بعض الشواهد الشعرية.
وقد كان لابن قتيبة النصيب الأكبر من ذلك حيث تعقب أبا عبيدة في
استشهاده ببعض الشواهد الشعريةء فخالفه في وجه الاستشهاد في
بعضهاء وخالفه في شرح بعضها . وسبقت الإشارة في الفصل السابق إلى
تعقبات المفسرين وخاصة الطبري وابن ¿ عطية لأبي عبيدة أيضاً .
ومن أمثلة ذلك عند ابن قتيبة قوله عند تفسير قوله تعالى : رک
A نمرون باء بك بك لمقتلُوك 4 [القصص: :]٠١ «قال أبو عبيدة”7١' : يتشاوروت
فيك ليقتلوك. واحتج بقول الشاعر”" :
أحارٍ بن عَمروٍ كأنّي خَمِرْ ويَعْدُو على المَرْءِ ما يأو"
وهذا علط بين لمن تدبّرء ومضادةٌ للمعنى. كيف يعدو على المرء
ما شاور فيهء والمُشاورةٌ بَرَكَةَ وََيرٌ؟ وإنما أراد: يعدو عليه ما 0 به
للناس من الشر. ومئله قولهم: مَنْ حَفْرَ حفرةً وَقَعّ فيها. و
#إرك الملا باتمروة رون أي : يَهُمُونَ بك . ا ا
تولب :
اغلَمَنْآن كلمُؤتيرٍ مُخطيٌ في الرأي أحيانا
فإذا سام بصب ردا كان بعضي اللوم تُنيان“
بعني ان كَل مَنْ ركب هواه وقَعَل ما قعل بغير مُشاورق» فلا بُ
من أن يُخطرع أحياناً: فإذا لم يصب ردا لامَّه النامنٌ مرتين: مرة لركوبه
الأ بغير مشاورة. ومرةً لِغَلَطِهِ. وممًا يدلك على ذلك أيضاً قوله ك :
واتمروا يدت ر عرو [الطلاق: ]١ لم يرد: تشاورواء وإنّما أراد: هُمُوا
به واعتزموا عليه. وقالوا في تفسيره: هو أن لا تضرّ المرأةٌ بزوجهاء
ولا الزوج بالمرأة. ولو أراد المعنى الذي ذهب إليه أبو عبيدة» لكان
)١( انظر: مجاز القرآن 9/ .٠٠١ (۲) هو ربيعة بن جسم المري.
(۳) انظر: ديوانه 57 7. (5) انظر: ديوانه ١18 ۔ ,١376
E الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
أولى به أن يقول: «إن الملا يتآمرون فيك»؛ أي: يستأمرٌ بعضهم
بعضاً)”' .
وهذا الذي ذهب إليه ابن قتيبة هو ما قاله أبو عبيدة أيضاًء وقد
وافقه عليه غيره كالطبري مع كثرة تعقبه لأبي عبيدة”''» وقد اختصرّ ابن
قتيبة كلام أبي عبيدة فلم يُمَهَم على وجهوء وتمام كلام أبي عبيدة:
«#إدك الملا يمرو بك [القصص: ]٠١ مجازة: يَهُمُون بكّ» ويوامرون
فيك» ويتشاورون فيك ويرتئون» قال النّمِرٌ بن تَوْلَبٍ
أرى الناس قَدْ أخدثُوا شِيمةً وني كَل حاشةبُۇتة"
وقال ربيعة بن جشم التَمَري :
أحارٍ بن عمرو کأئي حمر ويغدوعلى المَرْءِ مايَأيم:9)
ما يأتمر: ما یری لنفسوء قَيّرى أنه رُشْدّء فربّما كان هلاكه من
ذلك)220.
فأبو عبيدة لم يقتصر على تفسير الموامرة بالمشاورة فحسب» ولكنه
فسرها بالهم والمشاورة» واستشهد عليها ببيت للنمر بن تولب أيضاً.
وشرح ابن قتيبة لمعنى بيت ربيعة بن جشم بقوله: «وكيف يعدو على
المرء ما شاور فيه. . . إلخ فهم غير سديد للبيت» وفهم أبي عبيدة أجود
33
وهو قوله: مأ يأتمر : مأ یری لنفسه » فيَرى أنه رش فربّما كان هلاكه
من ذلك».
.۳۳۱ غریب القرآن ۳۳۰ ۔ )١(
(؟) انظر: تفسير الطبري (هجر) .5١١/١8
(۳) انظر: ديوانه 55.
(5:) هذا الشاهد مما اختلف فى نسبته» فشييبَ لامرئ القيس كما فى ديوانه 2١65 وخزانة
الأدب 2175/١ المقاصد النحوية للمرادي 4٠/١ ونُسبٌ للنمر بن تَولّبِ كما فى
ملحق ديوانه »5٠5 ونسبه ابن قتيبة في «المعاني الكبير) ٠١۹/۳ لربيعة بن جشم
كما ذكر أبو عبيدة.
(5) مجاز القرآن ؟/ .٠٠١
منهج أصحاب «معاني القرآن»» و«غريب القرآن»... إلخ ۷1
والغالب على شرح الشواهد الشعرية في كتب غريب القرآن ومعانيه
الاختصار والإيجازء ولا يطيلون الشرح إلا للآبيات التي تكون موضع
خلاف .
ومن ذلك قول ابن قتيبة عند تفسير قوله تعالى: #وجعلوا لم
عبَادو جرا [الزخرف: ١٠]؛ «أي نصيباً . ويقال: شِبْهاً ومِئْلاً؛ إذ عبدوا
الملائكة والجنّ. وقال أبو إسحاق [الزجاج]: إِنَّ معنى جزم ههتا :
بناث. يقال : له جزءٌ مِن عيالٍ؛ أي : بنات. قال: وأنشدني , بعض أهل
اللغة بيتاً يدل على أن معنى (جزء) معنى إناث» قال: ولا أدري البيتٌ
قديم أم مصنوع؟ :
إِنْ أَجْرَآثْ حُرَةٌ يومأافلاعَجَبٍ ند رئ ال ت¡ المذكارٌ أحيانا
فمعلى: إن أجزأت؛ آي : آنشت؛ ؛ أي : أتت بأنثى. وقال
المفضل بن سلمة: حكى لى بعض أهل اللغةٍ: أجزأ الرجل» إذا كان
يُولَرُ له بناتٌ. وأجزأت المرأة: ! إذا ولدت البنات. وأنشد المفضّل :
رُوُجِبّها مِنْ بناتٍ الأؤس مُجْرْتَةَ لِلعَوسّج اللَّدْنِ في أبياتِها جل“
وقد كان أبو عبيدة في شرحه للغريب يعتمد كثيراً في الاستدلال
على الشعرء ولذلك كان ابن قتيبة يسلك المسلك نفسه في تعقب أبي
عبيدة» فيصيب أحياناً ويخالفه الصواب أحياناً أخرى. ومن ذلك أن أبا
عبيدة عند تفسير قوله تعالى: #جَلَتْهُمُ رشلهم يلدت فردوا يريهز
انهه وقالوا لوا لا ا کرت د يما اسل 4 براهيم: 4] قال في تفسير قوله :
ردا أَيرِيَهُمَ و ن أقكمهتر: مَجازه مَجاز المَثّلِ» وموضعه موضع : كفوا
عما أمروا بقوله من الحق» ولم يؤمنوا به ولم يسلمواء ويقال: رد يده
في قَمِهِ؛ أي: أمسك إذا لم يُجب0”". فقال ابن قتيبة متعقباً له: «ولا
.ه١١ والزجاج متوفى 1٠1 - 5507/5 انظر: معاني القرآن وإعرابه للزجاج )١(
."*5/١ غریب القرآن 5945. (۳) مجاز القرآن )۲(
اس ا __الشاضر الشعري في تفسيرالقرآنالكريم
أعلم أحداً قال: رَد يَدَهُ في فيه إذا أمسك عن الشيء» والمعنى: ردوا
أيديهم في أفواههم؛ أي : عَضُوا عليها حنقاً وغيظاً. كما قال الشاء ”“:
يَرُدُونَ في فِيه عَشْرَ الحَسُودة"
يعني : أنهم يغيظون الحسود حتى يعض على أصابعه العشر» ونحوه
قول الهذلي:
قدأفتىأَنايِلَهأَرْمُهُ فأضحىيَعَضٌْ على الوظِيفا
يقول: قد اگل أصابعه حتى أفناها بالعض» فأضحى يعض علي
وظيفٌ الذراع. وهكذا مسر هذا الحرف ابن مسعودء واعتباره قوله ا
في موضع آخر: #وَإدًا حَلَوَاْ عضّوأ کم نامل مِنّ أل [آل عمران:
4^ فابن قتيبة قد استشهد بالشعر لإثبات صواب ما ذهب إليهء
وخطأ ما ذهب إليه أبو عبيدة في تفسيره لهذه الآية» مع إن أبا عبيدة قد
فسر الآية تفسيراً إجمالياً وهو تفسير قال به قتادة» حيث فسرها بقوله:
اقومهم كذبوا رسلهم. وردوا عليهم ما جاءوا به من البينات» وردوا
عليهم بأفواههم»““. وقد رد تفسير أبي عبيدة الإمام الطبري أيضاً. وذهب
إلى أنه قول لا وجه له» ورجح القول الذي ذهب إليه ابن قتيبة» وهو
تفسير عبد الله بن مسعود فقال: «وأشبه الأقوال عندي بالصواب في تأويل
هذه الآية» القول الذي ذكرناه عن عبد الله بن مسعودء أنهم ردوا أيديهم
في أفواههم» فعضوا عليها غيظاً على الرسل» كما وصف الله ك به
إخوانهم من المنافقين» فقال: ودا علا عسوا عَليِكْمْ الْأنَامِلَ مَِ ال4
فهذا هو الكلام المعروف» والمعنى المفهوم مِنْ رَد اليد إلى الفم»”” .
)١( لم أعثر عليه.
(0) لم أقف عليه عند غير ابن قتيبة» ولم بورد غير هذا الشطر هناء وفي كتابه المعاني
الكبير 875.
(۳) غریب القرآن ۲۳۰ ۔ ۲۳۱.
() انظر: تفسير الطبري (هجر) .5٠*8/١ (08) المصدر السابق .1٠۹/۱۳
مدى الا عتماد على الشاهد الشعري... إلخ
المبحث الرا ابع
مدى الاعتماد على الشاهد الشعري
عند مؤلفي كتب معاني القرآن وغريب القرآن
بعد بيان منهج أصحاب المعاني والغريب في إيراد الشواهد
الشعرية» ودراسة طريقهم في عرضها عند الاستشهاد بها. من المناسب
بيان مكانة الشاهد الشعري في كتب معاني القرآن وغريبة» ومئزلته بين
الشواهد الأخرى» وهل اعتمدوا على الشاهد الشعري في بَحثهم في
تفسير الآيات؟ أم أن ذلك لم يكن إلا اعتضاداً به مع غيره من الشواهد؟
وإن كانوا قد اعتمدوا على الشاهد الشعري فما مدى هذا الاعتماد؟
وكيف يمكن قياس مقدار هذا الاعتماد؟ وهذا ما يتناوله هذا المبحث.
أولاً: اعتماد أصحاب المعاني والغريب على الشاهد الشعري :
يدخل في المعرفة بلغة العرب معرفة شواهدِمًا من الشعر الذي
اعتمد عليه العلماء في تقعيد القواعدء وشرح الغريب من القرآن
والحديث. ولذلك لم يكن رواة الشعر وعلماؤه يقبلون تفسيراً لا دليل
عليه» ولا حجة تؤيده ولا سيما من الشعرء حتى قال الجاحظ بعد أن
ذكر شيئاً عن العرب: ولا بد من أن يكون على ذلك دليل» إمّا شِعْدٌ
وإمًّا حديث» وإما أن يقول ذلك العلماءء فإِنْ جاءوا مع ذلك بشاهدٍ فهو
أصحٌ للحَبّرِء وإن لم يأتوا بشاهدٍ فليس قولهم حجة .
وللشاهد الشعري في كتب معاني القرآن وغريبه ظهور واضح›
لل البرصان والعرجان والعميان والحولان :5 وانظر ص۹١۱۱ .
:7 الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
ومكانة خاصة» فقد كان أصحاب هذه المصنفات من رواة الشعر الأوائل
أو من طبقة تلاميذهم»ء ولذلك كان الشعر أهمّ ما استشهد به أهل
المعاني والغريب في بيان الدلالة اللغوية» والاحتجاج للأحكام النحوية»
وقد كان لهم في ذلك منازعٌ مختلفة تبعاً لأسلوب گل منهم وغايته
والمرحلة التي أَلْف فيها كتابه» إذ كان بعضهم يعتمد عليه اعتماداً كليا
حتى عيب به كأبي عبيدة في «مجاز القرآن». وبعضهم يقتصد کا للأخفش
والفراء» وسيأتي تفصيل ذلك.
وقد تقدم بيان أنه لا يشترط وجود شواهد من الشعر لبيان كَل لفظ
في القرآن الكريم؛ لعدم الحاجة إلى ذلكَ؛ لأن أغلب ألفاظ القران
ظاهرة لا تحتاج في بيانها إلى الاستشهاد بالشعر أو غيره. ولم يكن أهل
اللغة يعتمدون في بيان المفردات في الغالب إلا على شعر العرب
وكلامهم» دون الرجوع لتفسير الصحابة والتابعين للقرآن مع أنهم أعلم
بالقرآن ولغته على حد سواء» وذلك «لأنْهم إمّا عَرَبٌ تُنقلٌ عن مثلهم
اللغة» كالصحابة وكبار التابعين» الذين عاصرهم اللغويون الذين نقلوا
اللغةَ ودونوهاء وأقل حال مُفسري أتباع التابعين أن يكونوا بِمنْزلةٍ هؤلاء
اللغويين في نقل اللغةا'. والمفردات التي أخذها اللغويون عن
المفسرين كثيرة» وقد أفردها بعض العلماء بالذكر”'"'.
أهل المعاني من اللغويين واستشهادهم بالشعر :
وقد كان اللغويون المتقدمون أهل عناية بحفظ الشعر عامة» وشعر
الشواهد خاصةء واشتهر من اللغويين وأهل المعاني بحفظ شواهد الشعر
محمد بن القاسم الأنباريّ (ت۳۲۸ه) فذكر تلميذه أبو علي القاليٌ أنه
(1) انظر: التفسير اللغوي للقرآن الكريم .55٠
(۲) انظر: المدخل لعلم تفسير كتاب الله للسمرقندي 48 باب ما جاء عن أهل التفسير ولا
يوجد له أصل عند النحويين ولا فى اللغة.
مدى الا عتماد على الشاهد الشعري... إلخ ¥0“
كان يَحفظ ثلاثمائة ألف بيت من الشعر شواهد في تفسير القرآن'''. ولم
يسمع بأحفظ منه لشواهدٍ القرانِ من أهل اللغة والتفسير» وهذا يستحق
الوقوف عنده» لمناسبة الحديث عن أصحاب معاني القرآن وغريبه وهو
منهم» ولمعرفة حقيقة هذه الكثرة من الشواهد التي كان يحفظهاء
الذي كان يسلكه في الاستشهاد بها .
ومِمًا يؤسَفُ عليه أن كتابيه في معاني القرآن» وغريب القرآن من
المفقودات» وقد ذُكرَّ أنه يبلغ خمساً وأربعين ألف ورقة» ولو عير
عليهما لتبِينَ منهجه في الاستشهاد على غريب القرآن وبيان معانيه» غير
أن فی مصنفاته التى ری( ما يدل على شىء من ذلك» فقد تجاوز
عدد شواهده في كناب «المذكر والمؤنث» ألف شاهدٍ من الشعر» مه
صخر حجمدء وهو في هذا الكتاب رَيّما استشهد على بعض المسائل
بتسعة شواهد من الشعر» كاستشهاده على لفظة «المَنون»» و«الكبد؛.
و«سرى وأسرى» وغيرها“ . وفاقت شواهد الشعر في كتاب «الأضدادا
الثمانمائة شاهد» وأما شواهد «الزاهر» فقاربت الثلاثة الآف شاهد")
وبلغت شواهد «إيضاح الوقف والابتداء» ما يقارب الثلاثمائة شاهد من
.۲۸۱/١ انظر: معرفة القراء الكبار )١(
(۲) انظر: تاريخ بغداد ۱۸٤/۳ إنباه الرواة .7١ 4 /٠ معجم الأدباء ١7/14 وأجمعوا
عل ا
)۳( ي من كتبه : الأضداد. إيضاح الوقف والابتداء» شرح الألفات» شرح خطبة عائشة
في فى أبیهاء شرح ديوان عامر بن الطفيل. > شرح القصائد السبع الطوال. الزاهر في
معاني كلمات الناس» المذكر والمؤنث» ومجلس من أماليه» ورسائل صغيرة.
(6) انظر: المذكر والمؤنث بتحقيق الدكتور محمد عضيمة كله /١ 086 “الالال .٤١٣ ۳٤۸
.587 557 انظر: الأضداد» فهارس الشعر )٥(
0) قمت بعد الشواهدٍ فبلغت 595٠ شاهداً» حيث لا يوجد فهرس لطبعة مؤسسة الرسالة
المحققة التي عندي» وأخبرني فضيلة الشيخ المشرف بوجود فهرس للكتاب غير أني
لم أجده بعد .
۷٦ (لشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
الشعر”''» بل إن مجلساً من أماليه فى ست ورقات» بلغت الشواهد فيه
ثمانية عشر شاهداً"» وقد روى أبو علي القالي كثيراً من شواهده
الشعرية في تفسير القرآن”" .
ومن سعة حفظه للشواهد كان يكثر من إيرادها في مصنفاته» ويرى
الإخلال بها في مواضعها نقصاً ينبغي تداركة» ولذلك عندما رأى كتاب
المفضل بن سلمة «الفاخر» خاليا من شواهد الشعر» شرع في تصنيف
كتابه «الزاهر»» وبناه عليه“ » وزاد فيه من الشعر ما زاد به حجم
الكتاب» مع إيراده مسائل متفرقة من نحو الكوفيين. وقد دفع هذا الإكثارٌ
من الشواهد في الكتاب» وما في الكتاب من نصرة مذهب الكوفيين
معاصره أبا إسحاق الزجاجي إلى اختصاره» وقال في بیان سبب
اختصاره: «هذا كتاب جمعت فيه جمل الألفاظ التي ذكرها أبو بكر
محمد بن القاسم الأنباري في كتابه الموسوم بالزاهرء فشرحتها مختصرة
موجزة» وحذفت عنها الشواهد وما تعلق بها من كلامه المطول» ليقرب
حفظها على من أرادها» .
وكان يكثرٌ تخطئة أبن قتيبة (ت٣۲۷)» وشيخه أبي حاتم
السجستاني (ت٥٣٠۲). وصنف في ذلك کتبا“ وقد أشار إلى ذلك شيخ
الإسلام ابن تيمية فقال: «وابن الأنباري. . . من أكثر الناس كلاما في
معاني الآي المتشابهات» يذكر فيها من الأقوال ما لم ينقل عن أحد من
السلف» ويحتج لما يقوله في القرآن بالشاذ من اللغة» وقصده بذلك
الإنكار على ابن قتيبة» وليس هو أعلم بمعاني القرآن والحديث» وأتبع
,.٠١54- ۱۰٤٤/۲ انظر: إيضاح الوقف والابتداء )١(
(۲) انظر: مجلس من أمالي ابن الأنباري» بتحقيق إبراهيم صالح 8".
(۳) انظر: أمالي القالي ۰٤/۱ 2.9 ۰۲۷ ۰۲۹ وغيرها.
.١ انظر: الفاخر للمفضل بن سلمة )٤(
(5) مقدمة محقق الزاهر في معاني كلمات الناس .10/١
للسنة من ابن قتيبة» ولا أفقه فى ذلك» وإن كان ابن الأنباري من أحفظ
الناس للغة» لكن باب فقه النصوص غير باب حفظ ألفاظ اللغة)”''.
ولعل هذا يَفْسّرٌ قلة احتفال العلماء بكتب التفسير التي ذكر أنها
اشتملت على عدد كبير من شواهد الشعرء خرجت به عن المقصود كما
ذكر الذهبي عن تفسير عبد الوهاب بن محمد ب الشيرازي (ت١٠65ه).
الذي ضَمَّنَهُ مائة ألف بيت من الشواهد الشعرية"» وذكر السهيليٌ أنه
رآهء وسَّمِعَ ما فيه من الشواهد الشعرية المؤكدة لفصاحته”"". حيث إن
في كثرة إيراد الشواهد الشعرية على الألفاظ ما يدعو للملل» ويزهد في
القراءة» ولذلك كان المنهج الذي سار عليه الطبري وأمثاله من
المفسرين» وأصحاب المعاني والغريب» من الاكتفاء بما يؤدي الغرض
في الاستشهاد هو المنهج الأمثل في الاستشهاد في تفسير القرآن الكريم .
وقد كتب لهذه المصنفات القبول» وحفظت للناس» وتناقلها العلماء جيلا
بعد جيل .
وأمّا أبو عبيدة فقد كان أكثر أصحاب المعاني والغريب اعتماداً
على الشعر في شرحه لغريب القرآنء ومن ذلك أنه عند قوله تعالى:
9# وطلج منضودر 69 * [الواقعة: ۲۹] قال: «زعم المفسرون أنه المورٌء وأمًا
العرتث»ء الح عندهم شجر عظيم› > كثير الشوك» وقال الحادي :
بشرّهادليلهاوقلا غداً ترينَ الطّلحَ والحالا “٠
وهذا القول مُخالفٌ لتفسير أكثر المفسرين من الصحابة والتابعين»
ولذلك رد تفسيرّه هذا الطبري فقال: «وأمًا الطلح فن مَعْمَرَ بنَ المثثى
.4١١- 5٠١/١9 مجموع الفتاوى )١(
(۲) انظر: سير أعلام النبلاء 2749/19 طبقات المفسرين للداودي ۲/ .۳۷١
(9) انظر: طبقات المفسرين للأدنه وي .١16١
(5) قائله هو النابغة الجعدي كما في الجامع لأحكام القرآن .5١08/١1
(0») مجاز القرآن ۲/ .۲٠۰
VA الشامر (الشعري في تفسير القرآن الكريم
كان يقول: هو عند العرب شجرٌ عظام» كثيرٌ الشوكِء وأنشد لبعض
الحداة:
بشرّهمادليلهاوقالا غداترينَ الطّلمَوالحبلا
سے
أ
وأمّا أهل التأويل من الصحابة والتابعين فإنهم يقولون: إنه
الموز». وكان في تفسير علي بن ابي طالب وابن عباس وڳ له بالموز
ما يكفي للقول بأنه قول العرب» والتفسير الصحيح للفظةء غير أن أبا
عبيدة واللغويين لم يلتفتوا كثيراً لتفسير السلف لألفاظ القرآن» فوقعوا في
مثل هذا" .
في حين كان الفراءٌ مع كثرة سّماعه من العرب» وسعة محفوظه
ينظرٌ للشعر على أنه أقل مرتبةٌ في الاستشهاد من القرآن الكريم» فإذا
وجد الشاهد من القران قَلْمَهُ . ومن ذلك قوله عند قوله تعالى : #وفكهة
ْنَا تروت ل وَل طبر مِنَا تهون ل وحور عن 409 [الواقعة: 7١
١ مبيناً القراءة في الآية الأخيرة: «فخفض بعضٌ القراء» ورفع بعضهم
الحور العيْنَ . قال الذين رفعوا : : الحورٌ العينٌ لا يطافٌ بهنّ» فرفعوا على
معنى قولهم: وعندهم حور عينٌ» أو مع ذلك حور عينٌ» فقيل: الفاكهة
واللحمٌ لا يُطافٌ بهما إنما يُطافٌ بالخُمر وحدّها والله أعلم» ثم أن آخرٌ
الكلام وله وهو كثير في كلام العرب وأشعارهم» وأنشدني بعض بني
أسلٍ يضف فَرَسَهُ :
ععلفتها يبنا وماءً باردا حتى شتت مَمَالةَ عيناها"
والكتابٌ أعرّبٌ وأقوى في الحُحجةٍ من الشعر»“. وقال في موضع
آخر: «ورُبّما تركت العربٌ جوابٌ الشيء المعروف معنا وإن تر
010( تفسير الطبري (هجر) ۲۲/ ۳٠١ -1١"ء المحرر الوجيز (قطر) /١4 2.546 الجامع
لأحكام القرآن ۲۰۸/۱۷.
(۲) انظر: غريب الحديث للحربي 1۳١/۲ التفسير اللغوي للقرآن الكريم 017.
(۳) تقدم تخريجه. )٤( معاني القرآن .١5/١
الجوات» قال الشاعر
تارش نان رشو ١ بوك ولك قم جد لك تق"
وقال الله تبارك وتعالى وهو أصدق مِنْ قول الشاعر: ولو أَنَّ رات
سرت يه لْجِبَالُ أو فَلْعَتَ به ارش [الرعد: ۳ فلم يوْتَ له بجواب»
والله أعلم»”".
وفي هذا دلالة على اهتمام الفراء بشواهد القرآن اللغوية» واعتداده
بهاء ولعل هذا كان سببا فى قلة الشواهد الشعرية عند الفراء موازنة
بالشواهدٍ من القرآن الكريم» فقد بلغت شواهد القرآن في كتابه أكثر من
ألف وخمسمائة وأربعة وستين شاهداً من القرآن الكريم وهو عدد كبير
إذا وازنته بموقف النحويين في عصره من الشاهد القرآني”*'» في حين
بلغت شواهد الشعر )۷۸١( شاهداًء والأمثلة على ذلك كثيرة في كتابهء
وكأنه يرد بسلوكه هذا المنهج على من جعل الشعر هو الحجة والدليل»
ولم يلتفت إلى شواهد القرآن ويتخذها أصلاً لبناء قواعده» وأحكامه في
اللغة» كما فعل سيبويه في كتابه» وأبو عبيدة في مجاز القرآن.
وقد سار على هذا المنهج ابن الأنباري مع كثرة حفظه لشواهد
الشعرء فقال وهو يحتج لقول الفراء: إن الفردوس هي البستان بالعربية
أيضاً*2: «والدليل على صحة قول الفراء أن العربٌ قد ذكرت الفردوس
في أشعارهاء قال حسان في التأنيث :
ون نوات لله كل موحد جنانٌ من الفِرْدُوسِ فيها يُخَُااا
)١( هو امرؤ القيس بن حجر. (۲) انظر: ديوانه 87؟.
(۳) معاني القرآن ؟/ لاء 2 ۸۷» .٩٤/۳
)٤( بلغت شواهد القرآن عند سيبويه دون المكرر أربعمائة وخمسين شاهداًء وشواهد
المقتضب للمبرد من القرآن تجاوزت خمسمائة آية. انظر: منهج سيبويه في الاستشهاد
بالقرآن للدكتور سليمان خاطر »7١ مقدمة تحقيق المقتضب .40/١
(5) انظر: معاني القرآن ۲۳۱/۲. (5) انظر: ديوانه 5؟١.
A j] الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
وقال عبد الله بن رواحة:
نُعَلايُنْرَفُونَ عنهاولكنْ ثُذهِبٌالهَّعًعنهموالمّليلا
في نان الفِرْدوسٍ ليس يَخافونَ خُروجاًمنهاولاتحويلا"
وقال الله تعالى وهو أضدق قِيلاً: الت يرون اروس هُمْ
فا حَدِيْدونَ 22 [المؤمنون: 11 . وقال في رده على أبي حاتم
السجستاني أن معنى الفارض: التى ليست بصغيرة جداً: ولا كبيرة جدأًء
يعنى بينهما فى السن: «وهذا خطأ منه؛ لأن الفارض عند العرب المسنة
الهرمة: الدليل على هذا قول أبي ذؤيب:
لَعَمْرِي لقد أعطيتَ ضيفَك فارضا تُساقٌ إليولاتقومٌُ على رِجلٍ
ولم نعطو بكرا فَيَرضَى سَّمِينةٌ فكيف تُجارَّى بالعطيّةٍ والبذل"
وقال الله جل وعلا وهو أصدق قيلاً: قال إِنَمُ يمول إا بر ل
فَارضٌ ولا بی عوا ب ذَلِكَ € [البقرة: 14] فالفارض: المسنة» .
وهذا دليل على عناية الكوفيين بالاستشهاد بالقرآن الكريم» والنص
على ذلك» وتقديمه على الاستشهاد بالشعرء مع كثرة محفوظهم من
شواهد الشعرهء غير أنهم لم يرتضوا منهج أمثال أبي عبيدة في كثرة
اعتداده بشاهد الشعر دون القرآن على وجه الخصوص”'. وقد أصبح
هذا الأمر محل إجماع عند العلماء فيما بعد حتى قال ابن خالويه: «قد
أجمعَ النامنُ جَميعاً أن اللغة إذا وردت في القرآن فهي أفصح مما في غير
)۱( فات جامع ديوانه وليد قصاب› ولم أجدهما عند غير ابن الأنباري» وانظر: الزاهر
لابن الآنباري .۱۹٩/۲ ٥۰۳/۱
(؟) المذكر والمؤنث 598/١ ۹۹4٤ء وانظر: 2577/١ 0705.
(۳) البيتان ليسا في ديوان الهذليين ولا في التمام لابن جني» وهما في الأضداد لابن
الأنباري 9؟".
.697 _ ٥۳۲/١ المذكر والمؤنث )٤(
(65) انظر: حياة الشعر في الكوفة ليوسف خليف 165.
القرآن» لا خلاف في ذلك»”“. غير أن العلماء الذين صنفوا في معاني
القرآن وغريبه وإعرابه ونحو ذلك» وكلهم من أهل النحو واللغة على
الرغم من هذا الإجماع قد غلب الشاهد الشعري على مصنفاتهم بصفة
عامة» وهذا ما وصل إليه بعض الباحثين من «أن الظاهرة الواضحة فى
كتب النحو العربي هي الاعتمادٌ الأساسيٌ على الشعر» إذ يكون وحدّه
العنصرٌ الغالبَ في دراسات النحويين المتقدمين والمتأخرين من بين مصادر
الاستشهاد»”'". والذين صنفوا في معاني القرآن ابتداء كالفراء والأخفش
والزجاج وغيرهم قد قصدوا إظهار آرائهم النحوية سواء كانوا من البصريين
أو الكوفيين» فجاءت كتبهم مشتملة على جل مسائل النحوء مما جعلها
مصادر أساسية لدراسة النحو ونشأته.» مما جعلها أقرب إلى كتب النحو
منها إلى كتب الدراسات القرآنية. وقد كان كتاب معاني القرآن للأخفش
أقرب كتب المعانى للدراسات النحوية الخالصة» وغلب على شواهده
الشعرية الشواهد النحوية©, ثم يليه الفراء في ذلك“ ثم الزجاج .
ثانياً : مدى اعتماد أصحاب المعاني والغريب على الشاهد الشعري :
تقدم أنَّ أصحاب المعاني والغريب قد اعتمدوا على الشاهد
الشعري في كتبهم» وكانوا أكثر اعتماداً عليه من المفسرين» غير أن هناك
حاجة لمعرفة مقدار اعتمادهم على الشاهد الشعري» ومكانته بين بقية
شواهد المفسرين من القرآن والسنة ومنثور كلام العرب» ويمكن قياس
هذا الاعتماد من خلال الصور الاتية:
)١( المزهر للسيوطي 27١7/١ وهو منقول من شرح الفصيح لابن خالويه.
(؟) الرواية والاستشهاد للدكتور محمد عيد .١78
(۳) انظر: فهرس النحو في الجزء الثاني من معاني القرآن للأخفش بتحقيق هدى قراعة
.A‘*YT _ V0 /۲
.۲١۷ 5١١ 6177 1١١6 انظر: فهارس معاني القرآن للفراء لفايزة المؤيد )٤(
ام شار الشعري في تفسير القرآن الكريم
١ - عدد الشواهد الشعرية في كتب معاني القرآن وغرييه:
معرفة عدد الشواهد الشعرية فى كتب أصحاب المعانى والغريب» تبين
مدى اعتمادهم عليه» وقد أحصيت الشواهد الشعرية في كتب الدراسة»
وأضفت غيّرها ممّا تيسر لى ذكره من كتب الغريب والمعانى وتوجيه القراءات»
ليتضح لك حجم الرواية الشعرية في هذه الكتب» فكانت على النحو الآتى :
٠ أتجاذ الراك امجادات . |آبوعيدةسعمرين المشىات110ما
1
أغرب الراك جلد |محمدين سلم ين تید ۷م |5
لأبي جعفر أحمد بن محمد النحاس (ت۳۳۸ه) | ٤٤
"97| |الموضح في وجوه القرءات | نصر بن علي ابن أبي مريم (ت) ٠
)١( انظر: مجاز القرآن ۲٣۹/۱ حيث رقم المحقق الشواهد 2717/7 وذكر صاحب كتاب
(شواهد أبي حيان) ۸۸ أنها بلغت ١١6١ ولست أدري علام اعتمد في إحصائه هذا.
(۲) انظر: معانى القرآن للأخفش ٠٠١/١ تحقيق هدى قراعة» وبحذف المكرر يكون عدد
الشواهد 78١ شاهداً كما فى معانى القرآن للأخفش ٥۷/١ بتحقيق عبد الأمير الورد.
(۳) استبعدت الشواهد المكررة» وبها يزيد عدد الشواهد إلى 84 شاهداً.
(:) انظر: المفردات بتحقيق صفوان داودي .۸٩۳
)٠( انظر: الدر المصون ١١/۹٥1ء فقد رقم المحقق د. أحمد الخراط الشواهد الشعرية.
(3) انظر: إعراب القرآن للنحاس ٩۹۷-۸۳ /١ من الدراسة» وفيه تفصيل المنسوب وغير المنسوب.
(۷) انظر: الموضح في وجوه القراءات وعللها 7/ .١515
مدى الاعتماد على الشاهد الشعري... إلخ
دل كثرة الشواهد الشعرية فى هذه المصنفات على أهمية الشعرء
وعناية أصحاب المعاني والغريب وإعراب القرآن به كشاهدٍ على معاني
ألفاظ القرآن الكريم» ومين على فهمها كما كانت العرب زمنّ نزول
الوحي تفهمها .
وهذه الشواهد الشعرية لم تكن مقصودةً لذاتهاء وإِنّْمَا وسيلة ضمنَ
وسائل يستعين بها المصنفون لإيضاح معاني القرآن الكريم وتقريبهاء إلا
أنها من أهم الوسائل» ولذلك جعل المصنفون في شروط المفسر وآدابه
اللغة العربية ومعرفتّها شَرطأ من شروط من يريد تفسير القرآن أو إعرابه؛
لأن القرآن نزل بلغة العرب.
۲ - الاعتماد على شاهد شعري مفرد في كثير من المسائل:
في مواضع متفرقة» ومسائل متعددة في كتب معاني القرآن وغريبه
يكتفى في الاستشهاد بالشاهد الشعري دون غيره من الشواهد» ويفسر به
غريب القرآنء أو الوجه النحوي أو غير ذلك. وهذا الأمر يكثر عند أبي
عبيدة في مجاز القرآن» وعند غيره بنسبة أقل» وهذا دليل اعتمادهم على
الشاهد الشعري» وتعويلهم عليه في بيان الدلالة اللغوية وما يتصل بهاء
ومن أمثلة ذلك في كتب معاني القرآن ما يأتي :
١ عند قوله تعالى: قدا هم مسون [الأنعام: 44] فسرها الفراءء
واكتفى بالاستشهاد ببيت من الشعر فقال: «المُيْلِسٌ: اليائسل» المنقطع
رجاؤه» ولذلك قيل للذي يسكت عند انقطاع حجته» ولا يكون عنده
جوابٌ: قد أَبلّسَء وقد قال الراجر”':
ياصاح هَل تعرف رَسْماً مُكُرسا؟ 2 قال: نعم أعرفة. وأبلّسا""
i 1 ر م 7 م
أي : لم يحر إلى جوابا» .٠
.165 هو العجاج. (۲) انظر: ديوانه )١(
.70/١ (؟) معاني القرآن
AE الشامر (لشعري في تفسير القرآن الكريم
وهذا وجه من وجوه تفسيرهاء وقد فسّرها مُجاهد بالاكتئاب»
وفسرها السدي» وابن زيد بالهلاك"''. وقول الفراء قريب من قول
مجاهد لأن الاكتئاب أثر من انقطاع الحجة والسكوت» غير أن الطبري
فصل القول في معناها بعد ذكره لتفاسير السلف فقال: «وأصل الإبلاس
في كلام العرب عند بعضهم الزن على الشيء. والنّدم عليه" . وعند
بعضهم انقطاع الحُبََةَء والسكوثٌ عند انقطاع الحجة. وعند بعضهم
الخشوع. وقالوا: هو المخذول المتروك» ومنه قول العجاج. .
ذكر الشاهدء وفسّره بقوله: «فتأويل قوله: وأَبْلَسَاءِ عند الذين زعموا أن
الإبلاسَ انقطاعٌ الحجة والسكوتٌ عنده» بمعنى أنه لم يُجر جواباً"” .
وتأوله آخرون بمعنى الخشوع» وتر أهله إياه مقيما بمكانه. والآخرون :
بمعنى الحزن والندم . يقال منه: أبس الرجلّ إبلاساء ومنه قيل لإبليس:
ا
وذكر ابن فارس أن أصل دلالة الإبلاس على اليأسء وأن ما عداه
من المعاني يعود إليه”'. فتكون بقية المعاني عائدةً لمعنى اليأس
فالخشوع › وانقطاع الحجة. والسكوت› والحزن والاكتئاب تعود كلها
لليأس . وم يذكر الأزهري من معانيه إلا السكوت عند انقطاع البحجة›
والقنو س . وقد زاد أبو عبيدة في تفسيره لهذه اللفظة شاهداً آخر وفسّره
تفسيراً موافقاً لقول مُجاهد وهو بيت رؤية:
وحَضَّرَتْ يوم خميس الأخمامن 2 وفي الوجوو صفرة وإبلامن”""
.159 - 741/9 انظر: تفسير الطبري (هجر) )١(
(۲) هذا قول أبي عبيدة في مجاز القرآن ۱۹۲/۱.
(۳) هذا قول الفراء كما تقدمء وقول الأصمعي كما في شرح ديوان العجاج .٠١١
)٤( تفسير الطيري (هجر) 159/9.
,":٠' _ ۲۹۹/۱ انظر: مقاييس اللغة )٥(
(5) انظر: تهذيب اللغة »457/١7 لسان العرب 487/١ (بلس).
(0) انظر: ديوانه 1۷.
مدى الاعتماد على الشاهد الشعري... إلخ “Ao
وقال في شرحه: «أي: اكتئاب» وكسوفيء وحُزنِ»» وهذا
موافق لتفسير مجاهد المتقدم . ۰
؟ ومن أمثلة انفراد الشاهد الشعري بالاستشهاد عند الفراء عند
تفسير قوله تعالى: لاو اڪن فم نيك * [البقرة: 70؟] قال: «للعَرَب
في أَكَْنْتٌُ الشيء إذا سَتَرتَهُ لغتان : كمه وأَكتَنْتُهُه قال: وأنشدوني قول
الشاعر :
ثلاث هِنْ ثلاث قدامياتٍ 2 مناللاتي تكن من الصّقيه”"
وبعضهم يروبه: تُكنٌ» من أَكْتَنْتُ00” . وقد نقل مقالة الفراء هذه
أهل اللغة عنه» فهو من يُقاتِهم” “. وقال الطبري: «ولم يُسْمَع ننه في
نمسي > غير أنه روي عن أبي زيد: كنت الشيءَ أَكْتَئئه في الكنٌ»
وفي النّفْس مها" . فدل على جوازهاء وقد سيعت في قول الشاعر
الإسلامي أبي قطيفة الأموي
قديكتمُ الناسٌ أسراراً فأعلمُها وماينالونَ حتى الموتِ مكثوني"
وما فسّر به الفراء اللفظة لم يُخالف فيه أحدٌ من المفسرين”” .
وأما أمثلة انفراد الشاهد الشعري بالاستشهاد فى كتب غريب القرآن
.۱۹۲/۱ مجاز القرآن )١(
(۲) لم أقف على فائله» وقداميات: يعني بها قوادم ريش الطيرء وهي آربع ريشات في
مقدم الجناح. انظر: اللسان ٦۷/١١ (قدم).
(۳) معانى القرآن .٠٥۲/۱
)٤( انظر: تهذيب اللغة ۹/ ۲٥٠٤ء الصحاح 1188/6» لسان العرب 171/17 (كنن).
(4) تفسير الطبري (شاكر) 2٠١5/0 المحرر الوجيز (قطر) 2057/7 الجامع لأحكام
القرآن ۳/ ۱۹۰ .
(5) انظر: تهذيب اللغة ٤٥۳/٩ الصحاح .1١184/5
(۷) انظر: الأغاني .١١/١
(۸) انظر: المحرر الوجيز (قطر) ٠۳۰٦/۲ الجامع لأحكام القرآن ۱۸۹/۳ ۔ ١۱۹۰ء تفسير
ابن كثير .477/١
فكثيرة في «مجاز القرآن» لأبي عبيدة» وغريب القرآن لابن قتيبة وغيرهماء
وأكتفي ببعضهاء فمن أمثلة ذلك :
١ عند تفسير قوله تعالى: # وع أَبَصِرِهِمْ کو4 [البقرة: ۷] قال
أبو عبيدة: «أي: غَطاءٌء قال الحارث بن خالد بن العاص بن هشام بن
المغيرة:
تَِعْتُكَ إذ عبني عليها غشاوة ٠ فلنًا الْجَلتْ تَطَْتْ نفسي ألومها""»”"
والغْشَّاوة: الغطاء. في قول جميع المفسرين”*': وأهل اللغة”'.
وفي مثل هذه الألفاظ التي ليست محل خلاف بين اللغويين يكتفي
أبو عبيدة وغيره بالشاهد الشعري الواحد للاستشهاد على اللفظةء وأما إذا
كانت لفظة شديدة الغرابة» أو أسلوباً غير معتاد لبعض العرب» فإنه يزيد
في شواهدهاء كما في شواهده عند تفسير قوله تعالى: #ألَّا َجُدُوأ يِه
ری رع لْحَبْءَ ف َلسَّموتَ وَاَلْارض + [النمل: ٥ فقد أورد لها ثلائة
شواهد"'» وقد تبعه في ذلك الزجاج وذكر السبب في إيراده عدداً من
الشواهد فقال عند توجيهه لقراءة التخفيف في قوله تعالى: #أآلَّا يسَجَدُوأ
نه: «ومَنْ قرا بالتخفيف ألا يَسُجدو© فألا لابتداء الكلام
)١( هو الحارث بن خالد بن هشام المخزومي القرشي» شاعر إسلامي» عاش حتى خلافة
سليمان بن عبد الملك. أدركه أبو عمرو بن العلاء وسأله عن مسائل من اللغة. انظر:
الأغاني ٠۳١١/۳ خزانة الأدب .,71١7/١
(۲) انظر: مجموع شعره ۱۳۷ - ۳۸ء الأغاني /7الاء الحماسة البصرية ۲/ .۸٤١
(۳) مجاز القرآن ."١/١
(5) انظر: تفسير الطبري (هجر) 277١/١ تفسير ابن كثير /١ الاء الدر المنثور .١66 /١
(0) انظر: تهذيب اللغة ۸/ ٤١٠٠ء لسان العرب ۷٦/٠١ (غشا).
(5) انظر: مجاز القرآن ”97/7 45.
(۷) قرأ بها من العشرة أبو جعفر والكسائي ورويس عن يعقوب» وقرأ بها ابن عباس
والزهري وغيرهم. انظر: السبعة »48٠ الكشف عن وجوه القراءات 2١05/7 حجة
القراءات 6075.
والتنبيه» والوقوف عليه ألايَا - ثم يستأنفُ فيقول: اسجدوا لله.... ومثل
قوله: «أَلَا يا سجُدوا» بالتخفيف قول ذي الرمّة:
ألا يا اسْلَّمِي يا دَارَ مَيَ عَلى البلا ولارَالَ مُنَهَلَاً بِجَرْعَائِكِ القَطْلا')
وقال الأخطل : )
آلا يا اسْلَّمِي يا هڏ هند بَنِي بَدرِ َإِنْ كَانَ حَيّانَا عِدَى ا خر الد"
وقال العجاج :
با دار سَلْمَى يا اسْلّمِي ثم اسْلَمِي عَنْ سَمْسم وَعَنْ يوين سَمْسم ٠
وإِنَّمَا أكثرنا الشاهدّ في هذا الحرف كما قَعَلَّ من قبلنَاء وَإِنّمَا فعلوا
ذلك لقلةٍ اعتيادٍ العامة لدخول (يا) إل فى النداءء لا تكاد العامة تقول:
يَا قد قَدِمَ ريد ولا: يا اذْمَّبْ بسلا . في حين لم يورد الأخفش
سوى شطر من بيت ذي الرمة ٠ والفراء لم يورد إلا بيت الأخطل""" .
؟ عند تفسير قوله تعالى: ونا بلع محل [يرسف: 88]
قال أبو عبيدة: «مُرْجاةٌ: يسيرةٌ قليلةٌ» قال" :
ss ...0202000 وحاجةٍغَير مُرْجاةٍمن الحا“
004/١ الجَرْعَاء من الرَّمْل رابية سهلة لَينَة. ديوانه )١(
7 دیوانه (۲)
فرة سَمسّم بلد من بلاد نمیم ۰ أو كثبان رمل. ورواية الديوان للشطر الثاني من الرجز:
بسَمسّمأوعَنْ يمين سمشم
انظر: ديوانه ۲۷۸. /
)٤( معانى القرآن .١١5- ۱۱١/٤
(۵) انظر: معانى القرآن ۲/ 5755 تحقيق د. هدى قراعة.
(5) انظر: معاني القرآن ۲/ ۲۹۰. (۷) القائل هو الراعى النميري.
(A) عجز بيت» وصدره:
ومسرسل ورَسول غير متهم renee
انظر : ديوانه ١4 .
(9) مجاز القرآن .۳۱۷/١
I للشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
وهذا التفسير للفظة «مُزجاة بأنه اليسيرة القليلة هو قول بعض
مفسري السلف كمجاهد» والحسن البصريء وإبراهيم النخعي”'' وفسرها
ابن عباس بأن معناها: «رديئة بُو لا تَنْمْقُ حتى يوضع منها» . ولم
يزد أبو عبيدة في بيان دلالته على هذا الشطر من الشاهد الشعري» وقد
نقل تفسيره لها أهل اللغة”". وهذه التفسيرات متقاربة المعنى» وإن
اختلفت الألفاظء ولذلك قال الطبري: «وقد اختلف أهل التأويل في
البيان عن تأويل ذلك وإن كانت معاني بيانهم متقارية)7؟'. وهناك أمثلة
أخرى عند أبى عبيدة .
وعند ابن قتيبة فى بيانه للغريب من ألفاظ القران» كان يكتفى فى
مواضع متفرقة من كتابه ببيان دلالة اللفظة بالاستشهاد عليها بشاهد من
الشعرء ولا يزيد على ذلك. ومن أمثلة ذلك عنده:
١ - عند تفسير قوله تعالى : #إن ول إل اعتريدك بعض َالْهَتِنَا سرو
[هود: ]٥٤ قال ابن قتيبة : «أي : أصابك بِحَبْل. يقال : عراني كذا وكذاء
واعتراني: إذا الم بي. ومنه قيل لمن أتاك يطلب نايِلّكَ : عَارِ. ومنه قول
النابغة:
نيئك عارباً خَلَّقاً بابي على خَوفٍ نظن , بي الظَنُوو"2 4
وهذا التفسير هو الذي فسر به اللفظة ابنٌ عباس» ومجاهد.
وقتادة» والضحاكء وابن زيد“» وهذا دليل على حرص ابن قتيبة على
تفسير السلف» وهو تفسير أهل اللغة".
.5114 - ۳۱۸/۱۳ انظر: تفسير الطبري (هجر) )١(
(؟) المصدر السابق .۳۱۷/١۳ (۳) انظر: تهذيب اللغة .٠٠١١/١١
)٤( تفسير الطبري (هجر) ۱۷/۱۳". )٥( مجاز القرآن ۳۱۸/۱.
(5) انظر: ديوانه ۲۲۲. (۷) تفسير غریب القرآن ۱۷۸.
(۸) انظر: تفسير الطبري (هجر) ٤٤۷/۱۲ -458.
(9) انظر: مجاز القرآن /١ ۰۲۹۰ معانى القرآن للفراء 7/ »١9 تهذيب اللغة ۱٥۸/۳ ۔ ٠١۹ .
مدى الا عتماد على الشاهد الشعري... إلخ ۹۸۹
والشاهد الذي استشهد به من قول النابغة» من اللغويين من فسره
كما فسره ابن قتيبة بأنه من التعرض للطلب ٠ » ومنهم من فسره باه مِنْ
لق الثياب كأنه عار منها"' أ وسياق البيت يدل على ذلك» فقوله:
«خلقاً ثيابي) تفسير للعري المراد والله أعلم .
۲ - وعند تفسير قوله تعالى: #وأفدئمم هرآ [إبراهيم : 147 قال ابن
قتيبة : «يُقال: لا تعي شيئاً من الخيرء وتّحوةٌ قول الشاعر في وَصْفٍ الظليم :
و
0 جۇجۇە هو اء
أي: ليس لِعَظمِهِ من ولا فيه شي .
وهذا هو تفسير أكثر السلف للفظة «هواء»» كابن عباس وغيره»
واختاره الطبري فقال بعد أن حكى تفسيرات السلف: «وأولى هذه
الأقوال عندي بالصواب في تأويل ذلك قول من قال: معناة: أَنّها خاليةٌ
ليس فيها شيء من الخيرء ولا تعقل شيئاً. وذلك أن العرب تسمي كل
أجوف خاو هواء»» واستشهد بشاهدين من الشعر. وهناك أمثلة أخرى
في كتاب ابن قتيبة لانفراد الشاهد الشعري بالدلالة على المعنى الغريب
للفظة"''» مما يعني الثقة بالشاهد الشعريء والاعتماد عليه في بيان
الدلالة اللغوية للفظة الغريبة.
استيفاء جوانب الاستشهاد في الشاهد الشعري :
يعد أصحابٌ المعاني والغريب الشاهد الشعريّ وثيقةً لغوية» وحجة
.٠١۹ /۳ (عرا). (۲) انظر: تهذيب اللغة ١75/4 انظر: لسان العرب )١(
: جزء من بيت› وتمامه (Y)
كأنَّ الجَحْلّ منهافوق صَّعْل مِنْ الظلمان جَوَجوْهُ مَواءُ
منها: من هذه الناقة» فوق صعل: فوق ظليم - وهو ذَكَرٌ النعام دقيق العنق صغير
.57 الرأس» جؤجؤه: صدره. انظر: الديوان
./1١7/١7 تفسير الطبري (هجر) )0( .٠٠١ تفسير غریب القرآن )٤(
(") تفسير غریب القرآن ۰۲۱۹ 708.
| 4“ الشاهر (الشعري في تفسير القرآن الكريم
مقبولةٌ» ولذلك يُقَلْبُونَهُ على وجوهه» فيستقصون كل ما يُمكن أن يدل
عليه هذا البيت من اللغة والنحو وغيرهاء وهذه صورة من صور اعتمادهم
على الشاهد الشعري» وحرصهم على استفياء جميع دلالاته. ومن ذلك
تكرارٌ الاستشهاد بالبيت على الوجه الواحد. وذلك إذا تكررت الحاجة
إلى بحث الموضوع مرة أخرى» أو موضع مماثل. )
١ - ومن أمثلة ذلك قول الشاعر كعب بن سعد الغنوي :
وداع دعا يا مَنْ بُجيبٌ إلى الندى فلم يَسْتَحِبْهُ عند ذاك مُجيث"
فقد استشهد به أبو عبيدة عند تفسير قوله تعالى: تًا ي
[البقرة: 187] فقال: «أي: يجيبونى . قال كعبٌ العَنَوئٌ. . .» فذكر البيت»
ثم قال: «أي : فلم يجبه عند ذاك مجيبُ)”" . ثم كرّر الاستشهاد به على
الوجه نفسه» وهو أن الاستجابة والإجابة بمعنىّ» في مواضع من
كتابه "'. واستشهد به ابن قتيبة على الوجه نفسه نقلاً عن أبي عبيدة“ .
١ - ومن الأمثلة كذلك قول الأعشى :
حتى يقولَ الناسٌُمِمارأوا ياعَجَباًللميّتٍالتاشِر(”
فقد استشهد به أبو عبيدة عند تفسير قوله تعالى: #كَدَلِكَ اللُورُ »
[فاطر: 4] فقال: «مصدر الناشرء قال الأعشى. . .»“. فذكره. ثم كرره
للوجه نفسه في مواضع أخرى”"' .
- شعراء شواهد كتب معاني القرآن وغريبه:
تفاوت نصيب الشعراء في الاستدلال بشعرهم في كتب معاني
.51//١ انظر: الأصمعيات 45. (0) مجاز القرآن )١(
.٠١ا//؟ 5لالاء ء۰۲٤٤ ء۱۲١۰ /١ انظر: مجاز القرآن )۳(
.77٠ انظر: تفسير غریب القرآن 5لاء» 2797 تأويل مشكل القرآن )٤(
(0) انظر: ديوانه ۱۹۱. (5) مجاز القرآن ؟/ .١167
(۷) انظر: مجاز القرآن 27١7/7 1585.
مدى الا عتماد على الشاهد الشعري... الخ “٩۹۱
القرآن وكتب غريب القرآن ومشکله» وقد قمث بخصر > جميع الشواهد في
كتب معاني القرآن وغريبه ومشكله التي درستها 215 ونسبت كل
شاعر إلى قبيلته وعصره. ومقدار الشعر الذي استشهد به من شعره في
كل كتاب من الكتب التى شملتها الدراسة» وقيدت ذلك فى جدول» وقد
رتبتٌ أسماء الشعراء بحسب كثرة شواهدهم» مبتداً بأكثرهم» ومبيناً أمام
كل شاعر قبِيلَه التي ينتسبٌ إليهاء وعصره الزمني الذي عاش فيه
والكتاب الذي استشهد بشعره» وقد استبعدت من لم يكن له إلا شاهد
٠ الشعراء الذدن اعتمد عليهم أصحاب المعاني ولخريب في الاساطهاد
| م الشاعر 2 | القبيلة | العصر | مجازالقران معاوالقرآن| تإيللمشكل
ا ا 3
* اوج اميم إسلاسي ۷ | ؛ | 5 إاه |
| ۳ إرقبة بن العجاج اميم إإملامي| ١ة | ه | "3 | - |
؛ جرس بن عطية__ تسم إإسلاسي| 'ه | ١ | ٠6 | - |
EET 41516
6 إفماسة لتاب إإسلاسس| #١ |[ 5“ | ”3 30 |
المي ينزيد د اباس ا | 0-51
° |=
١ نعي بن أي سلمى_مزينة_إجاملي | ۱۷ 1 | 5 | 5 |
مخضرم| "3 | 5 |51 | 5 0
جاهلي | ١ | ١ |4 | - |
م ET
٠ إحسان بن ثبت الأزه |مُخضيم| ٠١ | ۷ | - | - |
لمشكل | غريب القرآن
سوم _(الشاضر الشعري في تفسير القرآن الكريم
| - | 4 | ۷ | ٠» إن اسمراتاملي _إياعة إبض)| ١
أنه إحسي| ا نيضادسإ ۸
ا | 0 | <١ ب الاسود اي أن إسس) ١
| ؟ | ٠ تمم بن أي بن متيل إهوازة اضرم
0-5 2 | او اراسي إبع امل 5
0-1 61| ٠ تسح بن ضار أنيت إنسم ١
SEEKS
م اسلا ا
تو الأصع الاني_إعدرات |مخضيع| : | - | - |
30
1
|
E |]
|G
6
3E
3 ر سے « e or م Fr سے
BEBE EHEBEE 55 تت اة SEBEBE
3 ز 3 ا
. ۳ ډ
2 ۰
و 4 ١ س 5 ۵
1 1
a
"1
ی
¥
¥
*
و
1
هيم بن هرمة
3 J
الام
3 إو أذ اتاد ات
SEE EÊ
01
4
4
زاص
6
3 س3 3
3
3
چ“
|j ١ 3 1|3 1
ة بن جؤية الهذلي
i
مدى الا عتماد على الشاهد الشعرى...
عمرو بن معد يكر
24
ي... إلخ
E
تيف
و
٠
س3
ES
KS
KE
KE
KS
KE
ES
۳
الأزد اجاملي | * | - | - | - |
, جاهلي | ۴ | - | | حل
6 إعيد بن الأبرض أأسد إجاملي | * | ” | - | - |
4
3
3
(لشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
١
1
3
1
Ê
CC
ES ESSE 1
ES
Ta aw
Ct:
لو
3
35
3
- ES ESE
- | ۳ | - | - ابن ميادة فيان |مخضرم|
- | - | 5 | - إجميل بن معمر إقضاعة إإسلاي| ۸
- | © | " | - | حميد بن ثور الهلائي_اهلال إإسلامي
| - | - | ” | - | سويد بن كرح إعجل إجاظلي 44.
| - | - | 57 | - | طفيل الغنوي __ أقيس إجاملي
| - | 4 - | - تابي - السلاس|
| - | ٤ | - |المخبل السعدي مخضرم| ۷٠
| - | | * | - | 6ه معن بن أوس المزني_ مزينة إإسلامي
| - | - | ٤ | - تضاعة إإسلاني|
مدى الا عتماد على الشاهد الشعري... إلخ 6
وقد ججمعتٌ خلاصة الجدول السابق» في الجدول الآتي لتكون
النتائجح أكثر دقة :
أبو عبيدة الفر اء
شر
ومن خلال هذين الجدولين لأسماء الشعراء فى كتب معانى القرآن
وغريب القرآن ومشْكِله. وعدد شواهدهم» يتضح ما يلي : ا
أولاً: اعتماد أصحاب معاني القرآن وغريبه على شعراء الجاهليةء
وقد سبقوا المفسرين الذين تقدمت دراسة كتبهم في الفصل السابق في
الاهتمام بشعر الجاهلية» وتقديمه على غيره» وقد روي عن أبي عمرو بن
العلاء وأبي عبيدة والأصمعي روايات في ذلك ت تقدم ذكرها . بل إن هذا
كان ملحوظاً في غير كتب المعاني والغريب والتفسير» وهي كتب
الاختيارات الشعرية التي صنفت قديماً. فالمفضليات التي جمعها
المفضل الضبي (ت178) تضم مائة وثلاثين قصيدة ومقطوعة لستة وستين
شاعراًء أكثر من خمسة وأربعين منهم من شعراء الجاهلية» وأكثر ثلثي
بقيتهم مخضرمون. والأصمعيات تحتوي على ثنتين وتسعين قصيدة
ومقطوعة لواحد وسبعين شاعراًء ما يزيد على أربعين منهم جاهليون»
وأكثر من نصف من بقي مخضرمون .
أما «جمهرة أشعار العرب» للقرشي» فاحتوت على تسع وأربعين
قصيدة لتسعة وأربعين شاعراًء جلهم من الجاهلين والمخضرمين. وهذا كله
دليل على تقديم طبقات علماء اللغة والرواية والتفسير لشعراء الجاهلية» في
بوب شار (لشعري في تفسيرالقرآنالكريم
استشهاداتهم ومصنفاتهم فی معانى القرآن وغريبه وتمسيره» وان ندوین
العربية. وقد أكد أصحاب هله المجاميع الشعرية ذلك في مقدماته'.
ولذلك قال محققا المفضليات أحمد شاكر وعبد السلام هارون عن شعراء
هذه المختارات الشعرية: «كلهم ممن كان فى الجاهلية أو صدر الإسلام»
ومن شعرهم أكثر شواهد العربية في الغريب والبلاغة والنحو والصرف»”".
وقد بلغ عدد الشعراء الذين استشهد بهم أصحاب المعاني والغريب
من شعراء الجاهلية أكثر من ثمانين شاعراًء ونسبّ لهم من الشواهد أكثر
من مائتين وخمسة وأربعين شاهداً. وهذه الشواهد قد نقلها المفسرون
ثانياً: يأتى الشاعر الأعشى في مقدمة شعراء الجاهلية عند أصحاب
المعانى والغريب» كما سبق أن جاء كذلك عند المفسرين» فقد استشهد
له أبو عبيدة بسبعة وستين شاهداً» واستشهد له الفراء بتسعة عشر شاهداً.
وابن قتيبة باثني عشر شاهداً.
وقد كان أبو عمرو بن العلاء يحث تلاميذه على العناية بشعر
الأعشى للاستشهاد به» حيث يقول: «عليكم بشعر الأعشى»” ".
الإسلاميين» ققد استشهد له أبو عبيدة بسبعة وستین شاهداً والفراء
بتسعة شواهد» وابن قتيبة بستة شواهد» وقد تقدم أنه جاء في تفسير
الطبري في المرتبة الرابعة بعد الأعشى والنابغة ولبيد. مما يدل على وفرة
شواهده» وعناية اللغويين والمفسرين بها.
)0200 انظر: جمهرة أشعار العرب 4/١ الشعر والشعراء ./١
(؟) مقدمة تحقيق المفضليات 5.
(۳) انظر: جمهرة أشعار العرب ۲/۱ وما بعدها.
مدى الا عتماد على الشاهد الشعري... إلخ ۹۷
وأكثر ما يستشهد أصحاب المعانى والغريب والمفسرون بشعر
العجاج وابنه رؤبة على غريب القرآنٍ واللغة» وقد كان هذا مشهوراً
عند العلماء المتقدمين حتى إِنَّهُ نَقَلَ العسكري عن الأصمعي قوله: «تقول
الرواةٌ والعلماءٌ: مَنْ أراد الغريبّ فعليه و بشعرٍ هُذِيلٍ ورّجزٍ رؤبة والعججاج »
وهؤلاء يجتمع في شعرهم الغريب والمعاني. ومن أراد الغريبَ من شعرٍ
المحدّث ففي أشعار ذي الرمَّة. . ومن أراد الغريب الشديد الثقة ففي شعر
ابن مقبل» وابن حمر وححميد بن ثور الهلاليّء والراعي» ومزاحم
العقيلى» .
وهذا الذي ذكره الأصمعي ظاهر في تطبيق أصحاب معاني القرآن
وغريب القرآن والمفسرين في العناية بشعر هؤلاء الشعراءء وكثرة
شواهدهم . فذو الرمة قد ورد من شواهده عند أبي عبيدة واحد وثلاثون
شاهداًء وعند الفراء - مع قلة نسبته للشواهد - ستة عشر شاهداً» وعند
ابن قتيبة سبعة عشر شاهداًء وأكثر من ذلك من شواهد العجاج ورؤبة.
وفي الجدول السابق» وما ذكرته في كتب التفسير ما يبين صحة هذا .
بقية الشعراء يظهر تباين عدد شواهدهم في كتب أصحاب المعاني
والغريب من خلال الجدول السابق.
ثالثاً: قد يكون هناك سبب خاص يقتضيه المقام للاعتماد على
شعراء عَصر بعينه دون آخرء وهو أن المعنى الذي يستشهد له هو
المعروف عند أهل هذا العصر دون من قبلهم» مما يدل على أن اللفظة
قد طرأ عليها تطور دلا لي .
ومن أمثلة ذلك لفظة «الخنيف»» فقد ذكر أبو عبيدة ما طرأ على
)١( انظر: دراسة لغوية في أراجيز رؤبة والعجاج للدكتورة خولة تقي الدين الهلالي» فقد
درست أراجيز الشاعرين دراسة لغوية شملت غريب اللغة فى شعرهما» وصنعت لذلك
معجماً لغوياً جيداً . 1
(۲) المصون في الأدب .١1594
۹۸“ للشاهر (لشعري في تفسير القرآن الكريم
معناها من تطورٍ فقال: «الحنيف في الجاهلية مَنْ كان على دين إبراهيم»
ٿم سمي مَن اخيّيّن ن ححص البيت حنيفاً لَمّا تناسخت السنون» وبقي من
يعبد الأوثان من العرب» قالوا: نحن حنفاء على دين إبراهيم» ولم
يتمسكوا منه إلا بحح البيت» والختان. والحنيفٌ اليوم: المسلم. قال ذو
الرمة :
إذا خَالفٌ الظِل العش رأَيئَهُ حَنِيفَاً ومِنْ قَرْنِ الضّحَى يَتنَصّه(0)
يعني الحرباء»”"©. ومعنى البيت أن هذه الحرباء تستقبل القبلة
بالعشي» وتستقبل المشرق بالغداة وهي قبلة النصارى”".
واستدلال أبي عبيدة بشعر ذي الرمة الشاعر الإسلامي (ت7١1١)
مقصود» فلم يكن يؤدي المعنى المقصود الاستشهاد بشعر الجاهليين؛
لأنه يريد الدلالة على معنى الحنيف في زمنه» وكيف تغير معناه مع
الزمن» وهذا قد يكشف عِلَّةَ اختيار المفسرين وأصحاب المعاني للشواهد
للدلالة على معنى اللفظة في زمن دلالة معين دون غيره.
وقد نقل الأزهري مثل هذا القول عن الأخفش فى المقصود
بالحنيف”*' وهذه اللفظة من الألفاظ التي تطورت معانيها من الجاهلية
إلى الإسلام» ثم استقرت في القرآن بمعنى تلك الفئة التي أخلصت
عبادتها لله ونبذت عبادة الأصنام والأوثان قبل الإسلام وبعده” .
رابعاً: تَبَيِّنَ من خلال الجدول التزام أصحاب كتب معاني القرآن
وغريب القرآن يما تقرر في الاحتجاج بشعر الشعراء» والوقوف عند
+.
شعراء بعينهم» وأبو عبيدة من العلماء الذين وضعوا هذه المقاييس»
.15١/1٠١ ديوانه ١/97"ء وانظر: نهاية الأرب )١(
(؟) مجاز القرآن .08/١ (۳) انظر: المحرر الوجيز (قطر) 187/7.
.١١١ /١ انظر: تهذيب اللغة )٤(
(0) انظر: سورة آل عمران ٠٦۷ النساء ٠٠١ يونس 23١5 البينة ١ ومواضع تفسيرها في كتب
التفسير. وكتاب التطور الدلالي بين لغة الشعر ولغة القرآن لعودة أبو عودة .١53١- ٠١۷
مدى الا عتماد على الشاهد الشعري... الخ
وأخذها عن شيخه أبي عمرو بن العلاء هو والأصمعي» وقد ظهر هذا
مدى اعتماد الشاهد الشعري في مجاز القرآن لأبي عبيدة:
فاقت شواهد الشعر عند أبى عبيدة غيرها من الشواهد» وكان
حريصاً على الشعر في الاحتجاج لما يذهب إليه» وقد اعتمد أبو عبيدة
عليه في الاستدلال اللغوي على غريب القرآن» وشرح المفردات» وشرح
الأساليب. وربما فسر الآية مباشرة بالشاهد من الشعر» وكلامه مختصر
جداً. لا يتجاوز اللفظة واللفظتين في غالب المواضع .
وقد استشهد أبو عبيدة في كتابه مجاز القرآن بمائة وتسعة وخمسين
شاعراً عرفت أسماؤهم غير من جهل اسمه» وبلغت الشواهد التي نسبت
لهؤلاء الشعراء المعروفين خمسمائة وخمسين شاهداً. وقد كان نصيب
شعراء الجاهلية كبيراً» فخمسة وستون من هؤلاء الشعراء من العصر
الجاهلي» وعدد شواهدهم تقارب المائتين حيث بلغت مائة وثمانية
وتسعين شاهدا.
وأما المخضرمون كلبيد وحسان فقد بلغ عددهم واحداً وأربعين
شاعراً وبلغت شواهدهم عند أبي عبيدة مائة وستين شاهدا شعريا.
وأما شعراء الإسلام فجاءوا في المرتبة الثانية بعد شعراء الجاهلية»
وفي مقدمتهم العجاج» وابنه رؤبة» وجريرء وذو الرمة وقد بلغ عدد
الشعراء الإسلاميين ثلاثة وخمسين شاعراً» وبلغت شواهدهم مائة واثنين
وتسعين شاهداً. وقد شملت هذه الشواهد الغريب والمعاني والنحو
والتصريف .
مدى الاعتماد على الشاهد الشعري في معاني القرآن للفراء :
وأما الفراء فقد كانت عنايته بالشواهد الشعرية» واعتماده عليها أقل
ظهوراً من أبي عبيدة» وإن كان استفاد منها في معانيه كذلك.
وقد اشتمل معاني القرآن للفراء على ما يقارب ثمانمائة شاهدٍ من
الشعرء غير أن الفراء لم ينسب منها إلا اثنين وسبعين شاهداً» وبقيت
البقية دون نسبة» ولذلك لم يمكن التعرف على عصور الشعراء بدقة في
كتابه. غير أنه استشهد بشعر تسعة وعشرين شاعراء وبلغت الشواهد التي
نسبها لهم اثنين وسبعين شاهداً.
فأما شعراء الجاهلية التسعة الذين استشهد بشعرهم فقد نسب لهم
ستة وثلاثين شاهداً شعرياًء وأما المخضرمون الذين بلغ عددهم ثمانية
شعراء فقد استشهد لهم بأحد عشر شاهداًء وأما الشعراء الإسلاميون
الذين هم أكثر من استشهد بشعرهم وعددهم اثنا عشر شاعراء فقد
استشهد لهم بخمسة وعشرين شاهدا.
مدى الاعتماد على الشاهد الشعري في تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة :
صِئّف ابن قتيبة كتابه هذا رداً لشبهات المعترضين على آيات من القرآن
لم يتبين لهم وجه الصواب فيهاء فأراد أن يذب عن كتاب الله» ويرمي من ورائه
بالحجج النيرة» والبراهين البينة» ويكشف للناس ما يلبسون» وذكر منهجه فيه
فقال: «ألَّفْتٌ هذا الكتاب جامعاً لتأويل مشكل القرآن» مُستنبطاً ذلك من
التفسير بزيادة في الشرح والإيضاح» وحاملاً ما لم أعلم فيه مقالاً لإمام مطلع
على لغات العرب»'. مما يعني أنه قد اعتمد على أقوال المفسرين من
السلف» وما لم يجد فيه لهم قولاً اعتمد فيه على لغة العرب وشعرها .
وقد بدأ ابن قتيبة كتابه بمقدمة حول القرآن ولغته وجمعها لكثير
المعاني بقليل اللفظ» وأسرار العربية التي نزل بهاء والشعر الذي أقامه الله
للعربية مقام الكتاب لغيرهاء وسئن العرب في كلامهم ومذاهبهم في
تعبيرهم وأن القرآن نزل بها جميعاً» ثم عقد باباً لوجوه بلاغة القرآن»
وطريقته في عرضها أن يذكر ما في كتاب الله منهاء ثم يعقبه بذكر أمثاله من
.18 - ۱۷ تأويل مشكل القرآن )١(
مدى الا عتماد على الشاهد الشعري... إلخ
ل سسس ۰ سے
الشعر ولغات العرب وما استعمله الناس في كلامهم”. ثم عقد لتأويل
الحروف التي ادعى على القرآن بها الاستحالة وفساد النظم وهي الحروف
المقطعة في أوائل السور. ثم شرع في الكلام عن ما رآه مشكلاً من سور
القرآن دون ترتيب» فينتقل من السورة إلى غيرهاء ثم يعود إليها مرة أخرى,
ولم يتناول سورة بتمامها إلا سورة الجن للغموض الذي وقع في بتكرار
«أن»» واختلاف القراء في نصبها وكسرهاء واشتباه ما فيها من قول الله
تعالى بقول الجن» ثم عقد بابأ عنوانه: «باب اللفظ الواحد للمعاني
المختلفة»» وهو جديد في معاني الخريب» حيث يذكر أصل المعنى للكلمة»
ويعدد المعاني المتفرعة عنه» ويأتي على ذلك كله بكثير من شواهد الشعر.
وقد عالج ابن قتيبة في كتابه هذا مسألة الغموض في معاني الكلمة
المفردة» والأساليب المشكلة» والمشكل يشمل ما غمض معناه لفظا
مفرداً أو تركيباً .
وقد اشتمل كتابه هذا على ثلاثمائة وتسعة وخمسين شاهداً شعرياً.
منها شواهد لغوية» ونحوية» وبلاغية. وعدد الشعراء الذين استشهد
بشعرهم في كتابه هذا بلغوا مائة وثلاثين شاعراء يُمثل الجاهليون
غالبيتهم وهم تسعة وسبعون شاعراً» ومن المخضرمين أربعة وعشرون
شاعراً» ومن الإسلاميين اثنان وعشرون شاعرأًء واستشهد بشعر ثلاثة من
الشعراء الذين أدركوا الدولة العباسية واستشهد العلماء بشعرهم. وقد بلغ
عدد الشواهد التي استشهد بها ثلاثمائة وواحد وستين شاهدا.
مدى الاعتماد على الشاهد الشعري في غريب القرآن لابن قتيبة :
أما ابن قتيبة في كتابه غريب القرآن» فقد سلك منهجاً وسطاً في
الاستشهاد بالشعرء مع سعة معرفته بشعر الشعراء وطبقاتهم وتراجمهم.
وله في ذلك مصنفات مستقلة مشهورة:. إلا أنه قدم في تفسيره أقوال
.٠١١ انظر: تأويل مشكل القرآن )١(
السلف» وكلام المفسرين» وما لم يجد لهم قولاً في ذلك رجع فيه إلى
الشعر» ثم إنه لم يستشهد على كل الألفاظ الواردة وإنما على ما يشكل
فهمه» ويغمض معناه. ولذلك قال في مقدمة الغريب: «وغرضنا الذي
امتثلناه في كتابنا هذا أن تختصرٌ ونكمل» وأن نُوضّحَ ونُجِمِلَ؛ وأن لا
نستشهد على اللفظ المُبتذلٍ» ولا نكثْرَ الدّلالة على الحرف المستعمل)"'' .
وقد اشتمل كتابه هذا على مائة واثنين وثمانين شاهداً من الشعرء
وهو رقم متوسط بالنسبة لحجم الكتاب» وشواهده كلها من الشواهد
اللغوية لاختصاص كتابه ببيان الغريب من ألفاظ القرآن. وقد بلغ عدد
الشعراء الذين استشهد بشعرهم في كتابه هذا واحداً وثمانين شاعراء
منهم واحد وأربعون من شعراء الجاهلية» وثمانية عشر شاعراً مخضرماًء
وعشرون شاعراً إسلامياًء ولم يحتج بأي شاهد لشاعر أدرك الدولة
العباسية. وبلغ عدد شواهده مائة واثنين وثمانين شاهدا شعريا.
ويلاحظ مما تقدم أن أبا عبيدة كان أكثر أصحاب الغريب والمعاني
من حيث كثرة الشواهد» وعدد الشعراء» والعناية بنسبة الشواهد لقائليهاء
ثم يأتي بعد ذلك ابن قتيبة» ثم الفراء الذي لم ينسب من شواهده إلا
القليل. وقد كان لهذه العناية التي أولاها أبو عبيدة لنسبة الشواهد
الشعرية أثرها في كتب غريب القرآن ومعانيه وكتب التفسير بعد ذلك
كالطبري» فقد نقل العلماء شواهد أبي عبيدة في كتبهم وتفاسيرهم›
ونقلها عنه أصحاب المعاجم اللغوية معزوة روايتها لأبي عبيدة.
- قبائل شعراء شواهد كتب معاني القرآن وغريبه :
تقيّد أصحاب كتب معاني القرآن وغريب القرآن زمنياً بشعراء عصور
الاحتجاج» وقد أظهر إحصاءٌ الشعراء وعدد شواهدهم وعصورهم الزمنية
دِقّةَ الالتزام بتلك الضوابط» وقد أضاف العلماء قيداً ثالثاً للاستشهاد وهو
." تفسير غريب القرآن )١(
القيد المكاني» وقد سبق الحديث عنه في الباب الأول على وجه
التأصيل .
معاني القرآن وغريب القرآن التي درستهاء وهي :
- محاز القرآن لأبي عبيدة .
- معاني القرآن للفراء.
_ تأويل مشكل القرآن كلاهما لابن قتيبة .
وقيدت ذلك في جدول رتبت فيه القبائل بحسب عدد الشعراء الذين
استشهدّ بشعرهم من تلك القبيلة» وعدد الشواهد لشعراء كل قبيلة مع
ملاحظة أننى قد ألحقت البطون والأفخاذ المتفرعة عن بعض القبائل
الكبيرة بأصولها فظهر العدد في الجدول أقل من عدد القبائل الحقيقي
الذين استشهد أصحاب معاني القرآن وغريبه بشعرهم:
01 (الشاهمر الشعري في تفسير القرآن الكريم
شاعر أو شاعران لهم شاهد أو شاهدان. ومن خلال هذا الإحصاء
القبائل» ر وعدد الشعراء المنتسبين لكل قبيلة وعدد شوأهدهم. يمكن
أولاً. أن ) أصحاب كتب المعاني والغريب قد استشهدوا بأشعار
شعراء ينتمون إلى أكثر من ثلاثين قبيلة من قبائل العرب» وقد دَمَجَتٌ
القبائل الصغيرة في قبائلها الأصلية في الإحصاء السابق» وهؤلاء الشعراء
يمثلون مجموعة كبيرة من قبائل العرب التي احتج أهل اللغة بلغتهم.
والإسلام: وبلغت شواهده, مجتمعةٌ مائة وخمسة شواهد: وهي مختلفة
منهم جريرء والفرزدق» والعجاج»› ورؤبة بن العجاج وعن هؤلاء أخذ
أصحاب معاني القرآن وغريبه معظم شواهدهم. وأما بقية شعراء تميم
فيكون للواحد منهم البيت والبيتان والثلاثة» وليس فيهم من بلغ مرتبة
هؤلاء فى كثرة الشواهد.
ثالثاً : أن القرآن الكريم نزل بلغات العرب» ولم يقتصر نزوله على
لغة قريش خاصة كما ذهب إلى ذلك بعض العلماء» وفي صنيع أصحاب
معاني القرآن وغريب القرآن من استشهادهم بشعر قبائل العرب إجماع
منهم على أنه لم ينزل بلغة قريش وحدهاء ولو كان القرآن نزل بلغة
قريش لما احتاج الناس إلى الشعر للاستشهاد به على فهم المشكل
والغريب» وكان عليهم الرجوع إلى قريش ونثرهم للاستشهاد به في
توضيح ما فيه من مشكل وغريب,. لا إلى شعر العرب وكلامهم من غير
قريش» ثم إن وجود الغريب في القرآن والمشكل وحروف خفي معناها
مدى الا عتماد على الشاهد الشعري... الخ
اب کا اا ٠ —
على بعض القرشيين كأبي بكر وعمر دليل على أنه لم ينزل بلسان قريش
وحده("' .
رابعاً: ذكر الفارابي أن العلماء لم يأخذوا اللغة من بعض القبائل»
وقد سبق بيان ذلك» وهذا الإحصاء يبين أيضا عدم صحة ذلك في كتب
المعاني والغريب كما تقدم بيانه في كتب التفسير» حيث وردت شواهد
لشعرائها في كتب معاني القرآن وغريبه. فقد أخذ العلماء عن شعراء
الحضر كشعراء قريش» والأنصار في المدينة وهم من الأزد» وأخذت
اللغة عن شعراء كنانة» فقد استشهد أصحاب معاني القرآن وغريب القرآن
بشعر أكثر من عشرين شاعراً من قريش وحدها دون سائر كنانة» وببعض
شعراء كنانة الذين بلغوا جميعاً حمسة وعشرين شاعراً»ء وورد لهم أكثر
من واحد وستين شاهدا.
.1۷١ _ 1۲٤/۸ انظر: المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام لجواد علي )١(
حت
کے < کو کے
ما الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
المبحث الخامس
منهج أصحاب «معاني الفرآن» و«غريب الفرآن»
في توثيق الشاهد الشعري
بعد توثيق الشاهد الشعري» وصحة نسبته إلى قائله جانباً مهما فى
الاستشهاد بالشاهد الشعري» والوثوق بما يدل عليه من معنى لغوي. أو
تركيب نحوي. وقد سبق الكلام عن شروط قبول الشاهد الشعري عند
المفسرين» وحرصهم على الالتزام بهاء كما سبق الكلام عن توثيق
المفسرين لشواهدهم الشعرية» ومنهجهم الذي سلكوه في ذلك بشيء من
التفصيل”''.
ويأتي الكلام في هذا المبحث بإيجاز عن منهج أصحاب كتب
غريب القرآن ومعانيه في توثيقهم للشاهد الشعري لمناسبة دراسة هذه
المصنفات» وإن كانوا من حيث الترتيبٌ الزمنئ أقدمّ من المفسرين الذين
تعرّض لهم البحث» غير أن اختصاص الدراسة بكتب التفسير جعلت من
المناسب تقديم الكلام عن منهج المفسرين. ٠
وقد كانت مصنفات غريب القرآن ومعانيه التي صنفها المتقدمون
كأبي عبيدة» والفراء» والكسائي» والأخفش. وقطرب مصادرَ مهمة عَجَّلَ
عليها المفسرون في دراساتهم اللغوية للقرآن الكريم» وكانوا مصدراً مهما
على وجه الخصوص في الشواهد الشعرية» من حيث الشواهد نفسهاء
ومن حيث المنهج في الاستشهاد.
)1( انظر : ص ٤۸٣ من البحث .
منهج أصحاب «معاني القران» ودغريب القران»... إلخ 500
فالشواهد الشعرية التي استشهد بها أبو عبيدة» والفراء» والأخفش
استشهد بها الطبري وابن عطية والقرطبي بعد ذلك» مع الإشارة إلى
مصدرها أحياناً» وإغفالها في أحيان كثيرة.
ويمكن الحديث عن توثيق أصحاب غريب القرآن ومعانيه للشاهد
الشعري في كتبهم من جانبين :
الأول: توثيق الشواهد الشعرية من حيث الرواية. وهو العناية
بصحة نسبة هذه الشواهد إلى قائليهاء أو إلى قبائلهم» ومقدار ما نسبه
أصحاب هذه الكتب من الشواهد» ومنهجهم في ذلك.
الثاني : توثيق الشواهد الشعرية من حيث الدراية. ويدخل فيه
جهودهم في ضبط ألفاظ الشواهد» وشرح غامضهاء ونقد رواياتها من
حيث متونها .
القسم الأول: توثيق الرواية :
١ نسبة الشاهد إلى قائله:
عَنِيَ بعض المصنفين في معاني القرآن وغريبه بتوثيق نسبة الشواهد
الشعرية إلى قائليهاء وأغفل بعضهم هذا التوثيق . وقد قمت بعمل جدول
إحصائى للنظر فى جهود هؤلاء العلماء فى نسبة الشواهد الشعرية
لقائليهاء مع استبعاد ما نسبه المحققون لهذه الكتب من الشواهدء فكانت
ا التالي : ظ
ا الكتاب 22١١ إعدد شواهده | المنسوب |
e ar
امعان قافرا 0 | ” | 96 | "ام ٠
تأويل مشكل القرآن لابن قتي لي ل ا
ا اقرا لابن قتي LRIAY ١ |
7 (الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
ومن هذا الجدول الإحصائي يمكن الخروج بالنتائج التالية :
١ - يُعَذٌ أبو عبيدة أكثر المصنفين حرصاً على نسبة الشواهد
الشعرية للشعراء في كتبه» وخاصة كتابه «مَجاز القرآن»» وقد كان
للشواهد الشعرية التى اشتمل عليها هذا الكتاب أهمية كبيرة فى كتب
غريب القرآن ومعانيه: وكتب التفسير التي صنفت بعده وغيرها من
العلوم الأخرى مثل اعتماد البخاري عليه في غريب القرآن من كتاب
التفسير من صحيحه.
ولذلك فإن أبا عبيدة قد أرسى بما أورده في كتابه المجاز دعائم
قوية للاستشهاد بالشاهد الشعري في التفسيرء انتفع بها كل مَنْ سار على
هذا المنهج اللغوي في تفسير القرآن». أو كان لهذا المنهج جانب من
العناية فيه» كما في تفسير الطبري وابن عطية والقرطبي وغيرهم. وقد
كثرت تعقبات الطبري وابن عطية وغيرهما لبعض تفسيرات أبي عبيدة
اللغوية لمفردات القرآن الكريم» غير أن هذا لم يمنعهم من السير على
المنهج اللغوي الذي سار عليه أبو عبيدة» والاستشهاد بالشعر في تفسير
معاني الألفاظ القرآنية.
؟ - يأتي بعد أبي عبيدة في العناية بنسبة الشواهد الشعرية إلى
قائليها ابن قتيبة في كتابيه «غريب القرآن» و«تأويل مشكل القرآن»» وهو
وإن كانت شواهده أقل من حيث العدد من أبي عبيدة والفراء إلا أن نسبة
الشواهد التي نسبها لقائليها كبيرة» فقد نسب من شواهده في غريب
القرآن ما نسبته ۸۱,۸۷./ من مجموع شواهده التي بلغت ۱۸۲ شاهدا.
وفي تأويل مشكل القرآن بلغت شواهده ۳٠۱ شاهدا نسب منها
6868© وهي نسبة كبيرة تدل على عنايته بتوثيق شواهده الشعرية
ونسبتها لقائليها. وليس ذلك غريباً عليه» فقد كان واسع الرواية للشعر
عن شيخه أبي حاتم السجستاني› وقد صنف تصانيف كثيرة في أخبار
منهج أصحاب دمعانی القرآن» ودغريب القرآن»... إلخ
الشعر والشعراء تدل على سعة روايته واطلاعه ومعرفته بالشع '.
۳ - يأتي بعد ذلك الفراء في كتابه «معاني القرآن»» حيث جعل
الشاهد الشعريً دليلاً قوياً يستند إليه في شرح غريب ألفاظ القرآن»
وشرح تراكيبه» وإن كان الشعر عنده يأتي في مرتبةٍ متأخرةٍ بعد استشهاده
بايات القرآن والمنقول في التفسير عن السلف. غير أن الفراء قد أغفل
نسبة معظم الشواهد الشعرية في كتابه المعاني» ولم يِعْنَ بتوثيق نسبتها
لقائليهاء فقد نسب الفراء ما نسبته /۹,١١ فقط من مجموع شواهده التي
بلغت ۷۸١ شاهداً» وهي نسبة ضئيلة» مِمّا جعل بعضٌ الباحثين يذهب
إلى أن الفراء كان هو رائدَ هذا المنهج الذي سار عليه كثير من المفسرين
بعد ذلك» وهو عدم العناية بنسبة الشواهد الشعرية لقائليها كما عند
الزمخشري في الكشاف» فقال: «ويبدو أن الفراء كان صاحب الأثر
الأكبر في هذا الأمر؛ لأنه لم ينسب أكثر أبياته التي رواها وتوسع في
الأخذ بها عن الأعراب» فظلّ صنيعة في المُفْسَّرِينَ سنة قائمة» ومعظم
شواهده التي رواها في التفسير غير منسوبة»”''. ولكن بعد طباعة معاني
القرآن للأخفش. وموازنته بكتاب الفراء يظهر أن الأخفش هو صاحب
هذا المنهج في إغفال نسبة الشواهد الشعرية» فقد ظهر بإحصاء نسبة
الشواهد المنسوبة في كتابه أنه لم ينسب من شواهده التي بلغت ۳۱۷
شاهداً إلا ثلاثين شاهداء وأغفل ۲۸۷ شاهداًء ونسبة المنسوب لديه لا
تمثل إلا 9,47/ من مجموع شواهده» وهي نسبة تكاد تتطابق مع نسبة ما
نسبه الفراء بعده وهي 4,۱۷./ من مجموع شواهده. وذلك لأن الفراء قد
بنى كتابه على كتاب الأخفش كما ذكر الأخفش نفسه» حيث سئل عن
)١( انظر: أبو حاتم السجستاني الراوية للدكتور سعيد الزبيدي ٤٤ء عيون الأخبار لابن
قتيبة ١9/5 - /الاء كتاب المعانى الكبير له /١ مقدمة المعلمىء» الشعر والشعراء .٤۸/١
(۲) الأدوات النحوية فى كتب التفسير لمحمود الصغير ۷۹۷.
ذلك» فذكر اتصاله بالكسائى وقال: «فلما اتصلت الأيام بالاجتماع
سألني - أي: الكسائي - أن أؤلف له كتاباً في معاني القرآن» فألفت كتابا
في المعاني» فجلعه أمامه» وعمل عليه كتاباً في المعاني» وعمل الفراء
كتاباً في ذلك عليهما""'. مِمّا يعني سَبْقَ كتاب الأخفش على كتابي
الكسائى والفراء. وتأثر الفراء بكتاب الأخفش فى المنهجية› حتى فى
توثيقه للشاهد الشعري الوارد فيه» فقد سار على طريقته في إغفالٍ معظم
شواهدوء وقد قبل العلماءٌ ما رواه الفراء عن العرب ثقة بنقله وعدالته.
٤ - يُعَذٌ أصحاب كتب غريب القرآن - أبو عبيدة» وابن قتيبة - أكثر
يليب أصحابٌ معاني القرآن وهم الفراءء والأخفش - إلا عدداً قليلاً
من شواهدهم الشعرية. فقد نسب الفراء ما نسبته /ا١,4./ من مجموع
شواهده التى بلغت VAo شاهداٌ ولم ينسب الأخفش إلا مأ نسبته
7 من مجموع شواهده التي بلغت ۳۱۷ شاهداًء واختلف عنهم ابن
قتيبة فى تأويل مشكل القرآن فنسب ما نسبته /8١:9494 من شواهده التى
بلغت 7١١ شاهداًء فاختلف بذلك عن أصحاب كتب المعانى» وهو ليس
من كتب المعاني على وجه الدقة» ولم يعده أحد منهاء وإنما أضفته
للدراسة لكونه مُكمّلاً لكتابه الآخر غريب القرآن من جهة» ولكونه قد
عُنى بجانب الدراسة البلاغية من جهةٍ أخرى بطريقةٍ سار عليها مَنْ بعده
في دراسة أساليب القرآن الكريم كما فعل ابن فارس في كتابه
«الصاحبى )° مع اعتماده فى ذلك على الشاهد الشعري .
.٥۹۰ /١ بغية الوعاة )١(
(۲) طبعَ الصاحبي عدة طبعات» منها طبعة البابي الحلبي بتحقيق السيد أحمد صقرء
وطبعة بدران للنشر ببيروت بتحقيق مصطفى الشويمي» وانظر بحث بعنوان: «الصاحبي
لأحمد بن فارس: دراسة تحليلية مقارنة في أصول نشره ومنهج تحقيقه للدكتور
عبد العزيز بن عبد الكريم التويجري» بمجلة الدرعية» العدد ۰۲۹ ص84١- .۲٤١
منهج أصحاب «معاني القرآن» ودغريب القرآن»... إلخ ۷۹١
وأما الأخفش في كتابه «معاني القرآن» الذي سبق الفراء والكسائي
بتأليفه» فقد ذكر المُحَقَّقُ عدد شواهده الشعرية فقال: ْمل الشاهدٌ من
الشعر في «معاني القرآن» ركنا مُّهِمَاً من أركانه» ففي ثمانٍ وثمانين ومائة
ورقة جرى الاستشهاد بالشعر في سبعة عشر وثلاشمائة موضع... ومن
هذا يتضح أن الاستشهاد كان بمعدل ستة عشر موضعا في كل عشر
ورقات. وإذا كان التكرار في الاستشهاد قد حدث ستا وثلاثين مرة»
يصبح مجموع الشواهد واحداً وثمانين ومئتي شاهد وهو عدد ضخم» .
ثم أوضح المحققٌ منهج الأخفش في نسبة شواهده الشعرية فقال:
«ولكن الأخفش أغفل عزو معظم هذه الشواهد» وقد أمكن والحمد لله
تخريج سائرهاء ولم يشذ عن هذا إلا القليل منهاء أمّا ما عزاه الأخفش
فكان عدده ضئيلاً» ولم يتعد ذلك ثلاثين موضعاً””" .
- كان اعتماد المؤلفين في غريب القرآن ومعانيه في نسبة
الشواهد الشعرية على روايتهم الخاصة عن العرب والرواة والشعراء.
ويُعَذٌ أبو عبيدة مِمّن كان له سبقٌ في نسبة كثير من شواهدٍ الشعرء اعتمد
عليه مَنْ جاء بعده في تلك النسبة. بل إِنّه روى عن العرب الأساليب
النثرية المشهورة واعتمد العلماء نقله لهاء مثل قولهم: «أكلوني
البراغيث». فقد سَمِعَه أبو عبيدة من العرب فقال: «العربٌ تجوز في
كلامهم... أن يقولوا: أكلوني البراغيث» قال أبو عبيدة: سَمعتها من
أبي عمرو الهذلي في منطقه» ".
وهذا الشاهد النثري دائر في كتب النحو من غير نسب لقائل حتى
تندّرٌ به بعضهم على النحوييّن وأمثلتهم. > قال الطناحئ که تعليقاً على
.٥۷/١ معاني القرآن للأخفش بتحقيق عبد الأمير الورد )١(
.٥۷ /١ المصدر السابق )۲(
.۳٤/۲ ۱۷٤ ء۱۰١۱ /۱ مجاز القرآن )۳(
vr | (لشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
هذا الشاهد: «ولم أجده منسوباً لقائل› في واحدٍ من هذه الكتب 7
أعرفهاء وأولٌ من رأيته نسبه إلى قائلٍ أبو عبيدة معمر بن المثنى . .
في وجود هذا الشاهد وعزوه» في كتاب أبي ع شر بي المتي
المتوفى بين سنتي ۲۰۸ - ۲٠۳ دليلاً على أَنَّ هذا الشاهد قديم في كلام
العرب» وأنَّه ليس مِنْ صُنْع النحاق» حتى يَُّخلَ مادةً للسخرية والإضحاك
البارد!» . وقد ذكره قبل أبى عبيدة وبعده عددٌ من النحويين دون عزوه
إلى قائله”” . ١
ومثل أبي عبيدة في الرواية عن العرب الفراءٌ والأخفش» فيمًا رواه
الفراء عن العرب قول الشاعر:
علفتهاتبنأوماء باردا حتى شَّتَتْمَمَالةًعيناها
وهذا الشاهدٌ غيرٌ منسوب لقائل» وقد استشهد به المفسرون فى
مواضع كثيرة» وذكره الفراء فقال: اوأنشدني بعض بني أسد يصف
َرَسَهُ :
عَلفْثَهَاتِبْتَأًوَمَاءَباردَا حتى شَّتَتْ مَمَالةٌ عيناها"”".
وهذا الشاهد من الشواهد السائرة فى كتب النحو والتفسيرء
والشاهد فيه «وماءً» حيث نصت الماء بفعل مقدرٍ هو «أُسْقَيْتُها ولم
يذكره؛ لكون الماء لا يعلفٌ وإِنْما يَشرّبٌ. وقد نقله واستشهد به معظم
النحويين والمفسرين بعد ذلك .
.5 تعليق رقم ٤١۳/۲ كتاب الشعر للفارسي )١(
(۲) انظر: الكتاب لسيبويه ۰۷۸/۱ ۰۲۰۹/۳ الأصول لابن السراج ۰۷۱/١ 217 كتاب
الشعر للفارسي 47/7 تعليق رقم 5 فقد استوفى المحقق تخريج هذا الشاهد من
كتب النحو.
(9) معانى القرآن .١5/١
(5) انظر: الخصائص١/١47» شرح شذور الذهب ٠75ء شرح الأشموني 2150/5
الإنصاف 588» خزانة الأدس ۱۹/۳ - ٠٤٠١ وقال: ولا يعرف قائله» ورأيت فى
حاشية نسخة صحيحة من الصحاح أنه لذي الرمة» ففتشت ديوانه فلم أجده فيه -
منهج أصحاب دمعاني القرآن,» ودغريب القرأن»... إلخ
والأخفش قد ذكر فى كتابه سماعه للشواهد من العرب مباشرة دون
واسطةء وبواسطة أحياناً. ومن ذلك قوله: «وسمعت من العرب من ينشد
هذا البيت بغير لام:
يبك على المُنجاب أَضياف فَفْره سَروا وأُسارّى لم مَك فود
يريد: فلييك» فحذف اللام»"".
وأبو عبيدة والأخفش والفراء من بين أصحاب الغريب والمعانى قد
انفردوا بإيراد شواهد شعرية أصبح لها قبول عند أهل اللغة والنحوء
لتقدمهم ووصول كتبهم لمن بعدهم» بخلاف الكسائي والأصمعي اللذين
فقدت أكثر كتبهماء ولم ينقل عنها العلماء إلا القليل. وقد قام بعض
الباحثين بجمع النقول التي نقلت عن كتاب «معاني القرآن» للكسائي
وطبعها في کتاب".
منهج أصحاب كتب الغريب والمعاني في نسبة الشاهد الشعري
لقائله :
للمؤلفين في غريب القرآن ومعانيه في نسبتهم للشواهد الشعرية
طرق كثيرةٌ لا تختلف عن طريقة المفسرين فى ذلك. ولذلك سأكتفى
بالإشارة الموجزة في هذا المبحث اكتفاءً بما تقدم من الكلام عن منهج
المفسرين في ذلك .
فما أبو عبيدة فقد حرص على نسبة أكثر شواهده الشعرية إلى
قائليهاء وقد نسب شواهده لشعراء كثيرين منهم طرفة بن العبد
= معجم شواهد النحو الشعرية ۷۷۳ رقم 0759١5 تفسير الطبري (هجر) 257١/١
الجامع لأحكام القرآن .۲٠١/۱۷ »۲۷/۱۲ 2191/١
.87/١ البيت لمعبد بن طوق العنبري. (؟) معاني القرآن )١(
(T) هو الدكتور عيسى شحاتة عيسى » ونشرته دار قباء للطباعة والنشر بالقاهرة عام
۸ ھ.
ااا _الشاضر شري في تفسيرالقرآنالكريم
البكري"» والأسود بن يعفر التميمي”» وأخوه حطائط بن يعفر" »
والنابغة الذبياني”“» وزهير بن أبي سُلْمى ٠ وعبد مناف بن ربع
الهذلي'''. والأعشى" ٠ والعباس بن مرداس السلمي» وحُفاف بن
دة وعمرو بن معد يكرب الزييدي'» وغیر.
والفراءُ - كما تقدم لا ينسب الشعرٌ لقائله إلا نادرأً» ومن هذا
القليل نسبته شواهد شعرية لامرئ القيس"' والنابغة الذبيانى"'
وفيس بن زهير العبسي”* "2 والأعشى البكري””'. وحسان بن ثابت
الخزرجى” '» والكميت بن معروف الأسدي”"''. والفرزدق
التمیم 4180 وذي الم . |
وابن قتيبة نَسَبَ أكثر شواهده لقائليهاء ولكن شواهده قليلة موازنة
بعدد شواهد أبي عبيدة والفراء» وكذلك تأخرة عنهما جَعَله يُفِيدٌ مِن
كتبهما . وقد نسب شواهده للشعراء الذين وردوا في معاني القرآن للفراءء
وفي مجاز القرآن لأبي عبيدة. ومنهم لیر والأعش 7ك
والطرما 5" والنابغة"» والخنساء 2" وغيرهم .
."٦/١ انظر: المصدر السابق )۲( .۲۷۸ »۱۸٦/۲ انظر: مجاز القرآن )١(
.0٥۸/۲ انظر: المصدر السابق )٤( .68/١ انظر: المصدر السابق )۳(
.۳۷/١ انظر: مجاز القرآن )5( 2.١648 - ۱٥۷/۲ انظر: المصدر السابق )٥(
.٠١ 7/7 انظر: المصدر السابق )۸( .5١/١ انظر: المصدر السابق )۷(
.٠١١/١ انظر: المصدر السابق ۲۸۹/۲.. (١)انظر: المصدر السابق )9(
۳۲ ۱0۸/۲ ۳٤٦ ۳۳١ ۱۳٤ 219/١ المصدر السابق :رظنا)١١(
(۱۲) انظر: معانی القرآن .٥٤ ٥۰/۲ (۳) انظر : المصدر السابق .٠۲/١
)١14( انظر: المصدر السابق ۲۲۳/۲. )١5( انظر: المصدر السابی ۰۹۸/۱ ۲/ .٠١۲
(5)انظر: المصدر السابق .5١/١ (0١)انظر: المصدر السابق ”7/7 .١76
(۱۸) انظر: معاني القرآن ۰۱٤٤/۱ ۱۱۱/۲. (9١)انظر: المصدر السابق .77١7/١
(۲۰) انظر: غريب القرآن ۷. (۲۱) انظر : غریب القرآن ۸.
(0/انظر: المصدر السابق .١١ (0 انظر: المصدر السابق ؟١.
(4؟)انظر: المصدر السابق ۲۲.
منهج أصحاب «معاني القرآن» ودغريب القرآن.... إلخ عله
وربّما اكتفى المؤلف بنسبة الشعر للشاعر باسمه الأول» وقد يشترك
معه غيره في هذا الاسمء ولا يكون هو الأشهر بهذا الاسم فيقع شيء
من الاضطراب في تحديد القائل» خاصة مع اختلاف العصرين. ومن
أمثلة ذلك قول أبي عبيدة عند تفسير قوله تعالى: #أْمَّةٌ وَسَطا) [البقرة:
۳ «أي: عَذْلاً خياراً ومنه قولهم : فلان واسط في عشيرته؛ أي :
في خيار عشيرته. وقال غيلان:
وقد وَسَطْتُ مالكاً وحَنظلا
أي : صرت من أوسطهم وخيارهم» . وغیلان اسم مشترك لعدد
من الشعراءء من أشهرهم به ذو الرّمّةٍ واسمه غيلان بن عقبة”"» غير أن
أبا عبيدة هنا قد أطلقه والمقصود به غيلان بن خُريث
وربما ذُكر الشاعرٌ باسمه واسم أبيه كاملاً» وربما نسب فوق ذلك
إلى قبيلته زيادة في البيان. كقول أبي عبيدة: «قال مُحمدٌ بن مير
الثقفئ»“ فقد ذكر اسم الشاعر كاملاً؛ لعدم شهرته» وكذلك قوله:
«وقال علد بن دجاجةً الماززة 2700 للسبب نفسه.
وقد يزيد فيذكر اسم الشاعر واسم أبيه وجده» كقول أبي عبيدة:
قال عوف بن الأحوص بن جعفر»”"".
.٥٩ /۱ مجاز القرآن )۲( .555/١ انظر: مجالس ثعلب )١(
(۳) انظر: طبقات فحول الشعراء »555/١ وفيات الأعيان .0٠١/١
."56/١ مجاز القرآن )٤(
)٥( هو عَئْرٌ بن دِجاجَّة بكسر الدال - شاعر جاهلي من بني مازن؛ ذكر ابن السيرافي أن
اسمه عتر بن دجاجة» وربّما وقع في النسخ نز بن دجاجة بن العترء والرواية الأولى
أشهر. ونسبه في شعره: : وجاجة بن العتر. وتعقبه الأسود الغندجاني فقال:
«والصواب ما أخبرنا به أبو الندى» أنه دجاجة بن عترء بكسر الدال فى دجاجة»
والعين من عتر والتاء المعجمة بثنتين من فوق» والراء غير المعجمة. قال: واسم
الرجل دجاجة بالكسرء والطائر دجاجة بفتح الدال». انظر: شرح أبيات سيبويه ۲/
.١177١ المؤتلف والمختلف للآمدي 575.
(5) مجاز القرآن .5١/١ (۷) مجاز القرآن .۱۹٤/۱
اا اهر اشر في تفسيرالقرآن الكريم
وقد يكون لقب الشاعر غريباً فيبين معناه ويطيل في بيانه قبل إيراده
لشعره» ومن ذلك قول أبي عبيدة: «قال الختوبٌ - وهو توبة بن مضرس»›
أحد بني مالك بن سعد بن زيد مناة بن تميمء وَإِنّما سَمّاه الخْتّوتَ
الأحنف بن قيس؛ لأنَّ الأحنف كُلَْمَهُ فلم يُكلّمهُ احتقاراً له» فقال: إِنَّ
صاحبكم هذا لَخْنُوتٌ. وَالخِنُوتٌ المُتجبّرٌ الذاهب بنفسهء الممُستصغرٌ
للناس» فيما أخبرني أبو عبيدة محمد بِنُ حفص بن محبور الْأَسَيدي :
وهل خِباءٍ صالح ذاثٌ بيهم قد إحترّبوافي عاجل انا آنه("
وقد يذكر الشاعر بكنيته التي اشتهر بها ؛ كأبي فلان أو ابن فلان.
ومن ذلك قول أبي عبيدة: «كقول ابن الرعلاء» ''. واستطرد فشرح معنى
الرعلاء فقال: «واسم الرعلاء كوتي» والكؤتي والكوتي يهمز ولا يهمزء
والكوتي من الخيل والحمير: القصار. قال: فلا أدري أيكون في الناس
أم لاء قال: ولا أدري الرعلاء أبوه أو أمه»“ . وكذلك قول أبي عبيدة:
«وقال ابن أحمر» . وقوله: «وقال ابن هرمة»''' .
والشعراء الذين نسب لهم الأخفش الشواهد هم الشعراء الذين
نسب لهم أبو عبيدة والفراء وابن قتيبة شواهدهم. مما يدل على وحدة
مصادرهم في الرواية الشعرية.
وقد تحدّث المُحقق لكتابه عن صور قليلة من اضطراب الأخفش
في رواية بعض الشواهد» أو عزوها مما يدل على أنه كان يُملي كتابه
إملاءٌ. ومما ذكره قوله: «ومن أوضح أمثلة اضطرابه الدالة على اقتضابه
اختلاط الأبيات وتداخلها في ذاكرته» كما حدث في الشاهدة الثامن
والستين بعد المئتين» إذ لفقه من صدر بيت للحطئيئة هو :
01 ينسب لزهير بن أبى سلمى » ولخوات بن جبير الأنصاري كله . انظر: ديوان زهير .١6
(۲) مجاز القرآن ۱٦۲/۱ - ”*15. (۳) مجاز القرآن .۱٤۸/۱
)٤( المصدر السابق )٥( .١158/١ مجاز القرآن .۱٤۹/۱
(5) مجاز القرآن .٠٤۹/۱
منهج أصحاب «معاني القرآن» و«غريب القران»... إلخ
متى تأه تعشو إلى ضُوءِ نارو ٠ تَحِدْخَيْرَ نار عندها خَيْرُ مُوقِد
وعجز بيت لعبد الله بن الخرّ هو:
متى تأتِنا تُلْمِمْ بنا في ديارنا تج حَطَباً جَرْلاً وناراً تاا“
والبيت صحيحاً هو :
متى تأيه تعشو إلى ضَّوءِ نارو تَحِدْحَطَبا جَزْلاً وناراً تَأجَجا
(Doe CMI om e ء ل 6
وقد وقع في هذا التلفيق الطبري من قبل '. في حين استشهد أبو
عبيدة عند تفسير هذه الآية بقول الحطيئةء دون بيت عبد الله بن ال .
فيظهر من طريقة المؤلفين في غريب القرآن في ذكر اسم الشاعر
قبل إيراد الشعر رغبتهم في الاختصارء فعندما يكون الشاعر مشهوراً
باسمه الأول» اكتفوا بهء وإلا زادوا في البيان فذكروا اسم الشاعر واسم
أبيه» وقد يزيدون نسبته للقبيلة. وربما اكتفوا بلقب الشاعر إن كان له
لقب مشهور يعرف به.
؟ - نسية الشاهد إلى القبدلة:
ربما أَبْهَمَ المؤلف اسم الشاعر فلم يذكره» غير أن هذا الإبهام له
صور متعددة بعضها شديد الوبهام. وبعضها دون ذلك» فيكتفى المؤلف
بنسبة الشاهد إلى قبيلة الشاعرء أو إلى زمنه كالجاهلية» أو إلى جنسه
كقولهم: قال رجل» أو قالت امرأة.
فمن صور الاكتفاء بنسبة الشاعر لقبيلته قول أبى عبيدة: «قال رجل
من عبيد القيس»“» وقول ابن قتيبة: «قال الهذلي)”” .
وربما ذكروا الشاعر بقولهم: قال الشاعر"'» أو قال الراجز إن
.09/١ معاني القرآن للأخفش بتحقيق عبد الأمير الورد )١(
(۲) انظر: تفسير الطبري (هجر) .596/٠”7١ (”*) انظر: مجاز القرآن ؟7/ .٠١5
)٤( مجاز القرآن .86/١ (0) غریب القرآن ۲۷۱.
(7) انظر: مجاز القرآن ١/ه"ا, .١١5
كان الشاهد من بحر الرجز" أو «قال بعضهم»". أو: قالء أو:
وقوله. ونحو هذه العبارات المبهمة”".
ونسبة الشاعر إلى قبيلته يعين في معرفة لخة هذه القبيلة» وإن لم
يكن دالا على الشاعرء وكذلك تحديد زمن القائل كقول أبي عبيدة:
«وقال رجل من بنى عدي جاهلى"**'. فإنه يطمئن القارئ أن الشعر
قديم» وإن كان مجهول القائتل. مما يجعل الاستشهاد به مقبولا .
وفى نسبة لغة من اللغات لقبيلة من قبائل العرب» ينبغى الاستشهاد
بشعر لشاعر من هذه القبيلة ليصح الاستدلال. غير أنك ريما وجدت
استدلالاً على نسبة لغة من اللغات أو معنى من المعاني لقبيلة من
القبائل» وعدم نسبة الشاهد لشاعر من شعراء القبيلة» وإنما تركه مبهماً .
مثل قول ابن قتيبة: «فَسَرَدُْ بهم من خَلْقَهُمَ* [الأنفال: 007] أي: افعل بهم
فعلا من العقوبة والتنكيل يتفرق بهم من وراءهم من أعدائك. ويقال:
شَرّدْ بهم» سَمّع بهم بلغة قريش. قال الشاعر:
أطوّفُ في الأباطِح كُلَّ يوم مَخافة أن يُشَرّهَ بي حَكبِه)
وهي فيما يبدو لشاعرٍ قرشي لذكره الأباطح وهي في مكة. غير أنه
لم يبين ذلك .
ومثل ذلك قول ابن قتيبة أيضاً : «أفلم أي الت ءامو
أي : أفلم يعلم . ويقال: هي لخة للنَّع . وقال الشاع :
قول لَهُم بالشّغب إِذْ يأسروئني للم تسوا أَنّي ابن فارس رهد“
]؟"١ [الرعد: ٠
(۱) انظر: مجاز القرآن ١/لالم. .١١9 (؟) انظر: مجاز القرآن ۱/ ۱۳۷.
.٤٤٤ ٤١١ ۲٥۰ ۱۷۳ الاك /١ انظر: مجاز القرآن )۳(
(:) مجاز القرآن .71//١
(5) لم أقف عليهء وحكيم رجل من بني سليم كانت قريش ولته الأخذ على يد السفهاء.
(5) غریب القرآن ۱۸۰. (۷) هو سحيم بن وثيل اليربوعي.
(۸) انظر: مجاز القرآن 2777/١ تفسير الطبري (هجر)ء تأويل مشكل القرآن .٠٤۸
منهج أصحاب «معاتي القرآن» ودغريب القرآن»... إلخ ۷⁄1۹
!
ا
أي: ألم تعلموا"'' .
۳ - نسبة الشاهد لمن أنشده من العلماء والرواة:
أدرك أبو عبيدة والفراء كثيراً من الرواة من العلماء والأعراب الذين
يروون شعر شعراء القبائل» ومن ذلك قول أبي عبيدة: اسَمعتٌ مَنْ ينشد
بيتَ خرْنق بنت هفان من بني سعدٍ بن ضبيعة» رهط الأعشى :
لاِيَبْعَدَنْ قومي الذين سم العُداواقة الجَرْر
التَازِلِيْنَ بِكُلَنْعْمَرَكِ والطّيْبِينَ مَعاقدَالأَرْر()
فيخرجون البيت الثاني من الرفع إلى النصب» ومنهم من يرفعه على
موالاة أوله في موضع الرفع» "
وهذا من أبي عبيدة استشهادٌ بلغة المنشدٍ للشاهدء لا بلغة الشاعرء
فالشاعرة قيسية قالت هذا الشَّعرٌ في رثاء زوجها بشر بن عمرو بن مرثد
ومن قتل معه من بنيه وقومهء حين غزا بني أسد بن خزيمة“ . ورواية
الشطر الثاني من البيت الثاني بالرفع» كما في المصادر الأخرى”'. وإن
كان سيبويه قد أجاز الوجهين فقال: «ووإن شئت أجريت هذا كله على
الاسم الأولء وإن شئت ابتدأته جميعاً فكان مرفوعاً على الابتداء» كل
هذا جائز في ذين البيتين وما أشبههما»"'' .
استفاد ابن قتيبة فى كتبه من كتب أبى عبيدة وخاصة مجاز القرآن»
فهو ينقل عنه تفسير الغريب» وينقل شواهده الشعرية أيضاًء وقد يشير إلى
ذلك وريما يغفل الإشارة إلى أبي عبيدة. ومن إشارته لأبي عبيدة قوله
)١( غریب القرآن ۲۲۸. (۲) تقدم تخريجهما.
(۳) مجاز القرآن .50/١
(5) انظر: الحلل في إصلاح الخلل من كتاب الجمل للبطليوسي ۲ -
)٥( انظر: الكتاب لسيبويه ۲٠۲/١ ”208/7 خزانة الأدب .5١/0
(1) الكتاب 2300/١ خزانة الأدب .٤١ - ٤١/١
| 10 الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
عند تفسير قوله تعالى: 4 بقن بد لك عَم فد يات َس فيه يمون
تفسير قوله تعالى : بای من بعاد ذل م فيه يغاث الناس وفيه يعصردن
aS . . َك ع ل
لكك [ايوسف: 59]: 20000 َحَصِرونَ# يعني : ا عنات والزيت. وقال أبو
عبيدة”'': اعود : ينون وَالعْضْر النّجاةٌ. قال الشاعة”":
ومن ذلك قول ابن قتيبة: «وقال أبو عبيدة”': رسولٌ؛ بمعنى:
رسالة» وأنشد:
چا سے وا بع * o ۹ وو 5م رم (CV
لب
أي: برسالة)”'". وقد تعقب ابن قتيبة أبا عبيدة في تفسيره لبعض
المفردات أو الأساليب القرآنية. ومن ذلك أن ا عبيدة عند تفسير قوله
تعالى: جاهنم رسلهم باليت فردوا أيهم ف أنواهه مهم وَثَالوا َّ كت
مآ اسنہ بی [إبراهيم: 4] قال في تير فول 1 رَه ف
مهم : مَجازهُ مَجازٌ المَنّل» وموضعه موضع: كفوا عما أمروا بقوله
من الحقء ولم يؤمنوا به ولم يسلمواء ويقال: رَد يده في قَجِو؛ أي:
أمسك إذا لم يُجب0”". فقال ابن قتيبة متعقباً له: «ولا أعلم أحداً قال:
رَد يده في فيه إذا أمسكٌ عن الشيء. والمعنى: ردوا أيديهم في
أفواههم؛ أي: عضوا عليها حنقاً وغيظاً . كما قال الشاعر":
)١( انظر: مجاز القرآن ."٠۳/١ (۲) هو أبو زبيد الطائي.
(۳) عجز بیت» وصدره:
صادياً , 2 َير مُغاث ع ع ع ع ع ع ع ع ع ا
انظر: دیوانه» تفسير القرطبي .5١0/9
.۸٤ /۲ انظر: مجاز القرآن )٥( .7١8 غریب القرآن )٤(
(0) انظر: ديوان كثير عزة ؟67١.
(۷) غریب القرآن 23١١ وانظر: ۳٤١ 45".
(۸) مجاز القرآن ."95/١ (9) لم أعثر عليه.
نهج أصحاب «معاني القرآن» ودغريب القرآن.»... إلخ A
يَرُدُونَ في فيه عَشْرَ الحَسوو“
يعني : أنهم يغيظون الحسود حتى يعض على أصابعه العشرء ونحوه
قول الهذلي”":
قدأفتى أنايِلَهأَرْمهُ فأضحى يَعَضُْ على الوظِيف”"
يقول: قد اگل أصابعه حتى أفناها بالعض» فأضحى يَعَّض على وظيت
الذراع . وهكذا سر هذا الحرق ابن مسعود. واعتباره قولّهُ عر وجل في
موضع آخر: #وَإدًا لوا عسوا ليك نامل من الغ [آل عمران: 47)]119 ,
؛ - نسبة الشاهد إلى الكتب والدواوين:
لم يكن لهذا المصدر وهو الكتب أثر كبير في كتب المعاني
والغريب المتقدمة نظراً لكونها من أول المصنفات التي صنفت في بابهاء
ولقلة المصنفات حينهاء وظهور الرواية بين العلماء حتى أنهم لم يكونوا
يثقون في الكتب والمصنفات» ولا يعتدون بالرواية من الصحف والكتب.
ولذلك قل الاعتماد على المصنفات فى ذلك العصر. فلا تكاد تجد فى
كتاب أبي عبيدة عزوه للشواهد الشعرية إلى كتب متقدمة. ۰
القسم الثاني : توثيق الشاهد الشعرى من حيث الدراية :
والمقصود هو عنايتهم بضبط ألفاظ الشاهد الشعري» وشرح معنأه
001 وقد عني بذلك أبو عبيدة في مجاز القران
بض الشراهد ٠ عند الحاجة إلى ذلك .
)١( لم أقف عليه عند غير ابن قتيبة» ولم يورد غير هذا الشطر هناء وفي كتابه المعاني
الكبير 5 87.
(۲) هو صخر العى الهذلى.
(۳) الأزم: العض الشديد. انظر: ديوان الهذليين 7/ 7/.
.۲۳۱ الا"٠ غریب القرآن )٤(
١ عنايتهم بروابة الشاهد الشعري والائفراد بالرواية:
انفرد بعض أصحاب كتب المعاني والغريب ببعض الشواهد
الشعرية» أو برواية مختلفة لبعضها. ولا غرابة في ذلك لتقدمهمء وعدم
وصول كتب المتقدمين في التصنيف عليهم. ولذلك فإن انفرادهم بهذه
الشواهد أمرٌ طبيعيٌ لهذه الأسباب. ومن أمثلة ذلك في كتب غريب
القرآن ومعانيه: ۰
انفرد أبو عبيدة برواية لقول الشاعر:
لِيُبْكَ يرد ضارعٌ لِخْصِومَةٍ ومُختبط مِمَاتُطيحٌ الطوائ0"
فرواه هكذا:
يبك بزية بائ لِضَرامة وأشعث يما طَرّحتُ الطوائغ”"
ونسَبَ هذا الشاهد للشاعر نَهْسْلٍ بن خی في رثاء أخيه .
فأما اختلاف الرواية للبيت فهي كما هو ظاهر لم تتعرض لموضع
الشاهد» وهو رفع (ضارع) بفعل مضمر يدل عليه ما قبله؛ لأنه لما قال:
«لِيُبَكَ» دل على أن باكياًء يجب عليه أن يبكي › فكأنَّه قال : يبكيه
ضارعٌ ومُخيبظ» وهو من باب: صرب زيدٌ» عمررٌء كأنه لما قال: صرب
زيدٌ» قيل له: مَنْ ضَرَبَهُ؟ فقال: ضربه عمرو“ . قال القيسي: «ومثله
قوله تعالی : سی ”7 فها بالغدوق والاصال © رال [النور: ۳٦ ۳۷
۳۲۷/۲ الأصول لابن السراج ۰۲۸۲/١ المقتضب 2588/١ انظر: الكتاب )١(
شرح التصريح ۰۸٠/١ شرح المفصل »٠١9/١ الإيضاح للقيسي ۲١/١ المحتسب
.151//١ م خزانة الأدب ١1
(۲) انظر: مجاز القرآن ."٤۹/١
(۳) هو تهشل بنُ حَرَيٌ نسبة إلى الحَرَّة. انظر: إيضاح شواهد الإيضاح للقيسي .٠٠۹/۱
() انظر: إيضاح شواهد الإيضاح للقيسي .٠١9/١
() قرأ بالبناء للمجهول (يُسَبّحْ) ابن عامر وشعبة عن عاصم. وقرأ بالبناء للمعلوم (يُسَبْحٌ)
ابن كثير ونافع وأبو عمرو وحمزة والكسائي وحفص عن عاصم. انظر: -
منهج أصحاب «معاني القرآن» و«غريب القرآن»... إلخ 2
كأنه والله أعلم على تقدير: يُسبحَهُ فيها رجال»7".
وأما نسبة الشاهد فقد اخدّلِف في نسبتهء فيب لنهشل بن حَرَيَ
كما ذكر أبو عبيدة» ونسب للحارث بن تهيك اللي ونسب لمُرَرُدٍ بن
ضرار أخي الشمّاخ» ونسب إلى مر النّمِسْلئٌء وتسب إلى لبيل وهو في
الشعر المنسوب إليه» ونب إلى الحارث بن ضرار النهشليٌ» وإلى ضرار
النهشلي» وإلى مهلها .
ومِمًا يؤيدٌ صحة نسبته لنهشل بن حرّيّ كما قال أبو عبيدة» أن أكثر
المصادر قد نسبه له» وتصحيح البغدادي لهذه النسبة» وصحح هذه النسبة
من المحققين الأستاذان عبد السلام هارون ومحمد عبد الخالق عضيمة
رحمهما الله.
١ - ردّهم للشواهد المصنوعة:
يعد عصرٌ أبي عبيدة عصرّ الرواية والرواة» وقد كان أبو عمرو بن
العلاء من شيوخه الكبار» وكان أبو عمرو بن العلاء طريقاً لرواية أكثر شعر
العرب الموثوق به عند العلماء. وقد اعترف أبو عمرو بن العلاء في مرض
موته ليونس بن حبيب أنه لم يكذب في شيء رواه عن العرب من الشعر.
ولم يزد فيه شيئاً إلا بيتاً واحداًء زاده في قصيدة الأعشى العينية» وهو قوله :
فأنْكرنْنِي وما كان الذي َكَرَت من الحواوثِ إِلّا الشيبَ والصّلّعا
قال أبو عبيدة: «قال يونس: قال أبو عمرو: أنا الذي زدت هذا
البيت في شعر الأعشى إلى آخره فذهب فأتوب إلى الله منه»” '".
2:
1
= التيسير »١57 السبعة 24055 معاني القرآن للفراء ٠٠٠۳/۲ إعراب القراءات السبع
وعللها ۲/ »٠١١ الدر المصون 68/١5؟7. الحجة 7/0 770.
(۱) إيضاح شواهد الإيضاح .١١١- ۱٠۹/۱
(۲) انظر: إيضاح شواهد الإيضاح للقيسي .٠٠۹/۱
(۳) مجاز القرآن ۲۹۳/۱.
ZT (لشاهر (لشعري في تفسير القرآن الكريم
والغريبٌ أن أبا عبيدة قد استشهد بهذا البيت في كتابه» على أن
قوله تعالى: فسا رآ م ل لا تصِلُ إِليّهِ تڪ رهم 4 [هود: ]۷١ بمعنى
أنكرهم» وأَنَّ (تكرّهم) و(أنكرّهم) سواء في المعنى بناءً على هذا
الشاهد. ويُمكن تعليل ذلك بأحد أمرين:
الأول : ثقته فى لغة أبى عمرو بن العلاء» واعتبارها حجة.
الثاني : أله يعلمُ من لغة العرب وشعرها ما يدل على صحة هذا من
غير هذا الشاهد. وإنّما أورده استئناسا به؛ لشهرته منسوبا للأعشى ›
وصحته من حيث اللغة.
وقد استشهد الطبري على هذه اللفظة بالشاهد المنسوب للأعشى
ومعه بيت أبي ذؤيب الهذلي من قصيدته العينية :
فَتَكرئَهُ فَتَفَرنَوَامِتَرَسَتَ به سَطعاكهاريّة وهاو جرش"
يما يدل على معرفة الطبري بأن هذا البيت في نسبته للأعشى شك
لاطلاعه على كلام أبي عبيدة» ولذلك جَمَع معه بيت أبي ذؤيب. وقد
جاء هذا اللفظ في شِعْر الكميتٍ بن زيدٍ الأَسَديّ في قوله:
لامَؤلاءِ اجىَوتولاتكرت ولاعَلى هوْاكَ تنج"
ثم كَثْرَ هذا الاستعمالٌ في شعر العباسيين المُحدثين» كأبي تَمَام»
ومسلم بن الوليد؛ وابن ¿ المعتزء > وغبل الخزاعي» ومهيار الديلمي
وغيرهب'' 5 وهؤلاء لا بحت بشعرهم في اللغة.
وينفرد أبو عبيدة بسعة علمه بالشعر وأخبار الشعراء» ولذلك يتوقف
كثيراً عند أسماء الشعراء أو ألقابهم فيشرحها ويبين المقصود بها. ومن
ذلك قوله: «قال الشمَاح وهو الرجل المتكبر»'.
)١( انظر: ديوان الهذليين .۸/١ (۲) انظر: ديوانه “184/7 من الهاشمية الثالثة.
(۳) انظر: ديوان أبي تمام ۲۷۲/۳ ديوان مسلم بن الوليد ٠١ ديوان ابن المعتز
69 » ديوان دعبل ۸, ديوان مهيار .٥۰٩۸/٤
.۲۰۹/۱ مجاز القرآن )٤(
ارقن
نس 8 کو ی
الفرق بين منهج أهل المعاني والغريب والمفسرين... إلخ
المبحث السادس
الفرق بين منهج أهل المعاني والغريب والمفسرين
فى توظيف الشاهد الشعري ق التفسير
كان السابق من المفسرين للاستشهاد بالشعر فى تفسير القران
الكريم هو حبر الأمة عبد الله بن عباس ويا“ وقد تقدم تفصيل ذلك عند
الحديث عن مسائل نافع ب بن الأزرق لابن عباس. ورغم ما قيل في
تضعيف عدد من هذه المسائل إلا أن أصل وقوعها ثابت» ومعرفة ابن
عباس بالتفسير والشعر تؤيدٌ قبول جزء من هذه المسائل» هما يعني صحة
المنهج الذي سار عليه دون إفراطء ومِمًا يدل على ذلك أن تلاميذه
كعكرمة وزيل د بن أسلم وغيرهم من التابعين وأتباعهم كانوا يسيرون على
المنهج ذاته» غير أنهم لم يكونوا في العلم بالشعر في مرتبة ابن
عباس اء ولذلك لم يظهر الشعر كثيراً في تفسيراتهم كابن عباس .
ثم لم تزل طبقات المفسرين تتابع بعد ذلك» حتى جاء أبو عبيدة
في نهاية القرن الثاني الهجري فصنف كتابه «مجاز القرآن» وهو في
السبعين من عمره نحو سنة 88١ه» واتخذ الاستشهاد بالشعر خاصة»
ولغة العرب بصفة عامة منهجاً سار عليه في معظم كتابه. وإن لم يله له
تماما من الاستشهاد بالقران نفسهء أو بالسنة وأقوال السلف في بعض
المواضع» فاستقبل العلماءُ في عهدو كتابّة بالرفض والإنكار» وكثرت
النقول عنهم في ذلك وقد تقدم ذكرها في البحث» غير أنه لم يلبث
العلماء أن ساروا على هذا المنهج. ودرسوا كتابه «مجاز القرأآن»»
ودَرّسوه لتلاميذهم» ونقلوا شواهده وتفسيراته» وتعقبوه في كثير منهاء
ا لامر الشعري في تفسيرالرآنالكريم
وأكثر الطبري من ذلك في تفسيره» وابن عطية الأندلسي» وكتب علي بن
حمزة البصري كتابا في التنبيه على أغلاط أبي عبيدة في كتابه المّجاز”''.
وعلى الرغم من هذا النقد فإن أبا عبيدة: «قد أسس مدرسة في تفسير
القرآن» عمدتها الأولى الفقه بالعربية وأساليبها». وقد اعتمد على
كتاب أبي عبيدة «ابنْ قتيبة في كتابه المشكل والغريب» والبخاري في
الصحيح› والطبري في تفسيره... واستفاد منه أبو عبد الله اليزيدي
(ت١١"7ه) في كتابه غريب القرآن» والزجاج في معانيه» وابن دريد في
الجمهرة» وابن النحاس في معاني القرآن. والأزهري في التهذيب» وأبو
علي الفارسي في الحجة» والجوهري في الصحاح... ومن أهم من
استفاد من كتاب المجاز من المتأخرين ابن حجر العسقلاني في فتح
الباري»)” *.
وقد بدأ الاستشهاد بالشعر في التفسير على يد أبي عبيدة بداية
قويةً» ثُمّ رجمَّ المفسرون بعد ذلك إلى التوسط في الاستشهاد بالشعرء
واستفادوا منه فى تجلية المعانى اللغوية للمفردات القرانية وغير ذلك مما
سيأتى الحديث عنه بالتفصيل فى الفصل الأخير من هذا الباب. وكان
للطبري جهدٌ متميز في ذلك سَبَقَ الحديثٌ عنه» ودونه في ذلك ابن عطية
والزمخشري والقرطبي وغيرهم.
وعند العودة بمنهج الاستشهاد بالشعر إلى أصوله الأولى» يأتي أبو
عمرو بن العلاء البصري على رأس أتمة اللغة والإقراء الذين حرصوا
على منهج التأصيل لعلوم اللغة» وتوظيفها توظيفاً صحيحاً في فهم القرآن
)١( حَمَّقَ عبد العزيز الميمني ما تبقى من كتاب (التنبيهات على أغاليط الرواة» لعلي بن
حمزة البصري» عن نسخته الوحيدة بدار الكتب المصريةء وطبعته دار المعارف
بالقاهرة عام ۳۸۷١ه» وقد فقد الجزء الذي فيه التنبيه على أغلاط أبي عبيدة في
مجاز القران.
(۲) من مقدمة كتاب الزينة لأبي حاتم 1۸. (”) من مقدمة مجاز القرآن للمحقق .١7
الفرق بين منهج أهل المعاني والغريب والمفسرين... إلخ VV
الكريم» واستخدام الشعر كوسيلة علمية للتحقق من فصاحة اللغة وسلامة
التراكيب» وتدريب طلابه على ذلك» وكان أبو عبيدة معمر بن المثنى من
أحذق طلابه» حيث صحبه أبو عبيدة ما يزيد عن الثلاثين عاماًء واستنفد
علمه» وقرأ عليه شعر الشعراء» ومنه شعر الأعشى الذي كان يقدمه أبو
عمرو ويحث طلابه على العناية بشعره. وقد أخذ عنه أبو عبيدة منهجه
في الاحتجاج بالشاهد الشعري للقراءة وتوجيهها في اللغة. والأخبار التي
نقلت عن أبي عمرو بن العلاء لم يحفظ منها إلا القليل وهي لا تكفي
القرآن الكريم» غير أن هناك أمثلة يمكن القياس عليها .
ومن أمثلة تأثر أبي عبيدة بشيخه أبي عمرو في منهجه في تفسير
القرآن الكريم ما رواه المازني عن أبي عبيدة أنه قال: سمعت أبا عمرو بن
العلاء يقرأ : «لَتَخِذْتَ عَلَيْهِ أخراً» [الكهف: 207» وأنه سأل أبا عمرو
عن وجه هذه القراءة فقال: هي لغةٌ فصيحة... واستشهد لها بقول
الممَرّق العبدي
وذ نَخِدّتْ رِجْلِي إلى جَنْبٍ غَرْزِهَا نييما كَأفْحُوصٍ القَطَاةٍ المُطَرّق“
ل طش 2
ومن تأثره بشيخه ما يرويه عند تفسيره لقوله تعالی : لمر سرود
[الحجر: 54] حيث قال: «قومٌ يكسرون النون» وكان أبو عمرو يُفتحهاء
ويقول: إنها إن أضيفت لم تكن إلا بنونين؛ لأنها في موضع رفع» فاحتج
من أضافها بغير أن يلحق فيها نوناً أخرى بالحذف» حذف أحد الحرفين
إذا كانا من لفظ واحلء قال أبو حية النميري
أبا لمَوتِ الذي لا بُ أي مُلاقٍ لا أباك د ثخوفيز ©
غ0 هذه قراءة أبي عمرو.
000 تقدم تخر يجه وشرحه» وانظر: مجالس العلماء للزجاجي TTT
(۳) انظر: الأغاني »7١/١6 سمط اللآلي /91.
۷۲۸ (لشاهر (الشعري في تفسير القرآن الكريم
ولم يقل : تَحُوّفِيِئَني . لا أباك: أي لا أبا لك. فجاء بقول أهل
المدينة. وقال عمرو بن معد يكرب:
تراه كالتّغام مُعَلَّ بسكا 0 يسو الفاليات إذا فَلَيْنِي""
اراد : لَينتِي: فحذف إحدى الئونين»”"
وهناك أمثلة أخرى تدل على تأثر أبي عبيدة بشيخه أبي عمرو بن
العلاء” 2 غير أن منهجه الذي سار عليه في امجاز القرآن» من أوضح
الأدلة على تأثره بهذا الإمام اللغوي الكبيرء الذي يعد شيخ أبي عبيدة
الأول.
وهناك غير أبي عمرو بن العلاء من شيوخ أبي عبيدة الذين كانوا
يستشهدون بالشعر في بيان معاني الآيات كيونس بن حبيب» وأبي سوار
الغنوي الذي أخذ عنه أبو عبيدة الشعر» فقد ذكر المازني تلميذ أبي عبيدة
أنه قرأ على أبيه وهو غلام قوله تعالى: #فری آلو > حرج من ٰ4
[النور: "4] فقال أبو سوار. . . (فتّرى الوَدْقٌ يخرج مِنْ لل فقال
الأب: من خََلَلِهِ قراءة؟ فقال أبو سوار: أما سَمعتٌ قول الشاع *“:
َكَيْنَ بكر نَخَرَجُنَ منها خُروع الودق ين حَللٍ التّحاب”
وبعد أبي عبيدة استمر هذا المنهج العلمي في الاستشهاد بالشعر
ظاهراً في كتب التفسير والغريب والمعاني حتى اليوم» وتفاوتت كتب
التفسير في الاعتماد على شواهد الشعر في بيان معاني الألفاظ والتراكيب
)١( النَّعْامُ نبت له نَورٌ أبيض يُشَبّهُ به الشَّيْبُء » الواحدةٌ تُخامة» يُعَل : يُطيِّبُ شيا بعد شيء»
والفاليات : جمع فالية» وهي التي تفلي الشَّعَرَ أي : : تخرج ج الْقَمل منه. انظر: ديوانه .18٠
(۲) مجاز القرآن ١/لاهة” ٣٥٣۔
(۳) انظر: مجاز القرآن ٠٠۲ /١ ۲۸۷ أخبار النحويين البصريين ؟77.
. هو زيد الخيل الطائي ذه )٤(
(5) العَمْرَةُ: شدةٌ الأمر وضيقةء والوَدْقُ: المطر. انظر: لسان العرب ۲٠٠/٠١ (ودق)ء
٠ (غمر)ء أبو عبيدة معمر بن المثتى لنهاد الموسى .٠١١
بحسب منهج المفسر الذي سار عليهاء ومدى علمه بالشعر واللغة. فكثر
ذلك في بعضهاء وقل في بعضها الآخر.
ونظرأ للتأثر المتبادل بَيْن العُلماء المشتغلين بعلم واحد أو علوم
متقاربة كعلوم اللغة والتفسير»ء فإن المؤلفين في غريب القرآن ومعانيه
الذين شملتهم هذه الدراسة وهم أبو عبيدة والفراء وابن قتيبة على وجه
الخصوص كان لهم ريادة علمية في الجوانب التي صنفوا فيها مِمَا له صلة
بالتفسير اللغوي للقرآن الكريم. وقد تأثر بهم المفسرون الذين جاءوا
بعدهم» وكان لأسمائهم والنقول عنهم ظهور واضح في كتب التفسير.
ولذا لا يمكن الجزم بوجودٍ فروقٍ بين منهج أصحاب كتب «معاني
القرآن» واغريب القرآن» من جهة» والمفسرين من جهة أخرى في
الاستشهاد بالشعر وتوظيفه في التفسيرء وإِنْما يُعَذَّ منهج المفسرين الذين
شملهم البحث امتداداً وتهذيباً لمنهج أصحاب معاني القرآن وغريبه. غير
أنه يمكن الوقوف عند بعض السمات المميزة لتلك الكتب في الاستشهاد
بالشعر» والتماس بعض الفروق من خلالهاء ومن تلك السماتِ التي
تمكنت من ملاحظتها ما يلي :
أولاً: التقدم الزمني لكتب الغريب والمعاني:
سبق المصنفون في غريب القرآن» ومعاني القرآن المفسرين من
حيث الزمن والتصنيف» وطبيعة بداية التصنيف في أي علم من العلوم
يعتريها النقص» وتكثر التعقبات والملحوظات عليها حتى تكتمل هذه
المناهج» وتستوي على سوقها. .
ومن أوضح الأمثلة على هذا سَبْقّ أبي عبيدة في تصنيف كتابه
«مجاز القرآن»» ثم تلاه الأخفشٌ فصئّف كتابه «معاني القرآن)» وبعده
الفراء في كتابه «معاني القرآن» ثم ابن قتيبة بعدهما. حيث بدأ هذا
المنهج في الاستشهاد بالشعر في التفسير يتكامل» وتلقاه العلماء بالقبول»
1 سن (لشامر الشعري في تفسير القرآن الكريم
فجاء المفسرون بعد ذلك وأبرزهم أبو جعفر الطبري ووجد أمامه عدداً
من المصنفات في لغة القرآن ونحوهء وأهمها كتب أبي عبيدة.
والأخفش› والفراء وابن قتيبة» فشرع في تصنيف تفسيره عام ۲۸۳ه»
وفرغ منه عام ۲۹۰ه» فاستطاع ابن جرير لسعة علمه بما قاله السلف
في التفسير من الصحابة والتابعين وأتباعهم» ثم معرفته الواسعة باللغة»
وجَمعهٍ ما قاله قبله هؤلاء العلماء في مصنفاتهم» أن يتخذ لنفسه منهجاً
متكاملاً في التفسيرء أصبح سِمَةٌ بارزةً بعده» جَمَّمَ فيه بين أقوال السلف
في التفسيرء والاحتجاج لها بلغة العرب وشعرهاء وإعماله لرأيه الخاص
في هذه الثروة العلمية التفسيرية بطريقة منهجية منظمة» فاستحق بذلك أن
يكون شيخ المفسرين» ولذلك وصف تفسيره بأنه أجل التفاسير
وأعظمها"''» وقيل عنه: لو سافر رجل إلى الصين حتى يحصل له كتاب
تفسير محمد بن جرير لم يكن ذلك كثيرا” '". وتتبع السيوطي كتب التفسير
حتى وصل إلى الطبري فجعله طبقة وحده» ثم قال: «فإن قلت: فأي
التفاسير ترشد إليه» وتأمر الناظر أن يعولل عليه؟ قلت: تفسير الإمام أبي
جعفر ابن جرير الطبري» الذي أجمع العلماء المُعتَبّرون أَنَّهُ لم يؤلف في
التفسير مثله)©)2.
وجاء بعده الزمخشري فبداً في تفسيره عام ١۲٥ھ وفرغ منه عام
۸ه . وصنف ابن عطية تفسيره عام ١٤٠ه» وصنف القرطبي تفسيره
قبل عام ١ ھ.
وهذا السبق في التصنيف ليس منهجاً وإنما هو عُذّْرٌ وربما سبب في
المبالغة في التعويل على الشاهد الشعري عند المتقدمين كما فعل أبو
.47/١14 انظر: معجم الأدباء )١(
(۲) انظر: الإتقان في علوم القرآن .۲٤١/٤
(۳) انظر: تاريخ بغداد 151/7, (5) الإتقان في علوم القرآن 5/ 154.
)٥( انظر: الكشاف ۳/١ 7/١/اه.
عبيذة وغيره» ولذلك ذكرته هنا لمعرفة طبيعة الاستشهاد عن هؤلاء
العلماء» ومدى تأثر المفسرين بهم بعد ذلك .
ثانياً : رواية أصحاب الغريب والمعاني للشعر عن العرب :
وهذا أيضاً يدخل تحت العنصر السابق» وهو تقدم زمن أصحاب
الغريب والمعاني» حيث كان من أوجه تفرد هؤلاء المصنفين أنهم أدركوا
كثيراً من الأعراب الفصحاء الذين روى عنهم اللغويون لغة العرب»
واستشهدوا بشعرهم الذي يروونه ويقولونه في اللغة» وتميز أبو عبيدة
والأخفش والفراء بذلك.
في حين لم يدرك المفسرون الذين شملتهم الدراسة منذ الطبري حتى
القرطبي أحداً مِمّن يُحتحٌ بقوله ويرجع إلى كلامه في اللغة. وهذا ما جعل
للشواهد الشعرية التي رواها أصحاب الغريب والمعاني قيمة احتجاجية
كبيرةً استفاد منها المفسرون بعد ذلك» وهذا جانب يحسب لأصحاب
المعاني والغريب حيث حفظوا للمفسرين ثروة كبيرة من الشواهد اللغوية
من الشعر والنثر»ء تم توظيفها بعد ذلك من قبل المفسرين في كتبهم .
الثاً: الشواهد الشعرية في كتب التفسير أكثر منها في كتب الغريب والمعاني :
يعد هذا نتيجة لما تقدم من الحديث عن سبق أصحاب الغريب
والمعاني للمفسرين زمنياً» فجاء المفسرون بعد ذلك وأودعوا هذه الشواهد
في تفاسيرهم مع زيادة الشرح والبيان» وإيراد معظم شواهد المتقدمين
والإضافة عليها كما فعل الطبري في تفسيره. وأكثر من استشهد بالشواهد
الشعرية من أصحاب الغريب والمعاني هو أبو عبيدة فقد بلغت شواهده 407
شاهدا» فى حين كان الزمخشري أقل من استشهد بشواهد الشعر قد بلغت
شواهده ما يقارب هذا العددء أما أقل أصحاب الغريب فهو ابن قتيبة ٠۸۲
شاهداًء وأكثر المفسرين وهو القرطبي بلغت شواهده ٤۸٠١ شواهد شعرية.
TDD
الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
المبحث السابع
أغراض إيراد الشاهد الشعري
عند أصحاب كتب معان القرآن وغريب القرآن
العَرَضَ في اللغة هو الشيءَ الذي ينصب فيرمى فبه”؟ . والمقصود
به هنا بيان الأهداف التي أرادها أصحابٌ كتب غريب القرآن ومعاني
القرآن من إيرادهم شواهد الشعر في كتبهم عند تفسيرهم للآيات القرانية.
وقد تقدم في الفصل الأول من هذا الباب الكلام عن أغراض
المفسرين من إيراد الشاهد الشعري فى كتب التفسير بشىءٍ من التفصيل»
وهى الأغراض نفسها التى أورد أصحاب كتب غريب القرآن ومعانيه
الشاهد الشعري من أجلها في كتبهم. فلذلك سأكتفي بالإشارة الموجزة
في هذا المبحث لتلك الأغراض تجنبا للتكرار» مع إيراد الأمثلة من كتب
الغريب والمعانى .
الغرض الأول: الاستشهاد :
وهو فى اللغة استفعالٌ من الفعل «شَهِدَ)ء ومعناه طلب الشهادة
على صحة لفظة أو تركيب بشواهدٍ الشعر بشروطه التي سبق تفصيل القول
0ه '
فيها .
وهذا الغرض هو أوسع الأغراض التي ورد الشاهد الشعري من
أجلها فى كتب غريب القرآن ومعانيه» نظراً لطبيعة هذه الكتب والحاجة
)١( انظر: تهذيب اللغة ۸/ لاء» لسان العرب 07/٠١ (غرض).
(۲) انظر: لسان العرب ۲۲۳/۷ (شهد).
أغراض إيراد الشاهد الشعري... إلخ YY
الماسة للاحتجاج فيها سواء كان هذا الاحتجاج بالشعر أو بغيره. لأنها
كتب تشرح المعاني اللغوية للألفاظ والتراكيب» والحاجة قائمة للرجوع
في ذلك إلى ما يعتبره العلماء حجة تؤيد هذا القول أو ذاك. فحرص
المصدّفٌ على أن يكون قوله الذي يقوله في معنى الآية أو اللفظة مقروناً
بالحجة المقبولة عند العلماء على مثل هذه المسألة. ويدخل تحت غرض
الاستشهاد بالشعر فى كتب الغريب والمعانى» الصور التالية:
أولا: الاستشهاد اللغوي:
اللغوية. وشواهد الشعر في كتب غريب القرآن معظمها من هذا النوع,
مثل غريب القرآن لابن قتيبة» فالشواهد الشعرية التي وردت فيه شواهد
لغوية» وعددها ١87 شاهداً. وأمّا شواهد الشعر في «مجاز القرآن» لأبي
عبيدة فنسبة الشاهد اللغوي فيها أكثر من 95/ من شواهده» وقد تقدم أن
الشاهد الشعري اللغوي يُمثْلُ أغلب شواهد المفسرين أيضاً كالطبري»
وابن عطية» والقرطبي . ومن أمثلة الاستشهاد اللغوي في كتب غريب
القرآن :
| - عند بيان أبي عبيدة لمعنى قوله تعالى: «واطروا من منم ڪل
بان » [الأنفال: ؟١] قال شارحاً للمقصود بالبنان : وهي أطرافٌ الأصابع:
واحدتها يَنَائَةٌ قال عباس بن مرداس :
لاج طف مشي مدان َه | و في البيت يفطا صر
وكان جاور بالربيع» . فقد شرح المقصرد بالبنان ˆ وأنه أطراف
الأصابع» ثم استشهد بشاهد من الشعر يشهد لهذه الدلالة اللغوية,
ويشهد أيضاً أن المفرد منها «بنانة» .
.۲٤۳ 7577/١ مجاز القرآن )١(
خم الشاهر (لشعري في تفسير القرآن الكريم
- وعند أبي عبيدة أيضاً في تفسير قوله تعالى: لومم كن
يمرك [التوبة: 08] قال: «أي: يعيبون». ثم استشهد على صحة هذا
التفسير بقول زياد الأعجم:
إذا لغيشك نښدي لي مكاشرة إن أ عَيِتْ فَأَنْتَ العائبُ ال
فمّسَّر اللَّمْرَ أنه العيتُ» واستدلً بقول زياد الأعجم على صحة
تفسيره وقد استشهد أبو عبيدة مرة أخرى بهذا الشاهد مع تغيير طفيف
في الرواية لا تمس موضعٌ الشاهد هناء عند تفسيره لقوله تعالى: #ويل
لڪل همر شرو لمرو 40 [الهمزة: ١]ء» حيث فَسّرَ الهُمَرَةَ فقال: «الَهُمَدَةٌ:
8 يغتات الناس ويعْضهّم. قال الأعجم:
تُذلي بودي إذا لا يني تَذِباً وِنْأَعَيّبِ فأَنت الهامرٌ اللمَرّ“
فقد اختلف صدر الشاهد تماما وأضاف فى عجزه كلمة «الهامز)
بدلا من «العائب» ليستشهد على معنى الهُمَرّة. وأبو عبيدة وغيره يكررون
الشواهد الشعرية بروايات متقاربة في مواضع من مصنفاتهم» مما يشير
إلى أنهم كانوا يعتمدون على حفظهم في تصنيف هذه المؤلفات». ولا
يرجعون فيها إلى دواوين مكتوبة إلا نادراً. فالأخفش والفراء والطبري
أملوا كتبهم على تلاميذهم كما ذكر الذين ترجموا لهم.
۳ - وأا ابن قتيبة فمن أمثلة الشاهد اللغوي عنده أنه عند تفسيره
لقوله تعالى : ##ياهَا لدبت حَامَنُوا ووأ بالمقود 4 [المائدة: ]١ قال: «أي:
بالعهود. يقال: َد لي ء عَفْداً؛ِ أي : جعل لي عَهْداً؛ قال الحطيئة :
قوم إذا عَقَدوا عَفّْداً لِجَارِجِمم شَدُوا العناجَ وشوا قَوقَهُ الكربا)9
وقد استشهد المفسرون واللغويون بهذا الشاهد الشعري للحطيئة
)١( انظر: مجاز القرآن ۲٠۳/١ والبيت في الأغاني .48/١5
(۲) مجاز القرآن .5١١7/7 (۳) انظر: ديوانه .١6
)٤( غریب القرآن ۱۳۸.
أغراض إيراد الشاهد الشعري... إلخ 7
على أنَّ العَمْدَ في اللغة هو العَهْدٌ والميئاق. فاستشهد به أبو عبيدة»
والطبري؛ وابن عطية» والزمخشري» والقرطبي» والأزهري» وابن منظور
وغيرهم''2. وهو من الشواهد التي تعاقب العلماء على الاستشهاد بها
على هذا المعنى» وأمثلته توارد العلماء على الاستشهاد بشاهد واحد على
معنى كثيرة» فهم ينقلون الشاهد عن بعضهم» مما يدل على وحدة مصادر
الاستشهاد بالشعر عن الرواة الأوائل كأبي عبيدة والأصمعي وغيرهما كما
تقدم تفصيل ذلك في بيان مصادر الشاهد الشعري.
٤ - ومن الأمئلة أيضاً قول ابن قتيبة في بيان معنى ألَِال) في
قوله تعالى: وم يلوت فى اه وهو سيد حال [الرعد: :]١ «أي
الكيد والمكرٌ. وأصل المحال: الحِيْلَة والحؤلٌ: الجيلة. قال ذو الرمة:
وَلْبَِّسََ بين أ فوم مكل اَعَد لَه الشَّعَازِبَ والىسالا“ ^“
قال الباهلي شارح ديوان ذي الرمة في شرح هذا ألبيت : «اللَّبْسُ :
الاختلاط... والمحال: الجدالء قال الله كك: #وهو سَرِيدُ لال4
وأصلة المُكائَّلةٌ والأخذ بالتمَس»““. فقد استشهد شارح الشاهد بالآية.
واستشهد ابن قتيبة في شرح الاية بالشعرء وهذا دليل على ترابط العلوم
اللغوية والتفسيرء وحاجة كل منهما للآخر. والأمثلة كثيرة على الشاهد
الشعري اللغوي عند ابن قتيبة في كتابه غريب القرآن.
ا
/۸ تفسير الطبري (هجر) 2١18 غريب القرآن لابن قتيبة ء٠٤٠١ /١ انظر: مجاز القرآن )١(
٠۱۹۰/۲ الكشاف ۰۸/٩ الجامع لأحكام القرآن ۳۲/۲ المحرر الوجيز ۸-۷
(عقد). ۳٠۹/٩ تهذيب اللغة ۰۱۹۷/۱ لسان العرب
(۲) في غريب القرآن المطبوع «وليّس» بالياء» وفي بقية المصادر والديوان «ولبْس».
ورواية الديوان:
ولَبَّسَ بين أقوام َكل َد لَه السفارة والمحالا
انظر: ديوانه "/ 2.1858 ©
(۳) غریب القرآن 775.
(4) شرح الباهلي لديوان ذي الرمة .٠١٤٤/۳
aE الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
- الاستشهاد لايضاح غريب التفسير لا غريب القرآن:
قد يُفسر المؤلفٌ لفظة قرآنية» ويرد فى أثناء كلامه وشرحه لها لفظة
غريبة» فيستطرد المؤلف يشرحها وإيراد شاهد من الشعر يؤيد شرحه.
وقد صنع ذلك أبو عبيدة وغيره» فإنه يشرح اللفظة الغريبة بكلام من
عنده» غير أنه يرد فى شرحه لفظةٌ غريبةٌ» فيشرحها مستشهداً على ذلك
بالشعر. ۰
ومن أمثلة ذلك قول أبي عبيدة في شرح قوله تعالى: اد
ألخِصَامِ #* [البقرة: :]۲٠٤ «شديد الخصومة»ء ويقال للفاجر: بل وَأَلَدٌّ
ويقال: قد بِلَلْتَ ولَيذت بعدي» مصدرة اللّدَدُه والجميع: قوم لد قال
المسيّبٌ بن عَلْس :
ألاتتقونٌ لديا آل عامر هأ بي ا الأ لشت
فهو قد شرح معنى (الأَلَدٌ) في الآبة انه شديد الخصومة. غير
شرح قول العرب للفاجر: أبل ألدّ مستشهداً على ذلك بالشعر.
وأما أصحاب كتب معاني القرآن فقد ورد الشاهد الشعري اللغوي
كثيراً في كتبهم» ولكنه لم يكن غالبا عليهاء كما في معاني القرآن للفراء
والأخفش والزجاج. ومن أمثلة الشاهد اللغوي في كتب المعاني ما يلي :
١ في تفسير الإيفاض في قوله تعالى: يوم عد من لمان يرت
كنم إل صب بض 462 [المعارج: ]٤١ قال الفراء: «الإيفاض: الإسراع .
وقال الشا م
5 تَعامَةًيِيُفاضا خَرْجاء ظَلَتْ تَطلبُ الإاضاض^“
: الخَرّجاءٌ و في اللُونِء فإدأ 78 القميص الأبيض برقعة خمراءَ
0
نه
.١/١ مجاز القرآن )۲( .١78 انظر: ديوانه )١(
لم أقف عليه. )۳(
.۲۸۵ /۲۳ تفسير الطبري (هجر) 287/١7 انظر: تهذيب اللغة )٤(
أغراض إيراد الشاهد الشعرى... !ل
اخراص ابرا لخاد الشعري .الخ ل ۷
فهو أَخُرّجء تطلبٌ الإضاضا: أي: تطلبُ مَوضعاً تدخلٌ فيه» وتلجاً
إل .
۲ - وقال الفراء في تفسير قوله تعالى: سل عیکا شواظ من ار
واس كلا تَنهِرَانٍ 402 [الرحمن: 5*] في تفسير معنى النحاس: «الشواظ :
النارٌ المَحضة والتُحاسث : : الدّخان. أنشدني بعضهم :
يُضِيءْ كضوءِ سراج السّلب طلم بعل ال منة نحاسا"“"
٣ - ومن أمثلة الشاهد اللغوي في معاني القرآن للأخفش قوله:
«قال ال اتعالى : 93 إا !د ا © [الغاشية: 5؟]0) وهو الرجوع. قال
الشاعر
ّت عصاها وا ستقرّث بها النَوَى كماكَرَ عَبناً بالاياب المساو“
وهناك غرض يدخل في هذا وهو الاستشهاد بالشعر لغرض تأكيد
الفهم الصحيح لشاهد شعري آخرء يكون عرضة لاختلاف الرواية في
بعض مفرداته» ويمكن التمثيل له بقول ابن قتيبة عندما روى عن أبي
حاتم السجستاني قول أمية بن أبي الصلت :
عَسَلْماويِئْلَةْمُسَرٌمَا عائِلماوعالت البَيِقُور!"
فعقّب ابن قنيبة على رواية أبي حاتم بقوله: «هكذا رواءٌ #عَسَلْ
ما»» وإِنّما هو «سَلَع ما)... والدليل على أن الرواية «سَلع ما٤» قول
الآخر () .
أُجايِلٌ أنت بَيِقُوراً مُسَلّعَةٌ ذَربعةً لك بَْن الله وال ٠٠
. معاني القرآن «/185. (۲) البيت للنابغة الجعدي )١(
تقدم تخريجه. (6) هو مُعَمّرٌ بن جمار البارقي. )۳(
.۲۱۳/۱ معانى القرآن )5( .15١/١١ انظر: الأغاني )0(
تقدم تخريجه وشرحه ص 81/6. (۸) هو الشاعر الورل الطائي. )۷(
(9) انظر: لسان العرب ٠٤١/١ شعراء طي وأخبارها .4945/١
(۱۰) تأويل مشكل القرآن 44 -
VA (لشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
فاستدل بشاهد شعري على صحة رواية شاهدٍ آخرء ومثل هذا
المثال ليس بالكثير في كتب المعاني.
ومثله قول أبي عبيدة عند تفسير قوله تعالی : إت الیب اَمَو إا
مَتَجُْمْ طَلِيفٌ مَنَ ألشَّيِطنِ : تد ڪرو ذا هم مَبصرون © [الأعراف: ]۲١١
حيث فسر الطائف بِأَنَّهُ اللَّمَمٌُه واستشهد بقول الأعشى :
نُصْبِحُ عَنْ نب السرَى وكأنّما لم بها ِن طائف الجن ولو"
ثم بين أن اسم الفاعل طائف مأخوذ من الفعل طاف يطيف»› لا
من طاف يطوفء فقال: «وهو من طفت أطيف طيفاًء قال" :
أنّى أَلَمّ بك الخيال يَطِيفُ ومَطَافُهُ لك ذكرّة و شعُو GE:
فقد استشهد أبو عبيدة بشاهد شعري آخر ليبين أصل اشتقاق كلم
0 شعري آخرء وهذا غرض من أغراض إيراد الشواهد الشعرية
يضاح بعضها .
كثرة إيراد الشاهد الشعري :
من المواطن التي يكثر فيها أهل المعاني والغريب الاستشهاد
بالشعر :
١ - مواطن الخلاف أو المناظرة العلمية» أو الردود. ومن ذلك
قول الأخفش: «وقال: وين ايه اليل وَالتَهَادُ وَالَّمْسٌ قر ل
جوا اسمس ره للقَمَرِ وَأسْجَدُوا يِه ایی خَلَفَجُرتَ* [فصلت: 0"] لان
الجماعةً مه غير الإنس مۇنشة وقال بعضهم: للذي خلق الآيات»› ولا
أراه قال ذلك إلا لجهله 9 قال الشاع :
6 ٠ ص له نپ الوت i
إذ أ شرف اليك يدعو بعضن اسر إلى الصياح وهم قوم مَعازيل
. انظر: ديوانه ۲۷۱. (۲) هو كعب بن زهير له )١(
.۲۳۷ _ 75/١ مجاز القرآن )٤( .۱۱۳ انظر: ديوانه )۳(
(0) هو عبدة بن الطبيب. (6) انظر: المفضليات .١57”
أغراض ايراد الشاهد الشعرى... إل:
اغراض ايراد الشاهد الشعري ال لمب | ۹|
فجعل الدجاج قوماً في جواز اللغة» وقال الآخر وهو يعني
الذئب:
aT وي
وأنتٌ امرؤ تعدو على كل غِرَةٍ
وقال الآ ":
نَصَبَحَتْ والطَّيْرُلَمْ تَكَلَّم جابيةٌ طّمَتْ بِسَبْلٍ مف
۲ - ومن مواطن إكثار الاستشهاد بالشعر غرابة اللفظة» وقد بن
الزجاجُ في كتابه «معاني القرآن وإعرابه» عِلَّةَ الإكثار من الشواهد في
بعض المسائل دون بعض فقال عند توجيهه لقراءة التخفيف في قوله
تعالى: لال جد يله الى مرج لْحَيْءَ في السَّمْوَتِ والْأَرَض4 [النمل:
0 «ومَنٌ قرأ بالتخفيف - ألا يَشجدو _ ف«ألا» لابتداء الكلام
والتنبيه» والوقوف عليه الايا - ثم يستأنفٌ فيقول: اسجدوا لله.... ومثل
قوله: «ألا يا سجدوا» بالتخفيف قول ذي الرمة:
آلا يا اسْلَّمِي يا دَارَمَيَ عَلى البلا ولازَالَ مُنهَلاً بجَرْعَائِكِ المد“
وقال الأخطل :
آلا يا اسْلّمِي يا هِنْدُ هند بني بَدْرٍ و گان حَانَا ِدَى أَخِرَ اله"
.٠١۳/۹ البيت لعقبة بن كعب بن زهير بن أبي سلمى المزني. انظر: خزانة الأدب )١(
(0) لم أقف عليه. ۰
(۳) الجابية: الحوض الذي يجبى فيه الماء للإبل. انظر : دلائل الإعجاز 175.
(:) معاني القرآن للأخفش 95/١ 96".
(5) قرأ بها من العشرة أبو جعفر والكسائي ورويس عن يعقوب» وقرأ بها ابن عباس
والزهري وغيرهم. انظر: السبعة »58٠ الكشف عن وجوه القراءات »١0357/7” حجة
القراءات 675.
() الجَرْعَاءٌ من الرَّمْل رابية سهلة لينَة. ديوانه .٠٦١ 009/١
(۷) انظر: دیوانه ٠.۷۰
TE (لشاهر الشعري فى تفسير القرآن الكريم
يا دار سَلْمَى يا اسْلَِّي د ثم المي عَنْ سَمْسَم وَعَنْ يَمِيْنِ سَمْسَم'''
وإِنَّما أكثرنا الشاهد في هذا الحرف كما فَعَلَّ مَن قبلا وإِنَمَا فعلوا
ذلك لقلة اعتياد العامة م لدخول يا ¢ إلا في النداء لا تكاد العامة د تقول :
5 قد قَدِمَ ريڏ ولا : يا اذهب بسلا ٠ وهو يعنى بقوله : «وإِنّما أكثرنا
الشاهد فى هذا الحرف كما فَعَلّ من قبلتا» أبا عبيدة مَعْمَرٌَ بي الع
فقد أورد الشواهد الثلاثة عند هذا الحرف”"» في حين لم يورد الأخفش
سوى شطر من بيت ذي الر ملك والفراء لم يورد إلا بيك الأخطل””'.
وتابعه فى ذلك الطبري فلم يزد على ما عنده9'. غير أن الشواهد اللغوية
في كتب امعاني القرآن» ليست كثيرة» ولا سيما في معاني القرآن
للأخفش» فيغلب عليها الشاهد النحوي كما سيأتى.
ثانياً: الاستشهاد النحوي:
وهو الاستشهاد بالشعر لإثبات قاعدة نحوية» أو بيان ما خرج عنها أو
غير ذلك. وهي الشواهد الغالبة في معاني القرآن للفراء» والأخفش . ومعظم
شواهد الكوفيين بن النحوية هي التي أوردها الفراء في معاني القرآن» وعنه نقلت
تلك الشواهد في كتب التفسير وكتب النحو. وقد نقل الطبري في تفسير
شواهد الكوفيين عن الفراء» ونقل أكثر شواهد البصريين عن الأخفش .
والفراء كان من أعلم الكوفيين بعد الكسائي بالنحوء وأبرعهم في
علمهم ٠" وقد ذكر له ابن النديم كثيراً من الكتب التي صنفها في النحو
)١( سَمْسَم بلد من بلاد تميم» أو كثبات رمل . ورواية الديوان للشطر الثاني من الرجز:
بِسَمْسَمأوعَنْ يَمِيْنِسَمِْسَم
و
(؟) معاني القرآن ۱١١ /٤ ۔ .۱۱١ (۳) انظر: مجاز القرآن 97/7 45.
(5) انظر: معاني القرآن ۲/ )٥( .٤٦٥ انظر: معاني القرآن ۲/ ۲۹۰.
(0) انظر: تفسير الطبري (هجر) .5١/1١8
(۷) انظر: نزهة الألباء :»٠١١ طبقات النحويين واللغويين .٠٤١
أغراض إيراد الشاهد الشعري... إلخ 00
مثل كتاب الحدود» والمقصود والممدودء والمذكر والمؤّنث› والكافي
في النحوء ومختصر في النحوء ومعاني القرآن» وغيرها"'“. ولذلك فإنه
يعد زعيم المدرسة الكوفية في النحو بعد الكسائي» وقد جمع الفراء إلى
علم الكوفيين علم البصريين» فأخذ عن الكسائي الكوفي» وعن يونس بن
حبيب البصري» حتى لقب بأمير المؤمنين في النحو.
وَيُعَلٌ كتابه «معاني القرآن» أوفى كتبه وأكبرهاء وأجمعها لآرائه
النحوية «فهو يُعْتَبَر بِحَقّ المرجعَ الأوفى لنحو الكوفيين ومذهبهم»
وهو المرجع الباقي لهذا المذهب» ومسائل الخلاف بينهم وبين
البصريين»”". وهو ليس كتاب نحو مقسماً على أبواب النحو ككتب
النحو المتأخرة» ولكن القارئ لا يكاد يمر بصفحة منه لا يد فيها حديثاً
عن النحوء وذكر قاعدةٍ من قواعدوء أو توجيهٍ من توجيهاته» أو شاهدٍ
شعري من شواهدوء وأصل من أصوله”.
وقد عنِي الفراءٌ في كتابه بالقرآن الكريم كدليل نحويّ في تأصيله
للقواعد النحوية» فهو يحرص على أن يكون استشهاده بها تعبيراً عن
القيمة العظيمة التي يمثلها القرآن الكريم في فصاحته» ولغته. ومع ذلك
فقد استشهد بالشعر فى أكثر من أربعمائةٍ وتحمسين موضعاء وبلغت
شواهده 6 شاهدا شعرياً. وقد استشهد بالشواهد النحوية للقواعد
العامة التي أَجْمَعَ عليها النحويون» واستشهد بها لتأييد آرائه النحوية
الخاصة» كما استشهد بها للاستدلال لأقوال المخالفين» وذكر بعض
الشواهد الشعرية للضرورات الشعرية التي اختص بها الشعر دون النثرء
واستشهد بالشعر أيضاً لبيان بعض لغات القبائل العربية ولهجاتهاء والتي
سمع الكثير منها بنفسه.
.١186/١ النحو وكتب التفسير )۲( .٠١١ انظر: الفهرست )١(
.186/١ انظر: النحو وكتب التفسير )۳(
أ (لشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
وصَنع مثله الأخفش في كتابه «معاني القران» فأورد الكثير من
شواهد النحو الشعرية التي نقلها النحويون عنه بعد ذلك» وكانت هى
وشواهد سيبويه عمدةَ لدى النحويين حتى اليوم. ومن أمثلة شواهد النحو
في كتب معاني القرآن ما يلي :
١ في تفسير قوله تعالى: ل#هَلِقُ الإصبح وَجَمَلَ الیل سكا والشّمْسَ
َالْقَمَرَ حُسَبَان [الأنعام: ]۹١ أجاز الفراء فى قراءة: «وجَاعِل اليل سَكناً)
نصب «اللّيل» في المعنى. فقال: «الليل في موضع نصب في المعنى .
فرد الشمس والقمر على معناه لما فرق بينهما بقوله: فإذا لم تفرق بينهما
بشيء آثروا الخفض. وقد يجوز أن ينصب وإن لم يحل بينهما بشيء»
أنشد بعضهم :
وبيُنائتحبنٌُتئَنْظرهانا مُعَلَّقَّ شَكُوةٍ وزناة راء 00
والشاهد في قوله: «زناد رَاع»)» حيث عطفه على موضع قوله:
«شَكوة»؛ لأن معناه: يعلق شكوةٌ وزناد راع”".
١ عند تفسير قوله تعالى: ڪا لي كلا كرون [البقرة:
57 تكلم الفراء عن تعدية الفعل شكر بحرف الجر فقال: «العرب لا
تكاد تقول: شكرتك إنما تقول شكرت لك» ونصحت لك» ولا يقولون
نصحتك» وربما قيلتا». ثم استشهد على تعدي الفعل (شَكْرَ) بقول
عمرو بن لجأ التميمي :
هُمْ جَمَعوا بُؤْسَى ونُعْمَى عَليِكُم هلا شرت القَوم إِذْ لم تقايل“
1) الشّحْوَةُ: وِعَاءٌ من آدم يُجْعَل فيه الماءٌ واللّبَنُ كاله الدَّلْوْه والبيت لنصيب بن رباح كما
في ديوانه ۰٠٤١ ونيب لرجل من قيس عيلان كما في الكتاب 2١7١/١ وشرح
شواهد المغني 2/48/7 وبلا نسبة في شرح أبيات سيبويه ٠٠٥/١ لسان العرب ۷/
0١ (شکو).
(۲) معاني القرآن "1475/١ (۳) انظر: شرح أبيات سيبويه .5٠0 /١
)٤( انظر: البحر المحيط ٤٤١/١ وليس في ديوان عمرو بن لجأ.
أغراض إيراد الشاهد الشعري... إلخ
والشاهد في البيت قوله: «شكرت القوم»» حيث تعدى الفعل شكر
بنفسه» والأفصح تعديته باللام. قال أبو حيان: «الفعل (شَكَر) من
الأفعال التى ذَكِرَ أَنّها تارةً تتعدى بحرف جَرٌّ» وتارةً تتعدّى بنفسها»' .
م استشهد أبو حيان ببيت عمرو بن لجأ الذي استشهد به الفراء» علماً
أن الفراء لم ينسبه لقائله.
واستشهد الفراء على تعدية الفعل (نصح) بقول النابغة الذبياني :
صخت بَنِي مو فلم يلوا رَسُولي ولم تَنْجخ لديهم وَسائلي "
والشاهد فيه قوله: «نصحتٌ بني عوفي»» حيث تَعدَّى الفعل (نَصَحَ)
بنفسه على لغةّء والأفصح تَعدَيهِ باللام. وقد تَحدَّتٌ النحويون عن هذه
المسألةٍ في باب تعدية الفِعْل بحرفي الجَرَّء وتعديته بنفسه «قالوا: وحَذفٌ
اللام مع (كال) و(وَرَنَ) أفصح» وإثبانُها مع (شَكَرَ) و(نصَح) أفصح»
وبذلك جاء التنزيل العزيز)”" .
* ونا الأمثلة في كتاب «معاني القرآن» للأخفش فهى غالب
شواهده الشعرية» فنادراً ما تَجِدُ في كتابه شاهداً لغوياً. 1
ومن أمثلة هذه الشواهد النحوية في معاني القرآن له قوله عند تفسير
قوله تعالى: للا یک للا عیکم حجة إلا ليت طك4 [البقرة: ]15١
قال الأخفش : «هذا بمعنى : لكنْ. . . نحو قول الشاعه”*' :
وأرى لها دارا بأغيرو الي داوِلَمْيدْرْسْ لَهارَسْمْ
إِلارَمادَاهمَامِدَاتَقَعَتْ عَنْهُ الرّباحَ حَواِد شخ
أراد : أرى لها داراً ورمادا) .
)١( البحر المحيط .٤٤۷/١ (۲) سبق تخريجه.
(9) الكتاب لسيبويه ۲۸/١ البحر المحيط .١17//7
.١١5 هو المخبل السعدي. (6) انظر: المفضليات )٤(
.١57/١ معاني القرآن )0(
V٤ (الشاهر (الشعري في تفسير القرآن الكريم
وللعلماء في بيان نوع الاستثناء في هذه الآية ثلاثة أقوال:
الأول: أنه استثناء متصلّء وهذا اختيار الطبري”'''» وبدأ به ابن
عطية» ولم يذكر الزمخشري غيره. قال الزمخشري: «ومعناه: لئلا يكون
حجة لأحدٍ من اليهود إلا للمُعاندين منهم» القائلين: ما ترك قِبْلتَنا إلى
الكعبة إلا ميلا دين قومهء وحباً لهم. وأطلق على قولهم (حجّةً)؛ لأنّهم
ساقوه مساق الحجة» . وقال ابن عطية: «المعنى أنه لا حه لحد
عليكم إلا الحجةٌ الداحضة للذين ظلموا من اليهودٍ وغَيرهم الذيد تكلموا
في النازلة» وسّمّاها حُجَة وحَكمَ بفسادها حين كانت مِنْ ظالم»" .
الثاني : أنه استثناء منقطعٌء فيدر بإلكن) عند البصريين» وبابل)
عند الكوفيين ؛ لآنه استفناء من غير جس المستثنى منه. والتقدير: لحن
الذين كلّموا فإنّهم يتعلّقونَ عليكم بالشَّيْهَةِ يتضعوتّها وضع الحُمّةٍ.
وسببٌ الخلاف في هذه الآية هو كما قال السمين الحلبي: «هل
الحجةٌ هو الدليل الصحيح» > أو الاحتجاج صحيحاً كان أو فاسداً؟ فعلى
الأول يكون مُنقطعاً. وعلى الثاني يكون ممصلا“ .
الثالث : أن (إلّا) بمعنى الواو العاطفة. وهذا القول قد انفرد به أبو
عبيدة في مجاز القرآن””*'» وهو من أمثلة المسائل التي استشهد عليها أبو
عبيدة بشاهدٍ نحوي» وهو من المواضع القليلة في كتب غريب القرآن التي
وردت فيها شواهد نحوية. وقد استشهد أبو عبيدة على صحة قوله هذا
بشاهدين من الشعرء أولهما قول عمرو بن معد يکرب :
كلع مفارفَهأعوه 2 لَعَمْرٌأبي ك إلا القَرْمَدان"'
والآخر قول الفرزدق :
."۲۲/۱ الكشاف )۲( .۲۰٤/۳ انظر: تفسير الطبري (شاكر) )١(
)۳( المحرر الوجيز )٤( . ١ الدر المصون 8/1 .
)٥( انظر: مجاز القرآن .1٠١ /١ () انظر: دیوانه ۱۷۸.
أغراض إيراد الشاهد الشعري... إلخ o
مابالمدينةدارٌغَيْرٌ واحدةٍ دار الخلليفة إلا دار مروانا“
وتقدير ذلك عنده: ولا الذين ظلموا والفرقدان ودار مروان.
وقد تعقبه النحويون وخطأوه في ذلك. وقد رد الفراء قول أبي عبيدة
بقوله: «فهذا صواب في التفسير» خطأ في العربية» إِنّما تكون إلا بِمَنْزلة
الواو إذا عطفتها على استثناء قبلّهاء فهنالك تصيرٌ بِمَنْْلةٍ الواو»". وقد
استشهد الفراء بشاهد أبي عبيدة الثاني وهو قول الفرزدق» وقال في
تأويله : «كأنه أراد: ما بالمدينة دارٌ إلا دار الخليفة ودار مروان»”".
وزاد الطبري قول الفراء أيضاحاً فقال: اكَيَيّنٌ خطأ قولٍ مَنْ رَعََ اَن
معنى قوله: + إل لبرت ظَلموأ مني # [البقرة: :]٠٠١ ولا الذين ظلموا
منهمء وأنَّ (إلا) بمعنى الواو؛ لأنَّ ذلك لو كان معناه» لكان النفي
الأولٌ عَن جميع الناس أن يكونَ لهم حجةٌ على رسول الله ية وأصحابه
في تحولهم نحو الكعبة بوجوههم مبيناً عن المعنى المراد. ولم يكن في
ذكر قوله بعد ذلك إلا الت ظَلئًُا يم إلا التلبيس الذي يتعالى عن
أن يضاف إليه أو يوصف به».
ثالثاً: الاستشهاد البلاغي:
وهو إيراد الشعر للاستشهاد على المسائل البلاغية في القرآن.
وأساليب البلاغة يُستشَّهِدُ لها بشعر المتقدمين والمتأخرين على حَدٌ سواء
تعلق الأمر بالمعاني لا بالألفاظ» والمعاني مشاعة بين الجميع””'.
والشواهد البلاغية في كتب معاني القرآن وغريبه قليلةٌ» موازنة
بالشواهد اللغوية والنحوية. وذلك أن البلاغة لم تكن قد اتضحت
)١( انظر: الكتاب /١ "لاا المقتضب 475/4» الجامع لأحكام القرآن ١519/7 وليس
في ديوان الفرزدق.
.٠٠ /١ المصدر السابق )۳( .٩۰ - ۸٩/۱ معاني القرآن )۲(
(6) تفسير الطيري (شاكر) ۳/ )٥( .۲۰٤ انظر: الخصائص .654/١
القرآن وغريب القرآن من النحويين واللغويين قد ذكروا في تضاعيف
الكلام» وصوره البيانية والتعبيرية» بحيث يمكن أن يقال: إنهم قدموا
خدمة جليلة لعلم البلاغة حتى أوائل القرن الثالث الهجري
وكتاب أبي عبيدة في غريب القرآن الذي سَمَّاه «مجاز القرآن» ما
يوهم أنه في فن المجاز بمعناه البلاغي» وحقيقة الأمر أن كلمةً المَجازٍ
عئذه تعني الدلالة الذقيقة َة قيقة لصيغ التعبير القرآنية المختلفة. وقد تنه لذلك
القدماء» فقال ابن ثيمية : «أول من عرف 4 تكلم رافظ المجاز أبو عبيذة
مَعْمَر بن المثنى في كتابه» ولكن لم يَعْنٍ بالمَجازٍ ما هو قسيم الحقيقة؛
وإنما عَنَى بمجاز الآية ما يُعَبّرٌ به عن الآية»". أو بعبارة أخرى, عَنَى به
تفسيّرّها وتأويلها. وقد تعرض أبو عبيدة إلى ما في الآيات من استعارة
وتشبيو وكناية وتقديم وتأخير وحذف وتكرار وإضمارء وتوسعَ في تصوير
الخصائص التعبيرية كالدلالة بلفظ الخصوص على معنى العموم» وبلفظ
العموم على معنى الخصوص» وكمخاطبة الواحد مخاطبة الجمع.
والعكس وغير ذلك من مسائل البلاغة”'"'.
وعاصره الفراء» وصنف كتابه معانى القرآن الذي تغلب عليه
المسائل النحوية» والشواهد النحوية» ولكنه لم يُخْلٍ كتابُّ من التعرض
لعددٍ من مسائل البلاغة ذات الصلة بالآيات القرانية التى يفسرها. فقد
تحدث عن التقديم والتأخير في الألفاظء وتكلم عن الإيجاز والإطناب
والمعاني التي تخرج إليها بعض الأدوات كأداة الاستفهام» كما أشار إلى
بعض الصور البيانية مثل التشبيه والكناية والاستعارة» وفى أكثر ذلك
يستشهد بالشواهد الشعرية البلاغية» حتى عَدَهُ بعض الدارسين راتداً في
(۱) كتاب الإيمان ه7"6. (۲) انظر: مجاز القرآن .١١/١
أغراض إيراد الشاهد الشعري... إلخ EV
مبحث الاستعارة”'' .
ويُعَذّ كتابُ «تأويل مشكل القرآن» لابن قتيبة أحفل الكتب - التي
شملتها هذه الدراسة - بالشواهد البلاغيةء وقد صنف كتابه هذا للرد على
الملاحدة وأشباههم الذين يطعنون على القرآن الكريم» فيقولون: إن به
تناقضاً وفساداً في النظم» واضطراباً في الإعراب» وهو طعن مرده إلى
جهلهم بأساليب العربية» ومن ثم ألف كتابه» ليحق الحق ويبطل الباطل»
عارضاً فيه بعض آيات القرآن» مستشهداً لتفسيرها بالشواهد الشعرية
الكثيرة التي بلغت ثلاثمائة وواحد وستين شاهداً شعرياً» غالبها شواهد
بلاغية اعتمدها البلاغيون في كتب البلاغة بعد ابن قتيبة» وستأتي أمثلة
لهذه الشواهد. وقد تعرض ابن قتيبة في كتابه هذا لموضوعات بلاغية
مثل المجاز والاستعارة والكناية والتعريض والمقلوب» وتكرار الكلام
والزيادة فيه» والحذف والاختصارء ومخالفة ظاهر اللفظ معناه.
وفيما يلي أمثلة للشواهد البلاغية في كتب غريب القرآن» ومعاني
القرآن» ثم أختم بذكر أمثلة للشواهد البلاغية فى كتاب ابن قتيبة تأويل
مشكل القرآن.
ولا أمثلة الشواهد البلاغبة في كتب الخريب:
١ - عند تفسير قوله تعالى: لِك الْكتَبُ لا رب فه هُدَّى
مقن 2*0 [البقرة: ؟] فسره بأن معناه: هذا القرآن» ثم قال: «وقد
تخاطب العرب الشاهد فتظهر له مخاطبة الغائب» قال خفاف بن ندبة
السلمي. وهي آمه» كانت سوداء حبشية» وكان من غربان العرب في
الجاهلية :
فلن تك خَيْلي كذ أَصِيْبَ صَمِيمُها فَمَمْداعلى عَيْنِ نَيِمَمْتُ مالكا
.١50 انظر: أثر النحاة في البحث البلاغي لعبد القادر حسين )١(
:007 (لشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
نول لَه والرْمحٌ يَأَظُرمَبْتَهُ تَأمَلْحُفافاًإِنَتَي آنا ذلك
يعني : مالك بن حَمّاد الشَّمْحْىَ. وصميم يله معاوية أخو خنساءء
قتله دُريد وهاشم ابنا حَرْملة المُريّان».
وهذا شاهد بلاغ على أن العربّ تخاطبُ الشاهد بخطاب الغائب
البعيد» لتفخيمه . وقد جاء الخطاب في الآية بصبغة الغائب لتفخيم أمر
القران الكريم»ء وعلو قدره» وجاء الخطاب بصيغة الغائب في الشأهد
١ - وقال أبو عبيدة عند تفسيره للتشبيه فى قوله تعالى: ##وَالَدِنَ
يدعو من دونو لا شت ١ تچ لمم پء إلا كط كيه إلى الما للم َه وما هو
غد [الرعد: :]٠٤ «مجازه: إن الذي يبسط كفه ليقبض على الماء حتى
يؤديه إلى فيه لا يتم له ذلك ولا تَسِقُهُ أناملة؛ أي: تجمعة! . ثُمَ
ضابئ بن الحارث البرجمي :
فَإِنّي وباك وشّوقاًإليكمُم كقابض ماءٍ لم تَسِفَهُ نامل"
ثم شرحه فقال: ايقول : ليس في يدي من ذلك * شية» كما أنه
ليس في يك القابض على الماء شى . وهذا مَكَل تَضربةٌ العرتٌُ لمن
سعى فيما له يل رکه .
٣ - عند تفسير قوله تعالى: «لقطع طرفا ص لذن كفروأ أو ْب
نقلبوا حيبي 469 [آل عمران: ۱۲۷] ذكر أن أبا عبيد عبيدة فسر قوله تعالى :
و بأنه من الكبت وهو الإهلاك. وقال غير أبي عبيدة أن معناه من
.۳۲۷/۱ مجاز القرآن ۲۸/۱ ۔ ۲۹. (۲) مجاز القرآن )١(
۹ خزانة الأدب ٤۸۷ /٠١ انظر: تفسير الطبري (هجر) )۳(
۷/۱ مجاز القرآن )٤(
(5) انظر: تفسير الطبري (هجر) ۱۳/ .٤۸۷
أغراض إيراد الشاهد الشعري... إلخ V۹
الغيظ والخَرْنٍ. ثم ذكر أن أهل النظر من العلماء ولعله يعني الفراء -
يرون أن التاء في قوله: ویک منقلبة عن دال» وأن الأصل فيه :
يكبدهم ؛ أي : يصيبهم في أكبادهم بالحزن والغيظ وشدة العداوة. ومنه
قول العرب: فلان أحرق الحزن كبدهء وأحرقت العداوة كبده. وهذه
كناية عن شدة عداوته. واستشهد بشاهد بلاغي وهو قول الأعشى :
فما أَجْشيِمْتٍ ين إتبان قوم هُمْ الأعداء والأك باد سور
قال ابن قتيبة تعقيباً على بيت الأعشى: «كأنَّ الأكباد لَمّا احترقت
بشدة العداوة اسودّت''. والشواهد البلاغية في كتب غريب القرآن
قاذياً: امثلة الشواهد البلاغية في كتب المعاني:
١ أشار الفراء إلى ما يُسمّى عند البلاغيين بالمَجازٍ المُرسَلٍ عند
تفسيره لقوله تعالى: ##قَالَوا نك 1 ْنَا عن ألَهِينٍ 9* [الصافات: ۲۸]
فقال في تفسيرها: «كنتم تأتوننا من قبل الدين؛ أي : تأتوننا 0
قوی الوجوه. واليمين: القدرة والقوة. وكذلك قوله: #تراع عَم صا
مين 4 [الصافات: *4] أي :. بالقوة والقدرة»”"'. ثم استشهد على
صحة تفسيره هذا بقول الشماخ :
إذاامارايَةٌرُفعَ شْلِمَجَدر تلفاماعرابة ةَ باليَمِين*
وقال في شرحه: «أي : بالقدرة والقوة)*) . وقد اختلف العلماء في
تفسير اليمين في الآيات التي ذكرها الفراء على قولين: الأول القول
الذي ذكره الفراء وهو القوة والقدرة» وقال به عدد من العلماء"'.
(۱) انظر: ديوانه ۳۷۳. (۲) غریب القرآن .١١١
(۳) معانى القرآن ۲/ )٤( .۳۸٤ انظر: ديوانه .۳۳٣
.۳۸٥ /۲ المصدر السابق )٥(
(7) انظر: تفسير الطبري (هجر) ٥۷۳ 51/7/١9 المَبرّد كما في الجامع لأحكام القرآن
6 الخصائص لابن جني ۲٤۹/۳ جمهرة اللغة 7/ .١141
Vor ll الشاهر (لشعري في تفسير القرآن الكريم
والقول الثاني أنها بمعنى اليد اليمنى» وقال به عدد من العلماء أيضاً'.
وجَمَعَ بعضّهم بين القولين". وقد أطال عبد القاهر الجرجاني الوقوف
عند هذا الشاهد. وأن قول الشمّاخ جاء على المَثْل؛ أي: لما كانت
المكارم تنقاد له» وهو يحوزهاء وأنها تحصل له» ولا تمتنع عليه » کان
المجد مَثل الشيء ء في قبضة الآخذٍ لَه والجامع يده عليه › وخص اليمينّ
لأنّها تكون أفخمَ للمَثَلٍ . وهو لا يقر ما ذهبوا إليه مِنْ أن المراد بها
القوةٌ؛ لان المقامٍ مقام مدح بالجود والسخاء» ويرى أن المَجَدَ الذي
تطاول له عرابة ومد إليه يده من المَجِدٍ الذي أرادهُ ابو تَمَام بقوله :
ات
توَجَعُ أنْرَأت جسْمي تحيلاً كأ المَجْدَيُدرِكُ بالصّرَاء"
فالمقامٌ ليس مقامًّ بس وشدةء ولو كان كذلك لكان حَمْل اليمين
د دس (O) gf
على صريح القوة اشبه .
- عند تفسير قوله تعالى: ر عنهم احم العلل الق
کات عَلهِمَ # [الأعراف: »]٠١١ فسّر ابن قتيبة الأغلال بأنّها ما حَدَمَّهُ الله
على بني إسرائيل› وأحله لأ محمد» وسمي التحريم غلك دن التحريم
يَمنعُ كما يقبضٌ العُل الد فَاستٌعِيْرَة”“. ثم أورد شاهداً شعرياً بلاغيا
يؤكد أن العرب تفعل ذلك في كلامهاء وهو قول أبي خراش الهذلي :
ع ه cê 00 5ه 5 و م
فليس كعَهدٍ الدار با آم مالك ولكن أحاطت بالرّقاب السّلاسِل
وعادَ الفتى كالكَهّلٍ ليس بقائل سوى العَدْلِ شيئاً فاستراح العو اول
ثم شرح ابن قتيبة الاستعارة في هذا الشعر فقال: «يقول: ليس
الأمرٌ كعهدكء إذ كنا فى الدار ونحنٌ نَتَبِسَّط فى كل شىءٍ ولا نَتَوَقَىء
٠١ الجامع لأحكام القرآن ه/ 1٥۸/١ انظر: مقاييس اللغة )١(
(۲) انظر: : شرح أدب الكاتب للجواليقي 84.
(۳) انظر: ديوانه بشرح التبريزي ؟7717/7. (:) انظر: أسرار البلاغة ”5٠ 531".
(5) تأويل مشكل القرآن .۱٤۸ (5) انظر: ديوان الهذليين .١16١/7
أغراض إيراد الشاهد الشعري... إلخ Y1
اساسعلع -- تلد u 6
ولكن أَسْلّمنا فَصِرْنا مِن موانع الإسلام في مثل الأغلالٍ المُحيطة
بالرقاب» القابضة للأيدي)”'.
۳ - وعند تفسير قوله تعالى: طوف عَم م ولان و © يهاب
ار اص م تون © ) ل دص عون م و رفون | که مما سروت
© مَل طبر ما يهود © ور عن 0 4 [الواقعة: ۷ ۲۲ ذکر أن
الفاكهة واللحمَ والخور المي 5 يُطافٌ بهاء وإنَّما يُطافُ بالأكواب
والأباريق. ون المراد: تون بلحم طير وبفاكهة» ويزوجون بحور عِينِ .
وأن هذا أسلوب بالاغي م عند العرب» وهو إيقاع الفعل على شيئين وهو
لأحدهماء ويضمر للآخر فعله be ومثل هذه الآيات أيضاً كما
ذكر ابن قتيبة - قوله تعالى: مجعو أ ورم 4 [يونس : 0١ حيث إن
معناها: أجمعوا أمرّكم. وادعوا شركاءكم. وهي كذلك في مصحف
عبد الله بن مسعود" . ثم استشهد ابن قتيبة بشواهد من الشعر على هذا
الأسلوب البلاغي عند العرب» فذكر قول الشاعر”" :
تراك كأنَ الله يجِنْألنة ربو إن مولا ثات له وف
(0)
قال ابن قتيبة : : «أي : يَجدعَ أَنمَهُ ويفقاً عينيه» . وهذا الشاهد
يستشهد به النحويون"'' والبلاغيون" على إضمار الفعل بعد حرف
العطف» ويذهبون في تقديره مذهب ابن قتيبة. وذكر بعد ذلك ثلاثة
شواهد من الشعر تدل على أن هذا الأسلوب شائع عند العرب قبل نزول
القران.
.١54 المصدر السابق )١(
(۲) انظر: تفسير الطبري (هجر) ۲۳۱/۱۲. (") هو خالد بن الطيفان.
(5) ثاب: أي عاد ورجعء والوفر بالفتح: هو من المال والمتاع الكثير الواسع. انظر:
الحيوان ”/ .٠١
.۲۱۳ تأويل مشكل القرآن )٥(
() انظر: مجالس ثعلب 554. أمالي المرتضى .١59/5
(0) انظر: الصناعتين للعسكري .18١
=( 700 أ (لشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
هذه هي أهم الأغراض التي أورد أصحاب غريب القرآن ومعانيه
الشواهد الشعرية من أجلهاء ولم أجد أمثلة للتمثل بالشعر في كتب غريب
القرآن ومعانيه» لإيجازها الشديد» وعدم الاستطراد في قضايا تستدعي
التمثل بالشعر كما مر في أغراض المفسرين من إيراد الشواهد الشعرية.
GSS
سکس وچ ازو ئی
یکی
الفصل الثالث
أثر الشاهد الشعري في التفسير
المبحث الأول :
المبحث الثاني :
المبحث الثالث:
المبحث الرابع :
المسبحث الخامس :
المبحث السادس :
المبحث السابع :
المبحث الثامن :
المبحث الحادي عشر :
أثره في إيضاح المعنى.
أثره في توجيه القراءات.
أثره في الجانب العقدي عند المفسرين.
أثره في الجانب الفقهي .
أثره في الترجيح بين الأقوال.
أثره في بيان الأساليب القرآنية.
ثره في نسبة اللغات للقبائل.
أثره في الحكم بعربية بعض الألفاظ
وفصاحتها.
أثره في بيان الأحوال التي نزلت فيها
الآيات .
أثره في معرفة الأماكن.
صلة الشعر الجاهلي بإعجاز القرآن
الكريم .
حجن 9ے ی
کے دجن | رو ’سے
لالشامر (الشعري في تفسير القرآن الكريم
المبحث الأول
أثر الشاهد الشعري في إيضاح وبيان
الغرض من تصنيف كتب التفسير هو بيان معاني القرآن الكريم
وإيضاحهاء وبَيان أحكامها وحِكيها”''. وقد استعانَ المفسرون بوسائل
كثيرة» من أَمَمّها اللغةٌ العربية التي نزل القرآن بهاء ولم تنشأ علوم اللغة
في بدايتها إلا من أجل هذا الغرض النبيل» وهو بيان القرآن» والحفاظ
على لغته نه نقيةً من العُْمَةٍ التي طرأث على ألسنةٍ العرب في ذلك
الوق . ونظراً لأن الشعر كان ديواناً جامعاً لعلم العرب وبيان لغتهاء
فقد اتخذة العلماء شاهداً لهم على كثيرٍ من معاني القرآن الكريم من
حيثٌ الدلالة اللغوية» لإيضاح تلك المعاني وتّجليتها؛ لأن الشعر كان
أقرب إلى فهمهم لتعودهم عليه وعلى حفظه وسماعهِء ومعرفتهم بأساليب
الشعراء في الكلام .
ويصح في هذا المبحث إيراد الشواهد الشعرية التي وردت في كتب
التفسير» حيث يصدق عليها نها كانت في سياق إيضاح المعاني وبيانها.
فشواهد اللغة من أَهمٌ أغراضها بيان معاني الألفاظ التي وردت في القرآن
أو التفسيرء وكذلك الشواهد النحويةٌ وردت لأغراض متعددة من أهمّها
بيان معاني التراكيب» وقُلْ مثلّ ذلك في بقيِّ الشواهد الشعرية» غير أني
سأقتصرٌ على صورتين ظاهرتين في استشهاد المفسرين بالشعر لتوضيح
)١( انظر: البرهان في علوم القرآن ۲۷٦/۲ 02٠١5 - ٠١4/١ وما بعدها.
(۲) انظر: الإتقان في علوم القرآن .0147/١
أثر الشاهد الشعري في إيضاح وبيان المعنى في التفسير مهلا
معانى الآيات القرآنية» وإرجاءٌ بقيّةِ الضور للمباحث التالية» وهاتان
الصورتان هما :
أولاً: بيان معاني المفردات القر آنية :
يدخل تحت هذه الصورة - جَميع جَمِيعٌ الشواهد اللغوية في كتب التفسير›
وكتب غريب القرآن وهي الغالبة عليه : وكتب معاني القرآن وهي قليلة
فيها كما تقدم. وأثر الشاهد اللغوي ظاهر في إيضاح معاني المفردات
الغريبة التي وردت في القرآن الكريم أو التفسير أو بعض الشواهد
الشعرية التي يستشهد بها المفسرون في التفسيرء وتكون محتاجة إلى
شرح بعض مفرداتها. وقد بلغت الشواهد اللغوية في كتب التفسير أكثر
من النصف باستئناء تفسير الزمخشري الذي غلبت عليه الشواهد البلاغية
والنحوية» بل إن الزمخشري قد وظف بعض الشواهد النحوية المشهورة
توظيفاً بلاغياً . وأما كتب غريب القرآن فقد كانت معظم شواهدها شواهد
لغوية وردت لإيضاح معاني المفردات في الدرجة الأولى» وأثر هذه
الشواهد في إيضاح المعاني لا يستغنى عنه.
ثانياً: بيان معاني التراكيب القرآنية :
يدخل تحت هذه الصورة الشواهد النحويةء والشواهد التاريخية في
بعض المواضع لبيانها مناسبات بعض الحوادث ذات العلاقة بالقرآن
الكريم وتفسيره. وقد اشتملت كتب التفسير على عدد كبير من الشواهد
النحوية والبلاغية سَبَقّ بيائهاء مع تفاوت نسبة تلك الشواهد بين
المصئّفات» وقد تقدّم بيان نسبة هذه الشواهد بين شواهد المفسرين في
المباحث السابقة في هذه الدراسة» وأذكر هنا بعض الأمثلة التي تدل
على أثر الشاهد الشعري المباشر في إيضاح معاني التراكيب النحوية في
كتب التفسيرء والعناية التي أولاها المفسرون لهذه الشواهد في تفسيرهم
للقرآن» حتى إن بعض المفسرين كالقرطبي وأبي حيان الأندلسي والسمين
الحلبي قد أودعوا تفاسيرهم معظم شواهد النحو المشهورة المتداولة عند
النحويين في مصنفاتهم .
للمفسرين في إيضاح المعاني التي وردت في القرآن الكريم بالشاهد
الشعري طرق متنوعة» من أهمها طريقتان:
الأولى: موازنة المعنى الذي تدل عليه الآيات القرآنية بالمعنى
الذي يدل عليه الشاهد الشعري.
والشعر يعرفه العرب جيداً لإلفهم للشعر» وخبرتهم به.
١ - ومن أمثلة ذلك ما ذكره الطبري محاولاً إيضاح معنى قول
القائلين بأنَّ الحروف المقطعة فى أوائل السور تدل على أسماء الله جل
وعلا وصفاته. بقوله: «وأما الذين قالوا: ذلك حروفٌ مقلع بعضها مِنْ
أسماءٍ الله عَّ وجل» وبعضها من صفاته» ولكُلّ حرف من ذلك معنى غير
معنى الحرف الآخر. فإِنّهِم نحو بتأويلهم ذلك نحو قول الشاع”" :
قُلنا لّها: قفي لناء قالثْ: قاف لائَحْسَبي آنا سينا الإيْجَاف'"
يعنى بقوله: «قالت قاف»ء قالت: قد وقفتُ. فدلّت بإظهار القافٍ
مِنْ وَقَفتٌ على مُرادِها مِنْ تمام الكلمة التي هي «وَكَمْتٌُ»ء قُصرفوا قوله
الم 40 [البقرة: ]١ وما أشبه ذلك إلى نحو هذا المعنى)”” .
فقد استعان الطبري بالشعر لتوضيح معنى قول القائلين بأن الحروف
المقطعة فى أوائل السور مأخوذة من أسماء الله وصفاته للدلالة عليهاء
كما دل قول الشاعر: «قاف». على كلمة: «وقفت». وهذه الموازنة تكون
ذات قيمة دلالية إذا عرفت أن الشعر عند العرب علم مألوف مشهور»
)١( هو الوليد بن عقبة.
(0) الإيجاف: حث الدابة على سرعة السير. انظر: الصاحبي لابن فارس 2١5١ شرح
شواهد الشافية للبغدادي 7/5 7.
إفرة تفسير الطبري (شاكر) ۲۱۲/۱.
أثر الشاهد الشعري في إيضاح وبيان المعنى في التفسير 6ن
يعرفون دلالاته واختصاراته» ويفهمون ما تعنيه» وإذا أحيل العربي إليه
فهمه دون عناء .
؟ ومن الأمثلة كذلك قول الطبري عند تفسيره لمعنى «الْسنَة في
قوله تعالى: #لا تاخده تة ولا و و [البقرة: 100]: «والَوَّسَنٌ: خثورة
التوم» ومنه قول عَدِي بن الرقاع :
وَسْنانٌ أَنْصَّدَهُ التُعاس فَرَنَمَتْ عینه س سِنَةٌ وليسَ بنا"
2 م استطرد الطبرئ لإيضاح معنى الوَسَنٍ في البيت؛ والاحتجاج
لصحة تفسيره للآية بشاهدين آخرين من الشعر” ''» وتتبع معنى السّنَةٍ
والوسَنِ حتى جلا وة أحسنَ بيان» بتتبعه للشواهد الشعرية التي يعضد
بعضها بعضأ في إيضاح هذا المعنى. وقد أحسن الطبري التعبيّر عن معنى
السنةٍ بِالحَثُورةء وهيّ كلمةٌ تدلّ على الثَُّلِ والتجمّع» تطلقُ في الأصلٍ
على اللَبَنِ والعَسلٍ إذا ثقل وتجمّع بعضهُ على بعض © . قال محمود
شاكر تعليقاً على قول الطبري هذا: اوالمَجارٌ منه قولّهم: فلان خَايْر
النفْس ؛ أي : ثقيلُهاء غير طب ولا نشيو قد كَثَرَ فتُوراً. واستعمله
الطبري استعما لا بارعاً. فجَعل لوم خثورةً وهي شدة الفتّورء نه
زالت ره واستغلظ فَتَقْلَء وهذا تعبيرٌ لَّمْ أَجِدْ جد قب .
وقد فسر الأصفهانيٌ معنى قول عدي ١ بن الرقاع : «وسَئانَ أقصده
النعاسنٌُ» فقال: «والوَّسْنانْ: النائم. والوسن : اللوم الواحدة منه
َة . وتفسير الطبري للمِّنَةِ أَدَقّء فليست السّنَةُ النومّ» وَإِنَّما هي
قدمتة من الور والققلٍ كما عبر الطبري. ويؤيده الشاهد الثاني وهو
.۱۲۲ انظر: ديوانه )١(
(۲) انظر: تفسير الطبري (شاكر) 84/6" -
(۳) انظر: تهذيب اللغة ۷/ “2 مقاييس اللغة 75757/7. لسان العرب /٤ ۲۷ (خثر).
(4) تفسير الطبري (شاكر) ۳۸۹/١ حاشية رقم .١
() الأغاني ۳۱۲/۹.
Vo (لشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
قول الأعشى : ( يعي التُعاس وقبل الْوَسَنْ». ورواية الديوان للبيت: «وعند
الوَسَنْ''' . بل إِنَّ تفسير الطبري للبيت أدق من تفسير شيخه ثعلب حيث
قال في شرحه: «الوَسْئانَ: التّاعس)”"'. والشاهد أن الطبري أخذ يتنيع
المعنى ليتضح للقارئ بإيراده الشواهد الشعرية التي تدل على المعنى بدقة
حتى اكتمل المعنى بتضافر هذه الشواهد الشعرية.
۳ - ومن الأمثلة التي يوازن فيها المفسرون بين أسلوب الآية
وأسلوب الشاهد الشعري لتوضيح المعنى المراد ما ذكره بو عب عبيدة شارحا
معنى قوله تعالى على لسان الملائكة: «قالوا مَل فا من يُفْسِدُ فيبَا»
[البقرة: :]۳١ «جاءت على لفظ الاستفهام. والملائكة لم تستفهم ربهاء
وقد قال تبارك وتعالى: إن جَاعِلُ فى الْأَرْضٍ ية [البقرة: 0*] ولكنّ
معناها معنى الإيجاب؛ أي: أَنْكَ ستفعلُ. وقال جريرٌ فأوجبّ ولم
يستفهم لعبد الملك بن مروان:
أَلَسْتمْ خَيْرَ مَنْ رَكبَ المَطايا وأندی العالَمِيْنَ بُطُونَ را“
فقد تولى الشاهد الشعري إيضاح المعنى» وقد أضاف أبو عبيدة
دليلاً آخر من واقع صنيع الممدوح بالشاعر حيث وهب عبد الملك بن
مروان لجرير مائة من الإبل مكافأة له على مديحه» ولو كان استفهاما
فقط لم يعطه شيئ .
الثانية : إيضاح الآية بذكر الشاهد مباشرة:
في هذه الطريقة يشرح المفسر الآية أو المفردة بذكره للشاهد
(۲) شرح ديوان عدي بن الرقاع لثعلب .٠۲١ والطبري على الرغم من أخذه لدواوين
العرب عن ثعلب» وقراءتها عليهء واشتهار ذلك عنهء إلا أنه لم يذكره في تفسيره»
لكثير من الأشعارء ولم أجد جوابا لصنيع الطبري هذا مع شيخه ثعلب.
(۳) تقدم تخريجه. )٤( مجاز القرآن .5"0/١
(5) انظر: المصدر السابق ."٠/١
الشعري مباشرة» دون ربط بينهماء أو شرح للشاهد بما يوضح المراد من
الآية. وهذا يدل على أن الشاهد في نظر المفسر أوضح من الآية.
فيحيل القارئ إلى الشاهد لوضوحه. دون أن يتدخل بين القارئ وبين
فهمه للشاهد الشعري. وأكثر من رأيته يفعل ذلك الزمخشري في
الكشاف. فإنه صنف كتابه للمتقدمين الذين شدوا شيئا من علم اللغة
والتفسير والبلاغة يؤهلهم للربط بين الآية القرآنية والشاهد الشعري
واستخراج المعنى المراد من خلال ذلك .
وقد كانت هذه الطريقة في الاستشهاد شائعة عند علماء اللغة
المتقدمين» فقد ذكر أبو عُمَر الجَرميٌ أن سائلاً جاء إلى يونس بن حبيب
النحوي وهو في حلقته في المسجدء فسأله عن معنى (التناوش) في
قول الله تعالى: وَوَالوا اما بو وای هی الاش من کان بير ©4
[سبا: ؟0]. قال: «فقال بيدو: التّناول» وأنشدّ: <
وهي نوش الحَوض نَوْشاً مِنْ عَلا تَوْشاً بو تَقطعْ أَجْوارٌَ الفلا“
فقد اكتفى يونس بعد بيانه للمفردة الغريبة في الآية» بذكر شاهدٍ
شعري فهمه السائل دون شرح من يونس .
- ومن الأمثلة على ذلك عند الزمخشري قوله: «فإن قلت: لِم وَحَدَ
الراجع في قوله: #إِيَقْتَدُوا پو [المائدة: 5م] وقد ذُكِرَ شيئان؟ قلتٌ: نحو
قول :
َإِنّي وقَبَّارٌ بها مريب ۽
وهو يعني الضمير في #يوء#» حيث يعود على قوله: لما في
لْأرْضٍِ معا وَهِنْكُمُ مم وهما اثنان» فكان يقال: «ليفتدوا بهما». غير
)١( هذا البيت من شواهد سيبويه في الكتاب ٠٤٥۳/۳ ولم ينسبه أحد غير ابن بري حيث
نسبه لغيلان بن حريث الربعى. انظر: خزانة الأدب 94//ا57.
(۲) أخبار النحويين البصريين 88. (*) الكشاف ۲۳۰/۲ -73731.
va (لشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
أنه وحد الضمير فقال: «لفتدوا يو). ولم يشرح الزمخشري العِلَةّ
وإنما حال بيائها إلى شطر شاهدٍ شعريٰ نحوي مشهورء وهو قول ضابئ
البرجميٌ :
فَمَنْيَكَ أمسى بالمدينة رَحْلَهُ فإنّي وقَيَّارٌ بهالَعَريْي“
والشاهد فيه عند الزمخشري قوله: «لعَرِيبٌ»»: وكان المتوقع أن
يقول: «لغريبان», كما قال أبو زيد: «ولو قال: «لغريبان» لكان
أجود»”''. غير أن الزمخشري اكتفى في إيضاح سبب توحيد الضمير في
قوله تعالى: #إيفتدوأ به »# مع تعدد ما يعود عليه هذا الضمير بإيراده
للشاهد الشعري» وعدم التعليق عليه بشيء» ثقة في فهم القارئ بأن ذلك
من أساليب العرب في كلامهاء ودليلاً على أنَّ الزمخشريً صنّف كتابّه
«الكشاف» لطلبة العلم المتقدمين .
وقد تقدمت في أثناء البحث أمثلة متعددة أخرى للشواهد اللغوية
والنحوية التي استعان بها المفسرون وأصحاب كتب غريب القرآن ومعانيه
لإيضاح الدلالات اللغوية للمفردات والتراكيب في القرآن الكريم» وكان
لهذه الشواهد أثر واضح في تقريب المعاني وتوضيحها. ويتفاوت ظهور
هذا الأثر للشواهد الشعرية في كتب التفسيرء بحسب منهج المفسر الذي
سار عليه» غير أن هذا الأثر كان جلياً في كتب التفسير والمعاني
والغريب التي شملتها الدراسة» حيث وقع عليها الاختيار في بداية العمل
لأسباب من أهمها عنايتها بالشاهد الشعري في مناهجهاء وهناك من كتب
التفاسير المختصرة من ظهر فيها أثر الشاهد الشعري ظهوراً متوسطا
كتفسير البيضاوي حيث كان مختصراً من تفسير الزمخشري» وقد استبعد
كثيراً من شواهدهء وأبقى منها 157 شاهداً فقطء لم ير الاستغناء عنها
."١١/٠١ خزانة الأدب ۳۸/١ انظر: الكتاب )١(
.٠١ النوادر لأبي زيد )۲(
أثر الشاهد الشعري في إيضاح وبيان المعنى في التفسير ا
في مختصره لأهميتها في إيضاح المعاني” .
وهناك كتب مختصرة مثل اختصار ابن صُمادح التَجَيّبي لتفسير
الطبري» حيث أخلاهٌ من الشواهد الشعرية» وأبقى على المعاني التي
اعتمدها الطبري بناءً على شواهد الشعر التى استشهد بها" . وفَعَلَ مثل
ذلك الثعالبئُ الجزائري في اختصاره لتفسير ابن عطية حيث «وضع لنفسه
- وهو يَختصرٌ تفسير ابن عطية منهجاً يقوم في أغلب الأحيان على
حذف الشواهدٍ الشعرية» والوجوه النحوية»”". وفَعَلَ مثلّ ذلك مَنْ
اختصر تفسيرٌ القرطبي . فتبقى قيمة هذه المختصرات في ارتباطها
بالأصول» التي اعتمد أصحابها فيها على شواهد الشعر في تحقيق
الدلالات اللغوية لمفردات القرآن الكريم وتراكيبه.
په ضيه ضيه
.۲ ١ انظر: القول الماضي في شرح شواهد تفسير القاضي للمحجوب بنسالك )١(
.7/١ انظر: مختصر تفسير الطبري لابن صمادح )۲(
(۳) منهج ابن عطية في تفسير القرآن الكريم للدكتور عبد الوهاب فايد 5914.
(9) انظر: مختصر تفسير القرطبي لتوفيق الحكيم/ المقدمة.
جی 9ے جلي
سككس دن ارو ’ےی
(لشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
المبحث الثاني
أخَّرْ الشاهد الشعري ف توجيه القراءات
التوجيه مصدرٌ مأخوذ مِنْ وَجهَ وج ومنه قوله تعالى: ًا
هد لا يأت حر [النحل: .]۷١ ومنه: وَجََهْتٌ الشيءَ إذا جعلتة على
ج .قال ابن منظور: «وقال بعضهم: وجو الحَبجَرَ وِجْهَة وَجِهَةَ ما
ل" . .. يريل: وجه الأمرَ وجه يُضْربُ مَعَلا للأمر إذا لم يستقم من
جهة أن يجه له تدبيراً من جهةٍ أخرى» رأصل هذا في الجر يوضع في
البناء» فلا يستقيمُ» فيَقَلْبٌ على وجو آخر فيستقيم»”"
وتوجية القراءاتِ يدخل تحت عِلم القراءاتٍ بمعناه الواسع» غير
أن الذي قام به هم النحويون وأهل اللغة غالباًء وقد أفرده الزركشي
بالذكر في «البرهان» تحت النوع الثالث والعشرين فقال: ١معرفة توجيه
القراءاتٍ وين وجو ما ذهب إليه كل قاري» وأشار إلى أله ی جلي
وبه عرف جلالةً المعاني وجزالتّهاء وقد اعتنى الأئمةٌ بوه وأفردوا فيه
کشا .
وقد عرف توجية القراءات بِأَنّهُ «عِلْمٌ يبحت فيه عن معاني القراءاتِ
والكشف عن وجوهها فى العربية» أو الذهاب بالقراءة إلى الجهة التى:
(۱) انظر: مقاييس اللغة 88/5 ۔ .۸٩
)۲( قولهم : رجو احير رجهة ما لهه مثل يُضربٌ في سن التدبيرء أي : لكل أمر وجه
لكن الإنسان ريّما عَجَرَ ولم يهتد إليه. انظر: مجمع الأمثال للميداني .٤٤۹٤/۳
(۳) انظر: لسان العرب ۲۲٣/۱٣ (وجه). (5) البرهان في علوم القرآن .488/١
تَر الشاهب الشعري فى توجيه القراءات... إلخ ۹
يِتيّنُ فيها وجهها ومعناها)"''.
واتوجيه القراءات» بُسمّى بهذا" وله أسماءٌ أخرى المقصودٌ بها
واحد أو متقارب» ومنها «الاحتجاج للقراءات»") واوجوه
القراءات» ٠" و«علل القراءات»)› ولإعراب القراءات)', وامعاني
القراءات» وبکل اسم من هذو الأسماءٍ صُنْمّتْ مُصنَّنَاتٌ غير أن الذي
استقر عليه الاصطلاح في الوقت الراهن تسميته بتوجيه القراءات .
وقد عَنِيَ المفسرون بتوجيه القراءات من حيث اللغة والنحو في
كتب التفسيرء وظل توجيه القراءات والاحتجاج لها منثوراً في كتب
معاني القرآن والتفسير مده طويلة من الزمن» ثم اح يستقل وينفصل شيا
فشيئاً حتى نضج› واستقل بأصوله ومؤلفاته بعد تصنيف ابن مجاهد
(ت775ه)”” لكتابه في القراءات السبع» واقتصاره على الطرق الصحيحة
لتلك القراءات .
)١( توجيه مشكل القراءات العشرية للدكتور عبد العزيز الحربى ٠٦٥ وانظر: القراءات
القرآنية لعبد الحليم قابة »7٠ فصول في أصول التفسير لمساعد الطيار .٠١١
(؟) مثل تسمية شريح بن محمد الرعيني كتاباً له باسم «الجمع والتوجيه لما انفرد به الإمام
يعقوب بن إسحاق الحضرمي» . انظر: فهرسة ابن خير ۳۸ - ۳۹ء وكتاب عبد الفتاح
القاضي «القراءات الشاذة وتوجيهها من لغة العرب».
(۳) ككتاب «الحجة في القراءات السبع» للفارسي› و«الحجة)» المنسوب لابن خالويه»
واحجة القراءات» لابن زنجلة .
)٤( مثل كتاب ابن قتيبة «وجوه القراءات». انظر: تأويل مشكل القرآن 255 وهذا
المصطلح عند المتقدمين» وأمّا متأخرو القراء فيعنون به الخلاف الذي يقع في بعض
صور الأداء: كأوجه البسملة» والوقوف.
)٥( مثل كتاب الأزهري «علل القراءات»» ولابن التي والسّجّاوندي كتبٌ بهذا العنوان
أيضاً .
0) مثل كتاب «إعراب القراءات وعللها» لابن خالويهء وإعراب القراءات لإسماعيل بن
(۷) مثل كتاب «معاني القراءات» لأحمد بن قاسم اللخمي. انظر: غاية النهاية .47/١
(۸) هو أبو بكر أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد البغدادي» تتلمذ على أبي جعفر =
V4 الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
وقد بدأ الاحتجاج بالشعر لتوجيه القراءاتِ مُبكراً في عهد أئمة
القراء الأوائل» فقد كان أبو عمرو بن العلاء البصري (ت٤١٠ه) يَحتج
لقراءته بالشعرء كما في قراءته لقوله تعالى : نکم رست ری اصح
ک4 [الأعراف: 7] بتخفيف اللام في أ4 ِن أَبْلَعْ يُبْلِعُ ب ې فقد
احتج بالقرآن وبالشعر. فأمَّا القرآن فقد ا بقوله 0 #لقَدٌ
َبَلَنْئُكُمْ رِسَالَةَ ري [الأعراف: 78].
وأما احتجاجه بالشعر فقد احتجٌّ بشاهدين» الأول قول عَدِي بن
زيل :
أبيغ الثعمانَ عَنّي مألكاً اله قد طالَحَبْسي وانتظاري'
والثاني قول أبي الما الأسدي”":
بلغ أبا مالك عَنَي مُعَلْعَلَةَ وفي العتاب . باه بَيْنَ أقوام
وأبو عمرو بن العلاء (ت٤١٠ه) يمل باحتجاجهٍ للقراءات
وتوجيههاء واستشهاده بالشعر على ذلك» مرحلة متقدمةً ؛ لأنهُ إمام علماء
اللخة ورواة الشعر الذين دارت عليهم رواية الشعر باعتبارو شيخا لأبي
(£)
= الطبريء» وكان يعدَّهُ أجل شيوخه الذين أخذ عنهم القراءات» والتفسيرء والشعرء كما
تتلمذ على ثعلب في اللغة. وهو أول من اختار القراءات السبع ودونها مقتصراً عليها
في كتابه السبعة. توفي سنة 785ه ومن تلاميذه أبو علي الفارسي. انظر: تاريخ بغداد
٥ معجم الأدباء /١4 240 معرفة القراء الكبار 2754/١ غاية النهاية .٠١۹/۱
Hb (0010 عمرو واليزيدي بعكب 4 بسكون الباء وتخفيف اللام. وقرأ الجمهور
2
بلحم بفتح الباء وتشديد اللام. انظر: السبعة 2784 حجة القراءات 2385
إعراب القراءات السبع وعللها ۱۹۰/۱ - .19١
(۲) المألك: الرسالة. انظر: ديوانه 47.
)۳( هو أبو القمقام بن مصعب الأسدي شاعر سمعه أبو عمرو بن العلاء والفراء
وغيرهماء ورد اسمه في كتب الشعر والأدب دون ترجمة. انظر: المبهج لابن جني
٤؛, شرح أبيات المغني 2775/5 شرح الحماسة للمرزوقي ۳/ .٠١۷۷
/ والبيت في عيون الأخبار ء١١ 1١90/١ انظر: إعراب القراءات السبع وعللها )٤(
ونسب لغيره. ١
أثرٌ الشاهد الشعري في توجيه القراءات... إلخ <۷
عُبيدة» والأصمعيئّ» وطبقتهم» ولكونه أحد القراء السبعة» وإمام قراء
البصرة» وقراءته هي القراءة التي يقرأ بها أهل البصرة» وقد رواها عنه
تلاميذه» فهو أبو العلماء وكهمُهُم كما وصفه ابن جني“ ۔» وأعلم
الناس بالقرآن والعربية - كما يقول ابن الجزري”"» فهو قارئ لخوي إِمامٌ
في فلوبٍ متعددة .
وقد ذكر أبو عبيدة آنه سال شيخه أبا عمرو بن العلاء عن توجيه
قراءته لقوله تعالی : قال لو شت لتَحَذْتَ علد َا [الكهف: ۷۷] حيث
قرأها أبو عمرو بن العلاء لخدت عَلَيْهِ أ جرا»”” مِنْ (تَخْذْ) لا من
(انَخَذْ)ء فقال أبو عمرو: هي لغ فصيحةً واستشهد لها بقولٍ المَمَزّقَ
اللي
وقد تخذ تَخِدَتْ رِجُلِي إلى جَنْب غَرْزْها نسِيفاً كأَفُحُوصٍ القَطاةٍ المُطّءقٍ”*)
وهذا احتجاجٌ لصحة استعمال (تَخدً)ء وأنه ورد عند العرب في
الشعر الفصيح»› فقرأ به» وقد اكتفى العلماء بشواهد مفردة للاستشهاد
على بعض الأوجه المقروءٍ بها استدلالاً منهم على صحتهاء وإن كان
المتتبع لدواوين الشعراء سيجد غير تلك الشواهد.
ومنذ زمن أبى عمرو بن العلاء والقراء وعلماء القراءات يتتبعون
شواهد الشعر التي تعينهم على توجيه القراءات من حيث اللغة والإعراب
.۲۹۰/۱ انظر: الخصائص۹/۳٠۳. (9) انظر: غاية النهاية )١(
(۳) قراءة الجمهور «الدَدَزْتَ 12 عليه أَجرا4 بإدغام الذال في التاء إلا حفص فقد أظهرهاء
وقرأابن كثير وأبو عمرو «لَتَخْذْتَ) إلا أن أبا عمرو يدغم وابن كثير لا يدغم
كحقص . انظر: السبعة 5945.
(4) انظر: مجالس العلماء للزجاجي ٠٠١ والعَرُرُ: هو للناقة مثل الحزام للمَرَسِء
والنسيفُ: ار ركض الرجل يجنبي البعير إذا انحصٌ عنه الوَبر. . وأفحوص القطاة
مجثمها وعشها لأنها تفحصهء والمُطرّقُ صفة للعُسنٌ بمعنى المُعَدّلء أو صفة للقطاة
وهي التي تعالج خروج م بيضهاء وذكُرَ لاختصاصه بالإناث فاستّغنيَ عن العلامة.
انظر: الأصمعيات 116ء مجاز القرآن .٤٠١/١
زیا 4 اه XE
[ اش عرشي في تفسيرالقرآن الكريم
لتكونَ حجةً لهم أن الوجه الذي رَوَوهُ من القراءة صحيحٌ موافقٌ للخةٍ
العَرّب» وأَنَّهُ ليس خطأ لم تستعمله العرب. وهذا شاهد للركن الذي
استقر عند علماء القراءات اعتباره للقراءة الصحيحة وهو موافقة لغة
العرب ولو بوجو مِنْ وُججوهها'''. بل إنه يؤثر عن بعض القراء شواهد
شعرية خاصة» يستشهد بها لتصحيح قراءته» فقد ذكر ابن الجَرّريٌ في
ترجمة أخمد بن مُحمدٍ بن عَلْقَمةَ بن نافع النبّال المتوفى سنة ٠4١1ه»ء أنه
قرأ عليه قُنْبُلُ والبَرّيُ. ثم قال: «وروينا عنه أنه كان يُنْشِدُ شاهداً على
قراءة تشديدٍ الياء من # ى عن بٍ4 [الأنفال: "٤۲ وهي قراءته التي
رواها قبل عنة :
سَأَلَيِي جارتي تن مَعْشَرٍ وَإِذا مامي ذو اللَّبِ سَألْ
سَألعني عن أئاس ذَمَبُوا شرب الدَهِرُعَلبِهم وَأكَر”“
وربّما ححص ابن الجزري هذا الشاهد بالذكر لكونه حَفِظ عن التَبَّالٍ
دون غيره» وإِلّا فإِنَّ المفسرينَ وغيرّهم قد احتجوا لهذه القراءة بشواهد
ع
. )0( 1 5 .
اخرى . كقول عبيد بن الابرص:
عَيوابأمره هِوُكما عَبَِّتْببَيْضيِهاالحَماتَ""
)١( ذكر العلماء أن القراءة المقبولة لها ئلائة أركان: صحةٌ الإسنادء وموافقة العربية ولو
بوجوء وموافقة رسم المصحف العثماني لها ولو احتمالاً. وأهم هذه الأركان صحة
الإسنادء وأمّا موافقة العربية فلا بد منه» غير أنه يفرق بين هذا وبين موافقة قواعد
النحويين. انظر: الإبانة عن معاني القراءات لمكي 258 والنشر .4/١
(۲) تتمة الآية: «لْيَهَلِكَ من ڪلت عن بیو وَيَدْى من ى عن بَيْنَةِ» [الأنفال: .]٤١
(۳) البيتان للنابغة الجعدي. انظر: ديوانه ٠۹۸ ونسبه ابن عطية للبيد وليس فى ديوانه.
انظر: المحرر الوجيز (قطر) 5/ ٠ .٠۲۲
.١155 _ ۱١۳/١ غاية النهاية )5(
(5) انظر: إعراب القراءات السبع وعللها 556/١ ۔ ۲۲٢ المحرر الوجيز ۷۷/۸ - ۷۸»
الدر المصون 5١/6 - 515.
() انظر: دیوانه ۰۷۸ الكتاب ”//781» المقتضب 2147/١ المنصف لابن جني .141١/7
أَكَرٌ الشاهب الشعري في توجيه القراءات... إلخ ۹۷
وبقول المتلمس :
فهذاأوانُ العِرْض حي دُبِابُهُ رَنابِيْرُهُ والأزرق اكمس“
وقال أبو عثمان المازني: «قرأت على أبي وأنا فام #فِرَى
اود يريع يِن من اله # [النور: . Orgy قال: فقال أبو سوار ' وكان
فصيحاً أخذ عنه أبو عبيدة فمن دول - (فتَرَّى الوَدق يخرح من حَلَلَهِ)
فقال لي خا قراءةٌ. فقال: أما سَّمِعتَ قول الشاعر:
ه ء 1 له 2 r A ° ول u (4)
قال أبو عثمان : حَلْل وخلال واحذء وهما مصدران» . ومع أن
القراءة التي قرأ بها الجمهورٌ هي القراءةٌ التي قرا بها المازنيُ لا أن
عندما سَمِعَ احتجاج أبي سوار بالشاهد الشعري الصحيح َل لَه وہ
الحَلل والخلالَ بأنّهما بمعنى واحد» وأَنَّهما مصدران. وهذه أمثلة متقدمة
على وجود الاحتجاج للقراءات بالشعرء والاعتماد على الشاهد الشعري
في توجيه القراءات والاحتجاج لها.
وأوجه الاحتجاج للقراءات بالشعر وغيره كثيرة» فتارة يكون توجيها
نحوياً من حيث الإعراب» وتارة يكون توجيها صرفيا يتعلق بوزن الكلمة
أو اشتقاقهاء أو لُغوياً يتعلق بعلم الأصوات» ولغات العرب (لهجاتها)»
وأمثالهم. وأقوالهم. وأشعارهم. وقد يكون هذا التوجيه معنوياً تتوقف
)١( العِرْضٌ: وادي اليمامة» والزنابِيْرٌُ: النَّحْلُء والأزرق: ذُبِابٌ يَلْسَعٌّ الحمير» وسُمّي
المتلمسٌ بهذا البيت. انظر : ديوانه »١77 الخصائص 7///ا27 البحر المحيط لأبي
حيان .٥٩۱/٤
(۲) هذه قراءة الجمهور.
(۳) هو أبو سوار الغنوي» من الأعراب الفصحاء الذين تأثر بهم أبو عبيدة وأخذ عنهم.
انظر: مجالس العلماء ۷١ الفهرست ل5» إنباه الرواة ؟/5» “287 أبو عبيدة
معمر بن المثنى لنهاد الموسى .٠١١
00 تقدم تخريجه وشرحه.
(5) المنصف لابن جني ۳/ 077375 وانظر: تصحيح التصحيف وتحرير التحريف للصفدي 518.
معرفته على معرفة سبب النرول»ء أو معرفة التفسير. وقد مَرَّ توجية
القراءاتِ واحتجاج العلماءِ لها بمرحلتين أساسيتين :
الأولى : مرحلة الاحتجاج الفردية لبعض القراءات دون تدوين. وقد
بدأت هذه المرحلة مبكراً في عهد الصحابة ور" ويدخل في هذه
المرحلة احتجاج القراء أنفسهم لقراءاتهم كما كان يصنع أبو عمرو العلاء
(ت54١ه) والكسائي (ت184ه)» وتلاميذهما من بَعْد''. واحتجاج
النحويين الأوائل الذين حفظت أقوالهم دون مؤلفاتهم كالخليل بن أحمد
(ت۱۷۰ه).
الثانية : مرحلة التدوين والبَّدءُ في جمع أوجه القراءات وتتبعها.
وهذه المرحلة قد تشارك الأولى من حيث الرَمَن مع الاختلاف في
المنهج والغاية» ويمكن التمييز في هذه المرحلة بين نوعين من التدوين»
هما :
١ - التدوين المختلط في كتب التفسير ومعاني القرآن والنحو.
ويدخل تحت هذه المرحلة ما دونه المفسرون من أهل اللغة في كتب
التفسير ومعاني القران والنحو من الاحتجاج للقراءات المتفرقة» حيث
يذكروتها عند بيانٍ قراءةٍ من القراءات التي تَعرضٌ لهم أثناء التفسيرء أ
يكون فيها حجة تحويةٌ لهم ومن أوائل الكتب التي َلهَر فيها توجيه
القراءات» والاستشهاد لها بشواهد الشعر كتاب سيبويه (ت١۸٠ه) .
حيث ورد في كتابه عدد من القراءات التي استشهد بها على مسائل
.١77/١ معاني القرآن للفراء ٠٤۲۹/١ انظر: غاية النهاية )١(
(۲) انظر: مجالس العلماء 577؟» مجلة البحث العلمي بجامعة أم القرى» العدد ٤ء
ص۸۲ - ۸۳.
)۳( سيبويه هو أبو بشر عمرو بن عثمان بن قَتبَر تلميذٌ الخليل بن أحمد. ومُدَوّنْ النحو
في الكتاب. . توفي سنة ٠8١ه. انظر: مراتب للخويين لأبي الطيب ٥ أخبار
النحويين البصريين للسيرافي .٤۸
َكَرٌ الشاهد الشعري في توجيه القراءات... إلخ ۷4
نحوية» واحتج لها بشواهد الشعر واللغة» وسار النحويون بعده على
ومن أمثلة ذلك عنده قوله: «وسألتٌ الخليل عن قوله كك :
اَذ وَأكّْن يِن سلجي [المنافقون: 2٠١ فقال: هو كقولٍ زُهير بن
أبي سُلْمى :
دا لي أنْي لست مُدركَ ما مَضَّى2 ولاسابق شيئاً إذا کان جَائِي!"
وإِنّما جَرُوا؛ لأنَّ الأول قد يدخله الباءء فجاءوا بالثاني» وكأنهم
قد أثبتوا فى الأول الباء» فكذلك هذا لما كان الفعل الذي قبله» قد
يكون جزماً ولا فاء فيه تكلموا بالثاني» وكأنهم قد جزموا قبله» فعلى
هذا تَوهّموا هذا» .
وسيبويه هنا يُشِيرٌ إلى أن جر قوله: «سابق»؛ لأن «مدرك» قد تدخل
عليه الباعٌ فتجره فيكون الست بمدرك). فجروا «سابق»؛ أنه معطوف
على موضع «مدرك» توهّماً أَنَّ «مدرك» مجرورء فالباء مفقودة وأثرها وهو
الجر موجودء وظهر أثرها في المعطوف عليه «سابق» لا في المعطوف
«مدرك». وأما الآية على قول الخليل - فهي جزمٌ على توهم الشرط
الذي يدل عليه التمني» والشرط هنا ليس بظاهر»ء وقد قرَّرَ النحويون أن
العطفت على الموضع لا يصح إلا حيث يظهر الشرط» كقوله تعالى: #مّن
صلل آله قلا هادى 7 ويدرهم في طغيهم هون 403 [الأعراف: 6145
واستشهاد الخليل بالشاهدٍ الشعريٌ . هنا من باب الموازنة الأسلوبية؛ حيث
ناظرَ جََرْمَ قولو: 69ک في الآبة بج قول «سابق» في الشاهد
الشعري؛ فن ج ر «سابق» عطفاً على «مدرك» الذي هو خبر «اليس» على
توهم زيادة الباء فيه؟ لأنه كثر جر حَبّرها بالباء المزيدة.
.۲۸۷ رواية الديوان: ولا سابقي شية. انظر: ديوانه )١(
.6١ /" وانظر: ء۱٠١١ ٠٠١ /# الكتاب )۲(
ما الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
وأما في الآية الكريمة فجزم م الفعلٍ «أَكُنْ) على توهم سقوط الفاء
من «قَأصدَق»» وفي الشاهد جر على توهم وجود الباءء والجامع بينهما
توهم ما يقتضي جواز ذلك .
والغرض التمثيل. وقد كان صنيع سيبويه في كتابه حافزاً للنحويين
من بعده أن يتصدوا للمشككين فى صحة القراءات القرآنية» وأنها مخالفة
لقواعد كلام العرب. ويأتي بعد كتاب سيبويه الكتب التي صنفت في
معاني القرآن والتفسير”"
۲ - التدوين في توجيه القراءات خاصة.
أول ما يُذْكَرٌ من المؤلفات في إفراد توجيه القراءات بالتدوين ما
قام به هارون بن موسى العَتَكي”'' المتوفى قبل المائتين من الهسجرة*0©
وهناك عدد كبير من المصنفات المفردة للقراءات وتوجيهها فى هذه
المرحلة من أجمعها كتاب القراءات لأبي عبيد (ت٤۲۲ه)» وكتاب
القراءات للطبري (ت١٠"ه)». الذي تتلمذ عليه أبو بكر بن مجاهد
( ت٤ ۳۲ه)» جامع القراءاتِ الشبعء وعنه أخذ أبو بكر بن مجاهد
التفسيرٌ والقراءات وشواهد التفسير» وكان يجله ويُقدّمة" .
وقد كان تصنيف أبي بكر بن مجاهد (ت٤۳۲ه) على رأس القرن
.,7560 “545/٠١ الدر المصون ۲۳/۱١ انظر: المحرر الوجيز )١(
(۲) انظر: العين 2179/١ إعراب القراءات السبع وعللها لابن خالويه .7517/١ أبو علي
الفارسى لشلبى .١15١
(۳) انظر: الاحتجاج للقراءات للدكتور عبد الفتاح شلبي ١۸ء مجلة البحث العلمي
بجامعة أم القرى» العدد ٤ عام ١0٠5١ه.
)٤( هو أبو عبد الله هارون بن موسى القارئ النحوي المعروف بالأعورء والعَتَكئىٌ نسبة
لعَتيكِ بن النضر بن الأزد. روى القراءة عن عاصم الجحدري وعاصم بن أبي
النجود. انظر: إنباه الرواة 7/7 51"» غاية النهاية ."٤۸/۲
(6) غاية النهاية ."٤۸/۲
() انظر: طبقات النحويين واللغويين .56١ (۷) انظر: معجم الأدباء 47/14.
أثرٌ الشاهد الشعري في توجيه القراءات... إلخ
الرابع الهجري سنة ١٠٠ه تقريبا لكتابه «السبعة)» واقتصاره على
السبع وغيرها فيما بعد. فقد احتج لهذه القراءات السبع عددٌ من العلماء
من تلاميذ ابن مجاهد كابن خالويه (ت٠/الاه)ء وأبي علي الفارسي
( ت۳۷٤ھ . ثم جاء بعدهم ابن جني (ت797ه) تلميذ أبي علي
الفارسي فصنّف كتابّه «المُحتسّب» في الاحتجاج للقراءات الشاذة
وتو جيهها› ليكمل صنيع شبيحه أبي علي الفارسي في الاحتجاج للقراءات
السبع .
هذه أهم مراحل الاحتجاج للقراءات القرانية وتوجيههاء وقد انتصم
هؤلاء العلماء للقراءات القرآنية المتواترة والشاذة» حتى إن ابن جنى
(ت۳۹۲ه) قد وصف القراء عامةً فى بعض كتبه بضعف الدراية”" 2
وبأ لسّهو والعَلّط لأنه ليس لهم قياس يرجعون إليه” "2 صتفَ في الدفاع
عنهم» ورد على من اتهمهم بالخطأ وضعف الدراية» والمعرفة باللغة“ .
- آثر الشاهد الشعري في كتب الاحتجاج للقراءات :
اعتمد المفسرون على المصنفات المختصة بالاحتجاج في توجيههم
)١( صنّف ابن خالويه «إعراب القراءات السبع وعللها»» ونْسِبَ إليه كتاب «الحجة»»
وصنف الفارسي «الحجة»» وصنف مكي «الكشف عن وجوه القراءات وعللها».
وكلها مطبوعة.
(۲) انظر: الخصائص!/ ۷۲ - ۷۳.
(۳) انظر: المنصف شرح تصريف المازني .5١١/١
(:) انظر: المحتسب ۳۲/۱ - ۴۳ء دراسات لأسلوب القرآن الكريم للشيخ محمد
عبد الخالق عضيمة ۳۲/۱ - ۳٣۳ الاحتجاج للقراءات للدكتور عبد الفتاح شلبي 7١
الاء مجلة البحث العلمي بجامعة أم القرى» العدد 5 عام ١٠5١هء توجيه مشكل
القراءات العشرية لعبد العزيز الحربي 58 - الاء ۷۸ - 4۹۳ شرح الهداية للمهدوي.
تحقيق الدكتور حازم حيدرء قسم الدراسة ۲۸/۱ - ۳۸.
VY (لشامر (الشعري في تفسير القرآن الكريم
للقراءات» وساروا في توجيههم للقراءات على المنهج الذي سار عليه
هؤلاء المصنفون» فاستشهدوا بالشعر كما استشهدواء وقد كان للشغْر
النصيبٌ الأوفرٌ بين شواهد كتب الاحتجاج للقراءات» فقد استشهد ابن
خالويه (ت٠/الاه) في «إعراب القراءات السبع وعللها» بأكثر من سبعمائة
شاهد”''» واستشهد أبو علي الفارسي (ت۳۷۷ه) في «الحجة» الذي يُعَدٌ
أكبّرَ كتب الاحتجاج للقراءات بأكثر من ألفي وتحمسمائةٍ شاهدٍ من
الشعرء حتى قال عبد الفتاح شلبي: «وقد أورد أبو علي في الحَجةٍ من
الأشعار ما لو جُمِعَ لكان كتاباً ضخماً قائماً بذاته»"» واستشهد ابن
جني (ت۳۹۲ه) في كتابه «المحتسّب» بأكثر من سبعمائة شاهد
شعري” " .
والعلماءٌ الذين اشتغلوا بتوجيه القراءات كانوا يشترطون لصحة
القراءة موافقتها للغة العرب. مع صحة إسنادهاء ومِنْ اخم ما يبحثون عنه
في لغة العرب شواهد الشعرء ولذلك لما روى أحدٌ رواة ' ابي عمرو بن
العلاء رواية في قراءة قوله تعالى: #وما كان صلائم عند السب ال
مء وَتَصَدِيَة4 [الأنفال: هم]””' وهي قراءة قوله: ےا 4 بالقصر
(مُكا)» قال ابن مجاهد: «ولا وَجْهَ للقَّضر»“'. فقال ابن خالويه تعقيبا
010( انظر: إعراب القراءات السبع وعللها .5١05-05817/*
)۲( أبو على الفارسي ي لعبد الفتاح شلبي ۲۰۸.
(۳) انظر: المحتسب ٠٤/١ وانظر: الموضح لابن .أبي مريم فيه» والحجة لابن خالويه
فيه ۷۰ شاهداًء والكشف لمكي فيه ۵ شاهدأاء وشرح الهداية للمهدوي فيه ۸١
شاهداً.
انظر : غاية النهاية 2/1 4.
(0) هذه القراءة بالرفع والمد هى قراءة الجماعة. انظر: السبعة 25١8 مشكل إعراب
القرآن ."557/١
() إعراب القراءات السبع وعللها .094/١
َر الشاهد الشعري في توجيه القراءات... إلخ | vy
على قول ابن مجاهد: «وقد جاءَ اليكاءٌ مَمدوداً ومقصوراًء قال
الشاع “:
كث عَيِنِي وحُقَّ لهابُكاها ممايّغْنِي البكاء ولا العَويا ١
فان صح في اللغة قصرها على ما رُويَ عن أبي عمرو جازّ كما
قُصِرّ البكاءً: وإن لم يصح في اللغة كما شَذ في القراءة رفض فاعرف
ذلك ن لطبت" .
فهم يعتمدون على الشواهد الشعرية في تصحيح بعض الوجوه
الشاذة التى تروى فى بعض أحرفي القراءات» ولو رويب عن أحد القراء
السبعة المشهورين من طرق شاذة”*'.
بل إِنَّ أبا بكر ابن مجاهد (ت٤۳۲ه) الذي صنّفَ كتاب
«السبعة»””' واختار القراءات» كان يَحفظ شواهدٌ الشعر التي يَحتحٌ بها
على توجيه القراءات من حيث اللغة والنحو» وقد روى عنه بعضّها تلميذهُ
ابن خالويه' . وقل انتفع ابن مجاهد بشيخه الطبري في ذلك» وروی عنه
كثيراً من تلكم الشواهد» كما انتفع بعلمه بالعربية والنحوء فقد روى أبو
بكر بن مجاهد: «أنَّ أبا العباس ثعلباً سأَلَهُ: مر" مَنْ يقي عنذكم - يعني في
الجانب الشرقي ببغداد من النحويين؟ فقلت له: ما بقي أحدٌء مات
الشيوخ! فقال: حتى خلا جانبُكُم؟ قلتٌ: نعمء إلا أن يكون الطبري
)١( هو حسان بن ثابت كما في ديوانه 0٠4 بتحقيق وليد عرفات» ونسبت لابن رواحة
كما في ديوانه ۰۱۳۲ ونسب لكعب بن مالك كما في دیوانه 507.
(؟) انظر: المقتضب 797/5ء المنصف لابن جني ٤٠١/۳ شرح الجمل لابن عصفور
ل المقصور والممدود لابن ولاد ١٠ء إضافة لمراجع الحاشية السابقة.
(۳) إعراب القراءات السبع وعللها ۲۲۸/۱.
() انظر: حاشية الشهاب على البيضاوي ه/ .357١ التذكرة لابن غلبون .٠٠١/١
(5) هذا هو الاسم المشهور لهء وقد سما أبو علي الفارسي «معرفة قراءات أهل الأمصار
والحجاز والعراق والشام». انظر: الحجة .۲/١
() انظر: إعراب القراءات السبع وعللها .۴۷١ .77/١
0/1 الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
الفقيه. فقال: ابنُ جرير؟ قلتٌ: نعم. قال: ذاك يِن حُذَاقٍ الكوفيين.
قال أبو بكر: وهذا من أبى العباس كثْيْرٌ؛ لاه كان شدي النَّمْسء شرس
الأخلاق» وكان قليل الشهادة لأحدٍ بالجذق في عِلوه». ٠
وسأكتفي ببعض الأمثلة من هذه الكتب التي صرح فيها مؤلفوها
بكون هذه الشواهد الشعرية شاهدة لقراءة فلان» أو حجة لها. فمن أمثلة
ذلك :
١ ذكر ابن خالويه قراءة ورش لقوله تعالى: « الزن بمو
بالْضبِ» [البقرة: *] وأنهُ يترك الهمزة في قوله: يمون فقال: «وروى
ورش عن نافع بتر الهمزات الساكنات والمتحركات» وحجته فى ذلك
(TT) SS:
عرفة
أن الهمزةً المتحركة أثقلٌ من الهمزة الساكنة. .. أنشدني ابن
شاهداً لوَرش :
. ضوع يسكاً طن تمان أن مشت بوزيتبٌ في نِسوَوَِعَطِرَاتٍ
لما رات رَكبٌ النْمَيْريّ ار وَكَنَّ مِنَ ان يَلقِيِنَهُ حَذِراتٍ9”
أراد: مِنْ أَنْء بنقل فتحة الهمزة إلى النّون»^
وهذا احتجاجٌ توي بالشعر على أَنَّ من العرب مَنْ ينقلُ حركة
الهمزة إلى الحرف الساكن قبلها لبيانٍ الهمزةء كما قال سيبويه: «واعلم
أنَّ ناساً من العرب كثيراً يُلقونَ على السّاكن الذي قبل الهمزة حركةً
الهمزةء سَيعنا ذلكَ يِن ميم وأسدء يريدون بذلك بيانَ الهمزة» وهو
.1١ /۱۸ معجم الأدباء )١(
(۲) هو إبراهيم بن محمد بن عَرَفَةَ الأزدي النحوي» المعروف بنفطويه المتوفى سنة
٣ه أخذ عن علب والمبَرُدء وكان من أهل السنةء واشتهر بحفظ الشعر ومعرفته.
له كتاب في غريب القرآن. انظر: إنباه الرواة 5١١/١ -/511» بغية الوعاة .458/١
(۳) هذان البيتان لمُحمد بن تُمير الثقفي الأموي. انظر: ديوانه ضمن القسم الثالث من
كتاب (شعراء أمويون) للدكتور نوري حَمودي القيسى 7٠١8 - ١٤۱۳ء مجالس ثعلب
ST ْ
(6) إعراب القراءات السبع وعللها .٥۷/١
أثرٌ الشاهب الشعري في توجيه القراءات... إلخ 527
أب ين لها إذا وَلِيَتْ صوتا»“. وذكر المهدويُ”": «أنَ ذلك هو حكم
تَخفيفٍ الهمزة في كلام العرب إذا سَكُنَ ما قبلها؛ لأنّهم كرهوا أن
يجعلوها بين بين» فتقرب من الساكن وقبلها ساكن» فيصير كالجمع بين
الساكنين» فألقوا حركتها على الساكن الذي قبلها وحذفوها وبقيت
حركتها تدل عليها"”". وصنيع ابن خالويه تصحيحٌ لقراءةٍ ورش»
واستشهادٌ بالشعر على أن هذه القراءة لغةّ فصيحةٌ للعرب.
1١ وقال ابن خالويه عند بیان للقراءات في قوله تعالى: 9إإِنَّ
زيرت كفْروا سواءُ يم َأَندتهم م که ذم . ومون © ) [البقرة: 5]:
«وقراً ابن عامر «آآنذرتيُ» بهمزتين بينهما مَدَّةٌّء کأنّه گره أن يجمع بين
كمزتين» وأن يَحذف إحداهما“. قال الشاعر“ شاهداً لقراءة ابن
عامر:
تطاللت فاستَشرّفئه فَعَرَفْتَّهُ فقلتٌ له: آأنتَ زي الأراقم'”70"
وهذا شاهد لغوي كذلك يتعلّق باللهجات» يدل على ُن القراءة
بلغو فصيحة معروفة في شعر بعض العرب. وقد زاد أبو علي المالكه'ثا
في الاستشهاد لهذه القراءة فقال: «الحجَّهُ لِمَنْ هَمَرَ هَمزتين وداخل بينهما
.۷۳ /۹ وانظر: شرح المفصل لابن يعيش ۱۷۷/٤ الكتاب )١(
(؟) هو أبو العباس أحمد بن عَمَّار المّهدوي المتوفى سنة ١٤٤ه.من علماء القراءات
بالأندلس» له مصنفات كالتبصرة والهداية وشرحها في القراءات» وله في التفسير
التفصيل الجامع لعلوم التنزيل وهو من أهم مصادر ابن عطية في تفسيره. انظر: جذوة
المقتبس »١١5 بغية الملتمس ۰۱۹۳ معجم الأدباء 59/0.
(۳) شرح الهداية ١/؟57.
(5) انظر: السبعة .»١175 الكشف عن وجوه القراءات لمكي .77/١
(6) هو ذو الرمة. (5) انظر: ملحق ديوانه ۳/ 1859.
(۷) إعراب القراءات السبع وعللها .68/١
(4) هو أبو علي الحسن بن محمد بن إبراهيم البغدادي المالكي المتوفى سنة ۳۸٤ه
بمصر من أثمة القراءات» له تصانيف من أَجِلّْها «الروضة في القراءات الإحدى
. انظر: معرفة القراء »"857/1١ غاية النهاية /١ 170.
NT (لشاهر (لشعري في تفسير القرآن الكريم
ألفاً» أن من العَرب مَنْ يَمُذّ بين الهمزتين المفتوحتين من كلمةٍ فأجري ما
كانت الأولى فيه مفتوحة والثانية مكسورةً مجراهما . قال الشاعر”":
يا ظَبْمَةَ الوَعساءٍ بَبْنَ جُلاچل بَبْنَ الئّقا آآنتِ آم آم سال"
وقال الآخر ...»^ . لم كر بيت في الرمة الذي ذكره ابن خالويه
قبل» مِمَّا يدل على اعتمادٍ علماءٍ القراءات على الشاهد الشعريّ في
التوجيه والاحتجاج للقراءات» وتصحيح ذلك بشواهد الشعر التي تنفي
الشبهة عن القراءات» وموافقتها للغة العرب. ظ
تَيْرَ أن القرطبيّ يذكرٌ قراءةً أهل المدينة وأبي عمرو والأعمش
وعبد الله بن أبي إسحاق لهذه الكلمةٍء وأنهم يقرأوتّها «أانذرْتهم» بتحقيق
الهمزة الأولى وتسهيل الثانية» وان هذه و لغةٌ قريش» وسعدٍ بن بكرء وقد
اختارها الخليل وسییو هړ(“ .3 يستشهد لهذه القراءة بالشاهدين السابقين
لذي الرمة» اللذين استشهد بهما ابن خالويه وغيره على قراءة ابن عامر
وهي قراءة «مَنْ هَمَرَ هَمزتينٍ وداخل بينهما أَلِفاً».
وسيبويه قد استشهد بالشاهد الثاني منهما على (إِنَّ من العرب ناس
يُدخلونَ بين ألف الاستفهام وبين الهمزة ألفاً إذا التقتا؛ وذلك نهم
كرهوا التقاء هَمزتين ففصلواء كما قالوا: اخشينانء فَمَصلوا بالألفي
كراهيةً التقاء هذه الحروف المضاعفة''2. وليس على ما ذكره القرطبينٌ»
فالشاهدان يشهدان للغة مَنْ يُدخل بَيْنَ الهمزتين ألفاًء لا للغة من يسمل
الهمزةً الثانية"» وهذا يدل على أن هناك من المفسرين من قد يقع منه
.177- 1١77/١ المقتضب ٥٥۱/۳ انظر: الکتاب )١(
(۲) هو ذو الرمة.
(۳) انظر: ديوانه ۲/ ۰۷٦۷ أمالى القالى .٥۸/۲
(5) الروضة في القراءات الإحدى عشرة .501/١
(5) انظر: الجامع لأحكام القرآن /١ 186. (5) انظر: الکتاب .٥٥١/۳
(۷) انظر: الحجة للفارسي ۲۷۹/۱ - ٠14»ء الدر المصون .١١١/١
أَثَرٌ الشاهد الشعري في توجيه القراءات... إلخ
الاستشهاد بالشاهد الشعري في غير موضعه. وإذا أراد الباحث
الاستشهاد بالشاهد الشعري على مسألةٍ مشكلة وَجَبَ عليه مراجعة أقوال
العلماء في هذا الشاهدء فينظر ما يقوله أهل التحقيق في هذا الشاهد.
ودلالته» حتى يتبين له الصواب.
أمثلة تدل على أثر الشاهد الشعري في توجيه القراءات وتعليلها.
من جهة نفي الشك عن صحتهاء وتصويبها من حيث العربية.
أثر الشاهد الشعري في توجيه القراءات في كتب التفسير:
وأما انر الشاهد الشعري في توجيه القراءات والاحتجاج لها فقد
رافق الاحتجاح للقراءات وتوجيهها منذ بدأت هذه القراءات على يد
أئمتها الأُوّل» وقد تقدم احتجاج أبي عمرو بن العلاء لبعض أوجه قراءته
التي سيل عنهاء وقد كان الإمام الطبري رائداً من رواد المفسرين في
الاحتجاج للقراءات» وتوجيههاء معتمداً في ذلك على علمه الغزير
بالقراءات» والآثار» وتفسير السلف» واللغة وشعر العرب. وقد صئفت
كتاباً مُفرداً في القراءات وعللها والاحتجاج لهاء ولكنّه فُقِدَ ولم يصل
إليناء وقد اطلع عليه الأهوازي المقرئ”'' فقال في وصفه: «وله أي :
الطبري في القراءاتٍ كتابٌ جليل كبيرٌ رأيتة في ثماني عشرةً مُجلدة إلا
نه كان بخطوط كبار» ذَكَرَ فيه جَميعَ القراءات من المشهور والشواذ
وعَلّلَ ذلكَ وشَّرَحَهُ واختار منها قراءة لم يَخرح بها عن المشهور»”"» /
غير أن كتابه التفسير طَلَّ متضمناً لما يُحتاجٌ إليه في التفسير من أوجه
التعليل للقراءات وتوجيههاء وهي مواضع كثيرة. وأغلب مسائل النحو
التي تعرض لها الطبري في تفسيره» جاءت عند مناقشته للقراءات القرانية
)١( هو أبو علي الحسن بن علي الأهوازي المقرئ» شيخ القراء في عصره» ولد سنة
۲ھ بالأهواز وتوفى سنة 55"5ه. انظر: غاية النهاية ۲۱۹/۱ - .۲۲٠
(۲( معجم الأدياء 24 1.
=[ (لشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
وتوجيهها من حيث الإعراب» واستشهاده بشواهد النحو الشعرية في
ذلك . وكتابة في التفسير كتاب تفسير وتوجيو وتعليل واحتجاج
للقراءات .
ثم جاء الزمخشري (ت058ه) فصنف تفسيره «الكشاف»)» واستشهد
فيه بشواهد الشعر على توجيه القراءات» لكنه لم يكثر من ذلك» واعتمد
في توجيه القراءات على المتقدمين من أهل القراءات» وإن كان قد رَد
بعض القراءات المتواترة» لكنه مُقَلّدٌ في ذلك للنحويين المتقدمين كالفراء
وغيره""» وقد ذكر في تفسيره القراءات الشاذة» وذكر توجيههاء
مھ هھ , . مم a ب فره
واستشهد لها بالشعر في مواضع متفرقة من تفسيره '".
وأما ابن عطية فهو من أكثر المفسرين عناية بالاستشهاد بالشعر
لتوجيه معاني القراءات المختلفة في تفسيره» وقد انتفع بكتب العلماء
الذين سبقوه إلى التصنيف في الاحتجاج للقراءات كأبي علي الفارسي.
وابن جني» وابن خالويه» وبكتب التفسير التي غُنيت بذلك وأهمها تفسير
الطبري» وقد ذكر ابن عطية من الكتب التي أخذها بالإجازة عن شيوخه
كتاب أبي علي الفارسي «الحجة» وهو أهمٌ كتب الاحتجاج للقراءات“)
غير أن لابن عطية من العلم باللغة والتفسير والقراءات ما جعله يوازن بين
احتجاجات المتقدمين للقراءات» ويختارٌ من بينها ما أيّده الدليل» مما
يدل على شخصيةٍ علمية متميزة» يما جَعَلَ بعض الدارسين يفرذ جهوده
في القراءات من خلال تفسيره بدراسة مستقلة . ۰
.04 4 انظر: الطبري النحوي من خلال تفسيره لزكي الالوسي )١(
(۲) خزانة الأدب .57١/5 1
(۳) انظر: الكشاف 01١6 ٣٣ ۱٤/١ 5ه".
)٤( انظر: فهرس ابن عطية ١١ - 5١1ء أبو علي الفارسي لعبد الفتاح شلبي ١77 وما
بعدها .
(5) انظر: مواقف النحاة من القراءات القرآنية من خلال تفسير ابن عطية الأندلسي» -
اتر الشاهبي الشعري في توجيه القراءات... إلخ
وأما القرطبي فقد بلغت شواهد الشعر التي احتحٌ بها لتوجيه
القراءات وتصحيحها أربعمائة وثلاثين شاهداً شعريا”''» معظمها منقولة
عن كتب التفسير المتقدمة» وكتب النحوء والاحتجاج للقراءات» ولم
يأت القرطبي بشواهد جديدة لم يسبق إليها في اللغة والنحوء غير أنه
أحسنَ ترتيبهاء والاستفادة منهاء حتى غدا تفسيره مرجعاً شاملاً لتوجيه
القراءات المتواترة والشاذة» مؤيدة بشواهد الشعر التي ذكرها المتقدمون
في الاحتجاج لهذه القراءات. وفيما يأتي أمثلة لأثر الشاهد الشعري في
توجيه القراءات في كتب التفسيرء واستعانة العلماء به في التوجيه اللغري
والنحوي لمعاني القراءات.
أثر الشاهد الشعري في توجيه القراءات من حيث اللغة:
المقصود بتوجيه القراءات من حيث اللغة بيان المعنى اللغوي لوجه
القراءة» سواء كان هذا الاحتجاج لقراءة متواترة من السبع أو العشرء أو
كان لقراءة شاذة مما زاد على هذه العشرء ولم تتوافر فيه شروط التواتر
المحفوظة» ومن تلك الأمثلة:
أولاً: أثر الشاهد الشعري في تصحيح القراءة المتواترة لغةً:
١ قال الطبري عند توجيه القراءات في كلمة ##أألْمَيْمَّة4 من قوله
سے کے ا الى سا
تعالى: لتا حرم َلِتِحكم المِيمة وال [البقرة: #/10]: «وأمًا #االْمَيَيَة»#
فن القَرأَةَ مُخْتلفةٌ في قراءتهاء فقرأها بعضهم بالتخفيف”''. ومعناه فيها
و 4
التشديدء ولكنَهُ يُخففها كما يُحْمَّف القائلون: هُوَ هَن لَيّْء الهَيّن اللَيّمُ
= والدراسات النحوية في تفسير ابن عطية كلاهما للدكتور ياسين جاسم المحيمد. ط.
دار إحياء التراث العربى بيروت ط. الأولى 577١ه.
)١( انظر: الشواهد الشعرية في تفسير القرطبي للدكتور عبد العال سالم مكرم /١ القسم
الثالثك " 556؟.
(؟) هي قراءة أبي جعفر المدني. انظر: اتحاف فضلاء البشر .47/١
]عجو ا الشاهر (الشعري في تفسير القرآن الكريم
كما قال الشاعر
ليس من مات فاستراع ؛ بمَيْتِ إِنَمَاالمَبْتُمَيِّتُ الأحياء”"
فجمعٌ بين اللّغتِينِ في بيت واحلو. في معنى واحد. وقرأها بعضهم
بالتشديد. وحَمّلوها على الأصل» ". ثم أبانَ الطبري عن رأيه في هاتين
القراءتين فقال: «والصوات من اقول فى ذلك عندي أن التخفيت
والتشديد في ياء (الميتة) لغتان وقراءتان معروفتان في القراءة وفي كلام
العرب» فبأيّهما قرأ ذلك القارئ فمصيتٌ؛ لان لا الختلاف في
معنييهما)”*' . وهذا استشهاد لغوي بالشعر على صحة هاتين القراءتين في
لغة العرب» ووجودها في كلامهم. فوق صحة سندها وكونها قراءة
.)©(
مرویه .
ثانياً: بيان المعنى اللغوي للقراءة:
من الاحتجاج للقراءات المتواترة من حيث اللغة بالشعر قول ابن
عطية عند بيان أوجه القراءة في قول تعالى: لو تجدوت ملجنًا أو
مرب أو مدا ولوا إل وشم مح 467 [التوبة: 07]: «وقرأ جُمهورٌ
الناس: و خود ا يُسرعون مُصمْمينَ غير مين » ومنه قول
مهلهل :
لق جَمَحْتُْ جمّاحاً في ماهم حنى رايت دوي أحسابهم حَمَدو
. هو عدي بن الرعلاء الغساني )١(
(۲) انظر: الأصمعيات ١١٠٠ء معجم الشعراء 485.
(۳) تفسير الطبري (هجر) )٤( .٥١ _ ٥٤/۳ المصدر السابق ۳/ .٥٥
(5) انظر: معاني القران, وإعرابه ٠٤٤/١ تهذيب اللغة ."٤١/٠٤
(5) قرأ الجميع تر حون وقرأ الأعمش عن أنس بن مالك (يَجَمَرُونَ) وهي بمعنى
القراءة المتواترة. انظر: البحر المحيط ٥٥/٩ المحتسب .۲۹٦/۱
(۷) ليس في ديوانه المجموع» وهو من القصيدة المذكورة ص۲۷ في الديوان» وهو مما فات
جامع الديوان لاكتفائه يمّا ورد في العقد الفريد 5/ ٠۲۲١ ونهاية الأرب .5٠ 7/١6
(۸) المحرر الوجيز .7١"/8
أَثَرٌ الشاهد الشعري في توجيه القراءات... إلخ ۷۸1
ومن هذا قيل للمَرَس المُسرع إذا لم يَرَدَهُ شيءٌ: جَموحء قال
الأزهري: «فْرَمنٌ جَموحٌ» له معنيان:
أحذهما: يوضع مَوضعٌ العَيب» وذلك إذا كان مِنْ عادتو ركوب
الرأس لا يثنيه راكبّةء وهذا من الجمّاح الذي يرد منه بالعيب.
والمعنى الثاني في المَرّسِ المجمُوح أن یون سريعاً نشيطا مَرُوحاً:
ولیس بعيب رَد منه» ومصدره الجمُوح) . وقد استشهد ابن عطية لبيان
المعنى اللغوي لكلمة (يجمحون) في الآية بشاهد الشعر .
ومن ذلك قول ابن عطية عند بيان القراءات المتواترة وغيرها في
قوله تعالى: # اتهم سرا ۹ زعت عنم اضر © [ص: ”57]: «وقراً
الباقونَ”'' (سخريا) بكسر السين» وهي قراءة الحسن وأبي رجاء وعيسى
وابن مُحيصن» ومعناها المشهور من السَخْرٍ الذي هو الهرْءُ. ومنه قول
الشاع 9 :
ني أناني ِسانلا أُسَرٌ بها نعلو اكاب فيها ولاسر
فقد استشهد ابن عطية لبيان معنى قراءة الكسر التي قرأ بها عدد من
السبعة»› أنه من السخر الذي هو الاستهزاء بالشاهد الشّعْرِي» وذهب
الزجاج إلى أن (سخريًا) بكسر السين وضمها لغتان بمعنى واحدا ٦ في
.١58/5 تهذيب اللغة )١(
(؟) قرأ عبد الله بن مسعود وأصحابه ومجاهد والضحاك وأبو جعفر وشيبة والأعرج
والمفضل عن عاصم وهبيرة ويحيى والأعمش ونافع وحمزة والكسائي وخلف
سخريًا» بضم السين من السَّخْرَةٍ والنّسْخِيْر. وقرأ الحسن وأبو رجاء وعيسى بن عمر
© وابن محيصن واليزيدي وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وحفص عن عاصم لحري
حجة 1747/١ بكسر السين من الهُرْءِ. انظر: النشر ۳۲۹/۲ معاني القرآن للفراء
القراءات .49١
(۳) هو الأعشى الباهلي يرثي المنتشر بن وهب الباهلي .
(5) انظر: خزانة الأدب .151١/١ (6) المحرر الوجيز .4!//١5
(5) انظر: معاني القرآن وإعرابه 4/ ."4٠
الشاهر الشري في تغسير القرآن الكريم
VAY
حين فرق بينهما أبو عبيذة فقالَ : من گسر (سِخْريًا جعلة من اله
ويسخرٌ به ومَنْ ضضم أولّها جَعلَهُ من السُّحُرَق يتسخر يَكَسخرونهم
هو م
ويستذلوتهب)0©. واختار الفارسيّ كسر السين؛ لآنه أوجة وهو بمعئلى
الاستهزاء. والكسر فيه أكثرء وهو ألينُ بالآية". والشاهد الشعري لا
يُحتملٌ إلا معنى الهُرْءِء ولذلك استشهد به ابن عطية لبيان معنى هذه
القراءة» وهو ما ذهب إليه المفسرون“
ثالثاً: أثر الشاهد الشعرى فى بيان ما وافق لهجات العرب من
القراءة : 000
يدخل تحت التوجيه اللغوي للقراءات التوجيه المتعلق باللهجات
العربية» ومن ذلك قول ابن عطية عند بيان القراءات في قوله تعالى:
«تانوا ملک َم إن كرو بل اسر اق سرون 409 آيس: !]:
«وقراً أبو عمرو في بعض ما روي عنه» وزز بن حبيش : «أَأنْ ذگرئہ»
وشاهدة قول الشاعر
أ كنت ذا بُرْدین أَحْوَى مرجلا فلست براع لابن عَمَكَ مَحرما
فالهمزة المفتوحة الأولى للاستفهامء والهمزة الثانيةٌ هَمزةٌ (أنْ)
)١( مجاز القرآن ۲/ ۱۸۷. (۲) انظر: الحجة 5/ "ل.
(۳) انظر: تفسير الطبري (هجر) ١٠7//ا١ ۔ ۱۳۸.
620 قرأ بت بتحقيق الهمزتين ابن عامر وعاصم وحمره ة والكسائي وهشام وخلف وروح ویحیی
دن الأولى مفتوحة للاستفهام. والثانية مكسورة همزة إن الشرطية. وقرأ بتحقيق
الأولى وتسهيل الثانية بين بين؛ أي : بين الهمزة والياء نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن
عامر والكسائي. وقالون وأبو جعفر ورويس وغيرهم (أينْ). جعلوا الثانية كالياء
المختلسة. وقرأ أبو يعقوب كما ذكر ابن عطية وفيها غير ذلك. انظر: السبعة 264٠
المحتسب 7/ .7١0
."ا//١ هو عمرو بن العاص طبه . (0) انظر: عيون الأخبار )٥(
(۷) المحرر الوجيز /١ 195.
أثرٌ الشاهد الشعري في توجيه القراءات... إلخ VAY
, اذكُرتم ٠
ومن ذلك أيضاً قول ابن عطية عند بيان أوجه القراءات في قوله
4 تعالى: #اسيكبارا فى آلا رض ومک لس ولا عق الم الس ِل أَحَرِنٌ
«(وقراً حمزة وحده (السَيّ) بسكون الهمزة. وهو في الثانية :]٤۳ [فاطر:
برفع الهمزة كالجما ع0" , ولَحَنَ هذه القراءة الزجاخ”" 4 ووجّهها أبو
على الفارسي بوجوة منها اَن يكون أسكنّ لتوالى الحركات» كما
......... قلت صاحب قوم“
على أن المُبَرّد روى هذا: «قلتُ صاح“. وكما قال امرؤ
القيس :
اليوم شرب عَبْرَ م مستحقب شا من الله ولاواغففل"
على أن المبرد قد رواه: افاشر ب٩ . وكما قال جرير:
.5017/6 انظر: الدر المصون )١(
(۲) وقف حمزة وهشام بالسكون «السَيّع» ثم أبدلا من الهمزة ياءَ؛ لأنها همزة ساكنة قبلها
ساكن. انظر: الكشف عن وجوه القراءات ۲٠١/۲ إتحاف فضلاء البشر ٦۸/١
والوقف على ذلك كله على الوجه القياسى بإبدال الهمزة ياء لسكونها وانكسار ما
قبلها. انظر: النشر »4594/١ التذكرة لابن غلبون ؟/١07.
(۳) انظر: معاني القرآن وإعرابه 4/ 71/6.
(5) هو أبو النجم العِجَلىٌ.
(5) جزء من شطر رجز في وصف الإبل في سَيْرِهاء وتمامة: إذا اعْوّجَجْنَ قلٽ: صَاحِبُ
قوم . انظر: ديوانه.
() انظر: معاني القرآن للفراء 7/7 »١7 شرح أبيات سيبويه للسيرافي .848/١
)¥( مسحب : : مكتسب ومُحتّمل» وأصله مِنْ حَمْلٍ الشيء ء في الحقيبة. والواغل : الداخل
على القوم يشربون ولم يدع . . انظر: ديوائه ۱۲۳۲ء الأصمعيات .٠١١
(۸) انظر: الكامل ۳۱۸/١ والرواية فيه:
فاليوم أُسْقَّى عَيْرَ مُستَحْقِبٍِ | إلماًمناله ولا وال
9 الشامر (لشعري في تفسير القرآن الكريم
سِبْرو بني العَمّ فِالأهُوارُ مَنْزِلُحُمْ وِثَهْرْتبرَى ول تَعرفْكُمْ العَرَث07)
قال الزجاج تعقيبا على قراءةٍ حَمزةً واستشهاد جَمبع النحويين
بالشاهدين الأولين على توجيهها : : «وقرا حَمزةٌ «وَلَا يق المَكرٌ السب
على الوقف» وهذا عند التّحويين الحُذَاقٍ لَحْنٌّء ولا يجورٌء وإنما يجوز
مثله في الشعر في الاضطرار. .» ثم ذكر الشاهدين» ثم قال: «وهذان
البيتان قد أنشدهُما جَميعٌ النحويين المذكورين» وزعموا كلهم أنَّ هذا من
الاضطرار في الشعر ولا يجوز مثله في كتاب الله)”". ثم ذكرّ أن المُبَردَ
قد أنشدهما إياه على غير هذا الوجه كما ذكر ابن عطية.
وهذه إشارةٌ من الرّجاج إلى أنَّ للشعر خصوصية في الكلام, لا
يقاس عليه القرآن». ولا يحمل عليه وقد تقدّم تفصيل ذلك في مبحث
سابق في الرسالة” ““. وعد هذا من عيوب الشاهد الشعري المضعفة
للاستشهاد به. مع أن من العلماء ء من رد هذا التفريق بين لغة الشعر
وغيرها من كلام العرب فقال: «گل ما يَجورُ في في الشعرٍ فهو جائزٌ في
الكلام؛ لان الشعرٌ أصل كلام العرب» فكيف نتحكمٌ في كلايهاء
وتَجعل الشعرٌ خارجاً عنه؟!».
أثر الشاهد الشعري فى توجيه القراءات الشاذة من حيث اللغة:
القراءات الشاذة هي كل قراءة فقدت ركناً أو أكثر من أركان القراءة
المقبولة. وهي ما زاد على الطرق الصحيحة التي وردت في كتاب
«السبعة) لابن مجاهد.ء و(التيسير» للداني» و«النشر» لابن الجزري.
)١( تِيْرَّى: : نهر بالأهواز. انظر: معجم ما استعجم للبكري “١ وقد انفرد ابن عطية
برواية اقَلَنْ تَعْرِفَكُم» في حين رواية الديوان «قَلْمْ تَعْرِفْكم؛. ولا شاهد فيها على ما أراده
ابن عطية. انظر : ديوانه »© كشف المشكلات لجامع العلوم النحوي .۳٦۸/۲
(۲) المحرر الوجيز 7/١ 187. (*) معانى القرآن وإعرابه 5/ 77/6.
(4) انظر: مبحث «عيوب الشاهد الشعري» ٠٠١ من البحث.
.٩۷ /٩ إعراب القرآن )6(
(6) انظر: المرشد الوجيز 2١7 منجد المقرئين 245 غيث النفع 25 .
َكَرٌ الشاهب الشعري في توجيه القراءات... إلخ ل
وحفظت بعد ذلك في «الشاطبية» و«الطيبة»» ولو كانت طريقاً عن أحد
القراء العشرة ما دامت لم تتواتر فتعد شاذة. وأغلب التوجيهات اللغوية
للقراءات الشاذة التي استشهد لها المفسرون بالشعر من باب بيان اللغات
التي رويت للقبائل موافقة للقراءة الشاذة» ومن أمثلة ذلك :
١ - قول ابن عطية عند بيانه للقراءة الواردة في لفظة #ولولدَىً) من
قوله تعالى: #رينا أغفر لى ولولدى وللْمَؤْمِنِينَ يوم يموم الْحِسَاب 4
[إبراهيم: :]٤١ «وقراً يَحبى بن يَعْمّر (ولوُلَدِي) بض الواو وسكون اللام”'" .
وَالوُلْدُ لَعَةّ في الوَلَدِء ومنه قول الشاعر”" أنشده أبو علي وغيرّه :
فليتٌ زباداً كان في بَطْنٍ أَمّهِ ولیت زياداً كان وُلْدَ مار"
وقراءة يَحيى بن يَعمَر هذه إحدى ثلاث روايات عنه» وهي من
القراءات الشاذة» وقد وجُهها أبو عليٌ الفارسي وابنٌ جني كما ذكر ابن
عطية» واستشهدوا على توجيههم بالشاهد الشعري المُتقَّدُم. على أن
الوُلْدَ يُطلَّقُ على الواحدٍ والجّمع» وما ورد في الشاهد الشعري مِنْ باب
إطلاقه على الواحدٍ””. قال الزجاج: «الوَّلَدُ والولدُ واحِدٌّء مِثْلَ العَرّبِ
والعُرْبء والعَجَمُ والعْجمُء ونحو ذلك . وقبيلة فیس تجعل الولّدَ بضمٌ
الواو للجَمُعء والوَّلّدَ بفتحها للواحد'"
)١( قرأ السبعة وأبو جعفر ويعقوب (ولوالدي) بألف بعد الواو وتشديد الياء تثنية والدِء
وقرأ الزهري ويحيى بن يعمر (ولِوَلَدَيّ) بغير ألف وبفتح اللام» يعني إسماعيل
وإسحاق» وقرأ يحيى بن يعمر أيضاً (ولِوَلَدِيْ) بالإفراد» وقرأ يحيى بن يعمر وعاصم
الجحدري (ولولدي) بضم الواو وسكون اللام. انظر: المحتسب »756/١ إعراب
القراءات الشواذ ١/۷۳۸ء الدر المصون .۲۷٦/٤
(۲) هو نافع بن صَفَار الأسلمئٌ. (۳) انظر: إصلاح المنطق .٤١
(5) المحرر الوجيز .46/٠١
."56/١ انظر: معانى القرآن للفراء ۲/ ۱1۷۳ء المحتسّب )٥(
(5) انظر: لسان العرب ۳۹۳/۱۵ (ولد).
(۷) انظر: الجامع لأحكام القرآن 2١15/١١ حجة القراءات 41176 ١٠۷۲ء العضديات
للفارسي .١١١
۲ - وقول القرطبي عند بيانه للقراءات في قوله تعالى: ##ومآ أَرْسَلْنَا
قتا ين المرسلي إلا إِنَهُمَ اكوب الام وَسمْسُونَ فى الْأسواق»
[الفرقان: ]۲١ : «وقراً أبو عبد الرحمن السّلَْمئُ بضمٌ الياءِ وفتح الميم
وضم م الشين المشددة - يُمَشُونَ - وهي بمعنى . : يمشون» قال الشا 0" :
وم * مَشّى بأعُطان المَباءَةٍ وابتغى فلائص عة صَعْبَة وركوث”"
وقال اكعب ین زهير:
ھ7 ي (O
من تَظَلٌّ سباع الحو ضامِرَة ولاتمشى بوادِيهٍ الأراجيل
بمعنى : : تَهْشي» .
أثر الشاهد الشعري في توجيه القراءات من حيث الإعراب:
بيان الوجه النحويّ للقراءةٍ مِمّا يُعنَى به المفسرون والمُحتجون
للقراءات؛ لتأثيره في المعنى» وتغيّر المعنى تَبَعاً له. وقد فتحَ سيبويه هذا
البابٌ للنحويين والمفسرين مِنْ بعدو. فقام بتوجيه عددٍ من القراءات في
كتابه» واستشهد على ذلك بشواهد الشعرهء فكان من اول من دون
القواعد النحوية» وأخضع لها آيات القرآن الكريمء مِمّا فتح الباب لِمَنْ
بعدهٌ لتخطئة القّرّاء والطعن فى القراءات لمخالفتها لقواعد النحو
وأقيسته”. وقد كان الأخفش أول من فعل ذلك ثم تلاه الفراء
والطبري ومن بعدهم. وقد كانت الشواهد الشعرية حجة لهؤلاء النحويين
تؤيد ما اختاروه من أوجه إعرابية.
)١( قرأ الجمهور طيَمْشُونَ» مضارع مشى. انظر: البحر المحيط ٤4٠/١ المحتسب
0/1 7.
(؟) هو العلاء بن حذيفة الغنوي. (۳) انظر: الأمالي للقالي .18/١
(:) ضايِرّةٌ: ساكتةٌ مُمسكةٌء الأراجيل: جَمعٌ أرجال» وهي جَمعٌ رَجُل» وهو يصف أسداً
بأن الأسود والرجال تخافه ساكتة بحضرته» ولا تمشي بواديه. انظر: ديوانه 29٠
شرح بانت سعاد لعبد اللطيف البغدادي 1١177 114.
(5) الجامع لأحكام القرآن .١5/١
(0) انظر: أثر المعنى النحوي في تفسير القرآن بالرأي لبشيرة على العشيبي ۱۹۳ وما بعدها.
َكَوٌ الشاهد الشعري في توجيه القراءات... إلخ 7
أولاً: أثر الشاهد الشعري في بيان الوجه الإعرابي للقراءة المتواترة:
صحة إسناد القراءة المتواترة يغني عند العلماء عن طلب دليل آخر
لقبولهاء غير أن العلماء قد احتجوا لهذه القراءات من حيث | اللغة
والإعراب» لتأكيد صحتهاء وكونها موافقة للغة العرب المحفوظة عنهم
ومن الأمثلة على الإفادة من الشاهد الشعري في توجيه القراءات لمت
من حيث الإعراب:
١ - قال الطبري قوله عند بیان توجيه قراءة من قرأ قوله تعالى:
ولا يسان س لزي گفروا أ سفوا ِنب لا يِعْجِرُونَ 69* [الأنفال: 04] بكسر
همزة رئ : «للذي قرأ و من القَرَأة وجهانٍ في كلام العرب» وإن
كانا بعيدينِ من فصيح كلايهم :
- أحدهما : أن يكون أريد به ولا يَحسبّنٌ الذين كفروا اَن سَبَّقَوء أو
نهم سَبْقواء حذف «أَنْ)» و«أنّهم»» كما قال جل ثناؤه: ومن ١٤اید
بربحكم ارق حوفا وميا وتا [الروم: 4؟] بمعنى : أن يُريكَمُ» وقد يُنْشَّدُ في
تحو ذلك بيت لذي الرمَة:
أن ب ابن طُرنُوثِ عُْتَيبَةٌ ذاهباً بعاهيّيِي تَكذابة وَجَعَائِله"
بمَعنى : أَظنَّ ابن طَرْثُوث أنْ يذهب بعاڍيټي تكذابة وجَعائله؟ وكذلك
راء عر قرا ذلك بالياء» يوجه سرا إلى (سابقين) على هذا المعنى .
والوجه الثاني: على أنه أراد إضمار منصوب باايحسب»؟» كأَنّه
قال: ولا بحسب الذين كفروا أَنّهم سَبَقُواء نع حذف ' «أنّهم» وأضمر)”” .
)١( قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وشعبة عن عاصم والكسائي 58 تَحْسَبَنٌ 4 بالتاء مع کسر
همزة إ4 . وقرأ حمزة وحفص عن عاصم 98> يعسن مع كسر همزة $
وقرأ ابن عامر س وفتح همزة ا انظر : السبعة ۳٠۷ التيسير .٠٦
(؟) العاديّةٌ: البثئر القديمة نسبةً إلى عادء جَعَائِله: ما جعله للسلطان من الرشوة. انظر:
ديوانه 575/7 .
(۳) تفسير الطبري (شاكر) 794/١5 ۰۳۰ (هجر) 747/١١ “157.
ا (لشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
وقد اختار الطبري الوجه الذي يراه فى هذه الآية فقال: «والصواب
من القراءة فى ذلك عندي قراءة من قرأ: «ولا تَحْسَبَنَّ» بالتاء ل#الَدنَ
كَرُوا سفوا بن [الأنفال: 04] بكسر الألف من إن لا يعَجِرُونَ
بمعنى : : لا تحسبنٌ أن يا محمد الذين جَجحَدوا مسج الله ركلوا يه
سَبّقونا بأنفيهم ففاثوناء إِنّهم لا يُعجزوننا؛ أي: يفوتوننا بأنفسيهمء ولا
يقدرونَ على الهّرّب منا)”'' .
١ وقال ابن عطية عند بَيانِ القراءات في قوله تعالى : ويرم مع
بور ابع دك ۰ بوم الاين > [التغابن: 9]: «وقرأ جُمهورٌ السبعة: مك »
بضمٌ العين» وقرأ أبو عَمرو بسكونها"» وروي عنة اه أَشَمّها الضة»
وهذا على جواز تسكين الحركة وإن كانت لإعراب» كما قال جريرٌ
..... ولا تَعْرفكمُ العَرَبُ/ 004"
وهذا استشهاد لقراءة أبي عمرو بتسكين العين من ايَجْمَعْكُوَا كما
أسكن جرير الفاء من قوله: تَعْرِفُكُمُ. مع كون هذه الحركة لإعراب الفعل
المضارع .
.1154- ۲٤۳/۱۱ تفسير الطبري (هجر) )١(
)۲( قرأ عباس عن أبي عمرو (يَجْمَعْكُمْ) بسكون العين» وروى عبيد وعلي بن نصر عن
أبي عمرو إِشّْمامَ العين شيئاً من الضمٌء وذكر أن أبا عمرو قرأ باختلاس حركة العين.
انظر : السبعة ”257 إعراب القراءات السبع وعللها ”/7لا”2 الحجة للفارسي /
5 النشر 888/7.
)۳( الإِشْمَامٌ هو ضم الشفتين بعد الإسكان مباشرةً - كصورتهما عند النطق بالواو - إشارة
إلى الضمٌ. ويكون في المضموم والمرفوع» ولا يكون في المكسور والمجرور؛ لأن
الإشمام التنبيه إلى حركة الضم والرفع. انظر: ارتشاف الصُرّب 0١ الموضح
للقرطبي ۸ ٠ الروضة في القراءات للمالكي .
)٤( تقدم تخريجه وشرحهء وقد وقع في طبعة (قطر) للمحرر الوجيز 51/94/١5 خطأ في
الشاهد فكتبوه هفلم غرفم الْعَرَتُ). وهو بهذه الرواية لا شاهد فيها على وجه
القراءةء في حين جاء على وجهه في طبعة (المغرب) كما في سائر المصادر.
(۵) المحرر الوجيز .59/١”
۳ وقال ابن عطية عند بيان أوجه القراءة لقوله تعالى: #هتكانتم
هلولا حَجَجْثُمْ فِيمَا لم يوء# [آل عمران: 13]: «ووجه قراءة نافع» وأبي
عمرو 7 أحد أمرين : يجوز أن تكون «ها» التى للتنبيه دخلت على
(أنتما ويكون التنبيه داخلا على الجُملةء كما دخل على قولهم : هَل
وكما دخلت «ياأ) التي للتنبيه في قوله: ال م سحدوأ» [النمل: »]۲١ وفي
قول الشاع ”")
باقاتل ال صبياناً تج بهم أ ٌالمُنيدة ين رند تما واي"
وقول الخ
بالعنة الله والأقوام كلهم والصالحينَ على سَمْعانَمِنْ جار
فاستعان بالشعر لبيان الوجه الإعرابي لهذه القراءة التي قرأ بها نافع
وأبو عمرو رحمهما الله.
: الشاهد الشعري في بيان الوجه الإعرابي للقراءة الشاذة :
قال ابن عطية عند توجيه قراءة أبي بن كعب لقوله تعالى : «قل
57 5 امراب عون إك فوم ولي باس شید يوم 9 4
[الفتح: :]1١ (وقراءةٌ أب بن كعب فيما حكاءٌ الکسائیٰ (أو يُسُْلِموا)”",
)١( قرأ نافع وأبو عمرو وأبو جعفر وابن محيصن «هاأنتم» بألف بعد الهاء» وهمزة مسهلة
بين بين مع المد والقصر. وقرأ ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف
وقنبل «هاأنتم)» بألف بعد الهاءء وبعدها همزة محققة. وهناك أوجه أخرى غيرها
للقراء. انظر: السبعة ٠۲٠۷ التيسير ۸۸ء النشر .55١/” 24٠٠/١
(0) هو المَتّالٌُ الكلابيُ. (۳) انظر: ديوانه 09.
62 لم أعرفه.
(5) انظر: الكتاب ۲۱۹/۲ الكامل للمبرد 99/4١١»ء الأصول لابن السراج 258٠/١
أمالي ابن الشجري2597/7 .٤٠٤
(5) المحرر الوجيز .١١١/۳
(۷) قرأ الجمهور أو َير بإثبات النون رفعاً. انظر: البحر المحيط ۰۹٤/۸ إعراب
القرآن للنحاس ”7/7 .١14١
Va. (لشاهر (الشعري في تفسير القرآن الكريم
بِنَضْب الفِعْل» على تقدير: أو يكونّ أن يُسْلِمواء ومثلهُ من الشَّعرٍ قول
امرئ القيس :
فقلت لَهُ: لاتَبْك عيناك إِنّما تُحاول مُلكاً أو موت قَتُمْذر)("
يُروى: نَموتَ بالتصب» وتموتٌ بالرفع.
فالنصب على تقدير: أو يكونّ أنْ تَموتَ» والرفعٌ على القطع”",
أو نحن تَموثُ00" . 1
وقراءةٌ الجمهور ار لرك [الفتح: ]١١ بإثبات النون رفعاًء
عطف على قوله: #تُمَيْلُومَ 2# أو على الاستئناف» على تقدير: أو هم
يُسْلِمُون”*' .
0
ابی بن كعب» وهى من القراءات الشاذة» فللنحويين فی
الأول: للبصريين على تقدير «أَنْ4» كما ذكرّ ابنْ عطيةً» والشاهد
الشعري الذي أورده يدل على هذا التوجيهء ولذلك استشهد به
البصريون””'.
الثاني : للكسائي والجرمي والفراء على تقدير: حتى يُسْلِمُوا""''.
۲ - ومن الأمثلة أيضاً على الاستشهاد بالشعر لتوجيه القراءات
الشاذة قول ابن عطية عند بيانه لأوجه القراءة في قوله تعالى: #ترِيدُوت
.٦٦ انظر: دیوانه )١(
)١( أي: على قطع عطف الفعل على الفعل»ء فيكون من باب عطف الجمل» وقد يكون
المقصود بالقطع الاستئناف.
(۳) المحرر الوجيز .٠١١-_ ٠٠١۲/۱١ (5) انظر: مغني اللبيب 415/5.
2١15/0 المقتضب ۲۷/۲ - ۲۸ء معاني القرآن للزجاج ٤۹4 - ٤۷/۳ انظر: الكتاب )٥(
.٥٤٤/۸ خزانة الأدب
(5) انظر: إعراب القرآن للنحاس ٠۲٠٠/٤ مشكل إعراب القرآن 1۲۷٦ء معاني القرآن
للفراء .۷١/۲
َكَرٌ الشاهب الشعري في توجيه القراءات... إلخ 7
سرس ر صو ر عى سک ر ہہ ات TD,
عرض لديا وال بريد د لاخر [الاتفال: ٦۷ : «وقراً ابن از
(الآخرة) بالخفض على تقدير المضاف . ويُتَطْر ذلكَ لقول الشاء 0"
َكل امرئ تَحسبسينَ امرءاً ناروگ بالليل تار
على تقدير: وگل نار" .
وقراءة ابن جَمَازِ من القراءات الشاذة» قال ابن جني في توجيهها :
«ووجه جواز ذلك على عزته وقلة نظيره أنه لما قال تريدون عرض
الدنياء فجرى ذكر العرض» فصار كأنه أعاده ثانيً"'؟. أي: كأنه قال:
والله يريد عرض الآخرة.
وابن عطية يعتمد في توجيه القراءات الشاذة على كتاب «المحتسب»
ابي الفتح بن جني وينقل عن شواهڌ الشغر التي يستشهدٌ بها في
توجيهه للقراءات. بل إنه ليقدم ابن جني على غيره» فقد قدمه على أبي
عمرو الداني في موضع خلاف في توجيه آية» وقال: «وأبو الفتح
أثبت»" . مما جعل أبو حيان يرد ذلك بقوله: «وهذا الذي قاله من أن
أبا الفتح أثبت كلاماً لا يصح» إذ رتبة أبي عمرو الداني في القراءات
ومعرفتها وضبط رواياتها واختصاصه بذلك بالمكان الذي لا يدانيه أحد
من أئمة القراءات فضلاً عن النحاة» هذا مع الديانة الزائدة» والتثبت في
النقل وعدم التجاسر ووفور الحظ من العربية)”” .
ومن ذلك قول ابن عطية عند بيان القراءات في قوله تعالى: #لَو
.٤١۷ /۳ قراءة الجميع عدا ابن جماز «الآخرةً» بالنصب. انظر: الدر المصون )١(
(0) هو سليمان بن مسلم بن جمّاز الزهري المدني» مقرئ جليل ضابط» قرأ على أبي
جعفر وشيبة ونافع. مات بعد عام ١ه. انظر: غاية النهاية .5١6 /١
(۳) هو أبو دؤاد الإويادي.
.١95١ انظر: ديوانه 787, الأصمعيات )٤(
(65) المحرر الوجيز 7/8١١ء تفسير الطبري (هجر) .۲۷١/١١
(5) المحتسب .78١/١ (۷) المحرر الوجيز (قطر) 071//6.
(۸) البحر المحيطء الأعراف: آية 04.
4۲ (لشاهر (الشعري في ته تفسير القرآن الكريم
تحدودت ت مَلبا أو معرب أو مدخلا ووا إو وَهُمَ يَجْمَحُونَ 467 [العوبة:
۷ «وقراً أي بن كعب: 0 قال أبو الفتح: هذا كقول
الشاء “:
0 ولا يدي في حَميتِ السمن تند تا 0
فقد أورد ابن عطية استشهاد ابن جني لتوجيه هذه القراءة الشاذة
ببيت الكميت بن زيد»ء مع حكمه على هذه الصيغة بالشذوذء حيث قال
ابن جني تعليقا على هذه القراءة: «ومُتْمَعِل في هذا شاد ؛ لأن ثلاثيه غير
متعدٌ عندنا)” ' . '. ونقل عنه في مواضع أخرى متفرقة ”7
هذه بعض الأمثلة على استشهاد المفسرين بالشعر في توجيههم
للقراءات القرآنية بنوعيها المتواترة وغير المتواترة» واعتمادهم في
تخريجهم لتلك الوجوه على الشاهد الشعري اعتماداً كبيراًء حتى
استوعبت كتبٌ التفسير ما صنف من كتب الاحتجاج للقراءات قبلها مع
شواهدها الشعرية» كما صنمٌ الطبّري وابنُ عطية والقرطبي.
وقد عاب الزجاحٌ وغيره الاعتمادٌ على شواذ الشواهدٍ الشعرية في
توجيه القراءات القرآنية» وصرّح أبو حيان بأنّه يَجِبُ حمل إعراب القرآن
وقراءاته على الصحيح من شواهد اللغة دون شاذهاء فقال: «ينبغي أن
يُحمل - كتابٌ الله - على أحسن إعراب» وأحسن تركيب؛ إذ كلام الله
تعالى أفصح الكلام» فلا يجوز فيه جَميعٌ ما يُجِوَّرَهُ النحاة في شعر
)١( هو الكميت بن زيد الأسدي.
(۲) عجز بیت» صدره:
لا خطوتي تَتَعَاطى عَيْرَ مَوضِيِها
ورواية الديوان والمحتّسّب «السَّكن) بدل «السّمُن»› والسَكنٌ + جَمعٌ ساكن» كصَحُب
جَمع صاحب. والْحَمِيتٌ: نا للسَّمْنِ لا شّعْر عليه. انظر: ديوانه / °
(۳) المحرر الوجيز )٤( .75١57/8 المحتسّب .595/١
(45) انظر: المحرر الوجيز ٠١/۹ -
أَخَرٌ الشاهد الشعري في توجيه القراءات... إلخ Vay
کے
الشمًا لشمّاخ والطرِمّاح وغيرهما من سلوك التقادير البعيدة» والتراكيب القلقة›
والمجازات المعمّدة»” . وقال في موضع آخر مؤكداً على هذا المنهج
في إعراب آيات القرآن وتوجيهها: (وقد ركبوا أي المفسرون
والنحويون - وجوهاً من الإعراب في قوله تعالى : «دَلِك الْكتَب لا رن
فه [البقرة: ؟]» والذي تختارهُ منها أَنَّ قوله: ذلك الكتبُ» جُملة
مستقلةٌ من مبتدأ وحَبّر؛ لأنه متى أمكنّ حَمْلُ الكلام على غير إضمار ولا
افتقار» كان أولى أن يسلك به الإضمار والافتقار. وهكذا عادتنا في
إعراب القرآنء لا تَسلّكُ فيه إلا الْحَمْلَ على أحسن الوجوهء وأبعدها من
التكلّفء وأسوغها في لسان العرب» ولسنا كمّن جَعلَ كتاب الله تعالى
كشعر امرئ القيس» وشعر الأعشى. يَحَمِلّهُ على جميع ما يَحتملَّهُ اللفظ
من وجوو الاحتمالات» فكما أن كلام الله من أفصح الكلام» فكذلك
بنبغي إعرابة على أفصح الوجوه)'"
ولذا ينبغي أن يتنبه عند الاستشهاد بالشعر في توجيهٍ القراءات أو
تفسير القرآن إلى أمرين : |
الأول: معرفة قيمة هذه الشواهد عند أهل الاختصاص وهم أهل
رواية الشعر والشواهد من الأئمة المتقدمين» وعدم الركون إلى شواهدٍ
الشعر التي لم تَعْرَف إلا عن المتأخرين دون نسبتها وعَزوها للأئمة
اللقات كأبي عمرو بن العلاء والخليل وسيبويه وأمثالهم .
الثاني: كيفية استشهاد أولئك العلماء بهذه الشواهدء فن للقرآن
عُرْفاً خاصاً لا يَصِحّ أن يُحملَ على شواهد الشعر في أحيان كثيرة» ون
بدا ذلك للناظر المتعجل» ولذلك قال ابن القيم: «لا يجوز أن يُحمل
كلام الله كك ويُفْسّر بمُجرد الاحتمال النحوي الإعرابي الذي يَحتمله
تركيبٌ الکلام» ويكون الكلامٌ به له معنئّ ماء فإن هذا المقام عَلِظ فيه
.5١/١ (؟) البحر المحيط .٠١۳١/١ البحر المحيط )١(
كوب _________ملشاضر الشمري في تضسيرالقرآنالكريم
أكثرٌ المُعربِيّن للقرآنء فإنهم يفسرون الآية ويعربونها بما يحتمله تركيب
تلك الجملة» ويُِّفَهَمُ من ذلك التركيب أي معني اتفقّء وهذا غلظ عظيمٌ
يقطعٌ السامعٌ بان مُرادَ القرآن غيره» وإن احتمل ذلك التركيبُ هذا المعنى
في سياق آخرٌ وكلام آخرء فإِنّه لا يَلِزْمُ أن يحتمله القرآن»'. وهذا لأن
للقرآن الكريم عُرْفٌ خاص» ومعانٍ معهودة» لا يناسبه تفسيره بغيرها.
ولذلك فإن الشاهد الشعري مع أهميته في توجيه القراءات من حيث اللغة
والإعراب إلا أنه ينبغي ألا يكون مهيمنا عليها بحيث ترد القراءة
الصحيحة لمخالفتها له في رأي بعض النحويين» وإنما يستشهد بالشاهد
الشعري في موضعه المناسب دون إفراط» كما صنع المفسرون في ججل
مواضع احتجاجهم بالشعر.
.٥۳۸/۳ بدائع الفوائد )١(
رقن
بكس ودی ودرو ’٣ے
أثر الشاهد الشعري في الجانب العَمّديٌ عند المفسرين
المبحث الثالث
أثر الشاهد الشعري ف الجانب العَقّدي
عند المفسرين
تقدم الكلامٌ عن نشأة الاستشهاد بالشعر في تفسير القرآن الكريم.
وان اول من فَتَىَ هذا المنهج حتى سار فيه تلاميذه من بعده هو حبر
الأمة عبد الله بن عباس ب#باء ثم توالى تلاميذه من بعده على هذا
المنهج» مع تفاوتهم في ذلك بحسب تفاوت حظوظهم من المعرفة بشعر
العرب وشواهده. وقد أخذ أهل السنة هذا المنهج باعتدالٍ» واستشهد
المفسرون منهم كالطبري بالشعر في تفسيرهم للقرآن باعتدالٍ متى دعت
الحاجة إلى ذلك .
غير أن طوائف من أهل البدع قد بالغوا في التعويل على التفسير
باللغة» والاعتماد على شواهد الشعر في فهم القرآن الكريم مبالغة أغفلوا
بسببها ما روي عن السلف من الصحابة والتابعين من التفاسير التي هم
أعلم بهاء والمصير إليها أولى من الاعتماد على مجرد اللغة وشواهدها
من الشعر. وقد تقدم ذكر منهج أبي عبيدة في «مجاز القرآن»» ومؤاخذة
العلماء له في بعض ما ذهب إليه من تفسير لبعض الايات» مع استقامة
منهجه في الاستشهادٍ من حيث الجملةء وأبو عبيدة كان مِمّن يرى رأيّ
الخوارج"''. في رأيهم دون فعلهم والخروج والثورة على الحكام» فكان
لهذا المعتقد دور في تعويله على الشعرء ومبالغته في الاستشهاد به» كما
0010 انظر: البيان والتبيين /, المعارف لابن قتيبة 2559 الفهرست «or إنباه الرواة
81/7 .
7 (الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
ظهر من منهج الخوارج بدءاً من نافع , بن الأزرق كما تقدم في أسئلته
لابن عباس » وإصراره على أن يكون مع كل جواب شاهد من الشعر»
ومِمًا يُستأنسٌ به ٠ في ذلك أن الإباذ و وهي فرقة من فرق
السلف» ويُعوّلونَ على شواهد الشعر في تفاسيرهم ولهم عناية شديدةٌ
بذلك. وقد محفت رسالة كتبها بعضٌ الإباضية إلى عبد الله بن أحمدّ
التميم أحدٍ قضاة المالكية فى دولة الأغالبة» يسألونه فيها عن آيات
من القرآن الكريم» ويطلبون منه فيها «أن يكون الاحتجاج والدليل» في
جواب مسائلهم من اللغة العربية» ومن أشعارٍ العَرَبٍ الأوائل الجيادٍ
المعروفة المُستشهدةء لا مِنْ غير ذلك»”". وذكروا في رسالتهم أنه لا
يريدول أن يكون الجواب (من استشهاد القرآن بعضه على بعص ؛ انهم
مُكتفون بما عندهم من إسلامهم ومشايخهم وأَنّْهم أرادوا ما أعجَرّهم
وإنّما أرادوا خارج الجوابات ودلائلها من اللغة العربية. وأشعار العرب
المتقدمة» ولأنَّهم قد بَلغهم في لروايات اَن عبد الله بن العباس رحمة الله
عليه» قال: «إذا أشكلَ عليكمٌْ شيءٌ من القرآن فاطلبوهٌ في أشعار
العرب»“» واحتجوا في طلبهم ا باللغة بقول الله كك : يسان عر
سان O: [الشعراء: ]١956 وقوله: وما بسكن من رَسُولٍ ِل بسَان رمه
(۱) هم أصحاب عبد الله بن إباض» اختلفوا مع الخوارج في بعض آرائهم فافترقوا عنهم»
لهم آراء متفرقة في أبواب العقيدة» ومن تفأسيرهم المطبوعة تفسير هُودٍ بن مُحكّم
الهوّارئ. انظر: الملل والنحل 2165/١ المَرْقٌُ بين الفِرَّق للبغدادي ٠۰۳ .
(۲) هو أبو العياس عبد الله بن أحمد بن طالب التميميٌ» »> قاض وفقيه مالكي» من بني عم
الأغالية أمراء القيروان» ولد سنة 7١17 وتوفي سنة 5/ا؟هء له كتاب الأمالي في ثلائة
أجزاءء والرد على من خالف مالكاً. انظر: الأعلام للزركلي 4/ 50.
(۳) رسالة الرد على مسائل الإباضية للإمام أحمد بن يحيى ۸۷.
(5) تقدم تخريج هذا الأثر ص...
أثر الشاهد الشعري في الجانب العَقَّديّ عند المفسرين ۷۹۷
بيت هم [إبراهيم: 4] وبقوله: قولوت إا بنش بر عاف
د بلُحِدُورت له 25 بے وه وهدذا سان عرف فك ث4 [النحل : ey
وقالوا: : (ونحن نرید أن نستفيده من حيث ذكر الله سبحانه» ولا نريد
الجواب فيه إلا من ¿ اللغة والشّعر القديم العربي»”''.
وقد أحالَ القاضي هذه الأسعلة إلى الناصر لدين الله أحمد بن
يحيى بن الإمام الهادي”" للجواب عليها كما اشترط الإباضية» فأجابه
لذلك وقال فى صدر جوابه: «اعلم يا أبا مُحمّد حفظك الله أن هؤلاء
القوم إِنّما أرادوا بذلك تعنيتناء وأَنْ يَدْرُوا ما عندنا من المعرفةٍ باللغة» ثم
ذكر اختياره في تفسير القرآن» والصواب في منهج التفسير فقال: «والذي
نذهبٌ إليه» ونحبّهُ في التفسير في أن تكونَ الحجة مِنَّا في التفسير بشواهد
من كتاب الله كك على كتاب الله. ولا بد مع ذلك من الاستشهادٍ باللغة
والشعرء ونحن بحول الله وقوته نجيبّك في ذلك بجواب ما سألوا من
اللغة والشعرء نتوخّى فيه صواباًء ونرجو من الله سداداء ولا بد لنا في
ذلك من شواهدٍ الكتاب مما لا بُدَّ منى ولا يُستغنى عنه مما يبَيّنُ الله
سبحانه به الحقٌّء ويُزهق به الباطل» ويُرغمٌ به نف المخالفين بحوله
حتى استشهد بأربعة وسكين شاهداً من الشعر على أجوبته ومن أمثلة
تلك الأسكلة :
.88 4 رسالة الرد على مسائل الإباضية للإمام أحمد بن يحيى )١(
(۲) المصدر السابق ۸۸.
(۳) هو الإمام أحمد بن يحيى بن الحسين الحسني العلوي» إمام زيدي يماني مشهور» من
كبار علماء الزيدية» ولد سنة 776ه ولا يعرف تاريخ وفاتهء له كتاب النجاة» والمفرد
في الفقه. انظر: معجم المؤلفين لكحالة .777/١
() المصدر السابق ۸۸.
V۸ الشاهر (لشعري في تفسير القرآن الكريم
- سألوا عن قول الله تعالى: #وَكانَ ورام ملك يأخد ل سَفِيئةٍ
عصبا» [الكهف: 79] وقالوا: «فما عليهم والملك قد صار ر ونجوا
منه» وإنما كان الخوف يقع عليهم»ء لو كان الملك قدامهم؟». فقال في
جوابهم : «هذا من أضداد الكلام الجائز في لغة العرب» وذلك أن العرب
تسمي القدام وراء» ومن ذلك قول الله كك : #ومن ورای عَذَابُ عَليظٌ»
[إبراهيم: ]١7 يقول: بين يديه» ولو كان العذاب وراءهم كما ظننت»
لكانوا قد سلموا منه» والعرب تكلم بهذا فتكثرء قال لبيد بن ربيعة
الكلابي :
ليس وّرائي إن تَراحَت مَنِيّتي لُزومُ المَصاتُحنى عَلَيها الصابع”""
يريد: أليس بين يدي الهَرَّمُ والضَعْفٌ والكبَرء فَصَيِّرَهُ وراه وهو
بِينَ يديه». وقال ابن الأنباري: «وراء من الأضدادء يقال للرجل:
وراءك؛ أي: خلفك»› ووراءك أي أمامك». والرسالة تسير على هذا
المنوال حتى آخرهاء وفيها شبه بأسئلةٍ نافع ! بن الأزرق لابن عباس .
وهناك طائفة أخرى من الطوائف الإسلامية كان لها عناية شديدة
بشواهد الشعرء ولا سيما في تفسيرها للقرآن الكريم» ومناظراتها مع
خصومهاء وهي طائفة المعتزلة”*'» وعلى رأسهم مؤسس المذهب وهو
واصل بن عطاء » ومن أبرز من ظهر اهتمامه بحفظ شواهد الشعر
.۱۷۰ انظر: دیوانه )١(
(؟) رسالة الرد على مسائل الإباضية للإمام أحمد بن يحيى .۸٩
(۳) الأضداد 58.
)٤( المعتزلة فرقة كلامية من الفرق الإسلامية» أسسها واصل بن عطاء الغزال عندما اعتزل
مجلس الحسن البصري» وأفتى بأن مرتكب الكبيرة في مِنْرِلةٍ بين المثزلتين» ولمذهبهم
أصولٌ حَمسةً معروفة هي : العدل» والتوحيد» والمَمزلةٌ ب بين المنزلتين» الوعد والوعيدء
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. انظر: شرح الأصول الخمسة لعبد الجبار
المعتزلي ١۳١۱ء الملل والنحل للشهرستاني .٥٤/١
(5) هو أبو حذيفة واصل بن عطاءء مولى بني ضبة أو بني مخزوم» رأس المعتزلة» ومن -
أثر الشاهد الشعري في الجانب العَمَّديٌ عند المفسرين ۷⁄۹۹
للاستشهاد بها في التفسير والمناظرة أبو الهذيل العلاف المعتزلي شيخ
إبراهيم النّظام''' وغيره من رؤوس المعتزلة”'. وقد ذكر من رآه أنه من
أوسع الناس معرفة بشعر العرب» وقدرة على استحضاره وقت طلبه» قال
المبرد: «ما رأيت أفصح من أبي الهذيل والجاحظ» وكان أبو الهذيل
أحسّنَ مُناظرةٌ» شهدتهُ في مجلس وقد استشهد في جُملة كلامو بثلاثمائة
رر
وقال ثمامة بن شر م240 : اوصفتٌ أبا الهُذِيلِ للمأمون» فلمًا دَحَلَ
عليه جَعل المأمون يقولُ: يا أبا مَعْن كُنْيَةٌ ثُمامة -» وأبو الهذيل
يقول : يا ثُمامة فکدت نقد عَيظاً: 1 احتفل المجلس» استشهد في
عرض كلامه بسبعمائة بيتٍ» فقلت: إن شک“ شعت فَكَنْنِي) > وإن شئت
(0 3
را
E
عات ت - ۶
وهذا كله إِنّما هو من تّمرة اشتغال أبى الهذيل بالمناظرات»
= أئمة البلغاء والمتكلمين» ولد سنة ١4هء نشأ في المدينة المنورة» ثم انتقل للبصرة
وبها توفي» كان من تلاميذ الحسن البصري ثم اعتزل حلقته» فسمي ومن معه
بالمعتزلة. انظر: سير أعلام النبلاء 0/ 555.
(1) هو إبراهيم بن سيار النظام» تكلم في القدرء وانفرد بمسائل عند المعتزلة» وهو شيخ
الجاحظ» ينسب إليه القول بأن إعجاز القرآن فى صرف الله للعرب عن معارضته.
توفي سنة بضع وعشرين ومائتين. انظر: تاريخ بغداد ٩۷/٦ - 248 سير أعلام النبلاء
042١/٠ .
)۲( هو محمد بن هذيل بن عبد الله بن مكحول العبدي نسبة إلى عبد القيس توفي سن
هه وكنيته أبو الهذيل» لقب بِالعَلّافِ لأن داره كانت في العلّافين بالبصرة» وهو
من أكبر شيوخ المعتزلة وعلمائهم. وهو شيخ إبراهيم النظام . انظر: فضل الاعتزال
وطبقات المعتزلة ٠٠٠٤ وفيات الاعيان 175/7.
(۳) فضل الاعتزال وطبقات المعتزلة /701.
(4) هو أبو معن تُمامَةُ بن أشرسَ النميري البصري» أحدٌ كبار المعتزلة المتكلمين فى زمن
المأمون» من تلاميذه الجاحظء توفي سنة ۳٠۲ه. انظر: تاريخ بغداد 2146/1 سير
أعلام النبلاء 2330/٠١ الأعلام .٠٠١/۲
(0) فضل الاعتزال وطبقات المعتزلة لا6؟.
:م (لشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
والتفكر في المسائل وأجوبتهاء والحرص على حفظ الشواهد من شعر
العرب» والاختيار منهاء وهو دليل على أن الثقافة الأدبية العميقةً كانت
من أهمٌ أركان ثقافة المتكلمين وعلومهم» وقد ظهر أثر ذلك في كثرة
أقاويلهم في تفسير القرآن الكريمء وحملهم آياته على غير معانيهاء
ودونت في كتب التفسير كثير من تأويلات المعتزلة والشيعة والخوارج
لآيات القرآن الكريم المخالفة لما كان عليه السلف الصالح من الصحابة
والتابعين لهم بإحسان» وفي أحيانٍ كثيرة اعتمدَ هؤلاءِ على شواهدٍ الشعر
التي يؤيدون بها مذاهبّهم وتفسيراتهم» ومن تفاسيرهم كتاب الكشاف
للزمخشري المعتزلي .
وقد كانت شواهد الشعر ححبجَجاً فى أبواب العقيدة من حيث اللغة
منذ عهد الرواة الأوائل من التابعين وأتباعهم» فقد جاء عمرو بن عبيد
المتكلم المعتزلي إلى أبي عمرو بن العلاء» فقال: يا أبا عمرو»
أخلف الله وعده؟ قال: لاء قال: أفرأيت من وعده الله على عمله عقابا
يخلف وعده فيه؟ فقال أبو عمرو: أمن العجمة أتيت أبا عثمان؟ إن
الوعد غير الوعيد» إن العرب لا تعد عاراً ولا خلفاًء والله ك إذا وعد
وفى» وإذا أوعد ثم لم يفعل كان ذلك كرما منه وتفضلاًء وإنما الخلف
أن تعد خيراً ثم لا تفعله» قال: وأجد هذا في كلام العرب؟ قال: نعم
أما سمعت قول عامر بن الطفيل :
ولايَرهبُ ابن العم مَاعِشْتُ صولَّتي 2 ولاأَحْتَفِي مِنْ صولَةٍ المُتَهَدَدِ
وإني وَإِنْ أَوْعَدْنُهُ أووّعدتة لمُخْلِف إيعادي ومُنجرٌ مودي
وتكلم في هذه الآية: #إوتادئ أصحب اة أصصب ألَارٍ أن هد وَجَدَنا ما
ع
صر ص راس سرا رس سرس ا ص عرص و رط :
وعد ربا حَقًا هَهَلْ ودم نا وعد ربک حَفًَا الوا مر [الأعراف: 44] قال:
فكيف خرج القول من الفريقين بلفظ واحدٍء وهو وَعدٌ؟ فقال: لان
000 انظر : ديوانه .
أثر الشاهد الشعري فى الجانب العَقّدىٌ عند المفسرين
س بسي م سب سس سس ٠ ہے
العربٌ تقول: وعدتة خيراً ووعدته شراًء فلو أسقطوا الخير والشرء قيل
في الخير: وعدثٌ. وفي الشر: أوعدت"'"'.
فين له القَرقَ بين الوعدٍ والوعيدء وأن الوفاء بالوعد مَكرمةٌ» وان
الذي يفي بوعدو يقال له: وَقَىء أمّا الذي لا يَوقعٌ بوعيده فيقال: إن
عفا» وشتان بينهما.
وام ما في كتب التفسير» فقد وردت مسائل متفرقةٌ من مسائل العقيدة
التي وفع الخلاف فيها بين آهل الس وغيرهم› وذلك في آيات القران
التي تتناول صفات الله يله بصفةٍ خاصةء وغيرها من الآيات» استشهد
فيها المخالفون بشواهد من الشعر كانت هي حجتّهُم فيما ذهبوا إليه من
أقوال. وهي أمثلة قليلة» ليس لها كبير تأثير في التفسير» ومن هذه
الأمثلة :
١ استواء الله على عرشه:
وصف الله في كتابه الكريم تسه بأنه مستو على عَرشه في سبع
آياتٍ صريحة» هي قوله تعالى: #ثمّ أسْتوئ عل الم في ست آيات
[الأعراف: 205 يونس: ۴ الرعد: ؟» الفرقان: 09» السجدة: ]٤ وقوله تعالى:
امن عل لعش أستوئ €6 [طه: »]١ وفي هذه الآيات الكريمات
إثبات صفة استواء الله تعالى - على عرشه.
ومن السنة حديث ابي هريرة دك ضفن ؟ أن النبي يي أخذ بيذه »
فقال : «يا أبا هريرة! إن الله حل السماواتٍ والأرضين وما بينهما فى
ستةٍ أيام د ثم استوى على العَرش . وحديث قتادة بن النعمان ولب ؛
قال : 0 رسول الله يكل يقول: «لْمّا قَرَعْ الله مِنْ خلقه؛ استوى
.١179 /5 إنباه الرواة ۰۳٤ طبقات النحويين واللغويين ء۱٤۲٩ /٥ انظر: عيون الأخبار )١(
(؟) رواه النسائى فى التفسير ۲ وهو حديث حسن› وانظر : مختصر العلو ۷۱ہ
ام الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
على عرشه)7'.
وقد دل على هذه الصفة «نصوص الكتاب» والسنَدء وإجماع سلفٍ
الأمة» وأئمة السنة» بل على ذلك جمِيعٌ المؤمنين الأولين والآخرين»” ".
وذلك لأن «الآثار عن النبئ ىة وأصحابه» وسائر علماء الأمة متواترة
عند من تتبعهاء قد جَمعَ العلماءٌ فيها مصنفاتٍ صغاراًء وكباراً»”" فأدلة
ثبوت صفتي الاستواء على العرش» والعلو كثيرة» وهي من أبلغ
المتواترات اللفظية» والمعنوية. وهي من الصفات السّمعية الفعلية
المعلومة و لير ٠" وهذا قول أئمة أهل الحديث والسنة”.
غير أن المخالفين لأهل السنة قد نفوا صفة الاستواء» وتأولوها
بالاستیلاء واستشهدوا على هذا التأويل بقول الشاعر:
قداستَوَّى شر على الهِرَاقٍ 0
بعض كبار اللغويين قل أنكر هذا البيِتَ: ومِمَنْ رده الإ الخظابن
بقوله: (ورعم بعضهم أن الاستواء ها هنا بمعنى الاستيلاء» ونرَعَ فيه
ينا
ببيتت مجهولٍ» لم يقله شاعر معروفٌ يصح الاحتجاج بقوله»“ . وقد
)١( قال ابن القيم في «اجتماع الجيوش الإسلامية) ۷ : «روى الخلال في «كتاب السنة»
بإسناد صحيح على شرط البخاري عن قتادة ت ذكرة: وقال الذهبي في «العلو» ٥۲ :
(رواته ثقات) ولم علق عليه الألباني في «مختصر العلو.
(۲) التسعينية لابن تيمية ۲/ 0506. (۳) التسعينية ۲/ .0٦۸ 0٦٥
(5) انظر: مجموع الفتاوى 6/ .١6
.۲۲۷ /۰ وانظر: ٥۲۳/٩ انظر: المصدر السابق )٥(
() انظر: المصدر السابق ۳۹۷/٩ - 98".
(۷) نسبه للبعيث المجاشعي المرزوقي في الأزمنة والأمكنة 275 ونسبه بعضهم للأخطل
كما في شرح القاموس وليس في ديوانه.
(۸) من كتابه «شعار الدين»» بواسطة مختصر الصواعق المرسلة للموصلي ۳/ .۸٩۱
أثر الشاهد الشعرى فى الجانب العَقَدىٌ عند المفسرين
لسلس سس _ _ لس کا ٠ للدم
.> 5 . 0# *. . 5
سيّل ابن الاعرابي: هل يصح أن يكون استوى بمعنى استولى؟ فقال: لا
تعرفٌ العرب ذلك . وأنكره الخليل بن أخمدء وأبو العباس تعلب»
ونفطويه» وغيرهم” . وقد أشار ابن القيم إلى أَنْهُ مع التسليم بصحة هذا
البيت فصوات إنشاده:
000٠00 0 بِشرٌ قد استولى على العراقي
ولم يذكر الدليل على هذاء غير أنه في هذا يَسيرٌ على منهج شيخ
الإسلام ابن تيمية في رده لهذا البيت» حيث قال: «ولم يبت تقل صحيحٌ
أنه شعرٌ عربي» وكان غيرٌ واحد من أئمة اللغة أنكروه» وقالوا: إِنَّهُ بيت
مصنوع لا يعرف في اللغةء وقد عَلِمَ أنه لو احتج بحديث رسول الله ا
لاحتاج إلى صحته» فكيف ببيت من الشعر لا يعرف إسناده؟ وقد طعن
فيه أئمة اللغة» وذكرٌ عن الخليل كما ذكره أبو المظفر في كتابه الإفصاح
قال: سَيّل الخليل: هل وجدت في اللغة استوى بمُعنى استولى؟ فقال:
هذا ما لا تعرفة العربٌء ولا هو جائرٌ في لغتها. وهو إمام في اللغة على
ما عرف من حاله» فحينئظٍ حملهُ على ما لا يعرف حمل باطل)”" .
والمفسرون في كتب التفسير قد اختلفت أقوالهم في تفسير هذه
الآيات» بحسب ب عقائدهمء فأهل السنة بش يثبتود هذه الصفة وغيْرّها لله 0
دون تكبيفي لها ولا تعطيل؛ ولا تمثيل ولا تشبيه بخلقوء في حين يفر
غيرهم من إثباتِ هذه الصفات ظناً وتوهماً أن في إثباتها تنقصاً لله يل.
وتشبيهاً له بخلقه.
وقد فصل الإمام الطبري القولَ في هذه الصفة فقال عند تفسيره
)١( انظر: شرح أصول اعتقاد آهل السنة للالكائي 515 ۰٤٤۳/۳ ۰٦٦۸ تاريخ بغداد
٥ مجموع الفتاوى .501/١5 ١557/6
(۲) انظر: مختصر الصواعق المرسلة للموصلي ۰4۷/١ وانظر ما قاله المحقق في
الحاشية (7).
(۳) مجموع الفتاوى ١557/6 ۔ .۱٤١
NY (لشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
لقوله تعالى في سورة البقرة: «هو ای حلق لكم ما الذَرضِ جَمِيعًا
2 أستوئ إلى الما سوَبهنَ سبع سمواب وهو ا 9 عم 9
[البقرة: 79]: «الاستواءٌ في كلام العرب منصرف على وجوو:
- منها انتهاءً شباب الرجل وقَرّته» فيقالٌ إذا صار كذلكٌ: قد
استوى الرجل.
- ومنها استقامةٌ ما كان فيه أَوَدٌ من الأمور والأسباب. يقال منة:
استوى لفلانٍ أمرّه إذا استقامَ لَه بعد أَوَدِه ومنه قول الطرماح بن حكيم:
طالَعَلىرَسْممَهْدَوِأَبَدَهُ وعفاواسْتوى بولك"
يعني : استقام به.
- ومنها الإقبال على الشىء بالفعل, كما يقالٌ: استوى فلان على
فلان يما يكرهة ويَسودٌهٌ بعد الإحسان إليه.
- ومنها الاستيلاءٌ والاحتواء» كقولهم: استوى فلانٌ على المملكة
بمعنى : احتوّى عليها وحارّها.
- ومنها العُلوُ والارتفاعٌ» كقول القائل: استوّى فُلان على سَريره.
يعني به عله عليه»”" .
ثم بعد أن ذكر الطبري معاني الاستواء في لغة العرب» اختارٌ منها
قولاً مناسبا لسياق الآيات» فقال: «وأولى المعاني بقول الله جل ثناؤةُ :
#ثُمّ اسوی إل الاو سَوّبهنَ سَبْعَ سَمَوٍَ4 عَلا عليهنّ وارتفعَ فلبّرهنَّ
بقدرتو» وخَلقَهن سبع م اوا ظ
)١( رواية الديوان:
طالّ في رَسْم مهدو رده ens
ومَهُدّد اسم امرأة» والبيت على رواية الطبري مختلف الوزن» فصدره من المنسرح»
وعجزه من الخفيف» بخلاف الديوان فوزن القصيدة كلها من الخفيف . انظر: دیوانه 197.
(0) تفسير الطبري (هجر) 405/١ /401.
(۳) تفسير الطبري (هجر) 5055/١ - 4017.
——
—
أثر الشاهد الشعرى فى الجانب العَقَّدىّ عند المفسرين
ي فى ك ا o
ونظراً لما أثارته هذه الآية ونظائرها مِنْ خلافٍ حول تفسيرهاء
أشار الطبري إلى رأي المخالفين لأهل السنّة من المعتزلة وغيرهم فقال:
اکب مدن أنكرٌ المعنى المفهومٌ من كلام العرب في تأويل قول الله :
2 سوئ إِلَ ألسَمَاءِ4 [البقرة: 14] الذي هو بمعنى العلرٌ والارتفاع هربا
ا ف يَلْمَهُ بزعمه - إذا تأوّلهِ بمعناه المفهوم كذلك - أَنْ يكونَ
إِنّما علا وارتفعَ بعد أَنْ كان تَحتها إلى أَنْ تأوّله بالمَجهول مِنْ تأويله
المُستَدْكُرٍ ثم لم يأ ينج مما هَرَبَ منه. فيقالٌ له: زعمت أن تأويل قولهٍ:
# أستوئ # أقب؟ كان مُدبراً عن السماء فأقبل إليها؟ ! فان زعم أن ذلك
ليس بإقبالٍ فعلٍ» ولكنّه إقبال تذْبيْر. قيل له : فكذلك فقل: علا عليها
عُلوٌ مُلْكِ وسُلطانٍء لا علو انتقالٍ وزوال. ٿم لن يقو في شيءٍ من ذلك
قولاً إلا لم في الآخر مثل» ولولا آنا كرهنا إطالةً الكتاب يما ليس مِنْ
جنسو لأنبأنا عن فساد قولٍ كُلّ قائلٍ قال في ذلك قولاً لقولٍ أهل الحق
فيه مُخالفاً وفيما بَينَّا منهُ ما يُشْرِفُ بذي القَهُم على ما فيه له الكفايةٌ إن
شاء الله تعالى)7''.
وقال السّمعاني وهو من أهل السنَّةِ عند تفسيره قوله تعالى: #إرك
ريك اله ألَرِى حَلَقَ الوت وَالأَيْسَ في سِنَةَ ايام نه استوى عل الْمْشٍ»*
[الأعراف: :]٠٤ (أَوَلَ المعتزلة الاستواء بالاستيلاءء وأنشدوا فيه:
قداسكَوّى بشرٌعلى العِرَاقي مِنْعَيْرسَيف أوةَممُهْرَاقٍ
وما أهن الستة فيتبَرءون مِن هذا التأويل. ويقولون: 3 الاستواءً
على العرش صِفةٌ لله تعالی» بلا كيفء والإيمان بو واجبٌ» ذلك يُحكى
عن مالك ؛ بن أنس وغيرهِ من السَّلِفٍ نهم قالوا في هذه الآية: الإيمانٌ به
واجٽ» والسؤال عنه بدعة».
وقد أصبحَ هذا الشاهدٌ الشعري الذي استدلٌ به المُخْالِفونَ للسَّلفٍ
.188/” تفسير السمعاني )۲( .٤0۷ /١ تفسير الطبري (هجر) )١(
1م الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
حجة يعولون عليها فى نفى هذه الصفة. ويُؤُولونَ الاستواءة فى الآيات
الدالة على صفة الاستواء بالاستيلاء ء استشهاداً بهذا الشاهد؛ حتى لا يكادٌ
يَخْلو منه كتاث تفسير » ولا عقيدة» ولا بلاغة.
والتحقيق فى هذه المسألة هو أن يقال: الاستواء يأتى فى اللغة
للمعاني التي ذكرها الطبري وهي: التمام والكمال» واستقامةٌ ما كان فيه
أَوَدّْء والإقبالٌ على الشيء» والاستيلاءٌ والاحتواء والعُلرٌ والارتفاعٌ.
غير أن لكل معنى منها سياقاً يناسبه» وتفصيل ذلك على النحو الآتي :
إذا تعدّى فعل «استوى» بنفسه كما في قوله تعالى: لما بلع سد
اسو ايده كما وما [القصص: ]١4 كان بمعنى بلوغ التمام ولكمال
والغاية في القوة . وأكثرٌ استعمالٍ شعراء الجاهليةٍ لهذا الفعل بهذا
المعنى» متعدياً بنفسه» ومن ذلك قول خَِرْنِق بنتٍ بدرٍ بن هَفَان وهي
عَدَدنا لَه حمسا وَعِشْرِينَ حِجَةَ لما تَوَفَاها إستوى سيّداً صخا“
وقالت أم عمرو وهي شاعرةٌ جاهليةٌ :
حينَ إستوى وّعلا الشبابُ به وَبَدامُيِيْرَ الوَّجْوِكالبَدْرِ
وقال حاتم الطائي وهو جاهلي :
ينام الى تى إذ وة وى ٠ فة مَشلوج الوا مهيا"
/١ الجامع لأحكام القرآن ء۱٤۸/٠١ 1٤١/١ تفسير الرازي 25١/7“ زاد المسير )١(
تفسير 2٠١/١ بحر العلوم للسمرقندي ۲۸٠/١ البحر المحيط »126 /( ٥
السراج المنير .775/١ حاشية محي الدين زاده على البيضاوي 2714/١ البيضاوي
٠١١/٠١١٠۳١ /۸ ۰۸۸/۳ أضواء البيان ۷/ 2791 روح المعاني ۰٤۳/۱ للشربيني
(سوا). 4١5/١4 مناهل العرفان ؟504/1» لسان العرب »5١١7/7 فتح القدير
(۲) انظر: تفسير الطبري (هجر) 2١8١/١8 تفسير السمعاني .٠١۷/٤
(۳) انظر: ديوانها ۱۹. (:) انظر: زهر الآداب 7/79 177.
(5) مَمْلُوجَ المُؤاد: ضَعِيفَةُ ساقظ النَّفْس والرأيء والمُوَّرمُ مِنْ كثرة النوم. انظر: ديوانه
٢
أثر الشاهد الشعرى فى الجانب العَقّدى عند المفسرين
اس ساس ل ست يبام ا ا ل للدم
وقال حنظلة , بن أبي عفراء الطائي وهو جاهلي:
ُهل صَغِي ركم يَعظُمُ صو وَصِرٍرَتُهُ حَتَى إذا ما هو إستكوى
تَقارَبَ يَحْبُْو ضُوءهُ وشعَاحَهُ 2 ويَمصّحٌ حتى يَسْتَسِرٌ فلا يُرى(١)
وقال أبو الأسود الدؤلي وهو مخضرم:
إذا ما استوى روقاك لم يَهِمَضِمهُما َد ولم يأكل ضَعِيفَك کیا ٩
وأا إذا تعدى فعل «استوى» بحرف (إلى» فيكون معناه القصد إلى
الشيء ؛ ومن ذلك قوله تعالى: هو لی حل لَكم ما فى الْأَرْضٍ جَمِيمًا
ته سنوي إل أَلسَمَءِ وهن سب سَمَوبٍ» [البقرة: 4؟]» وقوله تعالى:
4 استوئ إلى السا وه 9 فال ا اض اقتا طَيًْا أو كرما [فصلت:
١ ولم أجد لهذا الاستعمال شواهد من شعر العرب المحتج بهم
- وأما إذا تَعَدَّى فعلٌ «استوى» بحَرفٍ «على)ء فلهُ أربعةٌ مَعانٍ
ذكرّها المفسرون من الصحابةٍ والتابعينَ وغيرهم» وهي : العْلوٌّء والثباث›
والاستقرارٌء والصعود. وهذا الاستعمال الذي وقع الخلاف فيه» فقد
زعم المعتزلة والأشعرية وغيرهم أن استوى في هذه الآيات التي عدي
الفعل فيها بحرف ١على) بمعنى استولى لا بمعنى ثبت وعلا واستقرٌ
وارتفعٌ» ولم يجدو حجة مقنعة تؤيد قولهّم فيما أعلمٌ سوى الشاهد
الشعري الذي اختلف في نسبته لشاعر» وهو قوله:
قداسئَوّى بشُرّعلى الهِرَاق مِمْعَيْرسَيف أوةَممُهْرَاقٍ
ولم أجده في شعر الشعراء المحتج بهم» ووجلته في شعر
المتأخرين» كقول أبي العتاهية :
رَهُوَ الخَفِيُ الظاهِرٌ المَلِكُ الذي هُوَّلم يرل ملكا على اعرش إستّوى”"
)١( انظر: الأغاني .٠٠٠/٠١
(۲) انظر: ديوانه ۴۳١١ حماسة البحتري .۲٤١
هرة انظر: ديوانه ۷
]8١م الشامر الشعري في تفسير القرآن الكريم
وظاهرٌ أخذةٌ لهذا المعنى والتعبير من القرآن.
- وأما إذا عدي فعل «استوى») بحرف (في)» كما في قول ذي الرمة
يصف ناقته وحالها مع راكبها : ١ 1
نَضْغْي إذا شّدَّها بالرَّحْل جانِحَةٌ حتى إذاما استوى في عُرزها تَئِبُ
فهو يودي معنى التعدية بخرف «على» أو يقترب منه» بمعنى الثبات
والعلو والاستقرار على ظهر الدابة. وقد انتقد الأصمعى هذا البيت
فقال: «كان ينبغي أن يستوي ثُمَّ ْب ناقه»" . وهذا الاستعمالٌ نادرٌ في
الشعر المحتجٌ بو فيما وجدث» ومنه في شعر المتأخرين قول البُحتري
يَصِفَ برذونا :
إذا استوّى الراكبٌ في ظَهُرِها طَمَنَتٍ المَنْنَيْنِ كي تروف"
فيتحصل من هذا الذي تقدم أن التعبير ب«استوى على) من
الأساليب التي انفرد بها القرآن الكريم للتعبير عن صفة الاستواء على
العرش خاصة» ويُمكنٌ عَدّها مِنْ مُبتكراتٍ القرآن بحسب تعبير
الطاهر بن عاشور في تفسيره“ .
ويكون التفسير الأسلم للمقصود بالاستواء في قول الشاعر :
قداسئَوّى شر على العِرَاقٍ مِنْعَيْرٍ سيف أو ةم مهْرَاقٍ
هو أن «يكون (استوى» ب بمعنى استعلى” ° ٠ لا نفي هذا البيت»
وهذا الاستعمال في لغة العرب» فإنه قد تقرر أنه ليس كل ما صح في
اللغة صح حمل تفسير القرآن عليه. فالقرآن له عُرفٌ خاص به» يحمل
عليه وَيُفْسَّرُ به" » والإشكال داخل على من يرى تأويل صفة الاستواء
ټون
.٦١ /۳ الکتاب ۰٤۸/۱ انظر: دیوانه )١(
(۲) شرح الباهلي لديوان ذي الرمة .58/١ (") انظر: ديوانه .٠۳۷١/۳
(5) انظر: التحرير والتنوير ٦۲/۱۷ 21957/1١ ء۲۵٥٤ /۹ ۰۲۸٤/۳ وغيرها.
.159 - ۱٤٩/٩ مجموع الفتاوى )5( .٠١٤١١/۴ شرح الحماسة )٥(
أثر الشاهد الشعري فى الجانب العَمَّدىٌ عند المفسرين
الملل سل ل سس 2 لس ب ا سبي ل للدم
وغيرها من شبهة التجسيم والتشبيه التي يزعمونها لا من شواهد الشعرء
ولذلك قال ابن عطية وهو ممن يرى تأويل صفة الاستواء: «واختصار
القول في قوله: 2 أستوئ م عَلّ العش [الأعراف: ٤ه] أن يكون استوى
بقهره وغلبته» وأما أن يكون استوى بمعنى استولى إن صحت اللفظة في
اللسان. فقد قيل في قول الشاعر:
قد استوى بشرّعلى الهِرَاقٍ مِنْغَيْر سيف أوةمٍمُهْرَاق
إِنَهُ بيت مصنوعٌ»”'". فابن عطية يرى التأويل» ولو لم يصح هذا
الشاهد الشعري.
والحق كما تقدم أن يحمل معنى الاستواء على المعاني المعهودة
في القرآن والسنة» وهو إثبات علو الله على خلقه» واستواءه على عرشه.
وهي المعاني التي نقلت عن السلف في ذلك”"؛ لأنَّ «الاستواء مُلوٌ
خاص» فكل مُستو على شيءِ عالٍ عليوء وليس کل عا على شيءِ
مُستوياً عليه“ والاستواء من الألفاظ المختصة بالعَرّْش لا تضاف إلى
غيره لا خصوصاًء ولا عموماً©». وذلك لاختصاص القرآن بمعان خاصة
تعرف عن طريق النقل وأهل العلم.
بل إِنَّ العلماءَ قد ذكروا ما هو احص من ذلك» وهو أن أقوال
لنبي يك المرفوعة يجب أن لا تُحمَلٌ على ُجرَدِ ما يراد باللفظ في
اللغةء وإِنّما ينبغي الرجوعٌ في فهمها إلى الفقهاء وأهل الحديثِ العارفين
بمعاني كلامه كالاختلاف في معنى النهي عن اشتمال الصمّاءِ بين أهل
اللغة وأهل الفقهء حيث ذكر أبو عبيد القاسم بن سلام معنى لهي
.۸/۹ المحرر الوجیز )١(
(۲) انظر: درء تعارض العقل والنقل ۲۱/۲ - ؟2”7 مجموع الفتاوى "9494/١5 257١/8
Dı
.٥۲٣۳ - ٥۲۲/٥١ مجموع الفتاوى )۳(
. ٠١٠١ /۲ درء التعارض ء٥٦1۸ - ٥٦۷ /۲ التسعينية ٠٤١ /٠ ۳۷٦/١۷ المصدر السابق )٤(
]| ١٠م الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
النبي بي عن اشتمالٍ الصمّاءِ عند الفقهاء وأهل الحديث» ومخالفة أهل
اللغة لهم في ذلك» ثم قال: والفقهاء أعلم بالتأويل في هذاء وذلك
أصح معنىّ في الكلام». فعقب عليه ابن رجب الحنبلي بقوله: «وهذا
الذي قاله أبو عبيد في تقديم تفسير الفقهاء على تا تفسير آهل اللغة حَسَنٌ
جداً ؛ فإ ّي قَدْ يتكلّمٌ بكلام من كلام العرب يستعمله في معنى هُوَ
أخحص من استعمال العرب» أو اعم مِنْهُ» ويتلقى ذَلِكَ عَنْهُ حَمَلَةَ شريعته
من الصَّحَابَة» ثم يتلقاه عنهم التابعون» ويتلقاه عنهم أئمة العلماءء فلا
يَجورٌ تفسير ما ورد في الحديث المرفوع إلا بما قاله هؤلاء العلماء الذين
تلقوا العلم عَمَّن قبلّهمء ولا يجوز الإعراضٌ عن ذلك والاعتمادٌ على
تفسير مَنْ يمسر ذلك اللفظ بمُجِرَّدِ ما يفهمه من لغةٍ العرب؛ وهذا أمرٌ
مهم جداًء ومَنْ أهملّه وَقعٌ في تحريفٍ كثيرٍ من نصوص السنةء وحَملها
على غَيْر مُحاملها"''. فإذا كان هذا في حديث النبي كله ففي كلام الله
من باب أولى .
۲ - صفة اليد:
سار صب e ر
عند قوله رای #وقالت الود يد الله مغلولة عَلَّتَ ايديم وينوا يا الوا
بل يدام متشوطتان يف كب يتا [المائدة: 54] ذكر المفسرون أن المقصود
باليدين فى هذه الآ هو يدا الله یل ويثبتون لله يدين تليقان بجلاله کک
لدلالة مل الآية وغيرها مثل قوله تعالى: قل بيش ما متعك أن تَسَجْدَ لن
عَلَنَكُ بی كر ت آم كنت ين لمل #69 1ص: ١۷]ء وقوله: وما کو
17 ق درب وَالْأَرَضُ جميعا فصن بوم الْقِيِلَمَةَ ولوت مطويت
يمين [الزمر: 517].
غير أَنَّ بعض المفسرينَ قد ذهب إلى أن اليدين في هذه الآية
210 فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن رجب الحنبلي ۸/۲ 5 8 .
أثر الشاهد الشعري في الجانب العَمّديٌ عند المفسرين NT
وأمثالها لا تحمل على ظاهرها لاحتمالها التجسيم» وأنه يجب تأويلها
بمعنى الإنعام أو القوة أو نحو ذلك ومن ذلك قول ابن عطية عند تفسير
الآية: «والظاهرٌ أن قوله تعالى: #بل يذاه مبسوطيان 8# [المائدة: 14] عبارة
عن إنعامه على الجمْلَةَ» وعَبّر عنة بيّدين؛ جَرْياً على طريقة العَرّبِ في
قولهم: فلا يف بكلتي يديه ومنه قول الشاعرء وهو الأعشى: ٠
يداك ي بَدَامَجْدِءكَكَنٌ مُفيلٌ وكَفْ إذا ماضن بالمّال نف“
ويؤيد أن اليّدين هنا بمعنى الإنعام» قَرينةٌ الإنفاق» . واختار
الزمخشري والقرطبي هذا القول أيضاًء في تفسيريهما””". غير أن الطبري
قد ذكر في تفسيره لهذه الآية القول الفصل في هذاء حيث ذكر أن أهل
الجدل قد اختلفوا في تفسير قوله تعالى على أربعة أقوال:
الأول: أنّها بمعنى نعمتيه ؛ اَن العربٌ تقول: لك عندي يذه يعنون
بذلك: نعمة.
الثاني: أتها بمعنى القوقء وأنَّ هذه الآية نظير قوله تعالى: #وأدكُرٌ
دآ اناه وَإِنْحَقَ وَيَقوبَ أؤلي الْأيرِى لأر [ص: 5؛] فهي بمَعنى:
أولي القوة.
الثالث: انها بمَعنى الملك» وقالوا: معنى قوله: #وقَالتِ المبود يد
اه مع : مله وتحزائئة. وذلكَ كقولٍ العرب للمَمْلوكٍ: هو يِلْك
يمينه » وفلان بيده عقدة زكاح فلانة؛ أي : يّملك ذلك .
ولا تمثيل» ولا تكييف ولا تعطيل. ورجح الطبري هذا القول الرابعء
ےت لے
واستدل له بمُعنى قوله تعالى: قال يَإبليس ما ما مَنَعَقَ أن جد لما خلقت
دى [ص: 0/] وقال: «ولو كان معنى اليد فى ذلك النعمة ما كان
.١6١/ه انظر: ديوانه 6؟57. (؟) المحرر الوجيز )١(
.۲٤١ 79/56 انظر: الكشاف 2777/7 الجامع لأحكام القرآن )۳(
م الشامر الشعري في تفسير القرآن الكريم
لخصوصه آدم بذلك وجه ممهوم؛ إذ كان جميع خلقه مُخلوقين بقّدرته
ومشيئتة في خلقه تَعمُهُء وهو لبجميعهم مالكُ... وإذا كان تعالى ذكرهة
قد حص آدمَ بذكرو خَلِقَهُ إِيَّاهُ بيده دون غيره من عباده» كان معلوماً أنه
نما حط بذلك لمعنى فارق به غيره من سائر الخلق. . /! اا كان
ذلك كذلك» بطل قول من قال: معنى اليد من الله القوة والنعمة»
الملك في هذا الموضع6''. وهذا الشاهد الشعري الذي استشهد به به
ابن عطية لتأويل اليدين في هذه الآية بأنها بمعنى النعمة قد استشهد به
الطبري على أن العرب تطلق اليد على العطاءء لأن عطاء الناس وبذل
معروفهم يكون في الغالب بأيديهم» فجرى استعمال الناس في وصفهم
بعضهم بعضاً إذا وصفوه بجود وكرم» أو ببخل وشح وضيق» بإضافة
ما كان من ذلك من صفة الموصوف إلى يديه. ثم ذكر بيت
الأعش 7" ,
۳ - صفة الكرسى
أثبت الله لنفسه كرسياً في قوله تعالى: لوح كرسي سِيّهُ لسوت
اَ4 [البقرة: 755]» وهو خلق من خلق الله» وصمه النبيٌ يِه فقال:
«ما الكرسيٌ بجانب العرش إلا كحلقةٍ في فلاة». وهذا التفسيرٌ هو قول
جُمهور العلماء. قال الطبري: «الذي هو أولى بتأويل الآيةِ ما جاء به
الأكَرٌ عن رسول الله اء وهو ما حدثني به عبد الله بن أبي زياد
القَطوانيئُ» قال: ثنا عبيد الله بن موسىء قال: أخبرنا إسرائيل» عن أبي
إسحاق» عن عبد الله بن خليفة» قال: أتت امرأة النبى كله فقالت:
ادع الله أن يدخلني الجنة. فَعَظْمَ الرب كيك ت قال : ١ن كرسيّه وسح
السمواتٍ والأرضء وإِنَّهُ ليَقعدُ عليه فما يَفضل منهُ مقدارٌ أربع أصابع».
.00٦ _ 000/8 تفسير الطبري (هجر) )١(
.٥٥۴۳ _ ٥٥۲/۸ انظر: تفسير الطبري (هجر) )(
أثر الشاهد الشعري في الجانب العَقّديٌ عند المفسرين A۱۳
ت ٌو
ثم قال بأصابعه فُجمّعها: «وإِنَّ لَه أطيطاً“ كأطيط الرَّحْلٍ الجديدٍ إذا
والصحيح قول الأزهري: «والصحيح عن ابن عباس في الكرسي ما
رواه الثوري وغيره عن عمار الدهني عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير
عن ابن عباس أنه قال: الكرسئٌ: موضع القدمين» وأما العرش فأنه لا
يقدر قدره» وهذه رواية اتفق أهل العلم على صحتها» " .
غير أن هناك مَنْ نَفى هذه الصفةً واستشهد على تأويله هذا بقول
الشاعر (:),
ماللى بأمركَ كرس أُكاتِمُهُ ولايُكرسيٌْ عِلمَ الله ممخلوق“
لي بأمرك كرسي أكاتمه ولا يكرسيىٌ علم الله مُخلوق
وروي عن ابن عباس قول كهذاء غير أن الأزهري ذكر أن: «الذي
روى عن ابن عباس في الكرسي أنه العلم» فليس يما يثبته آهل المعرفة
بالأخبار"''. قال الشاطبي: «ومنهم - أي: الباطنية من قَسَّرَ
الكرسئ. . . بالعِلم مستدلين ببیت لا يعرفٌ» وهو.
/١ الأطيط: صوت الرحل والنسع الجديد إذا ثقل عليه الراكب. انظر: لسان العرب )١(
(أطط). ۲
(۲) تفسير الطبري (هجر) 204٠/5 وهذا الحديث أخرجه ابن خزيمة في التوحيد الاء
وعبد الله بن الإمام أحمد في كتاب السئة ١ ۲/١ برقم هه وقال الذهبي عنه :
«وهذا الحديث صحيح عند جماعة من المحدثين» أخرجه الحافظ ضياء الدين
المقدسي فى صحيحهء وهو من شرط ابن حبان. . فإذا كان هؤلاء الأئمة: أبو
إسحاق السبيعي» والثوري» والأعمش» وإسرائيل» وعبد الرحمن بن مهدي. وأبو
أحمد الزبيري» ووكيع» وأحمد بن حنبل» وغيرهم ممن يطول ذكرهم. وعددهم
الذين هم سرج الهدى» ومصابيح الدجى» قد تلقوا هذا الحديث بالقبول وحدثوا به
ولم ينكروهء ولم يطعنوا في إسناده» فمن نحن حتى ننكره» ونتحذلق عليهم؟ بل نؤمن
به › ونكل علمه إلى الله قيده. انظر: كتاب العرش للذهبي 11/۲ _ 1Y۲
)۳( تهذيبٌ | اللغة .05/٠١ (5) لم أعرفه.
(0) انظر: تفسير الطبري (هجر) ۸/ ٠٥۳ _ ٠٥٥۲ البحر المحيط ۲/ ۲۸۰.
(0) تهذيبٌ اللغة 204/٠١ وانظر تعليق أحمد شاكر رقم )١( في تفسير الطبري .٤١١/١
شاه راشي في تفسيرالقرآن الكريم
0000000 ولايُكرسيٌعِلمَاللَومخلوقٌ
أنه عندهم: ولا يَعلمْ عِلمَه» ويكرسئٌ مهمورٌء والكرسي غير
مهموز». وهذه مسألة طال كلام المفسرين فيها. والغرض التمثيل لأثر
الشواهد الشعرية في بعض المسائل العقدية» واحتجاج المخالفين بالشعر
على ما ذهبوا إليه» وأنها شواهد مجهولة لا تقوم بها حجة في مثل هذه
المسائل المَهِمَّةَء التي لا تثبت إلا بنصوص شرعية ثابتة .
وبالجُملة فإِنَّ أثَرَ الشاهدٍ الشعري في كتب التفسير في الجانب
القديٌ أثر كبير لتعلقه بالعقيدة» وإن كانت أمثلتهُ قليلةٌ من حيث العددء
وقد كان للجانب العقدي عند الإباضية مثلاً أثرٌ في عنايتهم بالشاهد
الشعري كما في أ تلتهم السابقة» وكما في مسائل نافع بن الأزرق»
وكما في عناية بعض رؤوس المعتزلة بالشواهد الشعرية» كما تقدمت
الإشارة إلى العلاف وحفظه للشواهد الشعرية» والمسائل اللغوية التي لها
أثر في الجانب العقدي كثيرة» ومن أكثر المسائل التي مست العقيدة
مسألة المَجاز» وحمل معاني الصفات عليه» ولذلك قال ابن عطية عند
ذكره لأقوال المفسرين في المقصود بالميزان في قوله تعالى: ##والورن
يوم لس فمن تقلت موازيثم ويك هم الْمَفيحُونَ )€ [الأعراف: 8]:
«القول في الميزان هو من عقائد الشرع الذي لم يعرف إلا سمعاً. وإن
فتحنا فيه باب المجاز غمرتنا أقوال الملحدة والزنادقة فى أن الميزان
والصراط والجنة والنار والحشرء ونحو ذلك إنما هي ألفاظ يراد بها غير
الظاهر:
ميزان قِسْطٍ لا يُحْسُ شعيرة لَهُحاكمٌين نفسو غَيْرٌ عائل""
)١( الموافقات 574/54» الاختلاف في اللفظ والرد على الجهمية والمشبهة لابن قتيبة
0, شرح الطحاوية للحنفي .5١١
(؟) المحرر الوجيز .١١/۷
TES REY TA
أثر الشاهد الشعري في الجانب الفقهي عند المفسرين
الميحث الرا ابع
أثر الشاهد الشعري ف الجانب الفقهى
عند المفسرين
الفقه في اللغة هو المّهم'''. وفي الاصطلاح: العلمٌ بالأحكام
الشرعية العملية المكتسب من أدلتها التفصيلية” . ويظهر الفقه في كتب
التفسير عند تفسير الآيات القرآنية المشتملة على الأحكام الفقهية» وقد
توسع فيها بعض المفسرين كالقرطبي في تفسيره» حتى عد كتابه من كتب
الفقه لكثرة مسائل الفقه فيه» في حين اقتصر أغلب المفسرين على
الوقوف عند دلالة الآيات دون التوسع في ذكر أقوال الفقهاء ومذاهبهم.
وقد ذكر ابن سلام أن الفرزدق كان يجلس في حلقة الحسن
البصري» فيأتي الناس يستفتون الحسن» فيتولى الفرزدق جوابهم بشعره.
ويقره الحسن على ذلك. وقد أورد من ذلك مثالين» أحدهما: أنه جاء
رجل إلى الحسن فقال: يا أبا سعيد! الرجل يقول في كلامه: لا والله.
بلى والله» ولا يريد اليمين. فقال الفرزدق: أو ما سمعت ما قلت في
ذلك؟ فقال الحسن: ما كَل ما قلت سَمِعواء وما قلت؟ قال: قلتٌ:
ولست بمأخوذٍ بشيء وله إذالَمْتَمَمَّدْ عاقِداتٍالعزائي”"
وقد أخذهٌ الفرزدق من قوله تعالى: فلا يواد اه انو ف
)١( انظر: المحكم ۰4۲/٤ مقاييس اللغة 4/ 5547» لسان العرب ٠٠٠/٠١ (فقه).
(0) انظر: التوضيح شرح التنقيح 1١/١ بيان المختصر ١/۱۸ء المجموع المذهب /١
»٠ نهاية السول .٠۹/۱
(۳) انظر: ديوانه .4861١
NC الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
انتک ولكن يلِندُكُم يما قد عفدم لين [المائدة: 89]. وقد أقرَهُ الحسنٌ
على جوابه هذا7''.
والثاني: جاء رجل آخر إلى الحسن يسأله: يا أبا سعيد! إا نكون
في هذه المغازي» فنصيبٌ المرأة لها زوحٌ» أفيحل غشيانها ولم يطلقها
زوجها؟ فقال الفرزدق: أو ما سمعت ما قلت فى ذلك؟ قال الحسنٌ: ما
كل ما قلت سَّوعواء فما قلت في ذلك؟ قال: قلتٌ:
وذاتِ حَليل أنكحئْنًا رِماحُنًا حَلالاً لِمَنْ بني بها لم تُطَلّقِ 0
فُصدقه الحسنٌء وحَكمّ بظاهر قوله. ولم يزد على ذلك” ".
وقد حفظت أبيات الشعر التي تشتمل على الأحكام الفقهية في
كتب العلماء» كالأبيات التي رواها ابن حجر لليّزيديّ في إثباتٍ القياس
من رواية أبي عمرو بن العلاء7*؟' . وقد أنشد الرشيد في مجلسه أبياتاً من
الشعر» وهي قول الشاعر:
فن تَرفُقي يا هند فالرفق أَيْمَنْ ون تَخْرَقِي با هنڈ فالځزق شام
فأنتِ طَلاقُ» والطْلاق عَرِيِمَةٌ ثلائاًءومَنْ يَخْرَقْ عق اشام
فَبِيْنِي بها إِنْ كنتٍ غَيْرَ رفيقة وما لامرئ بعد الثلاثِ مقدم
فاختلفوا في تفسيرها للاختلاف في إنشاد قوله: «عَرِيمَة ثلاث»»›
فقد أنشد البيت (عزيمة ثلاثٌ) بالرفع» و(عزيمة ثلاثاً) بالنصب» فلم
يعرفوا جوابها. فأرسل الرشيدٌ إلى القاضي أبي يوسف يسأله الجوابً .
فقال أبو يوسف: هذه مسألةٌ فقهية تحويّة» فقصد الكسائيئ يسألهُء فقال:
اكتب. أما من أنشد البيت بالرفع فقال عزيمة ثلاث فإنما طلقها
"+ _ انظر: طبقات فحول الشعراء 7/ وم" )١(
(۲) انظر: دیوانه 5/ا6,
(۳) انظر: العمدة فى صناعة الشعر ونقده ۷١/١ - 7/.
(:) انظر: فتح الباري ل كينا
أثر الشاهد الشعري في الجانب الفقهي عند المفسرين اير
واحدة» وأنبأها أن الطلاق لا يكون إلا بثلاثة› ولا ي عليه. وأما من
أنشد عزيمة ثلاثاً فقد طلقها وأبانها ؛ لأنه كأنه قال: أنت طالق ثلاث .
وقد كان مثل هذا الشاهد من الشعر الذي يُمتزج فيه الفقه بالنحو شائعاً
في مجالس الفقهاء والنحويين”".
وقد استعان المفسرون بالشاهد الشعري في تفسيرهم لهذه الآيات
كغيرها من آيات القرآن الكريم» ولذلك فإن الشاهد الشعري قد ظهر أثره
في هذا الجانب الفقهي في كتب التفسير في الآتي :
هناك آيات اختلف فيها المفسرون خلافاً فقهياً ترتب على خلاف
نحوي أو لغوي» وباعتبار الراجح من الرأيين يتغير الرأي الفقهي والتفسير
تبعاً لذلك» وبالتالي يكون الشاهد الشعري مؤثراً في مثل هذه المواضع.
غير أن أمثلة ذلك في كتب التفسير قليلة منها :
عند تفسير قوله تعالى: #االصَصَبرِنَ ابیت والْقديييت رسيت
َالْسْمَقفيكَ بِالْأمسْحَارٍ 407 [آل عمران: 17] قال ابن عطية وهو يفسر المقصود
بالأسحار في الآية: «(والسحر والسّحْرُ بفتح الحاء وسكونها آخر الليل»
قال الزجاج وغيره: : هو قبل طلوع الفجر' ". وهذا صحيحٌ؛ لان ما بعد
الفجر هو من اليوم لا من الليلقٍ. . وقال بعض اللغويين: السَّحَرٌ من ثلثِ
اليل الآخر إلى الفجر» . > ثم م عقب ابن عطية على هذا بقوله: «والحديث
فى العَكَثلِ 47 وهذه الآيةِ في الاستغفارٍ يؤيدان هذا. وقد يَجيءُ في
ثلث
سه
و
4ك
في
509 انظر: مجالس العلماء للزجاجي )١(
(۲) انظر: مغني اللبيب ١/””الا» شرح شواهد المغني »5١ الأشباه والنظائر ›٤١/۳
١/٤ ۳ خزانة الأدب ؟/١,.
(۳) انظر: معاني القرآن وإعرابه ."86/١
(5) يشير إلى قول النبي ككه: «يَنْزِلُ ربُنا في كل ليلةٍ إلى سَماءِ الدنياء فيقول: من يدعوني
فأستجيبّ له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟». أخرجه البخاري
»)١٠٤١( ومسلم )۷٥۸( وغيرهما. وانظر: شرح الطحاوية للحنفي 2759 ..1۸١
-[18م 0 (لشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
أشعارٍ العَرّبٍ ما يقتضي أن كم السَّحَرِ يستمرٌ فيما بعد الفجر» نحو
قول امرئ القيس :
يُعَلّبوبردأنيابها إذاغَرَّةَالطائرٌ المُسْتَسِر()
يقال: أَسْحَرَ واستّحرٌ إذا دخلَ في السَّحَرِء وكذلك قولهم: نَسِيمُ
السحر يقعٌ لِمَا بعد الفجرء وكذلك قول الشاعر"" :
تحد النساء حَواسِراً يَندبْنَهُ قد قُمْنَ قبل تبلج الأسحار 9
فقد قضى أَنَّ التّحرٌ تبلّجَ بطلوع الفجر ولكنّ حقيقة السحرٍ في
هذه الأحكام الشرعية من الاستغفار المحمود. ومن سحور الصائم» ومن
يمين لو وقعثء إِنَّما هي من ثُلْثِ الليل الباقي إلى الس .
فقد استدل ابن عطية بالشواهد الشعرية في تبين معنى السحر في
اللغة. غير أنه لم يحمل معنى السحر في الأحكام الشرعية کسحور
الصائم» على هذه الشواهدٍ الشعريّة التي تدل على أن السحر يستمر إلى
ما بعد طلوع الفجرء وتبلج النورء وَإِنّما يحمل معنى السحر في العبادات
على ما عرف في الشرع من كونها قبل لفجر ٠ .
- عند aw قوله تعالى: لانن ر ونون لضب ويقيمون اسان
2 رزقنهم م شوب < 9 > [البقرة: *]» ذكر القرطبي قولً خداش بن
زهي العامري :
ربث الله كبر كل شِيءٍ 2 مُحاولةوأعظمَهُ ودا“
في أثناء تقويته لرأي ججمهور الققهاءٍ أَنهُ لا يُجزئ في الدخولٍ في
(1) انظر: دیوانه .١68
(؟) هو الربيع بن زياد العبسي» شاعر جاهلي من قيس عيلان.
(۳) انظر: التعازي والمراثي للمبرد ٠۲۸٠١ شرح الحماسة للمرزوقي ؟/١411.
(:) المحرر الوجيز "/ .5١
.۳۹ ۔ ۳۸/٤ انظر: الجامع لأحكام القرآن )٠(
0 منتهى الطلب للميموني ."٥۹/۸
أثر الشاهد الشعري في الجانب الفقهي عند المفسرين ۸۱۹
الصلاة إلا لفظ التكبيرء ولا بُجزئ منهُ هليل ولا تسبيحٌ ولا تعظيمٌ ولا
تحميدٌء ونص على أنه: «لا بجزئ عند مالك إلا «الله أكبر» لا غير
ذلك».
- ذكر القرطبي عند تفسير قوله تعالى: ##وَأدْكُروا أله في يا
تنأو قن جل ف في يَوْميْنِ مَل إِنْمَ م ڪه وس َأ هلآ إنم عه لمن
€ [البقرة : 170 اختلاف العلماء في المراد بالأيام المعدودات في
الآيةع فمنهم مَنْ قال : إنها الغلائة ثة التي بعد يوم النحر» ولیس يوم النحر
منهأء ومنهم من ده منهاء 1 ثم قال مؤيداً لاستدلاله أن أيام منى ثلا ئه
معدودة ليس يوم النحر منها: و الدليل على أن يام نى ثلاثة مع
ما ذكرناه قول لعجي '
مائَلْتَقِي! لاتلاتٌ ينى حتى يُفَرّقّ بيئنا النؤد0"/ 7
فجعلَ شاهد الشعر مؤيداً لقول القائلين بأن أيامٌ مِنّى ثلاثة معدودةء
وليس حجة في هذا السياق» ولكنه استأنس به استئناساً: مع ملااحظة
موضوع الشاهد الشعري هناء وكونه في النسيب» غير أنه لم يكن
المفسرون يتحرجون في مثل هذه الشواهد.
- عند تفسير قوله تعالى : فان 13 ل حو لد الشدس چ [النساء :
١ ذكر القرطبئ إِجماعَ العلماءِ على أن الأحوينِ فصاعداً يَحجبانٍ ؛ الم
حَيبَ نقصانٍ من الثلث إلى السدس فقال : «أجْمحَ أهل العلم على أن
أخوين فصاعداً ذكراناً كانوا أو إناثاً: من أب وأمء أو من أب أو مِن
1 يحجبون الأمّ عن الثلث إلى السدس› لد ما روي عن ابن" عباس أن
الاثنين من الإخوة في حكم الواحد» ولا يَحيثُ الأ أ من ثلائة)7؟'.
.۱۷١ - ۱۷١/۱ الجامع لأحكام القرآن )١(
.7 / انظر: ديوانه 5. (۳) الجامع لأحكام القرآن )۲(
الجامع لأحكام القرآن 0/؟7. ):(
301 الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
ثم استدل بأدلة تيد صحة ما ذهب إليه القائلون بان الاثنين جَمِع ) ومن
هذه الأدلة قوله: : وصح قول الشاعر"'':
سر اه س سد هم - o 8 ر (f) or n
ومسهمهيرل قَدَفيْنِ مرزتين ظهراهما ثل ظهور الترسين
وأنشد الأخفش :
لما آتننا المَرأَنَانٍ بِالخَبَرْ فَقُلْنَإنَ الأَمْرَ فيناقذ شه“
. (غ:).,
وقال ا 47 :
يُحَيّ باللا فيي قوم وِيْبْخَلُ بالسّلام على الفقير
اليس الموتٌ بينهماسّواء إذا ماتوا وصاروا في القبورٍ 0
والشاهد في هذه الأبيات عودةٌ ضمير الجمْع على المُتَنى المتقدم.
مِمّا يعني اعتبار المثنى جمعاًء فالشاهد في الأول قوله (ظهور التَّرْسَيْنَ)
فجمع الظهورء وفي الثاني قوله (فقلن) ولم يقل (فقالتا)» وفي الثالث
قوله (ماتوا وصاروا) فالضمير يعود على مثنى» وهذا دليل على أن
الأخوين يَحجبانٍ الأمّ حجبّ نقصان. وهذا يدل على أثر الشاهد
الشعري في مسائل الفقه» وأن المفسرين استشهدوا به في ذلك .
- عند تفسير قرل تعالى : إا الكت إِلَمُقرَكه لمكن امن
لها والمولفة ويم وف ألرقاب وألشرمية وف سيل آلو بن اسيل
[التوبة: ]٦٠ ذكر القرطبي اختلاف علماء اللغة والفقهاء في المَرْقٍ بين
(0) الْمَهْمَهُ: القَفْرُ المَخُوفُء والقَذف - بفتحتين وبضمتين - البَعيدٌ من الأرضء ويروى:
فَذْفدِين» وَالمَدقَدٌ: الأرض المستوية» والمَرْتٌ: الأرض التي لا ماء فيها ولا نبات »
والطَّهْرُ: ما ارتفع من الأرضء والترس: ما يتقي به الفارس في الحرب. انظر:
الكتاب» خزانة الأدب 215/9 .0٤٤/۷
)۳( لم أجده.
62 هو هاني بن توبة بن سحيم بن مرة الشيباني .
(5) انظر: جمهرة الأمثال للعسكري .۲۱۸/١
(5) الجامع لأحكام القرآن 5/ ۷۳.
الفقير والمسكين» فذهب بعضهم إلى أنَّ الفقيرٌ أحسنُ حالاً من
المسكين» وذهبوا إلى أن الفقيرٌَ الذي له بعض ما يكفيهء ويقيمة.
والمسكينٌ الذي لا شيءَ له» واستشهدوا على ذلك بقول الراعي
التميريٌ : ْ
آنا المَقِيْرُ الذي كائث حَلُوبَئَهُ وَفْقَّ المِيال قَلّمْ ينر لَه سبد“
ومعنى قوله: وَفق العِيالٍ: على قَذْرِ كفاية عيالو من اللبن: ولا
فضل فيها" .
- ذكر القرطبي عند تفسير قوله تعالى: خد مِنْ أمويي صَدَكَهُ
هرهم وتركهم يها يها وصل ع [التوبة: ]٠١ أن ما لم يبلغ نصاب الزكاة
لا يسمى مالاًء ونسب هذا القول لشعلب. واستشهد على ذلك بقول
الشاعر:
واللوما بَلَمَتْ لي قط مَاشيةٌ حَدَ الرّكاة ولا إل ولا مال"
وقد ذكر هذا القول عن ثعلب أبو علي القالي فقال: «قال أبو
بكر : المال عند العرب الإبل والغنم. والفضّة: الرّقة والورق.
والذّهب: التضر والتضير والعقيان. قال وحدثنا أبو العباس أَخمذ بن
يَحيى قال: المالُ عند العرب أقَلَهُ ما تَجبٌ فيه الزكاةٌ» وما تَقَص مِنْ
ذلك فلا يقعٌ عليه مال. قال وأنشدنا أبو العباس... . ثم ذكر
الشاهد.
- ومن الأمثلة على الشواهد الشعرية ذات العلاقة بالأحكام الفقهية
.1٤ انظر: ديوانه )١(
(۲) انظر: الجامع لأحكام القرآن .1٦4/۸ (9) انظر: أمالي القالي ."٠7/7
00 هو أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري وفد تقدمت ترجمته»› وهو شيخ أبي علي
القالي» وقد روى عنه كثيراً من شواهد الشعر في تفسير القرآن في أماليه كما في ؟/
TA «1Y
."٠۲ ۳۰۱/۲ أمالي القالي )٥(
AYY (لشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
في مناسك الحج في كتب التفسير ما ذكره العلماء عند تفسير قوله تعالى :
لثم قشو َسَنَهُمْ وَلْيُومُوا ُورَهُم بطو بيت يني ©6»
[الحج: ۲۹] في بيان معنى «التفث»» فقد ورد في بيانٍ معناها أقوال عن
العلماء» منها قول الإمام مالك أن المقصود بالتَمَثِ حَلْقُ الشَّعْره ولبس
الثياب» وتقليمُ الأظفارء وما أتبع ذلك مما يحل به المُحره”"' .
وفى الجمهرة لابن دريد: «قال أبو عبيدة: هو قص الأظافرء وأحذ
الشارب» ول ما يَحرمٌ على المُحرمء إلا التُكاح» ولم يُجئ فيه شِغْرٌ
ُحتج بو وقال الزجاج : اوالتّمَتْ في التفسير جاء. وأهلّ اللغة لا
يعرفونه إلا من التفسير' . وذكر مثل ذلك الاأزهري :
غير أن ابنَ العربيئ قد تتبع هذه اللفظةً في كتب العلماء فقال: ثم
تتبعثُ التفث لغة فرأيتُ أبا عبيدةً مَعْمَرَ بنَ المُعنّى قد قال: إنه قص
الأظفار. وأخذ الشارب. وکل ما يَحرمٌ على المُحرم» إلا النكاح» ولم
يَجئ فيه بشعر يُحتجٌ بوٍ. ٠ وقال صاحب العين : التفثُ هو الرميئ»
وَالحَلْقُء والتقصيث والذبخ. وفص الأظفار والشارب» ونتف الإبط .
وذكر الزجاج والفراء نحوه» ولا ارا أَحَدَّهُ إلا من قول العُلماءِ. وقال
قطرب : فت الرجل إذا كَثْرَ وَسَحُهُء وقال أمية بن أبي الصَّلتٍ:
حَُوا رووس َم بَحْلِقُوا قدا ولم يَسلوالَهُمْ قَمْلاً ونان“
نه قال ابن العربي معلقاً على هذه الأقوال: «وإذا انتهيتم إلى هذا
المقام ظهرٌ لكمْ أن ما ذْكِرَ شار إليه أمية بن أبي الصَّلْت وما ذكرة
.078- 5765/١5 انظر الأقوال فى تفسير الطبري (هجر) )١(
(؟) جمهرة اللغة ۳۸٤/١ وانظر عبارة أبى عبيدة فى مجاز القرآن ٠٠/۲ وليس فيها
قوله: «ولم يجئ فيه شعر بُحتج به). ۰ ۰
(۳) معانى القرآن وإعرابه ”7/ ؟571. (6) انظر: تهذيب اللغة .7557/1١65
(5) انظر: معانى القرآن للفراء 8/7 ؟7. () انظر: ديواته ۱۲۷.
(۷) أحكام القرآن ۳/ .۲۸٤
أثر الشاهد الشعري في الجانب الفقهي عند المفسرين
قطرب هو الذي قاله مالك» وهو الصحيح في التفثٍ» وهذو صورة قضاء
الَمَبِ لد وأما حقيقتة الشرعية فإذا نَحَرَ الحا أو المعتمر هَذيَهُ وحَلقَ
رأسَةُء وأَزَّالَ وَسَحَهُ وتطهّر وتنقى» ولس الثيات» قيقضي تفع .
فقد تنبّهَ ابنُ العربيّ مستدركاً على مَنْ تَمَى وجود هذه اللفظة الغريبة
في شِعْرٍ الحَرّب» ونقل ذلك القرطبي في تفسيره . وأمية مِمّن احتجٌ
المفسرون بأشعارهم في غير موضع من كتب التفسير كما تقدم تفصيلهء
وعبارة أبي عبيدة في أن هذه اللفظة لم ترد في شعر العرب» قد لقيت صدى
في كتب أهل اللغة» وعلق عليها عبد السلام هارون فقال: «والبيتٌ أي
بيت أمية حجة على أبي عبيدة إذ يقول : ولم يَجئ فيه شِعْر يحت بها"
غير أن تلميدَّهُ الجاحط أصاب في قوله: «وما أقلّ ما ذَكَرّوا التَّمَثّ في
الأشعار»”” » بعد أَنْ ذَكَرَ بيت أميّة بن أبى الصَّلْتِ السابق» ون المقصود
الَّثِء فهو قليل الورود فحسب كسائر غريب اللغة» وإن كان أبو عبيدة لم
يقل هذا في «مَجازِ القرآن» حيث مَظِنَنَهُ فربما ذكره في موضع آخر.
وهناك شاهد آخر لهذه اللفظة هو قول الشاعر:
قَضَوائَمَئَاً وتخباً نّم ساروا إلى نجل وما انتظرُوا علب“
والآمثلة على أثر الشاهد الشعري في مسائل الفقه التي بحثها
المفسرون قليلة» وهي في تفسير القرطبي أكثرء لعنايته بمسائل الفقه
وفروعه وما يتعلّق بهاء وأما تفسير الطبري وابن عطية والزمخشري فلم
تلتفت لمثل هذه الشواهد كما صنع القرطبي» ولذلك ندرت أمثلتها في
كتبهم» ويمكن القول بعد هذا أن أثر الشاهد الشعري في الجانب الفقهي
في كتب التفسير لم يكن ظاهراًء وأن أمثلته قليلة .
.586 /۳ المصدر السابق )١(
(۲) انظر: الجامع لأحكام القرآن .60/١7
(۳) الحيوان ۳۷۷/١ حاشية المحقق رقم ۲.
)٤( الحيوان ۳۷٦/٥ - ۳۷۷. (5) لم أعرف قائله.
جیں يع یي
سکیس «دين كيت
TTI ص وي بحدجح COFTI
المبحث الخامس
أثر الشاهد الشعري ىق الم جيح
بين الأقوال في التفسير
الترجيح مَصِدرٌ من من رج م المشدد» ويقال: رجح الميزان» إذا قلت
كفته كفته ومالت». والراء والجيم والحاء أصل واحد يدل على رَرَانَةِ وزيادة.
يقال: رَجَمَ الشيءٌ وهو راجح إذا رَرَنَ2'0. وأرجم الميزانَ؛ أي: أَثمَلَه
>(5؟)
حتى مال .
والأصوليون يعرفون الترجيح بأنّه: «اتقوية إحدى الومارتينٍ على
الأأخرى يدليلٍ»” ". وأما الترجيح في تفسير القرآن فهو تقويةٌ أَحَدٍ الأقوال
في تفسير الأيةٍ المختلف في تفسيرها لدليل» أو لتضعيف أو رَد ما
ا
ا
وقد كان للشاهد الشعري أََّرٌ في الترجيح بَيْنَ الأقوال في كتب
التفسير؛ إذ إنه يكون غالباً هو المُرَجحُ للتفسير اللغوي في معظم المسائل
التي يكون الترجيحٌ فيها لخوياًء وقد يكون سببٌ الترجيح هو التركيبٌ أو
والمادة التي جمعتها من كتب التفسيرء وكان للشاهد الشعري أثر
.٤۸۹ /۲ انظر: مقاييس اللغة )١(
(۲) انظر: تهذيب اللغة /٤ ۲١٤٠ء لسان العرب .١157/8
(۳) شرح الكوكب المنير ٠٦1٦/٤ انظر: أصول السرخسي ۲٤۹/۲ المحصول للرازي
67 البحر المحيط للزركشي .17١/5
(6) انظر: قواعد الترجيح عند المفسرين لحسين الحربي /١ 8".
أثر الشاهد الشعري في الترجيح بين الأقوال في التفضير__ | 470 | -
واضحٌ في ترجيح قولٍ على قولٍ فيهاء لا تَحْرُجٌُ أ
ثلاثة أوجوء هي :
١ - الترجيح بين الأقوالٍ في تفسير اللفظة القرآنية» وبيان معناها في
الآية.
۲ - الترجيح بين الأساليب والتراكيب.
۳ الترجيح بين القراءات» والاختيار منها.
وفيما يأتي بيان لهذه الأوجه» مع ذكر أمثلةٍ عليها من كتب
التفسير.
أولا: الترجيح بين الأقوال في تفسير اللفظة القرآنية :
يكثر اختلاف المفسرين في تفسيرهم للمفردات والألفاظ القرآنية»
ويختلف سبب الاختلاف من موضع إلى آخرء فقد يكون لكون اللفظة من
المشترك اللغوي''' مثلاً فيختار كل مُفْسّر ما يراه ليق بالسياقء وما
يعضدة الدليل. ويستشهد المفسرون فى مثل هذه المسائل بالشاهد
الشعري لدعم اختياره» وبيان سببه. وقد كان لعلماءٍ اللخة أَثَرٌ باررٌ في
ججمع الشواهد الشعرية التي تُبَيِّنُ معاني المفردات» وكانت هذه الشواهد
مادة غزيرة للمؤلفين في مَعاجم اللغة» وكان للمفسرين أثز في شرح كثير
من المفرداتٍ اللغويةٍ شَرحاً يدل على تمكنهم من علوم اللغة ومعانيها ؛
وتفوقوا على اللغويين بجّمعهم بين العلم بتفاسير السَلفِء ومعرفتهم بلغة
العرب» فوفقوا في شرحهم للمفرداتٍ القرآنية» والاستشهاد على معانيها
بِالشَّواهدٍ الشعرية التى تدل على المعانى المقصودة فى القرآن» والمناسبة
لسياق الآياتِ» وقد سبق بيان ذلك عند الحديث عن منهج المفسرين في
وجه الترجيح فيها عن
)١( هو اللفظ الواحد الدال على معنيين مختلفين أو أكثر دلالة على السواء عند أهل
اللغة. انظر: البحر المحيط للزركشي 2١77/75 التعريفات ۲٦4 التوقيف على
مهمات التعاريف للمناوي 0¥ .
RE الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
الاستشهاد بالشعر ومراعاتهم للسياق في ذلك في حين وَقَعَ بعض
اللغويين الذين صنفوا في تفسير القرآن بسبب قل نصيبهم من المعرفة
بتفسير السَّلفٍ في أخطاء تَعقّبهم فيها المفسرون» وبَيّنوا أنه ليس كَل ما
يصح في لغةٍ العَرّبٍ يصح تفسير القرآن الكريم به وأنْ للقرآن الكريم
عُرفٌ حاص يجب أن يُفْسَّرَ به ولا تحمل معانيه على ما تحتملة ألفاظ
يا
من الأمثلة كذلك في تفسير الطبري عند تفسير قوله تعالى :
وارك 9 روا [الدخان: 4؟]» بعد أَنْ ذَكَرَ الأقوال في المراد بالرَّمْو
فقد كَسَّرَهُ بعضهم فقال: معناه اتركه على هيئته وحاله التي كان عليهاء
وقيل: معناه اتركه سهلاً» وقيل: معناه اتركه يَبّساً جَدَدا”"". ثُمّ قال بعد
ذلك تعقيباً على هذه الأقوال: «وأولى الأقوالٍ في ذلك بالصواب قول
من قال: معناه اترک على هیئتو كما هوّء على الحال التي كان عليها
حين سحت وذلك أن الرّمُوٌ في كلام الععرب: السّكُونْء كما قال
الشاعر
كأئما أل جر يتنظروة مقو يَرَونَنِي خارجاً َير ناويد
طَيْرٌ رأث بازباً نَضْحُ التّمَاءِ بو وأَنَةٌ خَرَجَتْ رَهْوَاً إلى مير“
۾ (Dre
يعني : على سکون»
٣٣٣١/۱۳ انظر: تفسير الطبري (شاکر) ۳/ ۲۱۰ ۳۳۷/۰ ۳۰۹/۹ مجموع الفتاوى )١(
.٠۳۳ التفسير اللغوي للقرآن الكريم للطيار ۲۸7/۷ ۳١١ -
(۲) انظر: تفسير الطبري (هجر) ٠٠/۲۱ _ ۳۷.
(۳) هو عطارد بن قرأن الحنظلي . انظر: شرح أبيات معاني القرآن لناصر حسين .١١۸
)٤( ير يَنادِيدٌ وَأَنادِيدٌ: أبابيل» بمعنى متفرقة. انظر: إصلاح المنطق 2١8١ تهذيب اللغة
VY /1٤
(5) انظر: معاني القرآن للفراء .4١/7
() تفسير الطبري (هجر) ۳۷/۲۱ - ۳۸.
أثر الشاهد الشعري في الترجيح بين الأقوال في التفسيو _______| /00,/
فكان الشاهدٌ الشعري مُرجُحاً ومؤكداً لِلمَعنى اللغوي للرَّمهُو الذي
اختاره الطبري في تفسير هذه الآية» وهذا التفسيرٌ هو قول ابن عباس
والحسن وغیر هما .
ورجحه أيضاً ابن عطية» وسلك منهج ابن جرير في الترجيح
فاستشهد له بشواهد أخرى من الشعر إضافة لشاهدٍ الطبري فقال بعد
سوقه أقوالاً فى تفسير الرَّمُو: «وقال ابن عباس و'#: معناه ساكناً؛ أي :
كما جَُرْتَهُ. وهذا القولٌ الأخيدُ هو الذي تُؤيدهُ الغ ف | العيشر الاي
هوّ الذي في خفض ودَعَةٍ وسكونٍ» حكاه المبرذ وغيرة”' 3 والرهو في
اللغة هو هذا المع 7 ومنه قول عَمَيْر بن شيم القطامي :
يَمْشِيْنَ رَمُواً فلا الأفجارٌ خَاذِلَةَ ولاالصّدورٌ على الأعجاز تکل
فا معناةٌ : يمشن اتئاداً وسكوناً وتماهلاً»”*2. واستشهد القرطبى
لهذا التفسير المُختارٍ بشاهدٍ شعريٌ آخر غير ما ذكره الطبري وابن عطيةء
وهو قول النابغة الذبياني :
والخَبْلُ تَمْرَعُ رَهُوأً في أَعِنْيها كالطير تنجو من الشَؤْبُوبٍ ذِي البرو“
وام الزمخشري فقد ذكر للرَّهو وجهين من التفسير» ولم يَجزم
ا سر ےھ 62
بأحدهماء واستشهد بيت القطامئ» ووهم فنسبه للاعشی
وهذا المثال الجامع» دليل على 4 الشاهدٍ الشعري في الترجيح
(1) انظر: تفسير الطبري (هجر) /۲١ ۳۷.
(۲) انظر: الكامل ٠۷۳۷/۲ الاشتقاق لابن دريد .٤٠٥
(۳) انظر: تهذيب اللغة 5/ ”5*7» مقاييس اللغة ٤٤41/١ لسان العرب ٠١/١ (رها).
)٤( انظر: ديوانه 196.
(5) المحرر الوجيز (قطر) ۲۷۲/۱۲ „VY
000 تَمْرَع: تُسرعَ في سيرهاء والشُؤْبوبٌُ: دفع المطر وشدته. ورواية الديوان «غْرباً» بدل
«رهوا» فلا شاهد فيه على رواية الديوان. انظر: ديوانه ٠۲۳ الجامع لأحكام القرآن .٠۳۷
0) انظر: الكشاف 559/6.
AYA الشاهر الشري في تفسير القرآن الكريم
في التفسيرء فقد كان مُرجُحاً للتفسير الصحيح لهذه اللفظة» وقد سلكٌ
المفسرون منهجاً واحداً في الترجيح بالشاهد الشعريٌ وإن اختلفت
شواهدهم» وهو ترجيحٌ يتعلّقُ بمعنى اللفظة في الآية.
؟ - ومن الأمثلة التي ظهر فيها أثر الشاهد الشعري في اختيار
المعنى المناسب للفظة القرانية ما قاله الطبري في معنى «التّرائب» عند
تفسير قوله تعالى: س ب بن اسل الي 402 [الطارق: ۷]» حيث
ذكر أقوالَ أهل التفسير فيهاء وهي ستة أقوالٍ: إِنَّهها موضع القلادة من
صدر المرأة» أو هي ما , بين المنكبين والصدرء أو اليدان والرجلان
والعينان» أو ما بين شلب ب الرجل ونّحروء أو الأضلاع التي أسفل
الضّلبء أو عُصا عُصَارَةٌ القلب2"77.
ثم قال الطبري مُرجحاً للقول الأول: «والصوابٌ منٍ القَولٍِ في
ذلك نا قول من قال: : هو موضع م القلادة من المرأقء حيث تَقَعُ عليه
من صَدرها؛ لذن ذلك هو المعروف في كلام الْعَرَبَء وبه جاءث
أشعارهُمء قال المُتَقَبُ العبدئ :
وين ذب يْسَنُ على تريب كَلَونِ العاج ليس بي عُضٌون'"
وقال آي © 1
والرعُفران على ترائِبها شرقابه اللَّنَاتِ والت 9
فرّجصحَ ما دلت عليه شواهدٌ الشعرء وما عرف مِن كلام العَربِ من
(۱) انظر: تفسير الطبري (هجر) ۲۹۲/۲۲ -1595.
(۲) رواية الديوان: «ومن ذهب يلوح»ء يُّسَنُ: أي يصب والعُضون: الأخاديدُ
والتجاعيدٌ. انظر: ديوانه .۱٥۹
(۳) هو الحارث المخزومى.
(5) اللّبات هي الترائب» انظر: ديوانه ۰۸۷ تفسير القرطبي (هجر) ۰٥٤٦/۲۲ معاني
القرآن للفراء .١577/7
(5) تفسير الطبري (هجر) 145/75.
أثر الشاهد الشعري في الترجيح بين الأقوال في التفسير | |٢4
معنى الترائب وهو موضع القلادة من صَدرٍ المرأة» وهو قول جمهور
المفسرينَء وعليه إجماعٌ أهل اللغة"". وأما الأقوال الأخرى فقال ابن
عطية عنها: «وفي هذه الأقوالٍ حك على اللغةِ)”'".
" - وفي تفسير ابن عطية للمروة في قوله تعالى : #إِنَّ الصا والمروة
من عار 51 [البقرة: ]١58 ذكر أقوال المفسرين في معنى المروة» فقد
قيل : نه الحجارة الصغار التي فيها لِيْنّء وقيل: هي الحجارة الصلاب
خاصة. ث م ذكر شاهد هذا القول الثاني من الشعر» وهو قول الشاعر:
وتسولى الأرض فا ابلا فإذاما صَادفٌ المَرو خض
ثم قال: «والصحيخ أن المَرّ الججارة» صَلِيبُها ورخؤهاء الذي
کی بكر ماش شيتة » وفي هذا يقال المرو أك وقد يقال في الصّليب»
وتأمّلٌ قول أبي ذؤيب:
حتى كأني لِلحَوادثِ مَرُوةٌ بصفا المُشَفَّرٍ كل يوم فرع“
فمعنى المروة في بيت أبي ذؤيب الحجارة 200 7 في لسان
العرب: «المَرُوٌ: حجارة بيض يَرَاقة تكون فيها النار وتَفْدَّح منها النار؛
قال أبو ذوّيب:
الواهِبُ الأَدُمَ كالمَرُوِ الصّلابءإذا ماحارة الخُورُ وجنت المجاليخ0"
واحدتها مَرْوَةٌ. .. وقال أبو رة : : المّروة الحجر الأبيض الهش
يكون فيه النارء أبوحنيفة9" : المَرُوٌ أصلب الحجارة .
)١( انظر: مجاز القرآن ۲ الكشاف ٠۲/١ المحرر الوجيز 56١//ا/ا”ء الجامع
لأحكام القرآن .5/٠١
)۲( المحرر الوجيز ااا
(۳) انظر: ديوان الأعشى ۲۹۱ وتقدم تخريجه.
.18 7/7” سبق تخريجه وشرحه. (5) المحرر الوجيز )٤(
.٠١/١ انظر: شرح أشعار الهذليين للسكري )(
هو أبو حنيفة الدينوري اللغوي. )۸( .../١ انظر: ديوان الهذليين 0
(9) لسان العرب 84/1 (مرا).
AY‘ j|— الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
٤ - ومن الأمثلة أيضاً التي تبين أثر الشاهد الشعري في الترجيح
بين الأقوال فى التفسير قول القرطبى عند تفسير قوله تعالى: #فاطلقا حو
إ3 تيا علا مد4 [الكهف: 74] بعد أن ذكر اختلاف المفسرين في بلوغ
الغلام» أم عدم بلوغه. فاختار القول ببلوغ الغلام» ومن جملة الأدلة
التي استدل بها على صحة اختياره أن العرب تطلق على الشاب البالغ
اسم الغلام» وليس وصف الغلام مقصوراً على الصغير الذي لم يبلغ
فقال: «وقد احتجٌ أهلٌ القولٍ الأول بأن العَرَب تُبْقِي على الشابٌ اسم
الغلامء ومنه قول ليلى الأخيلية :
شفاها من الدَاءٍ العُضال الذي بها غَلامٌإِذاهَرَ القناةسَقَاه''"
وقال صفوان لحسان :
ل ُباب اليف َي َي غُلامٌ إذامُوجِيت لست بشاعر ©
وقد يكون الترجيح والاختيار لأصل اشتقاقئ على آخرّ في اللفظةء
ومن ذلك قول ابن عطية وهو يبين أصل اشتقاق لفظ القرآن: «والقول
الأول أقوى أن القرآنَ مصدرٌ مِن «قرأ» إذا تلاء ومنه قولُ حسان بن
ثابت يرثي عثمان بن عفان ڪه :
ضَحوا بِأشْمَطَ عُنوانُ السّجُودِ بو يُقَطُُ اليل تسبيحاً وفرآنا“
أي : قراءة . وأمثلة استشهاد المفسرين بالشاهد الشعري عند
الترجيح بين الأقوال في اختيار المعنى الصحيح للفظة القرانية
كشير 0 .
.۸٦ /١ أمالي القالي ."948/١ انظر: ديوانها ۸۷ الكامل )١(
(۲) هو صفوان بن أمية» والبيت في السيرة النبوية ۳/ .٠١٤
فر الجامع لأحكام القرآن )٤( .5 ١ انظر: دپوانه 5١5؟.
(5) المحرر الوجيز .50/١
(0) انظر: تفسير الطبري (هجر) ۱۱0/۲۱« 58 /لالاه. .785/١5
أثر الشاهد الشعري في الترجيح بين الأقوال في التفسير_ | | ل
ثانياً : الترجبح بين الأساليب:
استشهد المفسرون بالشعر في مواضع متفرقة من كتبهم عندما يقع
الخلاف حول المعنى المراد بتركيب قرآني يحتمل أكثر من معنى» ويكون
المجال مفتوحاً للمفسر ليختار المعنى الأليق بهذا التركيب» فيرجع
المفسرون للغة لكي ينظروا في أمثال هذا التركيب والمراد به عند
العرب. ومن أمثلة استشهاد المفسرين بالشعر للترجيح بين تراكيب قرانية :
١ قال القرطبي عند بيان المقصود بالآلٍ في قوله تعالى: ##وَإدْ
بتكم يْنْ ال فِرَعَون4 [البقرة: :]٤٩ «واختلفت النحاءٌ أيضاً هل يُضافُ
الآلُ إلى المُضمر أو لا؟ فمنعَ من ذلك النحاسُ والزبيديُ والكسائيئٌ» فلا
يقال إلا : اللهمّ صل على محمدٍ وآل مُحمدِء ولا يُقال: وآله. والصوابُ
أَنْ يقال : أهلهُ. وذهبت طائفةٌ أخرى إلى أن ذلك يقال . منهم ابن السيد
وهو الصوابٌ؛ لأنَّ السّماعَ الصحيحَ يعضدة فإِنَّهُ قد جاءَ في قول
عبد المطلب :
لاههإِنَ العَبِدَ مت خرَحْلَهُ نامنعٌ جلالك
وانصّرُ على آل اللي سسب وهَابديهٍاليومٌَ الك"
وقال ندبَةٌ:
أنا الفارسُ الحامي حَقيقةً وَالدِي وآلي كما تحوي حَقَيقة حَقيفةً ألَى”)
الحقيقة - بقافين: ما يَحِقَّ على الإنسان أن يحميّهُ؛ أى : ): تج علي
حماينة)0 . ١
.٥۲ انظر: أخبار أبي القاسم الزجاجي )١(
(۲) روايته في الديوان المجموع :
آنا الفَارسُ الحايي الحَقيقةً وَالذي بو أَُدْرِكُ الأبطال قِدماً گذلكا
والقرطبي رواه كما رواه ابن السيد البطليوسي. انظر: ديوان ندبة بن خفاف السّلمي
«AY شرح أدب الكتاب ."8/١
(۳) الجامع لأحكام القرآن /١ ۳۸۳.
وما ذهب إليه القرطبي استناداً للسّماع عن العرب الذي تشهد له
شواهد الشعرء هو الذي اختاره عدد من النحويين كابن السَيْلِ
البَطليُوسي» حيث قال: «وقد وجدنا مع ذلك «آلا» في الشعر مُضافا إلى
المضمر. . . وقال الكميت:
فأبِلِع بَنِي الهندَيْنِ مِنْ آي وائل وال متا والأفارب آلها
کر 22 ). (ON fi e u GL
ألوكا توافي ابني صَفْبَّةَ وانتجع سوال دعميٌّ بها ورمّالها '
؟ - وقال الطبري وهو يفسر قوله تعالى: #وَقالتِ أليهود والتصدرى
نحن اكوا أنه وَأَحِبَوُم4 [المائدة: 18] وكيف قال الله: #والتصرَئ4. والذي
قال ذلك فريقٌ منهم لا جميعهم: «العَرَبُ قد تخرح الحبَّرَ إذا افتخرت
مَحْرجّ الخْبّر عن الجماعة» وإن كان ما افتخرت به من فعل واحلٍ منهم.
فتقول: نحن الأجوادٌ الكرام وَإِنَّما الجوادُ فيهم واحدٌ منهمء وغيرٌ
المُتكلّم الفاعل ذلك كما قال جرير.
نَدَسُنا أبا مَنْدُوسَة القَيْنَ بالقنا مَارَدَمٌ مِنْ جار بَيْبَةَناقه'"
فقال: «نَدَسَنا)اء وإِنّما الاس رجل من قوم جرير غيرهة فأخرج
الحُبّر مَخْرجَ الخبر عن جَماعة هو أحدهمء فكذا أَخبّر الله عَرَّ ذكرة عن
التصارى أنّها قالت ذلك. على هذا الوجه إِنْ شاء اش .
۳ - وقال الزمخشري: واوا أسَطِيرٌ الأوليت أكْتَتبَهَا فََ تمل
مله بكر وَأصِياكد 4 [الفرقان: 5]. . . وعن الحسن: أنه قول الله
وى و 2 ع مه مما و د
سبحانه يكذبهم. وإنما يستقيم أن لو فتحت الهمزة للاستفهام الذي في
معنى الإنکار» ووجهه أن يكون نحو قوله:
."ا//١ انظر: ديوان الكميت ۹۱/۱". (۲) شرح أدب الكتاب )١(
(۳) النَّدْمنُ: الطّعنٌء والقين: العبدٌء ومارَ الدمٌ: سال وجَرّىء والنّاقعٌ: الطري. انظر:
ديوانه 477//7.
.١15١/١٠١١ تفسير الطبري (شاكر) )٤(
أثر الشاهد الشعري في الترجيح بين الأقوال في التفسير 111111 _ AYY
أفَرَح أن أززاً لكر وأ أُورَتٌ ذَوْداً شصائصاً نبا “٠,
والبيت الذي ذكره الزمخشري يُستشهدٌ به على حذف ألفٍ
الاستفهام في «أَفْرَح»» وقد ذكر البطليوسيٌ أنه حَسَنَ الحذفٌ في هذا
البيتِ لما في الكلام من دليلٍ علي“ ایا | بن خالويه فذكرٌ آنه مب
حذِفَ ولا دلالةً عليه فقال: «أراد: أأفرح؛ ٠ لأنه نما جور حذفها إذا
كان بعدها ما ؛ لذن «أم» تدل علیها» .
11
٤ - وقال الطبري عند كلامه عن قوله تعالى: #ثرّ کن وه ليد
متأ الشواى أن ڪڏوا يتاينتٍ الو ونوا يا هز | © [الرمم: ٠
«وإن جعلت العاقبة الخَبّر نصبتّ» فقلتٌ: اث م كان عاقبة الذين ا
السّوأى. وجعلت السّوأى هي الاسمء فكانت مرفوعةء وكما قال
الشاع ”2 :
لقَذعَلِم الأقوام ما كان داءها بئِهلانَ إلا الخزي ممن يموده“
وروي أيضا :
............ ماكاندَاؤّها 2 بتّهلانَ إلا الخِزيّ e.
نصباً ورفعاً على ما قد بَيَنتُء ولو فعل مثل ذلك مع «أن» كان
جائزاً» غير أن أفصحَ الكلام ما وصفتٌ عند العّرب» .
)01 الشاهد لحضرميٌ بن عامر الأسدي. معنى البيت: مَل آفرځ بِمَوتٍ إخوتي الكرام»
لأَرنّهم؟ يقول ذلك منكراً على من زعم ذلك. والذْوْدُ ما دون العَشْرٍ من الإبلء
والشّصائِصٌ : التي لا أَلبانَ لهاء واحدتها شصوص » والتبل الصغار والكبار» وقيل :
هي ثبلا جَمع نبلة وهي العَطيّة. انظر: البيان والتبيين ۳/ 29316 أدب الكاتب ۹١٠۲ء
أمالي القالي 2517/١ خزانة الأدب .٤۲۹/۳
(۲) الكشاف .۲٠٤/۳ (۳) الاقتضاب للبَطليوسئ ."5١
(:) ليس في كلام العرب 5"07. (6) لم أعرفه.
(5) انظر: الكتاب ٠١ /١ المحتسب 2١١5/5 شرح المفصل لابن يعيش .٠٦/۷
)۷( تفسير الطبري (هجر) 07/5 7 ١ .
ثالثاً: الترجيح بين القراءات» واختيار إحداها:
تقدم الكلام عن أثر الشاهد الشعري في توجيه القراءات» وبيان
معانيهاء وهنا أثر آخر للشاهد الشعري ظهر في ذهاب المفسر إلى اختيار
قراءة من القراءات» وترجيحها على غيرهاء والاستشهاد لاختياره هذا
بشواهد منها شواهد شعرية» تقوي معنى هذه القراءة» مع التنبيه إلى أن
القراءة سنة متبعة» والعبرة فيها بثبوت إسنادهاء كما قال أبو عمرو الداني
في معرض إنكاره لصنيع بعض أهل اللغة حيث قدموها على القراءة
الثابتة: «وأئمة القراء لا تعمل في شيء من حروف القرآن على الأفشى
في اللغة» والأقيس في العربية» بل على الأثبت في الآثر والأصح في
النقل» والرواية إذا ثبتت عنهم لم يردها قياس عربية» ولا فشو لغة؛ لأن
القراءة سنةٌ متبعة» يلزم قبولهاء والمصير إليها”'". وهذا يكفي في بيان
هذا الأمرء وقد سبق في مباحث الرسالة الإشارة إلى هذاء وهو أمر
متقرر عند الباحثين. ومن أمثلة أثر الشاهد الشعري في ترجيح بعض
المفسرين لبعض أوجه القراءات ما يأتي :
١ قال الطبري وهو يذكر القراءات التي وردت في لفظة لبييس»
في قوله تعالى: راعذ أب ظلموا عدا حيس بنا کا يفسقوت)
[الأعراف: ]٠٠١ بعد أن ذكر القراءات الواردة فيهاء وذكر شواهد من
الشعر لتوجيه تلك القراءات: «وأولى هذه القراءات عندي بالصواب»
قراءةٌ مَن قرأ : ليس بمّتح الباءء وكسر الهمزةٍ ومَدّهاء على مثالٍ
«فعيل»» كما قال ذو الأصبع العدواني :
2 أَععَليَّوماترى لي فِيهم أترابَيه EE
لأنَّ هذا التأويل أجمعوا على أن معناءٌ: شَديدٌء فدلٌ ذلك على
() نقله ابن الجزري فى النشر ٠١/١ -١١ء الإتقان .١1١١7/١
(۲) انظر: الأغاني 7/7 ,.٠١
أثر الشاهد الشعري في الترجيح بين الأقوال في التفسير اهم ]|
صحة ما اخترنا)”؟ .
فكان الشاهد الشعري مؤيداً ومقوياً لاختياره هذا الوجه من القراءة
لقوة معناهاء وإن كان قد أورد شواهد شعرية تشهد للقراءات الأخرى
التي ذكرهاء مما يعني أن الطبري في ترجيحه بين القراءات لا يرذ شيئا
مما ثبت منهاء وبلغه ثبوتهاء وإن أوحت عبارته أحياناً بهذاء وإنما هو
ترجيح اختيار وتفضيل لا ترجيحٌ رَد وإبطال".
؟ - ومن الأمثلة التي كان الترجيح بين القراءات بحسب معانيهاء
ما ذكره الطبري عند تفسير قوله تعالى: یلم يا بد رفوم أننا4
[النور: ]٠١ وهو يُبَيّن أوجة القراءة في قوله #اوَلْعُبَرِلبَم 4 فذكر قراءة
الجمهور وأَنّها بتشديدٍ الدَّالِء وان معناها: وليعَيرَنَ حالهّم عمًا هي عليه
من الخوفي إلى الأئْن» وأَنَّ العَرّبَ تقولٌ: قد يُدَّلَ فُلانٌ إذا غُيّرَت حال
ولّم يأتِ مكانً فلانٍ غَيرُهء وكذلك كل مُكَيَرِ عن حاله» فهو بالتشديدء
ورُبّما قيل بالتخفيف» وليس بالفصيح. فأمًا إذا جَعَلَ مان الشيء المُبدَلٍ
غيرَهُ» فذلك بالتخفيف: أَبْدَلتَهُ فهو مُبْدَلُء ثُمَّ قال مبيناً وجه هذا
التوجيه: «ومن الدليل على ما قلنا من أن التخفيف إِنَّما هو ما كان فى
ٳبدالِ شيءٍ مَكانَ آخرّء قول أبي النَّجم : ٠
مَل الأمير للأَمِيْرٍ المُبدل“
وهذا استشهاد للترجيح في وجه الاختيار بين القراءات» والقراءاتان
متواترتان .
وقد يتنازع الترجيحَ شاهدانٍ من الشعرِ» فيحمل معنى الآيةٍ على
حدٍ الشاهدين دون الآخر.
ا
(۱) تفسير الطبري (شاكر) ۲۰۱/۱۳ - .۲٠۲
(۲) انظر: توجيه مشكل القراءات العشرية الفرشية لعبد العزيز الحربي .٤۹٤
هرة انظر: ديوانه 5 .
AY“ الشاهر (الشعري في تفسير القرآن الكريم
رژ
ومن ذلك قول ابن عطية عند تفسير قوله تعالى: #ومن عر من يليه
مھاجرا إل اللو ورسولير ثم يدرك الوت فقد وقع جر حرم عل أو [النساء: ]٠٠١
وهو يوجه قراءة من قرأ برفع الكافي من قوله : #يذركه # : «وقرأ طلحة بن
سليمان» فايرا هيم التخعي فيما ذكر أبو عمرو فم ذرگة) برقع
الكاف "“ قال أ ار اش هذ هذا رقع على أنه خبر مبتداأ محذوف» أي :
المجزوم بفاعله. فهما إذن جملة. فكأنه عطف جملة على جملة. وعلى
هذا حمل يونس بن حبيب قول الأعشى :
ِن تركبُوا فَرُكوبٌ الخَبلٍ عادننا أو أو تلو فإِنَّامَعِشَرٌ ئرل"
المراد: وأنتم تنزلون» وعليه قول الآخي”
إِنْ ُذَيْبُوا لم تَأْتِيِنِي بَقِيِّتْكُمْ فماعليّ بذنب عندكُمٌ قو 000
المعنى: : ثم أنتم تأتيني» وهذا أوجهُ مِنْ أن يَحمِلّه على قول
الآ ”':
ع 0 ألم يأتبك والأنباء تنبي»"
)١( قرأ الجماعة بسكون الكاف. انظر: المحتسب 2191/١ وطلحة بن سليمان مقرئ
متصدرء أخذ القراءة عن فياض بن غزوان عن طلحة بن مصرف. انظر: التبيان
للعكبري ۳۸١ /١ الدر المصون ؟/ .47١
(۲) هو أبو الفتح عثمان بن جني. انظر: المحتسّب .191//١
(9) انظر: ديوانه ۱۱۳. )٤( هو رويشد بن كثير الطائي .
(5) انظر: ديوان الحماسة ٠٠٤ شرح الحماسة للمرزوقي .155/١
(1) هو قيس بن زهيرء شاعر جاهلي . انظر : الحماسة البصرية .١577/١
(۷) صدر بيت» عجزه:
erer بمالاقث لبون بَيِي زياد
انظر : خزانة الأدب 7١/8 وهو شاهد مشهور.
أثر الشاهد الشعري في الترجيح بين الأقوال في التفسير_- | |٣۷
وربما كان لكل من القولين شاهد شعري يؤيده» غير أن أحدهما
أكثر استفاضة في شعر العرب ولغتها من الآخرء فيرجحه المفسر لذلك».
ومن ذلك أن المفسرين اختلفوا في توجيه المعنى في مثل قوله تعالى :
لفل فلم تفوت ابی آلو من قبل إن كنم زیت [البقرة: ]4١ وقول
تعالى: م وکر تر ب بند ذلك ولا مضل اله کک وَرَحْمَتةُ لكدثم ص
لسرن 4€ [البقرة: 34]» وكيف أن الخطات جاءَ للمعاصرينّ
للرسول بيا في حين إِنَّ المقصود بهم أسلافهم مِمَّن كان في عهد
موسى عي . على قولين :
الأول: قول الطبري» حيث ذهب إلى أنَّ هذا وإِنْ كان خطاباً لِمَنْ
کان بينَ ظهراني مُهاجر رسول الله کي ِن أهل الكتاب أيامَ رسول الله كَل
فإِنّما هو حََبّرٌ عن أسلافهم. فار مَخرجَ الحُبّر عنهم. واستشهد
الطبري بقول الأخطل يهاجي جريراً :
وَلََدْسَمَا كم الهُذِيلُ فَتَالَكُمْ باب حَيتُ يُقَسمْ الأنفالا
في قيلقٍ يدعو الأرَاقمَ م لَمْ نَكنْ فُرسَانَة عرلا ولا أففال()
وقال الطبري: «ولم يلق جرير هذيلا ولا أدركه. ولا أدرك إراب
ولا شهده» ولكنه لما كان يوماً من أيام قوم اللأخطل على قوم جريرء
أضاف الخطاب إليه وإلى قومه»”"
الثانى: قول الفراء» حيث ذهب إلى إِنَّما قيلَ ذلك كذلك؛ لأن
سامعيه كانوا عالمين وإن كان الخطاب خرج خطاباً للأحياء من بني
إسرائيل وأهل الكتاب - أَنَّ المعنى في ذلك إِنّما هو حَحبَّرٌ عمّا قصّ الله
)١( الهذيل هو ابن هُبيرة التغلبي» غزا بني رياح في إراب فسبى نساءهمء وإرابٌ ماءٌ
بالبادية لبني ريا الأراقم هم جماعات من تغلب وهم شم بن بكرء ومالك»
انظر : ديوانه ١ .
)۲( تفسير الطبري (هجر) ۱/ .1٤۳
AYA الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
من أنباء أسلافهم» فاستغنى بعلم السامعينَ بذلك» عن ذكر أسلافهم
بأعيانهم . واستشهد على ذلك بقول الشاعر”©:
إذامَا انكَسَبْنا لَمْ تَلِدْنِي لَئيمةً ولَمْ جڍِي ِن أن قري به ڀُا
فقال: «إذا ما انتسبنا»» و«إذا» تقتضي من الفِعل مُستقبلاً» ثُمَّ قال:
الم تلِدني لئيمة»» فأخبّر عن مَاضٍِ من الفعل» وذلك أن الولادة قد
مَضَتْ وتَقدَّمَتء وإِنّما فَعَلَّ ذلكَ عند الفراء لان السامعٌ ة قد فَهِمَ معناة” ".
قال الطبري بعد أن حكى قول الفراء: «والأولٌ الذي قلناء هو
المستفيض مِنْ كلام العّرب وخطابها»”*'. فمع وجود شاهد من الشعر
يشهد لما ذهب إليه الفراء في توجيه المعنى وتفسيره» إلا أن استفاضة
المعنى الذي ذكره الطبري في شعر العرب وكلامها جعله يرجح قوله
ويختاره في تفسير الآية. وقد ذهب مذهب الطبري في توجيه هذه الآية
عدد من النحويين” .
وشعر العرب وشواهده» شاهدة أن القرآن الكريم نزل على وفق
كلام العرب وأساليبهم» وقد كرر العلماء هذه الحقيقة العلمية» في كتب
معاني القرآن والتفسير".
G&G G&G دوهج
. هو زائدة بن صعصعة الفقعسى» يخاطب امرأته )١(
(۲) انظر: مغني اللبيب 0۹/۱ حاشية الأمير على مغني اللبيب 2590/١ شرح أبيات
مغني اللبيب .١74/١
(۳) انظر: معاني القرآن للفراء )٤( .5١/١ تفسير الطبري (هجر) 7//ا6.
(0) انظر: شرح أبيات مغني اللبيب .٠١١ - ۱۲٤/۱
(3) انظر: مجاز القرآن 28/١ تأويل مشكل القرآن ١١ وما بعدهاء تفسير الطبري (شاكر)
7/١ .
ج وي ھی
«سګس دجن ازو یی
SIW ATE _CONT ص دور
أثر الشاهد الشعري في بيان الأساليب القرآنية
المبحث السادس
أثر الشاهد الشعري في بيان الأساليب القرآنية
الأساليب جَمعٌ أسلوب» والأُسلُوبُ يُطلَقُ على أمورٍ منها : الطريق»
والوجه» والمذهب» والفن. يقال: أنتم في أسلوب شر؛ أي : في طريق
شر“ . ويقال: أذ فلان في أُسالِيب من القول أي : أفانِينَ منه" .
وقد عنِيَ العلماء بدراسة أساليب القرآن الكريم قديماً وحديثاً؛
لمعرفة وجه ب بلا غته ونيانه وإعجازو؛ ان القرآن نزل بلغة العرب. ولا بد
الطبري فقال: «فالواجب أن تكون معاني كتاب الله المِنَزَّلِ على نبينا
محمد ية لمعاني كلام العرب موافقة وظاهره لظاهر كلامها
7
وكان الشاهد الشعري من أدلة قياس مدى موافقة أسلوب القٌرآن
لأساليب العَرّبِ في كلامهاء وكثيراً ما يرون بِينَ أسلوب الشاهدٍ من
الشّعر وأسلوب الآية القرآنية. وكان علماء السَّلّفٍِ حفاظاً للقرآن وللشعرء
وكان استحضار الشواهد منهما سها قريباً عند الحاجة إليه. ومن أمثلة
ذلك أَنَّ أبا الأسود لدؤلي قال في شعر له يشير إلى آل علىٌ بن أبي
نَإِنْيَكُ هم رث شداًأم و ت بمخطى إِنْ کان ي
بهم ر ًّ -
.46/17 انظر: تهذيب اللغة )١(
.٠١/١ (سلب). (۳) تفسير الطبري (شاكر) 8١9/5 (؟) انظر: لسان العرب
04 انظر: ديوانه 620
]٠5م الشاهر (الشعري في تفسير القرآن الكريم
فقيل له: شكحت في حبهم إذن؟ فاستشهد بقول الله تعالى: #وإًاً
أو لام لعل هُدَّى أو في صلل ميب [سبا: ]۲١ وقال: أفترون الله
شكَّ؟”'' وهذا يدل على حضور القرآن الكريم على قلبه ولسانه» يتناول
الشاهد منه بيسر وسهولة.
وهذا المبحث يدخل تحتة الشواهد البلاغية التي استشهد بها
المفسرون في كتب التفسير؛ لعنايتها بالأساليب» من حيث دراسة المعاني
التي تؤديها هذه الأساليب والتراكيب في صورها المختلفة . وقد عى
علماءٌ السلف بدراسة أساليب القرآن» والنظر فى أساليب العرب فى
كلايهاء والبحث فيه عن شواهد شعرهم التي تشهد لهذه الأساليب» وقد
أشارٌ أبو عُبيدة» والفراءٌ» وابنُ قتيبة» والطبري وغيرهم إلى كثير من
الأساليب القرآنية» واستشهدوا لمعرفة العرب لها بشعرهم المحفوظ
عنهم» ولا سيما شعر الجاهلية» فجاء أَثَرُ الشاهدٍ الشعريً ظاهراً للدارس
المتتبع في معرفة أساليب العَرّب» وأسلوب القرآن.
فقد تكلم أبو عبيدةً عن أساليت قرآنية كثيرة» وأورد من شعر
الاحتجاج ما يُماثلهاء وإِنْ كان يُعْوِرُهُ الشعرٌ في بعض المواضع؛ شر
للتمثيل بكلام من عند ويكتفي بقوله : 4 العربَ تفعل ذلا 0 ا
عبيدة حريص على أن يؤكد صلة أسلوب القرآن» وفنون التعبير فيه
بأساليب العَرّب وفنونهم» والاستشهاد على ذلك بالشعر ما وجد
شاهدا .
ومن أمثلة ذلك عند أبى عبيدة» أنه عند تفسير قوله تعالى: #ذلك
(1) انظر: الكامل 2٠١7/7 أمالي المرتضى »5١7/١ إنباه الرواة »١17/١ مجالس ثعلب
7/١ .
(۲) انظر: ص1۹ من البحث .
(۳) انظر: مجاز القرآن ,)”87/١ ۲۱۳ 775.
() انظر: منهج الزمخشري في تفسير القرآن للصاوي ۲۸۰.
أثر الشاهد الشعري في بيان الأساليب القرآنية ١م
الكتب ل 3 فِد» [البقرة: ۲] أشارٌَ إلى أسلوب العرب في خطابها
اشام خطابها للغائب» فقال: «معناه: هذا القرآنُء وقد تُخاطبُ العربُ
الشاهد َتُظهِرَ [ له مخاطة الغائب . قال خفافٌ بن نذيَة السلمى :
إن تك يذ سيب صَعيئها فَمَمْداً على عَيْنِ تَيمََمْتُ مالِكا
أقُولُ لَهُ والرُّمحٌ يَأَطُرْمَعََهُ تَأْملْ شفافاً لني أنا دّرى”)*
ورد د الطبري هذا التفسير» ذاهباً إلى أنه لا يشبه أسلوبٌ الشاهد
الشعري أسلوب الآية". قال ابن كثير عند تفسيره لهذا الحرف: «قال
ابن عباس : #ذلك الكت هذا الكتاب» وكذا قال مجاهدُء وعكرمةٌ
وسعيدٌ بن جُبيرء والسدئ» ومُقاتل بن . حيّان» وريد بن اسل وابنْ
جريج» اَن «ذلك») بمعنى بمعنى «هذا)» والعَرَتٌ تقارض بين هذين الاسمين من
أسماء الإشارة» فيستعملون كلا منهما مکان الآخرء وهذا معروفٌ في
كلامهم)”*'. والذي يبدو أن قول أبي عبيدة» وتفسير ابن عباس»
وتلاميذه الذي ذكره ابن كثير وغيره» ليس معناه ما ذكره ابن كثير من أنه
ِن باب تعاقب أَسْماءِ الإشارة وتقارضهاء دون أن.يدلٌ ذلك الاستعمالٌ
على عرض بلاغي, غير أن تفسيرٌ السَّلفٍ مُوجَرٌ مُختصر > يحمل معاني
كثيرة » وهم أعلم بالْلسان ن مِمَنْ بعدهم.
وإِنّما قَصَدَ أبو عبيدة ومن قبله تفسير المعنى الظاهر للحرف»
وأن التعبير بذلك هنا بمعنى هذاء ون كان استعمال اسم الإشارة
الدالٌ على البعيدِ في هذا الموضع له وجه بلاغىٌ يدل على عُلوٌ مكانة
هذا الكتاب العظيمء وهذا تفسير عامة المفسرين في كتبهم» وهذا
راجعٌ إلى الخلا بين المفسرين في مرجع الضمير في قوله:
.)٤١ 1”8/6 انظر: ديوانه ۰۱۳ الأغانى ۳۲۹/۲ خزانة الأدب )١(
. 4-0 مجاز القرآن )۲(
(۳) انظر: تفسير الطبري (هجر) 77١/١ 7371.
() تمسير ابن كثير 0/١ 5".
1 مهم _الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
«ذلك)070) والقول بأن «ذلك» هنا على بابها تشي إلى البعيد» وإن كان
قريباً للدلالة على علوٌ مكانتو ومقامه هو قول كثير من أهل اللغة والبلاغة
والتفسير ومنهم الطبري»ء من أول ما صرح به المبرد '".
والأمثلة التي بدأ أبو عبيدة بها في «مَجاز القرآن» لاستنباط
الخصائص التعبيرية للأسلوب العربي» والاستشهاد عليها بشعر العرب»
وموازنة ذلك بأسلوب القرآن الكريم» مُحاولةٌ رائدةٌ» رغم ما وقع فيها
من قُصور لا يسلم منه عمل الرؤادء غَيْرَ أنَّ الغايةَ من الكتاب قد
تَحقَّقتْ. وحيث إِنَّهُ لم يُسبّق في هذا والله أعلم فقد كانت مُحاولتة
راسا لمن بعده» وأمثلة ذلك في كتابه كثيرة”" .
وقد ذكرٌ أَحَدٌ الباحثينَ أَنَّ الفكرةً التي كانت تُراودُ أبا عبيدةً وهو
يلف كتابّه كانت «فكرةً مدرسيّةٌ يُحاولٌ أن يضع أمامً طبقة المستعربين
صوراً من التعبير في القرآن» وما يقابله من التعبير في الأدب العربي
شعراً ونثراًء وبَيِّنَ ما فيه من التجاوز أو الانتقالٍ من المعنى القريب أو
التركيب المعهود للألفاظ والعباراتٍ إلى معان وتراكيب أخرى اقتضاها
الكلام»“.
ثم جاء الفراء (ت۷٠۲)» وهو معاصر لأبي عبيدة (ت١٠٠)ء
وتوفي قبله» غير أن كتابَ أبي عبيدةً قديم التأليف» وقد اظّلعٌ عليه
الفرائ» وعَرَّضَ به في مواضعَ من كتابه دون أن يميه وبالموازنة بين
/١ زاد المسير 278/١ معاني القرآن للنحاس ٠1۷/١ انظر: معاني القرآن للزجاج )١(
التحرير ١ روح المعانى 11/١ البحر المحيط »91//١ المحرر الوجيز ۳
./ والتنوير
(0) انظر: المقتضب ”7175/7 » شرح التسهيل لابن مالك ۲۹۳/۱ الجنى الداني 27578
المساعد على تسهيل الفوائد 2190/١/١ أوضح المسالك لابن هشام .٠١١/١
(۳) انظر: مجاز القرآن ۲٤۷ ۱۷۲ ۱٤۳ 2.٠٠١١ ء٦٥ ء٤۷ ۳۹ "7/١ وغيرها.
(6) أثر القرآن في تطور النقد العربي لمحمد زغلول سلام .٤٤- ٤۴
.10/١ انظر: معاني القرآن ۰۸/۱ ووازنه يما في مجاز القرآن )٥(
أثر الشاهد الشعري فى بيان الأساليب القرآنية KEY
الكتابين بين أن الفراء يستنكفٌ أن يستشهد بشواهدٍ أبي عبيدة الشعرية›
ولتم ور ِن شعر العرب غَيْرّها''' وإن استشهدٌ بشواهدٍ أبي عبيدة فَعَلى
وجو غير وجه أبي عُبيدة"'' ورَبّما ذكرٌ أبو عبيدة رأيا دون شاهدء
فيذكره الفراء وياتي له بشاهي ٠" ورُبّما أَعوّزهُ الشاهد فترك شاهد أبي
عبيدة وجاء بمثالٍ من عنده“» ونّحو هذه الظواهر التي تدل على اطلاع
الفراء على كتاب المّجازٍ وانتفاعه به» وبشواهده. وهذا دليل على أهمية
كتاب أبي عبيدة» وسبقه» وان المفسرينَ وأصحاب المعاني والغريب
عيال على شَواهدِه الشعريّة» رغم اعتراضهم على بعض تفسيراته للقرآن
أو للشواهد الشعرية» ولا سيما شواهده اللغوية لغريب القران» حتى
الفراء استشهد بشواهد أبي عبيدة على الغريب“
والفراء كان يرى أن «كتابَ الله أعربٌُ وأقوى فى الحُجَةٍ من
الشعر»» ولذلك كان بقلل من الشاهدٍ الشعري» ولا يُفْسّرُ به الآياتٍ
تفسيراً مباشر ۲ كما صنع أبو عبيدة قبله. وقد أضاف الفراء في دراسته
لأساليب القرآن على ما ذكره أبو عبيدة» واستشهد على ذلك بشواهد
الشعرء ومِنْ أهمٌ أمثلةٍ ما أضافه الفراء حديثة عن أسلوب الإضمار إذا
اجتمع الكلامء ودل أولةُ على آخرو» فان العرب تتبعٌ آخرٌ الكلام باوله»
وإِنْ لم يَحسْنْ في آخرو ما حَسُّنَ في اولِهِ. ۰
وقد ذكر الفراء ذلك عند توجيهه قراءة قوله تعالى: #وحور عن
[الواقعة: ۲۲]» ووجه رفعهاء مع كونها معطوفة على مجرور قبلّها فقال:
.44/١ انظر: معاني القرآن ۰۲۳۰/۱ ؟”/5. (۲) انظر: معاني القرآن )١(
(۳) انظر: معانى القرآن .٠١١- ٠٠۰١/۱ (:) انظر: معانى القرآن .١5/١
(0) انظر: معاني القرآن ۳۸۵/۲» ۱۱۷/۳. (5) معاني القرآن ۱۳/۱.
(۷) أثر القرآن في تطور النقد العربي لمحمد زغلول سلام .٥١
(۸) قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وعاصم ويعقوب وشيبة یر 4
برفعهما ء وقرأ عبد الله بن مسعود وأصحابهء والكسائي» وحمزة «(وخور عين) بجرهما
عطفاً على ما قبلها. انظر: السبعة 577» التيسير »7١1/ النشر ۲/ ۳۸۳.
6م _الشاضر الشعري في تفسيرالقرآنالكريم
«أكثرٌ القراء على الرّفع ؛ نهم هابوا أن يَجعلوا الحُورَ العِيْنَ يُطافُ بهن
فرفعوا على قولكٌ : ولَّهم حور عِيْنْ أو عنذهم حور عِيِنْ. . والخفض
على أن نيع آخرٌ الكلام يأولو وإن لم يخسن في آخره ما حَسنَ في
أولو أنشدني بعضٌ العَرب :
إذاما المَانِياتٌ بَرَرْنَيَوماً | ورَّجَجُنَ الحواجب والعُيون“
فَالعَيْنُ لا رُح إِنّما َكَل فردّها على الحواجب؛ لأنَّ المعنى
يعرفٌ» وأنشدني 3
ولقشيت زوججك في الوغى مُتَقَلْداًن فا ما رفح"
والرمح ل يُتقلّدُ فْردّه على السيفٍ . وقال عر
تَسْمَعٌللأَحْشاءِمِئهُ لَمَطا ولليتينجأةوبتو"
٠. 11 ا 8 اه
وانشدني بعص بني دبير .
- MIKE ar fou 2
والماء ا يُعتَلْكْ نما يشْرّت» فجعله تابعاً للتبن» . واحتجاج
الفراء لهذا الأسلوب لم يُسبق إليه - فيما أعلم» وكل من أتى بَعَدَهُ نقل
شواهدَهٌ وتوجيهه”"'. وللفراء إضافات أخرى على ما ذكره أبو عبيدة»
(۱)
(۲)
0
(£)
)٥(
03)
البيت للراعي النميري » وهو في ديوانه ١٠١٠ء الخصائص ۲/ .٤۳۲
البيت لعبد الله بن الزبعرى»ء كما في ديوانه ”27 الخصائص 20 شرح الحماسة
للمرزوقي .۱۱٤١/۳
الجسأةٌ: غلظ في اليدِء وهي لا تُسمَعْ . انظر: الخصائص۲/ .٤۲
انظر: كتاب الشعر للفارسى 7 خزانة الأدب ١794/7 وقال: «ولا يعرف
قائلهُ. ورأيت في حاشية نسخةٍ صحيحةٍ من الصحاح أنه لذي الرمة» ففتشت ديوانه
فلم أجذه فيه».
انظر: معاني القرآن ۲/ 23786 ۱۱۷/۳.
انظر: تأويل مشكل القرآن 27517 تفسير الطبري (هجر) ۳۰۱/۲۲ - ۳٠۲ الجامع
لأحكام القرآن ۲٠٠١/۱۷ ء۱۹٩١ ١95/1١8 ء۹٥ /٦ الخصائص ؟/١"1. أمالي
ابن الشجري ”7
أثر الشاهد الشعري في بيان الأساليب القرآنية NY
متفرقة في كلامه''" .
وجاءَ بعد أبى عبيدة والفراء ابن قتيبة 0ت7!5). فأفاد من
كتابيهماء كما ذكرٌ فى منهجه. وقد أضاف إضافات قيمة للخصائص
والأساليب التى أشار إليها مَنْ تقدّمَهُء ولكنه كان يُعنى بالشاهدٍ من القرآن
أكثر من عنايته بالشاهد الشعري» دون أن ينب إلى ما تفرد القرآن به من
الأساليب» وما شاركه فيه شِعرٌ العَرب كما كان يفعل أبو عبيدة والفراءء
غير أَنَّهُ أجادّ بتصنيفه لِمَا ذكره أبو عبيدة والفراء من مسائل» مع إضافاته
التي أضافها .
ومن أمثلة ما أضافه فى باب دراسة الأساليب ما ذكره تحت باب
«(الحذف والاختصار» "» وقد ذكر أبو عبيدة والفراء من أمثلة ذلك
الكثير» لكنّه هَذَبَهُ ورنّبة وزاد فيه. مع استشهاده على كل نوع بشاهد
شعري أو أكثر.
ومن إضافاته عند تفسيره ه لقوله تعالی : لالم ساي لاج
لْمَسَحِدِ اراو كن امن باه والوم الآخز وَجَاهَدَ ذ في سیل آ4 [التوبة: ]١9
اَن العَربَ قد تَحذفُ المضافت وتقيمٌ لشاف إليه مقامّه» فيكون معنى
الآية: أجعلتم صاحب سقاية الحاج» وعمارة المسجد الحرام كم آمن؟
واستشهدٌ على ذلك بقول المتنخُل الهُذلي
مشي بَيتّناحانُوتُ خَمْرٍ ين الخُزْس الصّراصِرةٍ القطاط"
اراد صاحبت حانوت حمر فأقام الحانوتٌ مقامّه» وكذلك قول
pi
و
يه
1
وعِمارَة
أبي ذؤيب في صفة الخمر:
677/١ (وضع الحرف في غير موضعه)ء ۲۷۲/۳ .919/١ انظر: معاني القرآن )١(
(الإخبار بالمصدر عن الاسم)ء ۲۸/۲ (وضع المفعول موضع المصدر) وغيرها.
(۲) انظر: تأويل مشكل القرآن ۱۸.
(۳) انظر: تأويل مشكل القرآن 5١١ ۲۳۱.
(6) انظر: ديوان الهذليين .۲٠/۲
بهم _للشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
توصل بالرُكبانٍ حِبناً وتوف ال جوا ويُغشيها الأمانَ ربابها"
اللفظ للحَمرِء والمعنى للخمّار؛ أي: يتوصل الخمَّارٌ بالرّكب ليسيرٌ
معهم» ويأّمنَ بهم. وكذلك قول أبي ذؤيب: ۰
أنوها بربح حَاولتهُ قَأصبَحتُ تُكمَّتُ قد حَلَّتْ وساعً شراب“
يريد أتوا صاحِبّها بربح فأقامها مُقامه”. وما ذكره ابن قتيبة في
هذا الباب قد خرّجَهُ بعض العلماءِ على المبالغةء أو المجازء دونَ أن
يكون هناك حذفٌ, والغرض التمثيل» والأمثلة لدى ابن قتيبة كثيرة“›
وقد انتفع به من أتى بعده من المفسرين وأهل البلاغة””".
وأمّا المُفسرونَ فقد كان لهم في الاستشهاد بالشعر واستنباط أساليب
العرب في كلامه منه جهود ظاهرة» وأمثلته كثيرة» ومن تلك الأمثلة :
١ من الأمثلة التي تكلم عنها المفسرون مطابقة النعتِ للمنعوت»›
ومن ذلك قول الطبري عند تفسير قوله تعالى: #وأرسلتا ريم لوقح فأنزلنا
من السماو ماء فاسقيتكموة [الحجر: :]۲١ «اختلفت القراء فى قراءة ذلك»
فقرأته عامة القراء: #وأرسلتا لبح لوح وقرأه بعض قراءِ أهل الكوفة
«وَأرَسلنًا الرّيحَ لَوَاقِحَ» فوحَدَ الريح وهي موصوفة بالجمع"» أعني
)١( يقول: إن تجار الخمر يخشون الإغارة عليهم وانتهابها منهم في سفرهمء فهم
يتوصلون من بلد إلى بلد مع القوافلء ويعقدون ذمة الجوار بينهم وبين هؤلاء الركبان
ليستأمنوا بهم. انظر: ديوان الهذليين .۷۳/١
(0) تُكَمّتٌ: تُقبّض. انظر: ديوان الهذليين .۷٤/١
(۳) انظر: تأويل مشكل القرآن 7١١ ۲۱۲.
(:) انظر: تأويل مشكل القرآن ٥۱۹۰ء 2.1948 1510.
74٠ 21948 انظر: الصاحبى لابن فارس فقد أخذ منه وأضاف عليه بعض الأساليب )٥(
حيث أضاف بعض لأساليب» ووضع 470 41١/7 /ء الخصائص لابن جني
مصطلحات جديدة لأساليب قديمة كالحمل على المعنى» وأدخل فيه ما سماه أبو
عبيدة الاختصارء وسماه الفراء الإضمار.
(7) هي قراءة حَمزة» وقرأ الباقون بالجمع. انظر: حجة القراءات 87".
أثر الشاهد الشعري فى بيان الأساليب القرآنية KEV
بقوله: لواقح» وينبغي أن يكون معنى ذلك: أن الريح وإن كان لفظها
واحداًء فمعناها الجمع؛ لأنه يقال: جاءت الريح من كل وجه» وهبت
من كل مكان» فقيل: لواقح لذلك. فيكون معنى جموهم نعتهاءٍ وهي في
اللفظ واحدة معنى قولهم: أرضٌ سَباسِبٍء وأرض اغفا وثوب
أخلاق» كما قال الشاع”'':
جاء الشتاء وقييصي أَخلاقٌ شرم يَضِحَكمنةالتوّاق!"
وكذلك تفعل العَرَبُ في كل شيءٍ اتسع"”*'. وهذا الأسلوب سَبَقَ
إلى ذكره الفراء في معانيه» مع ذكر شاهده الشعري””' .
١ - وقال الطبري عند تفسير قوله تعالى: #ألَّهُ الى رفم لسوت بير
عم ل [الرعد: :]١ «عن ابن عباس قوله: أَلّهُ الى رع اموت مير
عم 11 قال: ما يدريك؟ لعلها بِعَمَّدٍ لا تروتها. ومَنْ تأولَ ذلك
كذلك» قصدَ مذهبٌ تقديم العَرب الجَحْدَ من آخر الكلام إلى اول
كقول الشاء ©
ولا أراهاترالظالمَة تحدثُلي تكبةوتنْكَؤُه"
يريدٌ: أراها لا تَزَالُ ظالِمةً فقدّم الجحد عن موضعه من «تزال»,
وكما قال الآخر:
إذا أَعجَبَئْك الدّهد حَالُ ين امريٰ مَدَعْهُ وَواكل حَالَهُ والليَالِيا
)١( السَّباستٌ جم سَبْسَبِء وهي المَفازةٌ المُهلكة. والأغفال هي الأرضٌ المجهولة التي
لا أثر فيها يعرف .
(۲) نسب الشاهد لبعض الأعراب دون تعيين كما في خزانة الأدب .774/١
(۳) التواق: قيل: إنه اسم ابنه. انظر: معاني القرآن للفراء ؟/ ۸۷ تهذيب اللغة ۷/ ٠٠١
48 .,.
.۸۷ /۲ انظر: معاني القرآن )٥( .57 4١/١5 تفسير الطبري (هجر) )٤(
6 هو إبراهيم بن هرمة.
(۷) رواية الديوان «قرحة» بدل «نكبة». انظر: ديوانه 2557 معاني القرآن للفراء ۲/ .٥۷
57 الشاهر (الشعري في تفسير القرآن الكريم
يَجِئْنَ على ما کان مِنْ صَالح بهو ون كان فِيما لا یری النَّاسنُ آل“
يعني : وإن كان فيما يرى الناس لا يألو" وقد ذكر ابن الأنباري
هذا اللفظ وأنه من الأضدادء فقال في تفسير هذه الآية: «ومِمًا فُسّر مِن
كتاب الله تفسيرين متضادّين» قوله تبارك وتعالى: اله الى رقم لسوت
غير عمد روي يقال: معناه خلقها مرفوعة بلا عمدء فالجحد واقع في
مو ضعه الذي يجب كونه فيه › ثم قال بعد: (ترَوْنَهَا) أي : لا تحتاجون مع
الرؤية إلى خبر. ويفسَّر تفسيراً آخرء وهو: الله الذي رفع السموات بعمد
لا ترون تلك العمد. فدخل الجحد على العَمّد في اللفظء وهو في
المعنى منقول إلى الرؤية؛ كما تقول العرب: ما ضربت عبد الله وعنده
أَحَدّء يريدون: ضربتٌ عبد الله وليس عنده أَحَدٌّ. ويقال: ما ينشأ أحدٌ
ببَلّدِ فيزال يذكره؛ أي: إذا نشأً ببلدٍ لم يزل يذكره. وأنشد المَرَّاءُ حجّة
لهذا المعنى...2". ثم ذكر شواهد الفراء التي ذكرها الطبري مع
تفسيرها .
۳ - وقال الطبري عند تفسير قوله تعالى: ڪيٽ ون بظهروا
کم لا برشا یک إل لا ذ4 [العوبة: 1۸: «واكتفى ب « ت4
دليلاً على معنى الكلام» لتقدم ما يراد من المعنى بها قبلهاء وكذلك
تفعل العرب» إذا أعادت الحرف بعد مضي معناه. استجازوا حذف
الفعل» كما قال الشاع '*)
وخبرتماني نما الموت في القُرَى كيف وهَذي هَضّبَةٌ وكَفِيثِ”)
فحذف الفعل بعد #كيْفَ4 لتقدم ما يراد بعدها قبلها. ومعنى
الكلام: فكيف يكون الموت في القرى» وهذي هضبة وكثيب» لا ينجو
. والأضداد لابن الأنباري 758 ولم أعرف قائلهما. ٥۷/۲ البيتان في معاني القرآن )١(
.758 الأضداد )۳( .5٠١/١ تفسير الطبري (هجر) )۲(
. هو كعب بن سعد الغنوي )٤(
(5) انظر: الأصمعيات 244 طبقات فحول الشعراء ١/1/5٠ء2 أمالي القالي .٠١١/۲
أثر الشاهد الشعري في بيان الأساليب القرآئية ۸4۹
فيهما منه أحد؟)7''.
ورَبّما يحمل بعض المفسرين معنى بعض الحروف في القرآن على
غير وجهها في الآية» لمجرد أنها قد تأتي في اللغة بمعنى من المعاني»
وإن كان سياق الآية لا يحتملهء فينبه المفسرون على هذاء وينفون أن يكون
معنى هذا الحرف كذا. ومن ذلك قول الطبري في تفسيره لقوله تعالى :
ولق قفتم نم مِوَرنَكُمَ ثم فلا للمكتيكز أسَجُدُوا للدم جد إل اليس
لر یکن من كير ١ 2 اماف :]١ «فإنْ طَنّ ظان أن العرت إذ كانت
يما تطقث باثمّ» في موضع «الواو» في ضرورة شعرء كما قال بعضهه”"
سَأَلَتُربيعة: مَنْخَيْوُها ابائ أماً؟فقالَث: لإ"
يعني أباً وأمَاء فإِنَّ ذلك جائرٌ أن يكونّ نظيره فإِنَّ ذلك بخلافي ما
ظنّ . وذلك أنَّ كتابّ الله جل ثناؤه نل بأفصح لغات العرب» وغير جائز
توجية شيء منهُ إلى الشاذً مِن لغاتِهاء ولَهُ في الأفصح الأشهر معني
مفهوةٌ ووجةٌ معروف).
وهذا منهج الطبري في تأكيده المتكررء على أَنَّ القُرآنَ يَجبُ حَمله
وتفسيره على اللغة المستفيضة المشهورة التي تعرفها العربٌ في شعرها
وكلامهاء لا على ما شذ من لغاتهاء وإن كانت لغات صحيحة» سواء
كان ذلك في الألفاظ أو الأساليب.
٤ - ومن ذلك قول الطبري عند تفسير قوله تعالى: #إنّ ربك هو
اعم من يَضِلٌ عَن سيلب وهو ملم بالْمْهَئَرنَ 409 [الأنعام: :]1١7 «وقد
َعَم بعضهم أن قولّه: «أعَلَم€ في هذا الموضع بمَعنى يَعْلّم» واستشهدّ
لقيله ببيتٍِ حاتم الطائئئ :
)١( تفسير الطبري (شاكر) .٠٤١/٠٤ (۲) هو الأقيشر الأسدي.
)۳( الرواية «شرها» بدل #خيرها). انظر : الصاحبي 10
)٤( تفسير الطبري (شاكر) ۱۲/ .٠۲۲
| وه بر (لشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
نَحَالَمَتْ طَيَء مِنْ دُوننا حَلِفاً والهأَمُلَمُماكُنَالَهُمْ خُذو“
وبقول الخنساء :
القومٌأََلَمْأَنَجَفْنَنَهُ تعدوقّدة الرّسح أو قَسري”")
وهذا الذي قاله قائل هذا التأويل. وإن كان جائزاً في كلام العرب»
فليس قول الله تعالى ذكره: إن رك هر ألم من يل عن سبي *
[الأنعام: ]۱١۷ منه» وذلك أنه عطف عليه بقوله: وهو ألم بالْمْهْتَرِنَ»
[الأنعام: ۷ فأَبانَ بدخولٍ «الباء» في (المهتدين) أن اع ليس بمعنى
يَعلّم ؛ أن ذلك إذا كان بمعنى ايفعل»»› لم يوصّل بالباء» كما لا يقال : هو
يعلم بزيدء بمعنى : يعلم زيداً»” ". وهذا منهج الطبري في دراسته لأسلوب
القرآنء فلا يجعله الشاهد الشعري مهما كان صحيحاء يترك تفسير
السلف» ولا أسلوب القرآن الخاص» ويحمل معنى الآية على أسلوب
الشاهد الشعري» وإنما يقدم ما أجمعت عليه الحجة من أهل التفسيرء
دلالة سياق الآيات» ثم دلالة اللغة المستفيضة المعروفة في أشعار العرب»›
فوضع بهذا الشاهد الشعري في موضعه الصحيح من ال:
ه ومن الأمثلة على استعانة الطبري بالشعر في فهمه لأساليب
القرآن قوله عند تفسير قوله تعالى: #كَمَثَلٍ الَذِى أاسْنَومَدَ تارا لما أضَاءَت
ما وم دعَب آله يرهم رگم فى لسو لا ر سْصِرُونَ# [البقرة: :]١7 فان
قال لنا قائل: إنك ذكرت أن معنى قول الله تعالى ذكره: # كمثلٍ ازى
شود تارا هَلَمَآ ات ما حولم ححمدت وانطفأت» وليس ذلك بموجودٍ
في القرآن» فما دلالتكَ على أَنَّ ذلكَ معناه؟
قيل: قد قلنا : إِنَّ مِن شأنٍ العرب الإيجارٌ والاختصارٌء إذا كان فيما
نطقت به الدلالةٌ الكافيةٌ على ما حَذّفت وتركت» كما قال أبو ذؤيب الهذلي :
)0010 انظر: ديوأنه 11. )۲( انظر: ديوانها 7١
(۳) تفسير الطبري (شاكر) 515/١17
أثر الشاهد الشعري في بيان الأساليب القرآنية 61م
عَصيتٌ إليها القَلْبَ إِنّي لأمرها سَمِيعٌءفما أذري أَرَشْدٌ طِلابُه!"
يعني بذلك: فما أدري ارش طلا بها آم غي“ فحذف ذكر «أم غي ؛
إذ كان فيما نطق به الدلالة عليهاء وكما قال ذو الرمّةٍ في عت حمير:
فلمّا لَبِسْنَ الليلّ أو حِبْنَ نَصَّبَثْ لمن خَذا آذانها وهو جانے"
يعني: أو جِيْنَ قبل الليل» في نظائر لذلك ٠ كثيرة؛ كرهنا إطالة
الكتاب بذكرها. فكذلك قوله: # كمثلٍ لَِى سود تارا ئا أَضَكدَت ما
حولم [البقرة: ۱۷] لما كان فيه وفيما بَعدَّهُ من قوله: ذهب أله برهم
ركهم فى ظلمت لا ر سرود [البقرة : ۷ دلالة على المتروك كافية من
ذكروء اختصرً الكلاء طلبّ الإيجاز»”". وهذا مثال واضح على أثر
الشاهد الشعري فى التعرف على أساليب القرآن» والطبري أكثر المفسرين
عناية بهذا . ١
ومن الأساليب التي تكلم عنها المفسرون في القرآن» واستشهدوا
عليها بشعر العرب أسلوب الاستهزاء. ومن ذلك قول ابن عطية عند
تفسير قوله تعالى: ذف إِنَلَك أت الْمَزِيرٌ الكرم 46 [الدخان: 4:]
مبيناً هذا الأسلوب في الآية: «أي: على قَولِكَء وهذا كما قال جريرٌ:
آم َكُنْ في وُسوم قد وَسَمْتْ بها مَنْ خان موعظةء يا رَهرة امن“
يقولها للشاعر الذي سَمَّى نفسّه به وذلك في قوله:
بلغ كليباً وأَنِلِغ عنك شاعِرّها أني الأعَرٌ وني رَهرةٌ اليَمَن“
فجاءَ بيت جرير على هذا الهّزء)' . فأسلوب الاستهزاء في الآية
كأسلوب الاستهزاء في الشاهد الشعري.
)١( انظر: ديوان الهذليين /١ الا.
(۲) تَصَّبَتْ: رفعت آذانهاء ذا آذانها : استرخائها. انظر: ديوانه 891//7.
(۳) تفسير الطبري (شاكر) ۱۲/ ۳۲۲. (؟) انظر: ديوانه 7/7 55/.
(5) انظر: الصاحبي ۲۹۱. (50) المحرر الوجيز ."٠٠*/٠٤
AoY (لشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
ومن الأساليب التي تعرض لها المفسرون أسلوب الحذف في
القرآن الكريم. ومن ذلك قول ابن عطية عند تفسير قوله تعالى : انش
کن عل تق من رو تله شاهڈ نه وين ملو كب موسق إِمَاما
E [هود: ۱۷]: «وفى هذه الآية مُعادلة مَحَذْوفةٌ يقتضيها ظاهرٌ
اللفظء تقديرة: أَكَمنْ كان على بينة مِن ره كمَن كفْرَ بالله وكدَّبَ أنبياء».
ونحو هذا - في معنى الحذف - قوله ڪن : # ولو أ اا سيرتٌ به لْجِبَالُ
أو فَِعَتَ به اذش ١ أو كم به لْمَرْقٌ 4 [الرعد: ]۳١ لكان هذا القرآن. ومن
ذلك قول الشا ع3 :
ناق لو شيء أنانا رسو له سوا ولك لَمْ نَجِد لك مدقم“
التقديرٌ: لرَددنَاهُ ولم نصغ إليه» .
والطبري وابن , عطية يكثرون من ذكر أساليب العرب» ويُنظرون ذلك
2
بشواهد الشعرء ولكتهم قلّما توقفوا عند الوجه البلاغي في التعبير» ام
الزمخشري فقد عى باستنباط الأوجه البلاغية الكامنة فى هذه الأساليب.
ومن أمثلة ذلك قوله عند بيان الوجه البلاغي في تعبير الله بالفعل
المضارع في قوله تعالى: لول أل ارس الريك تیر تابا مسق لى بآ
م ايتا به لاص بعد مرا [فاطر: 4] فقال: «فإن قلتّ: لِمَ جا
2 على المضارعة دون ما قبلَهُ» وما بعده؟
قلتٌّ: ليحكي الحال التي تقعٌ فيها إثارة الرياح السَّحَاتَء
وتستحضر تلك الصورة البديعة الدالة على القدرة الربانية» وهكذا يفعلون
بقعلٍِ فيه نوعٌ تمييز وخصوصيةٍ بحالٍ تستغربٌ» أو تَهُم المخاظب» أو
غير ذلك» كما قال تأبط شرأ:
باي قد لَعِيتُ الول هوي بسَهب كالصحيفةٍ صَحْصَحاز
2
أثر الشاهد الشعري في بيان الأساليب القرآنية Aor
نَأَضْربُها بلاتَمَش فَحَرَتْ صريعاًلليّدِينٍ وللجران'"
أنه قصدّ أن يصورٌ لقومه الحالةً التي تشجُعَ فيها - بزعمه - على
ضَربٍ العْول» نه بره هُم إيّاهاء وَيُطلِعْهُمٍ على كنههاء > مشاهدة
للتعجيب من جرأته على کل هول» وثباته عند كل شدة)7 .
وقال الزمخشري عند بيان الوجه البلاغي في وصف العُتوٌّ بالكبير
في قوله تعالى: #لقد أستَكبروأ فى أَنْفْسِهمْ وعو عنوا كريا [الفرقان:
١ «وقد وصف العتوً بالكبيرء فبالعٌ في إفراطهء يعني انهم لم يخسروا
على هذا القولٍ العظيمء إلا لأَنّهُم بلغوا غايةً الاستكبار» وأقصى العتوٌ.
واللام جواب قسم محذوف» وهذه الجملة في خسن استئنافها عَاية وفي
أسلوبها ,َ ًو القائل”” :
وججارةٍ جَساس أبأنا بتابها 2 كُلَّيباً غَلتْ تاب كليبٌ بَواؤّه')
وني فحوى هذا الفعلٍ دليل على التعجبٍ من غير لفظ التعجب.
لا ترى أن المعنى : ما اشد استکبارهم»› وما أكبر عَتَوَّهُم ) وما أغلى نابا
بواؤها گلیت» .
وظهر من دراسة أسلوب القرآن الكريم» وموازنته بأساليب العرب
في شعرها قبل الإسلام وبعده القدرة على نسبة بعض الشواهد المجهولة
في كتب التفسير. وقد تنبّه الطاهرٌ بن عاشور للأساليب والألفاظ التي
وردت في القرآن ولم تكن معروفة من قبل في لغة العرب وشعرهم في
الجاهلية» وظهر له ما سَمّاه بمبتكراتٍ القرآنء وذكر أمثلة كثيرة.
وسأقتصر على بعض الأمثلة التي كان للشاهد الشعري فيها ار وقد
توصل ابن عاشور بموازنته بين أسلوب القرآنِ» وأسلوب العرب في
."١1/# انظر: ديوانه ۲۲۴ 7576, (۲) الكشاف )١(
لم أعرفه. (۳)
.۲۷۳/۳ الكشاف )٥( .١؟5/١ انظر: المستقصى للزمخشري )(
6/ الشامر (الشعري في تفسير القرآن الكريم
شعرهم إلى نتائجَ نقدية مُهمّة» كتفي نسبة بعض الشواهد لشعراء
الجاهلية .
ومن هذه الأمثلة التي ذكرها ابن عاشورء ونصّ على أنّها من
«مبتكرات القرآن»» وأنّه لم يَجد للعرب في شعرها أو تثرها مثلّه
واستدل بها على ترجيح نسبة شواهد شعرية إلى قائل دون آخرء ما جاء
عند تفسيره لقوله تعالى : طخ لَه وه يدرف عرش عن هرت ©4
[الأعراف: ]١99 قال : «والاً خل حقيقتة تناول شيء للاتفاع به أو لإضرارةء
كمأ يقال: أخحذث العدو من تلابيبه» ولذلك يقال في الأسير أَخيذ
ويقال للقوم إذا أسِروا: أخذواء واستُعمِلَ هنا مَجازاً فاستُعِيْرَ للتلبس
بالو صف › والفعل من بين أفعالٍ لو شاء لتلبس بهاء فيشبّه ذلك التلبس
واختيارة على تلبس آخر بأخذٍ شيء مِن بين عدة أشياء» فمعنى #خْذٍِ
العفو : عامل به والجعله وصفاً ولا تتلبس بضده. وأحسب استعارة
الأخذٍ للعُرف من مُبتكراتٍ القرآن ولذلك رجح أن البيتَ المشهورَ وهوّ:
خذي العفو مني تستديمي مودي ولاتتطفي في سوڌتي جين ات Ù
هو لأبي الأسودٍ الدؤل» وأنه اتبع استعمال القرآن» وأ
إلى أسماء بن خارجة الفزاريٌ» أو إلى حاتم الطائي غير صحيحة)”'" .
وقد ذكر الأصفهاني هذا البيت فقال: «والشعر لأسْماء بن خارجة
الفزاري» وقد قيل: إِنَّهُ لأبي الأسود الدؤلي» وليس ذلك بصحيح"” .
ونسبه بعضهم إلى عامر بن عمرو من بني البكاء“ . ونسبه آخرون إلى
أسماء بن خارجة”'. ونسبه بعضهم لشريح القاضي"» والجديد في
ل نسبته
(۲
.۲۲٠/۹ انظر: ديوانه ۳۸۱. (۲) التحرير والتنوير )١(
(۳) الأغاني )٤( ."57 7/5١ انظر: الحماسة البصرية ؟971//7.
(6) انظر: بهجة المجالس لابن عبد البر .٥٦/۳
(5) انظر: الوحشيات ١۱۸٠ء حماسة الظرفاء /١ ۳١۱١ء عيون الأخبار ۳/ .١١
الأمر هو أن الطاهر بن عاشور اتخذ من معنى البيت وأسلوبه مرجحا
النسبته لأبي الأسود الدؤلي دون بقية المنسوب إليهم هذا الشعر.
وقال الطاهر بن عاشور أيضاً عند تفسير قوله تعالى: َكيف تقون
إن رمم نوما عل لْولدنَ 9 56 [المزمل: :]١7 «ووصمف اليوم بأنه
يمل الْولَدنَ شيبًا» وَصفٌ لَه باعتبار ما يقعٌ فيه من الأهوالٍ والأحزان؛
لأنه شاع أن الهم مِمّا يُسرعٌ به الشيبُء فلمًا ريدت وصفُ هم ذلك اليوم
بالشدة البالغة أقواهاء أسند إليه يُشِيِّبٌ الولدان الذين شَعَرَهُمِ في أول
سواده. وهذه مُبالغةٌ عجيبة وهي من مُبتكراتٍ القرآنٍ فيما أحسب ؛ لني
لم أرَ هذا المعنى في كلام العرب» وأمًا البيت الذي يذكرٌ في شواهد
النحو وهو:
إن وا كَرميَهُم بحَربٍ شيب الطفل مِنْ قبل المشيب ٠
فلا ثبوت لنسبته إلى مَنْ كانوا قبل نزول القرآنِ» ولا بُعرف قائ
ونسبة بعض المؤلفينَ إلى حسان بن ثابت» وقال العيني: لم أجده في
ديوانه"» وقد أخذ المعنى الصّمَّةَ بن عبد الله القشيري فى قوله:
تعاني مِنْ تجدفإنَ سِئِيبَهُ لَعِبْنَ بناشيباً وشَّيّبْئنا مرد"
وهو من شعراء الدولة الأموية» . والأمثلة على ذلك عند ابن
عاشور متعددة على استعانته بأسلوب القرآن ومعرفته بأسلوب الشعرء في
معرفة نسبة بعض الشواهد المختلف فى نسبتهاء بناء على الأسلوب” .
الى
.)١١۷( رقم "٠8 انظر: معجم شواهد النحو الشعرية لحنا حداد )١(
(؟) هو بيت مفرد في ملحق ديوانه .77١ (۳) انظر: خزانة الأدب 08/8.
(4:) التحرير والتنوير 78/ 717/6.
.۲۸/۳۰ ۱۱۷/۲۹ 0194/78 انظر: التحرير والتنوير )٥(
جع
كس وج «دروييى
a الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
المبحث السابع
أثر الشاهد الشعري ف نسبة اللغات للقبائل
في كتب التفسر
مراد باللغة في هذا المبحث ما يُسكّى حديثاً باللّهُجةء وهي
«مجموعةٌ من الصفاتِ اللغويّة» تنتمي إلى بيئةٍ خاصةء ويشترك في هذه
الصفات جَميعٌ أفرادٍ هذه البيئة»”'': وهي اللغة التي جبل عليها الإنسان
فاعتادها ونشأ عليها؛ لأنها هي التي يعرف بها بين أبناء لغته”'*.
وبيئة اللهجة جزءٌ من بيئةٍ وسح وأَشْمَل وهي بيكة اللغة. وهي :
«(مجموعة من اللهجات» لكل منها خصائصهاء ولكنها تشترك جميعا في
مجموعة من الظواهر اللغوية التي تيسر اتصال أفراد هذه البيئات بعضهم
ببعض » وفهم ما قد يدور بينهم من حديث فهماً يتوقف على قدر الرابطة
التي تربط هذه اللهجات» » فالعلاقة بين اللغة واللهجة بمعناهما
الاصطلاحي هي علاقة بين عام وخاص.
ويعبر القدماءٌ باللغة ويّعنون بها ما يسمّى الآن باللهجة» فيشير
أصحاب المعاجم إلى لغة تَميم» ولغة طيء» ولغة هذيل» وهم يريدون
بذلك اللهجات . وقد يعبّرون بكلمة اللسان» وهو تعبير القرآن: لوا
.٠١ في اللهجات العربية للدكتور إبراهيم أنيس )١(
(0) انظر: الحذف والتعويض في اللهجات العربية للدكتور سلمان السحيمي 54.
(۳) في اللهجات العربية .٠١
(5) انظر: الفائق للزمخشري ٠٤٤١/۳ الإبدال لابن السكيت 1۱۳۸ء الجنى الداني ٥٠۸
شرح المفصل .57/١
أثر الشاهد الشعري في نسبة اللغات للقبائل في كتب ا لتفسير
َيَسَلْنَا من رَسُولٍ إلا بِلسَانِ مَرْمِدء لِعبيت هم4 [إبراهيم: »]٤ وهو
الذي تعرفه العرتث فی كلامهاء ولم أجد لفظة «اللغة» مستعملة فی كلام
الاحتجاج بكثرةء ومن ذلك ما رواه الإمام أاحمد في مسئكده. «لم
يبعث الله نبياً إلا بلغة قومه»" .
والقرآن الكريم نزل بلغة العَرّب» وقد ورد في آيات كثيرة وصف
القرآن بالعربي من مثل قوله تعالى: #إنا جَعَلَهُ ونا عَرَبيّا هڪم
عقوت 4069 [الزخرف: *] وقوله: #وَكَدَلِكَ اوتا إِلَكَ قرءانا عَرَييا»
[الشورى: 7]» وغيرها" "2 وقد تبيِّنَ من نتائج المباحث السابقة أن
المفسرين قد استشهدوا بشعر جَميع شعراء القبائل» وأن المفسرين لم
يفرقوا بين شعراء القبائل في الاستشهادء ويُسمُون كل ما قاله شعراءُ
الاحتجاج عربية» ويقولون: قالت العرب كذا.
وقد كان الشاهد الشعري الحجة التي احتفظ بها اللغويون عندما
سَجِلوا لغاتٍ العرب» فلا تكادُ جذ النص على لهجةٍ من اللهجات إلا
مصحوباً بما يشهد له من الشعرء فإِمًّا أن يكونَ الشاهدٌ لشاعر من
القبيلة» وإِما أن يكون أحد أفراد القبيلة قد أنشد بيتاً لشاعر من غير قبيلته
عَيْرَ أنه أنشدَهُ على وجه واف لَهجِتَهُء فيستدل العلماءٌ بإنشاده لهذا
الشاهدء لفصاحته وسلامة لسانه» وكان هذا سبباً من أسباب تعدد
روايات الشاهد الشعري في كتب التفسير واللغة“ . |
وقد رحل العلماء المتقدمون الذين وضعت قواعد العربية على
أيديهم كأبي عمرو بن العلاء والخليل ويونس بن حبيب ومَنْ بَعدَهُم إلى
البوادي فَبَمعوا لغات العرب وشواهدّها من الشعرء ودوّنوا كل ذلك»
ا
.٤ انظر: نزول القرآن على سبعة أحرف لمناع القطان )١(
.١١ طه .1١97 انظر: الشعراء )۳( .١158/6 (؟) مسند الإمام أحمد
.77/١ انظر: المعايير النقدية فى رد شواهد النحو الشعرية لبريكان الشلوي )5(
مم الشاهر (لشعري في تفسير القرآن الكريم
وتنافسوا في ذلك. وقد كان أبو عمرو بن العلاء وهو شيخ الأصمعيٌ
يتنافس هو وتلميذه في كتابةٍ اللغة عن العرب» وتتبع الغريب وتدوينه
بشواهده''» ثم إن تلاميذ هؤلاء قد صنفوا كتباً في معاني القرآن وغريبه.
أودعوا فيها كثيراً يما سَّمعوه من لهّجاتٍ العّرب» وشواهدٍ الشعر التي
تؤيد كيفية بطق هذه اللهجات المختلفة. ْ ْ
ونظراً للعلاقة بَيْنَ اللهجاتِ وقراءات القرآن؛ إذ إن كثيراً من أوجه
الاختلاف بين القراءات وخاصة المخالفة للرسم العثماني» مع اتفاقها مع
القراءة المشهورة في الأصل الاشتقاقي يَعودٌ لِظواهر لهجية كالإدغام
والتسهيل وتحوها» فقد تفرقت هذه اللهجات المنسوبة للقبائل العربية
مَصحوبةًٌ بالشواهد الشعرية التي تشهد لها ولكيفية تُطقها في كتب التفسير
والقراءات والمّعاني والعّريب. وكانَ كتابُ «معاني القرآن» للفراءء
و«مجاز القرآن» لأبى عبيدة من مصادر الشواهد الشعرية الخاصة
باللَّمَجاتء واعتمد المفسرون عليهم في نقل هذه اللهجات وشواهدها
الشعرية»بل إِنَّ الطبري قد اعتمد بشكل كبير على الفراءء وكثيراً ما تقرأ
في تفسيره عبارة «ذكر الفراء أن أبا الجرّاح أنشدةٌ)». أو «ذّكر الفراء أن
بعض العَرب أنشدة»» أو غير ذلك من الصيغ والعبارات التي تدل على
اعتماد الطبري على الفراء» وقد يذكره الطبري تلميحاً كقوله: «وأَمًا بعض
تحويي الكوفةاء أو «وقال بعض نحويي الكوفة.. وأنشد في ذلك».
ولعلٌ الطبريً قد قرأ كتب الفراء ورواها عن شيخه ثعلب (ت۲۹۰ه)»
الذي ذكر عن نفسه أنه حَفِطَ كتبّ الفراء حتى لم يُبْقَ منها حرفا ولَهُ
حمل وعشرون سنة» والطبري قد لازم ثعلباً» وأححذ عنه اللغة والشّعرَ
.٠١١ /٤ انظر: إنباه الرواة )١(
(۲) انظر: القراءات القرآنية في ضوء علم اللغة الحديث لعبد الصبور شاهين 2577 لغة
القرآن الكريم .١١١
(۳) انظر: الفهرست .١١5
أثر الشاهد الشعري في نسبة اللغات للقبائل في كتب التفسير A0۹
قبل أن يزدحمَ الطلابُ على ثعلب بمدةٍ طويلة”"©» والغريب أنك لا تجد
لثعلب ذكراً في تفسير الطبري» والطبري يوافق الفراء كثيرأًء ويُخالفه
أحياناً”" .
وأما بقية المفسرين الذين شملتهم الدراسة فقد تأخروا عن الطبري»
وتأخروا عن عصور الاحتجاج» فكان اعتمادهم على كتب الفراء وأبي
عبيدة والطبري ظاهراًء ولم تجد أثرا للسماع ولا للرواية المباشرة عن
العرب في تفاسيرهم» وقد تقدم بيان هذا في مصادر الشاهد الشعري في
كتب التفسير» كما اعتمدوا على كتب النحويين كسيبويه وغيره.
والمفسرون ينصون على اسم القبيلة التي تتكلم باللهجة أحياناً
فيقولون: هي لغةٌ هُذيل»ء أو الغة تمیم»» ویخفلونها أحيانا» فيكتفون
بقولهم : وهي لغةٌ لبعض العرب» أو «(وهي لخدا وقد اعتمد المفسرون
على عَمَلٍ اللغويين في نقل اللهجات العربية التي تعلق بالقراءات
القرآنية» ونقلوا شواهد الشعر التي تمثل تمثل ) الحججٌ والأدلة على صحتها .
وأمثلة تدوين اللهجات عند أبى عبيدة والفراء والأخفش متعددة»
ولا سيما ما كانت شواهد الشعر هي الحجج الباقية للاستشهاد عليه»
وقد دونوا الكثير من تلك اللهجات عند مناسبتها في تفسيرهم للقرآن
الكريم» وأمثلة ذلك لدى أبي عبيدة والفراء متعددة. وإن كان أكثر لغات
العرب قد ضاعء وذهب بذهاب أهلهء كما قال أبوعمرو بن العلاء:
انتهى إليكمْ مما قالت العَرَبُ إلا أله ولو جايكم واف جاه اه
وشغ کی" .
ومن أمثلة إغفالهم لنسبة هذه اللغة لقبيلة بعينها قول أبي عبيدة في
() انظر: معجم الأدباء 50/18
(۲) انظر: تفسير الطبري (شاكر) 5/ ."١٠/١۲ 27١1١
(۳) الخصائص١/2385 المزهر .١58/١
A“ | الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
تفسير قوله تعالى: لاضع إِلْيَهِ
[الأنعام : ۳ (مِنْ «صَعُوتٌ إليه»؛ ا ملت إليه» وهويتة» (وأْضْعَّيتٌ
إليه) لح قال ذو الرمة:
ضغي إذا شّدَّها بالرَّحْلٍ جانِحَةً حتىإذامااستوىني غَرزِهاتَيبُ
فأشار إلى أن «أصغيتٌ إليه» لغ لبعض العرب ولم يُسمّها .
وذكر أبو عبيدة اللغات التي وردت في جَمع اسم الموصول (التي)
فقال عند تفسير قوله تعالى: َال يَأتيرت الْفَحِفَّةَ من سارڪ 4
[النساء: :]٠١ «واحدها التي» وبعض العرب يقول: اللواتي» وبعضهم
يقول: اللاتي.
قال الراج: 9
ين اللُّواتي والتي واللاتي 2 رَعَمْنَ أنّي كَبِرَتْ لاقي
أي : أسناني» وقال الأخطل :
من اللّوَاني إذا لانت عَرِيكتُها يبه بی لها بع أل وتجلو ةف
آلها: شخصهاء ومجلودُها: جلْدُها. وقال عمر بن أبي ربيعة :
بن اللاني لم يَْجْجْنَ بين حبةً ولكق لين البريء المُعقلا"0)
کو ور سے
لذن لا موت بالكخْرة »
(0, 7
.5٠١ /۳ انظر: ديوانه١548/1» الكتاب )١(
(؟) مجاز القرآن /١ 0١7ء وانظر: لسان العرب ۷/ ٠٠۳ (صغا).
(۳) قال البغدادي عنه: «لا أعرف ما قبله ولا قائله مع كثرة وجوده في كتب النحو».
خزانة الأدب .٠١١/١
(5) انظر: مجاز القرآن 21١4/١ الشعر للفارسي ٠٤٠١/١ أمالي ابن الشجري ٤/١
الجامع لأحكام القرآن 0/ 87.
(6) انظر : ديوانه 1 .
(5) الشاهد ليس فى ديوان عمر بن أبى ربيعة» وهو فى ديوان العرجى» وديوان الحارث بن
خالد المخزومى. ۰ ٠ ٠
(۷) انظر: ديوان العرجى ۲۸٦ وديوان الحارث بن خالد المخزومى .٠٤١
(۸) مجاز القرآن ۱-_۱۲۰. ۰
أثر الشاهد الشعري في نسبة اللغات للقبائل في كتب التفسير NT
فقد ذكر اللغاتِ» دون أن ينص على أيّ قبائل العرب تنطق بهذه.
وأيها تنطق باللغة الأخرى .
وأما أ نسبتهم الغ لبيلة من العرب باسدها. > فكثيرة منها قول
ين قتيية عند تفسيره لقوله تعالى افلم يبس یت ءَامنوا أن أو يا
آله لهدى الاس جیما [الرعد: :]”١ «(أي : أَكَلَمْ 51 ويقال: هي لع
للتځع» وقال الشاعر”:
قول لَهُمْ بالشّعب إِدْيَأسِرُونَيي ألم تَأسُوا أي ابن فَارسٍ ا
أي: ألم تعلموان””. بل رُبّما ينص المفسرون على تسمية
شخص بعينو» كقول القرطبي: «إذا قلت لصاحبكٌ يوم الجمعة: أنصت
فقد لغوتَ» ويُروى: لخيت» وهي لغةٌ أبي هريره کما قال اشام“
2
ورب أسرابٍ خجيج كظم عَن اللَّعَا وَّرَنَثِ التَكُلمِ*» 0
فنسبها لأبي هريرةً دون سائر قبيلته.
وأما أثر الشاهد الشعري في نسبة اللغات للقبائل في كتب التفسير
فتقد كان ظاهراً. وأمثلة نسبة اللهجات التي عثرت عليها في تفسير
الطبري وما بعده تذكرٌ شواهدّ شعرية تؤيدٌ هذه النسبة» وهم كما تقدَّم
ينقلون كثيراً عن علماء اللغة الذين كتبوا في معاني القرآن كالفراء وأبي
عبيدة والأخفش» وينقلون عن أهل العربية كأبي عمرو بن العلاء والخليل
وسيبويه. والشاهد الشعري يأتي لتأكيد نسبة هذه اللغة للقبيلة» ويأتي
ليبين كيفية النطق لبعض الألفاظ. ويأتي ليبين كيفية التركيب النحوي.
هذه امہ الآثار التي يؤديها الشاهد الشعري عند الاستشهاد به على نسبة
.)
)1( هو سحيم بن وئيل اليربوعي .
(۲) انظر: مجاز القرآن ۳۳۲/۱ تأويل مشكل القرآن ۸٤ء تفسير الطبري .٠١* /١
(۳) غریب القرآن ۲۲۷ - ۲۲۸.
62 هو العجاج بن رؤبه وقيل لرؤبة. )٥( انظر: ديوانه ۲۸۳.
(5) الجامع لأحكام القرآن .٠١١/١١
AY (الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
اللغات للقبائل العربية في كتب التفسير» بحسب الأمثلة التي جَمعتها
منها .
ومن أمثلة استشهاد المفسرين بشواهد الشعر لنسبة اللغات ما يأتي :
ذكر الفراء عند تفسير قوله تعالى: «قالواً إن هدن لَسَحِرنِ»4
[طه: 57] وهو يذكر توجية أهل العربية لقراءة تشديد «إِنَي ورفع «ساحران»
أن ذلكَ على وجهين» أحدهما: على لَغةٍ بني الحارث بن كعب ومن
جاورّهمء يَجعلون الاثنين في رفعهما ونصبهما وخفضهما بالألف.
وقال: «أنشدني رَجلٌ من الاس“ عن بعض بني الحارث بن كعب:
فَأَطْرَقَ إطراقٌ الشجاع ولّو يَرَى 2 مَساعَاً لابا الشجاع لصب“
وهذه الآية من المواضع التي كثر في توجيهها قول النحويين» قال
الزجاج: «وهذا الحرف من كتاب الله كك مُشكل على أهل اللغة» وقد
كثر اختلافهم في تفسيره»“. ثم ذكر أقوال النحويين» ورج ج برآي ذكرٌ
أنه عَرضّه على المْبَرِ والقاضي إسماعيل بن إسحاق فارتضياهء وهو
أن «أن) قد وقعت موقع «(نعم)» وان اللام وقعت موقعهاء وان المعنى :
هذانٍ لهُما سَاحِرَانِ”''. وقد رد أبو علي الفارسي هذا الوجه .
وأما الطبري فقد اختار القول الذي ذكره الفراء فقال: «والصواب
.487 الأسد: لغة في الأزدء وهي بالسين أفصح.ء وبالزاي أكثر. انظر: الاشتقاق )١(
(۲) الشجاع: الحيّةُ الگ وصمّمَ: عَضٌ ونَيِّبَ فلم يُفلت فريستة. والبيت للمُتَلَمُسِ
الضبعئئ» انظر: ديوانه .۳٤
)۳( معاني القرآن ؟/ 85 انظر: تأويل مشكل القرآن ٠٠١ تفسير الطبري (هجر) .48/١7
(:) معاني القرآن وإعرابه .۳٣۱/۳
(0) هو إسماعيل بن إسحاق الجهضمى الأزدي» الفقيه المالكى» أسرته هی التى نشرت
مذهب مالك فى العراق» ولد فى البصرة» وكان من نظراء المبرد. ولى قضاء
القضاةء وتوفي فجأة سنة ۲۸۲ه. له كتاب في أحكام القرآن يعد من أوائل ما
صنف . انظر: تاريخ بغداد 5/ 2584 الديباج المذهب .٠۲
(7) انظر: معاني القرآن وإعرابه ۳/ .۳٦۳ (۷) انظر: الإغفال 508/7.
أثر الشاهد الشعري في نسبة اللغات للقبائل في كتب التفسير AY
من القراءة في ذلك عندنا 4i1} بتشديدٍ نونهاء هان( بالألف؛ لإجماعٍ
الحجة من المَرَأًة عليه» وأنه كذلك هو في حط المصحف. ووجهه إذا
قرئ كذلك مشابهته «الذين»؛ إذ زادوا على «الذي» النون» وق في جميع
أحوالٍ الإعراب على حالة واحدة» فكذلك إن هذان» زيدت «هذا»
نون» وأ في جميع أحوالٍ الإعراب على حالة و واحدةٍ» وهي لغ بلحرث
بن كعب » وخئعم ء وزبيد» ومن وليهم من قبائل اليمن»*' .
والفراء يعتمد في مواضع كثيرة على الكسائي في نقل لغات
العرب» ومن ذلك قوله عند تفسير قوله تعالى: #قال فخد أربعة ين الطَيرٍ
فَصرَهْنَّ ليك [البقرة: :]۲٠١ «ضََمّ الصادً العامة وكان أصحاب عبد الله
يكسرون الصادء وهما لغتان. فأما الضم فكثير» وأما الكسر ففي هذيل
وسليم. وأنشدني الكسائي عن بعض بني سليم :
وفرع يَصِيْرُ الجيد وَحْفٍ كأنّهُ على اللَّتِ قِنْوانُ الكروم الدَوال“
و معناه: فَظعهرًّ» ويقال: وجهية)”7 . 1
؟ - ومن الأمثلة قول ابن قتيبة عند تفسير قوله تعالى: وما لقف
ف لْحَرْبِ ف يهم م حَلْمَهُمَ عل كرون | (© * [الأتنفال: ۷٥]؛ «أي :
افعل بهم فعلاً من العقُوية والتنكيل يتفرّقٌ بهم من ورائهم من أعدائِك.
ويقال: سرد بهم سَمُعْ بهم بلغة قريش . قال الشاى ^“ :
هوف ما أطوف كل يوم مخافة أن مُشَرّدَ بي کي 1
وحكيم هو ابن أميّةٌ بن حارئة بن الأوقص» استعملتة قريش على
.٠١١/١5 تفسير الطبري (هجر) )١(
(6) يريد بالفرع الشّعر التام» والوّحفُ: الأسودٌء واللّيثّ: صفحةٌ العُنّق» وقنوان الكروم:
عناقيد العنب» والدوالح: المثقلات بحملها. انظر: معاني القرآن ١14/١ ولم أجده
عند غيره.
(۳) معاني القرآن )٤( .١74/١ هو الحارث بن أمية الأصغر
(5) انظر: جمهرة نسب قريش .١19١ (1) غريب القرآن .١65
سُفهايِهاء فأحدتٌ الحارثٌ بن أميةً حَدَئاً فَطْلَبَهُ فَمَرَّ منه» فَهَدَمَ حكيم
دارّه» فقال أبياتاً منها هذا البيت» ومعنى التّذكيل والظّردٍ من الدّيارٍ في
الشاهدٍ الشعريّ أولى من التّسميع» ولذلك استشهد به القرطبيٌ على أن
التَّسْرِيدَ يأتي بمَعنى التشريدٍ عن الوطن والأهلء غَيْرَ أنه نَسَبَ الشاهد
لشاعر م من هُذيل" 5 '» وتفسير المفسرين للتشريد في الآية بالتنكيل» هو
الذي عليه المفسرون» وهو تفسير الضحاك”" .
۳ - وقال الطبرئ عند تفسيره قوله تعالى: #وألق فى الْأرْضٍ روسو
أن تيد پڪ [النحل: ]٠١ فقال: «بمعنى: أن لا تميد بكم. والعَرَت
قد تجزم مع «لا» - في مثل هذا الموضع - الكلامء فتقول: ربطت الرس
لا يَنفلث» كما قال بعض بني عُقیل :
وحتى رَأيتًا أحسنّ الود بَينّنا مُساكتَة لاء يقرف الشّرّ قارف"
مع . . . 1 . 0
ویروی: (لا يقرف رفعاء والرفعٌ لغةٌ أهل الحجاز فيما قيل» .
روأه الفراء عن بعض بنى عقيل › حيث قال في تفسيره للاآية التي ذكرها
الطبري : (ويصلح في (لا) على هذا المعنى الجزم . العرب تقول: ربطت
الفرس لا ينفلت». وأوثقت عبدي لا يفرر.
وأنشدني بعض بني عقيل :
وحتى رَأيتًا أحسنّ الود يتنا مُساكتّة لا يقرف الشّرَّ قارف“
.۴١ /۸ انظر: الجامع لأحكام القرآن )١(
(۲) انظر: مجاز القرآن ۲٤۸/١ معانى القرآن للفراء ٤۱٤/١ تفسير الطبري (هجر)
١ معاني القرآن وإعرابه للزجاج ۲/ ١٠۲٤ء الجامع لأحكام القرآن ۸/ .٠١
(۳) البيت سَّمعَّه الفراءُ من بعض بني عقيل كما في معانيه ۳۸۳/۲ وورد في ديوان
الحماسة ؟717/7١.
(:) تفسير الطبري (هجر) 5١٠5/١9 -008.
(5) انظر: شرح الحماسة للمرزوقي .٠۳۸١/۳
أثر الشاهد الشعري في نسبة اللغات للقبائل في كتب التفسير 8
وبعضهم يقول: لا يقرف الشرّء والرفعٌ لغةٌ أهل الحجازء وبذلك
جاء القرآن"''. فقد نقل الطبري قول الفراء وشاهده دون أن يذكره
باسمه» وكان إنشاد الشاهد الشعري هو الحجة لهذه اللغة العقيليّة» وذكر
الفراء أن البيت الشعري ينشد برفع الفعل بعد (لا) وأَنَّ هذه لغة أهل
الحجازء وهذا دليل على اعتبار لغة المنشد للبيت كما مَرٌ.
والطبري يعتمد كثيراً على الفراء في نسبته اللهجات للقبائل العربية»
وينقل شواهد الفراء غالباًء وقد يذكر الفراء كما في قوله عند تفسير قول
تعالى: إا حَلْقَتَهُم من طينر لاز »* [الصافات: ]١١ ورَيّما أبدلوا الزاي
التي في اللازب تاءٌء فيقولون: طينٌ لاتبء وذكرَ أن ذلك في قيسء.
زعم الفراء أن أبا الجرّاح نشد“ :
صدا ونَوصِيمٌ الوظام وقَثْرَةٌ وعْنْىَ مع الإشراقٍ في الجوف لان"
بمعنى: لازم . وقد لا يذكره كما تقدم في المثال الأول.
٤ - وقال الزمخشري عند تفسير قوله تعالى: لقال لَهُم موس
ويل لا تفتروأ عل آل حكزبا سح عدَاب # [ضطله: :]5١ «قرئ
«يسْحِدَوٌ4 والنَّحْتٌ لغةٌ أهل الججازء والإسحاث لَه أهل نَجِدٍ وبني
تميم . ومنه قول الفرزدق : ۰ ا
enn إِلامُسْجِتاأر مجلف”
في بيتٍ لا تزالٌ الرّكَبُ تَضْطَكُ في تسوية إعرابه»". والشاهد
استشهاد الزمخشري بالشعر على لغة تميمء وأنها تقول: أسحتٌ يُسْحِتٌ
.۳۸۳ معانى القرآن ؟/ )١(
.1۹/٠١ انظر: معاني القرآن ؟/ 285 الجامع لأحكام القرآن (۲(
.01١/١5 تفسير الطبري (هجر) )٤( (لتب). ١67/8 انظر: تاج العروس )۳(
:ةمامتو تقدم تخريجه» )(
وعَضُ رَمانِ يا ابنّ مَروانَ لم يَدَعْ من المال إلا مُسْحَتاً أو مُجَلَّفْ
(5) الكشاف ۷۲/۳» وانظر: معاني القرآن وإعرابه للزجاج ”7/7 ."75١
8 الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
إِسْحَاتاًء وأهل الحجاز يقولون: سَحَتَ يَسْحَتُ سَّحْتاً. قال الأزهري :
«(والسحت : العَذْاتٌ» قال : وسحَتناهم بلغتا مُجهودهم فى المَشّْقَة عليهم »
5 مه 2.7 7 0 .0 5 ت کے مه
وأسحتناهم لغة. وقال الفرّاء: قرئ قول الله جل وعرّ: #فسحجِدر عدَابت 4
وقرئ: «فْيَسْحَتَكم) بفتح الياءِ والحاءء قال: ويَسْحَتٌ أكثر وهو
الاستئصال. وأنشد قول الفرزدق :
مض تله بن مودلا لم ل من المال إلا مُسْحَتاً أو مُجَلْفُ
: : والعرب تقول : سحت وأسحت. ويروى: إلا مُسْحَتٌ أو
جلف . وم راء الك جعل مع لم يد لم تقار ومن رواه : إلا
مُسْحَتأء جعل لم يَدَعٌّ بمعنى لم يترك؛ ورفع قوله: أو محل بإضمار
كأنه قال: أو هو ملف كذلك. وهذا قول الكسائى)”)
ه - وقال القرطبيُ: «قوله تعالى: #وَأمًا الذي فوأ [البقرة:
[۲٦ ل بني تمم وبني عامر في وأكَا) «أيُماكء يُبدلون من إحدى الميمين
باع ؟ كراهيةً التضعيف» وعلى هذا يُْشّدُ بيت عمر بن أبي ربيعة:
رات رجلا أَئْما | إذا الشُمسس عارّضْتٌ فِيَضحَى وأَيْمَا بالعشی فیخصر فی ۳۶
وعمرٌ بن أبي ربيعة حجازي من قريش» غير أنه قد روي البيت
أيضاً على لغة تميم كما ذكر القرطبئْ» وهو كذلك في إحدى روايات
الديوان كما أشار مُحَُقَّقَهُ وقد استدلٌ النحويونٌ به على هذه الرواية على
الإبدال. واستشهل به المبرد في ثلائة مواضع › رواه فى الموضع الأول
بالإبدال على لغة تَميم”*'» وفي الموضعين الباقيين على لغة قريش بير
إبدال» وقال بعد أن أنشدَّ قول جميل بن مَعْمَر :
.۲۸١ 784/8 تهذيب اللغة )١(
(0) يَحْصَرٌ مضارع حَصِرٌ من باب قَرِحَ - إذا أصابَهُ البَرْدُ وآلَمَهُ. انظر: ديوانه .٠٤
(۳) الجامع لأحكام القرآن .۲٤٤/١ (:) انظر: الكامل .48/١
.11١6 /# ۳۸٤/۱ انظر: الكامل )٥(
أثر الشاهد الشعري في نسبة اللغات للقبائل في كتب التفسير
على تَبْمَةِزوراء أا خُطَائُها فَمَعْنٌ وأَبْمَامُودها فَمَِيوا"ا
شرحه فقال: «وقوله: «أيُمأكاء يريد «أمّاك واستثقل التضعيت»
فأبدل الياءَ من إحدى الميمين» ويُنشدٌ بيت ابن أبي ربيعة :
رأث رجلا يما إذا الشّمِسُ عارَضّتْ 2 فيَضْحَى وأُيْمَا بالعشئ فِيَخْصَرُ
وهذا يَقَعُ'“'. قال البغدادي معلقاً على قول المبرد: «وهذا يقع»:
«وقوله: «وهذا يَقَعْ) يريد أنه نادر)”" . وإبدال الياء محل أحد المتمائلين
لغة تميم وقيس”“. واختلاف اللهجات سَبَسٌ من أسباب تعددٍ رواية
الشواهد الشعرية في كتب التفسير واللغة*©. وأمثلة أثر الشاهد الشعري
في تفسير القرطبي في نسبته اللغات للقبائل متعددة"'' .
وهناك من المفسرين من يرد بعضّ ما ورد من لغات العرب فى
بف
الشواهد الشعرية» ويرى ذلك غلطاً من الشاعر» كما غَلّْطَ ابن عطية
و
الشاعر الهذلي فى تسميته العَسَل بالسّلوى» وذلك عند تفسير السّلوى في
قوله تعالى: #وظلَلتا عَم الْعَمَاءْ وَأَنرْْنا عليكم الْمَنَّ وألسَلوئ) [البقرة:
۷ حيث قال ابن عطية : «والسّلوى طَيٍْ بإجماع من المفسّرية”" . ٠.
وقد عَلِطَ الهذلئء فقال:
ى ر س 2 سر ن 2 ست 7 ر 6 ص
وَقَاسَمَهَا باك عَهْداً لأنثم لذن السّلوّى إِذَا مَا نشور“
.48- ٩۷/۱ الكامل )۲( .10١ 16٠9 انظر: ديوانه )۱(
(۳) خزانة الأدب ."58/1١١
(:) انظر: الممتع لابن عصفور »7”/5/١ المحتسب »584/١ واللهجات في كتاب
سيبويه لصالحة آل غنيم ۲۲۸.
)٥( انظر: المعايير النقدية فى رد شواهد النحو الشعرية لبريكان الشلوي 7/١ وما بعدها.
(5) انظر: الجامع لأحكام القرآن ۱ ..
(۷) انظر: تفسير الطبري (شاكر) 41/۲ تفسير ابن أبي حاتم ۱۷۸/١ النكت والعيون
0١ © الدر المنثور .١۷١/١
(۸) انظر: ديوان الهذليين ١/08٠ء وجاء في شرحه: «نشورها: نأخذهاء والسّورٌ: أخذ
العسل من موضعها».
1 الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
ظنّ السّلوى العسل)”'*. ولأنّ الشّورَ لا يكون إلا للعسل» > غلّطَه
ابن عطية في ذهابه بالسّلوى إلى العَسَلِء وهذا مِنْ تخطئة العلماء
للشعراع. وهو مذهتٌ لبعض اللغويينء وقد تقدمت الإشارة لذلك في
البحث.
وقد سبقه في تغليط الشاعر الزجاج» حيث قال تعقيباً على البيت:
«أخطأ خالدٌء إِنْما السَّلوى طائرٌ. وقال الفارسيٌ يردُ على الزجاج:
السَّلوى كَل ما سلاك وقيل للعسل : سلوی لأنّه يسيك بحلاوته» وتأتيه
عن غَيْرِه مِمّا تَلْحقّكَ فيه مَوْنُ الطبخ وغيره من أنواع اع الصتاعة»". ولم
يرتض بعض العلماء ء تَخطئة الزجاج وابن ¿ عطية للشاعرء لكونهٍ يتكلم
بلهجته ولغة قبيلتهِ» وليس جم المفسرين على أن السّلوى في الآية هي
الطائرٍ يمانع أن تكون هذيل تسمّي العَسَّلَ بالسّلوىء ولا سيما إذا ثبت
هذا عنهاء وروا أهل اللغة. هذا مع التسليم بدعوى الإجماع التي ذكرها
اہن عط .
وقد رڌ القرطبيُ على ابن عطية في تخطنته للشاعر فقال: «ما اذعاه
من الإجماع لا يصحٌ. وقد قال المورّخ ٠ أحد علماء اللغة والتفسير إنه
العَسَلء واستدل ببيت الهذلي وذكرَ أنه كذلكَ بلغةٍ كنانة» سمى به لآنه
يُسَلَى ب ومنه عَيْنُ السَّلوانء وأنشد: ۰
لو أشربٌُ السَّلوانَ ما سَلَيْتُ مابى غِنّى عنك وإِنْ غَنِْيِتُ
وقال الجوهري: والسّلوى العَسَل' أ وذكر بيت الهذلي :
| أل من التّلوى إذا ما تَشورها
(o) 2 o
.409/0 المحرر الوجيز (قطر) )۲( ."*٦/١ المحرر الوجيز )١(
(۳) انظر: الإجماع في التفسير للخضيري .٠۷۳ ١7١
62 هو مؤرج بن عمر السدوسي البصري» أحد أعيان أصحاب الخليل بن أحمدء توفي
سنة ١۹٠ه. انظر: بغية الوعاة ۲/ 5"00.
(6) الشاهد للعجاج كما في ديوانه .4١5 (0) انظر: الصحاح 7/5 .778١
أثر الشاهد الشعري في نسبة اللغات للقبائل في كتب التفسير ۸۹
ولم يذكر علّطا" . ورد قول ابن عطية الثعالبيئٌ في اختصاره
فقال: «قد نقل صاحبٌ المُختصر أنه يُطلَقُ على العَسَلٍ لُه فلا وجه
لتغليطه ؛ لان إجماعٌ المفسرين لا يَمنعُ من إطلاقه لَه ِمَعنىَ آخر في غير
الآية». وقال ابن هشام: «والسّلوى طَيْرٌّ واحدتها سَّلواةء ويُقال: إِنّها
السماني. ويقالٌ للعَسَلٍ أيضا : السّلوى» وقال خالد بن زیر الهذلي :
وَقَاسَمَهَابالَه حقا ألانئم ال مِنَ السَّلْوَى إا ما تَشُورْم
وهذا البيت في قصيدة له)”".
غير أن الزجاج في موضع آخر يؤكدٌ على أن الشاعر قد يقح في
الخطاًء وليس بمعصوم منه» ومثله ابنُ فارس في كتابه «ذم الخطأ في
الشعر» وفى غيره“» ولذلك فإنه ينبغي التنبه عند الاستشهاد إلى مثل هذه
الملحوظات . |
يقول الزجاج وهو يرد استشهاد من وجه قراءة من قرأ «أيَية4 في
قوله تعالى: ##قَالُوا أَيْيِدَ واه [الأعراف: ]١١١ بإسكان الهاءء وأنه جائز
فقال : : (وزعم ! بعض النحويين””' أن إسكانها جائزء وقد رويت لعمري في
القراءة” إلا أن التحريكٌ أكثر وأجودُ» وزَّعَمَ أيضاً هذا أن هاء التأنيث
يَجورٌ إسكانهاء وهذا لا يجوز . واستشهد في هذا بشعر مُجهولٍ» قال
نشدني بعضهم :
لْمَارَلَى آلَادَمَهولاشِبَعْ مَل إلى أَرطاوْحِمْف فالطّجَة"
وهذا شِعْرٌ لا يُعرفٌ قائلة» ولا هو بشيءء ولو قاله شاعرٌ مذكورٌ
کے
يجو
أ
.٤٨۸ _ ٤٨۷/١ الجامع لأحكام القرآن )١(
(؟) الجواهر الحسان 1۷/١ -58. (۳) السيرة النبوية .٠۸/١
(5:) انظر: الصاحبى .١78
.888/١ هو الفراء. انظر: معانى القرآن )٥(
(5) هي قراءة حمزة والأعمش» وحفص عن عاصم. انظر: معاني القرآن ."84/١
(۷) لم أعرف قائلهء وكلهم يرويه عن الفراء.
AV. الشاهر (لشعري في تفسير القرآن الكريم
لقيلَ: أخطأت؛ لان الشاعرٌ قد يجوز أن يُخطى. وأنشد أيضاً آخرَ اجهل
من هذاء وهو قوله :
إأكمأقيزبكليي إأمأسابالطول“
فَجَرَّمٌ الهاة في رَعبَلّه» وجعلها هاءء وإِتّما هي تاءٌ في الوصل»
وهذا مذهبٌ لا يُعَرَجّ عليه»". والزجاج ممن يرى عدم الاحتجاج
بالشاهد مجهول القائل 0©.
وقد يستطرد بعض أصحاب المعاني فيذكر لغات لبعض قبائل
العرب في بعض ألفاظ القرآن لم يقرأ بها أحدٌ من القراء» ويستشهد
لذلك بالشعر» كالفراء عند تفسير قوله تعالى: ##ومن يرد فيه بإلحاد»
[الحج: ]٠١ حيث ذكر أنه: «قد قرأ بعض القَّراءِ (ومَنْ يَردْ فيه بإلحاد)”)
من الوُرود» كانه أراد: من ورده أو تَورَّده ف قال الفراءٌ: «ولست
أشتهيهاء لأنَّ وَردثُ يطلب الاسم . . . وقد تجوز في لغة الطائيينَ؛ لأَنّهم
يقولونَ: رغبتٌ فيكٌ» يُريدون: رغبت بكَ» وأنشدني بعضهم في بنتٍ له:
5و واه 0°{ cof * 5 0 5 2 < o و(ه)
وأرغبٌ فيهاعَنْ لقيط ورهطه ولكنني عَنْ سنبس لست أَرَغْبٌ
0
يعنى: بنته». غير أن الطبريًّ لا يرى صحة هذه القراءة التى
)١( رَعْبَلَهٌ اسم رَجْلء وزَعْبَلةٌ: الكثِيْرٌء البَكُلَّةٌ: الحال والخلظء بَكَُلَ عليه وبَكَلَّهُ إذا
خلط. قال تعلب : «هكذا سد وهو صدر بيت وبيت؛2. انظر: مجالس ثعلب ۷۳).
(؟) معاني القرآن وإعرابه ۲/ ۳٣۵ 0 755,
(۳) انظر: معاني القرآن وإعرابه ۰٤۱۸/۲ الإغفال للفارسي ؟/ 586.
(5) هذه القراءة ذكرها الكسائي والفراء» ولم ينسباهاء وقراءة الجماعة بخلافها. انظر:
معاني القرآن ۲/ ۲۲۳ البحر المحيط ۴٦۳/١ تفسير الرازي ٠١/۲۳ حاشية
الشهاب 7947/5ء الدر المصون .٠٤١١/١
(5) لم يذكره أحد قبل الفراءء ولم يذكر اسم القائل.
(7) معاني القرآن ۲۲۳/۲.
أثر الشاهد الشعري في نسبة اللغات للقبائل في كتب التفسير NE
ذكرها الفراء» فتعقَّبّه فقال: اوقد زعم بعض أهل المعرفة بكلام العرب
اَن طيئاً تقول : رَغبت فيكٌ» ترید: رغبت بك» وذكرٌ أن بعضَهُم أنشدة
بيتأ :
وأرغبٌ فيهاعَنْ لقيطٍ ورَهْطهِ | ولك ني عَنْ سنبس لست أَرْغَبُ
بمَعنى: وأرغبٌ بها. فإِنْ كان ذلك صحيحاً كما ذكرناء فاه يجوز
فى الكلام» فأنًا القراءة به فغيرٌ جائزة» ,
.01١/١5 تفسير الطبري (هجر) )١(
ی9سی عت
وکس دجن رو ’ےی
الشاهر (لشعري في تفسير القرآن الكريم
المبحث الثامن
أخر الشاهد الشعري ق الحكم
بعربية بعض الألفاظ وفصاحتها
نزل القرآن الكريم بأفصح لغات العرب» وربما يكون للعرب في
لفظة من الألفاظء أو تركيب من التراكيب لغتان أو أكثر. ولكن القرآن
قد جاء بإحداهماء أو بهما معاً. وقد تكون إحدى هذه الألفاظ هي
الفصحى» والأخرى دونها في الفصاحة. وقد تعرّض المفسرون في
مواضعَ متفرقة لمثل هذه الألفاظ أو التراكيب. فنصوا على اللغة الفصيحة
في اللفظة» ويستشهدون على أقوالهم بالشاهد الشعري» ومن هنا يظهر
أثر الشاهد الشعري في الحكم بعربية تلك الألفاظ وفصاحتها.. وسأورد
أمثلة كاشفة لهذا الأثر الذي ظَهَرَ للشاهد الشعري في هذه المسألةٍ في
كتب التفسير مع التعليق على كل مثال باختصار
أولاً: ظهر أثر الشاهد الشعري في الحكم بفصاحة عدد من الألفاظ
العربية في كتب التفسيرء ومن ذلك لفظة الجَدَثِ بمعنى القَبْر» فقد ورد
فيها لغة أخرى هي الجََدّفء ولكنّ الفصحى منهما هي الأولى. وقد
تعرض لهذه المسألة الإمام القرطبي عند تفسير قوله تعالى: لوصح في
َلصُورٍ فَإِدَا هم مَنَ الْقُجَدَاثِ إل رهم م نيلوت 9©* [یس: ]0١ حيث قال :
لذا هم س ادان 4 أي : القبور. وقرئ بالفاء (من الأجدافٍ). ذكره
الزمخشرئ” . يقال: جَدَتٌ وجَدَفٌء واللغة الفصيحة الجَدَتٌ بالثاءء
.187 7/8 انظر: الكشاف )١(
والجمع أدب وأجداءث)0) . ثم استشهد القرطبي على صحة قوله بأن
اللفظة بالثاء أولا وأنها تجمع على أَجَدُثِ بقول المتنخل الهُذَلِئُ :
عرفت بِأَجَدُثِ فيعافٍ عرق علاماتٍ كتحير الثماط"
والجَدَفٌ هو القير.
وقيل: الجدث بالثاء لغة أهل الحجازء وبالفاء لغة تميم
يبا
وأنكرٌ بعضهُم جَمعَهُ على أجدافي لإجماع أهل اللغة أنه لا يجمع
رو
إلا على أجداثء وأ الإبدال حاص بالمُفرو“» وذكروا أنه لم يُنقَلى عن
(۳)
العرب.
وذهب آخرون إلى أنَّ الفاء والثاء تتعاقبان على الموضع الواحدء
قال الفراء: أل ت تعقبٌ بين الفاء والثاء في اللغةء فيقولون: حَدَفٌ
وجَدَثُء وهی الأجداثٌ والأجداف»” . والشاهد استشهاد القرطبي ببيت
الهذلي على أن الأفصح في اللفظة أن تكون بالثاء لا بالفاء.
ثانياً: قد يكون للعرب في جمع المُفردٍ أكثر من لغةء غير أن
إحدى هذه اللغات هي الشائعة الفصيحة عند العرب دون غيرها. ومن
ذلك على سبيل المثال كلمة (ححجْرّة) فإتها نَُجِمَعُ على حُجَرء وحجراتٍ.
وححبَراتٍ» وحجْرَّاتِ. وقد تعرض اس الطبري عند تفسير قوله تعالى :
لن ال ناوك من رآ لجرت كلهم لا يعقوت 403 [الحجرات:
4] لهذه المسألة فقال: «والحُججراتٌ جَمعْ ا والغلاثُ حجر ثم
.5٠/١6 الجامع لأحكام القرآن )١(
(۲) أجدث ونِعافٌ عرق موضعانء والنماط : جَمعٌ تمط. والتحبير هو التنقيش. انظر:
ديوان الهذليين ۱۸/۲.
(۳) انظر: المحتسب 2557/7 لغة هذيل للدكتور عبد الجواد الطيب 2١٠٠١ لغة تميم
لضاحى عبد البافى ١68 .
(6) انظر: سر صناعة الإعراب 748/١ - 744ء لسان العرب ۱۹۷/۲ (جدث).
(5) معاني القرآن .4١/١
AVS الشاهر (الشعري في تفسير القرآن الكريم
ر بے ا
تَجِمَعٌ م الحَجَرٌ فيقال: خحجراتٌ» وحجرات. وقد تجمع بعض العرب
الحجر : حجرات بفتح الجيمء وكذلك كل ججمع كان من ثلاث ت إلى عشرة
على عل يتجمعونه على فُعَلاتٍ بفتح انیو والرفمٌ أفصح وأجودٌ).
ثم استشهد على قوله هذا في الحكم بأن الضم للعين في (فعلات)
أفصح وأجود في اللغة بشاهد شعري فقال: «ومنه قول الشاعد"'':
أما كان عَبَادٌ كيئا دارم لی ولأبياتٍ بها الحُجْراثُ”"
يقول: بلى» ولِبَنِي هاشم .
وهذا البيت الذي استشهد به الطبري للفرزدق» قالهُ عندما سَمِعَ أن
أحد بني الحارث بن عمرو بن تَميم المعروفين بالحَبّطات”*'» قد حَطبَ
امرأة من بني دارم قوم الفرزدقٍ فقال:
بتو دارم أكفاوْممْ أل يسع وتنك في أكفائها الحبطات””.
ووجه الاستشهادٍ يصح للطبري على الرواية التي رواهاء وأنّها
بالضم لا غير. وقد سبق الفراء إلى ما ذكره الطبري» ولم يذكر
الشاهد0) . في حين ذكر أبو عبيدة الشاهد ولم يذكر اللغاتِ في جمع
الج و0 ,
(1) هو رجل من الحبطات» وهم بنو الحارث بن عمرو بن تميم» يرد على الفرزدق لم
أعثر على اسمه. انظر: الكامل للمبرد .15/١
(۲) انظر: مجاز القرآن »,5١94/7 الكامل 2494/١ ”2585/7 خزانة الأدب .7١7/٠١
(۳) تفسير الطبري (هجر) .۳٤٥١ ۳٤٤/۲۱
(54) قيل: سمي الحارثُ بن عمرو حرطا لأنّه كان في سفر فأكلّ أكلاً انتفخ منه بطنة
فمات» فسمّي حيطا بذلك» لا كما قال ابن نباتة: إنه لقول زياد الأعجم: كما
الحبطاتٌ شر بني تَميم؛ حيث إنهم سموا بذلك قبل هذا بدهور. انظر: خزانة
الأدب۱۰/ ۰۲۱۳ سرح العيون 589.
.٠١//١ وآل مسمع من بني قيس بن ثعلبة من بكر بن وائل وهم قوم الفرزدق . انظر: ديوانه )٥(
(5) انظر: معاني القرآن ۳/ .۷١
(۷) انظر: مجاز القرآن 2519/7 وفي البيت فيه خطأ طباعي فيما يظهر» حيث كتب: أما
كان عَبَادٌ كفياً لِدارِهِم.
اثر الشاهدالة فى ا سة عض الألفاظ و فصاح”
تر لشعري في الحكم بعربية بعض وفصاحتها AVo
وعَبَّاد الذي في الشاهد هو عَبَادُ بن حُصينِ الحَبَطيي ''. والكفِيءُ
فعِيل بمَعنى الكفءِء ومعنى البيت أن عَبّادَ بن حصينٍ كان كتا يدارم بن
مالكِ التميمي» وكُفْئَاً لهاشم بن عبدٍ منافي جد النبيّ كل وأشار إليه
بصاحب الحُجُراتِ أخذاً من الآية الكريمة. قال المبرد في شرح البيت :
«يعني بني هاشم» من قول الله كك: لإ ال يتادوتك من ورا
رك نا . وقال ابن منظور: «والحَجْرَةٌ من البيوت: معروفة لمنعها
المال... والجمع حُججراتٌ وححجراتٌ وحجراتٌ. لغاتٌ كله2001 . ولم
ينص على الفصحى منها كما فعل الطبري.
ثالثاً : وقد تكون اللفظة ليست عربية الأصل» ولكنّ العربت عَرَبتها
وأدخلتها في ليها قبل نزول القرآن. فوردت في القرآن بعد ذلك . وهذه
مسألة اختلف فيها العلماءء ولهم فيها أقوال معروفة في كتب علوم
القرآن» وهي ما يُسمّى بالمُعَرّب”“. وقد يتعرّض المُفْسْرٌ في أثناء تفسيره
لبعض المفردات للنص على أصلهاء ويستشهد على ذلك بشواهد الشعر.
ومن ذلك قول ابن عطية عند تفسير قوله تعالى: ليما نقيضهم تيشقهم
متهم وَجَعَلْنَا لوہ 5 ت4 [المائدة: ]١ وهو يوّجه قراءة حمزة
والكسائي حيث قرأ الاثنان: اوَجَعَلنَ لوهم قَسِيّة) على روزن فعيلة”*' :
«وحكى الطبريٌ'' عن قوم أ هم قالوا: سيت ليست من معنى القسوة»
)١( كان من أشد الناس وأشجعهمء وهو صاحب البغلة الشهباء. انظر: المحبر لابن
حبيب ۲۲۲» خزانة الأدب .5١/1٠١
(؟) الكامل ۸۹/١ خزانة الأدب ١٠1/؟١5.
(۳) لسان العرب ٥۸/۳ (حجر).
(4) انظر: الصاحبي 8؟ ٠٠ البرهان في علوم القرآن 2”85/١ والمهذب فيما وقع في
القرآن من المُعَرّبِ للسيوطي .
)٥( قرأ ابن كثير ونافع وعاصم وأبو عمرو وابن عامر لقني كسيد 4 وقرأ حمزة والكسائي
«قسِبّة» انظر: السبعة .۲٤۳
0) انظر: تفسير الطبري (هجر) ۸/ .1556١
AV" الشاهر (لشعريا في تفسير القرآن الكريم
وإنما هي كالقّسِيٌ من الدراهم» وهي التي خالطها عش وتدليسٌ» فكذا
القلوب | تَضْفٌ للإيُمانِ» بل خالطها الكفرٌ والفساد» ومن ذلك قول
ابي رُبِيدٍ
لها صَواهزٌ في صم السّلام كما ضَاحَ القَسِّاتُ في أيدي الصََاريف“
و مه قول الآخر 20
فما رَوْدانِي غَيْرَ سحق عِمَامَة وځ خمس می منها فی وزائف""
قال أبو عل : هذه اللفظة معرب وليست بأصل في کلام
العرت 0)٤ 8
وقد اختار الطبري قراءة «قَسِيّة» فقال: (وأعبَبُ القراءتين إليّ في
ذلك قراءة مَنْ قراً : رجملا لوبهم و فة ؛ لأنها أبلغ في ذم م القوم من
«كَسِيدٌ» [المائدة: 11۳ . غير أنه ذهب في تأويلها إلى معنى القَّسِوةٍ
لا إلى القِسِيئء فقال: «وأولى التأويلين في ذلك بالصواب تأويل من
تأوله فعيلةً من القَسووَء كما قيل: تفس زكيّةٌ وزاكية» وامرأةٌ شاهدةٌ
وشهيدةٌ؛ لأن الله جل ثناؤه وصف القومٌ بنقضهم ميثاقّهم» وكفرهم بدء
ولم يصفهم بشي من الإريمانٍ فتكون قلوبهم موصوفة بان إيمانها يخالطه
كف كالدراهم ال لقَسِيّةِ التي يخالط فضتها غر .
)010( الصّواهل : مع الصاهلة. مصدرٌ على فاعلة. بمعنى الصَّهيل» وهو صوت ت الخيل .
والقَسيّات: صرب من تقو الفضة الزائفة» والصّياريفٌ والصّيارفٌ: جَمع م الصرّاف»
والصَّيْرَفُ والصَّيْرفيُ هو النَّقَادُ البصير بالنقود. وهو يصف بذلك وقع مساحي الذين
حفروا قبر عثمان بن عفان ويه على الصخورء وهي السّلامٌ. انظر: ديوان أبي زبيد
الطائى ۳۸.
(۲) هو مزرد بن ضرار الغطفاني.
(۳) سَحقُ عِمَامةٍ: أي شيء زهيد. انظر: إصلاح المنطق .٠۳۲
.١185 /” هو أبو على الفارسى. انظر: الحجة للقراء السبعة )٤(
(5) انظر: المعرب للجواليقى "١5 وقد استشهد بالشاهدين اللذين استشهد بهما ابن عطية
() المحرر الوجيز .1٠ _ ٥۹/١ (۷) تفسير الطبري (هجر) ۸/ .٠٠١
(۸) تفسير الطبري (هجر) ۸/ .۲٣۱
أثر الشاهد الشعري في الحكم بعربية بعض الألفاظ وفصاحتها
رابعاً: وقد تكونُ هذه اللفظةٌ من المُولدِ الذي لم تعرفه العرب في
الجاهلية» وإنما عرفته بعد ذلك» فينص المفسر على أن هذه اللفظة
مولدة» ويستشهد على ذلك بالشاهد الشعري. ومن ذلك قول القرطبي
وهو يفسر معنى البسملة: «قال الماوردي” : ويُّقالٌ لمن قال: بسم الله
مُبَسُمِلء وهي لغة مُولَدَةٌ وقد جاءت في الشعرء قال عمر بن أبي
ربيعة :
لقذ بَسْمَلَثْ لبلى غَداةً لَقِيتها مَياحَبَذَاذَاكَ الحَبِيبُ المُبَسْما 0029
فقد حَكُمَّ الماوردي بان لفظة «بَسمَل) مُولّدةٌ وعارضه المعري
فقال: «ويَسْمَلَ إذا قالَ: بسم اللهء وأنشدوا بيتاً يجوز أن يكون مُولّداً
ولا أحكم عليه بالتوليدٍ:
لقذ بَسْمَلَتْ لبلى غَداةً لَقِيتُّها فيا حَيَّذا َا الحَبِيبُ المُبَسمْمِل)©)
وغمر بن أبي ربيعة من شعراء الاحتجاج» حيث توفي سنة 41هء
وإن كانت اللفظة إسلاميّةَ مأخوذةٌ من قول القائل :(بسم الله)» فلعلٌ قول
أبي العلاء أولى» لاتفاق العلماء على الاستشهاد بشعر عمر بن أبي ربيعة
وطبقته .
خامساً: كل ما تقدم يعنى ببيان الفصاحة في المفردة» غير أن
المفسرين قد تعرضوا إلى بعض التراكيب النحوية» ونصوا على أن هذا
التركيب أجود من ذاك» أو هو الأكثر أو نحو ذلك من عبارات المفاضلة
بين التراكيب النحوية. ومن ذلك قول القرطبي عند تفسير قوله تعالى :
لاا ألَذِيت اموا إِذَا ضرم في سيل آل فسا [النساء: 44] وهو
يتكلم عن «إذا» ومتى يجزم جوابها: «وفي «إذا» مَعنى الشرطء. فلذلك
دخلت الفاء في قوله: فسا وقد يُجارّى بها كما قال :
.٤۹۸ انظر: ديوانه )۲( .٠١/١ انظر: النكت والعيون )١(
.7١١ رسالة الملائكة )٤( .91/١ الجامع لأحكام القرآن )(
. هو عبد قيس بن خفاف البرجمي؛ شاعر جاهلي تميمي )٥(
والجيدٌ الا يُجازى بهاء كما قال الشاعر”":
والنَّفْسُ راغِبَةٌ إذا رَعَبْمَها وانرد إلى قليل تَفْنَع00'
وهذا انر واضح للشاهد الشعري في الاستشهاد على التركيب
الأجود في (إذا» وهو ألا يجزم جوابها إذا كانت للشرط كما في بيت أبي
ذؤيب. وإن كان الجزم بها إذا تضمنت معنى الشرط وارداً عن العرب
كما في بيت عبد قيس البرجمت””.
والقرطبي وهو يحكم على بعض التراكيب بمثل هذه الأحكام ينقل
عن النحويين الكبار مثل سيبويه وغيره» وينقل شواهدهم الشعرية التي
يستشهدون بها في اختيار الأجود من التراكيب النحوية» كما في قوله عند
تفسير قوله تعالى: ##وَإدًا جاءَهُم أَمَنٌ مِنَ لمن أو الْحَوفٍ أذاعوأ بد4
[النساء: ۸۳] حيث قال: في «إذا» معنى الشرطء ولا يجازى بها وإن
زيدت عليها «ما)ء» وهي قليلة الاستعمال. قال سیبويه : «والجيّد ما
قال كعب بن زهير :
وإذامائشاءتَبْعَتثُ ينها 'مَفْرِبَ الشَّمُس ناشطاً مَذْمُورا("
يعني أن الجيد لا يجزم ب«إذا ماكء كما لم يجزم في هذا
البيت»“. وقد ذكر سيبويه عِلَّةَ ذلك نقلاً عن الخليل فقال: «وسألته
- أي : الخليل عن (إذا»» ما منعهم أن يُجازوا بها؟ فقال: الفعل في
)١( عجز بيت» دا
وَإسكغن. ما أغناك رَبك بالض: ns
الگا الحاجة والفقرء وا التجلّد والصير. انظر: المفضليات 586.
(۲) هو أبو ذؤيب الهذلي. (۳) انظر: ديوان الهذليين .”/١
(:) الجامع لأحكام القرآن 78/0. (5) انظر: مغني اللبيب 58/7 .١٠١
(؟5) انظر: الكتاب .٦۲/۳
(۷) الناشط: الثورء والمذعور: المَرِعٌ. انظر: ديوانه .٠١١
(8) الجامع لأحكام القرآن ۲۹۱/۰.
أثر الشاهد الشعري في الحكم بعربية بعض الألفاظ وفصاحتها ۸۷۹
«إذا» بمنزلته في (إذ). إذا قلت : أتذكر 3 تقول. فإذا فيما تستقبل بمنزلة
إذ فيما مَضى. ويُبَيّنُ هذا أن «إذا» تَجِيءٌ وقتاً معلوماً“. وقد استعان
بالشاهد الشعري لتصويب اختياره» وإن كان سيبويه قد استشهد بشواهد
من الشعر في المجازاة بهاء غير أنه حَمَلَ ذلك على الاضطرار”” .
ومن الأمثلة عند الزمخشري قوله عند تفسير قوله تعالى: #وآصير
نشك م الذي دغر رهم ألْغْدَزة لعن ریدو ره [الكهف: ۲۸]:
وقرئ: «بالغدوة» » وبالغداة أجود؛ أن اغذُوّةً) عَلم في أكثر
الاستعمال» وإدخال اللام على تأويل التنكير كما قال“ :
ل 00.0.0000 والورَّيدُزيدالمعارة)
وتحوه فلي في كلامهم"'*. وكلام الزمخشري يتعلق بالعَلّم الذي
يُمكنٌ تأويلةُ بواحدٍ مِنْ جنسهء فَيدَكُرٌ لذلك» وندجِل عليه العربٌ «أل»,
كقولهم: مُضرٌ الحَمراء» ورَبيعة الفَرَسِء والقول بقلة هذا في كلام العرب
قول انفرد به الزمخشري فيما عثرتٌ عله" .
وقال الزمخشري أيضاً عند تفسير قوله تعالى: #إذ قال ألْحوارونَ
يتعيسى این مریر ھل دستطیہ ربک أن يرل عَلّنًا ماد سا ا [المائدة:
۲ «#عيسی€ في محل النصب على إتباع حركة الابن» كقولك: يا
زيد بنَ عمروء وهي اللغة الفاشيةٌ ويجورٌ أن يكون مضموماً كقولك : يا
سےا ہے
)١( الكتاب .1١/۳ (۲) انظر: الكتاب ٦١/۳ ۔
(۳) قرأ الجمهور «بالعّداةِ؛» وقرأ ابن عامر وأبو عبد الرحمن السُّلَّمِنٌ وغيرهما ابِالعُدُوَةِ).
انظر: السبعة ۰۲۵۸ 2"8٠ التيسير 57١ء النشر 5/ .#1١
20 هو الأخطل التغلبى .
(0) والبيت بتمامه: ْ
وقاذ كان مِنهُم حَاجِبٌ وابن عَمهٍ بُو جَندل والرّيد رَبْدُ المعارك
انظر: ديوانه 547.
(5) الكشاف *#/١لمه_ الىه.
(۷) انظر: المفصل للزمخشري 75 - 255 والمقتضب .٤۸/٤
ريد بنَ تَمروء والدليل عليه قوله"'':
أَحَارٌ بنَ مرو كأنّي خَمِرْ ويَبْدوعَلى المَرْءمايَأَتمِه”
الترخيمٌ لا یکون إلا في المَضموم»”".
هذه أمثلة متفرقة من كتب التفسير التي تعرضت لها في هذا
البحث» تدل على أثر الشاهد الشعري في الحكم بعربية بعض الألفاظ
وفصاحتهاء وكذلك بعض التراكيب النحوية» وهى أمثلة قليلة موازنة يأثر
الشاهد الشعري في غيرها من الجوانب. 1
(۱) هو امرؤ القيس . (۲( انظر: ديوانه .١68
(۳) الكشاف 1۹۲/۱.
23
أثر الشاهد الشعري في بيان الأحوال التي نزلت فيها الآيات ش
المبحث التاسع
أثر الشاهد الشعري فى بيان الأحوال
التي نزلت فيها الآيات
عُني العلماء بيان أسباب نزول الآياتِ التي حفط لها سببُ نُزول»
حيث إن معرفة سبب الثُزول بُعينٌ على فهم الآبة؛ فإن العلم بالسبب
يورت العلمَ بالمُسَبّب)”"2: وأسبابُ النْزولٍ لا تعرف إلا من طريق النقل.
ولا مدخل للعقل فيهاء وقد كان المفسرون يستشهدون بشواهد الشعر
التاريخية» التي تَبَيّنُ أسباب نزول بعض الآيات» ومصدر هذه الشواهد
روايات أهل السير والأخبار وكتبهم. وكانت السيرة النبوية لابن إسحاق
وتهذيبها لابن هشام من المصادر المهمة للشواهد الشعرية التي تناولت
كثيراً من حوادث نزول القرآن الكريم في مواضع متفرقة.
وقد عني المفسرون بهذا النوع من الشواهد الشعرية لتقوية روايات
أسباب الثزول» وإيضاح ملابسات كثير منها. وأصحاب هذه الأشعار
ممن شاهدوا التَّنْزِيل كحسان بن ثابت» وعبد الله بن رواحة» وكعب بن
مالك وغيرهم من شعراء الصحابة وء ومَنْ عاصر تلك الحقبة من
غيرهم من الشعراء.
كما استفاد المفسرون من هذه الشواهد الشعرية فى معرفة كثير من
أحوال العرب قبل الإسلام» وعادات أهل الجاهلية» وأشعارهم من خير
ما يصور حالهم تلك. وقد تعددت فوائد هذه الشواهد الشعرية في إيضاح
الأحوال التي نزلت فيها آيات القرآن الكريم» ومن هذه الفوائد:
إجم,)_ __ ١لشاهر الشعري في تفسيرالقرآنالكريم
أولاً: بيان أسباب النزول.
وذلك أن ينص المفسر أن الآية قد نزلت فى كذاء ومما قيل فى
ذلك من الشعر كذا. ومن أمثلة ذلك : | ۰
١ ذكر الطبري عند تفسير قوله تعالى: لما فعسم ين لَه أو
رڪ موها اة مه ع أُصُولهَا فِإذْنِ آله وليخْرى الْمََسقِينَ )€ [الحشر: ]١ قصة
قطع النبي ية لنخيل بني النضيرء فقال: «عن ابن عمرء قال: قطع
رسول الله يه نخل بني النضير» وفي ذلك نزلت: ما قطعَتّم من ة4
الآية» وفي ذلك يقول حسان بن ثابت
وها على راو يي لوي حرق بالبويرةمُستطير0»0”
والبُوَيْرَة تصغيرٌ بُورة: موضعٌ كان به نحل لِبَنِي النَضِيرِء وهو من
منازلٍ اليَهُووا". والشعر في هذه المناسبات يعد تأكيداً للحوادث.
وتصديقاً للروايات» فالشعر سجل حافل بروايات التاريخ .
۲ عند تفسير قوله تعالى: لون طآيقثان مِنَ الموْمِيينَ افلا
َأصَلِحُوأ بسا 4 [الحجرات: 4]» أورد الطبري سبب نزول هذه الآية فقال:
«جلس رسول الله ية في مجلس فيه عبد الله بن رواحة» وعبد الله بن
أب بن سَلول» فلا ذهب رسول الله ية قال عبد الله بن أبن بن سلول:
لقد آذانا بول حمّاروء وسَدٌ علينا الرّوْحَ؛ وكان بينه وبين ¿ أبن رواحة
شية» حتى تترجوا بالسّلاح» فأتى رسول الله كل فحَجَرَ بينهم: فلذلك
يقول عبد الله بن أبي :
متى ما يكن مولا خَصمُكَ جاهداً ثُظَلَمْ ويَصْرعك الذينَ تُصارءٌ
2230 انظر : ديوانه Tor
(۲) تفسير الطبري (هجر) 01١/77 وقد خرجه المحققون فقالوا: «أخرجه سعيد بن منصور
في سننه »)۲۹٤۲( ومسلم »)١755( والبيهقي 87/9 وفي دلائل النبوة ۳/ .)۱۸٤
(۳) انظر: تاج العروس 5557/١ (بور). )٤( انظر: السيرة النبوية .٥۸۷ /١
أثر الشاهد الشعري في بيان الأحوال التي نزلت فيها الآيات
قال: نزات فيهم مه الآية. ران طَايفنَانٍ من الْمَوْمِنِينَ افنتلوا
َأصَلِحُوأ بَيْتبمَ» [الحجرات: ١()]4
E ۳ «إنَّ الت كفروا سْفْكُونَ أمَوَلَهْرَ
یسا عن ميل اھ یرتا فم کرٹ عه حن ثم بنيورس»
[الانفال: [۳٦ دذكر المفسروة سيب نول هذه الآيق واه نزلت في أبي
سفيادَ بن حربء استاجر وم د لف الأ من بَنِي کنانةًّ
جنا إلى توج من ابر وش أحابيش م منهم حَاسِرٌ مقن
1 بع )4(
سب
َلاثة آلاف. وحن ر ية ثلاث مِيِيْنِ إن كثرنا وار
فقد بين كع بن مالك عدة جيش المشر كين اهم ثلاثة الأ
وأنْهم لِکثرتهم ب موجون كالمَوج. ما بین حاسر لا رع له ولا بِيضَةً
على رأسدء ومقنع لابس للدّرع» والبيضة. ثم م إن هذا الجيش لا يقابله
إلا سبعمائة فارس من المسلمين. ولكنهم صفوة الفرسان المقاتلين بدليل
قوله (نْصِيَةًا الت من القوم هم الا .
فشواهد الشعر في هذه الآية وأمثالها شارحة لسبب نزول الآية» ومُبِيئة
أحوال نزول القرآن في مواضع كثيرة» وقد عَنِيَ بها الإمام الطبري في تفسيره.
.۳٦۳ _ ۳٦۲/۲۱ تفسير الطبري (هجر) )١(
(۲( الأحابيشٌ هم بنو الحارث بن عبد مناة بن كنانةء وعضل› والديش» من بني الهون بن
ُخزيمة» والمصطلق»ء والحياء من ُزاعة» سوا بذلك لاجتماعها وانضمامها محالفة
لقريش في قتالٍ بني ليث بن بكر بن عبد مناة. انظر: المحَبر لابن حبيب 2745 نسب
فريش 1.
(۳) انظر: السيرة النبوية ۳/ ١١٤٠ء طبقات فحول الشعراء 187.
.5١/8 المحرر الوجيز ٥١/١١ تفسير الطبري (شاكر) )٤(
(5) انظر: أساس البلاغة ٦۳۷ (نصو)ء لسان العرب ٠١١ - ۱۹۲/۱١ (نصص)» الروض
الأنف .1١7/5
84م الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
- ذكر ابن عطية عند تفسير قوله تعالى: ##سَكثُلق فى فوب اليرت
کا ا يمآ أَشْرَحواأ يار مَا لَمْ يرل د بو سُلْطكنا» [آل عسمسران:
١ ما حصل بين النبي إل وأصحابه مع قريشِ يوم خد وكيف اَن
قريشاً بعد أن انتهت ت المعركة أخذت في طريقها إلى مكةء ثُمَّ بدا لهم أن
يعودوا لاستئصال المسلمين مستغلينَ جراحاتٍ جيش المسلمين» وكيف
ردهم معبدٌ الخزاعي» وقال في ذلك أبياتاً من الشعر فقال ابن عطية:
«فلمًا سَمِعَ رسول الله َه والنامنُ ما عزمت عليه قريش من الانصراف
أي : العودة للقتالء اشتدّ ذلك عليهم» فسخَّرَ الله ذلك الرجل معبد بنّ
أبي معبدٍء وألقى بسببه الرعبَ في قلوب الكفارء وذلك أَنَّهُ لما سَمِمَ
الخبرٌ رَكبّ حتى لَحِقَ بأبي سفيانَ بالروحاءء وقريشٌ قد أجمعوا الرجعة
إلى رسول الله هة وأصحابهء فلمًا رأى أبو سفيان معبداً قال: ما وراءك
يا معبد؟ قال : محمد قد خرج في أصحابه يطلبكُم في ججمع لم أرَ مثله
قط يتحرّقونَ عليكم؛ قد اجتمعٌ إليه مَنْ كان تَخلّف عنه» ندموا على ما
صئعواء قال: ويلك ما : تقول؟ قال: والله ما أرى أن ترتحل حتى ری
نواصي الخيل . قال: فوا لقد أجمعنا الكرّةَ عليهم لنستأصِل بقيتهم
قال: فَإِنِي أنْهاكَ عن ذلك. وله لقد ححملني ما رایت على أذ قلت في
شعراًء قال: وما قلتَ؟ قال: قلت:
كاد تُهَدٌ من الأصو اتِ راحِلّتِي إذْسالتٍ الأرض بالجُرْد الأَبَابِيْلٍ
تَرْوِي باش كرام لائَتَابِلَةٍ عند اللقاءء ولا ميل مَعازِيلٍ
فَظَلْتُ عدوا اظن الأرض مَائِلَةً َم سَمُوا برئيس َير مخذول
إلى آخر الشعر.
)١( الهّدٌ: الهدمٌ الشديدء الجُرْدُ: جمعْ جَمعٌ أجرّدء وهو المْرَسُ الرقيق الشّعَرِ الأبابيل جمع
إبالة : القطعة من الخيل والإبل» تَرْدِي : تمشي مَشياً فيه تبختر» التَتَابلَة : القِصَارٌء
واحدهم نبال» مِيْلٌّ: جَمعٌ أميلء وهو الذي يَميلُ على السرج ولا يستوي عليه
مَعازِيلٌ: ليس معهم سلاح. انظر: السيرة النبوية .١178/7
أثر الشاهد الشعري في بيانالأحوال التي نزلت فيها الآيات 0
فوقعَ الرُعبُ في قلوبٍ الكفارٍ» وقال صفوان بن أمية: لا ترجعوا
فإني أرى أنه سيكون للقوم تال غير الذي كان» فتّزلت هذه الآية في هذا
الإلقاء*“. وهذه القصة على طولها بين سببَ التّزول أَتَمّ بيانٍء غير أن
شِعرٌ معبد الذي قاله قد تناقلهُ كل مَنُ ذُكرٌ هذه القصةء توثيقاً لهاء
واستشهاداً بهذا الشعر على هذه القصة”" .
وهذه القصة والابيات ذكرها القرطبي عند تفسير قوله تعالى: ال
ا ا یی 7
استجابوا لله والرسول رل بعد ا أصَابِهِمُ الْقَرَم لِلَذِنَ احسنوا من مهم اتقو أ
ع © آل عمران: ۱۷۲
ثانيا: بيان حال العرب قبل نزول القرآن وعاداتهم :
من الأهمية بمكان لكل مسلم معرفة ما كان عليه أهل الجاهلية في
جَميع أمورهم إدراكاً لنعمة الله بهذا الدين» وحذراً مِمّا تهى عنه الشرع
القويم. وهذه المعرفة تزداد أهميتها للمفسّر؛ إذ عليه أن يكون ملمّا
بعادات العرب في الجاهلية» مطلعاً على أقوالهم» متعرفاً على أفعالهم»
واقفاً على حياتهم الاجتماعية» وأيامهم. وحرویهم› وتاريخهم وأديانهم ؛
لأن القرآن الكريم فيه آيات كثيرة تعرضت إلى د ذلك؛ ١ فإذا الم يكن يكن المفسر
الصحيح» ولم يدرك 8 العظيم الذي أحدثه القرآن في تغيير حياة
العرب» وإبطال الفاسد من عاداتهم*“. ولذلك قال الشاطبي وهو يبين
أهمية معرفة سببا النْزولٍ للمفسر: اامعرفة عادات العرب في أقوالها
وأفعالها ومّجاري أحوالها حالة التنزيلٍ - وإن لم يكن ثم سببٌ خاصٌ -
.٠١١/۲ المحرر الوجيز (قطر) ”537/7 ۳۹۸. (؟) انظر: السيرة النبوية )١(
(۳) انظر: الجامع لأحكام القرآن .۲۷۸/٤
(4) انظر: بحوث في أصول التفسير للصباغ 21417 تفسير القرآن الكريم أصوله وضوابطه
للدكتور العبيد /91.
AA“ (لشاهر (الشعري في تفسير القرآن الكريم
لا بذ لِمَن اراد الخوض في عِلم القرآن منه» وإ وقعٌ في الشَبَهٍ
والإشكالاتٍ التي يتعذرٌ الخروخ منها إل بهذو المعرفة» .
ومن ذلك بيان عادة العرب في النسيء والمقصود به من خلال
ا الباقية المحفوظة. ومن أمثلة ذلك :
- قال ابن قتيبة عند تفسير قوله تعالى: ##وَأَنًا کا سعد مها مَفَنعِدَ
55 مع الان يد لَه شہابا َصَذَا ©* [الجن: 4]: «روى
عبد الرزاق عن مَعْمرَ عن الزهري عن علي بن حسين عن ابن عباس أله
قال: «بينا النبي يكل جالسٌ في تَقَرِ من الأنصارٍ إذ رُمِيَ بنجم فاستنار»
فقال: ما كنتم تقولون في مثل هذا في الجاهلية؟ فقالوا: كنا نقول:
يَموتُ عظيمٌ» أو يُولَدٌ عظيم... في حديث فيه طولٌ اختصرناة وذكرنا
هذا منهُ؛ لِنَدلَ على أَنَّ الرجمَ قد كان قبل مبعئهء ولكنهُ لم يكن مثلَهُ
الآنّ في شدة الحراسة قبل مبعثه» وكانت تُسترقٌ في بعض الأحوال»
فلما بعت منعت من ذلك أصلاًء وعلى هذا وجدّنا الشعراء القدماء. قال
بشر بن أبي خازم الأسدي وهو جاهلىٌ :
والمَبْرُ يُرهِقّها القُبَارُ وجَحْشّها © فض خَلَْمَهُما انقضّاض الكوكب'"
وقال أوسن بن حجر وهو جاهلي :
وانقض كالدريٌ تتبعه نفع ينور ر تخاله ٣ط“ 4
فقد استشهد ابن قتيبة بهذه الأبيات للاستدلال على الأحوال التى
كانت فى الجاهلية قبل مبعث النبى اا وان العَربَ كانت تعر
انقضاضٌ الشهب» وقد شك الجاحط في معرفة العرب لانقضاض
.١1854/4 الموافقات )١(
(؟) رواية الديوان (الحَيَّارٌ) بدل (العُبار)» والحَبَارٌ هو أرض لينة رخوة سوح فيها القوائم.
.م١ انظر : ديوانه
(۳) انظر: ديوائه 484. (:) تأويل مشكل القرآن ٤۲۹ ۔ .47١
أثر الشاهد الشعري في بيان الأحوال التي نزلت فيها الآيات
الكواكب» استشهاداً بشواهد لشعراء أدركوا مولد النبي يه كبشر بن أبي
خازم» وأنه ليس من عادة العرب أن يَصِفوا عَدرٌ الجمارٍ بانقضاض
الكوكب”''.
١ - وذكر الطبري عند تفسيره لقوله تعالى: #سَلُونكَ عن الْحَمْرِ
اليس فل هما إن كيد مقع للدّاين وهُا ڪڊ من ياي
[البقرة: 14؟] منافعَ المَيسر فقال التي ذكرت في الآية فقال: «وأمًا منافع
الميسر» فما يصيبون فيه من أنصباء الجزورء وذلك أنهم كانوا يياسرون
على الجزور» وإذا فلج الرجلٌ منهم صاحبّه؛ نَحَرَهُ ثم اقتسموا أعشاراً
على عَددٍ القداح» وفي ذلك يقول أعشى بني ثعلبة :
وجَرُور أبسارٍ دعوت إلى النّدَى 2 وباط مُقَفِرَةٍ أخاف ضلاله""7"
۳ - عند تفسير قوله تعالى: #إِنَّمَا أَلشَّمَهُ زبادة فى الحكفر َل
به الي كنراي الآية [التوبة: "] الآية. حيث ذكر المفسرون المقصود
بالنسيء عند العرب قبل الإسلام ومعناه» فقال ابن عطية: «والنسيء هو
فعل العرب في تأخيرهم الحرمة»؛ أي: حُرمةٌ الأشهر الحرم. ثُمَ
استشهد بشواهد من الشعر ذكر فيها النسيء في الجاهلية فقال: «ومِمًا
وج في أشعارها من هذا المعنى قول بعضهه””' :
ومِنًا مُنسئٌ الشهر القَلَمّس"ا
وقال الآ :
.۲۷۹/٩ انظر: الحيوان )١(
(؟) رواية الديوان:
انظر : ديوانه /الا.
(9) تفسير الطبري (شاكر) ۳۲۷ ۔ ۳۲۸. (:) المحرر الوجيز (قطر) 7/5 589.
(5) القَلمّسٌ هو حذيفة بن عبد بن فقيم. انظر: الأوائل للعسكري .٠٠
(1) انظر: الجامع لأحكام القرآن ۰۱۳۸/۸ نسب قريش 48.
)۷( لم أعرفه .
AAA الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
تسوا الشهورٌ بها وكانوا أهلها مِنْ قَبْلِكمْ والهِرُلَمْ يَتَحوَل ل
ومنه قول جذل الطَلعّان”'" :
وَمَدْعَلِمَتْمَعَدٌأنَ قَومبِي »2 كرام الئاس إنَلَهُمْكراما
فأيُ النَّاسٍ فاثونايوتر؟ وأيّ النّاسٍ لَمْ تلك لجاما؟
ألسنا التَاسئِينَ على مَعَذدٌَّ شهورَ الل تَجعلّها حر اما؟")0)
وأبو بكر بن الأنباري (ت778ه) ذكرٌ في صفة النسيء ء أنهم كانوا
إذا صدروا عن منى قام رجل مِنْ بني كنانة يقال له: نعيم بن تُعلبة»
فقال: أنا الذي لا أعاثٌ» ولا يرد لي قضاءً. فیقولون له: انسیا شهراً؛
أي: خُر عنّا حرمة المُحِرَّم فاجعلها في صَفَّر؛ٍ وذلك انهم كانوا يكرهون
أن تتوالى عليهم ثلاثة أشهر لا تمكنهم الإغارة فيها؛ لان معاشّهم كان
من الإغارة فیحل لهم المحم ويُحرُمٌ عليهم صفراًء فإذا كان 8 السنة
لمقبلة حرم عليهم المَحرَّمٌ؛ وأحلّ لهم صَمَراً فقال: ##إيّما أشي زبادة
ف الس [التوبة: ۳۷ ثم ذكر شواهد الشعر ا 5 ابن
عطية» وأحسبٌ أن ابنَ عطية قد تقل تمن أمالي القالي» والقالي رواها
عن شيخه أبي بكر بن الأنباري الذي اشتهر بحفظه الواسع لشواهد الشعر
في تفسير القرآن» ومن مظان شواهد التفسير التي رواها ابن الأنباري غير
كتبه المطبوعة» كتاب «أمالي القالي» لكونه يروي عنه كثيراً منها"''.
.٤/١ انظر: أمالي القالي )١(
(۲) هو عُمَيْر وقيل عمرو بن قيس بن جذل الطّعان. انظر: نهاية الأرب .15١/١
(۳) انظر: أمالي القالي ٠٤/١ نهاية الأرب .17١/١
٤۹١ 149/5 المحرر الوجيز (قطر) )٤(
(5) انظر عن النسيء ومذهب العرب فيه: الروض الأنف للسهيلي ٠۲٤١/١ نهاية الأرب
١ :© تاريخ العرب قبل الإسلام لجواد علي .٤۸۸/۸
(5) انظر: أمالي القالي »4/١ ف ۲۷ء 14/۲« f FY AY «Y6 71
وغيرها .
أشر الشاهد الشعري في بيان الأحوال التي نزلت فيها الآيات
وهناك أمثلة متفرقة في كتب التفسير»ء استشهد فيها المفسرون
بشواهد شعرية تاريخية تعين على فهم كثير من أحوال العرب الذين نزل
القرآن الكريم بلغتهمء وتكشف جوانب كثيرة من عاداتهم قبل الإسلامء
(DoT « . 8
SS
۱۲ ٤۷۲ ۳۲۷ ۱۷۷ 11/۹ ۳۲۱/٤ ۰4٤/۲ انظر: تفسير الطبري (شاكر) )۱(
«4۸° /۱۸ «۱1۷/1۷ )مجر( CFA || CANE co NT cof FV
0۷ الا ۲٦۱/۱ الكشاف ۷/۳ ۳۰ Q۲ ۷ ۰۱۰
۱٤/٥ 2.5١5 ۲۸/٤ المحرر الوجیز ۲ ۷ ۲ ۷ 4 2/۲
I4 CEY “الروك Tf AA AMEE لات AMIE AF لار كنف
.٠٠١/١ الجامع لأحكام القرآن
المبحث العاشر
أثر الشاهد الشعري ع معرقة الأماكن
E كتب التفسير
اعتمدّ الجُغرافيون على الشعر في معرفةٍ كير من المواضع التي تقعٌ
في جزيرة العرب وما حولها من الأماكن التي ذكرها الشعراء في شعرهم
ووصفوهاء وكان للشاهد الشعري أهمية كبيرة في كتب المواضع
والبلدان. ولم يكن المفسرون في اعتمادهم على الشعر في تحديدهم
لكثير من المواضع التي ورد ذكرها في الآيات القرآنية» أو أثناء التفسير
غريب بأقل من أصحاب هذه الكتب» حيث حفط الشّعرٌ العربيئ كثيراً من
أسماء المواضع التي لا تزال قائمة» وقد كانت الاستفادة من الشعر في
هذا الجانب» منحصرة في معرفة الأماكن الجغرافية التي ورد ذكرها في
القرآن الكريم.
وقد كان بعض الشعراء يكثْر من ذكر المواضع في شعره» ولا سيما
شعراء الجاهلية» وكان عدي بن الرّقاع العاملىٌ مِمّن أكثر من ذكر
المواضع والبقاع في شعره حتى إن ياقوت الحموي استشهد بشعره في
تحديدٍ المواضع في أكثر من مائة وعشرة شواهد شعرية» وهو علد كبير
نسبةً لما استشهد به لشعراء آخرين 10م
وقد وقع في القرآن الكريم من أسشماء المواضع ستةٌ وعشرون
موضعاً منها بكة» ويثرب» وبدر» وختین» وعرفات» وبابل» وغيرها.
.٠١ انظر: ديوان عدي بن الرقاع )١(
أثر الشاهد الشعري في معرفة الأماكن في كتب التفسير
سا ا و عي سي السو الو ا و و ل سا
وقد استقصاها السبوطي”", وقد تتبعت كلام المفسرين عن تحديد هذه
المواضي» : ثم استخرجت منه ما استشهة المُمسَرُ فيه بشواهد الشعرء
الشاهد الشعري في الاستدلال على المواضع والبقاع المذكورة في القرآن
عند المفسرين الذين درستهم ظاهراًء وإنما كان على قلة. ومن الأمثلة
على ذلك :
١ عند تفسيم قوله تعالى: #لَد صرحكم الله في مَواطنَ ڪرو
س سرج سر مالا > ek ع سر 10 اميم e
ودوم حجن ذا بن ايڪ ۾ تن عنڪم شا [التوبة: ]٠١ ذكر
الطبري أن نين واد يقع بين مك والطائفٍ. تم استشهد على ذلكٌ بقولٍ
حسان نه وهو يذكر حنين ومعركتها :
ر نصّروا لبي لبهم وشدوا أرره 3 بحنَيْنَ يوم تواكل الأہطال"“
وقد ترك الشاعر صرف «حنينَ) لأنّه اراد يها اسم الوادي”"' . وقال
أبن عطية في التعريف بحنين : : اوحنين واد بين مک والطائف› قريب من
دې المجازء وصرف حير ا به » الموضع والمكان» ولو ارد به البقعة
لم يُصرّفْء كما قال الشاعر. ٠». . ثم ذكر بيت حسان بن ثابت.
وحَُينُ اليومَ هو وادي (يدعان) في أعلى الشرائع» ويقع على طريق
مكة من نخلة اليمانية» ويسيل من جبال طاد والتنضب› ثم ينحدر غرباً:
يسمى رأسه الصدر» وأسفله الشرائع . وتبعد حنين عن مكة ستة وعشرين
كيلاً شرقاً. وعن حدود الحرم أحد عشر كيلا عن علمي طريق نجد.
وت دو
وسكانه اليوم من قسبلة ة هذيل» ومن الأشر اف (0
.1١87 ١١4/5 انظر: الإتقان في علوم القرآن )١(
(؟) انظر: ديوانه ۳۹۳.
(۳) انظر: تفسير الطبري (هجر) 2987/١١ معاني القرآن للفراء .579/1١
(6) المحرر الوجيز 8/ .١165
() انظر: صحيح الأخبار للبلادي ٠٤١/۲ - ١١٤٠ء معجم الأمكنة الوارد ذكرها -
١ -عند تفسير قوله تعالى: کد افص کم مٿ عرفت فَأَدْكُروا اله
عند الْمَشْعْرٍ لرام € [البقرة: 144] ذكر المفسرون موقم عرفاتِ» وأنّها أَحَدُ
مشاعر الحج جنوبَ مكة» وكانت تسمّى تعمانَ الأراكِ لكثرة شجر الأراك
بهاء قال ابن عطية : (وعَرَكَةٌ هي تعمان الأراك» وفيها يقولٌ الشاعر”":
تَرْوّدتُ مِنْ نَعْمَانَعُوَ أراكة طهِنْدِء ولكن مَنْ يُبلَغُهُ مدا"
وعرفات من المواضع المشهورة التي لا تجهل» وإنما استشهد ابن
عطية بالشاهد للاستدلال على صحة قوله أنها نعمان الأراك. وهذا النوع
من الشواهد الشعرية الجغرافية يحتاج إلى فضل معرفة بطبيعة الأرض التي
ترد أسماؤها في الشعرء لا مجرد سماعها في الشعر دون معرفة سابقة»
ولذلك كان العرب يعرفون أسماء المواضع والموارد في الجزيرة» مع
بصر بلغة الشعرء وفهم دقيق لهاء ولذلك كانوا ينتفعون بمثل ذلك. ومن
الأمثلة الشاهدة لهذا ما ذكر من أَنَّ ججماعةً من أهل اليمن يريدون
النبي بي فضلوا الطريق ووقعوا على غيرهم» ومكثوا ملياً لا يقدرون على
الماء»ء وجعل الرجل منهم يستذري بفيء السمر والطلح› فأيسوا من
الحياة» إذا أقبل رجل على بعير» فأنشد قول امرئ القيس :
تِيمّمَتٍ العَيْنَ التي عند ضارج يفي عليها الظلٌَ عَرْمضّها طامي 9©)
قال الراكب: من يقول هذا؟ قال: امرؤ القيسء قال: والله ما
كذب» هذا ضارحجٌ عندكم» وأشار لهم إليه. فحبوا على الرّكب»ء فإذا مَاءٌ
عد وإذا عليه الغرمض والظل بفيء عليه. فشربوا منه ريهم وحملوا منه
ما اكتفوا به حتى بلغوا الماء. فأتوا النبي بيه وأخبروه وقالوا: يا
= في القرآن الكريم لسعد بن جنيدل ۱۳۷ .٠١١
)١( هو المرقش الأكبر.
(؟) انظر: الأغانى١١/٠7”6» رسالة الغفران /75.
(۳) المحرر الوجيز 171//7.
(5) العِرّمض: الطحلب. انظر: الشعر والشعراء 2١١7/١ خزانة الأدب ."٠٠١/١
أثر الشاهد الشعري في معرفة الأماكن في كتب التفسير NT
رسول الله أحيانا الله كك ببيتين من شعر امرئ القيس وأنشدوه الشعرء
فقال يكلهِ: «ذاك رجلٌ مذكورٌ في الدنياء شريفٌ فيهاء مَنسيٌ في الآخرة
خامل فيهاء يَجيءُ يوم القيامة معهُ لوا الشعر إلى الا '
وهذا مثال واحد على انتفاع العرب بالشعر في الاستدلال على
المناهل والمواضع والطرق» وفي كتب البلدان والأدب كثير من الأمثلة
المشابهة لهذه القصة.
۳ - عند تفسير قوله تعالى: 9وَقِِلَ ؟ تأرط الى مله وسم أقلى
فيص الما وفضى الم واسسوت ع[ عل لدی [هود: ]٤٤ ذكر أبو عبيدة أن
الججوديّ اسم جبل» واستشهد على ذلك بشاهد من الشعر فقال:
«الجودي : اسم جبل» قال زيدٌ بن عمرو بن نميل العَدوي :
وقَبْكّنا سَبَّحَ الجُودِيُ لم7
في حين استشهد القرطبي بهذا الشاهد على أن الجودي اسم لكل
جبل فقال: «وقد قيل: إن الجودي اسم لكل جبل» ومنه قول زيد بن
عمرو بن نفيل :
سُبحائَة ثُمَّ سُبحاناًيَعُودُلَهُ وقبِلْناسَبحَ الجُودِيٌ والجمدَ""
وأما الطبري فذكر أن الجودي جبل بناحية الموصل ا 5
دون استشهاد بشواهد شعرية. وبالجملة فإن الشعر بصفة عامة مما
استعان به الجغرافيون في كتبهم للاستدلال على المواضع» غير أن
المفسرين لم يعنوا بهذا في كتب التفسير كثيراء وإنما في مواضع قليلة.
)١( عيون الأخبار ١/57١ء2 الأغانى /1/ 2١177 وهى قصة مشهورة عند الأدباء والإخباريين
كمت قال ياقوت الحموي في معجم البلدان »47١/0 قال أحمد شاكر: وهي
مشهورة عند الإخباريين والأدباء» ولكنها غير معروفة عند المحدثين» وهم الحجة
فيما ينسب إلى رسول الله هة . انظر: الشعر والشعراء ٠١١/١ حاشية .٤
(۲) مجاز القرآن ۲۹۰/۱. (۳) الجامع لأحكام القرآن ۹/ .٤١
() انظر: تفسير الطبري (هجر) ؟١9/1١4.
TED ص ت١
المبحث الحادي عشر
صلة الشعر الجاهلي بإعجاز القرآن الكريم
الإعجاز فى اللغة هو الفوت والسبق. يقال أعجزنى فلان؛ أي :
فاتَنى وعجزت عن طلبه وإدراكه. والعَجرٌ هو الضَّعفُ'"''. ومنه سميت
معجزات الأنبياء لعجز المخاطبين بها عن مثلهاء لكونها من خوارق
العادات» أجراها الله على يد نبي من أنبيائه» لتكون شاهداً على صدق
)۲(
نبوته» وعجز معارضيه ومكذبيه
وأَمّا إعجارٌ القرآن فمن تعريفاته أنه يتعذر على المتقدمين فى
الفصاحة فعل مثله. في القدر الذي اختص ره . وقيل هو: اعجز
المخاطبين بالقرآن وقت نزوله ومن بعدهم إلى يوم القيامة عن الإتيان
بمثل هذا القرآن» مع تمكنهم من البيان» وتملكهم لأسباب الفصاحة
والبلاغة» وتوفر الدواعي واستمرار البواعث».
وقد جاء التعبير في القرآن الكريم عن المعجزة بالآية» والبرهان.
والبينة» والسلطان”'» ولم ترد فيه لفظة المعجزةء ولا في أقوال
النبي يي . وقد نزلَ القرآن الكريم على العرب وغاية ما يُفاخرونَ به في
)١( انظر: تهذيب اللغة ٤١ /١ مقاييس اللغة /٤ ۲۳۲ لسان العرب 58/4 (عجز)ء
المفردات للأصفهاني /ا54.
(۲) انظر: مباحث في إعجاز القرآن للدكتور مصطفى مسلم .١
(۳) المغني في أبواب التوحيد والعدل للقاضي عبد الجبار .777/١57
(4) دراسات في علوم القرآن الكريم للدكتور فهد الرومي ۲۸۸.
)٥( انظر هذه الآيات: الأنعام 1٠۹ الأعراف ۷۳ء .٠١6 ١٠١٠ء النساء ١٤۷٠ء القصص
۲ إبراهيم 1١ - ٠١ › المؤمنون 48 - 1).
صلة الشعر الجاهلي بإعجاز القران الكريم 109 | 46م
البلاغة شعرّهُم الذي يُعَذَ ذِروةَ كلايهم» وقد كان القرآن الكريمُ الاي
التي جاء بها النبي ب دليلاً قاطعاً على صدق نبوّتِهه كما كانت العصا
آيهَ لصدق موسى يكل وإحياء الموتى وإبراء الأكمه آية لصدق عيسى بلا .
وقد قال النبي ككِِ: «ما من الأنبياء نَِنّ إلا أغطيَ مِن الآيات ما مله آمنّ
عليه البشرٌء وَإِنَّما كانَ الذي أوتيته وحياً أوحاه الله إليّ» فأرجو أن أكون
أكثرهم تابعاً يوم القيامة»”". غير أن آيات الأنبياء السابقين لنبينا كانت
آياتِ حسية ظاهرةً لِمَّن شاهدهاء وكان العَجْرٌُ عن الإتيان بمثلها مركوزاً
في الفطر البشرية» فلا أحد يستطيع أن يأتى بمثلها ولا يدعي ذلك؛
لاستئثار الله ل بالقدرة على مثلهاء ولأن العجز عنها ظاهر للجميع .
وأما آيةٌ نبينا مُحمّدٍ يك فقد اختلفث عن تلك الآيات السابقةء من
جهة أنّها آية بيانية» والعرب كانوا أهلّ بِيانِ وفصاحة» لهم قدرةٌ على
الإبانة عا في أنفسهم أوضح بيان وأبلكه. ولذلك فإنه ينبغي لِمَن يريد
معرفةً س إعجاز القرآن الكريم أن ينظرٌ في أفصح كلام أولئك القوم
الذين رل عليهم القرآن؛ ثم يستخرج أسبابت البلاغة والتفرد في ذلك
الكلام. م يبحثُ بعد ذلك عن أسباب البلاغة في القرآن الكريم» وكيف
فاقت ما كان يألفه العرب من كلامهمء والأوجه التي فاق بها كلام الله
كلام العرب الذين نزلَ القرآن الكريمٌ بلغتهم. ولأنه لم بق بين أيدي
الناس اليوم من كلام من نزل القرآن الكريم عليهم ليكون شاهداً على هذا
ودليلاً عليه إلا الشعر الجاهلي الذي حفظه العلماءء وبِلّعَهُ الرواةٌ
الثقات» فته يُعَذَّ مدخلاً مهما لدارس إعجاز القرآن الكريم
والاكتفاء بالشعر الجاهلي في مثل هذا الدرس المتعلّقٍ بإعجاز
القرآنِ» والاقتصار عليه أمر مهم؛ حتى لا يبقى مدخل للتأثر بأسلوب
)١( أخرجه البخاري فى صحيحهء كتاب فضائل القرآن ۳/۹ »)4*94“١( ومسلم في
صحيحهء كتاب الإيمان .)۱١۲( ١75/١
الشامر الشعري في تفسير القرآن الكريم
۸۹٦
القران الكريم وألفاظهء فيقتصَّرٌ على دراسة شعر الشعراء الذين لم يدركوا
. بعثة النبي وي
وقد كان عبد القاهر الجرجاني (ت١۷٤ه) من أوائل مَنْ أشار إلى
العلاقة الوثيقة بين دراسة إعجاز القرآن ومعرفة كنههء وبين دراسة الشعر
الجاهلي والتفقه فيه وفي معانيه» وشنع على من يعارض ذلك» وينكره.
فقال في معرض تأكيده على أهمية ذلك: «وذاك أن إذا كنا نعلم أن
الجهة التي منها قامت الحجة بالقرآن وظهرت. وبانت وبَهّرت» هي أن
كان على حَدٌ من الفصاحة تقصر عنه قوى البشرء ومنتهياً إلى غايةٍ لا
يطمح إليها بالفكرء وكان مُحالاً أن يَعرِفَ كوه كذلكء إلا من عرف
الشّعرٌ الذي هو ديوانُ العرب» وعنوان الأدب» والذي لا يشك أنه كان
ميدان القوم إذا تجاروا في الفصاحة والبيان» وتنازعوا فيهما قَصَبَ
الرّهانِء ثم بَحتّ عن العلل التي بها كان التباينُ في الفضل» وزاد بعض
الشعر على بعض كان الصادٌ عن ذلك صادًاً عن أن تُعرف حجة الله
تعالى»؛ وكان مَكَنهُ مَكَلَ مَنْ يتصدّى للنّاسِ فيمنعهم عن أن يَحفظوا
كتابً الله تعالى» ويقوموا بهء ويتلوه ويقرئوه» ويصنعَ في الجملة صنيعا
يؤدّي إلى أن يقل حفاظة والقائمون به» والمقرئون له. .
وقد حاول بعضهم أن يوازن بين القرآن وشعر الجاهلية» وَيُمَضْل
شعرٌ بعض شعراء الجاهلية على القرآن» فما كان من أبي بكر الباقلاني
(ت ٤۰۳ )2 إلا أن تصذى للرد على أمغال هؤلاء. وَعَقَدَ موازنة بين
.4 ۸ دلائل الإعجاز للجرجاني )١(
(۲) هو القاضي أبو بكر محمد بن الطيب الباقلاني المالكي الأشعري» ولد في البصرة»
وأخذ عن علمائها الحديث والفقه والأصول واللغة» وكان متمكناً من علم الكلام»
ففاق أهل زمانه فى الرد على المتكلمين» وقد انتقل إلى بغدادء واشتهر ذكره وعلمه
بهاء وله مصنفات كثيرة معروفة» منها إعجاز القرآن» والانتصار للقرآن وغيرها.
انظر: تاريخ بغداد ٠۳۷۹/١ ترتيب المدارك 1/ 50.
صلة الشعر الجاهلي بإعجازالقران الكرييع ل ۷
القرآن والشعر الجاهلي» فاختار قصيدةً امرئ القيس المُعلّقَة؛ِ لإجماع
العَرَبِ والأدباء على تقدم امرئ القيس في شعره» ثم تقديْيهم لهذه
القصيدة على سائر شعره.
وقال بين يدي هذه الموازنة: «ونظم القران جنس متميز» وأسلوتث
متخصص » وقبيل عن النْظيْرٍ مُتخلص» فإذا شعت أن تعرف عِظمَ شأنه,
فتأمّل ما نقوله في هذا الفصل لامرئ القيس في أجودٍ أشعاروء وما بين
لك من عواره على التفصيل2"0» ني شرع في ذكر أبيات المعلقة» مبينا
ما يرى أنه عيب وخلل في المعلقة) وما فيها من التكلف والخروج عن
المعنى والتناقض والاختلاف”" .إلى أن قال: «ولستٌ أَظَوُلُ عليكَ
فتستئقل» ولا اکور القول في دمه فتستوحش » وأكلّكَ الآن إلى جملة من
القول» فإِنْ كنت من أهل الصنعة» قَطِنتٌ واكتفيتٌ وعرفتٌ ما رمينا إليه
واستغنيتَ» وإن كنت عن الطبقةٍ خارجاً» وعن الإتقانٍ بهذا الشأنٍ خاليا
فلا يكفيكَ البيان» وإن استَفْرَينا جَمِيعَ شعره» وتتبعنا عامّة ألفاظه»”" .
ل 4 م عاد بعد ذلك فذكر ما استحسنه الأدياءٌ من أبيات هذه القصيدة ؛
فقلل من شأنهاء وهَوّن من بلاغتها. وقال: إن هذا صالخ جَميل
وليس من الباب الذي يقال: إن متناو عَجِيبٌ» وفيه إلمام بالتكنّفٍء
ودخولٌ في التعمل)”*'.
ثم ختم بييان غرضه الذي قصده من هذا التتبع لمعلقة امرئ القيس
فقال : ونم أردنا أن نبين الجملة التي بيناهاء لتعرف أن طريقة الشعر
شريعةٌ مورودةٌ» ومَنْزلةٌ مشهودةٌء يأخذ منها أصحابُها على مقادير
أسبايهم» ويتناولٌ منها ذووها على حسب أحوالهم. . . فأمًا نج القرآن
ونظمه» وتأليفه ورصفه. فن العقولٌ تتيه فى جهتوء وتّحارٌ في بحرو
١69 المصدر السابق )۲( .٠١۹ إعجاز القرآن )١(
.١8١ المصدر السابق )٤( .٠۷۹ المصدر السابق )۳(
16 الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
وتضل دونَ وصفدء ونَحنُ نذكر لك في تفصيل هذا ما تستدلٌ به على
الغرض» وتستولي به على الأمَدِه وتصل به إلى المقصدٍء وتتصور
إعجازه كما تتصور الشمس› > وتتيمن بلاغته كما تہ تتيقن الفجر)”''.
لم شرع بعد ذلك في عرض آبات من القرآن» مبيناً ما فيها من
أوجه البلاغة» ومواطن الإعجاز.
وقد بالغ الباقلاني في الإزراء على معلقةٍ امرئ القيس» واستخراج
تُيوبهاء مع اعترافه بان نقد الكلام شدیدٌ» وتَميِيدَهُ صَعبٌ)”'. ولكنه
سارٌ على ن المنهج. وأوصى بالسَير فيه فقال: «وقد بسطنا لك القول
رجاء إفهايك» وهذا المنهاج الذي رأيته» إن سلكت يأخذ بيدكَء ويدلكَ
على رشدك» ويغنيك عن ذكر براعة ايو | آبة لك . وكان مدفوعاً إلى
هذا الإزراء لما كان من تفضيل بعضهم لشعر امرئ القيس على القرآن
بدليل قوله في ختام هذه الموازنة : «إِن الذي عارض القرآن بشعر امرئ
القيس لأضل من جمار بِاهِلَةَ» وَأَحْمَنُ من هَبَئَقَةها'“. وهو يريد بذلك
بيان مزية القرآن» وأنه متفرد بالبلاغة.
وكان الصوابٌ أن يأتي إلى ما أجمعت العربٌ على استحسانه
وتقديمه من شعر شعرائها كما في معلقة امرئ القيس. م ينظر في مواطنَ
الجمال» وأسباب التقديم له على غيره من الشعرء حتى إذا تبَيّنَ له ذلك
غاية البيانِء واتضحَ له تَمامَ الاتضاحء جاء إلى القرآن الكريم» فتَلْمّسَ
هذه الأسباب فيه» وتدبر في ألفاظه ومعانيه» حتى يرى وجة تقدم القرآن
على غيره من الكلام. ۰
.۲٠۳ المصدر السابق )۲( .185 ١847 إعجاز القرآن )١(
(۳) المصدر السابق .۲٠٤
(:) المصدر السابق »1١١ ومَبنّقَةَ هو يزيد بن ثروان» أحد بنى قيس بن ثعلبة. انظر:
مجمع الأمثال 2717/١ وهما مثلان مضروبان لمن بلغ الغاية في الضلال والحمق.
صلة الشعر الجاهلي بإعجاز القرآن الكريم ۸4۹
وما الوزراءً بفصيح كلام العرب» والتهوينٌ من شأنهٍ فإِنّهُ يَذْمَبُ
بقوة تقدم القرآن» حيث نه سيقال: 5 القرآنَ تَحدَّى قوماً آهل عي
وفهاهة» لا أهلَّ بيان وفصاحةء حيث إِنَّ هذه الأشعار مقدمةٌ عندهم,
وفيها ما ذكرت من العيب والتناقض .
وخيرٌ من تكلَّمَ عن هذه المسألة من العلماء فيما أعلم من
المتقدمين عبد القاهر الجرجاني» ومن المتأخرين الشيخ عبد الحميد
الفراهي ذه (ت۹٤۳١ه)» والأستاذ محمود محمد شاك ٩ اه
(ت ٤۲۱۹ ۱ه).
فأما عبد القاهر الجرجاني فقد أكثر من تحليل الشعر والشواهد
الشعرية في كتابه دلائل الإعجاز» وزادت شواهده عن أربعمائة شاهد
شعري» غير أنه احتفل بشعر المتأخرين والمولدين'''» وهو في هذا يسير
على أن الشاهد البلاغي يصلح له د شعر المتقدمين والمتأخري. على حد
سواءء وأن المعاني يتناهبها الجميع كما قال ابن جني بعد استشهاده
ببيت للمتنبي: «ولا تستنكر ذكر هذا الرجل - وإن كان مُولّداً - في أثناء
ما نحن عليه من هذا الموضع وغموضه» ولطف متسربه؛ فإن المعاني
يتناهبها المولدون كما يتناهبها المتقدمون» وقد كان أبو العباس”" وهو
الكثير التعقب لجِلَةٍ الناس احتجّ بشيءٍ من شعر حبيب بن أوس الطائي
)1١( هو محمود محمد شاکر» ولد سنة ۱۳۲۷ھ وتوفي سنة 5194١هه وله عدد من الكتب
مثل كتابه المتنبي» وأباطيل وأسمار» وحقق جزءاً كبيراً من تفسير الطبري» ودلائل
الإعجاز وأسرار البلاغة كلاهما لعبد القاهر الجرجانى» وغيرها من البحوث
والمقالات والتحقيقات» تفرد عن علماء عصره بنفاذه في فهم شعر العرب» والبصر
بكلام العلماء القدماء» وقد تخرج على يديه نخبة من العلماء. انظر: محمود محمد
شاكر لعمر القيام .١7
(۲) انظر: الشواهد الشعرية في كتاب دلائل الإعجاز للدكتور نجاح الظهار 1717/94/7 -
.
(۳) يريد المُبرّد محمد بن يزيد» الإمام في النحو واللغة والأخبار» توفي سنة ۲۸۵ه.
في کتابو الاشتقاق» لما كان غرضه فيه معناة» دون لفظه»”'' وهذا يصح
في دراسة بلاغة اللغة بصفة عامة» دون تحديد للغة العرب في عصر
نزول القران على وجه الخصوص.2 وأما دراسة لغة العرب في عهد نزول
القرآن فلا بد من الاقتصار على لغة ذلك العصر الجاهلي من الشعر
والنثرء غير أن ما حفظ من الشعر أضعاف ما حفظ من النثرء فلذلك
خص الشعر بالحديث .
فأمّا الفراهي فقد كان فريداً في تدبر الشعر الجاهلي» والفقه في
معانيه» واستخراج الشواهد الشعرية التي تدل على المعاني الدقيقة التي
وردت في القرآن الكريم» وقد تقدمت الإشارة إلى ذلك" وكان يدعو
إلى البحث عن بلاغة القرآن والاستعانة على ذلك بدراسة الشعر
الجاهلى”" ,
وأما الأستاذ محمود شاكر فقد شغله أمرٌ الشعر الجاهليٌ زمناً
طويلاء فَعَكَفَ على دراسته وتذوقه؛ واستطاع أن يكتب شيئاً من نتائح
دراسته الطويلة» ولأهمية هذه النتائج التي وصل إليها أحببت ألا يخلو
هذا البحث في الشاهد الشعري في تفسير القرآن من التوقف عند هذه
لعلاقة قة الوثيقة ثيقة بين دراسة سر إعجاز القران الكريم وفهم الشعر الجاهلي
وتذوقه. أن الشعر في كتب التفسير يمثل جزءاً مهما من أجزاء تفسير
القرآن الكريم باللغة بحسب ما توصلت إليه هذه الدراسة.
وقد ذكر محمود شاكر العلاقة بين الشعر الجاهلي وإعجاز القرآن
فقال: «أما الأمر المرتبط بالشعر الجاهلي» أو بقضايا الشعر جميعاً.
والمتصل بأساليب الجاهلية وغير الجاهلية» وأساليب العربية وغير العربية»
ومقارنتها بأسلوب القرآن» فهو عِلمْ إعجاز القرآن» ثُمّ علمٌ البلاغة»””.
. انظر: ص١١١ من البحث )۲( .١5/١ الخصائص )١(
.٠١١ ١657 مداخل إعجاز القرآن )٤( انظر: جمهرة البلاغة للفراهي. )۳(
صلة الشعر الجاهلي بإعجاز القران الكريم ]ل
وقد ذكر بعد ذلك الدليل على أن ما تحدي به العرب هو نظم
القرآن وبلاغته» وأنه يستوي قليل القرآن وكثيره في الإعجازء وأن العرب
الذين نزل عليهم القرآن» ووكلهم الله إلى أمانتهم في البيان والفصاحة»
ليحكموا على هذا الكلام» فما خانوا الأمانة» واعترفوا بعجزهم عن
النسج على منواله» وهذا دليل على أنهم قد بلغوا حداً من الفصاحة
والبلاغة» مكنتهم من أن يفهموا وجه الإعجاز في هذا القرآن.
قال ابن عطية عند تفسير قوله تعالى : قل ل أجتمعتِ الاش الجن
ورت سر
ع أن ياتا يمثلٍ هدا القران لا ياو يني ولو كنت بعصم لض
هيا 4 [الإسراء: ۸۸]: «(سبب هذه الاآية أن جماعة من قريش قالت
لرسول الله ية : يا محمد جتنا بآية غريبةٍ غير هذا القرآن فنا نقدرٌ نحن
على المّجيء بمثل هذاء فتَرّلت هذه الآيةٌ المصرّحةٌ بالتعجيزء المُعلِمة
أن جميع الخلائتٍ إنساً وجناً لو اجتمعوا على ذلك لم يقدروا عليه.
والعجرٌ في معارضة القرآنِ إِنْما وقح في النَّظم والرّصفِ لمعانيء وعِلَهُ
ذلك الإحاطة التي لا يتصفُ بها إلا الله تعالى» والبَسَرُ مُقصّرٌ ضرورة
بالجهل والنسيانء» والغفلة وأنواع النقص» فإذا نظمَّ كلمة خفي عنه
- للعللٍ التي ذكرنا - أليقٌ الكلام بها في المعنى»'.
وذكرٌ تفرد العرب بفهمهم السليقي للقرآن فقال: «وفهمت العربُ
بِحُلوصٍ فهوها في مَيْزٍ الكلام» ودُربتِها بو ما لا نفهمة نحنُء ولا كل مَنْ
خالطته حضارةً» ففهموا العجرّ عنه ضرورة ومشاهدةً» وعلمه الناس
بعدهم استدلالاً ونظرأًء ولكل حصل علمٌ قطعيّء لكن ليس في مرتبةٍ
واحدة».
ولذلك فإنه ينبغي لدارس إعجاز القرآن أن يرجع إلى كلام هذه
الطبقة التي بلغت هذا المبلغ من الفصاحة والبيان» لينظر ما فيه من أوجه
.۱۸۷/۹ (؟) المصدر السابق .185- 1١86/94 المحرر الوجيز (قطر) )١(
ا شار لشي في تفسيرالقرآنالكريم
البلاغة والبيان؛ لأنه هو الشاهد الوحيد الذي يدل على مدى فصاحتهم
وبلاغتهم . قال محمود شاكر: «وهذه الصفات تفضي بنا إلى التماس ما
ينبغي أن تكون عليه صفة كلامهم» إن كان بقي من كلامهم شيءء فالنظر
المجرد أيضأء يوجب أمرين في نعت ما خلفوه:
الأول: أن يكون ما بقي من كلامهمء شاهداً على بلوغ لغتهم غاية
من التمام والكمال والاستواءء حتى لا تعجزها الإبانة عن شيء مما
يعتلج في صدر كل مبين منهم .
الثاني: أن تجتمع فيه ضروب مختلفة من البيان لا يجزئ أن تكون
دالة على سعة لغتهم وتمامها... فهل بقي من كلامهم شيء يستحق أن
يكون شاهداً على هذا ودليلاً؟ نعم» بقي الشعر الجاهلي».
فقد سعى أولاً إلى تخلیص مهوم الإعجاز في القرآنء وأنهُ من
قبل النظم والْمَيان» ثم ساقَهُ الاستدلال إلى تحد ي صفة القوم الذين
تحد تَحدَاهم وصفة لغتهمء ثم خرج إلى طلب نعتٍ كلايهم. والتمس
الشاهدٌ والدليل على الذي أَدَّاهُ إليه النَظرُ فإذا هذا الشاهد والدليل هو ما
تبقى من الشعر الجاهلي» ليكون مدخلاً لدراسة إعجاز القرآن.
وما صنعه محمود شاكر من التوفر على دراسة شعر الجاهلية زمنا
طويلاً: أداه إلى أن يستخلص منه دلالته أنه شعر قد انفرد بخصائصه عن كل
شعر جاء بعده من شعر أهل الإسلام». وإذا صحت له هذه المقدمة» وهي
عنده صحيحة لا يشك فيهاء «وجب أن ندرس هذا الشعر دراسة متعمقة»
ملتمسين فيه هذه القدرة البيانية التي يمتاز بها أهل الجاهلية عمن جاء
بعدهم» ومستنبطين من ضروب البيان المختلفة التي أطاقتها قوى لغتهم
وألسنتهم» فإذا تم لنا ذلك» فمن الممكن القريب يومتظٍ أن نتلمس في
القرآن الذي أعجزهم بيانه» خصائص هذا البيان المفارق لبيان البشر»".
.٠۷١ مداخل إعجاز القرآن )۲( .٠١١ مداخل إعجاز القرآن )١(
صلة الشعر الجاهلي بإعجاز القرآن الكريم
وقد سلك عبد القاهر الجرجاني في دراسته للبلاغة مسلكاً قريباً من
هذاء ولكنه اعتمد على شعر المتأخرين. وقلت عنده شواهد شعر
الجاهلية» فلم يصل إلى ما أشار إليه محمود شاكر في كلامه. ٠
فدراسة الشاهد الشعري الجاهلي»ء على هذا الأساس تفتح للباحث
في إعجاز القرآن باباً أمام دراسة جديدة في باب الدراسات القرآنية التي
تناولت الإعجاز في القرآن الكريم» وبحسب هذا المبحث أن أشار إلى
هذه المسألة على هذا الوجه من الاختصارء لعله يتاح لها من يوفيها
حقها من الدرس فهي موضوع قائم بذاته.
CR 0 CSE
په هھ صق
جر يجري
سکیس دين (زومسصى
ww , أت لح يمحت ن دمر . corn
خائمة السبحث
مصدريه ا لل وهف
خاتمة البحث
الحمد لله الذي أعانَ ووقَقَ للانتهاء إلى هذه الخَاتِمَةء وفيها أذكر
أهم النتائج التي توصل إليها البحث؛» وبعضّها سبقت الإشارةٌ إليه
بتفصيل» وبعضها نتيجة القراءة في هذا الموضوعء ولم أجد لها مناسبة
أثناء البحث التزاماً بالخطة. وأَجْملٌ ذلك في الآني :
- تبدّىَ من خلال هذا البحث أهميّة العناية بالاختيارات المتقدمة
للشعر العربي التي اختارها المُفضّل الضبئُ وهي «المُفضليًّات»» والتي
اختارها الأصمعئٌ وهي «الأصمعيّات». ثم التي اختارها أبو نمام
وسَمَّاها «الحماسة» والحماسة الصغرى المعروفة ب«الوحشيات»» ذلك أن
معظم شواهد المفسرين لا تخرج عن هذه المختارات» والشعر الذي
تشتمل عليه هذه الاختيارات من شعر الاحتجاج» ويُمكنٌ التحقق من
ذلك بالنظر في شواهد الشعراء المقلين من أمثال الأشهب بن رَمَيلة
وأبي العُول الظهَري: وربيعة بن مَقروم الضبيٌء وضابي بن الحارث
البُرجُمِئَ ونحوهم» فستجد أن الشواهد التي ذكرّها المفسرون لهم لا
تخرج عن تلك القصائد التي وردت في تلك الاختيارات» وأكثر من رأيته
عنِيَ بديوانٍ الحماسة من المُفسرينَ هو الزمخشري وابن عطيّة.
الألفاظ قليلة الورود في القرآنٍ يُستشهدٌ لها بشواهد محفوظة غير
مُكررةء مثل لفظةٌ ححئّار» في قوله تعالى: وما يحْسَدُ انيتا إلا عل
حار كور القمان: 01]. وهذا يدل على أن الألفاظ القليلة الاستعمال
في القرآن» قليلة الاستعمال أيضاً في شعر العَرّب وكلامهاء ويؤكد أن
القرآنَّ نَرَلَ باللغة المستفيضة المشهورة من لغة العرب دون الشاذ النادر
| ۹ الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
منهاء وهذا ما ذهب إليه العلماء من أنه يَجبُ حَملّ معانى القرآن على
المشهور المعروف من لغة العرب» دون النادر الشاذ. 220
- القرآن الكريم نزل بلغات العرب» ولم يقتصر نزوله على لغة
قريش خاصة كما ذهبّ إلى ذلك بعض العلماء» وفي استشهاد المفسرين
وأصحاب المعاني والغريب بشعر قبائل العرب دون تفريق إجماع على أنه
لم ينل بلغة قريش وحدّهاء ولو كان القرآن نزل بلغة قريش لما احتاج
الناس إلى الشعر للاستشهاد به على فهم المشكل والغريب» وكان عليهم
الرجوعٌ إلى شعر قريش ونثرهم للاستشهاد به في توضيح ما فيه من
مشكل وغريب» لا إلى شعر العرب وكلامهم من غير قريشء» ثم إن
وجود الغريب في القرآن والمشكل وحروف خفي معناها على بعض
القرشيين كأبي بكر وعمر دليل على أنه لم ينل بلسان قريش وحدهاء
وقد قصل الباحثون هذه المسألة”''.
- قبيلة تميم استحوذت على النصيب الأكبر من حيث عدد الشعراء
وعدد الشواهد الشعرية في كتب التفسير» فقد استشهد المفسرون بثمانية
وحَمسينَ شاعراً من شعراء تَميم في الجاهلية والإسلام. يأتي بعد تميم
قبائلٌ كنانة» ثم يأتي بعد هاتين القبيلتين قبيلة بكر ببطونها المختلفةء
ومنهم شعراء قيس» وغيرهم من بطون بكر.
- الْرُوعَ للشاهد مطلبٌ قَدِيمٌ في عصور صفاء اللغة» والشعر بوجه
خاص» فقد كان الصحابة وه يطلبون الشاهد من الشعر مع سلامة
سليقتهم بمقاييس العلماء» غير أنه لم يكن يقنعهم إلا الرواية عمّن سبق
كما قال ابن سلام» وإن كانوا قد قبلوا شواهد للمعاصرين لهم كما صنع
ابن عباس في استشهاده بشعر عمر ابن أبي ربيعة» واستشهد عكرمة بشعر
ثابت قطنة .
.1۷١ 575/4 انظر: المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام لجواد علي )١(
خاتمة البحث 607 أ
- اعتمد المفسرون على شعراء الجاهلية اعتماداً كبيراً في
الاستشهاد. ولم يعدلوا بشعرهم شعر غيرهمء بدليل أن الطبري قد
استشهد بشعر مائة واثنين وعشرين شاعراً جاهلياً أمكن معرفتهم» وقد
يكون من جُملة الأبيات المّجهولة من قالها من شعراء الجاهلية» من
مجمل شعراء الشواهد الذين استشهد الطبري بشعرهم وعددهم يصل إلى
ثلاثمائة وعشرة شعراءء وهي نسبة تمثل 79,7/ من شعراء الطبري في
تفسيره. وقد استشهد لهم بمًا يزيد عن حَمسمائةٍ وحَمسينَ شاهداً شعريا
من مجموع شواهده المنسوبة التي بلغت ألفاً وثلاثمائة وأربعين شاهداً
شعرياًء وهو يمثل نسبة /4١ من الشعر المنسوب في تفسير الطبري
لشعراء الجاهلية.
- جاء منهج المفسرين في الاعتماد على شعراء الجاهلية أكثر من
غيرهمء موافقا لمنهج اللغويين» وتقاربت تقاربا كبيرا نسبة شعراء
الجاهلية الذين استشهد بهم المفسرون واللغويون» ثم جاء بعدهم شعراء
الإسلام وبني أمية .
- جاء الشاعر الأعشى في مقدمة شعراء الجاهلية في تفسير
الطبري» فقد استشهد له الطبري بمائةٍ وكمانية عشرَّ شاهداً. واستشهد له
القرطبئٌ بمائةٍ وثلاثينَ شاهداً شعريأء وأكثر ابن عطية والزمخشري من
الاستشهاد بشعره» ثم يأتي بعده بقية الشعراء الجاهليين والإسلاميين
كالنابغة الذبياني» وجرير والفرزدق» ورؤبة بن العجاج وأبيه العجاج وذي
الرمة.
- بعد مجاز القرآن لأبي عبيدة مصدراً أصيلا للشواهد الشعرية في
كتب التفسير واللغة» والمفسرون عيالٌ عليه في الشواهد» وخاصة شواهد
الغريب» وقد زاد عدد شواهده الشعرية على تسعمائة شاهدء وبعده الفراء
في معاني القرآن وبلغ عدد شواهده سبعمائة وححّمسة وثمانين شاهداً بدون
المكرر من الشواهدء وأمًا ابن قتيبة فقد بلغت شواهدٌ غريب القرآن له
ا“ شار لشي في تفسيرالقرآن الكريم
مائة واثنين وثمانين شاهداًء وشواهد تأويل مشكل القرآن ثلاتّمائة وواحد
وستين شاهداً.
- تَميرٌ الإمام الطبري على بقية المفسرين بقدرته على شرح الشواهد
الشعرية وفهمهاء وبيان أوجه الاستشهاد منهاء ثي يليه ابن عطية في
ذلك» واستدراكات ابن عطية على الطبري في فهم الشواهد دليل على
بصره بالشعر.
- يعد القرطبئٌ أكثرٌ المفسرين جَمعاً للشواهد الشعرية بأنواعها فقد
بلغت شواهده الشعرية أربعة ألاف وثمانمائة وسبعة شواهد شعرية
(4810)ء ْم يليه الطبري وعدد شواهده ألفان ومائتان وستون شاهداً
(25560©). ثم ابن عطية وعدد شواهده ألف وتسعمائة وواحد وثمانون
شاهداً (١۱۹۸)ء ثُمَّ الزمخشري وعدد شواهد تسعمائة وشاهد شعري
واحد (401)» كما سبق بيانه في إحصاء الشواهد في كتب التفسير.
- تبين لي أن المفسرين قد أودعوا كتبهم معظم المادة العلمية
والشعرية في كتب معاني القرآن وغريبه» وخاصة مجاز القرآن لأبي
عبيدة» ومعاني القرآن للأخفش والفراء والزجاج» وقد استوعب تفسير
الطبري معاني القرآن للفراء والأخفش ومجاز أبي عبيدة بشواهدها» حتى
لا يكاد يَنِدّ عنك شيء منها في تفسيره» وصنع أكثر منه القرطبي في
تفسيره لتأخر عصره» ووفرة مصادره.
- الشواهد الشعرية في كتب معاني القرآن وغريب القرآن والتفسير
واللغة شواهد مكررة» فلا يكاد المتأخر يضيف جديداً على ما استشهد به
علماء الطبقات الأولى من أهل اللغة والتفسيرء مما يدل على وحدة
المصادرء وقد دفع هذا إلى حصر هذه الشواهد وصناعة معاجم للشواهد
الشعرية لدى المتأخرين.
- غلبة جانب التقليد في الاستشهاد بالشواهد الشعرية»ء لدى
المفسرين المتأخرين كالقرطبي ومن بعده» وقلة جانب الاجتهاد في
البحث عن شواهد شعرية لم يسبق للمتقدمين الاستشهاد بها في
المجموعات الشعرية والدواوين المروية للشعراء لإثراء الشواهد وتوسيع
مجال فهم وجه الاستشهاد لا الشاهد نفسه» حيث إن وجه الاستشهاد هو
المقصود ابتداءً .
- الحاجة إلى دراسة أساليب العرب من خلال الشعر الجاهلي
وحصرها وتبويبهاء لموازنتها بعد ذلك بأساليب القرآن» التي صَنَّفَ
العلامة محمد عبد الخالق عضيمة كتابه «دراسات لأسلوب القرآن الكريم»
في دراستهاء وقد أشار إلى ذلك محمود شاكر هه في تقديمه لكتاب
الحاجة لتدريس مادة الشعر الجاهليٌ في تخصص الدراسات
القرآنية لربط طلاب العلم بلغته» والعودة بهم إلى اللغة العربية في
مصادرها الأولى» والتمرس بأساليب العربية الفصحى؛ ليتسنى لهم دراسة
لغة القرآن الكريم» وموزانة لغته بلغة ذلك الشعر الجزلٍ». الذي كان ذروة
بلاغة مَنْ نَرَلَ القرآن عليهم بلسانهم» وعَجُزوا عن معارضته رغم التحدّي
المتكرر.
دراسة علاقة الشعر الجاهلي بإعجاز القرآن الكريم موضوع جدير
بالبحث والدراسة» وينبغي لمن يتصدى لذلك أن يكون عميق المعرفة
بشعر الجاهلية على وجه الخصوصء بصيراً بمعانيه» متذوقاً للشعرء وإن
كان أمثال هؤلاء على حد قول أبى عمرو بن العلاء: «العلماءٌ بالشّعر أَعَرُ
من الكبريت الأخمر» . ۰
والله أعلم» وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى
آله وصحبه أجمعين .
.٠٠۳ إعجاز القرآن للباقلاني )١(
پیر
2
رشعم
جى ري ںی
ھلک ادن زو نے
WWW.TTIOSWAFAT. CON
ثبت المصادر والمراجع الها
ثبت المصادر والمراجع
أو ل الرسائل الجامعية:
- |
الأحكام الفقهية المتعلقة بالشعرء (بحث تكميلي مقدم لنيل درجة
الماجستير)ء إعداد الطالب هيثم بن فهد بن عبد الرحمن الرومي» المعهد
العالي للقضاءء جامعة الإمام» ١57١ ١575١ه رقم (1۹).
البسيط في التفسير للواحدي (ت458ه)» رسالة دكتوراه بتحقيق محمد بن
صالح الفوزان» محفوظة يمكتبة قسم القرآن وعلومهء كلية أصول الدين
بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض .
المعايير النقدية فى رد شواهد النحو الشعرية» لبريكان بن سعد الشلوي.
رسالة دكتوراه بجامعة أم القرى»ء كلية اللغة العربية» قسم النحوء 477١ه.
الواحدي النحوي من خلال كتابه البسيط »› لصالح بن إبراهيم الفراج» رسالة
دكتوراه في النحوء بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض» كلية
اللغة العربية» العام الجامعي 15١5١ه.
ثانياً: المطبوعات:
5
أبحاث فى اللغة» للدكتور محمد على سلطانى» الناشر دار العصماء بسورياء
الطبعة الأولى ؟577١ه.
إبراز المعاني من حرز الأماني في القراءات السبع» للإمام عبد الرحمن بن
إسماعيل المعروف بأبي شامة الدمشقي (ت570ه)» تحقيق إبراهيم عطوة
عوض » مطبعة مصطفى البابي الحلبي بمصر» بدون تاريخ .
أبيات النحو في تفسير البحر المحيط» لشعاع إبراهيم عبد الرحمن المنصورء
توزيع مكتبة دار التراث بمكة» الطبعة الأولى 5١5١ه.
إتحاف فضلاء البشر بالقراءات الأربعة عشر» للشيخ أحمد بن محمد البنّاء
تحقيق شعبان محمد إسماعيل» ط.عالم الكتب» بَيروت» الطبعة الأولى
۷ھ
= (لشاهر (لشعري في تفسير القرآن الكريم
- ٩
١١
- ۲
-١6
515
- ۸
- ۹
- ۲١
الاتقان في علوم القرآن, للحافظ جلال الدين عبد الرحمن السيوطي
(ت١١۹ه)» تقديم وتعليق الدكتور مصطفى ديب البغاء الناشر دار ابن كثير
بدمشق» ودار العلوم الإنسانية بدمشق» الطبعة الثانية 5١4١ه.
أثر القراءات في الأصوات والنحو العربي» للدكتور عبد الصبور شاهين»
الناشر مكتبة الخانجي بالقاهرة» الطبعة الأولى ۸١١٤٠ه.
أثر المعنى النحوي في تفسير القرآن الكريم بالرأي» لبشيرة علي فرج
العشيبي» الناشر جامعة قاريونس» بليبياء الطبعة الأولى 1999م. 22
الإاجماع في التفسيرء لمحمد بن عبد العزيز الخضيري» دار الوطن بالرياض»
الطبعة الأولى ١57١ه.
أحكام القرآنء للإمام إبي بكر محمد بن عبد الله بن العربي (ت047ه),
راجعه محمد عبد القادر عطاء دار الكتب العلمية» بيروت» الطبعة الأولى
بدون تاريخ .
أخبار النحويين البصريين» لأبي سعيد السيرافي» تحقيق الدكتور محمد البناء
دار الاعتصام» الطبعة الأولى ١١٤٠ه: ٠
أدب الكاتب. لأبي محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري (ت٣۲۷ه)ء
تحقيق الدكتور محمد الدالى» الناشر مؤسسة الرسالة» بيروت» الطبعة الثانية
٤۷ اھ. ۰
الإدغام الكبيرء للومام أبي عمرو عثمان بن سعيد الداني» تحقيق ودراسة
الدكتور عبد الرحمن حسن العارف» الناشر عالم الكتب بالقاهرة» الطبعة
الأولى 575١ه.
الأدوات النحوية في كتب التفسيرء للدكتور محمود أحمد الصغيرء دار
الفكرء بيروت» الطبعة الأولى 577١ه.
أرسطو طاليس (فن الشعر)ء للدكتور عبد الرحمن بدوي» الناشر دار الشرق»
بدون تاريخ .
أساس البلاغة, للزمخشريء الناشر دار بيروت للطباعة والنشر» الطبعة
الأولى 7١5١ه.
أسرار العربية» لأبى البركات عبد الرحمن بن محمد الأنباري (ت/الاده).
تحقيق محمد بهجة البيطار» الناشر المجمع العلمي العربي بدمشق.
الإاسلام والشعرء للدكتور سامي مكي العاني» المجلس الوطني للثقافة
والفنون» الكويت 7٠51١ه
ثبت المصادر والمراجع r
- ۲
۳
٤
_ 0
- ۲٦
- ¥
- ۸
8
7١
>
- 377
- 75
170
إشارة التعيين في تراجم النحاة واللغويين» عبد الباقي اليماني» تحقيق:
عبد المجيد دياب» ط1 مركز الملك فيصل للبحوث» ٩۰٤۱ھ - 1985م.
الأشباه والنظائر في القرآن الكريم» لمقاتل بن سليمان» تحقيق الدكتور
عبد الله شحاته. نشر الهيئة المصرية العامة للكتاب» الطبعة الثانية ٤١٤٠ه
أشعار الشعراء الستة الجاهليين» للأعلم الشنتمري» تحقيق محمد عبد المنعم
خفاجي» نشر دار الجيل ببيروت» الطبعة الأولى 517١ه.
الإصابة لابن حجر العسقلاني» دار إحياء التراث» بدون تاريخ .
الاصباح في شرح الاقتراح» للدكتور محمود فجال» دار القلم بدمشق» الطبعة
الأولى 9٠5١ه.
إصلاح المنطق» ليعقوب بن السكيت (ت7145ه)» تحقيق أحمد محمد شاكر
وعبل السلام هارون» دار المعارف يمصرهء بدون تاريخ .
الأصمعي وجهوده في رواية الشعر العربي» لإياد عبد المجيد إبراهيم» الناشر
وزارة الثقافة والإعلام بالعراق» الطبعة الأولى 9489١م.
الأصمعيّات» اختيار أبى سعيد عبد الملك بن قريب الأصمعى (ت5١1ه)؛
تحقيق أحمد شاكر وعبد السلام هارون» نشر دار المعارف بمصرء الطبعة
الخامسة» بدون تاريخ . ظ
أصول التفكير النحوي للدكتور علي أبو المكارم» منشورات الجامعة الليبية:
كلية التربيةق» ۳۹۳١ه.
أصول الشعر العربي للمستشرق الانجليزي مرجليوث» ترجمة الدكتور يحيى
الجبوري» الناشر مؤسسة الرسالة» الطبعة الثانية 06٠5١ه.
أصول النقد الأدبى» للدكتور أحمد الشايب» الناشر مكتبة النهضة المصرية»
الطبعة السابعة 1934م.
الأصول في النحوء لأبي بكر محمد بن سهل بن السراج النحوي
(ت٣١٠۳ه)» تحقيق الدكتور عبد الحسين الفتلى» الناشر مؤسسة الرسالة»
الطبعة الثالئة ۷١٤٠ه. مع فهارسه المستقلة للدكتور محمود الطناحي» نشر
مكتبة الخانجي بالقاهرة.
الأضداد. لابن الأنباري» تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم» نشر دائرة
المطبوعات والنشر بالكويت» الطبعة الأولى ١197م
أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقر آن» لمحمد الأمين بن محمد المختار
الشنقيطي (ت۳۹۳١ه)» نشر عالم الكتب» بيروت.
75
۴۷
-
084
,ل
- ١
١ ل
5*7
-
مه
5
- ۷
- ٤۸
۹1٤
(لشاهر (الشعري في تفسير القرآن الكريم
الإعجاز البياني للقرآن ومسائل نافع بن الأزرق» للدكتور عائشة عبد الرحمن
(بنت الشاطي). الناشر دار المعارف بالقاهرة» الطبعة الثانية بدون تاريخ .
إعجاز القرآن» لأبى بكر محمد بن الطيب الباقلانى (ت107ه)2 تحقيق
السيد أحمد صقرء دار المعارف بمصرء الطبعة الثالثة.
الأعراب الرواة» للدكتور عبد الحميد الشلقانى» الناشر المنشأة العامة للنشر
والتوزيع والإعلان» بطرابلس ليبياء الطبعة الثانية ۱۹۸۲م.
إعراب القرآن, للإمام أبي جعفر أحمد بن محمد النحاس (ت۳۳۸ه)»
تحقيق زهير غازي زاهد» نشر عالم الكتب» الطبعة الثانية 0٠5١ه.
إعراب القراءات السبع وعللهاء » للحسين بن أحمد بن خالويه» تحقيق عبد الرحمن بن
سليمان العثيمين» نشر مكتبة الخانجي بالقاهرة» ةا 211
الأعلام» لخير الدين الزركلي» الناشر دار العلم للملايين» بيروت» الطبعة
العاشرة ۱۹۹۲م .
إعلام الموقعين عن رب العالمين» للإمام محمد بن أبي بكر المعروف بابن
قيم الجوزية (ت١0لاه)ء تحقيق مشهور حسن آل سلمان» الناشر دار ابن
الجوزي بالدمام» الطبعة الأولى 577١ه.
الإعلام بأصول الأعلام الواردة في قصص الأنبياء يلاء للدكتور ف
عبد الرحيم» الناشر دار القلم بدمشق» الطبعة الأولى 517١ه.
الأغاني» لأبي الفرج الأصفهاني (ت105ه)» طبعة دار الكتب المصرية»
وتكملة الهيئة المصرية للكتاب .
الإاغفال. لأبي علي الفارسي (ت/الالاه)ء تحقيق الدكتور عبد الله بن عمر
الحاج إبراهيم» الناشر المُجمّع الثقافي بمركز جمعة الماجد» أبو ظبي»
الطبعة الأولى 575١ه.
آلهة مصر الفرعونية» لعلي فهمي خشيم» الناشر دار الكتاب الجديد» بيروت
بدون تاريخ .
أمالي ابن الشجري» لهبة الله بن علي بن محمد الحسني العلوي (ت١٤٠ه)›
تحقيق الدكتور محمود محمد الطناحي, الناشر مكتبة الخانجي للطبع والنشر
والتوزيع بالقاهرة» بدون تاريخ .
أمالي الزجاجي» لأبي القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي (ت ٤١ ۳ه)»
تحقيق عبد السلام هارون» الناشر المؤسسة العربية الحديثة» الطبعة الأولى
۲ ھ.
تبت المصادر والمرا<
کک و ا لل ل ب |
- ۹
اه
65
۳ ل
000
6015
- ۷
_ 0۸
08
أمالي المرتضى (غرر الفوائد ودرر القلائد). للشريف المرتضى على بن
الحسين الموسوي» تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم» الناشر دار الفكر
العربي» القاهرة.
أمالي المرزوقي » لأبي علي أحمد بن محمد المرزوقي (ت١47ه)» تحقيق
يحيى الجبوري» الناشر دار الغرب الإسلامي» الطبعة الأولى 1946م.
الأمالي والذيل والنوادرء لأبي علي إسماعيل بن القاسم القالي البغدادي
(تثه”ه). تحقيق محمد عبد الجواد الأصمعىء مطبعة دار الكتب
المصريةء الطبعة الثانية 54"١ه. ٠
الأمالي النحوية (أمالي القرآن الكريم)ء لابن الحاجب (ت١01ه)» تحقيق
هادي حسن حمودي» الناشر عالم الكتب» ومكتبة النهضة العربية» الطبعة
الأولى 5٠5١ه.
الامتاع والمؤانسة» لأبي حيان التوحيدي» تحقيق أحمد أمين وأحمد الزين»
منشورات دار مكتبة الحياة» بيروت .
الأمثال» لأبي عبيد القاسم بن سلام (ت775ه)2 تحقيق الدكتور عبد المجيد
قطامش» الناشر دار المأمون بدمشق» الطبعة الأولى ٠.5١ه.
الأمثال. لمؤرج السدوسي» تحقيق الدكتور رمضان عبد التواب» نشر دار
النهضة العربية ببیروت» 1987م.
إمعان في أقسام القرآن» للإمام عبد الحميد الفراهي (ت759١ه)» تعليق
الدكتور محمد أجمل الإصلاحي» الناشر دار القلم بدمشق» الطبعة الأولى
0 ھ.
آمية بن آبي الصلت: حياته وشعره» دراسة وتحقيق الدكتور بهجة عبد الغفور
الحديثي» سلسلة خزانة التراث» العراق» الطبعة الثانية.
إنباه الرواة» لأبيى الحسن علي بن يوسف القفطي (ت5؟57ه)» تحقيق محمد
أبو الفضل إبراهيم» نشر دار الفكر العربي بالقاهرة» الطبعة الأولى 405١ه.
الإنصاف فى مسائل الخلاف بين البصريين والكوفيين» لأبى البركات كمال
الدين عبد الرحمن بن محمد الأنباري (تل/الاهوه). تحقيق الدكتور جودة
مبروك محمد راجعه الدكتور رمضان عبد التواب» الناشر مكتبة الخانجى
بالقاهرة» الطبعة الأولى 477١ه. ١
أنواع التصنيف المتعلقة بتفسير القرآن الكريم» للدكتور مساعد بن سليمان
الطيارء الناشر دار ابن الجوزي بالسعودية» الطعبة الثانية 57١ه.
"خ١
25
- 27
- ٤
~ı ۵
11
7خ
10
- ۹
- ۷۱
- ۲
- ۷۳
¥٤
ا“ _(الشاهر (لشعري في تفسير القرآن الكريم
الأوائل » لأبي هلال الحسن بن عبد الله العسكريء الناشر دار الكتب
العلمية» بيروت» الطبعة الأولى /ا*٠5١اه.
إيجاز البيان عن معاني القرآن» لمحمود بن أبي الحسن النيسابوري
(ت”00ه)؛ دراسة وتحقيق الأستاذ الدكتور علي ب بن سليمان العبيد» الناشر
مكتبة التوبة بالرياض» الطبعة الأولى 514١ه.
إيضاح الوقف والابتداء» لابن الأنباري» تحقيق: محيي الدين رمضان» نشر
مجمع اللغة العربية بدمشق» ط۱ 11917ه.
إيضاح شواهد الايضاح» لأبي علي الحسن بن عبد الله القيسي» تحقيق الدكتور
محمد بن حمود الدعجاني» دار الغرب الإسلامي» الطبعة الأولى 508١ه.
الاحتجاج بالشعر في اللغة» للدكتور محمد حسن حسن جبل» دار الفكر
العربي» القاهرة.
اختلاف الرواية في شواهد سيبويه» للدكتور حسن موسى الشاعرء دار
البشيرء الأردن؛ الطبعة الأولى 51١ه.
ارتشاف الضرب من لسان العرب» للإمام أبي حيان الغرناطي الأندلسي
(ت٥٤۷ه)» تحقيق الدكتور رجب عثمان محمدء الناشر مكتبة الخانجى
بالقاهرة» الطبعة الأولى ۸١٤٠ه. ۰
الاستشهاد والاحتجاج باللغة» للدكتور محمد عيدء الناشر عالم الكتب
بالقاهرة» الطبعة الثالثة ۱۹۸۸م .
الاشتقاق » لابن دريد» تحقيق عبد السلام هارونء الناشر دار الجيل›
بيروت» الطبعة الأولى ١١5١ه.
اشتقاق أسماء الله الحسنى» لأبي القاسم الزجاجي» تحقيق عبد الحسين
مبارك» نشر مؤسسة الرسالةء ط7. 5٠5١ه.
اشتقاق الأسماءء للأصمعي» تحقيق الدكتور رمضان عبد التواب وصلاح
الدين الهادي» نشر مكتبة الخانجي بالقاهرة ١ ھ.
البحث اللغوي عند العرب» للدكتور أحمد مختار عمرء دار المعارف
بالقاهرة. /111ام.
البحر المحيط في أصول الفقهء لبدر الدين محمد بن بهادر الزركشي» تحقيق
جماعة من الباحثين» نشر وزارة الأوقاف الكويتية» ط ۲ء 517١ه.
البحر المحيط في التفسير» لأبي حيان الأندلسي» تحقيق: على محمد
معوض وآخرين» نشر مكتبة دار الباز» طاء 417١ه.
ثبت المصادر والمراجع |
_ ¥0
۷٦
¥
- ۸
- ۹
- م6٠
- م١
- ۸۲
- ۸۲
م -
_ A0
- A
- AV
بحوث وتنبيهات » للأستاذ أبي محفوظ الكريم المعصومي» بعناية الدكتور
محمد أجمل الإصلاحي» الناشر دار الغرب الإسلامي» بيروت» الطبعة
الأولى ١١٠۲م.
البرصان والعرجان» لأبي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ» تحقيق عبد السلام
هارونء الناشر دار الجيل» بيروت» الطبعة الأولى ١٠5١ه.
البرهان في علوم القرآن» للإمام بدر الدين محمد بن عبد الله الزركشي
(ت45لاه)ء تحقيق الدكتور يوسف عبد الرحمن المرعشلي وآخرين» دار
المعرفة» بيروت» الطبعة الأولى ١٠5١ه.
بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة» للحافظ جلال الدين عبد الرحمن
السيوطي (ت١١۹ه)ء تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم» الناشر المكتبة
العصرية بلبنان» بدون تاريخ .
بواكير التفسير القرآنى عند الخليل بن أحمد الفراهيدى › للدكتور هادي
عطية الهلالي» ساعدت جامعة بغداد على نشره ١١١١ه..
بيان إعجاز القرآنء للخطابي» ضمن ثلاث رسائل في إعجاز القرآنء
تحقيق : محمد خلف الله ومحمد زغلول سلام» نشر دار المعارف بمصر.
البيان القرآنى » للدكتور محمد رجب البيومىء الناشر الدار المصرية اللبنانيةء
الطبعة الأولى ١547١ه. ْ
البيان في غريب إعراب القرآن» لأبي البركات كمال الدين عبد الرحمن بن
محمد الأنباري (ت/الا0ه)» تحقيق الدكتور طه عبد الحميد طه» مراجعة
مصطفى السقا .
البيان والتبيين» لأبي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ» تحقيق: عبد السلام
هارون» دار الجيل » بيروت .
OO EO LCR
(ت"/1ااه)2 تحقية تحقيق السيد أحمد صقر» نشر المكتبة العلمية» الطبعة الثالثة
١١ ٠ه.
تاريخ آداب العرب» لمصطفى صادق الرافعي (17605١ه)., دار الكتاب
العربى» بيروتء الطبعة الرابعة ٤۹١١ه.
إبراهيم الكيلانى» دار الفكر بدمشق» طبعة ثانية 519١اه.
مو _الشاصر (الشعري في تفسير القرآن الكريم
- ۸۸
- ۸۹
۰
- ٩۱
- ۲
- ۲۳
- ٤
٥ ل
۹٦ -
- ۷
- ۸
- ۹
_ ۰
تاريخ الأمم والملوك» لمحمد بن جرير الطبري» دار الكتب العلمية»
بیروت»›» 5١51١اه.
تاريخ التراث العربي » لفؤاد سزكين» منشورات جامعة الإمام محمد بن سعود
الإسلامية 48٠5١ه.
تاريخ العلماء النحويين من البصريين والكوفيين وغيرهم ٠ للقاضي التنوخي›
تحقيق: عبد الفتاح الحلوء منشورات المجلس العلمي بجامعة الإمام
محمد بن سعود» طا» ١٠١5١ه.
تاريخ بغداد» لأبي بكر أحمد بن ثابت» الخطيب البغدادي» دار الكتب
العلمية› بىروات .
التبيان فى إعراب القرآن» لأبى البقاء العكبري» دار الفكرء بيروت» الطبعة
الأولى 514١ه.
التبيين عن مذاهب النحويين البصريين والكوفيين, لأبي البقاء العكبري›
تحقيق الدكتور عبد الرحمن العثيمين» مكتبة العبيكان» الطبعة الأولى
ْ .هآ5١
التحرير والتنوير» للشيخ محمد الطاهر بن عاشورء نشر الدار التونسية»
٤ م.
تحرير التحبير.
تحصيل عين الذهب من معدن شعر جوهر الأدب في علم مجازات العرب›
صنعه أبو الحجاج يوسف بن سليمان المعروف بالأعلم الشنتمري» تحقيق
الدكتور زهير عبد المحسن سلطانء مؤسسة الرسالة» بيروت» الطبعة الثانية
6١ه.
تحفة الأحوذي . للمباركفوري» مطبعة المدني» الطبعة الثانية ۸۳١٠ه.
تحفة الأريب في غريب القرآن» للإمام أبي حيان الغرناطي الأندلسي
( ت٥٤ ۷ه)» تحقيق داود سلوم» ونوري القيسي»› عالم الكتب» الطبعة
الأولى 48ه. ظ
تخليص الشواهد وتلخيص الفوائد» لابن هشام الأنصاري» تحقيق الدكتور
عباس الصالحي» دار الكتاب العربي» بيروت» الطبعة الأولى ١١٠٤٠ه.
التسهيل لعلوم التنزيل» لمحمد بن أحمد بن جزي الكلبي» صححه محمد
سالم هاشم» نشر دار الكتب العلمية» بيروت» الطبعة الأولى 5١5١ه.
شت المصادد وا ۱
ثبت المصادروالمراجع هة
٠١١ - تصحيح التصحيف وتحرير التحريف. لصلاح الدين خليل بن أيبك
الصفدي» حققه السيد الشرقاوي» راجعه الدكتور رمضان عبد التواب» مكتبة
الخانجي» القاهرة» الطبعة الأولى ١١٤٠ه.
١ - التطور والتجديد في الشعر الأموي» للدكتور شوقي ضيف» دار المعارف
بالقاهرة» الطبعة الخامسة. ۰ ۰
۳ - التعريفات» لعلي بن محمد الجرجاني» تحقيق إبراهيم الأبياري دار الكتاب
العربي» بيروت» الطبعة الثانية "1417١ه.
4 - تغليق التعليق» لابن حجر»ء تحقيق: سعيد القزقي» نشر دار عمار» الطبعة
الأولى ١١٤٠ه. ١
6 - تغيير النحويين للشواهد» للدكتور على محمد فاخرء دار الطباعة المحمدية.
الطبعة الأولى 5١5١ه.
7 9 التفسير: نشأته وتدرجه وتطوره» لأمين الخولى» نشر دار الكتاب اللبنانى»
الطبعة الأولى 1987م. ١ ١
۷ - تفسير أسماء الله الحسنى» لأبي إسحاق الزجاج» تحقيق أحمد يوسف
الدقاق» نشر دار المأمون للتراث» الطبعة الرابعة 7٠5١ه.
۸ 2 تفسير ابن عباس ومروياته في التفسير من كتب السنة» للدكتور عبد العزيز بن
عبد الله الحميدي» الناشر جامعة أم القرى» بدون تاريخ .
69 تفسير التابعين» عرض ودراسة مقارنة» للدكتور محمد بن عبد الله
الخضيري» الناشردار الوطن بالرياض» الطبعة الأولى ١57١ه.
٠ - تفسير الرازي (مفاتيح الغيب)» لفخر الدين محمد بن عمر الرازي
(ت05١5ه). الناشر دار الفكرء بيروت» ١٠5١ه.
١١7 تفسير الراغب الأصفهاني (من أول سورة آل عمران وحتى نهاية الآية ١
من سورة النساء)» تحقيق الدكتور عادل الشدي» دار مدار الوطن للنشرء
.ه١575 الرياض
۲ - تفسير الضحاك (ته١٠ه)ء جمع ودراسة الدكتور محمد شكري أحمد
الزاويتي» الناشر دار السلام للطباعة والنشر بالقاهرة» الطبعة الأولى 19١5١ه.
۳ - تفسير الطبري (جامع البيان عن تأويل آي القرآن) (آخری)»› للإمام محمد بن
جرير الطبري (رت١٠”#ه)2 تحقيق الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركى
بالتعاون مع مركز البحوث والدراسات العربية والإسلامية بدار هجرء الناشر
دار هجرء القاهرة» الطبعة الأولى 577١ه.
ل (لشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
- ٤
48
7
- ۲
377
€
تفسير الطبري (جامع البيان عن تأويل آي القرآن)ء للإمام محمد بن جرير
الطبري (ت١٠۳ه)»ء بتحقيق أحمد محمد شاكر» ومحمود محمد شاكرء دار
المعارف بمصرء الطبعة الثانية» بدون تاريخ .
تفسير القرآن. لأبي المظفر السمعاني». تحقيق ياسر إبراهيم وغنيم عباس»
نشر دار الوطن» الطبعة الأولى 48١5١ه.
تفسير القرآن العظيم» للحافظ إسماعيل بن كثير» تحقيق عبد العزيز غنيم»
ومحمد عاشورء ومحمد البنّاء الناشر دار الشعب» الطبعة الأولى ٠794١ه.
تفسير القشيري (لطائف الإاشارات)» لعبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك
القشيري (ت5506ه). تحقيق سعيد قطيفة» الناشر المكتبة التوفيقية بالقاهرة.
بدون تاريخ .
التفسير اللغوي للقرآن الكريمء للدكتور مساعد بن سليمان الطيارء الناشر
دار ابن الجوزي بالسعودية» الطبعة الأولى 577١ه.
تفسير سورة الإخلاص. لابن تيمية» تحقيق عبد العلي عبد الحميد حامد.
الدار السلفية في بومباي الهندء الطبعة الأولى 505١ه.
تفسير عبد الرزاق الصنعاني» تحقيق الدكتور مصطفى مسلمء الناشر مكتبة
الرشد بالرياض» الطبعة الأولى ١٠5١ه.
تفسير غريب القرآن› لأبي محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري
(ت٣۲۷ه)» تحقيق السيد أحمد صقرء الناشر البابي الحلبي» 1798١ه.
تفسير غريب القرآن»ء لزيد بن علي» تحقيق حسن محمد تقي الحكيم» نشر
الدار العالميةء الطبعة الأولى 7١5١ه.
تفسير غريب القرآن العظيم» لزين الدين أبي عبد الله محمد بن أبي بكر
الرازي (ت بعد 577 ه)»2 تحقيق الدكتور حسين ألمالى» الناشر مطبعة مديرية
النشر بوقف الديانة التركي» أنقرة» الطبعة الأولى 10م .
تفسير مجاهد بن جَبْر» تحقيق عبد الرحمن الطاهر بن محمد السورتي»
الناشر المنشورات العلمية» بيروت» بدون تاريخ .
التفسير والمفسرون» للدكتور محمد حسين الذهبي» الناشر دار القلمء
بيروت» الطبعة الأولى بدون تاريخ .
تقريب التهذيب» لابن حجر العسقلاني» تحقيق صغير الباكستاني» نشر دار
العاصمة بالرياضء الطبعة الأولى 7١5١ه.
ثبت المصادر والمراجع ۲ |
۷
~~ ۸
۲۹
۱۳۱
۱۳۲
۳۳
۳٤
0
۳٢
۳۷
۳۸
۳۹
التمهيد في علم التجويد» لمحمد بن محمد بن الجزري» تحقيق الدكتور
غانم قدوري الحمدء الناشر مؤسسة الرسالة» الطبعة الأولى ١57١ه.
التمهيد لما في الموطأ من الأسانيد» لابن عبد البر» تحقيق جماعة من
الباحثين» نشر وزارة الأوقاف المغربية» الطبعة الأولى بدون تاريخ .
التنبيه على حدوث التصحيف لحمزة بن الحسن الأصفهانى (ت٠٠٠ه)»
حققه محمد أسعد طلس» راجعه أسماء الحمصي وعبد المعين الملوحي»›
دار صادر» بيروت. الطبعة الثانية ١١١٤٠١ه.
التنبيهات على أغاليط الرواة في كتب اللغة المصنفات» لعلي بن حمزة
البصري» تحقيق عبد العزيز الميمني الراجكوتي» الناشر دار المعارف
بالقاهرة» الطبعة الثالثة بدون تاريخ .
تَنْزِيلُ الآيات على الشواهد من الأبيات (شرح شواهد الكشاف)ء لمُحب
الدين أفندي» أخرجه وقدم له عبد الله بن محمد بن خميس» الناشر دار
الخضرمة للنشر بالرياض» بدون تاريخ .
تهذيب التهذيب» لابن حجر العسقلاني» نشر دار المعارف.
تهذيب الكمال في أسماء الرجال» لأبي الحجاج يوسف المزي» تحقيق:
بشار عواد معروف» نشر مؤسسة الرسالةء الطبعة الأولى 8١51١ه.
تهذيب اللغة. لأبي منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت۳۷۰ها)» تحقيق
عبد السلام هارون وآخرين» نشر المؤسسة المصرية العامة للتأليف والأنباء
والنشر» 85١اه.
توثيق قصيدة بانت سعاد في المتن والإسناد» للدكتور سعود الفنيسان» مكتبة
الرشد ١57١ه.
توجيه مشكل القراءات العشرية الفرشية لغة وتفسيراً وإعراباًء للدكتور
عبد العزيز بن علي الحربيء الناشر مكتبة ودار ابن حزم بالرياض» الطبعة
الأولى 4 ھ.
التيسير في القراءات السبع › لأبي عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت٤٤٤ه)»
عني بتصحيحه أوتويرتزل» مطبعة الدولة» استانبول ١197م.
يمار القلوب في المضاف والمنسوب. لعبد الملك بن محمد الثعالبي
(ت۲۹٤ه)» تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم» نشر دار المعارف بالقاهرة.
الجامع الصحيح المختصرء للإمام محمد بن إسماعيل البخاري (ت105ه),
راجعه الدكتور مصطفى ديب البغاء دار ابن كثير» بيروت 1٠5١ه.
ی
۲
١7
١:
١5
1۷
١4
١4
10۰
6١
_ ۲
- جامع بيان العلم وفضله > لابن عبد البر» تحقيق تحقيق د شعيب الأرناؤوط» الناشر
مؤسسة الرسالة» بيروت .
الجامع » لأحكام القرآن لأبي عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي
(«ت١!”ه)ء ط.دار الكتب المصريةء الطبعة الأولى 765١ه.
الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع» للخطيب البغدادي (ت477ه)ء
مؤسسة الرسالة» بيروت 8٠5١ه.
- جزء في أحاديث الشعر»› للحافظ عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي
(«ت١6٠5ه)ء تحقيق إحسان عبد المنان» الناشر المكتبة الإسلامية بالأردن»
الطبعة الأولى ١٠5١ه.
- جذوة المقتبس . لأبى عبد الله محمد الحميدي» نشر الدار المصرية للتأليف
والترجمة.
- جمهرة أشعار العرب في الحاهلية والإسلام. لأبي رید محمد بن أبي
الخطاب القرشى» تحقيق الدكتور محمد على الهاشمىء الناشر دار القلم
بدمشق» الطبعة الثالثة 519١ه.
- جمهرة اللغة» لابن دريد» تحقيق: رمزي منير بعلبكى» نشر دار العلم
للملايينء» ط۱»› ۱۹۷۸ه.
الجنى الداني في حروف المعاني» صنعة الحسن بن قاسم المرادي» تحقيق
الدكتور فخر الدين قباوة» ومحمد نديم فاضل» دار الكتب العلمية» بيروت»
الطبعة الأولى ١51١ه.
أدبية)» للدكتور محمد المالكي» منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانيةء
بظهر المهراز» بفاس المغرب» مطبعة المعارف الجديدة بالرباط» 4م .
الطبعة الأولى .
وآخرين» الهيئة العامة لشؤون المطابع الأميرية بالقاهرة 146١ه.
أبو حاتم السجستاني الراوية» للدكتور سعيد جاسم الزبيدي» الناشر دار
حَبْرٌ الأمة عبد الله بن عباس ومدرسته في التفسير بمكة المكرمة › للدكتور عبد الله
سلقيني» الناشر دار السلام للطباعة والنشر بالقاهرة» الطبعة الأولى ١١١٤٠ه.
ثبت المصادر والمراجع [Ar
۳ _ ححة القراءات» لأبي زرعة عبد الرحمن بن محمد بن زنجلة» تحقيق سعيد
الأفغاني» مؤسسة الرسالة» بيروت» الطبعة الثانية ۹۹١١ه.
4 - الحجة للقراءات السبعة» لأبى على الفارسى» تحقيق بدر الدين قهوجى
وبشير جويجاتي» نشر دار المأمون للتراث» الطبعة الأولى 465١ه. ٠
٥ - الحروف» للفارابي» تحقيق محسن مهدي. دار المشرق» المطبعة
الكاثوليكية» بيروت ۹م
75 _ الحلل في شرح أبيات الحمل› لابن السيد البَطْلْيُوسيء تحقيق عبد الله
الناصير» الناشر دار علاء الدين» سورياء الطبعة الأولى ١٠٠5م.
۷ - حلية الأولياء وطبقات الأصفياءء لأبي نعيم الأصفهاني» نشر دار الكتاب
العربي سيروت ط۳ ٠:5١ه.
۸ - حماسة أبي تمام وشروحها: دراسة وتحليلء للدكتور عبد الله عبد الرحيم
عسيلان» طبع دار إحياء الكتب العربي عيسى البابي الحلبي» بدون تاريخ .
48 - الحماسة البصرية» لصدر الدين علي بن الفرج بن الحسن البصري
(رت555ه)» تحقيق وشرح الدكتور عادل سليمان جمال» الناشر مكتبة
الخانجي بالقاهرة» الطبعة الأولى ١47١ه.
٠١ _ حياة الشعر فى الكوفة إلى نهاية القرن الثانى للهجرة» للدكتور يوسف
خليف» الناشر المجلس الأعلى للثقافة بالقاهرة» الطبعة الثانية .
١ - الحيوان» لأبي عثمان عمرو بن بحر الجاحظء تحقيق عبد السلام هارون»
الناشر دار الجيل» بيروت.
۲١ 9 خزانة الأدب ولب لباب لسان العربء لعبد القادر بن عمر البغدادي» تحقيق
عبد السلام هارون. نشر مكتبة الخانجي» الطبعة الثالثة 09٠5١ه.
۳ - الخصائص» لأبي الفتح عثمان بن جني (ت47"اه)» تحقيق محمد علي
النجار» دار الكتب المصريةء الطبعة الثانية ۱۳۷۱ - ١۷١١ه.
4 - الدر المصون في علوم الكتاب المكنون» لأحمد بن يوسف السمين الحلبي
(ت05لاه)ء تحقيق الدكتور أحمد بن محمد الخراطء الناشر دار القلم
بدمشق» الطبعة الأولى 5٠*1١ه.
6 - الدر المنثور فى التفسير بالمأثورء للحافظ جلال الدين عبد الرحمن السيوطي
(ت١41ه)ء تحقيق الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي بالتعاون مع
مركز هجر للبحوث والدراسات العربية والإسلامية» الناشر دار هجر
بالقاهرة» الطبعة الأولى 575١ه.
= (الشاهر (الشعري في تفسير القرآن الكريم
5 2 الدراسات اللغوية عند العرب إلى نهاية القرن الثالث. لمحمد حسين آل
1۷
۷1
۷۲
۷۳
۷٤
1۷0
۱۷٦
¥
۷۸
۱۷۹
ياسين» منشورات دار ومكتبة الحياة» بيروت» الطبعة الأولى ۹ھ
الدراسات اللغوية للقرآن الكريم في أوائل القرن الثالث الهجري» للدكتور
عيسى شحاته عيسى علي» الناشر دار قباء للطباعة والنشر ١١٠5م.
دراسات المستشرقين حول صحة الشعر الجاهلي» ترجمها عن الألمانية
والانجليزية والفرنسية الدكتور عبد الرحمن بدويء الناشر دار العلم
للملايين» بيروت الطبعة الثانية ۱۹۸۲م .
الدراسات النحوية في تفسير ابن عطية. للدكتور ياسين جاسم المحيمدء. دار
إحياء التراث العربي» بيروت. الطبعة الأولى 577١ه.
دراسات في اللغة والنحوء للدكتور عدنان محمد سلمان» الناشر وزارة
التعليم العالي بالعراق» الطبعة الأولى ١94١م.
دراسات في علوم القرآن الكريم. للأستاذ الدكتور فهد بن عبد الرحمن
الروميء الطبعة الثالثة عشرة 576١ه.
دراسات لأسلوب القرآن الكريم» للدكتور محمد عبد الخالق عضيمة»ء دار
الحديث» بالقاهرة.
دراسة في النحو الكوفي من خلال معاني القرآن للفراءء للمختار أحمد
الديرة» الناشر دار قتيبة للطباعة والنشرء الطبعة الأولى ١١5١ه.
دراسة لغوية في أراجيز رؤبة والعجّاجء للدكتورة خولة تقي الدين الهلالي›
الناشر وزارة الثقافة والإعلام العراقية» الطبعة الأولى 987١م.
درة الغواص في أوهام الخواص» لأبي محمد القاسم بن محمد الحريري›
تحقيق الدكتور عبد الحفيظ فرغلي علي» دار الجيل» بيروت» الطبعة الأولى
7ه. ومعه شرحها وحواشيها وتكملتهاء للخفاجي وغيره.
دقائق التفسير الجامع لتفسير الامام ابن تيميةء تحقيق محمد السيد الجليند.
نشر مؤسسة علوم القرآن» الطبعة الثانية 555١ه.
دلائل الاعجازه لعبد القاهر بن عبد الرحمن الجرجانى (ت١۷٤ه)» تحقيق
محمود محمد شاكر» مطبعة المدني بالقاهرة» الطبعة الفالغة ۳ هھهھ.
الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب. لبرهان الدين إبراهيم بن
علي ابن فرحون» نشر دار الكتب العلمية.
ديوان أمية بن أبي الصلت» جمعه الدكتور سجيع جميل الجبيلي» دار
صادر» بيروت» الطبعة الأولى ۸ م.
ثبت المصادر وا >
ب معاد وا موا ااا لبلب سكف 48# | ب
۱۸۰
1۸1
۱A۲
AY
1A4
١مم
كما
AY
A۸
۱۸۹
١4١
14۹۲
14۹۳
1۹٤
ديوان أوس بن حجرء تحقيق الدكتور محمد يوسف نجمء دار صادر»
بیروت»›» ٠8١١اه.
ديوان الأبيوردي (أبي المظفر محمد بن أحمد بن إسحاق)» تحقيق الدكتور
عمر الأسعدء الناشر مؤسسة الرسالةء الطبعة الثانية ١١٤٠١ه.
ديوان الأخرس (السيد عبد الغفار الموصلى البغدادي)» تحقيق وليد
الأعظمي» الناشر عالم الكتب» ومكتبة النهضة العربية» بيروت» الطبعة
الأولى ١١٤٠ه.
ديوان الأخطل. شرح راجي الأسمرء الناشر دار الكتاب العربي» الطبعة
الأولى 517١ه.
ديوان أبي الأسود الدؤلي» صنعة أبي سعيد الحسن السّكري» تحقيق محمد
حسن آل ياسين» مؤسسة ايف للطباعة» الطبعة الأولى ١١١٤٠١ه.
ديوان الأسود بن يعفرء صنعة الدكتور نوري حمودي القيسي» مطبعة
الجمهورية العراقية»۹۰١٠ه. ْ
ديوان الأعشى الكبير ميمون بن قيس» شرح وتعليق الدكتور محمد محمد
حسين» الناشر مؤسسة الرسالةء الطبعة السابعة 7٠5١ه.
ديوان الأفوه الأودي ضمن كتاب الطرائف الأدبيةء حققه عبد العزيز الميمني»
الناشر دار الكتب العلمية بيروت» بدون تاريخ .
ديوان الحارث بن حلزة. إعداد طلال حرب» دار صادرء بيروت» الطبعة
الأولى 1997١م.
ديوان الحطيئة براوية وشرح ابن السكيت. تحقيق الدكتور نعمان محمد أمين
طهء الناشر مكتبة الخانجي» الطبعة الأولى ١١١٤٠ه.
ديوان الحماسة., لأبي تَمّام الطائي» تحقيق الدكتور عبد المنعم أحمد
صالح»› دار الجيل» بيروت 5477١ه.
ديوان الراعي النميري» جمعه وحققه المستشرق راينهّرت فايبّرت» الناشر دار
فرانتس شتاینر بفيسبان» بيروت» ١١٤۱ھ
ديوان ابن الرومي» شرح وتحقيق عبد الأمير علي مهناء الناشر دار ومكتبة
الهلال» بيروت» الطبعة الأولى ١١5١ه.
ديوان السموأل بن عادياءء دار بيروت للطباعة» الطبعة الأولى 5٠5١ه.
ديوان الشمّاخح بن ضرار الذبياني» تحقيق صلاح الدين الهاديء دار المعارف
بمصر .
سے
۹۲ ٦
6
-_ ۷
- ۸
- 4
70
(الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
ديوان الشَنْمَرى الأزدي» ضمن كتاب الطرائف الأدبية» حققه عبد العزيز
الميمني» الناشر دار الكتب العلمية بيروت» بدون تاريخ .
ديوان الطرماح» تحقيق الدكتور عزة حسن.ء الناشر وزارة الثقافة والإرشاد
بسورياء دمشق» الطبعة الأولى 78/8١ه.
ديوان العجاج» رواية عبد الملك الأصمعي» تحقيق الدكتور عزة حسن» نشر
دار الشرق العربي 7١5١ه.
ديوان العرجي » تحقيق الدكتور سجيع جميل الجبيلي. الناشر دار صادرء
بيروت» الطبعة الأولى /99١م.
ديوان عمرو بن قميئةء تحقيق وشرح حسن كامل الصيرفي» الناشر معهد
المخطوطات العربية بالقاهرة» الطبعة الأولى ١۸١١ه.
- ديوان الفرزدقء دار بيروت للطباعة والنشرء 5٠5١ه.
- ديوان القتال الكلابى» تحقيق إحسان عباس» دار الثقافة» بيروت›
8ه.
ديوان القطامي عمير بن شييم التغلبي (ت١١٠١ه)» تحقيق الدكتور محمود
الربيعي» الناشر الهيئة المصرية العامة للكتاب عم
ديوان المثقّب العبدى» تحقيق حسن كامل الصيرفىء الناشر معهد
المخطوطات العربية» الطبعة الأولى ١94١ه. ۰
ديوان المُرَقَشَيْنء الأكبر والأصغرء تحقيق كارين صادرء دار صادرء
بیروت» الطبعة الأولى ۱۹۹۸م .
ديوان ابن المقرّب العيوني» تحقيق وشرح الدكتور عبد الفتاح الحلوء الناشر
مكتبة التعاون الثقافي بالأحساءء الطبعة الثانية ۸١٤٠ه.
ديوان النابغة الذبياني» تحقيق محمد أ بو الفضل إبراهيم» دار المعارف
بالقاهرة. الطبعة الثانية.
ديوان أبي النجم العجلي (أخرى). جمعه الدكتور سجيح جميل الجبيلي. دار
صادر» بيروت ۸ م.
ديوان أبي النجم العجلي› صنعه وشرحه علاء الدين أغاء الناشر النادي
الأدبي بالرياض» الطبعة الأولى ١٠5١ه.
ديوان لمر بن تولب العُكليٌ؛ جمعه الدكتور محمد نبيل طريفي › دار
صادر» بيروت». الطبعةٌ الأولى ۰م
ثبت المصادر والمراجع ]ل
51٠
5١
- ۲
- ۳
٤
-_ ۵
- ٦
-_ ۷
- ۸
48
5 ۰
511١
- ۲
- ۳
٤
ديوان الهذليين » نسخة مصورة عن طبعة دار الكتب. الناشر الدار القومية
للطباعة والنشر بالقاهرة» 785١ه.
ديوان امرئ القيس » تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم› الناشر دار المعارف
بالقاهرة .
ديوان امرئ القيس بشرح محمد بن إبراهيم الحضرمي (ت094٠6"ه)2ء تحقيق
الدكتور أنور أبو سويلم وآخرين» الناشر دار عمار بالأردن» الطبعة الأولى
5 1ه.
ديوان بشر بن أبي خازم الأسدي» تحقيق عزة حسن» نشر دار الشرق
العربي› ٤٦ ھ.
ديوان بني آسد» جمع وتحقيق الدكتور محمد علي دقة» دار صادر» بيروت»
الطبعة الأولى ٩۱۹۹۹م.
ديوان تأبط شراًء جمع وتحقيق علي ذو الفقار شاكرء دار الغرب الإسلامي»
الطبعة الأولى 5٠5١ه.
ديوان جران العَوَّدِء رواية أبي سعيد السكري» مطبعة دار الكتب المصرية
بالقاهرة» الطبعة الأولى ٠6١ه.
ديوان جرير (أخرى)» طبعة محمد إسماعيل الصاوي» الناشر مكتبة محمد
حسين النوري بدمشق» بدون تاريخ .
ديوان جرير» بشرح محمد بن حبيب» تحقيق الدكتور نعمان محمد أمين
عطية» دار المعارف» الطبعة الثالثة.
ديوان جميل بثينة» دار بيروت للطباعة والنشر» 786١ه.
ديوان حاتم بن عبد الله الطائي» صنعة يحيى بن مدرك الطائي» رواية هشام
الكلبي» تحقيق الدكتور عادل سليمان جمال» الناشر مكتبة الخانجي
بالقاهرة» الطبعة الثانية ١١51١ه.
ديوان حسان بن ثابت» تحقيق الدكتور سيد حنفى حسنين» مكتبة المعارف
بالقاهرة» بدون تاريخ . ٠
ديوان ابن حمديس » صححه وقدم له الدكتور إحسان عباس» دار بيروت
للطباعة والنشر» بيروت.
ديوان حميد بن ثور الهلالي» صنعة عبد العزيز الميمني» دار الكتب المصرية
بالقاهرة» الطبعة الأولى ۱ھهھ. ٠
ديوان ابن حَيُوس» تحقيق خليل مردم بك» دار صادر» بيروت 4٠1١ه.
لممة]__١تشاصر الشعريضي تفسير القرآن الكريم
0
-_ 1
- ¥
- ۸
484
۹ ل
۲۳۱
-_ ۲
- 7377
734
7306
5 1
ديوان خفاف بن نُدْبَة السلّمى » شرح وتحقيق الدكتور محمد نبيل الطريفي.
الناشر دار الفكر العربي» بيروتء الطبعة الأولى ۲٠٠۲م.
ديوان أبى دؤاد الايادي (ضمن دراسات في الأدب العربي)» نشر جوستاف
جرونيام» ترجمة الدكتور إحسان عباس» منشورات مكتبة الحياةء بيروت»
الطبعة الأولى 1909١م.
ديوان دريد بن الصمةء جمع وتحقيق محمد خير البقاعي» دار قتيبة بسوريا
١11م.
ديوان أبي ذؤيب الهذلي» جمعه سوهام المصري» الناشر المكتب
الإسلامي» الطبعة الأولى 9١5١ه.
ديوان ذي الرّمة» شرح أبي نصر الباهلي» تحقيق الدكتور عبد القدوس أبو
صالح › مؤسسة الرسالةء الطبعة الثالثة 5١5١ه. ظ
ديوان سلامة بن جندل » صنعة محمد بن الحسن الأحول» تحقيق الدكتور
فخر الدين قباوة» دار الكتب العلمية» بيروت الطبعة الثانية ١١٤٠١ه.
ديوان شعر الحادرة» إملاء أبى عبد الله محمد بن العباس اليزيدي عن
الأصمعى» تحقيق الدكتور ناصر الدين الأسدء الناشر دار صادرء بيروت»
الطبعة الثالثة ١51١ه.
ديوان شعر المتلمس الضبعي › رواية الأثرم وأبي عبيدة عن الأصمعي› عني
بتحقيقه حسن كامل الصيرفي» الناشر معهد المخطوطات العربية» الطبعة
الأولى ۹۰١٠ه. ٠
ديوان صريع الغواني (مسلم بن الوليد الأنصاري)» تحقيق الدكتور سامي
الدهان» الناشر دار المعارف بالقاهرةء الطبعة الثالثة.
ديوان أبي طالب وأخباره» والمستدرك عليه لأبي هفان عبد الله بن أحمد
المهزمي (ت۷١٠۲ه)ء تحقيق قسم الدراسات الإسلامية بمؤسسة البعثة.
الناشر دار الثقافة بإيران» الطبعة الأولى 5١5١ه.
ديوان طرفة بن العبدء شرح الأعلم الشنتمري» تحقيق درية الخطيب ولطفي
الصقال 96١١ه.
ديوان عامر بن الطفيل » بشرح أبي بكر محمد بن القاسم الأنباري» قراءة
على أبي العباس ثعلب» تحقيق الدكتور محمود الجادرء والدكتور عبد الرزاق
الدليمي» الناشر دار الشؤون الثقافية بالعراق» بغدادء الطبعة الأولى
كم
ثبت المصادر والمراجع 1
-_ ۷
- ۸
5 ۹
2
- ٤٦
- ۷
- ۸
48
5 ۹
ديوان عبد الله بن رواحة» للدكتور وليد قصاب الناشر دار الضياء بالأردن»
الطبعة الثانية ۸١٤١ه.
ديوان عبد الله بن قيس الرقيات» تحقيق وشرح الدكتور محمد يوسف نجم»
دار صادر» بيروت.
ديوان عبيد بن الأبرص» تحقيق الدكتور حسين نصار» شركة مطبعة مصطفى
البابي بمصر الطبعة الأولى ۷۷١٠ه.
ديوان عدي بن الرّقاع العاملئٌ عن أبي العباس أحمد بن يحيى ثعلب
(ت۲۹۱ه)» تحقيق الدكتور نوري القيسي» والدكتور حاتم الضامن» الناشر
المجمع العلمي العراقي» الطبعة الأولى ١١٤٠ه.
ديوان عمر بن ربيعة» مع شرحه لمحمد محيي الدين عبد الحميدء دار
الأندلس» الطبعة الثانية "07٠5١اه.
ديوان عمرو بن كلثوم التغلبي؛ تحقيق أيمن ميدان» الناشر النادي الأدبي
بجدة» الطبعة الأولى ١51١ه.
ديوان عنترة» الناشر دار بيروت للطباعة والنشرء» 5٠*5١ه.
ديوان قيس بن الخطيم» تحقيق ناصر الدين الأسد» دار صادر» بيروت»
الطبعة الثالثة ١١51١ه.
ديوان أبي قيس صيفي بن الأسلت الأوسي الجاهلي» دراسة وجمع الدكتور
حسن محمد باجودة» الناشر مكتبة دار التراث بمكة المكرمة» الطبعة الأولى
۱۳۹۱ه.
ديوان كثير عزة» قدم له ممجيد طرادء الناشر دار الكتاب العربي› الطبعة
الأولى 51١ه.
ديوان كعب بن مالك الأنصاري. تحقيق مجيد طراد» دار صادر» بيروت»
الطبعة الأولى 19917م.
ديوان لبيد بن ربيعة» بشرح الطوسي» تحقيق الدكتور إحسان عباس» الناشر
وزارة الإعلام الكويتية» الطبعة الثانية (مصورة) ٤۱۹۸م .
ديوان لقيط بن يعمر الإيادي (أخرى). على رواية هشام بن الكلبي» تحقيق
الدكتور محمد ألتونجي» دار صادر» بيروت» الطبعة الأولى ۱۹۹۸م.
ديوان لقيط بن يعمر الإيادي, حققه الدكتور عبد المعيد خان الناشر مؤسسة
الرسالة» بيروت 5*8١ه.
]ءلمو
١ - ديوان ليلى الأخيلية» جمع وتحقيق خليل إبراهيم العطية وزميله» الدار
الوطنية .
۲ - ديوان مجنون ليلى» جمع وتحقيق عبد الستار أحمد فراج» مكتبة مصر بدون
تاريخ .
20615 ديوان مقبل » تحقيق الدكتور عزة حسن. الناشر وزارة الثقافة والإرشاد
بسورياء دمشقء الطبعة الأولى ١۸١١ه.
684 .2 ديوان نابغة بنى شيبان» تحقيق الدكتور محمد الطريفى» دار صادر» بيروت»
الطبعة الأولى ۸ ٠
٥ _ ذم الخطأ في الشعرء لأحمد بن فارس اللغوي (ت7965ه)» تحقيق الدكتور
رمضان عبد التواب» مكتبة الخانجي بالقاهرة» ٠٠4١ه.
5 2 الرجز في العصر الأموي» للدكتور محمد كشّاش» الناشر دار عالم الكتب»
بيروت» الطبعة الأولى 6١5١ه.
۷ - رسالة الرد على مسائل الاباضية» للإمام أحمد بن يحيى (ت0؟ه)ء تحقيق
إمام حنفي عبد الله» الناشر دار الآفاق العربية» بيروت» الطبعة الأولى
۲ هھهھ.
۸ - رسالة الغفرانء لأبي العلاء المعري (ت554ه)» تحقيق وشرح الدكتور بنت
الشاطئ. الناشر دار المعارف بمصرء الطبعة الثانية بدون تاريخ .
۹ 9 الرسالة الموضِحة, لأبى على محمد بن الحسن الحاتمى» تحقيق الدكتور
محمد يوسف نجم› دار صادرء بيروت» الطبعة الأولى 6 ه.
١ -_ رصف المباني في شرح حروف المعاني» للإمام أحمد بن عبد النور المالقي»
تحقيق الدكتور أحمد محمد الخراط» دار القلم بدمشق» الطبعة الثانية
06اه.
١ _ روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني» للسيد محمود الآلوسي» نشر
دار إحياء التراث العربي ببيروت.
2-5 الروض الأنف» لأبي القاسم السهيلي» تحقيق عبد الرحمن الوكيل» دار
النصرء الطبعة الأولى ۸۷١٠م
۳ - الروضة في القراءات الاحدى عشرة» لأبي علي الحسن بن محمد البغدادي
المالكي (ت۳۸٤ه)» تحقيق الدكتور مصطفى عدنان محمد سلمان» الناشر
مكتبة العلوم والحكم بالمدينة المنورة» الطبعة الأولى 5475١ه.
ثبت المصادر والمراجع [Am —
034
718
311
371
- ۸
الزاهر في معاني كلمات الناسء لأبي بكر محمد بن القاسم الأنباري
(ت۳۲۸ه)» تحقيق الدكتور حاتم الضامن» وزاد في تحقيقه عز الدين
البدوي النجار» الناشر مؤسسة الرسالةء الطبعة الأولى 17١5١ه.
الزمخشري لغوياً ومفسراًء لمرتضى آية الله زاده الشيرازي» تقديم الدكتور
حسين نصارء الناشر دار الثقافة للطباعة بالقاهرة» الطبعة الأولى /ا/191١م.
الزينة في الكلمات الاسلامية. لأبي حاتم حمدان الرازي» تحقيق حسين بن
فيض الله الهمداني» الطبعة الثانية» القاهرة ۷٥۱۹م .
سؤاللات أبي حاتم السحستانى للأصمعى › ورده عليه فحولة الشعراء. حققه
وعلق عليه الدكتور محمد عودة سلامة أبو جرى › راجعه الدكتور رمضان
عبد التواب» مكتبة الثقافة الدينية 85١51١ه.
سفيان الثوري وأثره في التفسيرء لهاشم عبد ياسين المشهداني» الناشر دار
الكتاب للطباعةء بغدادء الطبعة الأولى ١٠5١ه.
8 سمط اللآلي» لأبي عبيد عبد الله بن عبد العزيز البكري» تحقيق عبد العزيز
ا
- ۷۱
- ۲
-_ ۲
- ¥٤
-_ ۵
- ۲۷٦
- ¥
الميمني» نشر دار الكتب العلمية.
سنن أبي داود سليمان بن الأشعث » مراجعة محمد محيي الدين عبد الحميدء
دار الفكرء بيروت.
سنن الترمذي» تحقيق أحمد شاكرء نشر دار إحياء التراث العربي ببيروت.
السئن الكبرى» لأحمد بن حسين البيهقى» مراجعة محمد عبد القادر عطاء
مكتبة دار البازء مكة 5١5١ه. ١ )
السنن الكبرى» للنسائي» تحقيق: عبد الغفار البنداري وسيد كسروي» نشر
دار الكتب العلمية ببيروت» طا ١51١ه.
سنن سعيد بن منصورء تحقيق الدكتور سعد الحميّد» نشر دار الصميعي
بالرياض» 5١5١ه. ۰
سير أعلام النبلاء» للإمام محمد بن أحمد الذهبي (ت58/اه)» تحقيق جماعة
بإشراف شعيب الأرنؤوطء الناشر مؤسسة الرسالةء بيروتء الطبعة الثالثة
6 ه.
السيرة النبوية» لابن هشامء تحقيق: مصطفى السقا وآخرين» الناشر مؤسسة
علوم القرآن بدمشق» بدون تاريخ .
الشاهد النحوي في شعر زهيرء للدكتور أحمد إبراهيم سيد أحمدء دار
الطباعة المحمدية» القاهرة» الطبعة الأولى 9٠5١ه.
74 الشاهد وأصول النحو في كتاب سيبويه» للدكتورة خديجة الحديثى»
مطبوعات جامعة الكويت رقم ۳۷ عام 1145ه. ۰
۹ 2 شحرة النور الزكية» لمحمد محمد مخلوف» نشر دار التراث العربي» الطبعة
الأولى 759١ه.
- شرح أبي سعيد السّكريٌ لديوان امرئ القيس» تحقيق الدكتور أنور أبو سويلم
والدكتور محمد علي الشوابكةء الناشر مركز زايد للتراث والتاريخ
بالإمارات» الطبعة الأولى ١57١ه.
۱ _ شرح أبيات سيبويه للإمام أبي جعفر أحمد بن محمد النحاس (ت۳۳۸ه)» تحقيق
الدكتور زهير غازي زاهد» ط. دار عالم الكتب» الطبعة الأولى بدون تاريخ .
۲ _ شرح أبيات سيبويه» لأبي محمد يوسف بن أبي سعيد السيرافي (ت886ه),
تحقيق الدكتور محمد علي سلطاني» دار المأمون للتراث بدمشق» ۱۹۷۹م .
۳ _ شرح أبيات معاني القرآن للفراء» ومواضع الاحتجاج بها للدكتور ناصر
حسين علي» الناشر دار سعد الدين» الطبعة الأولى 7١5١ه.
٤ 7 شرح أبيات مغني اللبيب. لعبد القادر بن عمر البغدادي (ت97١١ه)) تحقيق
عبد العزيز رباح وأحمد يوسف الدقاق» دار المأمون للتراث بدمشق» الطبعة
الثانية /لا٠85١اه.
6 _ شرح أشعار الهذليين»ء لأبي سعيد الحسن بن الحسين الشّكريّ (ت7075ه)ء
تحقيق عبد الستار أحمد فراج» مراجعة محمود محمد شاكرء الناشر مكتبة
دار العروبة بالقاهرة» بدون تاريخ .
7-_- شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعةء لأبي القاسم هبة الله بن الحسن
اللالكائي؛ تحقيق الدكتور أحمد سعد حمدان» نشر دار طيبة بالرياض.
۷ _ شرح اختيارات المفضل» لأبي زكريا يحيى بن علي الخطيب التبريزي
(مت7٠0ه)2 تحقيق الدكتور فخر الدين قباوة» دار الكتب العلمية» بيروت»
الطبعة الثانية ١١٤١ه.
۸ _ شرح بائية ذي الرمة, لأبي بكر أحمد بن محمد الصنوبري» تحقيق الدكتور
محمود مصطفى حلاوي» الناشر مؤسسة الرسالة» بيروت» الطبعة الأولى
٤١٦ اهھ.
8 شرح بانت سعاد (قصيدة الصحابي كعب بن زهير)» تأليف العلامة
عبد اللطيف بن يوسف البغدادي (ت559ه)2 تحقيق هلال ناجى» الناشر
مكتبة الفلاح بالكويت» الطبعة الأولى ١٠5١ه. ْ
ثبت المصادر والمراجع اموا
_ ۰
۹۱
-_ ۲
- ۲
- ۲۹٦
-_ ۷
- ۹
_
۰١
شرح ديوان كعب بن زهيرء صنعة أبي سعيد العسكري» دار الكتب والوثائق
القومية» الطبعة الثالثة 577١ه.
شرح القصائد السبع الطوالء لأبي بكر محمد بن القاسم الأنباري
(ت۳۲۲۸ه)» تحقيق عبد السلام هارون. الناشر دار المعارف ۳م
شرح القصائد السّبع المشهورات الموسومة بالمُعلّقات. للإمام أبي جعفر
أحمد بن محمد النحاس (ت۳۳۸ه)» دار الكتب العلمية» بيروت.
شرح القصائد العشر للتبريزي» علق عليه السيد محمد الخضرء إدارة الطباعة
المنيرية بمصر» الطبعة الأولى 787١ه.
شرح المعلقات السبع» لأبي عبد الله الحسين الزوزني» نشر المكتبة التجارية
الكبرى بمصرء .١78٠
شرح المفضلياتء لأبي محمد القاسم بن محمد بن بشار الأنباري
ردت ۳۰ه). تحقيق وشرح الدكتور محمد نبيل الطريفي. دار صادر»
بيروت» الطبعة الأولى 575١ه.
شرح هاشميات الكميت بن زيد الأسدي› بتفسير أبي رياش أحمد بن
إبراهيم القيسي» تحقيق الدكتور داود سلوم» والدكتور نوري حمودي
القيسي» الناشر عالم الكتب» ومكتبة النهضة العربية» الطبعة الثانية
٤ اھ.
شرح الهداية» للإمام أبي العباس أحمد بن عمار المهدوي (ت٠55ه),
تحقيق الدكتور حازم سعيد حيدر» الناشر مكتبة الرشد بالرياض» الطبعة
الأولى ١١١٤١ه.
شرح ديوان الحماسة» لأبي زكريا يحيى بن علي الخطيب التبريزي
(ت۲٠٠ه)» تحقيق محمد محيى الدين عبد الحميدء الطبعة الأولى
۷ ھ. ۰
شرح ديوان الحماسة» لأبي علي أحمد بن محمد المرزوقي (ت١57ه),
نشره عبد السلام محمد هارون» مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشرء
الطبعة الثانية ۳۸۷١ه.
شرح ديوان الخنساءء لأبي العباس ثعلب» قدم له فايز أحمد» نشر دار
الكتاب العربي ببيروت» 5١4١ه.
شرح ديوان امرئ القيس» للإمام أبي جعفر أحمد بن محمد النحاس
(ت۳۳۸ه)» تحقيق الدكتور عمر الفجاوي» وزارة الثقافة الأردنية» ۲٠٠۲م.
۳٤
_- ۲
5
¢
06
۳°
_ ۰
۱
n ۲
- ۲۳
٤
(لشاهر (لشعري في تفسير القرآن الكريم
شرح ديوان حسان بن ثابت» للشيخ عبد الرحمن البرقوقي» الناشر المكتبة
التجارية بمصر»ء الطعبة الاولى ۷ ه.
شرح ديوان المتنبي» » لعبد الرحمن ¿ البرقوقي» طبعة المكتبة التجارية بالقاهرة.
الطبعة الأولى /5١7١ه.
شرح ديوان زهير ب بن أبي سّلمى» صنعة أبي العباس أحمد بن يحيى ثعلب»
تحقيق أحمد زكي العدوي» دار الكتب المصريةء الطبعة الأولى ۳١١١ه.
شرح ديوان علقمة بن الفحل» للأعلم الشنتمري» تحقيق حنا نصر الحتي»
نشر دار الكتاب العربي» طا 5١51١ه.
شرح شذور الذهب في معرفة كلام العرب. لابن هشام الأنصاري» ومعه
منتهى الأرب لمحمد محيي الدين عبد الحميد» المكتبة العصرية» بيروت
08 هھ.
شرح شواهد الإيضاح» لابن بري» تحقيق الدكتور عيد درويشء» الهيئة العامة
لشؤون المطابع الأميرية» القاهرة 60٠5١ه 2
شرح شواهد المغني» للحافظ جلال الدين عبد الرحمن السيوطي
(ت١١۹ه)ء دار مكتبة الحياة» لبنان.
شرح شواهد شرح التحفة الورديةء لعبد القادر بن عمر البغدادي» تحقيق
الدكتور عبد الله الشلال» مكتبة الرشدء الرياض» الطبعة الأولى ١57١ه.
شرح قصيدة كعب بن زهيرء لابن هشام الأنصاري» تحقيق الدكتور محمود
حسن أو ناجي» مؤسسة علوم القرآن بدمشق» الطبعة الثالثة 4٠5١ه.
شرح ما يقع فيه التصحيف والتحريف, لأبي أحمد الحسن بن عبد الله
العسكري (ت875'"اه)» تحقيق عبد العزيز أحمدء الناشر مطبعة البابي
الحلبي» الطبعة الأولى 1م
شرح مقامات الحريري» لأبي العباس أحمد بن عبد المؤمن القيسي
الشريشي» تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم» الناشر المؤسسة العربية
الحديثة» بالقاهرة» بدون تاريخ .
شرح نقائض جرير والفرزدق» لأبي عبيدة معمر بن المثنى» تحقيق الدكتور
محمد ألتونجي» دار الجيل» بيروت 5717١ه.
شروح الشعر الجاهلي» للدكتور أحمد جمال العمري» دار المعارف»
القاهرة» الطبعة الأولى ۱۹۸۱م.
۳0
_-٥ شعر إبراهيم بن هرمة» تحقيق محمد نفاع وحسين عطوان» مطبوعات مجمع
اللغة العربية بدمشق .
57 شعر الأحوص الأنصاري» تحقيق عادل سليمان جمال» الناشر مكتبة
الخانجي بالقاهرة» الطبعة الثانية ١51١ه.
۷ _ شعر الأخطل أبي مالك غياث بن غوث التغلبي» صنعة السكري» روايته عن
أبي جعفر محمد بن حبيب» تحقيق الدكتور فخر الدين قباوة» الناشر دار
الفكر المعاصرء بيروت» الطبعة الرايعة 7١5١ه
۸ _ الشعر الاسلامي في صدر الاسلام» للدكتور عبد الله الحامد» الطبعة الثانية
7 ه.
۹ _ الشعر الجاهلي وأثره في تفسير معاني القرآن الكريم» لمحمد محمد يوسف
الجطلاوي» الناشر جامعة قاريونس» بنغازي ليبياء الطبعة الأولى ٠199١م.
٠١ _ شعر الحارث بن خالد المخزومى» تحقيق الدكتور يحيى الجبوري» بغداد
7م . ۰
2_0 شعر الخوارج» جمع وتحقيق الدكتور إحسان عباس» الناشر دار الثقافة
بيروت» الطبعة الثانية ٤۱۹۷م .
5 _ الشعر العربي في القرن الأول الهجري. لمحمد هدارةء دار الشرق العربي»
الطبعة الأولى ١١٤٠ه. ١
- شعر الكميت بن زيد الأسدي» جَمع الدكتور داود سلُوم؛ دار عالم الكتب»
بيروت» الطبعة الثانية /1١51١ه.
64- شعر المُسّيب بن عَلْسء جَمّعه الدكتور أنور أبو سُويلم» منشورات جامعة
مؤتة بالأردن» الطبعة الأولى 6١5١ه.
٠ _ الشعر المنحول» للدكتور فضل العماري» ط. مكتبة التوبة» الطبعة الأولى
۷ ھه.
57 _ شعر النابغة الجعدي» الناشر المكتب الإسلامي بدمشق» تحقيق عبد العزيز
رباح» الطبعة الأولى. ۰
۷ _ شعر الوليد بن يزيد 9450( ١١١ه)» جمعه وحققه الدكتور حسين عطوان».
الناشر مكتبة الأقصى بالأردن بمساعدة الجامعة الأردنية» الطبعة الأولى
04ام.
2-64 شعر تغلب في الجاهلية» جمع وتحقيق أيمن محمد ميدان» مراجعة الدكتور
صلاح الدين الهادي» معهد المخطوطات العربية بالقاهرة ٩۱۹۹م .
۹۲۳۲۰٦
- 4
_ ۳°
۹
5 ۲
۳
٤
۵٥ 3ل
٦
-_ ۷
5 ۸
- ۹
7
۳٤۱
- ۲
الشاهر (لشعري في تفسير القرآن الكريم
شعر طيء وأخبارها في الجاهلية والاسلام؛ جمع وتحقيق الدكتورة وفاء فهمي
السنديوني» الناشر دار العلوم بالرياض» الطبعة الأولى ١١٤٠ه.
شعر عبد الله بن الزبعرى» تحقيق الدكتور يحيى الجبوري» الناشر مؤسسة
الرسالة» بيروت. الطبعة الثالثة ١١٤٠١ه.
شعر عروة بن الورد» صنعة ابن السكيت» تحقيق: محمد فؤاد نعناع » نشر
مكتبة الخانجي»؛ ط 2.١ 6١15١ه.
شعر عمرو بن معدي كرب الزبيدي» جمعه ونسقه مطاع الطرابيشي» مكتبة
المؤيد بالرياض» الطبعة الثالثة 85١5١ه.
الشعر والشعراءء بي محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري
(ت٣۲۷ه)» تحقيق الشيخ أحمد محمد شاكر» ط. دار المعارف بالقاهرة»
الطبعة الثانية 955١م
شعراء إسلاميون» للدكتور نوري حمودي القيسي» عالم الكتب» بيروت»
الطبعة الثانية 68٠5١ه.
شعراء أمويون. للدكتور نوري حمودي القيسي» عالم الكتب» ومكتبة النهضة
العربية» الطبعة الأولى 06٠5١ه.
الشعراء الجاهليون الأواتل» للدكتور عادل الفريجات» الناشر دار المشرق»
بيروت» الطبعة الأولى 9445١م.
الشعراء المخضرمون بين الجاهلية والاسلام» لهنية علي يوسف الكاديكي»
منشورات جامعة قاريونس ٩۱۹۸م .
شعراء بني عقيل وشعرهم في الجاهلية والإسلام حت حتى آخر العصر الأموي
جمعاً وتحقيقاً ودراسة» للدكتور عبد العزيز بن محمد الفيصل» الطبعة الأولى
۸ هھ.
شعراء همدان وأخبارها في الجاهلية والإسلام» جمع وتحقيق الدكتور حسن
عيسى أبو ياسين» الناشر دار العلوم بالرياض» الطبعة الأولى 507١ه.
شواهد أبي حيان في تفسيره» للدكتور صبري إبراهيم السيد» الناشر دار
المعرفة الجامعية بالاسكندرية» الطبعة الأولى 4٠55١ه.
شواهد التفسير عند ابن عباس في مسائل نافع بن الأزرق» لأحمد الخياطي»
بمجلة دار الحديث الحسنية بالمغرب» العدد ١۱ء ۱۸٤۱ھ .۱۸١ ١۲١
شواهد الشعر في كتاب سيبويه» للدكتور خالد عبد الكريم جمعة» الناشر
الدار الشرقية بمصرء الطبعة الثانية 09٠5١ه.
ثبت المصادر والمراجع 00
- ۳
٤
-_ ٥
- ٤٦
- ۷
- ۸
- ۹
_ ۹
1
_ ۲
_ ۳
_ ٤
_ 0
_
الشواهد الشعرية في تفسير القرطبي » تحقيق ودراسة الدكتور عبد العال سالم
مكرم» الناشر عالم الكتب» الطبعة الأولى ۸١١٤٠ه.
الشواهد الشعرية في كتاب دلائل الاعجاز» للدكتورة نجاح أحمد الظهارء
الطبعة الأولى 5١5١ه.
شواهد القرآن» لأبى تراب الظاهري» الناشر النادي الأدبى بجدة» الطبعة
الأولى ٤١٠٤٠١ه. ٠ ۰
الشواهد النحوية والصرفية فى شعر الأعشى ٠ للدكتور عبد الهادي أحمد
فراج» مطبعة الأمانة» مصرء الطبعة الأولى 5١5١ه.
شواهد سيبويه من المعلقات في ميزان النقد. للدكتور عبد العال سالم مكرم»
مؤسسة الرسالة» الطبعة الأولى /1*٠5١ه.
الشواهد والاستشهاد في النحوء لعبد الجبار علوان النايلة» مطبعة الزهراء
ببغداد» الطبعة الأولى 145١ه.
الصاحبى فى فقه اللغة» لابن فارس» تحقيق السيد أحمد صقر» نشر مكتبة
البابي الحلبي بالقاهرة.
الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية» لإسماعيل بن حَمّاد الجوهري» تحقيق
أحمد عبد الغفور عطار» نشر دار العلم للملايين» الطبعة الثالئة 5٠5١ه
صحيح مسلم بن الحجاج» تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي» نشر دار إحياء
التراث .
صحيفة علي بن أبي طلحة» اعتنى بها: راشد عبد المنعم الرجال» نشر
مكتبة السنةء طاء ١١5١اه
الصعقة الغضبية في الرد على منكري العربية» لنجم الدين سليمان بن
عبد القوي الطوفى (ت5 الاه)» تحقيق الدكتور محمد بن خالد الفاضل»
الناشر مكتبة العبيكان بالرياض» الطبعة الأولى /510١1ه.
ضرورة الشعر› لأبى سعيد السيرافى» تحقيق الدكتور رمضان عبد التواب»
الناشر دار النهضة العربية» بيروت» الطبعة الأولى 5٠54١ه.
الطبري النحوي من خلال تفسيره» للدكتور زكي فهمي أحمد الألوسي»›
الناشر دار الشؤون الثقافية العامة بالعراق» الطبعة الأولى ۲٠٠۲م.
الطبري ومنهجه في التاريخ» للدكتور علي بكر حسن» الناشر دار غريب
للطباعة والنشرء بالقاهرة» 4١٠1م.
لومس (الشاهر الشري في تفسيرالقرآنالكريم
- ۷
1
-_ ۲
1Y
٤
_ 10
- ٦
- ۷
- ۸
_ ۹
5 ۰
طبقات الشعراء في النقد الأدبي عند العرب» للدكتور جهاد المَجالي» الناشر
دار الجيل» بيروتء الطبعة الأولى ؟7١5١ه.
الطبقات الكبرى» لمحمد بن سعد الواقدي» دار التحريرء القاهرة 5848١ه.
طبقات المعتزلة» للقاضي عبد الجبار» ضمن كتاب (طبقات المعتزلة وفضل
الاعتزال)» تحقيق: فؤاد سيد.
طبقات المفسرين. لمحمد بن علي الداودي» نشر دار الكتب العلمية»
0
ببیروت .
طبقات النحويين واللغويين» لأبي بكر محمد بن الحسن الزبيدي» تحقيق
محمد أبو الفضل إبراهيم» دار المعارف» الطبعة الثانية.
طبقات فحول الشعراء. لمحمد بن سلام الجمحي (مت١١1ه).» قرأه وشرحه
محمود محمد شاكر» مطبعة المدني بدون تاريخ.
طه حسين وقضية الشعر الجاهلي» للدكتور محمد رجب البيومي» المؤسسة
العربية الحديثة» القاهرة. ضمن سلسلة أدبيات. ١
العباب الزاخر واللباب الفاخر. للصغاني» تحقيق: محمد حسن آل ياسين»
منشورات وزارة الثقافة الإعلام بالعراق» ١198م.
أبو عبد الله القرطبي وجهوده في النحو واللغة في كتابه الجامع لأحكام
القرآن. للدكتور عبد القادر رحيم جدي الهيتي» دار البشير ومؤسسة الرسالة
بالأردن» الطبعة الأولى ۷١١٤١ه.
عبد الله بن عباس وإ: حياته وتفسيره» للدكتور عادل حسن علي» مؤسسة
المختار للنشرء الطبعة الأولى 575١ه.
أبو عبيدة مَعْمَرُ بن المُّنّىء للدكتور نهاد الموسى» الناشر دار العلوم
بالرياض» الطبعة الأولى 0٠5١ه.
العَذْبُ التّمِيّر من مجالس الشنقيطي في التفسيرء للشيخ محمد الأمين
الشنقيطى صاحب أضواء البيان» بعناية الدكتور خالد السبت» الناشر دار ابن
القيم بالدمام» ودار ابن عفان بالقاهرةء الطبعة الأولى 475١ه.
العرش (كتاب العرش». لأبي عبد الله الذهبي (ت۸٤۷ه)» تحقيق الدكتور
محمد بن خليفة التميمي» الناشر الجامعة الإسلامية بالمدينة بالتعاون مع
مكتبة أضواء السلف» الطبعة الأولى ١57١ه
العصبية القبلية وأثرها فى الشعر الأموي» للدكتور إحسان النص» دار الفكرء
الطبعة الثانية 1۹۷۳م ٠
ثبت المصادر والمراجع CT
۷۱
-_ ۲
5 ۳
- ¥٤
__ ۵
۳۷٦
_ ¥
_ 508
- ۹
-_ ۹
-_ ۱
- AY
العصر الإسلامى» للدكتور شوقى ضيف» دار المعارف بمصرء الطبعة
الرابعة. ۰ ٠
العصر الجاهلي» للدكتور شوقي ضيف» دار المعارف بمصرء الطبعة
الرابعة. ۰
العقد الفريد» لابن عبد ربه الأندلسى» دار إحياء التراث العربى» لبنان»
الطبعة الثالئة ١٠47١ه. ٠
أبو علي الفارسي» للدكتور عبد الفتاح إسماعيل شلبي» الناشر دار
المطبوعات الحديئة» بجدةء الطبعة الثالثة 9٠5١ه.
عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ. للسمين أحمد بن يوسف الحلبي
(ت” ملاه)ء. تحقيرٌ تحقيق الدكتور محمد ألتونجي» الناشر عالم الكتب» بيروت»
الطبعة الأولى 4ه
العمدة في صناعة الشعر ونقده» لأبي علي الحسن بن رشيق القيرواني
(ت”177ه)ء تحقيق الدكتور النبوي عبد الواحد شعلانء الناشر مكتبة
الخانجي بالقاهرة الطبعة الأولى ١7٠5١ه.
عيار الشعرء لأبي الحسن محمد بن أحمد بن طباطبا العلوي (ت۳۲۲ه)»
تحقيق الدكتور عبد العزيز بن ناصر المانع» الناشر دار العلوم بالرياض»
الطبعة الأولى 65٠5١ه.
العين› » للخليل بن أحمد الفراهيدي (ت١۷١ه)» تحقيق الدكتور مهدي
المخزومي والدكتور إبراهيم السامرائي» الناشر دار ومكتية الهلال. بدون
تاريخ .
عيون الأخبار. لأبي محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري (ت٣۲۷ه)»
تحضو تحقيق أحمد زكي العدوي. دار الكتب المصرية› الطبعة الأولى ۳ ھ.
غاية النهاية فی طبقات القراء. لشمس الدين محمد بن محمد ابن الجزري›
تحقيق : ج. برجستراسرء نشر مكتبة المتنبي بالقاهرة.
الغاية فى القراءات العشرء لأحمد بن الحسين بن مهران» تحقيق: محمد
غياث الجنباز» نشر دار الشواف بالرياض» ط۲ء ١١١٤١ه.
غاية الاختصار فى قراءات العشرة أئمة الأمصار. للحافظ أبى العلاء
الحسن بن أحمد الهمذانى العطار (ت0194ه)»؛ تحقيق الدكتور أشرف محمد
فؤاد طلعت» الناشر الجماعة الخيرية لتحفيظ القرآن بجدة» الطبعة الأولى
٤ ھ.
- AT
- A٤
_ ۵
185
_ TAY
- A۸
- ۹
_- ۰
۱
~~ ۲
- ۲۳
٤
0
- ۹١
غرائب القرآن ورغائب الفرقانء لنظام الدين النيسابوري» تحقيق إبراهيم
عطوة عوض» نشر مكتبة البابي الحلبي» الطبعة الأولى ٠794١ه.
غريب القرآن في شعر العرب (سؤالات نافع بن الأزرق إلى عبد الله بن
عباس)» تحقيق محمد عبد الرحيم» وأحمد نصر الله الناشر مؤسسة الكتب
الثقافية» بيروتء الطبعة الأولى 7١51١ه.
غريب القرآن وتفسيره» لليزيدي» تحقيق محمد سليم الحاج» الناشر عالم
الكتب» بيروت» الطبعة الأولى 0٠5١ه.
الغريب المصنف» لأبي عبيد القاسم بن سلام» تحقيق محمد المختار
العبيدي» نشر المجمع التونسي ودار سحنون» الطبعة الأولى ١١٤٠ه.
الفاضل» لأبى العباس محمد بن يزيد المَبَرّد (ت180ه)ء تحقيق عبد العزيز
الميمني › دار الكتب المصرية بالقاهرة» الطبعة الأولى ١۷١٠ه.
فتح الباري شرح صحيح البخاري› لأحمد بن علي بن حجر العسقلاني›
طبعة دار الريان للتراث بالقاهرة» الطبعة الأولى ١١١٤٠ه.
فحولة الشعراءء لأبي حاتم السجستاني (ت100ه)» تحقيق محمد عبد القادر
أحمد» مكتبة النهضة المصرية بالقاهرة» ١١5١ه.
الفصل في الملل والأهواء والنحلء لابن حزم الأندلسي» تحقيق الدكتور
محمد إبراهيم نصر والدكتور عبد الرحمن عميرة» دار الجيل» بيروت»
م6 ه.
فصول فى أصول التفسيرهء للدكتور مساعد بن سليمان الطيار» دار النشر
الدولي للنشر والتوزيع» الطبعة الأولى 517١1ه.
فضائل الصحابة» لأحمد بن حنبل» تحقيق وصي الله عباس» نشر دار
العلمء الطبعة الأولى 7٠1١ه.
فضائل القرآنء لأبي عبيد القاسم بن سلام الهروي (ت174ه)» تحقيق
مروان العطية وآخرين» الناشر دار ابن كثير بدمشق» الطبعة الثانية ١157١ه.
فهارس كتاب سيبويه» لمحمد عبد الخالق عضيمة» الناشر دار الحديث
بالقاهرة» الطبعة الأولى 96١ه.
فهارس معاني القرآن للفراءء للدكتورة فائزة عمر علي المؤيد» مطابع الرضا
بالدمام» الطبعة الأولى 5١5١ه.
فهرس ابن عطية» لابن عطية الأندلسى»ء تحقيق محمد أبو الأجفان ومحمد
الزاهي» دار الغرب الإسلامي» بيروت» الطبعة الثانية ۱۹۸۳م .
تبت المصادر والمراجع كك
۷ - الفهرست» لأبي الفرج محمد بن أبي يعقوب ابن النديم» نشر دار المعرفة
ببيروت.
64 فى أصول النحوء لسعيد الأفغانى» الناشر المكتب الإسلامى» بيروت»
۷ه ۰ ۰
۹ في الشعر الجاهلي , لطه حسين» مصورة عن طبعة دار الكتب» بدون تاریخ .
٠ _ في اللهجات العربية» للدكتور إبراهيم أنيس» مكتبة الأنجلو المصرية» الطبعة
الخامسة.
١ _ القاموس المحيط. لمجد الدين الفيروزابادي» نشر مؤسسة الرسالةء» ط”ء
۷ھ
۲ - القرآن الكريم وأثره في الدراسات النحوية» للدكتور عبد العال سالم مكرمء
الناشر المكتبة الأزهرية للتراث» بدون تاريخ .
۴۳ - القراءات القرآنية: تاريخهاء ثبوتهاء حجيتهاء وأحكامهاء لعبد الحليم بن
محمد الهادي قابه» إشراف الدكتور مصطفى الخن» دار الغرب الإسلامي»
بیروت» الطبعة الأولى 1999م. ١
٤ _ القراءات القرآنية في ضوء علم اللغة الحديث» للدكتور عبد الصبور شاهين»
الناشر مكتبة الخانجي بالقاهرة. ش
6 _ قراءة في الأدب القديم» للدكتور محمد محمد أبو موسى» الناشر مكتبة وهبة
بالقاهرة» الطبعة الثانية 9١5١ه.
51 _ القرطبي ومنهجه في التفسيرء للدكتور القصبي محمود زلطء الناشر دار
الأنصارء القاهرة» الطبعة الأولى 99١ه.
٠خ قصة الفلسفة. لديورانت» مكتبة الحياة» بيروت.
4 قضايا اللغة في كتب التفسيرء للدكتور الهادي الجطلاوي» نشر كلية الآداب
بسوسة المغرب» الطبعة الأولى 1998م.
848 _ قضية الشعر الجاهلي في كتاب ابن سلام» لمحمود محمد شاكرء الناشر
مطبعة المدني» الطبعة الأولى 18١5١ه.
٠ _ قواعد الترجيح عند المفسرين» للدكتور حسين بن علي الحربي» الناشر دار
القاسم بالرياض» الطبعة الأولى ١١٤٠ه.
١ - القول الماضي في شرح شواهد تفسير القاضي» للمحجوب بنسالك» المطبعة
والوراقة الوطنية بتونس» ١٠٠5م.
aer الشاهر (الشعري في تفسير القرآن الكريم
۲ - القياس في النحو العربي: نشأته وتطوره» للدكتور سعيد جاسم الزبيدي»
الناشر دار الشروق بالأردن» الطبعة الأولی ۱۹۹۷م.
۳ - الكامل في الأدب» لأبي العباس المبرد» تحقيق الدكتور محمد الدالي»
مؤسسة الرسالة» الطبعة الثانية 7١541١ه.
٤ - كتاب التمام لما صح في الروايتين والثلاث والأربع عن الامام والمختار من
الوجهين عن أصحابه العرانين الكرام (أي : أحمد بن حنيل) .2 لأبي يعلى
محمد بن محمد بن الحسين الفراء (لت07”5ه)» تحقيق الدكتور عبد الله
الطيار» وعبد العزيز المد الله الناشر دار العاصمة للنشر بالرياض» الطبعة
الأولى 5١5١ه.
06 كتاب السبعة» لأبى بكر أحمد بن موسى بن مجاهد (ت٤۳۲ه)» تحقيق
الدكتور شوقي ضيف» الناشر دار المعارف بالقاهرة» الطبعة الثانية ٠٠4١ه.
7 _ كتاب الشعر (شرح الأبيات المشكلة الاعراب)» لأبي علي الحسن بن أحمد
الفارسي (ت۳۷۷ه)» تحقيق وشرح الدكتور محمود محمد الطناحي› الناشر
مكتبة الخانجي للطبع» الطبعة الأولى 8٠5١ه.
۷ - كتاب الصناعتين » لأبى هلال الحسن بن عبد الله العسكري» تحقيق على
البجاوي» ومحمد أبو الفضل إبراهيم» الناشر عيسى البابي الحلبي» الطبعة
الأولى ١/ا١ه.
۸ _ كتاب العلو للعلي العظيمء لمحمد بن أحمد الذهبي» تحقيق: عبد الله بن
صالح البراك» نشر دار الوطن بالرياض» طا ١57١ه.
8 كتاب المصاحف. لأبى بكر عبد الله بن سليمان بن الأشعث السجستانى
المشهور بابن أبي داود (ت5١ "هما تحقيق الدكتور محب الدين عبد السبحان
واعظء دار البشائر الإسلاميةء الطبعة الثانية ۳١٤٠ه.
٠ _ كتاب المعاني الكبير في أبيات المعاني » لأبي محمد عبد الله بن مسلم بن
قتيبة الدينوري (ت7!7ه)» تحقيق المستشرق الدكتور ف. كرنكو» ومراجعة
وتصحيح الشيخ عبد الرحمن بن يَحيى المعلمي» نشر دار الكتب العلميةء
الطبعة الأولى 65٠5١ه.
١ _ كتاب سيبويه» لأبى بشر عمرو بن عثمان بن قنبر (ست٠8١ه)2 تحقيق
عبد السلام محمد هارون» ط .دار عالم الكتب» الطبعة الثالثة 48١ه.
57 كشاف اصطلاحات الفنون» لمحمد على الفاروقى التهانوي» تحقيق رفيق
العجم» مكتبة لبنان ناشرون 1495م. ١ ٠
ثبت المصادر والمراجع عو |
">
٤
0
٦1
- ۷
~۸
- ۹
۰
- 27١
- ۲
- ۳
2*5
2*0
الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل»
لجار الله محمود بن عمر الزمخشري (ت078ه)2 تحقيق عادل أحمد
عبد الموجود وزميلهء الناشر مكتبة العبيكان بالرياض» الطبعة الأولى
۸ ھ.
الكشف عن وجوه القراءات السبع وعللها وحججهاء لأبي محمد مكي بن
أبي طالب القيسي (ت477ه)» تحقيق الدكتور محيي الدين رمضان» مؤسسة
الرسالة» بيروت» الطبعة الخامسة ۸١٤٠ه. ١
الكليات » لابى البقاء الكفوي»› تحقيق عدنان درويش ومحمد المصري» نشر
مؤسسة الرسالةء الطبعة الأولى 7١5١ه
لبيد بن ربيعة العامري › للدكتور يحيى الجبوري» الناشر دار القلم بالكويت»›
الطبعة الثالثة ۱۹۸۳م .
لسان العرب لابن منظورء الناشر دار إحياء التراث العربي» بيروت» الطبعة
الأولى ۸١١٤٠١ه.
اللغات فى القرآن» رواية ابن حسئون بإسناده إلى ابن عباس» تحقيق:
صلاح الدين المنجدء نشر دار الكتاب الجديد ببيروت» الطبعة الثالثة
۸ھ.
لغة تميم: دراسة تاريخية وصفية» للدكتور ضحى عبد الباقي» الناشر مجمع
اللغة العربية» لجنة اللهجات» المطبعة الأميريةء القاهرة 0٠5١ه.
لغة قريش» لمختار الغوث» دار المعراج للنشرء الرياض» الطبعة الأولى
۸ ھ.
لمع الأدلة» لأبي البركات كمال الدين عبد الرحمن بن محمد الأنباري
(ت۵۷۷هھ)» تحقيق سعيد الأفغاني» دار الفكرء الطبعة الثانية ۹۱١۳١ه.
اللهجات في الكتاب لسيبويه أصواتاً وبنية» لصالحة راشد غنيم آل غنيم»
الناشر جامعة أم القرى» الطبعة الأولى 0٠54١ه.
ليس في كلام العرب» للحسين بن أحمد بن خالويه» تحقيق أحمد عبد الغفور
عطارء مكة المكرمة 949١ه.
المباحث البلاغية في ضوء قضية الإعجاز القرآني» للدكتور أحمد جمال
العمري» الناشر مكتبة الخانجي بالقاهرة ١٠4١ه.
المباني في نظم المعاني» ضمن كتاب: مقدمتان في علوم القرآن» تحقيق:
آثر جفري» نشر مكتبة الخانجي» 117297ه.
CEI الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
- ٦
- ۷
- ۸
5 ۹4
13
- ٤٤ا
- ۷
٤۸
المبهج في تفسير أسماء شعراء الحماسة» لأبي الفتح بن جني» تحقيق مروان
العطية» وشيخ الراشد» الناشر دار الهجرة» بيروت» الطبعة الأولى
۸ ه.
المثل السائر في أدب الكاتب والشاعرء لابن الأثير الجزري» تحقيق محمد
محيي الدين عبد الحميد» المكتبة العصرية» بيروت» ١١5١ه.
مجاز القرآنء لأبى عبيدة» تحقيق فؤاد سزكين» نشر مؤسسة الرسالة» ط”ء
۰ هھ. ٤١
مجالس العلماءء لأبي القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي» تحقيق
عبد السلام هارونء» الناشر مكتبة الخانجي» الطبعة الثانية ١١٤٠١ه.
محالس ثعلب» لأبي العباس أحمد بن يحي ثعلب» تحقيق : عبد السلام
هارون» نشر دار المعارف» الطبعة الخامسة بدون تاريخ .
مجالس في تفسير قوله تعالى : #لقد من اله عل لْمُؤْمِنِنَ إِدْ بعت فيي رسو
ن اشم لابن ناصر الدين الدمشقي (مت”85ه)ء تحقيق محمد عوامة.
الناشر دار القبلة للثقافة الإسلامية» ومؤسسة الريان» والمكتبة المكية»
الطبعة الأولى ١57١ه.
مجلس من أمالي ابن الأنباري أبي بكر محمد بن القاسم بن بشار
(ت۳۲۸ه)» حققه إبراهيم صالح» دار البشائرء الطبعة الأولى 1995١م.
مجمع الأمثال» لا بي الفضل أحمد بن محمد الميداني» تحقيق الدكتور جان
عبد الله توماء دار صادر» بيروت» الطبعة الأولى ١57١ه.
- مجمع البيان في تفسير القرآن» للطبرسي الشيعي» نشر دار مكتبة الحياة.
مجموع أشعار العرب (رؤبة بن العجاج وأبيات منسوبة إليه)» جَمعها المستشرق
وليم بنالورد» الناشر دار الآفاق الجديدة» بيروت» الطبعة الثانية ٠٠5١ه.
مجموع فتاوى شيخ الاسلام أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية» جمع وترتيب
عبد الرحمن بن محمد بن قاسم وابنه محمدء طبعة مجمع الملك فهد لطباعة
المصحف الشريف في المدينة المنورة عام 15١5١ه.
محاضرات فى بيان الأخطاء العلمية التاريخية التى اشتمل عليها كتاب فى
الشعر الجاهلي» للشيخ محمد الحُضري بك» الناشر دار العرب» القاهرة. ٠
المحتسّب في تبيين وجوه شواذ القراءات والإيضاح لهاء لأبي الفتح عثمان بن
جني» تحقيق علي النجدي ناصف وآخرين» نشر المّجلس الأعلى للشئون
الإسلامية بالقاهرة 785١اه.
ثبت المصادر والمراجع
0
05
ةةال
- ۸
- 08
5 ۹
51١
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز» لأبي محمد بن عطية» تحقيق
عبد العال السيد إبراهيم» طبعة قطرء الطبعة الأولى 79/8١ه.
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز» لأبي محمد بن عطية» تحقيق
جماعة» طبعة المغرب» الطبعة الأولى بدون تاريخ .
المحكم والمحيط الأعظم في اللغة» لعلي بن إسماعيل بن سيده» تحقيق
مصطفى السقا وآخرون» مصورة عن الطبعة الأولى.
محمود محمد شاكر: الرجل والمنهج» لعمر حسن القيّام» دار البشير
ومؤسسة الرسالة» الأردن» الطبعة الأولى 1١51١ه.
مختصر الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلةء لابن قيم الجوزية»
اختصره محمد بن الموصلى (ت٤۷۷ه)»ء تحقيق الدكتور الحسن بن
عبد الرحمن العلوي» الناشر أضواء السلف. الطبعة الأولى 5706١ه.
مختصر في شواد القرآن من كتاب البديع › لابن خالويهء الناشر عالم
الكتب» بیروت .
مداخل إعجاز القرآن» لمحمود محمد شاكرء الناشر مطبعة المدنى» الطبعة
الأولى ۳١٤١ھ
المدخل لعلم تفسير كتاب الله تعالىء لأحمد بن محمد السمرقندي» تحقيق
صفوان داودي» نشر دار القلم ودارة العلوم» الطبعة الأولى 8٠5١ه.
مدرسة الكوفة» للدكتور مهدي المخزومي» مطبعة مصطفى البابي الحلبي›
مصرء الطبعة الثانية ۷۷١۳١ه. ۰ ١ ٠
مذاهب التفسير الإسلامي» للمستشرق المجري اجنتس جولد تسهرء ترجمة
الدكتور عبد الحليم النجارء الناشر دار إقرأء الطبعة الثانية 1٠5١ه.
المذكر والمؤنث› لأبي بكر محمد بن القاسم الأنباري (ت۳۲۸ه)» تحقيق
الدكتور محمد عبد الخالق عضيمةء الناشر وزارة الأوقاف المصرية» الطبعة
الأولى ١٠5١ه.
مراتب النحويين» لأبي الطيب اللغوي» تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم»
الناشر دار الفكر العربي .
المُرْشِدُ إلى فهم أشعارٍ العرب وصِناعَتِهاء للدكتور عبد الله الطيب» الناشر
دار الآثار الإسلامية بالكويت بالتعاون مع وزارة الإعلام الكويتية» الطبعة
الأولى ١5١09 ١٠5١ه.
51
۳
5 ٤
- 0۵
5 ٦
¥ ب
- ۸
48
عم
ا
- ۲
~۳
المزهر في علوم اللغة وآدابهاء للحافظ جلال الدين عبد الرحمن ن السيوطي
(ت۹۱۱ه)» تحقيق محمد أحمد جاد المولى وآخرين» الناشر مكتبة التراث
بالقاهرة. الطبعة الثالثة بدون تاریخ .
مسألة #إنّ رم آله قرب ّى لبخ لمَجْدٌ الدين عبد المَجيد بن
أبي الفرج الرُودْرَارَرِيّ تحقيق الدكتور العايد» ضمن كتاب بحوث
ودراسات في اللغة العربية وآدابهاء الجزء الثالث ١5١هء ص .١5١
مسائل الاما الطستى عن أسئلة نافع , بن الأزرق وأجوبة عبد الله بن
عباس اء رنب أصولّها وحَفّق نصوصها الدكتور عبد الرحمن عميرة» دار
الاعتصام بدون تاریخ .
مسائل نافع الأزرق عن عبد الله بن عباس» تحقيق الدكتور محمد أحمد
الدالي» نشر الجفان والجابيء الطبعة الأولى 7١5١ه.
المسائل والأجوبة في الحديث والتفسيرء لأبي محمد عبد الله بن مسلم بن
قتيبة الدينوري (ت7175ه)» تحقيق مروان العطية ومحسن خرابةء الناشر دار
ابن كثير بدمشق» الطبعة الأولى ١٠5١ه.
المساعد على تسهيل الفوائدء لبهاء الدين بن عقيل» تحقيق الدكتور محمد
كامل بركات» مركز البحث العلمي بجامعة أم القرى» مكة المكرمة
0 اھ
المستدرك على الصحيحين » لمحمد بن عبد اله الحاكم» مراجعة مصطفى
عبد القادر عطاء دار الكتب العلمية» بيروت» الطبعة الأولى ١1١ه.
المستدرك على صناع الدواوين» صنفه الدكتور نوري القيسي» والأستاذ هلال
ناجي» دار عالم الكتب» بيروتء الطبعة الأولى ١57١ه.
المستشرقون والشعر الجاهلي بين الشك والتوثيق» للدكتور يحيى وهيب
الجبوري» الناشر دار الغرب الإسلامي» ييروت» الطبعة الأولى 1991م.
المسودة في أصول الفقهء لآل تيمية» تحقيق الدكتور أحمد إبراهيم الذروي»
دار الفضيلة بالرياض» الطبعة الأولى 575١ه. ٠
مشكل إعراب القرآن» لأبي محمد مكي بن أبي طالب القيسي (ت۳۷٤ه)»
تحقيق ياسين محمد السواس» اليمامة للطباعة والنشر بدمشق» الطبعة الثالثة
۳ (اه.
مصادر الشعر الجاهلي وقيمتها التاريخية» للدكتور ناصر الدين الأسدء دار
الجيل» بيروت» الطبعة الثامنة 995١م.
ثبت المصادر والمراجع 0
۷٤
_ ¥0
كلام
- ۷
- ۸
- ۹
۱
- ۲
- ۳
- A٤
_ A0۵
كمع -
مصادر اللغةء للدكتور عبد الحميد الشلقاني» الناشر المنشأة العامة للنشر
بطرابلس ليبياء الطبعة الثانية ۱۹۸۲م .
المصتف» لابن أبي شيبة» تحقيق الأعظمي» نشر الدار السلفية.
المصون فى الأدب. لأبى أحمد الحسن بن عبد الله العسكري (ت۳۸۲ه)»
تحقيق عبد السلام هارون» الناشر مكتبة الخانجي بالقاهرة ودار الرفاعي
بالرياض» الطبعة الثانية ١١٤٠ه.
معاجم غريب الحديث والأثر والاستشهاد بالحديث في اللغة والنحوء
للدكتور السيد الشرقاوي» الناشر مكتبة الخانجى بالقاهرة» الطبعة الأولى
٤١ ھ. ۰
المعارف» لأبي محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري (ت٣۲۷ه)»
تحقيق ثروت عكاشة» نشر دار المعارف بالقاهرة.
معالم التنزيل» للبغوي» تحقيق خالد العك ومروان سرور» نشر دار المعرفة
ببیروت» ط۲ ۷١٤۱ھ.
معانى القرآن» لأبى زكريا یَحیی بن زياد الفرّاء (ت۷٠۲ه)» تحقيق محمد
علي النجّار وأحمد يوسف لجاتي» نشر عالم الكتب ببيروت» الطبعة الثالثة
۳ھ
معاني القرآن» لسعيد بن مسعدة الأخفش (ت50١1ه)ء تحقيق الدكتورة هدى
قرّاعة» الناشر مكتبة الخانجي بالقاهرة» الطبعة الأولى ١١54١ه
معاني القرآن الكريمء للإمام أبي جعفر أحمد بن محمد النحاس
(ت۳۳۸ه)» تحقيق محمد علي الصابوني» الناشر جامعة أم القرى» الطبعة
الأولى ۸١١٤٠١ه.
معانى القرآن لسعيد بن مسعدة الأخفش (ت١5١1ه) (أخرى). بتحقيق الدكتور
عبد الأمير الوردء عالم الكتب» الطبعة الأولى 504١ه.
معاني القرآن وإعرابه» لأبي إسحاق الزجاج (ت١١"ه)» تحقيق عبد الجليل
عبده شلبي» نشر عالم الكتب» الطبعة الأولى ۸١٤٠١ه
معجم الأدباء» لياقوت الحموي» الناشر دار المأمونء أحمد فريد رفاعي»
6ه.
معجم الأصمعي» للدكتور هادي حسن حمودي» الناشر عالم الكتب»
بيروت. الطبعة الأولى ۸ ھ.
- AY
- A۸
8
- ۰
5١
57
0
060
- ۹٦
~ı ۷
- ۸
- ۹
معجم الأمكنة الوارد ذكرها في القرآن الكريم» لسعد بن عبد الله بن جنيدل»
الطبعة الأولى 575١ه.
معجم البلدان» لياقوت الحموي» نشر دار صادر.
معجم الشعراءء لأبي عبيد الله المرزباني» تحقيق عبد الستار أحمد فراج»
مصورة عن الطبعة الأولى» الهيئة العامة لقصور الثقافة بمصر.
معجم الشعراء في لسان العرب, للدكتور ياسين الأيوبي» دار العلم
للملايين» الطبعة الثانية ۱۹۸۲م .
معجم الشعراء من العصر الجاهلي حتى نهاية العصر الأموي» لعفيف بن
عبد الرحمن» نشر دار المناهل» بيّروت» الطبعة الأولى /1١5١ه.
المعجم العربي نشأته وتطوره» للدكتور حسين نصار» نشر دار مصر للطباعة»
الطبعة الرابعة ۱۹۸۸م .
معجم قبائل العرب القديمة والحديثة» لعمر رضا كحالة» مؤسسة الرسالة»
الطبعة الثامنة ۸١٤٠١ه.
معجم القراءات. للدكتور عبد اللطيف الخطيب» طباعة دار سعد الدين
بدمشق» الطبعة الأولى 577١ه.
المعجم الكبير» لسليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني» مراجعة حمدي بن
عبد المجيد السلفي» مكتبة العلوم والحكم»ء الموصل» 5٠5١ه.
معجم المؤلفين» لعمر رضا كحالةء الناشر مؤسسة الرسالةء الطبعة الأولى
٤ ه.
معجم المصطلحات البلاغية وتطورهاء للدكتور أحمد مطلوب» مكتبة لبنان
ناشرون» الطبعة الثانية 1995م.
معجم المعاجم (تعريف بنحو ألف ونصف ألف من المعاجم العربية
التراثية)ء لأحمد الشرقاوي إقبالء الناشر دار الغرب الإسلامي» الطبعة
الأولى ١١١٤٠ه.
المعجم المفصل في شواهد اللغة العربية» إعداد إميل يعقوب. نشر دار
الكتب العلمية ببيروت» الطبعة الأولى /5311١ه.
1 المعجم المفهر س لألفاظ القرآن الكريمء لمحمد فؤاد عبد الباقى» نشر دار
الفكر بلبنان» الطبعة الرابعة 85١41١ه.
- معجم الشعراء في تاریخ الطبري› للدكتور عزمي سکر› الناشر المكتبة
العصرية بلبنان» الطبعة الأولى ۹١٤١ه.
ثبت المصادر والمراجع 4
زذليك 5
0۹۹
0١٠
معجم شواهد العربية. لعبد السلام محمد هارون» الناشر مكتبة الخانجى
بالقاهرة» الطبعة الأولى ۹۲١١ه.
معجم شواهد النحو الشعرية. للدكتور حًا جميل حدادء دار العلوم
بالرياض» الطبعة 9 ٤ اه.
البكري ادش تحقيق مصطفى السقاء الناشر عالم الب بيروت»
الطبعة الثالئة ٠7 5١ه.
المعرّث من الكلام الأعجمي على حروف المعجم. لأبي منصور موهوب بن
أحمد الجواليقي رت٠5هه)ء تحقيق وشرح الشيخ أحمد محمد شاکر»
مطبعة دار الكتب المصريةء الطبعة الثانية ۳۸۹١ه.
معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار لشمس الدين م محمد بن أحمد
مؤسسة الرسالةء الطبعة ا 1ه
المعمّرون. لأبي حاتم سهل بن محمد بن عثمان السجستاني» تحقيق
مصطفى عبل القادر عطا» مؤسسة المعارف للطباعة والنشر› بیروت › الطبعة
الأولى /١51١ه.
المغنى فى الفقه الحنبلى» لابن قدامة» تحقيق الدكتور عبد الله التركى
والدكتور عبد الفتاح الحلوء الناشر دار هجر بالقاهرة» الطبعة الأولى
55 ١اه.
مغنىي اللبيب عن كتب الأعاريب» لابن هشام الأنصاري» تحقيق وشرح
الدكتور عبد اللطيف الخطيب» ضمن السلسلة التراثية بالكويت» الطبعة
الأولى ١57١ه.
المغني في أبواب التوحيد والعدل. للقاضي عبد الجبار الهمذاني المعتزلي»
تعحضشة تحقيق أمين الخولي› الناشر الدار المصرية للتأليف والترجمة. تحقيق أمين
الخولي 1175م.
مفتاح السعادة ومصباح السيادة في موضوعات العلوم» لطاش كبرى زاده» نشر
دار البازء الطبعة الأولى 6٠8١ه.
مفردات ألفاظ القرآن» للراغب الأصفهاني› تحقيق: صموان داودي» نشر
دار القلم» الطبعة الأولى ١١١٤٠ه.
o1۳
015
016
01١م
٥۹
OY و
o۲
o
مفردات القرآن» لعبد الحميد الفراهي (ت۹٤۳١ها)» بتحقيق الدكتور محمد
أججمل الإصلاحي. الناشر دار الغرب الإسلامي» الطبعة الأولى ۲٠٠۲م.
المُفصَّلٌ في تاريخ العرب قبل الاسلام» للدكتور جواد علي» ساعدت جامعة
بغداد على نشره» الطبعة الثانية ۳١١٤٠ه.
المفصّل في شرح أبيات المفصلء للسيد محمد بدر الدين أبي فراس
النعساني الحلبي» قدم له محمد عز الدين السعيدي» دار إحياء العلوم»
الطبعة الأولى ١٠5١ه.
المفصل في علم اللغةء لأبي القاسم محمود بن عمر الزمخشري
(ت۳۸٠ه)» قدم له محمد عز الدين السعيدي» دار إحياء العلوم» الطبعة
الأولى ١٠5١ه.
الممفضليّات» اختيار المفضل بن محمد الضبيٌ (رمت٠18١ه).2 تحقيق وشرح
أحمد محمد شاكر» وعبد السلام محمد هارون» دار المعارف بالقاهرة.
الطبعة الثامئة. بدون تاريخ .
المفسرون والشعرء للدكتورة ابتسام مرهون الصفار» بحث منشور بمجلة كلية
اللغات› 4۷۰م من ص 555 إلى 08 .
مقاييس اللغة» لأحمد بن فارس الرازي (ت7”90ه)» تحقيق عبد السلام
محمد هارون» دار الجيل» بيروت» الطبعة الأولى ١١5١ه.
المقتضب» لأبى العباس محمد بن يزيد المبرد (ت186١؟ه)2 تحقيق الدكتور
محمد عبد الخالق عضيمة» الناشر وزارة الأوقاف المصرية» القاهرة» الطبعة
إلثالثة ٤١١ ١ه.
المقدمات الأساسية في علوم القرآنء لعبد الله بن يوسف الجديع» نشر
مكتب البحوث الإسلامية بليدز بريطانياء توزيع مؤسسة الريان» الطبعة
الأولى ؟١57١ه.
مقدمة في أصول التفسيره لشيخ الإسلام ابن تيمية (ت۷۲۸ه)» تحقيق
الدكتور عدنان زرزور» نشر دار القرآن الكريم ببيروت» الطبعة الثالثة»
8 ه.
الملل والنحل» لمحمد بن عبد الكريم الشهرستاني» تحقيق عبد العزيز محمد
الوكيل» نشر دار الفكر ببيروت.
من لغات العرب لغة هذيل» للدكتور عبد الجواد الطيب» طرابلس الغرب.
بدون تاريخ .
ثبت المصادروالمراجع للا
٥ _ منجد المقرئين ومرشد الطالبين › للومام محمد بن محمد بن الجزري» تحقيق
o۲٦
OY»
o1
oY
or
or
oro
م0
علي بن محمد العمران» الناشر دار عالم الفوائد. الطبعة الأولى 19١5١ه.
المنتخب من غريب كلام العرب» لأبي الحسن الهنائي المعروف بكراع
النمل» تحقيق: محمد أحمد العمري» نشر معهد البحوث العلمية وإحياء
التراث الإسلامي بجامعة أم القرى بمكة» ط١. ۹١٤٠ه.
المنتخب من كتاب الشعراء» لأبي نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد
الأصبهاني (ت470ه)» تحقيق الدكتور عبد العزيز بن ناصر المانع» ط.دار
العلوم للطباعة والنشر بالرياض» الطبعة الأولى 7٠5١ه.
منتهى الطلب من أشعار العرب. لمحمد بن المبارك بن محمد بن ميمون»
تحقيق الدكتور محمد نبيل طريفي» دار صادر» بيروت» الطبعة الأولى
4امم.
المنصف شرح الامام أبي الفتح عثمان بن جني لكتاب التصريف. للإمام أبي
عثمان المازني» تحقيق إبراهيم مصطفى» وعبد الله أمين» الناشر وزارة
الثقافة العمومية» الطبعة الأولى ۷۳١۳١ه.
منهج ابن عطية في تفسير القرآن الكريم» للدكتور عبد الوهاب عبد الوهاب
فايد» الهيئة العامة لشؤون المطابع الأميرية» الطبعة الأولى ۳۹۳٠ه.
منهج الأخفش في إعراب القرآنء للدكتور أحمد الخراط» دار القلم بدمشق»
ودارة العلوم ببيروت» الطبعة الأولى 8٠1١ه.
منهج الزمخشري في تفسير القرآن وبيان إعجازه» للدكتور مصطفى الصاوي
الجويني» دار المعارف بالقاهرة» الطبعة الثالثة.
الموافقات» لأبي إسحاق إبراهيم بن موسى الشاطبي (ت۷۹۰ه)ء تحقيق
مشهور حسن آل سلمان» الناشر دار ابن عفان بالحُبّر» الطبعة الأولى ۷١٤٠ه.
مواقف النحاة من القراءات القرآنية من خلال تفسير ابن عطية الأندلسى ›
للدكتور ياسين جاسم المحيمدء دار إحياء التراث العربي»؛ بيروت» الطبعة
الأولى 577١ه.
موسوعة المستشرقين لعبد الرحمن بدوي» الناشر دار العلم للملايين»
بيروت» الطبعة الثانية ٩۱۹۸م .
الموشح (مآخذ العلماء على الشعراء في عدة أنواع من صناعة الشعر)ء لأبي
عبيد الله محمد بن عمران المرزبانى (ت٤۳۸ه)»ء تحقيق على محمد
البجاوي» دار نهضة مصرء الطبعة الأولى 69م ۰
إسمو ]| _الشاصر لالشعري في تفسيرالقرآنالكريم
oY
oA
o۳۹
08 ٠
0١
00
05
الموضح في التفسيرء لأبي النصر أحمد بن محمد السمرقندي الحدادي»
تحقيق صفوان عدنان داودي» دار القلم بدمشق» الطبعة الأولى ۸١١٤٠ه.
الموضح في وجوه القراءات وعللهاء لنصر بن علي بن محمد ابن أبي مريم›
تحقيق الدكتور عمر حمدان الكبيسي » الناشر الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن
الكريم بجدة» الطبعة الأولى 5١5١ه.
موقف النحاة من الاحتجاج بالحديث الشريف › للدكتور خديجة الحديثي,
دار الرشيد للنشر» 5ام.
ميزان الاعتدال في نقد الرجال» لمحمد بن أحمد الذهبي» تحقيق علي محمد
البجاوي» نشر دار المعرفة ببيروت .
الناسخ والمنسوخ في كتاب الله كبك واختلاف العلماء في ذلك؛ للإمام أبي
جعفر أحمد بن محمد النحاس (ت۳۳۸ه)» تحقيق سليمان اللاحم» نشر
مؤسسة الرسالة» الطبعة الأولى 7١5١ه.
النحو وكتب التفسير› لإبراهيم عبد الله رفيدة» نشر الدار الجماهيرية بليبياء
الطبعة الثالثة ٠99١م.
نزهة الألباء في طبقات الأدباء» لأبي البركات كمال الدين عبد الرحمن بن
محمد الأنباري (ت۷۷٥ه)» تحقيق الدكتور إبراهيم السامرائي› نشر مكتبة
المنار بالأردن» الطبعة الثالئة 406١ه.
نزهة القلوب في تفسير غريب القرآن العزيزء للإمام أبي بكر محمد بن عزيز
السجستاني (ت ١ ۳٣۳ه)» تحقيق الدكتور يوسف عبد الرحمن ¿ المرعشلي›
الناشر دار المعرفة بلبنان» الطبعة الأولى ١٠١5١ه.
نشأة الشعر الجاهلي وتطوره (دراسة في المنهج).؛ للدكتور ناصر الدين
الأسد» المؤسسة العربية للدراسات والنشرء بيروت» الطبعة الأولى 949١م.
نشأة النحو وتأريخ أشهر النحاة» لمحمد الطنطاوي» للشيخ محمد
الطنطاوي» دار المعارف بمصرء الطبعة الثانية» بدون تاريخ .
النشر في القراءات العشرء لمحمد بن محمد بن الجزري» أشرف على
تصحيحه ومراجعته للمرة الأخيرة الأستاذ على محمد الضباع» دار الكتب
العلمية» بيروت.
نضرة الإغريض في نصرة القريض. للمظفر بن الفضل العلوي (:ت165ه)ء
تحقيق الدكتورة نهى عارف الحسن» الناشر مجمع اللغة العربية بدمشق»
الطبعة الأولى 94١ه.
ثبت المصادر والمراجع 0
4 _ النقد التحليلي لكتاب في الأدب الجاهلي» للدكتور محمد أحمد الغمراوي.
00٠
05
065
“مه
00
000
005
661
رةه
00۹
0۰
05١
مع مقدمة شكيب أرسلان» الناشر المطبعة السلفية ومكتبتها بالقاهرة» الطبعة
الأولى /751١ه.
نقد الشعرء لأبي الفرج قدامة بن جعفر»ء تحقيق كمال مصطفى» الناشر مكتبة
الخانجي بالقاهرة» الطبعة الثالثة /19١ه.
نقد الشعر عند ابن قتيبة: مصادره» وأثره فى من جاء بعده» للدكتور محمد
حسين» الناشر دار قتيبة للطباعة والنشر بالكويت» الطبعة الأولى 515١ه.
نقض كتاب (في الشعر الجاهلي)؛ للعلامة محمد الخضر حسين» الناشر
المطبعة السلفية ومكتبتها بالقاهرة» الطبعة الأولى 56١ه.
النكت في إعجاز القرآن» للرماني» ضمن ثلاث رسائل في إعجاز القرآن»
تحقيق: محمد خلف الله ومحمد زغلول سلام» نشر دار المعارف بمصر.
الكت والعيون» للماوردي» تحقيق السيد عبد المقصود بن عبد الرحيم» نشر
مؤسسة الكتب الثقافية» الطبعة الأولى 7١5١ه.
مط صعب» لمحمود محمد شاكرء الناشر مطبعة المدنى بالقاهرةء الطبعة
الأولى 5١51١ه. ١
النهر الماد من البحر المحيط. للإمام أبي حيان الغرناطي الأندلسي
(«ت55لاه)» تحقيق الدكتور عمر الأسعدء دار الجيل» بيروت» الطبعة
الأولى ١١١٤١ه.
نوادر المخطوطات» تحقيق عبل السلام هارون» دار الجيل› بيروت » الطبعة
الأولى ١١5١ه.
الكتاب العربى» الطبعة الثانية ۸۷١١ه.
الهحاء والهحاءون في الإسلام» للدكتور محمد محمد حسين › الناشر دار
النهضة العربية» بيروت.
الوجوه والنظائر لألفاظ كتاب الله العزيز»› لأبى عبد الله الحسين بن محمد
الدامغاني (ت۷۸٤ه)» حققه محمد حسن أبو العزم الزفيتي» الناشر وزارة
الأوقاف المصريةء» ١١٤١ھ
الوحشيات (الحماسة الصغرى)› لأبي مام الطائي, علق عليه وحققه
عبد العزيز الميمنى» وزاد فى حواشيه محمود محمد شاكر» دار المعارف
بالقاهرة» الطبعة الثانية بدون تاريخ .
6 (لشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
- الوساطة بين المتنبي وخصومه» للقاضي علي بن عبد العزيز الجرجاني»
تحقيق وشرح محمد أ بو الفضل إبراهيم. وعلي محمد البجاوي» دار البابي
الحلبي للنشرء الطبعة الأولى 4ه
۳ _ الوسيط في تفسير القرآن المجيد للواحدي» تحقيق عادل أحمد عبد الموجود
وآخرين» نشر مكتبة دار البازء الطبعة الأولى 6١5١ه.
64 9 وضح البرهان في مشكلات القرآن» لبيان الحق النيسابوري» تحقيق صفوان
داودي» نشر دار القلم والدار الشامية» الطبعة الأولى ١٠5١ه.
6 _ وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان» لأبى العباس أحمد بن محمد بن خلكان
(مت١58ه)2 تحقيق إحسان عباس › الناشر دار الثقافة بلبئان» بدون تاريخ .
حكم الشعر neee * 1ك
حكم الاستشهاد بالشعر في التفسير العا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا اا ا ا ا ا ا ا ا 101
المسائل التي تشهد لها 11060000
الباب الأول : الشعر وموقف السلف من الاستشهاد به في التفسير eens
الفضل الأول: الشاهد الشعري 0 ص53
المبحث الأول: تعريف الشاهد الشعري 11111111
أولاً: التعريف 000 0 ”13#
الشاهد لغة 3111010000
الشاهد الشعريٌ اصطلاحاً ل 11111 1 531350101001
ثانياً: معنى التمثيل»ء والفرق بين الشاهد والمثال ك0
ثالثا : معنى الاحتجاج 00 7ك
رابعاً : نشأة مصطلح الشاهد 1111010000
المبحث الثاني: أنواع الشواهد الشعرية 111000100001000
053731360173611 الشواهد اللغوية ١
؟ الشواهد النحوية 33601601010
۳ _ الشواهد الصرفية ا 331101110ظ3
1353#3#011111010900 الشواهد الصوتية ا - ٤
13316100001010 الشواهد البلاغية ه
الموضوع الصفحة
5 - الشواهد الأدبية nat ةي 1 1 1 1 1 1 1 121 121 1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 0
۷ _ الشواهد التاريخية sssssacssessssseseeenueesesesesseassessesas ann 127000[
۸ - الشواهد المشتركة nenns 12 1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 0
المبحث الثالث: الشاهد الشعري المُحتحٌ به في التفسير 000 إل
أولاً المعيار الزمنى ااا[ 0
ثانياً - المعيار المكانى ااا 1 1 1 1 1 77
ثالثاً المعيارٌ القَبَليُ ase 07
المبحث الرابع: عيوب الشاهد الشعري عند المفسرين 00ل
القسم الأول: العيوب المسقطة للشاهد الشعري لومم NV
- الطعن في الشاهد الشعري بالوضع أو الصنعة ل VV
القسم الثاني : العيوب المضعفة للشاهد الشعري لمم مه ممه ممه ممه مهلم .0 VV
المبحث الخامس : مصادر الشعر المحتج به ا 1 اا
أولا: المصادر المباشرة 000 ا
ثانياً: المصادر غير المباشرة nesses يي ةي ةذ ذ[ذ[ذ1ذ[ز[ز ز[ [ [ [ [ [ [ [ [ [ [ [ [ [ [ 0
المبحث السادس : صلة الشاهد الشعري بالتفسير اللغوي مهمع على VAV
أولاً: الاستدلال بالشاهد الشعري على المعنى اللغوي م VE
ثانياً: الاستدلال بالشاهد الشعري لبيان أساليب القرآن 0
ثالثاً: الاستدلال بالشاهد الشعري للحكم بعريية الألفاظ والأساليب . ٠٠٠
رابعاً: الاعتماد على الشاهد الشعري في توجيه القراءات 10100
المبحث السابع: الرد على التشكيك في الشعر الجاهلي وخطره على
تفسير القرآن يي ة ة ة 1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 0
التشكيك فى الشعر الجاهلي بين القدماء والمعاصرين sesusesesseeenns ل
الرد على المشككين في صحة الشعر الجاهلي 01
الفصل الثاني : الاستشهاد بالشعر في التفسير وموقف السلف منه Y۹ sas.
المبحث الأول: منهج الصحابة في الاستشهاد بالشعر في التفسير 10000
أمثلة من تفسير الصحابة واستشهادهم بالشعر ممعم موه ممم ل YE
المبحث الثاني : مسائل نافع بن الأزرق لابن عباس لمم ممم YOO
مادة المسائل ال
الموضوع الصفحة
مصادر مسائل نافع بن الأزرق ورواياتها اذ 0غ
- المسائل في كتب التفسير وما تعلق به لومم مم مه مم ممعم مم ل YOV
- المسائل في كتب الحديث ا 1 1 1 1 1 1 1 1 0
المسائل في كتب الأدب 00 0
- المسائل عند المعاصرين 0 PE
روايات المسائل 00 0 ال
أولاً: نقد الأسانيد لاا
ثانياً : نقد متن المسائل 12110001
مسائل الإمام الطستي enna 2 2 2 12 2 121 1 1ذ1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 اا
منهج عرض المؤلفين والمفسرين للمسائل ا ال
منهج الاستشهاد في المسائل ةيآ 1ذ1ذ1ذ1[ذ[ذ[ذ1[ز[1[ز[ز[1[1[1[1[ 1[ YAV
أثر مسائل نافع بن الأزرق في كتب التفسير لمعمل ممع ممه عمو 74
المبحث الثالث: منهج التابعين وأتباعهم في الاستشهاد بالشعر في التفسير . ۲۹٤
أبرز من عني بالاستشهاد بالشعر من التابعين ممم م ومو مولومل FAA
- موقف التابعين من الاستشهاد بالشعر على التفسير ا O
أتباع التابعين ا ا
منهج التابعين في الاستشهاد بالشعر في التفسير ممم مه مم مم 0 YON
الباب الثاني: مناهج المفسرين في الاستشهاد بالشعر وأثر الشاهد الشعري في
VY 1000000 التفسير
الفصل الأول: مناهج المفسرين في الاستشهاد بالشعر ممعم 10
المبحث الأول: منهج المفسرين في إيراد الشاهد الشعري I sesseesssessssennss
أولاً: التمهيد للشاهد الشعري ووم و مما 1
أولاً: التقدمة الْمَيََة ا ا 111111 7غ
الأولى: أن يكون هذا البيان تاما مومه ممه ممم PNY
بيان موضوع الشاهد ا ة2ة 2 2 1 2 2 12 2 12 1 1 0000
إنهام نسبة الشاهد المشهور sas neaeesanae 12 121212121 1 1 1 1 1 ا ااا(
نسبة الشاهد في مواضع دون أخرى ممم ممه مم وم مم ممم 1
تشابه أسماء الشعراء 1212 1 1 1 1 1 1 1 1 1 1ذ 1 1 1 1 1 1 1 1 ا
۳۲٦
الوّهَمْ فى نسبة الشاهد 000000 53*60
اه اهر للشعري في تفسيرالقرآنالكريم
الموضوع الصفحة
الثانية: أن يكون هذا البيان ناقصاً 1 اا
النسبة إلى جنس القائل 00 1 1 1 1 1[ ا اا
نسبة الشاعر إلى قبيلته الا 1 1 اا
الاقتصار على ذكر من أنشد الشاهد من الرواة ممم ممه ممما عل ل ا
ثانياً : التقدمة المُبهمة الا 1 1[ 1 1 اا
ثانياً: الاكتفاء بالشاهد الشعري دليلاً ااا
صور الاكتفاء بالشاهد الشعري 000 ا
الأولى: ما ورد له شاهد واحد s ممه مم مه مم ممم م مهمه مم مه ممم ممم مه مط 6 لاسا
الثانية: ما ورد له شاهدان eens ة ة ة ة 2 1 1 1 1 1 1 1 1 اا
الثالثة: ما ورد له ثلاثة شواهد فأكثر ممه ممه ممه ممه مم مه ممم م اا
ثالثاً: إيراد الشاهد الشعري مع شواهد أخرى غير شعرية ا
تقديم الشاهد القرآني على غيره يي ةي 1 ذ 1 1 1 1 1 7
تقديم عدد من شواهد القرآن على الشعر اذ[ ااا
تقديم الحديث على الشاهد الشعري ممه وموم ممم ممم PEA
تقديم الشاهد الشعري على غيره 1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 7 0%
تقديم أقوال العرب على الشاهد الشعري اا POY
إيراد الشواهد الشعرية على غير ترتيب ممه م م ممم ممه مل POY
١ إيراد الشواهد الشعرية مع شواهد القرآن اران
؟ إيراد الشواهد الشعرية مع شواهد من الحديث LR
۳ - إيراد الشواهد الشعرية مع شواهد من كلام العرب لمعم POV
رابعا: إيراد جزء من الشاهد الشعري ا 1 1 1 1 1 1[ 1 07 ا
إيراد شطر البيت ا ةي 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 1 0
إيراد ما يزيد على الشطر اي ةي ا
إيراد جزء من شطر البيت 00 اا PNY
إيراد جزء من صدر البيت وجزء من عجزه قوم مف فقوم ممم مم ملعملل ل FO
إيراد جزء من بيت وما يرتبط به من بيت آخر 0
الاستشهاد بجزء من قصيدة ااا 1 1 1 ا
خامساً: العناية بالروايات المختلفة للشاهد الشعري PIA sessseessseeseeseennnn
سادساً: تقل الشاهد الشعري عن المتقدمين 0
4 ۱ ضو عات
عرس الوصو ا ااا لل بسي 484
الموضوع الصفحة
سابعاً: عدم تكرار الشواهد الشعرية 1 1000
ثامنا: مراعاة السياق في إيراد الشاهد الشعري م مما PVV
المبحث الثاني : مدى اعتماد المفسرين على الشاهد الشعري في التفسير ١7
أولاً: اعتماد المفسرين على الشاهد الشعري لمم PAY
أهمية الشاهد لي ةي 2 2 2 2 2 2 2 212 2 1 1212 1 1 1 1 1 1 1 1 اا
حاجة المفسر إلى الشاهد الشعري يي ا 1[ 1 1 1[ 1[ 77
عناية المفسرين بالشعر وحفظه للاستشهاد ممعم ممم موه ممم مولن FAQ
عدم الالتفات إلى موضوع الشواهد 00000 اا
ثانيا: مدى اعتماد المفسرين على الشاهد الشعري في التفسير FAV sa...
عدد الشواهد الشعرية في كتب التفسير ا 0
كثرة الاعتماد على شاهد شعري مفرد في كثير من المسائل OT
الأمثلة على انفراد الشعر بالدلالة e ss ssesessessesssneesseeesnsene nnn
الاعتماد على الشاهد الشعري بتقديمه على غيره من الشواهد e ens
استيفاء جوانب الاستشهاد فى الشاهد الشعري ا اال
مدى اعتماد الشاهد الشعري فى تفسير الطبري 11 0077
أولاً: اعتماد الطبري الشاهد الشعري في تفسير اللفظة الغريبة 00ل
ثانياً: اعتماد الطبري الشاهد الشعري فى المسائل النحوية NY csesessennss
ثالثاً: اعتماد الطبري الشاهد الشعري في شرحه لنظم الآية EVO enn
رابعاً: اعتماد الطبري الشاهد الشعري في إيضاح بلاغة الآيات 1
مدى الاعتماد على الشاهد الشعري فى تفسير الزمخشري للم ...اقلا
أولاً : اعتماد الشاهد الشعري فى الاستشهاد للمعنى ملمم ةالول مولن ءءء اقاة
ثانياً : اعتماد الشاهد الشعري فى تفسير اللفظة الغريبة EY assess
ثالثاً: اعتماد الشاهد الشعري فى توجيه الآية َحوياً CY cesses
رابعاً : اعتماد الشاهد الشعري فى بيان بلاغة القرآن 000 CTY
خامساً: اعتماد الشاهد الشعري في توضيح اشتقاق الألفاظ EY assess:
مدى الاعتماد على الشاهد الشعري في تفسير المحرر الوجيز CTY assess
أولاً: اعتماد الشاهد الشعري فى النحو والإعراب 100
ثانياً : اعتماد الشاهد الشعري في بيان بلاغة القرآن 00
ثالثاً: اعتماد الشاهد الشعري فى نسبة اللغات للقبائل EY cesses
الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
| 58و
الموضوع الصفحة
رابعاً: اعتماد الشاهد الشعري في شرح الغريب الع
خامساً: اعتماد الشاهد الشعري فى مسائل الصرف 0
مدى الاعتماد على الشاهد الشعري في تفسير القرطبي EYe assesses
أولاً: اعتماد الشاهد الشعري فى تفسير الغريب ...... NS
ثانياً : اعتماد الشاهد الشعري فى تأصيل القواعد النحوية ممع لاع
ثالثاً : اعتماد الشاهد الشعري في مسائل الصرف E
رابعاً: اعتماد الشاهد الشعري فى إعراب الآيات EYE esses
خامساً : اعتماد الشاهد الشعري فى بيان بلاغة الآيات اد
شعراء شواهد التفسير 0 ااا
قبائل شعراء الشواهد عند المفسرين 211111
المبحث الثالث: منهج المفسرين في شرح الشاهد الشعري وبيان دلالته
على المعنى ا 1غ
أسياب الحاجة إلى شرح الشاهد الشعري nes اال
أولاً: غرابة الألفاظ anand ة 1 1 1 1 1 1 1 1 7
ثانياً: غرابة التركيب 10000
انفراد الشاهد الشعري عند الاستشهاد به عن بقية أبيات القصيدة ...... 504
الجهل بموضوع الشاهد ومناسبته ا 2
خفاء معنى كثير من لغة العرب لموت أهلها ا 000 2ظظ
منهج المفسرين في شرح الشاهد الشعري وبيان دلالته على المعنى ... 6355
أولا: شرح المفردات يي ة 2 12 1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 100
شرح المفردات الغامضة sees ةذ[ 0 1غ
بيان اشتقاق المفردة 0 1 EVE
العناية باختلاف روايات الشاهد وشرح مفرداتها EVO esses
ثانيا: شرح التراكيب ا اطغ
الأولى: الاكتفاء بذكر الشاهد nan 2110
أولاً ما يعرف معناءٌ من مبناه وسياقه ال1ذ111ا21[00
ٹانیاً - ما لا يعرف معناه من ظاهر ألفاظه وتر کیبه SS
الثانية: تحليل تركيب الشاهد وشرحه وبيان علاقة معناه بالآية CAN assassss
۸0
أثر الإعراب فى معنى الشاهد 531110000010000
فهرس الموضوعات EN
الموضوع الصفحة
ذكر الأبيات المرتبطة بالشاهد 00000 0ك
تعيين موضع الشاهد من القصيدة ا 2 2 2 2 2 1 1 1 1 1 1 1 1 اا CAT
ثالثا: حول الشاهد 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 121 1 1 1 1 1 1 1 1 7
ذكر آخبار قائل الشاهد ة 12 1 1 1 1 1 7
تحديد موضوع الشاهد الشعري 0000 ا
ذكر الأخبار حول الشاهد ال بب00 7
سمات شرح الشاهد الشعري عند المفسرين 0ك
أولاً - شرح الشاهد قبل إيراده 1غ
ثانيا - شرح الشواهد الفرعية ةي 2 1 1 2 2 2 2 2 2 2 1 1 1 1 1 1 1 1 7 {QO
ثالثاً - شرح الشاهد الأول وإغفال ما بعده 077
رابعا التكرار للشرح الي 1 1 1[ 007
الاختلاف في شرح الشاهد الشعري لاك
أولاً: الاختلاف فى معنى الشاهد ا 0
ثانياً : الاختلاف فى دلالة الشاهد 0000 ا
ثالعاً : الاختلاف فى وجه الاستشهاد 0
تغليط المفسرين للشعراء 1 1 ز 1 1 1ز 1 1 1 ا
الاضطراب في شرح الشاهد الشعري عند المفسر الواحد ONE wuss
أنواع شروح الشاهد الشعري ns يي ة 1 1 1 1 1 1 1ز 1 1 1 1 1 1 1 1 1 7ك
أولاً: الشرح اللغوي nes اي ذ ذ[ذ ذ 1 1 ز1 ز[ ز ز ز 1 1ك
ثانيا: الشرح النحوي ا ة2ة2 2 1 1 2 1 1 1 12 12 1 2 12 1 1 1 1 1 1 ا
ثالثاً : الشرح الأدبي ا ةي ةي 2 2 2 2 2 12 1 12 1 1 2 1 1 1 1 1 1 1 1 1 الك
رابعاً: الشرح البلاغي 0 110000
التأثير المتبادل بين المفسرين وشراح الشعر اذا
المبحث الرابع: منهج المفسرين في توثيق الشاهد الشعري OVA asasressessssens
شروط قبول الشاهد الشعري 0000 7
١ أن يكون القائل مِمّن يحتج بشعره 000
۲ - شهرة الشاهد وذيوعه بين العلماء ال[ 10007
١ - ثقة رواة الشاهد الشعري 111[ اا
o۳٦
1210011000000 ألا يحتمل الشاهد التأويل - ٤
(لشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
ل ۹۲
الموضوع الصفحة
منهج المفسرين في توثيق الشاهد الشعري ا 12 1 1 1 1 1 1 1 اا Of
الأول: توثيق الشاهد من حيث الرواية ا 1 1[ 1 1[ ا
نسبة الشاهد لقائله اك
نسبة الشاهد إلى القبيلة إذا تعلق الاستشهاد باللهجة OO nen
الوهم في توثيق الشاهد ا 0ك
نسبة الشاهد إلى الرواة 0000 ا
نسبة الشاهد إلى الكتب والدواوين ا 0
الثانى : توثيق الشاهد من حيث الدراية ا 000
ضبط رواية الشاهد 0 7
رد الرواية المشكوك فيها 0 ا
إيراد الروايات الأخرى إذا دعت الحاجة ا 1 1 o
انفراد المفسر برواية للشاهد N
التنبيه على ما قد يعتريه من التصحيف ا 0 00
المبحث الخامس : أغراض إيراد الشاهد الشعري عند المفسرين الالاة
الغرض الأول: الاستشهاد ا 000 ا
أولاً : الاستشهاد اللغوي ا 15151515151 1 ااال
الاستشهاد لبيان معانى المفردات 0
الاستشهاد للتفريق بين المعانى المشتركة اذ 1 1[ 07
الاستشهاد لبيان اشتقاق المفردات ا 1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 اااي
الاستشهاد للصيغة لا للمعنى ا ة 2 2 1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 7
الاستشهاد لبيان اللغة الفصيحة فى اللفظة ا اا
الاستشهاد لتوجيه القراءة من حيث اللغة ا 1 1 ااا
الاستشهاد لما يصح أغة لا قراءة 0 ا OAV
الاستشهاد بالشواهد على المعانى الغريبة ااا OQ
الاستشهاد لبيان ورود اللفظة فى اللغة مم 600 OQ
ثانياً : الاستشهاد التحوي ss 0
. الاستشهاد للقاعدة النحوية أو لما خرج عنها OV ssa
الاستشهاد للتوجيه الإعرابي ا 0
الاستشهاد للوجه المرجوح 00 اا TY
فهرس الموضوعات
الموضوع
ثالثاً: الاستشهاد البلاغى 1#
الغرض الثاني : التمثل بالشعر 23510011111
الفصل الثاني : مناهج أصحاب كتب المعاني والغريب Sassen enna
المبحث الأول: المقصود بأصحاب كتب (معاني القرآن) و(غريب
القرآن) 110
ب التعريف الاصطلاحي 1 33070
أكثر المفسرين ذكرا لعبارة أهل المعاني 53111101111111
المقصود بأهل المعانى عند المفسرين 201111111100
المطبوع من كتب معاني القرآن 1101010101111
ثانياً: كتب غريب القرآن 31000000000000
أ التعريف اللغوي 011100000000
ب - دلالة الغريب موه موو وو وم وميد ةوهو ووو و هده مم ه ووه ون هوي ورور وو مويو هري ةهدر ررم وم مل م ةي ية
ترتیب كتب الغريب 0 16101101011101010110101010909
المبحث الثانى: الفرق بين كتب (معانى القرآن) وكتب (غريب القرآن) ..
انيا : منهج الشرح 00 لم210
أمثلة من عناية أصحاب كتب غريب القرآن ببيان التركيب 0
- أمثلة من عناية أصحاب كتب معانى القرآن ببيان المفردات 0
ثالثاً: الاستشهاد بالشعر 1010101011000 1 ”53#
المبحث الثالث: منهج أصحاب معاني القرآن وغريب القرآن في إيراد
الشاهد الشعري 33*50
أولاً: مقدار ما يورد من الشاهد الشعري اطغ
إيراد البيت تاماً 1111000
إيراد بيتين متتاليين من الشعر 360000090900
إيراد شطر من البيت ققمه ومو وم مومه ممه مم ممم مم ممم ممم م فم مم و ممم ممم ممم ممم ممم مهمون
اا لثاهر لشي في تفسيرالقرآنالكريم
الموضوع الصفحة
إيراد موضع الشاهد من البيت 14151 1 TON
ثانيا : مو ضع إيرادهم للشاهد الشعري 01011 0
الثا: منهجهم في عزو الشاهد الشعري cessssssessssessssesnarsnsnann نا
رابعا: بيان مناسبة الشاهد الشعري قبل إيراده ا 00007
خامساً: شرحهم للشاهد الشعري 111000 0077
المبحث الرابع: مدى الاعتماد على الشاهد الشعري عند مؤلفي كتب
معاني القرآن وغريب القرآن ا 2 2 1 1 1 1 1 1 1 1ذ 1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 07
أولاً: اعتماد أصحاب المعانى والغريب على الشاهد الشعري ارون
ثانياً: مدى اعتماد أصحاب المعاني والغريب على الشاهد الشعري ... 41
عدد الشواهد الشعرية فى كتب معانى القرآن وغريبه لمم م م م ل 0 TAY
الاعتماد على شاهد شعري مفرد فى كثير من المسائل 1
استيفاء جوانب الاستشهاد فى الشاهد الشعري ممعم وم له
شعراء شواهد كتب معاني القرآن وغريبه اا 0
مدى اعتماد الشاهد الشعري فى مجاز القرآن لأبى عبيدة 0 3184
مدى الاعتماد على الشاهد الشعري في معاني القرآن للفراء TQ aaa
مدى الاعتماد على الشاهد الشعري في تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة .. ٠٠١
مدى الاعتماد على الشاهد الشعري فى غريب القرآن لابن قتيبة 000
قبائل شعراء شواهد كتب معاني القرآن وغريبه ممم ممم Ve
المبحث الخامس: منهج أصحاب معاني القرآن وغريب القرآن في توثيق 2١ .
الشاهد الشعري يي ةي ةي ية 2 ااا
القسم الأول: توثيق الرواية 10[ 11#111إظ
نسبة الشاهد إلى قائله ي ية 2 1 2 2 2 2 2 2 12 1 1 1 1 1 1 00
منهج أصحاب كتب الغريب والمعاني في نسبة الشاهد الشعري لقائله ۷٠۳
نسبة الشاهد إلى القبيلة 2 1 2 2 2 2 2 2 2 2 12 1 1 1 1 1 1 ا A
نسبة الشاهد لمن أنشده من العلماء والرواة ممم ممم ممم مه ممم مل 4 للا
نسبة الشاهد إلى الكتب والدواوين اذ لظ
القسم الثاني : توثيق الشاهد الشعري من حيث الدراية رفي
عنايتهم برواية الشاهد الشعري والانفراد بالرواية VYY csssussssesssesssssenes
ردّهم للشواهد المصنوعة ااا اا
#دس كوخ وخ -- ل _
الموضوع الصفحة
المبحث السادس: الفرق بين منهج آهل المعاني والغريب والمفسرين
في توظيف الشاهد الشعري في التفسير 000 ا
أولاً: التقدم الزمني لكتب الغريب والمعاني مم 14
انياً: رواية أصحاب الغريب والمعاني للشعر عن العرب assssssasennnn ار
الثاً: الشواهد الشعرية في كتب التفسير أكثر منها في كتب الغريب
والمعاني Sess Sse ا
المبحث السابع: أغراض إيراد الشاهد الشعري عند أصحاب كتب
معاني القرآن وغريب القرآن اية 2 1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 ا VEY
الغرض الأول: الاستشهاد eee ةي 1 1 0 ااا VEY
أولاً: الاستشهاد اللغوي يي ةذ ذ[ 1 ا ا ااا
الاستشهاد لإيضاح غريب التفسير لا غريب القرآن 0 VET
انيا : الاستشهاد النحوي ا ك0
الثاً: الاستشهاد البلاغي nenn ي ةي 1 ذ 1 1 ذ 1 ز 1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 1ط
أولاً: أمثلة الشواهد البلاغية في كتب الغريب لظ
ثانياً: أمثلة الشواهد البلاغية في كتب المعاني لو 87/4
الفصل الثالث: أثر الشاهد الشعري في التفسير ممم
المبحث الأول: أثر الشاهد الشعري في إيضاح وبيان المعنى في
التفسير ا ا
أولاً: بيان معانى المفردات القرانية ذا
ثانياً : بيان معانى التراكيب القرآنية 211010
الأولى: موازنة المعنى الذي تدل عليه الآيات القرآنية بالمعنى الذي
يدل عليه الشاهد 00 اال
الثانية: إيضاح الآية بذكر الشاهد مباشرة اا
المبحث الثاني : أَثَّرُ الشاهدٍ الشعري في توجيه القراءات والاحتجاج لها
في كتب التفسير اا
أثر الشاهد الشعري في كتب الاحتجاج للقراءات ممم مالالا
أثر الشاهد الشعري في توجيه القراءات في كتب التفسير VVV cusses
أثر الشاهد الشعري في توجيه القراءات من حيث اللغة مم VV
أولاً : أثر الشاهد الشعري في تصحيح القراءة المتواترة لغةَ VV۹ ssssasssssns.
ها _الشاضر لشي في تفسير القرآن الكريم
الموضوع ظ الصفحة
ثانياً : بيان المعنى اللغوي للقراءة لظ
ثالثاً: أثر الشاهد الشعري فى بيان ما وافق لهجات العرب من القراءة .... ۷۸١
أثر الشاهد الشعري فى توجيه القراءات الشاذة من حيث اللغة 5
أثر الشاهد الشعري فى توجيه القراءات من حيث الإعراب VAT uuuussessass
أثر الشاهد الشعري فى بيان الوجه الإعرابى للقراءة المتواترة 20000
أثر الشاهد الشعري فى بيان الوجه الإعرابى للقراءة الشاذة هما
المبحث الثالث: أثر الشاهد الشعري في الجانب العَقَديٌّ عند المفسرين ۷۹١
استواء الله على عرشه 000000000 0 1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 77 A*\
صفة اليد يي ةي 1 1ذ1ذ[ذ[ذ1[ذ[ذ[1[ذ[1[1[1[1[1[1[ذ1[ز[1[1[1[1[1[ز[ز[ ز[ ز[ ز ز [ [ [ 0007
صفة الكرسي 0
المبحث الرابع: أثر الشاهد الشعري في الجانب الفقهي عند المفسرين .. ۸٠١
المبحث الخامس: أثر الشاهد الشعري في الترجيح بين الأقوال في
التفسير اااي 1 1 ا AYE
أولاً: الترجيح بين الأقوال في تفسير اللفظة القرآنية AYO wsssussssasssseseneses
انياً: الترجيح بين الأساليب anne ةي اا
ثاثا : الترجيح بين القراءات واختيار إحداها ممم ATE
المبحث السادس: أثر الشاهد الشعري في بيان الأساليب القرانية ام
المبحث السابع: أثر الشاهد الشعري في نسبة اللغات للقبائل في كتب
التفسير ا 00909909090900--4101 ]4 1 1 2 2 2 2 2 2 2 2 2 1 1 1 1 1 1 1 1 1 ا
المبحث الثامن: أثر الشاهد الشعري في الحكم بعربية بعض الألفاظ
وفصاحتها 0090--20 2 2 2 2 2 12 12 1 12 1 1 ا AVY
المبحث التاسع: آثر الشاهد الشعري في بيان الأحوال التي نزلت فيها
الآيات اي ةيةية2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 0 2 1 1 1 1 1 1 1 1 1[ 1 1 1[ 1 7 AA!
المبحث العاشر: أثر الشاهد الشعري فى معرفة الأماكن فى كتب
التفسير 111100 0000
المبحث الحادي عشر: صلة الشعر الجاهلي بإعجاز القرآن الكريم AE sss...
خاتمة البحث ا 0
ثبت المصادر والمراجع لاي 0 00
فهرس الموضوعات 11110000
ثم
0
9 و
WWW. moswarat. COM
v.moswarat.con
Our هق
0م ن زو یہی
| 10ت بارا 5 ت 3 . WWW